كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 562 - زواج غير عادي - كاتي لينز- قلوب عبير دار النحاس
سامحوني يا أعزائي والله ألنت عامل فيا العمايل هالــ يومين وتعبني معاه اسفة جدا جدا وشكرا للجميع ؛؛؛؛
وهذا عربون اعتذار مني ان شاء الله يكون كافي مؤقت فقط باذن الله تحياتي لكم
************************************************************ ****************
الفصل الثاني ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لم تنم جيني جيدا في تلك الليلة واستيقظت في الصباح لذكرى غامضة لحلم يدور حول ذئب ... ذئب له ابتسامة رايف مورفي العريضة وعينيه اللتين تشبهان عيني طفل مشاغب ؛ الامل المفقود
وبخت نفسها تهمهم – من ذا الذي يخاف من ذئب كبير الحجم اخدت تحدث صورتها في المرآة و هي تضع زينتها – أنني اتاخر كثيرا عن النوم في الليالي . الحديث مع الدببة جميل طبعا ولكن ليس الحلم بـ رايف مورفي . وأغلقت علبة الزينة بعنف وهي تتابع الحديث الى نفسها – فلا تفكري في شيء فأنت تعرفين حظك مع الرجال هذا الى ان لديك الكثير من المشاكل قبل الاستقرار للعمل . فأنت لست بحاجة الى مزيد من الإزعاج .
أنهت زينتها وحديثها الى نفسها . ثم اتجهت نحو المطبخ وهي تذعك ذراعيها شاعرة بالبرد فقد حل الخريف ولم يعد الشتاء بعيدا في هذه المنطقة وأحسن شيء تتناوله في هذا الصباح البارد هو صحفه من الحبوب المسلوقة مع الحليب والسكر وبينما كانت تنتظر الحبوب .تعالى رنين الهاتف فرفعت السماعة – الو .
وإذا بصوت يقول لها – ارحلي .
فقالت له – النمرة غلط ووضعت السماعة هذا من فعل المراهقين ربما يريد رايف ان يحملها على الرحيل . ولكنه غير محترم في مجتمع نورث دنواي ومن غير المعقول ان يقوم بعمل كهذا .
كانت على وشك سكب فنجان القهوة الثاني بعد ان أنهت فطورها عندما سمعت قرعا على الباب هل تلك رائحة قهوة ؟ وكانت هذه مساعدتها وصديقتها ميريام وايس .
التي دخلت وهي تلقي عليها هذا السؤال .
فدعتها جيني لسكب فنجان قهوة لنفسها وهي تبتسم .فقد كانت ميريام هي سبب انتقال جيني الى منطقة هامبشاير هذه وكانت الاثنتان قد تعارفتا في نيويورك في معرض للدمى وذلك منذ خمس سنوات أخذت إثناءها صداقتهما تتنامى مع الزمن فقد كانت صراحة ميريام وروحها الفاكهية خير ما يتناسب مع طبيعة جيني المتحفظة عندما انتقلت ميريام وزوجها ماكس الى هذه المنطقة السنة الماضية لم تلبث ميريام ان أقنعت جيني بترك شقتها الصغيرة في ولاية كونيكتيكت وهي تصف لها روعة المكان وكيف يساعد على الإبداع الى ان جاءت جيني في النهاية في زيارة لهذه المنطقة وسرعان ما وقعت في غرامها ولم يمر أسبوع حتى كانت إجراءات الشراء قد ابتدأت .
قالت ميريام وهي تسكب القهوة لنفسها – أرى ان العمال قد ابتدءوا يعملون بتحسين المخزن .
أحقا ؟ وكان هذا خبرا جديدا بالنسبة الى جيني التي لم تر بعد العمال هذا الصباح . الامل المفقود
قالت ميريام – لقد قلت هذا متهكمة فقد أصبحت الساعة التاسعة دون ان يبدو اثر للعمال.
لقد كان السيد غاردنر قد طمأنني الى انه سيرسل أحسن فريق عمال عنده هذا الصباح وذلك في وقت متأخر قليلا .
قالت ميريام وهي ترشف قهوتها – وهم يأتون متأخرين قليلا كل صباح وهذه هي المشكلة .
