كاتب الموضوع :
غَيْهَب ،
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: العين الملعونة صبت جام غضبها عليّ فأحببتك
ملاحظة:هذهِ اللعنة قصيرة بعض الشيءِ ، بسبب ظروف خاصة جدًا...التمس العذر...
اللعنة : الرابعــة...
التناقضات
فشلت جميع محاولاتي
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
مازلت تتهمينني
كأني هوائي المزاج , ونرجسي
في جميع تصرفاتي
مازلت تعتبرينني
كقطار نصف الليل .. أنسى دائما
أسماء ركابي , ووجه زائراتي
فهواي غيب
والنساء لدي محض مصادفات
مازلت تعتقدين .. أن رسائلي
عمل روائي .. واشعاري
شريط مغامرات
*نزار قباني*
خُروجها وهِيَ تشهق ، كأنهّا قد جُنّت ...!
أو قُتلِت...أو خُطفت....أو ....ضاعَت ...!
والأخِيرة هِيَ الصائبة ....ضاعَت....بلا مصير...
وجَدها تجثُو أرضًا على ركبتيَها ، وتنَادِي بحنَين...
وتنَادِي بأسَف...بضعفُ ...تناجِي الله باكية....حتى انها من هول الامر..
نسيت ان تغطي لثامها على وجهها البريء الجميل....
أمام باب الفندق كانت تبكي ...ككومة قش مذمومة...
صرّحت عن مدى أسفها...وهي تصرخ وتستحث صديقتها على ما اعتقد...
فهي تدعى بنجلاء....تستحثها بأن تنكر حقيقة الامر....امي طريحة الفراش...؟
لم تممت بعد...؟...أليس كذلك...؟؟!
لكن الحقيقة ...لاتنكر....صرخت بضعف وهي تعبر عن مدى ضياعها....
أصيل بحزن وشهقات متتابعة:يـــــ...ــمه...تعالـ...ـي ماسديــ...ـت الدين...
يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه....ي مــــــــــه......ماسديت الدين...لاتحمليني
اوزاره لحالي...يمــــه....آآآآآهـ.....يمــــــــــــــــه
بدَأت كالمجنُونَة تقضُم أضافِرها...
وتهزّ كطفلة وهي تبكِي وتناجِي بخفوت...
...ويكأنّها تحدث والدتها...الحضن الحنون...الذي مات ولم تسعده بسد الدين...
تعاني الضياع...بلا ام...بلا اب...والآن...بلا هوية...!!
*
أمّا عن ذاك الرجل...الذي قد توسّعت عينَاهُ بصدَمة..
كأنها صعقة كهربائية ...أفتكت عظامه بكل قساوة....!!!
دُهش...مالذِي يبكي بنت بلادهـ...هل نست ان تضع اللثام على وجهها ...؟؟!
من ذا اللذي مـــات...ان لله وانا اليه لراجعون...
تقدّم بخفوت ...ونزل الى مستَوى تلك التي تجثو الارض ركبتيها...
تحتضن بقوة*شيلة*والدتها ...الممتلئة برائحتها...كادت ان تجرح انفها...
تحاول ان تصنع من هذا الشيء حضن...كحضن والدتها...
غادرت بلادها وهي لم تودع امها حق الوداع...لم تشبع غريزة جوعها بعد...
لم يكن لديها المعرفة بأن هنالك رجل جلس امامها...
لكنها دهشت بصوته حينما قال:ان لله وانا إليـــه راجعون...
أصيل بضياع:مـــــــــــاتت ..ومـــاتوا اهلي كل ابوهم بموتها...
آدم:أصيــل قولي لا اله الا الله..قومي صلي ركعتين ...
قربي من ربك لاتبكي...امك راحت وهذا يومها...حتى لو انتي جنبها...
أصيل بشهقة:أنا رجلـــي نحس...من يوم رجلي وطت على هالبلاد امي راحت...
*اختنقَ صوتهَا تأهبًا* يــاليتني سمعت لكلامها وبقيت معها...ياليتني ماقلت لها اني رايحة
اسد الديــــــــن...يــــــــــارب لاتسلط علي من لا يرحمنــي...
آدم بتأثر دُهِشَ حينمَا طرأَ موضوع الدّين...
هَذهِ الفتاة ستثِير جنُونه....!
لم تأتِ لتجنِي المَال وتربِيه لنفسهـا...
جاءت لدين مــا ...وما هذا الدين....!
آدم وصوَتهُ بدأ يختنق لأنّه تذكر انه يومًا ما بكَى
على وِحدَتهِ وحيدًا فِي زاوية الغرفَة...كان يطأطأ رأسَه أمام من لديهَم
عائلة تضمّ ابنائهم من كل الضّواحِي...كان يبكِي في فراشه حينما كان طفلاً...
هو يعَلم ان فقد الأحبّة كفقد الروح لِ صاحبها...
نظر للسمَاء حاول ان يمسك تِلك الدموع التِي لن تنزَل فقال:أصيــل..
صلي ع النبي...انتي الصابرة المؤمنة..خلاص قومي غسلي وجهك..
وروحـــي صلي لربك....
أصيل بألم:وش وضعي هنــا....؟؟!
