كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 562 - زواج غير عادي - كاتي لينز- قلوب عبير دار النحاس
الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
- من أين يأتي الأطفال ؟ الامل المفقود
ألقت سيندي ذات الخمس سنوات بهذا السؤال على جارتها جيني بنجامين . كانت تلاحق جيني بأسئلة لا تتوقف وغالبا لا يمكن الإجابة عليها وذلك منذ أخذت هذه بالانتقال الى هذا المنزل القديم بعض الشيء . هذا الصباح أنها ستنام أخيرا هذه الليلة في بيتها الخاص بعد ان بقيت شهرا كاملا تنام في منزل صديقتها ميريام الى ان أتمت كافة إجراءات شراء المنزل القانونية .
رغم ان جيني لم تكد تمضي في نورث دنواي سوى أسابيع معدودة فقد استطاعت اكتساب كثير من الأصدقاء في هذا الوقت ... وأصغرهم وأكثرهم إلحاحا كانت سيندي الصغيرة هذه اقرب جيرانها ففي كل مرة كانت جيني تخرج فيها تحمل الى الداخل قطعة من أمتعتها . كانت تجد سيندي في انتظارها كانت الفتاة الصغيرة حلوة للغاية بشعرها الجعد القصير البني اللون وعينيها البنيتين الكبيرتين .
أجابتها جيني – عليك ان تلقي بهذا السؤال على والدتك .
قالت سيندي – لقد ماتت والدتي عندما كنت صغيرة ولكنني أصبحت فتاة كبيرة ألان ولم اعد افتقدها على الدوام .
قالت جيني وهي تجلس بجانبها على الدرج – والدتي أنا ماتت هي أيضا عندما كنت صغيرة .
التفتت سيندي تحدق إليها بعينين صريحتين – أصحيح ؟
- صحيح .
- أما زلت تشعرين بالحزن أحيانا لأجل هذا ؟
فاومات جيني تقول – أحيانا .
قالت سيندي – وأنا أيضا وأنا مسرورة لأنك هنا ويمكنك ان تكوني صديقتي إذا شئت .
- أنا أحب هذا يا سيندي أحب كثيرا ان أكون صديقتك .
أضافت سيندي تقول – ثم انك ستحبين والدي . كل البنات يحببن والدي انه رجل ذو شعبية أكثر من الحيوان .
وكان هذا ما تحتاجه جيني بالضبط كما اخدت تفكر ...
بنتا صغيرة ذات عينين تدميان الفؤاد ورجلا له شعبية الحيوانات .فيا له من مزيج يبعث على التسلية .وإنما جاءت للعمل وأحوالها لا تساعدها على نسيان ذلك . ان ثمة الكثير يتوقف على نجاحها هنا . ومع انه كان صحيحا ان جدتها كانت تركت لها مبلغا معتبرا من المال في وصيتها ألا أنها لن تقبضها ألا عندما تتزوج ... وهذا أمر غير وارد ألان بالنسبة الى جيني كلا فقد كانت جيني هنا تعتمد على نفسها ماليا .
ولم يكن أمامها ألا الرجاء بان يستمر الحظ معها وكل شيء سيكون على ما يرام في النهاية والى ان يحين ذلك عليها ان تهتم بأخر أسئلة سيندي الامل المفقود
– من أين يأتي الأطفال ؟
***
هذا رائع هتفت جيني بذلك بعد عدة ليال وهي تبتعد في كرسيها الى الخلف للتأمل أخر ما صنعته يداها من الدمى . الدبة بونيتا ثم تخاطبها قائلة – ان أذنيك اقصر مما هو مفروض ان يكون ... وعلي ان أصلحهما بهذا الشكل ها انك أصبحت أحسن كثيرا . وتوقفت جيني لتربت على انف بونيتا المطرز . بحنان ثم تابعت موجهة كلامها الى مجموعة الدببة المختلفة الأحجام والمصطفين حولها بنصف دائرة تابعت تقول – هل أتنم معي يا شباب ؟ أنها مكتملة الجمال ألان اليس كذلك ؟ مثلكم تماما .
بما ان جيني كانت قد فازت بجائزة صنع الدببة الفنية فقد أكنت تحيط نفسها بمخلوقاتها دوما .أثناء العمل فقد كانت مصدر الهام لها كما أنها كانت تمدها بالحيوية والنشاط وما كان قد ابتدأ هواية اتخذتها أصبح ألان تجارة رائجة ترسل بالبريد .
ابتدأ ذلك منذ حوالي أربع سنوات وذلك حين نال دب بنجامين الذي صممته بنفسها عدة جوائز في معرض الدببة الدمى وكذلك جائزة الدب الذهبي الكبرى . ومنذ ذلك الحين توالت الدببة صنعت برترام وهو يمثل دبا مشاغبا ذا عينين ماكرتين والدب الجد والذي يشبه أوائل ما صنعت من الدببة بجسمه المصنوع من التويد الصوف والزرين اللذين يمثلان عينيه ثم هناك سلسلة من الدببة الأطفال . وكانت جيني تكن لها جميعا ابلغ الحب وكذلك الزبائن حسب حجم المبيع .
في الواقع لم تكن جيني تستطيع تلبية جميع الطلبات المتدفقة عليها والذي كان سبب انتقالها من شقتها الصغيرة ذات الغرفتين في ولاية كونيكتيكت الى هذا المكان الكائن في الطرف الغربي من مدينة السياحة في نورث دنواي .
نيو هامبشاير وخلفه الطريق الرئيسي والتلال المكسوة بالغابات وكان هذا المكان يناسبها تماما فهو ليس منعزلا تماما ولكنه ليس في وسط المدينة حيث الزحام وفي الواقع كانت تستمتع خلف المنزل بمنظر التلال والغابات ما يجعلها تشعر وكأنها في الريف ولكنه في الحقيقة لا يبعد عن وسط المدينة سوى خمس دقائق .
منذ زمن بعيد ربما منذ مئة وخمسين عاما كان منزلها هذا جزءا من مزرعة ولكن ألان لم يبق من تلك المزرعة سوى مخزن الغلال في الواقع كان أكثر ما دفعها الى شراء هذا المنزل هذا المخزن اتساعه كان المكان المناسب تماما لعملها في صنع
الدب بنجامين وأصحابه .
أما حاليا فقد كان المكتب الجالسة فيه هو المكان الوحيد الذي يمكنها استعماله لذلك ولكن العمل في تجديد المخزن كان قائما وبعد أسبوعين يكون العمل فيه قد انتهى أو على الأقل هذا ما قاله المقاول السيد غاردنر مطمئنا إياها . الامل المفقود
بدا وكان كل شيء سينتهي في وقت واحد بما في ذلك الدية بونيتا .
قالت تخاطب الدب بنجامين وهي تضع النموذج النهائي بجانبه أظنني وجدت أخيرا الرفيق الملائم تماما لك يا بنجامين . ثم أمالت رأسها الى جانب ومضت تتأملهما لحظة قبل ان تومئ استحسانا وهي تقول – أنكما تبدوان وكأنكما موجودان لبعضكما البعض ما رأيك فيها يا بنجامين ؟ أنها جميلة اليس كذلك ؟ ثم أضافت ضاحكة من حسن الحظ ان الساعة هي الثانية صباحا وألا ظن الناس ان هناك شيئا في عقلي وهم يرونني أتحدث الى الدمى . وطبعا ليس ثمة مشكلة بالنسبة الى عشاق الدمى بل أنا اعني سواهم ولكن ما الذي يهمنا منهم ؟
|