- انه يدعى بأنه يتبع المنهاج بالنسبة الى البناء ...
- الادعاء أصبح هو الكلمة الفعالة هناك لقد سبق وأخبرتك ان عليك ان تدفعيهم للعمل بنفسك .
فابتسمت جين – أتعتنين كما كنت أدفعك ؟
- هذا غير صحيح فأنت لم تكوني قط بحاجة الى دفعي للعمل فانا بطبيعتي عاملة مجدة وليس هناك شخص أخر مثلي .
- سأهتم بملاحظة العمال فإذا لم يحضروا الى العمل الساعة العاشرة فسأبلغ العقاري السيد غاردنر .
- هذا أحسن .
حملت جيني فنجان قهوتها واتجهت الى غرفة الطعام الفسيحة والتي تستعملها مكتبا بصفة مؤقتة كان في الغرفة جهازا كمبيوتر وكذلك جهاز فاكس . وآلة تصوير للمطبوعات وصناديق أوراق ومنذ ان تعهد العمال بإنهاء العمل في الجدران الداخلية للمخزن ذلك الأسبوع فهي لم تستعمل المكتب الذي هناك الى حين انتهاء العمل هذا الى أنها لم تكن تريد ان يقوم جارها الجذاب بأي خطة مرتجلة بعد زيارته لها الليلة الماضية .
وسالت ميريام قائلة – هل سالت عما إذا كانت شحنة المفاصل قد وصلت ؟
لقد اخبرني المتعهد بأنه شحنها منذ أسبوعين وسيرسلون شحنة أخرى .
هذا حسن فليس بإمكاننا ان نصنع شيا بدون تلك الأجزاء . ثم هل اهتممت بانجاز أوراق الجدد ؟
فاومات ميريام – نعم لقد اهتممت بكل شيء . الامل المفقود
هذا عظيم ذلك انه مع خمسة موظفين جدد بإمكان جيني ان تزهو بستة موظفين تحت إمرتها ثلاثة منهم فقط سيعملون في المخزن أما الاثنان الآخران فهما من الأمهات لأطفال صغار ما يجعلهما يقمن بعملهما اليدوي في البيت .
لقد كانت والدة جيني مرغمة على الخروج من بيتها لكي تعيل أولادها ولهذا كانت مسرورة لمساعدة هاتين الوالدتين على البقاء في البيت مع أولادهما الأطفال وتابعت أسئلتها – وماذا بالنسبة لتلك الطبات ... ولكن قرع على الباب قطع عليها كلامها .
فسألتها ميريام – هل تتوقعين أحدا ؟
هزت جيني رأسها قائلة – ربما هو الرجل الذي يحضر بوالص الشحن المفقودة .
قالت ميريام وهي تميل في كرسيها لتنظر من خلال الزجاج الذي يؤلف ثلثي القسم الأعلى من الباب الأمامي – كلا انه ليس ذلك الرجل إلا إذا كان انكمش جسمه عما كان عليه في أخر مرة رايته فيها .
فتحت جيني الباب وإذا بسيندي واقفة عنده وقد حملت بين ذراعيها أكثر الدببة التي رأتها جيني في حياتها قذارة . قالت لها سيندي وهي تلهث – بروزر بحاجة الى أصلاح لان فيه فتقا كبيرا حتى أصبح داخله خارجا .
- هذا ما أراه .
- لقد أراد جدي ان يلقي به في القمامة ولكنني أنقذته . هل يمكنك أصلاح بروزر ؟
- حسنا من المفروض ان أحاول ومع أنها كانت غير منبسطة بهذا العمل فقد كانت جيني قرأت عددا من الكتب موضوع (( كيف تصلح الدببة )) حتى أنها نقدت بعض الدببة من صناديق القمامة بنفسها .
- حملت سيندي الدب على ذراع واحدة بحذر ثم دست يدها الأخرى في جيب بنطلونها الجينز ثم أخرجت ملء يدها من النقود الصغيرة وهي تقول – هذه كل النقود التي لدي ألان . فتحت يدها تعرض عليها عدة قطع من النقود – هل تكفي أجرة أصلاح دبر وزر ؟
قالت جيني وهي تغلق راحة سيندي الصغيرة على قطع النقود ثم تعيدها الى الجيب – أنا لا أريد نقودك يا سيندي فاحتفظي بها .