أنا جيت أسد دين ابوي واخففه عن كتوف امي...هالحين وش ابي بالفلوس..؟!
*بتَعب ووجه مقشعَر من الفراق* اخوي لو تبي خدمـة اذكرك فيها بالخير...
كلم استاذ محمد يبعدني عن هالنظـــام....
آدم:أصيـــل استهدي بالله...مايصير يابنت تعذبين حالك ...
امك ذراريها الجنة ان شاء الله...
هَزت رأسها بحزن..طأطَأت رأسها ،
أغمَضت عيناها...موجَة بردٍ قارصَة جعلت من جلدها يقشعَر ألماً..
قلبهَا يعتِصر...دموعها الحزينة تحتضر...روحَها تمتلأ بجرعَاتِ الألم...
شفتاها ترجفَان بحنق...عقلها الباطن يوجهها إلى ان تركل الحيَاة بعيدًا...
وان تتوجه لتدعو لأمها بالجنة...إبتعدَت عن شريكهَا...
الذّي وقف على رجلِيه وبخفة قامَ بإرجَاع شعره إلى الخلف وهو ينظُر لهَا..
يزفُر زفيـــرًا مختنقًا بأكسجيــن مخادعً ..وهمي...ولا شيء...!
لحقَها ليوشَك انها لازالت بِخير....
كَانت تشهق بعمق...تخرجها من صميم قلبها...
روحها الساخرَة تقهقه ألمًا على نفسها...
فقد امها ..كقرطي طفلة انتزعهما البائع بقوة حتى ادماها...بقوة....!!!!
إلتفت إليه وهي تهز رأسها بمَعنى*لازلت أتوّجع* ....!
ذهب خلفها بشكل آلِي...وهو لايعي ان كان حقا يلحقها اولا ...
الحقيقة هو لديه الفضول الكافي كي يشبع فضوله...
توقفت امام باب فندقهَا ، الحارس المجنون منعها بقسوة:الخروج في هذا الوقت
والدخول مرة اخرى ممنوع...هذهِ من قوانين الفندق...!
أصيل بتعب والم ودمُوعها الجميلة أشرقت من عينيها كشمس للألم:
أرجـــوك...أنا أتوجع....هل لك ان تفتح البـــاب حتــ....
بغضب قال:هذهِ القوانِين قد طرأت على جميع فنادق باريس...
المجرمين في هذا الوقت يجازفون بالمجيء...ونحن لم نظمن بعد ان كنتي مواطنة
ام مجرمـــة
أصيل بعصبية مفرطة وهي تبكي:إفتح البـــــــاب والا كسرته...
لم يقبل بذلك ولم يسمَح لها...فعلاً هذا هو الحي ذو الأردَى خدمات سكنية...!!!
حاولت ان تفتح باب الفندق بقوة...الا انه رماها بعنف على الطريق وبقسوة,..
سقطت تبكي وهي تضع يديها على مكَان الألم...ولكن هذا ماهو الا الم وهمي سيختفي قريبًا..
من ذا اللذي سيمسح عنها ألم إفتقاد تلك المرأة البدوية...أمــــــــــــــــها.......؟؟؟؟؟
ضغطت على مكان الألمَ بقوة..وهي تعض على شفتاها...
جلست امام باب الفندق حتى يسمح لها بالدخول....
ذاك الرجل المدعو بـ آدم قد جاء كي يغضب من هذا الرجل:
ســــــــــــأقدم شكـــوى عن هذا الفندق الملعون...
إلتَفت إليها مفصحًا عن رأيه:أصيـــل...تفضلي معي...
انا راح احجز لك جناح بالفندق اللي انا فيه...
لم تَكن تصغِي اليه بقدر ماكانت تذرف الدموع...
انا لم اشعر بغربة قط...فما هذا الشعور الذي يؤرقني؟؟!
الحقيقة : ، الشعور ماهو الا لوَعة فراق امها...!!!
آدم بهَمس:أصيـــل...تفضلي معي...
رفعَت رأسها واذا بهِ تفاصيل الألم...وضعت يدها على شفتيها وشهقت...
انا لم أتلثم...تذكرت قول تِلك التي فارقت الحياة توًا:
أصيل بفرح:وش شرطـك جعلني فدى شروطك كل ابوها ؟؟
أم أصيل:صلاتس وحجـــابتس ..لو تخليتي عنهم والله ماتطبين هالبيت..
الا الحجاب ماتفصخيـــنه لو يقطعوونتس
أصيل بحب:يمـــه ش بلاك انا افصخ الحجاب ؟؟؟
والله لو اموت مافصختـــه ..لاتخافين يالغالية ..
أم أصيل:عـــاهديني أمام ربتس ماتشربين من خمورهم
ولا تفصخين حياتس وحجابتس..
اصيل بابتسامه حطت يدها على رقبتها:عهدن علي يمـه
أمام اللي خلق فسوى ..ماسوي شيء مايرضي ربي ..
وعزهـ وجلاله مافصخ حجابي ولا افصخ حياي..
ولا اشرب من خمورهم
أم أصيل بارتياح:خلاص..اذا كان كذا
فالله يقدم لتس كل خير ...
