كاتب الموضوع :
جين آير
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: وهبتك قلبي..
صباح الاربعاء ..
الفصل الثالث ..
اتمنى ان تستمتعو بالقراءة ..
_________________________
الفصل الثالث ..
نظرت ميرا الى المايباخ التي كانت تنتظرهم في الطرف الاخر "هل هذه هي سيارتك ؟ "
هز رأسه بأجل ..وأشار للسيارة ذات الرقم المميز لتقترب منهم ...
قال لها فور صعودهم للسيارة " سأوصلك للفيلا ونقضي الليله هناك ..ومن ثم سأغادر في الصباح .."
نظرت اليه وهي تحاول ان تستوعب " لم أشعر ان كل ماقمت به الى الان لايصل الى اي شيء مما كنت اتوقعه قبل أن آتي الى هنا ! ..لم اتي هنا لاعيش لوحدي ! لو اردت ذلك لبقيت في السكن الطلابي وما اتعبت نفسي بهذه الرحله !!.."
ترك اوراقه والتفت اليها غاضبا "مالذي كنت تتوقعينه ؟؟ هل تعتقدين انني كنت اتوقع انه خلال 24 ساعه سأعرف ان هناك ابنة عم لي وسأتزوجها وسأهمل عملي لاتنقل بها من مكان لآخر !!"
اغضبتها نبرته فقالت بحدة " وهل كنت اتوقع انا انني سأتزوج شخصا لم اعرف عنه ششيئا !! لم تكبدت العناء بينما والدتي كانت تجهز لي ذات المصير هناك !! ماهذه العبوديه !! اوصاني ابي ان اعود .. وعدت .. لكن الى ماذا !! انا لا افهم !!"
قال غاضبا " على الاقل نحن متفقان ان كليننا لسنا راغبين في هذا الزواج .. لاتخافي لن اطالبك باي حقوق ...سوى حق واحد .."
قالت ببرود " ماهو ؟"
قال وهو يحاول ان يرتب كلماته كي لايبدو سافلا " ان تحفظي سمعتي هنا .. ان تتذكري انك متزوجه بي .. وان لا تعبثي هنا وهناك كما كنت معتادة في بلجيكا .."
شهقت بقوة .. وبقيت عاجزة عن الكلام .. فأكمل " هلا وعدتني ؟"
قالت بقرف " كيف تجرؤ!"
اعاد جملته برجاء " هلا وعدتني .."
صرخت قوة " كيف تجرؤ !!"
التفت اليها وامسك بذراعيها بقوة ليجعلها تواجه وقد قرأت الغضب في عينيه " اصعب عليك ان تبقي بلا رجل لعدة سنوات ؟؟ .. اذا صعب عليك هذا الامر سأودي واجبي نحوك ولن تحتاجي .. "
وقبل ان يكمل بصقت في وجهه .. شعرت ان اصابعه التحمت بذراعيه وقالت باشمئزاز " اياك ان تجرؤ على رمي باتهامات كهذه !!... اياك ايها الحثالة !! اترك يدي لن اسمح لك بوضع يدك علي بعد الان .. "
ترك يديها ومسح وجهه وهو ينظر اليها نظرات ناريه حقوده " اذا سأضطر لاتخاذ اجراءات اخرى "
اغمضت عينيها لتفكر دقيقة .. هل تعده ؟؟ وتنهي الموضوع هذا برمته ؟ ولكن ...كيف تعده بأمر مجهول !! .. ماهذا الرجل كيف يفكر انها كانت تعبث !! .. كيف يحكم عليها هكذا !! ماهي الاجراءات الاخرى ياترى ؟؟ هل سينفذ ماقاله ويعيش معها كزوج !! لم ينبض قلبها بهذه
القوة !! ولم رائحته قويه هكذا .. فتحت عينيها لتراه لايزال يحدق بها .. قالت ببرود وهي تدير رأسها بعيدا عنه تحاول ان لا تنظر اليه " اعدك بما تريد .. اعتقني فقط .."
