كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 562 - زواج غير عادي - كاتي لينز- قلوب عبير دار النحاس
وهذه المرة كان رايف هو الذي تأوه ثم قال – اذا أنت رقدت بهذه الطريقة سرعان ما ستجدين نفسك وقد سقطت على الأرض وكسرت ساقك ارجعي الى الخلف إذ يوجد مساحة من الفراش تقارب الميل في انتظارك لكي ترتاحي .
فامتثلت جيني لما قال ووجدت فعلا مساحة كبيرة واعترفت لنفسها بأسى بأنها تبدو فتاة معتوهة وهي تتشبث بطرف الفراش كمتسلق الجبال الذي أصيب فجأة بالدوار وهكذا حاولت الاسترخاء ما جعلها في منتهى الراحة وكان أخر ما فكرت فيه قبل ان تستغرق في النوم هو ان تشتري ملاءات جديدة بنعومة تلك التي خلفتها في بيتها .
***************
حذق رايف في وجهها مستغربا السرعة التي استغرقت فيها في النوم وكان ضوء القمر على وجهها يسمح له بان يراه بوضوح اخذ يتأمل وجنتيها العاليتين بياض أذنها العاجي أهدابها الكثيفة الطويلة واذر اى خصلة من شعرها قد سقطت على وجهها مد يده بحركة عفوية يزيحها جانبا وكانت بشرتها بلون القشدة ما جعله متلهفا للمسها وهناك في الظلام اعترف رايف بان شعوره نحوها كان أعمق مما كان يريده ان يكون نحو عروسه وقد ألمه ذلك في الحقيقة ففي الليلة الماضية قالت أنها تريد مزيدا من الوقت وهو ألان يميل الى موافقتها على ذلك فهو بحاجة
الى وقت يكبح فيه هذا الافتتان بها والذي كان يهدد بان يصبح أكثر من مجرد افتتان وهكذا وضع كابحا لرغبته قبل ان تخرج الأمور عن سيطرته .
*****************
استيقظت جيني شاعرة بالحماية والرعاية ومضت لحظات قبل ان تدرك انها تستيقظ بقرب رايف للمرة الثانية لقد ابتدأت تتعود على هذا والذي لم يكن من الحكمة في شيء .
مع ذلك لم تشأ ان تغادر السرير ألان وكان هو ما يزال نائما لحسن الحظ وهكذا بقيت حيث هي تكاد تسمع دقات قلبه ابتسمت وهي تفكر في ان بإمكانها ان تتعود على ذلك وهذه هي المشكلة ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تستعيد شكوكها فليس من مصلحتها الاعتماد على رايف أكثر مما ينبغي ذلك ان وضعهما مؤقت ومشاعرهما مختلطة كليا وتنهدت على الأقل مشاعرها هي كانت كذلك .
كان افتتانها به بالغا وذلك بشكل لا يقاوم وليس هذا فقط بل هو يحرك عواطفها وإعجابها وضيقها وغضبها الى أخر القائمة . الامل المفقود
ماذا بالنسبة الى الحب ؟ وهمس صوت خافت في أعماقها إلا تريدين ان تحظي به ؟ ان تجعلي رايف يحبك كما أحب سوزان ؟ ان تجعليه ينظر أليك وكان الشمس تشرق وتغرب فيك ؟ وكأنك مركز عالمه ؟
لكن لا فائدة من تمني ما لا يمكنها الحصول عليه هذا ما كان جدها حذرها به عندما ذهبت الى فراشها باكية وهي طفلة تريد ان تكون لديها قطيطة فهذا لا يعدو ان يكون إضاعة للوقت .
ما الذي تفعله امرأة في موقف كهذا ؟ اخدت جيني تتساءل وجاءها الجواب تلاحق ما تريده .