همست بجنونَ:هذا وماصار لك يــايمــه من فرقاك يوم...
وانا خالفت اول قوانينك.....ماصنت حجابي يمــه....
اللثمة ماشديتها ...
وقفَت وأعطَت شريكها ظهرها وهي تتلثم..
ثم إلتفت اليه مُستسلمة...لا مكان الآن تلجأ إليـه...
عينَاها الحزينتَان تفضحانها...
هو ،
مَاخفى عليه الأمرَ منذُ بذرته...!
رحمَها وبقوة...تتألم من كتفيها اللذان صفعَان أرضًا قبل قليل...
أم تتألم من قلبها الذي فارق جسدها مع والدتها.....؟
ركبت البَاب الخفي...استنَدت بخشونة على كتفيهَا ويكأنها تعاقب نفسها على ذنب اقترفته قبل قليل...حجابها ...لم تصنه حق صيانته....!
نظرت إلى النافذة...خشونة الليل هذا اليوم ...قاسيِة...!
وآهٌـ منك يالـــــــــــــــــــــــــــــيل....مــا أقساك......
حرك سيَارته...وجه مرآته حيث تجلس...
كان ينظر لكل ردة فعل تقوم به...يفسرها بتفسيرات كثيرة...
يحاول ان يفهم أي التفسيرات التي فسرها هو الصحيح....
دين...أباها...امها...مالذي يربط هذا كله....؟
يالها من بكرة غامضة......
...احتفلت خلايا الغموض في عقله...والفضول
يشنقه بقوة ..يريد ان يعرف ماسر هذهِ الفتاة....
فجَأة....!،
أبعدَ ناظريه عن المرآة حينمَا نظرت إليهِ نظرة مباشرة...كأنها في نظرتها ...طلقة مسدس ..ومباشرة ايضًا....
وبينَ ضواحِي باريس المؤلمة...
البرج الذي أضاء ليلاً...
والناس السعداء...
وحتى الناس التعساء...
الاشقياء منهم...والأبرياء...!
جعلتها كل هذهِ التفاصيل السخيفة والتافهة...
تبكي بطفولة ...فقدت امها...أي ضاعت...
لا احد هنا يعي معنى ذلك...
يالقساوة قلوبهم...
يـــالقسوة ليلهم...
..اني أشك حقًا ان كانت الشمس هي الشمس التي تشرق في ضواحي بلادنا...
القمر هو نفسه الذي يشرق ام هو قمر مزيف ..باطنه سواد اضاء محاولا مجاملة البشر...
...............
في فندق 24 جادة 3 ...
إرتدَت حِجابها وشَعرت بسيّارةٍ تقف أمام هذا الفندقّ الشاهق...
تأملت النافذة...ولكنها صعقت.....أصيــــــــــــــــــل؟؟؟!!
.
توجّهت إلى شماعتها الخَشبية...نزعت *البالطو* الصوفِي...
وضعت عليها *شماغ فلسطيني* ثم نزلت بسرعة وهي تخط العقبَات بسرعة مبالغة...بعض الشيء...!
تلك التِي رأيتها أصيــل...وليست بــ أصيل...إنها شاحبة الوجه...جميلة العينانِ كما هي...
من الرجل الذي اصطحبها الى هنا...هل هو شريكها...؟؟؟
مالسبب....؟؟!! أووهـ يا الله...لا اعلم ماسر قلقي بعد...
آخخخخ...ماهذَا الجسد الصلبُ الذِي اصطدمت بهِ؟؟؟!
وجَد بألم:لك اطلع وشوف ..شو هالجسم هاااد
مروان بإبتسامة:وجـــد؟؟؟ لك شو بتعملي بنص الليالي طالعة؟؟
وجد بهبل:رايحة لديسكو...
مروان عقدَ حاجبيه:بقص رجلييك والله...
وجد:لك لك...شوف شو عم بيقول...يازلمة انا مالي ومـالي الديسكو تبعهم...
بعد عني مشـــان شـــوف أصيل ....
مروان باستفسار:أصيل هوون؟؟؟! ...
وجد:أيــه ..هي وشركيه ذاك مئصوف الرئبه...
مروان:آآآدم؟؟؟!!
وجدَ هزت رأسها وبسرعَة انطلقت من امامه...كعصفٌ مقهور...!
ابتسم...لاحظَها انا لاتتخلى عن الشماغ الفلسطيني ...كما هو الآن...يضعه بكل انسيابية على
كتفيه بطريقة تتشابك مع رقبته...بكل فخر قال في نفسه انها لو كانت هذهِ الغُترة الفلسطينية تستخدَم كمشنَقة لكل فلسطِيني...لمات سعيدًا...اللهم حررّ بلادهم من أيدِي أعدائهم الكائدين...
لَحق بِوجَد...لم يتبقَى الا القليل ويرَى باب الفندق الزجَاجي..
أدَار قبضته ...خرجَ وهو مصعُوق ...أصيل تحتضن وجَد وتبكِي بقوة....
وآدَم يعقد حاجبَيه بضيق ...مستجيبًا متأثرًا لما قد وصلت إليه أصيل من حالة مزرية...