دفعته عنها والتجأت لباب السيارة وبقيت تنظر من النافذه حتى وصلا الى الفيلا ... كانت الساعه تششير للثالثه فجرا .. ارادت ان تهرب بعيدا عنه لكنها لاتعرف المنزل ولا تعرف الى اين تذهب .. تبعته وهو يدخل الفيلا بهدوء كانت السيارة البوجاتي في زاوية المنزل .. ابتسمت
وهي تتخيله يقودها .. لكنها محت تلك الابتسامه بسرعه كي تثبت موقفها ..قالت ببرود " اين غرفتي .:"
لم ينظر اليها قال وهو يتجه لاحدى الغرف " اريد ان اسلمك الوصية اولا ...."
قالت معترضة " لا .. ليس اليوم ...انا متعبه واحتاج للراحه .. هلا اوصلتني لغرفتي ؟ "
"لن اكون هنا في الصباح ..."
قالت وهي تنظر للطابق العلوي " لابأس .. في يوم آخر .."
التفت اليها مستغربا .. " لم تتهربين يا ميرا ؟؟."
قالت وهي تحاول ان لا تنظر اليه " ليس اليوم .. ارجوك ؟"
تنهد بقوة كان يريد ان يريها الوصية ويختفي من حياتها .." لا ..احتاج لان اريك اياها اليوم ... اتبعيني "
وضعت عباءتها جانبا وتبعته وهي لاتزال ترتدي الفستان الابيض الانيق .. اشار لها ان تجلس .. اتجهه للخزنه فتحها واخرج منها ظرف ضخم .. وعلبة مجوهرات سوداء مخملية ..
لايصدق كل مامر به اليوم .. تنهد ليسدل الستار على هذه المسرحيه
قال باختصار " هدية زواجنا من والدك .. "
اعطاها العلبه المخملية ورأى عينيها تغرقان بالدموع وهي تهمس " ماذا !"
قال شارحا " في الرساله التي اعطيتيني اياها اخبرني ان هناك هديه لك .. هي هدية زواجك .. ان لم يخب ظني هذه هي .. "
لم تفتح العلبة بل ضمتها الى صدرها ..
امسك الظرف وقال " ملكية هذه الفيلا وفلتان اخريتان .. سندات بمبالغ ماليه ضخمه لن تجعلك تحتاجين لاحد .. "
سألت بصوت مبحوح " الا توجد هناك رسالة لي ؟؟.."
تأملها مستغربا !! منذ وقت قليل كانت هذه النمره تكاد ان تفترسه في السياره !! لكنها الآن كقطة مجروحه تبحث عن طيف والدها .. هز رأسه بأسف " كل مافي الرساله هي وصيته لي ... وميراثك .. "
سألته برجاء " هل استطيع ان أقرأها ؟؟"
حاول ان يتذكر مابها .. ثم قال بجزم " لا ....انها خاصة لي لاتعنيك في شيء ..ثم انها مكتوبة بالعربية لا اعتقد انك ستفهمين شيئا منها "
همست " هذا صحيح .. اين غرفتي ؟؟ "
" الطابق العلوي بأكمله لك ..الطابق السفلي للخدم ولرفيقتك في السكن .. من هنا سأودعك ..واعتذر ان بدر مني اي تصرف يزعجك ..سأوفر لك سائق ومساعده حتى تنهي امورك هنا .. سأكون متواجدا مرة فالاسبوع ..وعنوان مكتبي سأرسله لك مع المساعده ..ان اردتي شيئا
لاتترددي .. مدير مكتبي سيكون على علم باسمك ووجودك ..ان اردتي ان مساعده سينفذها لك .. حين تستقر امورك سأقابلك لنضع موعدا لتقابلي فيه العائله ..لاتقلقي ..ليس الان ربما بعد عام او اثنين .. وداعا .."
لايعرف مالذي جعله يقترب منها ويطبع قبلة وداع على جبينها .. .لكنه ارتبك من قربها وقال " اذهبي لتستريحي.."
