كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 562 - زواج غير عادي - كاتي لينز- قلوب عبير دار النحاس
- أرى أنني جئت لانقادك في الوقت المناسب .
قالت جيني ذلك باسمة وقد تلاشى ما تشعر به من اضطراب فقد بدا رايف من الشرود بحيث شعرت بالأسف لأجله .فقد مس مشاعرها الأنثوية ان ترى مثل هذا الرجل الخشن بمثل هذا الضياع .
- ماذا . اليس ثمة ملاحظة على مبلغ ما تبدو عليه عروسك من جمال ؟
قالت ميريام ذلك وقد أصيبت بخيبة أمل للكلمات العادية الجافة التي أخد العروسان يتبادلانها .
- معك حق يا ميريام . أنني استحق الجلد بالسياط . تبدين جميلة يا جيني .
قالت ميريام راضية . هذا أحسن . الامل المفقود
ثم قال رايف – ان لدي شيئا لك وكان ينظر في عينيها بحرارة جعلتها تفكر لحظة بأنهما مقدمان على زواج طبيعي تماما .ثم اخرج من جيبه علبة مجوهرات ناولها إياها .
نظرت اليه مشتتة الذهن – ظننت ان علينا ان نتبادل الخواتم في مكتب القاضي ؟
- هذا صحيح ولكن هذا ليس خاتما انه شيء أخر هدية العرس .
- وضعت جيني يدها على فمها بأسف . ولكنني لم احضر لك شيئا .
- لا باس افتحيها .
- ففعلت وإذا بها ترى حلية رائعة الجمال معلقة بسلسلة ذهبية . كانت الحلية من التو باز الأزرق بلون السماء متألقة بالحياة .
قال رايف – لقد ذكرتني بلون عينيك وأرجو ان تعجبك .
فهمست – أعجبتني جدا شكرا لك .
- دعيني ألبسك إياها .
وبعد ان وضعها أدارها لتواجهه مرة أخرى – أنها تليق بك تماما .
وقالت ميريام ضاحكة – يكفيكما غزلا على جانب الطريق بين الناس لقد حان الوقت لعقد زواجكما .
قدم رايف ذراعه لــ جيني وتنفست هي بعمق ثم رافقته الى الداخل .
كانت الساعة التالية غائمة تماما بالنسبة الى جيني ولكن عدة مشاهد انطبعت في ذاكرتها . مثل سيندي في ثوبها المنقوش بالإزهار . وقد ملأتها البهجة والإثارة .
والده كان احد الشهود وقد ارتسم على وجهه الزهو والإشراق والسعادة ما منحها الثقة بنفسها . وكانت ميريام تمسح دموعها بمنديلها المطرز ثم انتهى كل شيء .
فقد قالت جيني للقاضي – نعم ... أريد ذلك وكذلك رايف .
هذا الجزء بعث التوتر في جسمها وأخذت ترتجف .ثم احتضنتها سيندي وكذلك الجد مهنئا .ثم عانقتها ميريام ودموعها ما زالت تنهمر .
لم يكن ثمة وقت لتبادل أي كلمة مع رايف إذ كان عليهم جميعا ان يسرعوا الى المطعم حيث كانت جموع المهنئين في الانتظار .
أحدى المهنئات كانت محامية جيني ميرا ندا وفيما بعد وجدت المرأتان فرصة أخذتا تتحدثان فيها على انفراد حيث قالت ميرا ندا – كان هذا زواجا مناسبا تماما تحصلين بعده على حقك في الميراث وأنا مسرورة لذلك بصرف النظر عن نتيجة هذا الزواج هذا وكنت أريد ان أقول لك أنني أنجزت كل الأوراق اللازمة لحصولك على الإرث ومن ثم ستحصلين عليه في أسرع وقت ممكن .
- هذا رائع وشكرا لك يا ميرا ندا ان شركة ميغاتويز لن يسرها هذا مثلي .
- هل سببوا لك مزيدا من الإزعاج ؟ الامل المفقود
- كلا فقد كانت الأمور هادئة رغم أنني تلقيت مخابرة هاتفية منذ أيام من الرئيس نفسه بيتر فانيورن لقد اتصل في اليوم التالي لاتصالي بك .
- وماذا قال ؟
- كان يريد ان يعلم ما اذا كنت غيرت رأيي .
- وماذا رددت عليه ؟
- بأنني لم ولن افعل ذلك ولم يكن يبدو راضيا على الإطلاق كما لاحظت من لهجته.
سألتها ميريام – هل أخبرته بشكوكك في انه وراء ما حصل لك من مشاكل ؟
- كلا فانا لم احصل على الإثباتات بعد وأنا لا أريده ان يسارع فيرفع علي دعوى قذف وتشويه أو ما أشبه .
- لقد قمت بعين الصواب .
تمتمت جيني تقول – هذا ما ارجوه ونظرت الى عريسها أملة ان تكون قامت بالعمل الصواب بالنسبة لهذا الزواج كذلك .