إنطلقت عينَاه جاحظة...ماللذي يحدث؟؟
بحركَة سلسَة ...قام بتحريك تعابير وجهه بمعنَى*ماللذذي يحدث يـا آدم*؟؟!
تقدّم آدم إليه وقال:امها عطتك عمرها...
مروان بصدمة:شـــــــــو ؟؟؟!!!
لك وينو(ن) أهلــه ؟؟؟
آدم رَفع كتفِيه:على حد معرفتي...البنت يتيمه..
لفّ مروان لِتلك البَاكية...لكنها سُرعَان ما أفاقت...
تقدمت لآدم وهي لازالت متلثمه وعيناها تفضحان حزنها...
همسَت بصوتٍ مختنق كاد ان لا يُسمع:آدم...شُكرًا ...
بس انا مابيك تحجز لي غرفة لوحدي...راح انام مع وجد وراح نتقاسم بالآجار...
انا عندي يكفي اني اتقاسم معها...مابي يكون جميلك دين على رقبتي...يكفي سبعين ألف
ماأبريت ذمتي منهـــــــــا....
حتى وَجد ، عيناها اغرقّت دموعًا...
لحقت بـأصيل...التي تحتضن نفسها...
وهي تشفق وبقوة عليها....
يومًا ما...فقدت وجَد والدها...
بسبب صواريخ من *الصهاينة* في إسرائيل..
قامو بدفع فلسطين الجريحة...بصاروخ قد اصاب جرحها مرة اخرى...
مات والدها تحت تلك الكثبان التي صقطت عليه ...فتت عظامه...وهي فقط ناجته بلعبتيها..
امها هي مطلقة من اباها...متزوجة من رجل آخر...لديها ابناء منه...حينما علمت ان والد ابنتها الصغيرة *وجد* مات شهيدًا...اشفقت على حال ابنتها...التي عاشت ببيتها وببيت زوجها..زوجها الرجل اللذي يستحق ان ينال لقب الشرير...وبكل جدارة....
الحمدلله...دخلت هذه المهمة لأجل ان تكون نفسها...وتربي اموالها وتقف على رجليها...
لكن تحمد الله مائة مرة...لانها لديها امها...التي لازالت تسأل عن احوالها...
لحقت وجد أصيل...وعيناه الحارقتان تحرقان تلك المتيمة ....
دَخلت إلى غرفَة وجد...
أحست بخجل قليل...لأنها تشحد الناس رجاء مصلحتها...
وخجلة اكثر لأن وجد استقبلتها...تمنت لو ان لم تجاملها وتقول لها اخرجي من داري حالاً...
لكنها تعرف ان وجد تحب ان تكون معها بشتى الطرق...
رأت وجد توجهت الى دولابها لتخرج لها بيجامة قطنية...
نزعت حجابها ولثامها عن وجهها...التقطت البيجامة وانتبهت لإبتسامة وجد الحنونة...
كانت تتمنى لو انها تستطيع رد تلك الابتسامة لوجد...لكنها خالفت توقعاتها...
دخلت الى دورة المياه...رمت ملابسها واحتضنت نفسها وهي عارية...
تنظر خلفها وامامها وكل الاتجهات...تشعر ان هنالك احد ينظر لها...باتت خائفة من كل شيء...
وبكل قوة القت جسدها المنهك تحت الماء...ودموعها اللهبية تختلط به...
شهقاتها المخنوقة صوتها يصل لوجد التي لم تنم وهي تنتظرها...وتحضر لها الفراش...
أغلقت الماء...ارتدت بيجامتها القطنية...مقاس وجد اطول منها بإنشَات...
وبالصدفة...رأت وجهها الشاحب يخطف المرآة...لم يحن الوقت كي يأتي الالم؟؟
ماسره كل ماحاولت الابتعاد عنه...رجع ويكأنه عقاب الاسياد لعبيدها؟؟؟....
نزلت دمعة فريدة ساخنة...كأنها شعلة نار قيقلية...
حرقت وجنتيها بقوة...وقلبها يكتوي ألما ويعتصر وجعًا....!!
لازلت صغيرة على الالم...كلما تألمت امي قالت لي هذه الجملة...
لا تحزني فلا زلتي صغيرة على الالم...
ابتسمت بحزن...ويكأنها تسمع صوت امها البدوي يخترق طبلات اذنيها...
نظرت الى المرآة مرة اخرى...عقدت حاجبيها ...وجهها الجميل..يتلألأ حزنًا..بخشونة ...!!
فتحت يداها صنبور الماء البارد...وقامت برشه على وجهها...استعملت المنشفة البيضاء المعلقة...ثم خرجت...ابتسمت لوجد تحاول ان تخفي لوعتها بجملة والدتها*لازلت صغيرة على الألم*
هذهِ أول مرة ترى وجد فيها اصيل بلا حجاب..والأخرى كذلك...
رغم حزن أصيل..الا ان نظرات وجد المعجبة بجمال اصيل الغجري...
لم تفتها...خجلت ...وهمست ..وبضعف:
وجــد...آسف...ثقلت عليك...اوعدك بس تنتهي المهمة ارد جميلك..