وادار ظهره لها ..مرت دقائق لايزال يشعر بوجودها خلفه .. ماذا تنتظر ؟؟؟ اتاه صوتها مرتجفا " الا تريد ان تعرف اي شيء عني ؟؟ لم تسألني الا سؤال او اثنين .. "
التفت اليها .. " ماذا تقصدين ؟؟"
قالت وهي تحتضن العلبة السوداء اكثر الى صدرها " اعرف انني مشكله بالنسبة اليك .. لكنني لم آتي الى هنا لاحصل على عقد زواج و اموال .. والدتي امرأة ثرية جدا ... تملك مصرفا في سويسرا .. عندما احبت عمك كانت مراهقه هاربة من والديها . مثل حالتي الان ..لكن
بعدما صعب عليها التفاهم مع ابي هربت بي الى والديها الذين رحبا بعودتها .. هربت امي بعدما فقدت الامل في ان تقنع والدي بان يصبح مسيحيا مثلها ولانه اراد ان يزرع الاسلام فيني ..كنت في الخامسه حينما علمني اول مرة الصلاة .. اجل انا مسلمة قلبا وقالبا زرع فيني
عمك جابر كل اساسيات الاسلام .. اعرف الاركان الخمسه ..اعرف جيدا المنكرات والواجبات .. واعرف ان ابي كان يرتكب احد المنكرات بشربه للكحول .. لكن والدي كان ضعيفا رقيقا .. كان يحمل في داخله الاما كثيرة اتمنى من الله ان لايعاقبه .. اريد ان اصبح دبلوماسية
كوالدي .. اطمح لهذا .. اتيت الى هنا هربا من مستقبل كرهته .. كليه الفنون والاثار !! .. كانت جدتي تريدني ان ادير متحفا تريد ان تفتحه في بلجيكا ... اجل ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب .. لكن ليس هذا ما اريده .. اريد مستقبلا انا اخططه ..وكنت اريد بقايا ابي ..رسائله ..
منزله ..ملابسه .. اردت ان اعيد احياءه في ذاكرتي .. فقد بدأت ذكرياتي تضمحل .. لم انسى صوته ..لكني لم اعد اتذكر ماكان لون عينيه .. "
انهمرت دموعها وهي تحاول ان تكابر وتابعت " لا اريد ان اسبب لك التعاسه ..لكن..خاب املي مما وجدته ينتظرني هنا ..."
التفتت وغادرت مسرعه ..بقي واقفا يفكر لكن قطع تفكيره رساله وصلت على هاتفه الجوال ..
من : راشد ال ...
لعبه شطرنج ..والرهان على الصفقه وال بوجاتي ...
نظر الى ساعته كانت تشير للرابعه صباحا .. بعث رساله " بعد الصلاة بجيك ..لكني مواصل ..ودور شي غير ال بو جاتي ... لاتحلم فيها ..الصفقه بدالها الف..لكن العزيزة الغاليه وحده بس ما ابدلها بأحد .."
دقائق وصلته الرساله " انسى اللعبه ..والصفقه لك حلاوة جيتك لدبي . ال بو جاتي مصيرها لي .."
ضحك ..واتجه ليصلي ثم يعود لينام ..فقد انهكه التعب ..
في اليوم التالي حين استيقظت تشعر انها في حلم ... نظرت الى الحديقة لتراه يخرج ,,,لم يخبرها أي سيارة ستستخدم ؟؟؟ نظرت الى البوجاتي وهي مبتسمه .. لم لا ؟ لكنها حاليا تريد الذهاب للتسوق .. نزلت الى الاسفل كانت ترتدي جينزا وبلوفر زمردي اللون ..
"صباح الخير .."
