كاتب الموضوع :
جين آير
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: وهبتك قلبي..
لازالت اكتب الرواية فامهلوني قليلا ...لاني قاطعت الكتابة منذ فترة طويلة وعودتي صعبة خصوصا ان لغتي قد نسيتها مع عملي وانشغالي ...
الفصل الرابع
ابتسمت وهي تنظر الى خصلات شعرها الاحمر .. لقد طالت بسرعه ..كأنها كانت تنتظر ان يفك اسرها .. ابتسمت وهي تتذكر والدها حين كان يجدل لها شعرها .. ويقبل رأسها بحنان .. غمرتها موجة حزن ..تريد ان تراه .. تريد ان تراه..ان يضمها الى حضنه .. تشتاق الى رائحته كثيرا .. نظرت الى العلبة السوداء المخملية التي تركها لها ..لم تفتحها بعد ..فهي هدية زواج وهي لا يمكن ان تسمي هذا الذي بينهما زواجا .. عندما تحب وتتزوج زواجا حقيقيا ذات يوم ستفرح بهذه الهديه .. الان عليها ان تذهب لشركته في دبي للقاءه و سؤاله عن موعد حضور عمتها التي تاخرت .. انها مستمعه برفقة بيبي كثيرا .. وبصديقتيها الجديدتين منار وميثة اللتان جمعت بينهما كلية التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة السوربون في ابوظبي ..
نزلت من الطابق العلوي وكانت انيقة جدا ,,ترتدي عباءتها والكعب العالي ولم تضع اي من مساحيق التجميل على ملامحها ..
رأتها بيبي "ماشاء الله ولا اله الا الله يابنيتي .. وين رايحه من الصبح؟؟"
ابتسمت لبيبي " لدبي يايمه.. بشوف جاسم اليوم قال لي مصعب مدير مكتبة انه بيجي اليوم .."
غضبت بيبي " بتسوقين لين دبي بروحج ؟؟ اخاف عليج يمه روحي مع السواق .."
ابتسمت " يمه بروح بال بوجاتي ومعاي ميثة... "
بيبي " لكنها سيارة جاسم يمه !! روحي بسيارتج الرنج !!"
اقتربت من بيبي واحتضنتها بقوة " ماقدر اقاوم اغراءها يا بيبي ..بتكون سريعه ومريحه .. ادعي لي بيبي .. ابي افاتح جاسم بموضوع واخاف يرفض "
رفعت بييب يديها برجاء " يااارب سخر جاسم لبنيتي ميرا .."
ابتسم ميرا وهمست " امين بودعج يمه واشوفج فالليل ان شاء الله .."
لفت حجابها حول رأسها وخرجت ..
لاتعرف لم اخذت معها السيارة الى ابوظبي..لاتعتقد ان جاسم يعلم عنها .. لم تره منذ ستة اشهر تقريبا .. ولم تحادثه منذ اتصال والدتها بها .. حادثته بيبي واخبرته انهم سينتقلون الى ابو ظبي حيث الجامعه التي سترتادها ميرا ولم يمانع وقال لها ان ميرا امرأة ناضجة ليست في حاجة للاستئذان . ومنذ ذلك الوقت تتصل به بيبي فقط لتطمئن على جدته وعليه ..ولا احد يذكر اسم ميرا ..
ابتسم وهي ترى ميثه تنزل من سيارتها وتأتي اليها " جاهزه ميره !!!"
عقدت حاجبيها " تقولين اسمي بطريقه غريبه ... "
ضحكت ميثه " مافاتتج يالحيه .. اي ميره عندنا يعني اللي يمير البيت .. الماجله وهالاشياء ... يعني التموين "
توقفت ميرا تماما ونظرت اليها بدهشه وهمست بالفرنسية " هل تشتمين؟؟"
ضحكنت ميثه " لا بس ادلعج .. يله .. وين البوجاتي ؟؟"
اشارت لها ميرا حيث وقف السائق بعد ان جهز لها السيارة " اتبعيني ..تذكري انني لا اتحدث سوى الفرنسية في دبي.. فكلميني بالفرنسية ."