وجد ابتسمت لها وباستنكار:
مـــا احنا خوات...بلاش هالحكي...انا كتير بيسعدني كون معك...
مشان لاقي حد(ن) يسليني...
تقدمت منها وسَاعدتها على الإستلقاء على فراشها...
غطتها بالغطاء وهي تقرأ عليها الاذكار...لم تنكر رأت دموعها وهي تتذكر والدتها...
كانت تقوم بما تقوم به وجد الآن...
غالب عيناها الناعستين النوم...،
أما وجد فذهبت الى الاريكة واستلقت عليهَا بكل راحة ...
وهي تدعو الله يحفظ تلك الطريحة بالفراش....
.....................
كَان راكبًا سيارته..وهي متوقفة امام باب الفندق...
مطأطأ رأسه على*الدركسون* يحاول ان ينام ...لكن هذا شيء بعيدًا عنه كليًا...
مروان بالمقعد الجانبي يحاوره ...يحاول ان يجذب منه خيط الحديث...
يحاول معه بشتى الطرق قائلاً:آدم...لك ئــوم *قوم* لك مش فاكر ان بكرة تاني مهمة ؟
لكن محاولاته كلها ...بائت بالفشَل...!
نَزل مروان من سيارة آدَم...أمَا هو قد بقى مطأطأ رأسه...
كانت حزينة...لم تشد لثامها على وجهها الجميل..البريء...
الباكِي...المعتل...الشاحب...المبهذل...الجذاب...الر ائع...
كان رائعًا في نظره لأول وهله...والآن حزنها الذي نشأ من خيط رفيع...!
لازال يغرز فيه كإبر شوكيه تتداخل بكل لوعة في جسده...
شعر بعضلاته التي تشتد في جسده بكل لياقة...
ترتخي فجأة حينما رآها تبكي...
ليس سهلاً ايضا ان يراها تهان امام باب الفندق...
وتطرد بحجة كونها مخالفة للقوانين...
كان ينظر الى الساعة...انها الثالثة فجرًا...اي وقت الصلاة...
لا يريد ان يدخل الفندق ابدًا...فرش سجادته بالقرب من سيارته امام القبلة...
كبرّ رافعا كلتا يديه بـ *الله أكبــــــــــــــــــــــر*...
وصلى ركعتين تقربا لله..ثم صلّى الفرض...
كان غير مباليًا للناس التي تمر بجواره وتنظر له بغرابة...كان يصلي بقوة...
بخشوع...لايهمه من هم ينظرون اليه...لايهمه تقيمهم ان كان بذيئًا ام لا...
سمعهم يصفونه بالبوذي...بالإرهابي...بالمتملقق...!!
لكنه في الحقيقة وبالنهاية ..سلم بصوت جهوري وهو يقول:السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته...ووإلخ...
فعرف الجَميع انه مسلم...
يمر من جواره اناس سكارى...ونساء عاريات...وهو يناجي الله...
ثم سجد لله سجود الشكر...لوَى سجادته الحمراء...
دخل مرة اخرى لسيارته...وعاد بوضعيته السابقة مطأطأ رأسه على*الدركسون*
او –المقود- .. ونَام لأن المهمة ستبدأ بعَد 3 ساعات...في الساعة 6:30 دقيقة...!!
.................................
في الصباح...
رن هاتفها المزعج بمنبه كاد ان يفجر رأسها.
فتحت الرسالة بكل انزعاج وهي تطلق زفيرًا واسع الحيز كتب في الرسالة:
*الرجاء من جميع الشركاء التوجه الى جاده رقم 8 بالقرب من باريس كوفيي*
- العين الالكترونية-
ايضًا وجد استيقظت من هذه الرسالة...
إلتفت اليها وجد بإبتسامة مشرقة:صبــاح الخير أصيل...كيفك هلأ؟
أصيل تتصنع الإبتسامة:الحمدلله..الوضع ازون...
تقدمت إليها وجد ومسكت بيديها وهي تهمس لها:المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف ...ياأصيل مابدي زيدك هم بس انتي بنت عائله *عاقلة* ..مابدك كل هالحكي..
امك هي(ا) ..شفييع لـ إلك بالجنة...قولي الله يرحمه ...وبس
أصيل هزت رأسَها وهي تحاول ان تتماسك:الله يرحمـــها يـــارب...
وجد بإبتسامة: إيي هيك هااا...ولك يخليلي اللي بيبتسم...
إبتسمت اصيل وقالت:انتي شريكة مع مروان ؟
وجد هزت راسها:إيــوا...انتي هلأ روحي لآدم...
حاولي تكوني معو ...وتنسي الحزن كلياتو...وشوي شوي بتتعودي
ابتسمت وهي تحبس دموعها...وقفَت على رجليها...
رأت ملابسها مطوية بشكل مرتب، لكن وجد أعطتها ملابس جديده...
إبتَسمت بـ إمتنَان ...دخلت إلى غرفة التبديل الصغيرة...
إرتدت بنطال جينز وهي تنزع منه بطاقات الشراء الجديده...
ومن فَوقها كنزة صوفيه باللون القرمزي...وفوقه البالطو الطويل باللون
الأبيض..وَمن جهة الصَدر ينتظم فيه الفرو الأبيض الناعم...