فاجأته والتفت لينظر اليها ..كان يرتدي الثوب الابيض ويغطي عينيه باحد النظارات الشمسية ..."يوجد هناالعديد من الرجال الذي يعتنون بالمنزل كالبستاني والسائق والحارس .. وخروجك هكذا .. "
قاطعته " فهمت ..سأعود للداخل لكن هل لك ان تطلب من السائق ان يجهز السيارة؟ احتاج للذهاب الى السوق .. "
هز رأسه مواقفا ثم قال " سأخرج اليوم لدي عدة مواعيد ثم سأعود للدوحه .. انتي سيدة نفسك المنزل والسائق تحت امرتك .. خذي هذه البطاقة الاعتمادية .. استخدميها كما تشائين فهي لك .. "
اعطاها ظرف من البنك فيه البطاقه والرمز السري ..قالت معترضة " لكن لدي اموال والدي .."
ابتسم " استخدمي هذه البطاقة حاليا ..حتى تستقر امورك ..لست بحاجة تلك الاموال الان .. "
لم تفهم لماذا لكنها هزت رأسها موافقه ..." وداعا.."
قالتها وخرجت ولكنه استوقفها " افضل ان تذهبي مع المساعدة التي عينتها لك .. فالسائق لايتحدث سوى العربية والانجليزية .."
قالت مبتسمة " اعرف بعض الانجليزية ..لاتخف اني قوية واستطيع ان اتدبر اموري..."
غادرت وتركت ينظر في اثرها .. كان مرآها في هذا الصباح منعشا..اللون الاخضر يناسبها تماما فهذه الصهباء تعرف كيف ترتدي مايظهرها كأميرة,,ابتسم وهو يتذكر رحلاته الى فرنسا مع المعلمة الفرنسية العجوز...يدين لها بثقافته عن اناقة النساء وطباع النساء . كانت
ترغمه على استخدام الفرنسية في الحياة العادية .. وكانت اغلب رحلاتها للتسوق معه .. علمته الفرق بين الحرير والبوليستر...علمته الفرق بين الجلد الاصلي والغير الاصلي..علمته ايضا كيف تتعرف الى قطع المصممين العالمين .. ابهرته بحبها لمدموزيل كوكو شانيل وردائها
الاسود ..
لكنه لم يقترب من اي امرأة حتى الآن بطريقة تجعله يستمتع بما ترتديه كاقترابه من ميرا .. ..احب رؤية ميرا بملابسها المنتقاة بذوق راقي..رن هاتفه فأجابه بدون ان ينظر الى الاسم ..
"جدتك مسوية عزا لعمك جابر.."
ابتسم وهو يستمع الى صوت ابيه " ماقلت لها بدري .."
غضب والده " جاسم ....مو وقتك الحين ..جدك وجدتك قلبو الدنيا على راسي من قلت لهم انه مات من كم سنه ..اذا سألوك قول لهم ماتدري ..ولا بيطردونك مثل ماطردوني ."
ضحك جاسم باستهزاء " افا يبه طردوك ...قول لهم ماتبتو طردتو اخوي وتحسفتو بتطردوني الحين !!"
غيث " مو وقت تطنز يا جاسم .. اذا سألوك قول ماتدري .."
ابتسم جاسم " اسف يبه ماعلمتني عالجذب .. وحسنه تدري اني ادري ..لاني من قلت لها اسم العروس عرفت انها تعرف انها بنت عمي جابر .. "
غيث " شلونها الحين عروسك ؟؟"
جاسم " تو ودعتها ..وببتعد عن طريقها لين تقرر متى تبي تشوف عائلتها المصونة .."
غيث " ليش تحسسني انها تكرهنا !"
ابتسم جاسم " بنقوو .. "
انصدم غيث " قالت لك انها تكرهنا !!"
جاسم " لو تشوف الطريقة التي تنطق فيها اسم ابوي جاسم وامي حسنه ..بتعرف ان الحقد ماكل قلبها من داخل .."
غيث " ماتنلام ياولدي ..انت شفت جابر اخر ايامه .. وجابر ما كسره الا عاطفته .."
جاسم " يبه اخاف اكون مثلك ..مااملك اي عواطف هههههه ..."