سالت ميريام وهي تلحق بجيني الى الباب الأمامي – من يسد هنا ؟
قالت سيندي – انه بروزر وأنا سيندي .
فسألتها ميريام هل هذا الدب لك ؟
فهزت سيندي رأسها – كلا فهو كان دب والدي منذ مئة سنة عندما كان طفلا .
منذ مئة سنة ؟ لقد سمعت هذا يا طفلتي . تمتم رايف بهذا وهو يقف بجانب طفلته على عتبة باب جيني – ما الذي تفعلينه هنا فتزعجين الآنسة بنجامين
أول هذا الصباح ؟
أنني طلبت منك ان تبقي في البيت . الامل المفقود
نعم يا والدي ولكنني جئت لان جدي عثر على بروزر في صندوق الذي في المخزن وكان جدي يبحث عن البحرية .
سألها رايف – يبحث عن ماذا ؟
عن البحرية أنها تلك التي كان يرتديها عندما كان يعمل في السفينة الكبيرة كما تعلم .
قال رايف – آه بذلته الرسمية البحرية .
فاومات سيندي - نعم ولكنه لم يجدها ولكنه وجد بروزر وكان يريد ان يلقي به في القمامة لان داخله كان متساقطا . ولكنني لم استطع ان ادعه يفعل ذلك يا والدي لقد طلب بروزر مني ان أساعده ولهذا أحضرته الى جيني .
فقال يصلح لها جملتها – بل الى الآنسة بنجامين .
فقالت جيني – لقد كنت قلت لسيندي بان بإمكانها ان تخاطبني باسمي .
سألتها سيندي – هل بإمكان والدي ان يدعوك جيني أيضا .؟
- نعم .
- ويمكنك أنت ان تدعيه رايف . ومالت الى الأمام تسر أليها قائلة – ان هذا اسمه .
مضت لحظة صمت كانت جيني أثناءها تنظر الى رايف الذي كان يرتدي بنطلون جينز وكنزه ورأت شعره مبللا ومسرح الى الخلف وكان خرج لتوه من تحت الدوش وكانت ذقنه غير حليقة وكأنما لاحظ نظراتها فمد يده الى وجهه قائلا – أسف لهذا ان سيندي لم تدع لي وقتا للحلاقة بخروجها من البيت والتفت الى ابنته – وأنت يا صغيرة عصيت الأوامر .
قالت سيندي ضارعة – هذا فقط لان بروزر بحاجة الى جراحة مستعجلة فانا لم اشا ان ادعه يموت كما ماتت والدتي رأت جيني سحابة الم تعبر عيني رايف وهذا الى تورم في فكه أدركت جيني منهما مبلغ العذاب الداخلي الذي أحس به لسماعه كلمات ابنته .
عادت سيندي تقول بلهجة غير واثقة – هل ما فعلت صواب يا والدي ؟ الست غاضبا مني ؟
انحنى رايف يحتضنها – كلا أنا لست غاضبا لأنك حاولت مساعدة بروزر ولكن ما كان لك ان تعصيني عندما أخبرتك بان تبقي في البيت وأيضا ما كان لك ان تزعجي الآنسة بنجامين في الصباح الباكر .
قالت جيني تطمئنه – أنها لم تزعجني فقد كانت أنا و ميريام نتهيأ لتؤنا للشروع في العمل ولكننا لم نكن بدأنا بعد في الواقع .
سألتها سيندي بفضول طفلة في الخامسة – وأين تعملان ؟ الامل المفقود
أننا نعمل حاليا في غرفة الطعام ولكن عندما ينتهي أصلاح المخزن سننتقل اليه .
انك تصنعين دببة اليس كذلك ؟
هذا صحيح .
التفتت سيندي الى والدها قائلة – أنها تصنع دببة يا والدي .
فأجاب – هذا ما أخبرتني به الليلة الماضية .
سالت سيندي بسرور ودهشة وهي تنقل نظراتها بينهما إذن كنت مع والدي على موعد الليلة الماضية ؟
أسرعت جيني تقول – كلا لم نكن علة موعد وكانت التقطت النظرة الفضولية التي رمقتها بها ميريام وإذ كانت تعرف المرأة جيدا فقد توقعت منها ان تسألها فيما بعد عن القصة كاملة .