ابتسمت ميثا " مادري متى بتقولين لي شنو السبب .. احسج كتلة اسرار تمشي على الارض .. اهم شي نركب بوغاتي ونوصل دبي في نص ساعه .. انا متحدية اخوي في هذا الرهان "
ابتسمت ميرا بخبث " لا .. للاسف انا سيدة تحترم القوانين .."
تمللت ميثه" كلها كم مخالفة سرعه مابتخسرين شي "
"لا لن اخسر لكن اريد ان يكون سجلي نظيفا ..لكن ..."
نظرت الى ميثة بخبث " السيارة ليست بإسمي ..."
صرخت ميثا من الحماس وانقادت ميرا لحماسها طوال الطريق رغم الرادارت .. لكنهم وصلو في نصف ساعه ..
امسكت ميثا هاتفها وارسلت لشقيقها انها وصلت الى دبي .. وابتسمت والتفت الى ميرا " تنفعين في سباقات الفورملا .. كنت ثابته وسواقتج قويه جدااا ... وطيارة "
ابتسمت ميرا واجابت بالفرنسية " لاتنسي ..الفرنسسية فقط .. "
واخرجت هاتفها وقرأت العنوان الذي بعثه مصعب اليها ..
امام شركة جاسم كان راشد يقف يعبث بهاتفه وهو ينتظر قدوم جاسم .. يرتدي الثوب الابيض والشال ونظارة شمسية تخفي عينيه ويستند الى سيارته البورش كايين .. وقفت سيارة المايباخ التي تقل جاسم امامه ليستقبله بابتسامه ... نزل جاسم من السيارة وابتسم مازحا
" ما اذكر عينتك في الاستقبال عندي ..."
اختفت الابتسامة من على ملامح راشد " احلف بس !! والله منت كفو واحد يترياك من الصباح "
ضحك جاسم وقال بروح مرحه " ها زعلت .... يعني اقدر افتك من شوفه هالوجه اليوم ؟؟"
رد راشد " لا طبعا .. سبني لبكره الصبح مازعل منك .. وراك مصالح يا اخي وانا مب مينون اخرب العلاقات "
نظر اليه جاسم باستهزاء "طول عمرك مادي .. مافي كرامة "
ضحك راشد وتبع جاسم حتى بوابة الشركة لكن استوقفه مسج قال لجاسم " ثامر على خط دبي ويقول عدت عليه بوجاتي طايره 180 .."
وقبل ان يكمل سمع صوت سيارة مسرعه توقفت امام الشركة ... التفت هو وجاسم وقال " لو ذاكر مليار .."
نزلت الفتاتان .. احداهما شاحبة وطويلة والاخرى قصيرة .. تعرف الى القصيرة بسهولة ويعرفها لو كانت بين الف شخص ..قال مبتسما " ماخذتو لكم لفتين في دبي تجمعون كم مخالفة وتخسرون خويي ."
وربت على كتف جاسم الذي بقي متصلبا وهو يرى المرأة التي تزوجها منذ ستة اشهر ..
ردت ميثة " كان ودي بس خويتي ماطاوعتني تقول كافي رادارات طريق دبي .. "
قال راشد وهو ينظر الى الفتاة الشاحبة التي تخفي ملامحها خلف نظارات شمسية ضخمة " كم مرة قلت لج لاترافقين بنات اطول منج .؟؟"
ابتسمت ميثه " وانا كم مرة قلت لك لاترافج ناس اكبر منك ؟؟"
ابتسم جاسم وقال بالفرنسية " ميرا انتظريني في المكتب .. "
وفتح الباب لتدخل ميرا بدون ان تنظر الى راشد .. التفت جاسم الى راشد " اشوفك عالغدا ؟؟ "
نظر راشد الى ميثه " لا .. بنتظرك خلص من اللي عندك وانا بنطرك في اللوبي .. مع ميثا .."