ابتسم غيث " والله حنا جابر خذ كل العواطف .. انت محد مشاركك عشان ياخذ منك شي .."
ضحك جاسم وقال " اشوف بعد شوي يبه ...ان شاء الله "
غيث " في حفظ الله ياولدي..ووصيتك على بنت اخوي .."
جاسم " لاتخاف ..بتجيها امي بيبي بعد شوي وعمتي هديل بتجي الشهر الجاي ان شاء الله .."
غيث بصدمه " بيبي !! وين لقيتها !!"
جاسم " وديت واحد من الصبيان يجيبها من الكويت .. ووافقت ..بتوصل بعد شوي .."
غيث " هي باقي فيها حيل ؟؟ هاي كبر جدتك يبه ...والله اني ما انسى طراقاتها لليوم !!"
ضحك جاسم " اي والله طراقاتها ماتنسي ....يبه انا مو جايبها تربي .. انا جايبها تجلس فالبيت وتشرف ...."
"على خير يا يبه ..على خير...تعال بيتك اول ما تجي انا قاعد فيه الحين .."
ابتسم "البيت بيتك يبه .. يله اشلوفك على خير ان شاء الله "
اغلق الهاتف ..ليتصل بجدته حسناء .. يعزيها قليلا ...
رد صوتها مبحوحا " جاسم.."
حبس انفاسه وهو يرتب كلماته " عظم الله اجرك يا يمه"
اتاه صوتها حزينا " بدري ياجاسم..ماهقيتها منك ياجاسم..ماهقيتها تخبي عني ..ماتخليني احزن بفراق ولدي .."
قال مسترجعا ذكرى قديمه " بس انا خليتك تبكينه .. خليتك تبكينه بعد ما ادفنوه...تذكري اللي ماخليتك تحطين الحنه عشانه ...." وحين سمع شهقتها ...اغمض عينيه ليتذكر.
كان قد عاد للتو من الدفن .. وملابسه متربه ..وكان اخر يوم في رمضان ..ليله عيد الفطر..دخل الى غرفة جدته وهو حزين .. جلس على الارض في الزاوية .. جاءت جدته لتجلس بقربه .. يحمل حبا وولاء لعمه جابر..لطالما كان ينظر اليه كقدوة .. احزنه مصير عمه ...احزنه وفاته
بتلك الطريقه .. بكي لا اراديا امام جدته التي كانت لاول تراه يبكي منذ اصبح رجلا راشدا .. بكيت جدته معه في تلك الليله .. قال لها ان صديقا له توفي اليوم .. وانه حزين لوفاته لانه وحيد لا اهل له .. بكيت معه حين اخبرها انه لم يحضر دفنه احدا .. وانه لايعرفه احد ..كانت
تحضر الحناء ليديها ولشعرها .. طلب منها ان لاتفعل فلتكن كأمه وتحزن له يوم او يومان .. ..وان تبكيه ..ونفذت ماطلبه منها حفيدها الغالي .. .. وفالصباح حين اتوها ليقضو العيد معها اعتذرت منهم ولم تأكل الحلوى ...
كانت شهقاتها وبكاءها على الهاتف تكسر قلبه .. وهو يسمعها تردد "يمه جابر ..رحت مني في ليله عيد ... يمه جابر .. "
نزلت دموعه تعاطفا مع جدته .. وحزنا على عمه ..لم يحب نهايته الأليمه .. اغلقت الهاتف بدون ان تقول له كلمه .. وعرف انه بعد اليوم لن تفرح حسناء بليلة عيد ...
*****************************
خرجت الى احد المولات ,.. اشترت بعض العباءات الجاهزة من المحلات المعروفه .. اشترت هاتفا جديدا وخطا جديدا ... مرت احدى المكتبات واخذت عددا كبيرا من الكتب عن الاسلام ..عن العرب عن الثقافة .. روايات وكتبا فرنسيه .. واشترت كمبيوتر وبعض ملحقاته .. ثم
اشترت بعض الاشياء لنفسها ..الملابس والاحذيه العطور ادوات التجميل .. اشترت مشطا وهي تبتسم .. اخيرا سينمو شعرها ..بعد ان حلقته لسنوات تخاف ان يفتن احدا ..كان السائق يمشي معها وهو يدفع بعربات مشترياتها ..