إرتدت حجابها ولثامها...وخرجت مع وجد...
............................
كَان مطأطأً رأسهُ على المقود*الدركسون*.
يغصّ في نمومِ المُرهقين وبقوة ...!
أغضبه صوت المنبه..جبينه آلمه ...أغمض عين وفتح الأخرى..
سمع صوت المنبه ودون ان يحرك جسده حرك يده الى المقعد الجَانبِي...
وبكل انزعاج أزعجه ضوء ذاك المسمى بالآيفُونن...
رِسالةَ مزعجة جدًا من النظام...تخبرهم بأن يذهب كل الشركاء الى جاده 8 بالقرب من باريس كوفيي...
فرك عينَاه بانزعاج...انهَار بمجَرد رؤيتهَا تبكِي ...وُلدَ بِداخله الإحساس الكلي
بالمسؤلية...ولّى نفسه مهمة الاعتناء بها كصغيرة ضائعة...تائهة..جائعة..تبحث عن لقمة عيش...
وَ ،!
قطع حبل أفكَار ، تلك الملثمة مع صديقتها وَجد...
ترجّل من سيَارته..تقدم نحَوها وهمس: كيفك هالحين؟!..ازون من قبل
هَزت رأسها بِ نعم ، وهي لاتعي ان كانت نعم صحيحة المعنَى ام كاذبة...
ابتسم لها إبتسامة حنونة لا تليق الا به : الحمدلله..طيب انا رايح البس
واوصلك انتي ووجد...مروان سبقنــا...
هَزت رأسها وانتَظرته...
تريد لو ان تبتعد بقدر خطوات ببسيطة عن الالم...
لكنها لا يستطيع عقلها الباطني ركل كل هذه الذكريات...
إبتسَمت بتعاسة...وَ فجأة...!
الطريق بدا مكتظًا بالصحافة ...
عقدت حاجبيها بتكلل من هذا الوضع المزري...
اغمضت عينيها من اضواء الفلاش...
كما انهم ينقلون بثا مباشرًا بالمشاركين بهذه المهمة...
وجَد صرحت لهم عن غضبها:لك انئلعواا من هووون...يلااااا
وَ ،
خرج مرتديًا قميصًا فاتحًا الازرار العلوية...،!
بلون ازرق غامق جدا كلون الحبر..مع بنطال جينز..
وضع نظارته الشمسية على عيناه...
وتوجه نحويهمَا وهو يهمس:مشيــنا يلا ...
خجلت وبقوة...من تفاصيله العضلية التي تظهر من صدره...
حاولت ان تغض بصرها ولا تنظر اليه...
ركبت السيارة قبل ان تركب وجد...
ركب بالمركب الأمامي ...وتوجه الى جاده 8 بـ القرب من باريس كوفي...
؛
توجهَ إلى مركن السيَارات ، ركَن سيارته ...
توجهوا الى الحديقة الخلفية من مقر القهوة...بأمر من احد الرجال في النظام...
دخلوا الحديقه ...الأستاذ دايفيد هذه المرة موجود...مع الاستاذ محمد...
احد رجال النظام:الشركـاء...فتلقفوا بجوار بعضكم البعض...نظرا لكون المهمة
من اليوم ستبدأ بين الشركـــاء...القوانين مهمة..لا يتدخل كل شريكين بشريكين آخرين..مهما بلغت الصعوبة او الخطر...وبالتعاون مع إس تي آي ...شركة الحماية المحلية في باريس...وشرطة باريس وقوات الامن ...تم كشف مخطط تهريب مخدرات لعصابة من العصابات ...ووكلت المهمة بالتعاون مع المؤسسة الينا وللشركاء ...الشريكين اللذان يقومان
بــ القاء القبض على المتهمين بـ طريقة صحيحة ...سيكون من نصيبه الفوز والخلو من العقاب...اما البقية ...فالعقاب سيستمر...
الاستاذ محمد:هنالك 3 مجرمين فقط...اول 3 شركاء سيقبضون على هؤلاء المجرمين
المهربين للمخدرات والاسلحة سيتم نفيهم من العقاب...*نَظر إلى ساعتِه* بدءًا من
الـ دقيقة الواحد والعشرون في هذه الساعة*وكَانت الساعة السابعة* ، ستظهر سيدة كبيرةَ متنكرة وهي فِي الحقيقة شابه قامت بإرتداء ملابس العجائز الريفية...ستظهر حاملة حقيبة جلدية باللون الاحمر داخلها عدة اكياس من المخدرات وجرعات وحقن اخرى...
ومن ثم سيظهر رجل اعمال يرتدي حلة رسمية...*أي بدلة رسمية*...
تمتاز بلونها الازرق الغامق..قميص سماوي...يحمل حقيبة سوداء بداخلها الاسلحة...
وفي النهاية ستدس المخدرات ففي حقيبة مراهق يرتدي زي رجال*الهيب هوب*
لكي يقوم بتهربيــها داخل مقر سكني...علمًا بأن المؤسسة قامت بـ تمويه المهمة
بأن ألبست أناس يرتدون مثل هذهِ الملابس...لكن المشترك الافظل سيلاحظ هنالك شيء
يجمع الـ 3 المجرمين...ومن هذه الملاحظة سيتنتج انهم حقا هم المجرميـن...