نظر جاسم مستغرب من هذه الصدفة " اتعرفها ؟"
راشد " بنت الخال .واللي دخلت ؟؟ .."
جاسم مبتسم " بنت العم .."
شهقت ميثا فضحك راشد " مبين الشبه .."
فهم جاسم ان راشد يقصد غطرستها وترفعها فهي لم تلقي اي تحية ولم تنظر سوى الى جاسم ولم تعطي راشد اي اهتمام .. اشار جاسم الى الحارس ليهتم بالسيارة .. ودخل الى الداخل ..
التفت راشد الى ميثه " ماتعرفين ان جاسم هو ولد عمها ؟؟"
ابتسمت ميثه " لا ماقالت لي ..قالت لي ان عندها موعد في دبي ...اخبار عمتي ؟؟"
راشد"تبين تعرفين اخبارها كلميها.."
ميثه " لا شكرا .. انا دايم بكون بنت الخواجايه في نظرها .. استغني عن وجع الراس ..."
ضربها بخفة على راسها كما اعتاد " احترمي .. شنو وجع راس هذي امي .. صج تطين عيشتي 240 يوم فالسنة .. بس تبقى تاج راسي ..وبعدين ماجذبت انتي ماشفتي امج ؟؟ "
نظرت ميثه اليه بغضب " شبلاها ماما ؟؟ صج فرنسية بس مو هوانم جاردن سيتي !! متحررة ومثقفة بعدين عمتي لو تفك شوي من المسلسلات المصرية اللي تشوفها حنا بخير......"
ابتسم " انتي تطلبين المستحيل .. الدراما المصرية الاكسجين للوالدة .. والله لج وحشه ياميسوه .."
نظرت اليه بغضب " مو اتفقنا اخر مرة ماتناديني ميسوه ؟؟!!"
كانت قصيرة جدا ولها شكل محبب .. ابتسم راشد وهو يغالب موجة المرح التي تغمره " نسيت ...متى اتفقنا بالضبط؟؟ "
كانت والدة ميثة تناديها دائمة ب ميسه .. كانت هي الكبش الذي دفعاه والديها لينالا قبول العائلة فاسموها ب ميثه تيمنا بجدتها ..وحين رأت جدتها خصل شعرها الاسود وعينياها السوداويين قبلت بها .. لكن بين اسامي اخوتها اسمها الوحيد الذي لاتستطيع والدتها ان تنطقه صحيحا ..فتناديها دائما ب ميم ... لكن ابناء عماتها وعمومها اصبحوا يعايرونها بميسوه.....
ابتسم راشد وهو يتذكر اخر مرة رأى فيها ميثه ..كانت في عيد ميلادها السادس عشرة قبل عامين .. "اخبار الجامعه ؟"
ميثه بأريحيه " ممتازة جدا .. وانت اخبارك ؟؟ جمعت المليون اللي من عرق جبينك ؟؟ "
رد بثقة " اوه .. للحين تذكرين؟؟...طبعا جمعته..."
قالت بسخرية " من اغنى انت ولا رفيجك؟؟ "
وهي تشير للشركة والسيارة...ضحك وقال " صج اني اشتغل في شركة ابوي .. بس لاتنسين انا وحيد ابوي ...مالي شريك. مرد الحلال لي بعد عمر طويل ...والسيارة مب معيار..وانطري شوي علي بطير البوجاتي من جسوم...بس اخاف بنت العم طيرتها قبلي ..."
ضحكت ميثه "يبي لنا نرسم على رفيجك .."
ضربها مرة اخرى على رأسها " وتقولها بصوت عالي بعد .. امشي يله ..خل نشرب قهوة لين يخلصون العرب "
في المكتب .. وضعت حجابها على الكرسي وسمحت لخصلات شعرها بالتنفس قليلا .. كان تموجات شعرها قد طالت حتى اسفل اذنيها قليلا .. دخل جاسم وقال بدون مقدمات " ثلاث مخالفات على طريق دبي ..."