*****************************
بعد اسبوعين وقفت امرأة صهباء الشعر بعيني غاضبتين امام شركته .. ابتسم لها وهو يقترب ..كانت جميلة ..شديدة الشبه بابنتها ..لكن خصلات شعرها الاحمر تزيدها جمالا .. فكر هل لميرا ذات الخصلات الجميلة ؟؟؟ ... ابتسم وقال بفرنسية مرحه
" لنتحدث في مكتبي .."
قالت بعربية ذات لكنة غريبة " وين جابر !"
استغرب ولم يرد ان يثير فضيحه امام الموظفين واجاب بالفرنسية " رجاء اتبعيني لمكتبي والا لن يجيب اي احد على أسئلتك "
مشي بثقة امامها ووصل الى مكتبه وهي تتبعه بصمت الى ان دخل المكتب وطلب من السكرتير ان يوقف كل المواعيد والاتصالات ..
قالت له مجددا بالعربيه " وين جابر !! وين بنتي ..؟"
ابتسم وهو يشير لها بالجلوس لكنها لم تجلس " تعرفين عربي..ممتاز ..بتريحين شوي من اني اتكلم بالفرنسية .."
قالت بغضب " طبعا اعرف ..عشت مع جابر عشر سنوات . "
قال بهدوء " الله يرحمه ..."
لم تخفى عليه الصدمة التي بدت عليها .. لم يخفى عليه انكسارها ..وهي تقول بالفرنسية " مات!. اين ابنتي اذا ؟"
قال مبتسما بالفرنسية " اصبح السيدة جاسم غيث .."
عقدت حاجبيها واجابت بغضب " ماذا تقول ايها الاحمق !" وقالت بعض الشتائم بالهولنديه ..
ابتسم " تزوجنا منذ فتره .." لم يرد ان يقول لها انه تزوجها فورا .. قال مكملا "احببنا بعضنا وتزوجنا .. وهي تعش الحياة هنا .. "
قالت باشمئزاز" لكنك ابن عمها !! انك كأخوها !!"
قال مبتسما " في مجتمعنا لانعتبر الامر كذلك .."
بدأت بالصراخ والشتم وقالت بالفرنسية " من تكون لتهدم حياتها هكذا !! من تكون لقد اعددت لها حياة وامتيازات لايحلم بها امثالك !! كيف تجرؤ !! ولا تخبرني انها اسلمت ايضا ؟...اين هي سأعيدها معي لن ابقيها هنا !! "
قال بهدوء " انا لم اهدم حياتها .. جاءت الي بنفسها ..وجاءت الي مسلمة ..لم اعرف عن وجودها قبل اسبوعين ..لاذنب لي في ماتتهميني به ..هي مسؤولة عن اختياراتها .. لست ارغمها على شيء .. "
قالت بعصبية " ماذا !! كيف !!اذا كيف تزوجتما بهذه السرعه !!"
اجابها " مثلما تزوجتما انتي وجابر بعد اسبوع من لقاءكما !!الحب وتأثيره ..ونحن سعداء الآن ونتوقع ان تحمل بطفلنا الاول في اي لحظة .."
نظرت اليه باشمئزاز " انها طفله .. كيف تقترب من طفلة !! "
اجاب بهدوء وتمنى انه لم يضف جملته الاخيرة " اكملت ال18 منذ فتره ...فهي قد بلغت السن القانوني .."
صرخت بغضب " هي طفلتي !!! كيف تبعدها عني !!"
اجاب بهدوء " كما ابعدتيها عن جابر قبل فترة طويلة .."
" اريد رؤيتها !!..."
" سأتصل بها لكن لاتتوقعي ان ترغب برؤيتك .."