وتذكروا ...لامساعدة...لامحادثات...لاهروب...ستقتصر المساعدة والمحادثات بينك
وبين شريكتك فقط...وبذلك انتهينــا...وليبدأ البحث من جادة 8 ...علما بأن شرطة
باريس المحلية مراقبة للوضع...فإن تم القبض على المجرمين من قبل الشركاء
ستتكفل الشرطة بنقل المجرمين وتقييدهم الى مركز الششرطة ...هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توزعوا بـ سرعة ويكأنهم بهذه العجلة والتوتر ...
سيـقومون بـ إلقاء القبض...
أمَا هيَ فمشت قبل ذاك المدعو آدم بهدوء ورزانَة...
لم تكن تستمع جيدًا لحديثهم بقدر ماكانت تفكِر بتلك المقبورَة تحت التراب...
أمها ....أحست بِهي جانبها المشي...ويضع بينها وبينه مسافة...
كان يدور بعينيه ...عن كل عجوز هي بالحقيقة شابة...عن كل رجل اعمال هو في الحقيقة مجرم...عن كل مراهق هو في الحقيقة تم دسّه بـ ممنوعات دولية...!
كانت تمِشي وتنظر لكل أم ...لكل طفلة...لكل أب...ولكل عائلة...
ماكتفت بذلك....بل ابتسمت بسخرية...بتعاسة....بألم....ربما...!
اختنقت وهي تحاول ان تهرب من دموعها....الحقيقة الطغيانية!....
ابتسمَ وهو يهمُس : لا اله الا الله ...وين ابلقاهم مع هالشقر والخضر وهالحمر...
أصيل بتعب:كم شارع قطعنا...
آدم : 3 شوارع
أصيل:أفف؟؟ لا اله الا الله...وين من طخيـن هالمجرميـن *وبلا شعُور*
عاد انت لا لقيتهم جيبهم لي ابكسهم واربيهم...
وَ ..
صمتت فجأة فاتحتًا عيناها وهي تسمع ضحكته المقهقهة على كلامها العشوائي والعفويي,....
آدم بـ ابتسَامة واسعَة ، وضحَت فيها اسنانه المرتبة :
هههههه اجيبهم لك ...ولا يهمك...ابشري
اصيل بتعَب:خلاص انا بجلس ناخت روجلي...تعبت
آدم:اجلسي هنا اذا تبين...بس ل.....
قطَع عليهِ صوت رجل اعمال كاد ان يصطدم به...
كان يتحدث بهاتفه...حينَما اصطدم بآدم رفَع يده بمعنَى *آسف* ثم
اكمَل طريقه...
تِلك الجالسة ، وقفت....!
وهو ! ، استنتج انه من وقوفها هناك مواصفات مطابقة للمجرم في ذاك الرجل الذي
عبر من جواره قبل قليل....قام بسرعة هو وأصيل...
وقفا فِي طريق ويكأنه مهجور...نهايته جِدار من الطوبِ الأحمر...
أصيل تهمس:ماله أثر هنا؟
آدم بـ اندماج رفع اصبعه الى شفته:هشش...
هزت رأسها بطريقة طفولية وبمستَوى همسته السابقة:طيب..
كاد ان يضَحك على تفاصِيل عينيها حينما همس لها بـ هشش...
وَ
بِحركة مفاجأة قام بدفعها الى الخلف ودفع جسده ايضًا...
وجده يمر مرة اخرى ويخرج من جوارِه شاب مراهق بـ زي الــهيب هوب...
أعاد نظره الى اصيل وحاجباه مقطبان من الدهشة...يبدو انهما ينتظران السيدة العجوز...
شنطة سوداء ...كما قال الاستاذ محمد...ويبدو ان الطفل مدسوس...دقيقة..!
قد قال ايضًا هناك شيء ما يشترك بينهم...
أصيل بملاحظة شديدة:تحت رقبتهم جنب الاذون في وشم على شكل علامة غريبة...
وجه نظره وهو يضيّق عينَاه...حتى يتأكد ان كان فعليًا ماتقول...
شدد وجهته ، واذا بالرجل يدير نظره حتى يرى آدم....
هُنا ، أصِيل كادت ان تموتَ خوفًا...
حينمَا تقدم الرجل ,,,اضطر آدم الى دفع اصيل بقوة للخلف حتى يتسنى لها الهروب...
وبسرعة اتوماتيكية ...ادار الرجل الآخر عيناه بغضب الى اصيل
وبصرخة جهنمية لآدم:كنتَ تلاحقنِي اذا ؟!
خرجَ وبكل ثقة واستَند على جِدار الطوب وهو يكتف يديه:
المجرمون ، يستحقون من يلاحقهم..*بتحدي رفع حاجبه* وبجدارة....
الرجل بغضب :منذ ان اصطدمت بك بالطريق...شعرت بعيناك
تبحثان عن امرٍ سيجلب لها المتاعب*وبنفس نبرة تحدي آدم* ...وبقوة!