وعادت سيندي تسال – ولماذا لا ؟
لان ... وسكتت جيني لا تعرف ما تقول لكن رايف أسرع يقول وقد سرته حيرة جيني – نعم لماذا لا ؟
رمقته هذه بنظرة ضيق – اخبرها أنت .
عند ذلك قال لابنته – أننا لم نذهب في موعد بعد ولكننا سنذهب في وقت قريب جدا .
قالت سيندي بابتسامة عريضة تنبئ برضائها هذا حسن لأنني أحب جيني وأنت تحبها اليس كذلك يا والدي .
هذا صحيح يا حبيبتي .
فسألته – ومتى ستخرجان في موعد ؟
حول رايف سؤال ابنته ضاحكا الى جيني – ومتى سنخرج في موعد ؟
- فتمتمت تقول – ربما في سنة (2000) .
قالت سيندي – هذه مدة طويلة . وسأكون حينذاك كبيرة السن كما انك ووالدي ستكونان عجوزين .
قال والدها بحدة – شكرا يا طفلتي .
وكانت نظرة الأسى التي تبادلها مع جيني هي التي دخلت أعماقها أكثر من أي شيء أخر . فقد كان من الصعب عليها ان تقاوم رجلا يضحك من نفسه وإذ أحس رايف منها لحظة الضعف هذه قال – ما رأيك في الذهاب معي ومع سيندي في نزهة طوال النهار يوم الاثنين ؟ ان المطعم يقفل في ذلك اليوم وسيندي لديها عطلة ان بإمكاننا ان نخرج بعد الظهر فنصعد الى جبل واشنطن أو أي مكان أخر .
كان على جيني ان تقول باذب كلا . أنما بحزم وكانت على وشك قول ذلك عندما رأت نظرة اللهفة والتوقع في عيني سيندي كان يوم الاثنين في العادة يوم عطلة بالنسبة أليها . ولكن عملها لن يستقر فعلا قبل أسبوعين وبإمكانها إثناء ذلك ان تاخد عطلة بعد الظهر خصوصا وهي تعمل حتى أثناء العطل الأسبوعية في وضع تصاميمها وابتدأ صبر الطفلة ذات الخمس سنوات في النفاد إزاء صمت جيني واخدت تربت على يدها تستجلب انتباهها وهي تسألها – ألا تحبين والدي ؟ وماذا كان بإمكان جيني ان تجيب بسوي – طبعا أحبه ....
فقال رايف – هذا حسن أذن فسنأتي لاخدك الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح الاثنين ونحن سنحضر الطعام الى اللقاء أذن . هيا بنا يا طفلتي فقد حان وقت العودة الى البيت . الامل المفقود
وضعت سيندي بروزر بين ذراعي جيني ثم أسرعت خلف والدها تاركة جيني مستغربة كيف انتهت بالموافقة على الذهاب للنزهة معهما أنها لم توافق في الحقيقة مرغمة ولكن هذا لا يعني ان رايف لم يكن ملحاحا الى ان نال ما يريد.
قالت ميريام بابتسامة عريضة – من هو ذلك الخيال الذي دخل الى هنا ؟
انه جاري – وأغلقت جيني الباب قبل ان تضع بروزر بعناية على المنضدة الخشبية السميكة .
فقالت ميريام متنهدة – لا يوجد جيران كهذا عند أخر الغابة حيث نسكن .
- لا تدعي ماكس يسمعك تقولين مثل هذا الكلام . وكانت جيني تشير بذلك الى زوج ميريام منذ ثلاثين عاما .
- أجابت ميريام – نعم أنني سعيدة في زواجي ولكنني لست ميتة والميت وحده لا يلاحظ رجلا مثل هذا ...
فقاطعتها جيني محذرة – ميريام ...
فقالت المرأة – كنت فقط أريد ان أتحدث عن عينيه .
- هذا صحيح طبعا .
- كما أنني أحب الذقن غير الحليقة ... فهذا يعطيه مظهر بريا ... انك تفهمين ما اعنيه .