ابتسمت محرجة " اعتذر ..لاني قدت سيارتك بدون ان استأذنك ..ولاني ازعجتك اليوم وعطلت عملك..وبشأن المخالفات ايضا ... لكن اردت الوصول بسرعه .. "
قال بجدية "لا بأس .. لم اردت مقابلتي ؟ كيف هي جامعتك ؟"
ردت برسمية " الامور جيدة ..اردت ان اسألك عن امرين ..ولا اريد ان أتاخر.."
رد وهو يقرأ بريده الذي امامه " مالامر ؟"
"الاول .. متى ستأتي رفيقة سكني؟"
رفع رأٍه متذكرا اعتذار عمته هديل " لن تأتي .. ستبقين انتي وبيبي فقط .. "
شعرت بخيبة امل .كانت تود ان ترى هديل .. لم يتحدث عنها والدها كثيرا .. فقد كانت رضيعه حين ذهب والدها لبروكسل عام 1982.. قالت بصوت هامس " اريد الذهاب للعمرة .. اريد ان اعتمر عن نفسي .. وعن والدي .."
رفع رأسه مستغربا .. توقعها ستطلب السفر منه الى احدى الدول لقضاء فصل الصيف ..لكن الى مكة؟؟ ..اكملت " اريد محرما .. "
تنفس بعمق ..مستحيل لا وقت لديه..هو الان في منتصف صفقة راهن عليها بالكثير من امواله .. كيف سيأخذها الى العمره !!... قالت مقاطعة تفكيره " هلا اخبرت والدك ليكون مرافقي .."
تنفس الصعداء .. قد اعطته الحل .. ابتسم " والدي لايعرف الفرنسية "
قالت مبتسمة " اني اتعلم الانكليزية .. لاتخف .. سأتدبر اموري معه .. "
امسك هاتفه واتصل بوالده واتاه القبول في ذات اللحظة .. وابلغه بحضوره منتصف الاسبوع القادم .. نظر اليها مرة اخرى ..انتبه للتموجات الحمراء .. ووجها النحيل جدا ...وعينيها الكبيرتان .. لايعرف لم لايستطيع ان يشيح بنظره عنها ..
" الازلتي نباتيه ؟؟"
ابتسمت وهي تتذكر بيبي " لا للاسف ... بيبي لاتتركني قبل ان انهي ماتطبخه لي .."
ابتسم وهو يتذكر تعصب بيبي لكل ماهو تراثي .. "هل تريدين شيئا اخر ؟"
هزت رأسها نفيا " لا شكرا ..." وقفت لترتدي حجابها .. اقترب منها ومد يده .. ليصافحها .. ولم يقاوم ان يجرها ليطبع قبلة على خدها ... وهو يرى نظرة الدهشة في عينيها ..
قال مبتسما بدون تبرير " الى اللقاء جميلتي .."
تصلبت وهي تهمس بالى اللقاء ... وخرجت من هناك وقد احمرت وجنتيها .. ماهذا الشعور الذي غمرها !! ... لم قربه اذاها هكذا !!..
_________________
وهي في طريقها للنزول بحثت عن ميثا .. لازالت تشعر ان وجنتها قد احترقت من اثر قبلة جاسم لها .. رغم ان شيئا في داخلها يخبرها انه ارادها ان تذهب وانها مجرد مجاملات .. والا لابقاها اكثر بقربه .. لما اقصاها هكذا ولم يكلف نفسه عناء السؤال والاخذ والعطاء معها ..
في مكتبه بقي واقفا يعيد التفكير بالحديث الذي دار بينهما .. لا يفيد التفكير شيئا ..ليذهب لرؤية راشد اخذ كمبيوتره المحمول وخرج .. وعندما وصل لردهه الشركة كانت تقف هناك بينما راشد يتحدث مع الفتاة الاخرى ..
راشد " تعالي معي شوفي امي ..."