ضحَك مقهقها:ههههه...اووه...اين عجوزكم...اوه اقصد الشابة الساقطة
التي تتاجر بالمخدرات والممنوعات الدولية؟!
الرجل تقدم لآدم بقوة ولكمه...رد الضربة عليه بقوة...
صرخت اصيل وامسك بها ذاك المراهق ذو 22 عاما...
كبلها بيديه مانعا اياها الهروب كي لاتخبر احدًا بما ججرى...
آدم وهو يتضارب مع الرجل نظر الى المراهق وبقوة:اتركهـــــــــا والا قتلتك...
نَال لكمَة من ذاك الرجل...لكمَه بقوة...أسقطه ارضًا...
مسك يداه بـ يديه بقوة...ولكن فجأة صرخت اصيل بقوة....
جائت الشابة *العجوز*...نزعت قطعة القماش التي ربطتها تحت ذقنها...
وتنَاثر شعرها الأشقَر ، لمعَ في خيوط الشمس...وملامح المجرمين كـ رذاذ
كهربائي لمعت بقوة في وجهها ....
وهي تخرج مسدس من حقيبتها ، وتمسك أصيل وبقوة...
تضع المسدس على رأسها ، تلك التزمت بالصمت حاولت اخفاء خوفها ورجفتها...
لم تبقى آية من كتاب الله..الا وذكرتها...حصنت نفسها..
حتى الشهادة نطقتها...لكم الرجل لكمه جعلته ينَام بـ اغماء...
ووقف ودفع المراهق الذي استند على الجدار متألمًا....
كان سيتقدم الى المرأة لكنها رفعت حاجبيها وقالت:لـتحافظ على سلامة هذه الطفلة الجميلة...
وبخشونة همست بأذنها:لمــا تقوميــن بتخبئة وجهك الجميل؟؟؟
ابعدت عينيها عنها ودمُوعها تكاد ان تنهمر...
الى ان مدت تلك الشابة يديها بوقاحة ونزعت اللثام عن وجه اصيل وهي تبتسم بإعجاب وقح جدا لا يليق الا بـ كافرات فاجرات لاتعررفن الله...
صرخت تحاول ان ترفع يديها لتشد اللثام...لكي لاينظر اليها ذاك الغريب...
بكت بقوة وهي تشهق وكاد الاوكسجين ان ينفذ من رئتيها...
هذهِ ثانِي مرة تتخلف عن وصية امها بـأن تصون حجابها حقَ صيانته...
دموعها تغلغلَت كسـكاكين في قلبه...
كان يحاول ان يمنع نفسه من النظر في وجهها الجذاب...الرائع...المغري وبقوة...
استغفر الله ثلاثا لكنه كان يحاول ان يدافع عنها وينتشلها من يدي هذه المجرمه...
كلما اقترب منها كانت تهدده بضغط الزناد وتفريغ الرصاصات برأس اصيل...
كان يشتت نظره بين هذه المجرمة وبين البريــئة المحجبة ...التي تبكي حزنا على لثامها
الذي اسقطته هذه الخبيثة....
وَ ؛
فكِرة مفاجئة اجتاحته، قام بالنظر الى خلف هذه المرأة وكأن احدًا قد جاء..
واطلق صفارة قوية وهو يضع اصبعيه في فمه وينفخ ليخرج صوت الصفير...
والساذجة...التفتت الى الخلف حتى رماها ارضا لتـنعكس الادوار ويلتقط المسدس...
كلما تحركت ركلها برجله وهو يهددها بالضغط على الزنـــاد...
أدار نظره الى اصيل التي التفت الى الخلف لتشد لثامها وهي تبكي...
كم مرة خالفت قوانين امها...
همست بضعف وهي تبكي:ويــلي من الله...ويـــلي...
ما وفيت لعهدك يــايمه...رحمة الله عليك...
لفت بأنظارها الى ادم ثم اخرجت هاتفها القديم المبهذل...
ورفعت السماعة على نظام العين الالكترونية...حتى تم توجيه المكالمة تلقائيًا
للأستاذ محمد الذي رد:نعــم؟؟!
أصيل بتعب:أستاذ...المجرمين لقيناهم...بـ جادة 12...شارع مهجور..
ابتسم:طيب لاتتحركون...دقايق وتوصل الشرطة...
وَ ،
فورًا اتت الشرطة وقامت بتكبيل المجرمين االلذين يتوعدون آدم
وبكل وقاحة على رد هذهِ الحركة المزرية...
ابتسم بسخرية...بدأت الشرطة بالتحقيق بدءًا من ادم حتى اصيل...
انها السابعة الـ 11 عشرَ ظهرًا...في الحقيقة...لقد مرّ وقتًا طويلاً على هذه المهمة..
استغرقت اكثر من 4 ساعات تقريبا....!
فورَ ما ان انتهت من التحقِيق...
لم يكن لديها القدرة على ان تنظر فِي وجهِ آدم...
كشفت اامــامه مرتّان...
وبضعف...سقطت مغميًا عليها امام انظار الجميع...والصحافة التي تضرب عدساتها اعين الناس بـ فلاشات مزعجة وبغيضة ......................!!!
|