نهضت متكئة على مرفقها ومضت تتأمله كان يبدو بصحة جيدة رغم التعب البادي عليه ولم تستطع ان تقاوم رغبة تملكتها في ان تمر بيدها على شعره الكثيف الفاتح اللون واستدار هو أليها ثم اذا به يهمس قائلا – سوزان ...
قفزت جيني من السرير وكان عقربا لسعها دون ان تبالي بأنها أيقظت بحركتها هذه رايف من نومه فقد فتح عينيه على اتساعهما في الوقت الذي كانت جيني تسرع فيه الى الحمام ثم تصفقه خلفها بعنف .
جلس في فراشه عابسا ومازال مسيطرا عليه الحلم الذي رآه لتوه عن سوزان رأى انه كان يحاول اللحاق بها ولكن عندما أصبح على وشك الوصول إليها استدارت اليه وهي تلوح له بيدها مشيرة اليه بان يعود واخذ ألان يتساءل يعود الى ماذا ؟ الى جيني ؟
وقفت جيني تحت الدوش تاركة الماء الساخن يغسل بعض المشاعر التي تتملكها الى متى تنتظر لكي تفهم ؟ اخدت تسال نفسها لا فائدة من تمني ما لا يمكنك
الحصول عليه فهو لا يخرج عن ان يكون مضيعة للوقت كما انه عندما تحصل عليه لن يدوم على كل حال .
لم تتذكر أنها في اندفاعها الى الحمام قد نسيت إدخال ثيابها معها إلا بعد ان فرغت من تجفيف نفسها بالمنشفة الناعمة المصنوعة من القطن المصري وهكذا لم تجد سوى ان تلف نفسها بالمنشفة لم يكن لديها وقت تضيعه هنا فلديها أشياء عليها ان تقوم بها ... افتتاح شركتها فاليوم هو اليوم الكبير ولن تدع أي شيء يدمر ذلك ... أو أي إنسان بما فيهم رايف
****************
خرجت من الحمام منتصبة القامة متجهة مباشرة الى غرفة ثيابها دون ان تلقي نظرة على رايف الذي كان ما يزال كامنا في فراشه .
تمتم يقول أتعلمين ؟ طالما تساءلت كيف تستطيع النساء ان تقمن بذلك كيف تستطعن تثبيت المنشفة بكاملها بتلك العقدة الصغيرة بأعلاها ؟ لقد حاولت ان أجرب ذلك ولكن ما ان لففت المنشفة حولي وسرت خطوة واحدة حتى رايتها قد تكومت عند قدمي .
شغلها حديثه هذا لحظة من البحث عما تلبسه لهذا النهار ولكن للحظة واحدة عادت بعدها الى البحث وتناولت طقمها الأخضر ثم عادت مسرعة الى الحمام دون ان تتنازل بإجابة رايف على سؤاله المنمق ذاك .
ومن وراء باب الحمام الخشبي السميك سمعته يسألها – لماذا يتملكني شعور بأنك غاضبة مني ؟
أجابت – ربما السبب هو أنني فعلا غاضبة منك .
- هل لك ان تخبريني بالسبب ؟
- كلا وعندما فتحت الباب قال – المفروض ان اقرأ ما بذهنك . اليس كذلك ؟
ألقت عليه نظرة عدائية وهي تقول – أتمنى لك نهارا طيبا يا رايف أنني خارجة.
انتظري لحظة الى أين تذهبين ؟
الى العمل فالافتتاح الكبير هذا النهار اذا كنت نسيت ذلك .
أنني لم انس وكان منذ أيام قد عرض عليها ان يرافقها الى حفلة الافتتاح ولكنها أجابته على الفور بان ما سيتملكها من التوتر سيكون كافيا تماما من دون وجوده وهكذا رتب الأمر بحيث يرسل إليها بعض الزهور بدلا من ذلك . الامل المفقود
وإذ اخذ يتأملها لم يملك ألا الاعتراف بمنظرها الرائع في طقمها الأخضر هذا فقد كان القماش الحريري يلف جسمها بشكل بديع .
|