ميثه " لا..شكرا .انا وصديقتي بنروح دبي مول عقب نرجع ابوظبي...."
راشد "ميثا لاتعاندين جيبي رفيجتج معاج .."
ميثه اشرت الى ميرا التي كانت واقفه بعيدا عنهم " شنو اعاند .. انا يالسه اترياها عندها مقاضي في دبي مول ..وبعدين عمتي شنو بتقول يوم تشوفني داخله معاك جي .. لا احم ولا دستور ولا مناسبة ..انت تعرف احكامها المسبقة عني وعن تربيتنا ...بتقول قاعده تطلع مع شباب وما بخلص .."
راشد باصرار لايخفى عن جاسم " ابي اسولف معاج .. من سنتين ماشفتج شوي كاتشينق اب .. ماطلبت وايد ..انزين نروح لشركة خالي محمد انا من زمان ماشفته ..وبالمره تشوفينه وتسلمين عليه ..ومافي احكام مسبقه .."
نظرت ميثا الى ميرا بحيره فقالت ميرا بالفرنسية تنقذها " اذا اردتي استطيع الذهاب وحدي الى ابوظبي ..او بامكاني انتظارك هنا .. " واشارت الى الردهه ..
تدخل جاسم اخيرا " راشد خذ بنت خالك وروحو مشواركم .. انا باخذ بنت عمي واروح اكل لي شي لاني ميت يوع .. وبالمرة باخذها السوق .. "" التفت لميرا وقال بالفرنسية " سأقضي اليوم معك ان لم يكن لديك مانع .؟"
تصلبت ميرا ..لم تتخلص بعد من الحرارة التي اجتاحتها اثر قبلته .. والان ستقضي اليوم معه !!؟؟ رسمت ابتسامة متكلفة " لا اريد ان ازعجك .."
قالت مبتسما بهدوء يقتلها " لن تزعجيني .. بالعكس استمتع برفقتك ..وصدقيني اني فعلا جائع .. احتاج لتناول اي شي .. .وهو سب جيد لقيادة سيارتي العزيزة ..لم اقدها منذ وقت طويل .."
ابتسمت :" اعتذر اني اخذتها لابوظبي ..."
تفاجأ " هل كانت في ابوظبي ؟؟.. لم اكن اعلم .. "
ابتسمت " يبدو انك لم تذهب للفيلا منذ وقت !"
"لا .. ليس دائما .. لايوجد سبب يجعلني اذهب لها .. اني انزل في فندق دائما .. لنذهب اولا لدبي مول ..ثم نذهب للغداء بعد ذلك .."
مسح بيده بحنان على سيارته .. سحرتها هذه الحركة .. لم تستطع منع نفسها من التعليق " تعاملها كانها ذات روح .."
هز كتفيه بلامبالاة " اسميتها الغالية .. لدي عادة مضحكة في التعلق بأشيائي .. اتوقع هذه تبعات العيش في ظل زواج مفكك .. ان تتوقف عن التمسك بالبشر ..وتبدأ بالانتماء لكل ماهو لا انساني .."
بقيت مشدوهه .. اول مرة يشاركها شيئا خاصا هكذا .. ابتسمت " اجل ...افهم هذا الشعور تماما .."
جلست بقربه وبدأ بالقيادة .. وقضو الساعتين التاليات في التسوق ... لم يتذمر مطلقا من رفقتها بل ساعدها في بعض الامور ..حين كانت تقف عند احد الالوان يخبرها بمدى تناسقه مع بشرتها ..تبتسم رغم انها تعرف ذلك لكنها احبت مداخلاته .. لم يكن يتحدث معها كثيرا ..لكنه كان يبدي رأيه
ومن ثم توجهها لجميرا حيث حجز في مطعم المهره ..سعدت بلعبه دور الدليل السياحي .. يخبرها ببعض المعلومات عن دبي رغم انه ليس من اهلها .. قال بغموض " اني احفظ دبي شبرا شبرا ... حيث درست هنا ومعظم خبرتي تعلمتها هنا .. هنا في دبي تعلمت كيف اسبح مع اسماك القرش .. وكيف انهش بعضها .."