كان بإمكان جيني ان تخبرها بان رايف يبدو بريا حتى ولو كان حليقا ولكنها بدلا من ذلك قالت – لا تاخدي فكرة خاطئة فما هو سوى والد سيندي .
- منذ متى ماتت زوجته ؟
- ماتت منذ ان كانت سيندي طفلة رضيعة .
- يا له من مسكين لكن نظرة العطف في عينيها سرعان ما حل مكانها نظرة متألمة وهي تؤمي راضية أذن فجارك أرمل وسيم ووالد الطفلة صغيرة ان هناك إمكانيات مؤكدة .
- انه مهتم فقط بما املك صدقيني .
بدت الدهشة على ميريام – ماذا قلت ؟
- انك سمعتني فقد جاء إلي الليلة الماضية عارضا علي الشراء وذلك ليتمكن من توسيع مطعمه .
- وماذا قلت له .؟
- رفضت ذلك .
- حسنا ولكنه يبدو مهتما بك أنت .
فتمتمت جيني تقول – قد يكون يحاول اجتذابي لكي يجعلني أوافق على البيع .
- إذا كنت تظنين ذلك فلماذا وافقت على الخروج معه .
بدا الضيق على جيني – أنني لم أوافق تماما .
- ولكنك لم ترفضي .
- لم اشا ان أخيب مشاعر سيندي . الامل المفقود
- هذا نبل منك .
- كنت فقط أتوخى الرفق بها .
قالت ميريام بابتسامة ساخرة – هذا صحيح طبعا فأنت فتاة رقيقة الإحساس جدا رقيقة ونبيلة .
ردت جيني بحدة – حسنا فلنعد الى العمل .
***********
اقبل يوم الاثنين بسرعة بالنسبة الى جيني وقد كانت فكرت عشرات المرات في الاتصال بالمطعم وترك رسالة لــ رايف بإلغاء الموعد ولكن ذكرى تلك النظرة في عيني سيندي منعتها من ذلك لم يكن قلبها ليسمح لها بان تسبب للطفلة بخيبة أمل.
حدثت نفسها بأنه لن يعدو ان يكون لمرة واحدة فماذا يضر هذا ؟ الى أنها ستستغلها فرصة للراحة فقد عملت معظم العطلة الأسبوعية في وضع التصاميم كما أنها ابتدأت في أصلاح بروزر دب رايف .
عندما اخدت تعمل في أصلاح أذني بروزر ذلك الصباح حاولت ان تتصور إي نوع من الأطفال كان رايف مشاكسا دون شك أتراه ولد كذلك أم اكتسب شخصيته هذه فيما بعد ؟
تراء نشا مع أخوة أم انه وحيد أبويه مثلها ؟ ولكنها مالبثت وتذكرت ان ليس من الحكمة بالنسبة أليها ان تهتم بهذا الشكل بجارها الوسيم وكانت شبه راجية ان تمطر السماء هذا النهار فيكون ذلك عذرا لعدم الخروج ولكن الجو بدا صحوا مشمسا واعدا بيوم جميل .
وحيث كانت ستخرج للنزهة فقد كان عليها ان تقرر ما ترتديه وتذكرت ان رايف وسيندي سيكونان هنا بعد اقل من ساعة .
أخيرا ارتدت بنطلونا اسود وكنزه زرقاء طويلة وكانت هذه كنزتها المفضلة .
وبعد عدة محاولات في تنظيم شعرها من جمعه فوق رأسها بشكل ذيل حصان الى تسريحة الى الخلف انتهت بان وضعت مخملية خلال شعرها فهذا على الأقل يمنع شعرها الطويل من التهدل على وجهها .
في الوقت المعين كانت جيني جاهزة تماما ولكن الساعة الحادية عشرة جاءت وذهبت دون ان ترى أثرا لــ رايف أو سيندي .
حدثت نفسها بأنها ارتاحت لذلك فقد تكون النزهة قد ألغيت ومع ذلك فقد ظلت تنظر من النافدة كل دقيقتين ولكنها في الثانية عشرة ألا ربعا قرع جرس الباب .
قال رايف يعتذر – أسف لتأخرنا .