امسك هاتفه واتصل بالفيلا ..حين اجابت الخادمة وطلب منها ان تنادي ميرا .. لم يكن قد رأى ميرا منذ ذلك الصباح في الحديقة ..اجابت ميرا وقال لها بالفرنسية " والدتك هنا فالدوحه..اخبرتها عن زواجنا .. هل تريدين ان تتحدثي معها حبيبتي !!"
صدمت ميرا !! لم تتوقع ان تصل والدتها بهذه السرعه !! ولم يقول لها حبيبتي !! هل خدع والدتها واخبرها انه وقع في حبها .؟؟..ربما قالت بثقة " اجل .. "
جاءها صوت والدتها " ميراا !!.."
اجابت ميرا بثثقة " امي.. كيف لي ان اخدمك ؟"
قالت والدتها باشمئزاز لم يخفى عنها " هل تزوجتي هذا الرجل !!"
اجابت وهي تحاول ان تحمل صوتها بعض العاطفة " امي .. اني احبه لاتتحدثي عنه هكذا .."
شعرت بصمت والدتها ..ثم قالت " هل اخترتيه اذن ؟؟؟لن تعودي معي ؟؟"
اجابت " اجل امي .. انه ما اريد ..جئت الى هنا ابحث عن اجوبة والتقيته .. توفي اببي يا اامي .. توفي وحيدا .."
جاءها صوت والدتها هامسا " اجل قال لي للتو .. ميرا ..ارجوك يا ابنتي عودي معي "
المها الرجاء في صوت والدتها " امي..لم اشعر بالسعادة والراحه هكذا منذ سنين .. لا اريد العودة الى حيث اكون لوحدي طوال اليوم .. والبرد يفتت عظامي ..اني سعيده يا امي .. "
عادت القسوة لصوت والدتها " تبا لك وله ..لا تأتي الي لاحقا فلن استقبلك .."
اغلقت الهاتف وقبل ان تخرج قالت له " استطيع ان اخذها اليوم .. واجرها واعود لموطني..لكني لن افعل ..رغم انني اراها ترتكب ذات الخطأ الذي ارتكبته ذات يوم .. "
قال جاسم "زواجك من جابر اتعتبرينه خطأ !"
اجابت بخفوت " اجل ..كان خطأ ... رغم انني احب جابر..لكنني اذيته كثيرا بزواجي به ..وانت الان تعيد الكره ..ستؤذي ابنتي بزواجك بها .. وستبعدها عني ..سأدعك لتعيش مع هذا العبء .."
تركته وخرجت واغلقت الباب ... ابتسم جاسم ..هو يعرف انه لفق القصة ليبعد والدة ميرا عنها ..ميرا اتت باختيارها .. اتت لتبحث عن جذورها ..لا عن حب يسلخها عن جذورها كما فعل بوالديها...اتصل مجددا لكن لم يجب احد ..ميرا عاقلة لن تتاثر بحديث والدتها ..يأمل هذا ..
كانت ميرا تبكي بقوة في حضن بيبي .. وبيبي تقول لها مواسية " يابنتي والله من ورى قلبها ..صدقيني من حرقة قلبها عليج .."
اجابت ميرا " ادري..لكن يا يمه بييبي صعب علي اسمع منها هالكلام ..تبقى امي .."
كان لقاء ميرا ب بيبي مميزا ..حين دخلت العجوز لمنزلها ركضت اليها واحتضنتها قالت العجوز " اشم ريحه جابر وحسنا فيج يابنتي .."
اجابتها ميرا بدموع " وانا اشم ريحه ابوي فيج .. "
ابتسمت بيبي وقالت " الحمار يقول لي ماتتحجين عربي .."
خجلت ميرا " وتتوقعين جابر يترك بنته تتكلم عجمي ؟ جاسم مايدري ..ولا تقولين له ..كلما عرف عني اقل كل ما كان احسن .."
مسحت على رأسها بحنان " براحتج يمه .."
________________________ يتبع
|