ابتسمت وهي تتخيله في معارك مع التجار .. كان يرتدي بدلة رسميه وطوله اضاف هيبه الى منظره .. شعره الكثيف المسرح الى الخلف .. ذقنه الحليق حديثا .. تكاد تشم رائحة عطر مابعد الحلاقة ... اغمضت عينيها ماهذه التفاصيل التي تغمر خيالها !! ..
كانت ربطة عنقه قد ارتخت قليلا..لم تمنع نفسها من تضبطها له .. كان يرتدي نظارته الشمسية ..وهي خلف نظارتها الضخمة .. لاتستطيع ان ترى عيناه .. لكنها شعرت بتوتره من قربها له .. فابتعدت بهدوء .. قالت معتذرة
" اسفة لم استطع ان اقاوم الرغبة في ان اسويها .. ف.."
وصمتت وهي تشعر ان شرحها يزيد الموقف سوءا !! ..
قادها النادل الى الطاولة التي كان قد حجزها لهما ..بهرت تماما بالديكورات واحواض السمك الضخمه .. ابتسم اخيرا شيء ما يثير دهشتها .. قالت بصوت هاديء " هذا مفاجيء تماما .."
كاد ان يرد عليها لكن صوت ما سبقه وتحدث بلغه يفهمها جاسم " بل رؤيتك انت يا رد هد مفاجأة اكثر .. "
التفت جاسم بهدوء ليجد شابا اوربيا يقف خلفه برفقة بعض الشباب الاجانب .. قالت بهمس مستغربة " كريس... "
ابتسم واقترب منها لكنه لم يقترب كثيرا .. وقد انتبه لوجود جاسم ...كانا بذات الطول تقريبا فقال بالفرنسية " مرحبا انا كريستيان غيبسون ابن خالة ميرا ... بامكانك ان تناديني ب كريس ..."
رد جاسم برسميه " جاسم غيث ..."
ابتسم ونظر الى ميرا التي كانت قد ازالت النظارات عن عينيها وبدت عينيها الخضرواتين تتألقين " كدتي ان تسببي ازمة قلبية اخرى لجدتي ..."
ضحكت وقالت له " فعلا !!...كيف ذلك !!"
قال "بقيت تتذمر لمدة يومين بشأن العقد الذي اهدتك اياه في عيد ميلادك السادس عشر ...انه ارث العائلة .وكيف انها اخطأت لانها اهدته لك من دون الاحفاد .."
نظر اليها جاسم مستغربا فقالت " اهدتني عقد الماسي على شكل صليب في عيد ميلادي .. يعود ل اسلافها منذ القرن الثامن عشر .. كيف هي الان كريس ؟؟"
ابتسم كريس " انها عجوز صامدة ...لاتخافي ."
بادره جاسم " هل تستطيع ان تتناول الغداء معنا ؟؟ يبدو ان ميرا تريد ان تسمع عن اهلها.."
نظر الى الرجال الذين معه " لابأس ساعتذر منهم وانضم لكم ..فعلا تسرني رؤيتك ردهد"
نظر جاسم الى ميرا التي تبتسم بخجل " لم يسميك ردهد؟؟"
ميرا " لانني الصهباء الوحيدة بين ابناء خالاتي .. كنا ننادي كريس بالاشقر..وبنات الخالة كنا نناديهن باسماء شريرة بعض الشيء .."
جاسم " مثل ماذا ؟؟"
قاطعه كريس " مثل الغبيية دوروثي ...والحمقاء ساندي...والمتخلفة ديان .. "
ضحكت ميرا وقالت " اووه .. كيف هن الان !!"
كريس " اعتقد انهن انضمن للعائلة ونبذووك .."