قالت سيندي تأخرنا لأجل بوتز . الامل المفقود
- بوتز ؟
قال رايف يشرح الأمر – أنها قطتها فقد ضاعت هذا الصباح .
قالت سيندي – لكننا عدنا فوجدناها .فهي ماهرة في لعبة الاستخفاء .
قال رايف بجفاء – نعم ماهرة في الاختفاء .
- لقد خفت ان تكون هربت ولكنها كانت نائمة خلف الستائر .
أضاف رايف – بقرب أنابيب المياه الساخنة فهي تعرف تماما ما يصلح لها .
قالت سيندي تخاطب جيني – يمكنك ان تأتي الى منزلنا وتتعرفي إليها أنها لا تخرج أبدا .
قال رايف يسال جيني – هل أنت جاهزة للذهاب ؟
فاومات إيجابا .
لم تدهش وهي ترى رايف يقود سيارة الجيب وعندما استقرت في مقعدها تجنبت النظر في عينيه خوفا من ان يلاحظ مبلغ اضطرابها وبدلا من ذلك ركزت بصرها على داخل السيارة فقد كانت سمعت ان شخصية الرجل تبدو من خلال صيانته سيارته .فمرآته لم تكن غائمة ولكن رايف على كل حال كان أرمل ووالدا لطفلة كان والدا وفردا مستقرا في دنيا الأعمال .
وإذ رأته يرفع حاجبيه وهو يراها مهتمة بما يحيط بها .
شعرت بان عليها ان تقول شيئا – أنها سيارة جيب جميلة .وهذا كل ما أمكنها قوله .
فقال – لقد غسلتها هذا الصباح ونظفتها أكراما لك .
- ما كان لك ان تزعج نفسك بذلك .
- كان لابد من ذلك فقد كانت النفايات مكومة على المقعد الخلفي بما في ذلك قوائم طعام كنت طبعتها لتوي . ونظر في المرآة يطمئن الى ان ابنته في المقعد الخلفي قد وضعت حزام النجاة حول حسمها ثم سألها – هل أنت مرتاحة يا حلوتي ؟
- نعم يا أبي كيف حال بروزر ؟ هل أصبح أحسن ألان ؟
وقالت سيندي ذلك موجهة الكلام الى جيني التي أجابتها بقولها – نعم ويمكنك أخذه الى البيت غدا انك محظوظة إذ انقدت سيندي دبك وهذه الجملة الأخيرة كانت موجهة الى رايف .
- وما الحظ في ذلك ؟
- لأنه دب من ماركة ستيف
- لم افهم .
- ان ماركة الدب هي ستيف كما تقول الدمغة في إذنه .
- هل هذا ما تعنيه ؟ عندما كنت طفلا احضر لي والدي هذا الدب من ألمانيا في أحدى سفراته .
- هنا أصبح الأمر مفهوما لان دببة ستيف تصنع في ألمانيا وعندما يعود اليد الدب بعد أصلاحه عليك ان تتمسك به حقا .
- أتريدين ان تخبريني بان الدببة تستحق شيئا ؟ الامل المفقود
- أنها تستحق شيئا كثيرا ليس ماليا فقط رغم ان هذا أصبح المطلب الرئيسي لأكثر الناس هذه الأيام وأظنه اوسكار وايلد الذي قال مرة – الناس هذه الأيام يعرفون ثمن كل شيء ولا يعرفون قيمة شيء .
- ما هي القيمة المالية التي نتحدث عنها هنا بالضبط ؟
- بعض الدمى الدببة ماركة ستيف وصل ثمنها في إحدى المزادات الى سبعة ألاف دولار .
- أخد رايف يصفر من بين شفتيه بيما أضافت هي تقول – ان تلك الدببة أقدم من الدب الذي لديك بالطبع .
- حسب قول سيندي من الصعب ان يكون هناك من هو أقدم مني ومن بروزر واجف لاذ أدرك انه احدث خطا لغويا في حديثه فقد كان في جيني شيء يحمله على الانتباه الى عدم الخطأ فهي دون شك خريجة جامعة .