بعد ذلك بساعتين أخرجت جيني قدما واحدة من حذائها وهي تتمتم قائلة لعريسها الجالس بجانبها – هل تذكر انك كنت قلت شيئا عن إقامة حفلة استقبال صغيرة ؟
فاوما رايف بأسف – أنها حفلة صغيرة بالنسبة الى والدي فهو ما ان يحمل قائمة المدعوين حتى لا يعود ثمة مجال للعودة عنها .
تساءلت جيني عما اذا كان رايف يرغب في العودة عنها فساءلته – وهل لديك مانع في ذلك ؟
- كلا طبعا ولماذا يكون لدي مانع ؟
- لأنه كان متزوجا مرة من امرأة أحبها بصدق بينما هذا الزواج هو مجرد اتفاق عملي بينها وبينه وحاولت جيني ان تنبد هذه الشكوك من ذهنها وصرفها عن ذلك
تقدمهما معا لقطع كعكة الزفاف ذات الخمس طبقات والتي صنعها هوغو لهما .
وعندما وقف رايف بجانبها يقطعان الكعكة بالسكين تملكها شعور جعلها تضطرب شعرت وكأنها تنتمي اليه ما جعلها في غاية التوتر ذلك أنها لم تكن تريد ان تنتمي اليه فهذا كان مجرد اتفاقية وترتيب مؤقت بينهما . وما ان فرغا من قطع الكعكة حتى استدارت لتبتعد عنه ولكن ميريام قالت لها – انتظري لحظة ان علي كل منكما ان يطعم الأخر منها بيده فهذا يعتبر حظا حسنا .
لا باس فقد ذكرت جيني نفسها بان بإمكانها ان تقوم بهذا الأمر دون مشكلة من ناحية مشاعرها وهكذا أخذت قطعة من الكعكة بينما امسك رايف بالصحن وسار الأمر على ما يرام الى ان وضعتها في فمه فمست شفتاه أصابعها عند ذلك كادت تسقط قطعة الكعك على قميصه الأبيض .
لحسن الحظ تراجع على الفور ما انقد قميصه من التلف ولكنه أطعمها القطعة بدوره دون أية مشكلة ولكنها ذكرت نفسها ساخطة بأنه سبق وجرب القيام بهذه الأشياء أثناء زفافه الاول . الامل المفقود
عندما قادها الى حيث جلسا في الشرفة حيث كان ضوء القمر يغمر الكون كان السرور يتملكها ما جعلها لحظة من الزمن تنسى أنها جيني بنجامين التي هجرها والدها وتزوجها هذا الرجل فقط لكي تنقد ابنته وترعاها . وأنها ألان عروسا بجانب عريسها الذي جعلها تشعر وكأنها سندريلا .
لكن مثل سندريلا . ما ان تدق الساعة الثانية عشرة حتى يتبدد الوهم وسيكون عليها ان تستعد للعودة الى حياتها القديمة ... وحدها همست ميريام – آه أنها حفلة رائعة ولكن الوقت قد حان لذهابنا .
فقالت ميريام – على جيني ان تلقي بباقة الزهور على أحدى الفتيات . لا تنسيا هذا .
ألقت جيني الباقة ولكن بمزيد من القوة واستدارت في الوقت المناسب لتراها تسقط مباشرة على مجموعة من الفتيات مارة بجانب هوغو الذي بدا عليه الذعر ومن ثم تتلقاها سيندي وبين ضحكات الجموع ابتسم رايف مزهوا بما صنعت ابنته وقال – ان ابنتي اعترضت باقة الزهر .
قال الجد ضاحكا – بل ابنتك هي التالية في الزواج .
وكانت جيني تراقب بتسلية كيف استحالت ابتسامة الجد الى عبوس وذعر وهو يقول :
- كلا هذا غير ممكن فهي لن يسمح لها حتى بالخروج مع الشبان قبل ان تبلغ الثلاثين .
لم يكن هناك وقت لمزيد من الأحاديث حيث ان رايف حاول الهرب قبل ان يأخذ والده في أعداد الكثير من إجراءات التوديع ولكن الوقت كان قد فات وكان على رايف وجيني ان يركضا تحت وابل من الأرز الذي كان المدعوون ينثرونه عليهما ويمدهم به سيود .
ما ان تحركت بهما السيارة الجيب حتى سمعت جيني ضوضاء تصم الأذان ناتجة عن ذيل طويل من علب التنك كان قد علقه بالسيارة سيود والجد اللذان وقفا يراقبان ذلك وهما يضحكان .
وهكذا كانت تقاليد الزفاف الحقيقي كاملة ما جعل جيني تشعر بالقلق بالنسبة الى ما سيكون عليه شهر العسل . الامل المفقود .
انتهى الفصل الخامس
الى ان نلتقي في الفصل القادم دمتم بسلام
|