رغم ان كريس كان يمزح لكن لم تخفى على جاسم تصلب ميرا وظلام عينيها فقالت " كان لابد من ذلك في نهاية الامر ...كيف حال امي ؟"
زم كريس شفتيه ..حك انفه قليلا وقال " انها تشتاق اليك ..."
يعرف جاسم اسرار لغة الجسد جيدا ..ويعرف متى يكذب من يقف امامه ومتى يكون صادقا .. فقال مغييرا لدفة الحديث " لنطلب اني اتضور جوعا .. تستطيعان ان تتحدثان معا باريحيه ..فقد احضرت كمبيوتري معي واحتاجه لبعض العمل ..لاتبالو بوجودي.."
مرت دقائق صمت قبل ان تقول ميرا بالهولندية " هل تكرهني ؟؟؟"
تظاهر جاسم انه لايفهم شيئا وانه منشغل مع الكمبيوتر .
اجابها كريس" مافعلته لم يكن هينا على اي منا ..ارى انك ارتديتي هذا .."
واشار بعينيه الى حجابها فقالت بفخر " كانت مسألة وقت فقط ..وانت تعرف هذا كريس..اخبرتك هذا منذ سنين .."
ابتسم " وفعلا نفذتي ماقررت القيام به ..لو يعلمو اني كنت اعلم لنبذوني ايضا .."
قالت هامسة " لاتخبرهم رجاء ..لن تتحمل جدتي فقدانك .."
هز كتفيه " تقول خالتي انك وقعتي في الحب ؟؟...هل هذا صحيح .."
احمرت وجنتيها وقالت خجله " لا اريد ان اناقش هذا الامر الان .."
"هل هذا هو زوجك ؟؟"
هزت رأسها بأجل ...وقالت ممازحة " كانو سيعلنون خطبتي في الاعياد ..هل تعرف من كان المرشح لهذا الزواج المدبر ؟؟"
كريس " اجل .. انتي تعرفينه ايضا ..نايثان جرين .."
تفاجأت تماما " اووه .. لم اظن ان نايثان يوافق على هكذا زواج !!"
ابتسم كريس " فشلت شركته التي انشأها منذ عامين ..وقرر انه يحتاج لدعم وعلاقات ..ولم يكن هناك احسن من والدتك لتعيد الحياة لشركته .كان زواج مصلحه ..لقد اعلنو خطبته من ديان ..تخيلي رضي بالزواج من ديان ..لكن والدتك كانت مستاءة فلم تساعده اطلاقا ..فأعلن افلاسه قبل شهر ."
تنهدت " اووه ...لم ارغب له بهذا المصير..حتى ديان رغم انها الشر يمشي على الارض لكن الزواج المدبر سيدمر حياتها .."
اجاب بمرح " لا هي تكن حبا لنايثن منذ الاعدادية ..لقد وقعت خطاباتها في يدي مرة ...وساومتها جيدا عليها .."
ضحكت ميرا ...."اووه كريس .. اذا التقيت كاثلين دعها تعطيك ما تركته عندها .. لا اريد ان تكرهني والدتي بسبب موت جدتي .."
شهق بقوة " اتركتي ارث العائلة لدى تلك المتهورة كاتي !"
ابتسمت "انها انسانة مذهله ...أتمنها على حياتي .."
قال غاضبا " انها متهورة مجنونة ... لا اعرف كيف اجتمعي بها ّ!!"
قالت بود " يبدو انك لم تنسى ماحدث في الصف السابع ..لقد كنت في الحادية عشر ...هيا انضج قليلا !!"
" لقد حلقت لي رأسي !! لقد اصبحت النكتة لذلك العام ..لاتستطيعين ان تنكري !!..."
ضحكت ميرا " ياالهي ..يالها من ذكريات .. لاتكرهني كريس لكن لدي اعتراف .."
نظر اليها كريس متفاجئا " لا لا لا ..لاتقولي انها كانت فكرتك !!"
ابتسمت بخبث " انسيت مافعلته لي في تلك الامسية !!"