- أما بالنسبة اليه فقد كان خريج معاهد خاصة حيث نال شهادات في المحاسبة وإدارة الأعمال فهو لم يدخل جامعة قط ان لم يكن لديه الوقت أو المال وربما كان بإمكانه متابعة دراسته ولكنه كان يشعر دوما بالتململ والضجر في غرفة الصف.
لقد كانت تعلم بواسطة رحلاته حول العالم أكثر مما كان ممكن ان يتعلمه في أي كتاب مدرسي وكان قد بدا أسفاره في سن مبكرة .
كان الأمر يبدو وكأنه منذ أجيال . ألان ونظر الى سيندي وهو يستدير بالسيارة خارجا من طريق المنزل الفرعي فكان قد ابتدأ طريقه من القاع الى ان وصل الى اتخاذ مطعم من الغلام طالب البكالوريا الى العمل نادلا في سفينة الى مدير مكان في نيويورك الى ان وصل أخيرا الى مكانه الحالي وكان هذا هدفه الذي امضي للوصول اليه مدة أطول مما يستطيع ان يتذكر وذلك لكي يمتلك مكانا خاصا به ويكون سيد نفسه .
كانت نظرته المشرقة الى المستقبل تتضمن أيضا سوزان الى جانبه ولكن زوجته ماتت قبل أول ذكرى مولد لابنته وكانت هناك حماته الثيا التي لم تقبل به قط صهرا والتي كانت ترى ابنتها الذهبية كما كانت تلقبها . كثيرة عليه وما زالت الى هذا اليوم تلومه لموت سوزان وتعتبره مسئولا عن إصابتها بالسرطان الذي أدى الى موتها والثيا لم توافق على أي شيء يتعلق به .على الإطلاق بما في ذلك الطريقة التي كان يربي بها سيندي .
جاءه صوت سيندي يقطع عليه أفكاره – والدي متى نصل الى هناك ؟
- أننا لم نخرج بعد حتى من طريق المنزل الفرعي يا حلوتي .
- اعلم ذلك ولكن متى نصل الى هناك ؟ الامل المفقود
قالت جيني – حتى أنا لا اعرف الى أين نحن ذاهبون في هذه النزهة .
أجاب رايف – رأيت ان نذهب أولا صاعدين الى جبل واشنطن لكي نتناول غداءنا .
فقالت سيندي تخاطب جيني – أنني أحب ذلك المكان فهو على قمة العالم .
مع ان جيني كانت تسمع بذلك الجبل ألا أنها لم تكن تعرف موقعه بالضبط فسألته – هل هو بعيد من هنا ؟
فهز رأسه – كلا بل هو بعد أخر الطريق بقليل أنني أنسى دوما انك لست من سكان هذه المنطقة .
- وهل هذا يبدو علي ؟
- ليس لديك اللكنة الصحيحة .
- أنني من ولاية كونيكتيكت
- آه .
- ما معنى قولك آه ؟
- أكثر أهل تلك الولاية أغنياء .
- فقالت – هذا صحيح ولكن أسرتي ليست منهم .
- لم تكن غنية
- كلا مطلقا فقد مات والدي عندما كنت في السادسة .
وهكذا كان على والدتي ان تعود الى والديها ثم تخرج للعمل لكي تعيلني ثم ماتت وأنا في التاسعة فرباني جداي .
سكتت جيني وكأنها أدركت الى أي حد كشفت ثرثرت عن حياتها ورغم ان هذا لم يكن سرا إلا أنها لم تكن معتادة على أخبار الغرباء عن هجران والدها . و رايف ما زال غريبا بالنسبة إليها . وإذ شعرت بالضيق أسرعت تقول – اخبرني بالمزيد عن جبل واشنطن .
فأجاب – انه ليس عاليا جدا .
- ما الذي تعنيه ؟ هل سيكون علينا ان نتسلقه ؟
- أننا سنتسلقه بسيارة الجيب .
- هنالك طريق يؤدي اليه .
- هنالك طريق بكل تأكيد .
- انك لا تخافين من الأماكن العالية اليس كذلك ؟
- لا ادري .
- فقال باسما سنرى .
ساور جيني أحساس بان هذا شيء من أشياء كثيرة ستكتشفها في هذه النزهة .الامل المفقود
انتهى الفصل الثاني
موعدنا مع الفصل الثالث بإذن الله تعالى
|