ضحك كريس " توقعت ذلك .. وجعلتني اكره المسكينه كات .. كيف خطر لك ان تستبدلي مسحوق الشامبو بكريم مزيل للشعر !!..كنتي صغيرة ردهد !!"
ابتسمت بفخر " كنت في السابعه كريس .. وكنت لئيما معي ..اقترحت ذلك على كات .. ونفذت هي الخطة فقد كانت متهورة قليلا ..وتحب الانتقام كثيرا ! "
اعترف مستسلما " فعلا كنت كذلك ..كنت اكرهك بسبب لون شعرك !!..."
ضحكت وهي تتذكر مقالبه الدائمه ..وقالت باعتزاز " ثم اصبحت اعز صديق لي .."
ابتسم واشار بعينيه لجاسم " هل يعرف الهولندية؟؟"
هزت رأسها " لا اعتقد ذلك ..لماذا .."
" كيف تتواصلان ؟؟"
ابتسمت واعترفت " نحن لانرى بعضنا كثيرا ...فهو يسكن فالدوحه وانا اكمل دراستي هنا ..لديه اعماله التجارية لايستطيع تركها ..وانا فالكلية لا استطيع ان اهملها .انه نوع من العلاقات عن بعد ..لكن سأنتهي خلال سنتان وبذلك سأعود للدوحة ..."
رن هاتف ميرا فقالت هي تنظر للشاشه " انها صديقتي ميثا ..ذهبت لترى خالها برفقة ابن خالها لابد ان زيارتهما انتهت ..عذرا كريس .."
توقفت يدي جاسم عن الضرب على الكيبورد .. وبدى عقله يسجل الملاحظات .. حاول ان يتذكر ان كانت ميثا قد اخبرت ميرا عن خالها ؟؟....ثم تذكر ان راشد لايتقن الفرنسية ..لايعرف سوى الانجليزية .. وتذكر عرض ميرا لها بعد اصرار راشد بان تعود لوحدها .. بدأ يربط الاحداث معا ...انها تعرف العربية اذا !! اذا لماذا تتدعي غير ذلك ؟؟ ...هل هي مثله يعرف الهولندية ويدعي العكس؟؟...بسبب نصيحة عمه له ؟؟؟....ابتسم..بدأت الامور تأخذ منحنى مثيرا ..لاينكر استمتاعه بحديثهما عن طفولتهما ..نظر اليها وهي تتحدث الى ميثا وتخبرها اين مكانها .. وعادت مبتسمة " جاسم ميثه قريبة من هنا ..وغدا امامنا يوم حافل لذا سنضطر للذهاب الان .. هل بامكانك ان تستغني عن السيارة ؟؟"
ابتسم جاسم " اجل فهذا هو فندقي..واستطيع ان اكلم السائق ليقلني لاحقا .. .."
اخرج المفتاح واعطاه لها ..التقت لكريس وقالت " هل ستبقى طويلا في دبي؟؟"
قال وهو يقف " لدي عمل هنا حتى نوفمبر .. ثم ساذهب لكندا ..هل استطيع ان اراك اذا مررت بدبي؟؟ جاسم هل تمانع ؟؟"
جاسم " لنلتقي جميعا حينها ..اعتذر لكني لا احبذ انفرادها ب.."
صمت محرجا لكن كريس ابتسم " اعرف .. لهذا استأذنتك..اخبرتني كل شيء عن دينها ..وعن عادات الرجال في بلدها ..اراك لاحقا اذن ؟"
صافحه جاسم واتجهه الى غرفته ليأخذ قسطا من الراحه ..بينما وقفت ميرا سأذهب لصديقتي .."
قال كريس " سأرافقك .."
وتوجها معا الى البوابة .. وحين رأى سيارتها ابتسم كريس " يبدو انها صفقة جيده ...."
ابتسمت " انها سيارته ..ابتعت لنفسي رنج روفر ."
قطب حاجبيه " ليست سيئة على الاطلاق ...قودي بحذر ..."
" الى اللقاء كريستيان.."
|