كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 562 - زواج غير عادي - كاتي لينز- قلوب عبير دار النحاس
بينما كانت تتوقع ان علاقتهما لا تلبث ان تصبح حميمة فهي لم تكن تتوقع ان يحدث ذلك بين ليلة وضحاها ذلك لان معظم الناس اللذين يتزوجون يكون الحب رائدهم في ذلك أو ربما مجرد الرغبة القوية والتي كانوا يظنونها حبا حقيقيا لم يكن هذا هو الحال معها ومع رايف فكل منهما كان له أسبابه العملية للزواج والتي جعلتهما يقرران الزواج لا الحب ولا الرغبة كان لهما دور في ذلك .
لا باس ... ربما بإمكانها ان تسمح بشيء من الرغبة من ناحيتها ... وقد يجدها رايف جذابة أحيانا عندما لا بفكر في سوزان ... انفتح الباب ودخل فشدت معطفها المنزلي حول جسمها وكان الهواء خانقا .
قال لها وهو يشير الى السرير – هيا الى النوم ... أما أنا فسأجلس للتفرج على التلفزيون قليلا قبل النوم .
ثم جلس في كرسي ذي ذراعين وسرعان ما كان مستغرقا في التفرج على مبارة كرة القدم ولم تتحرك عضلة في وجهه حين خلعت معطفها وانسلت تحت أغطية الفراش .
سألته – هل ثمة باس في ان أطفئ النور قرب السرير سألته ذلك شاعرة بغصة في حلقها .
فأجاب – هذا حسن بالنسبة إلي .
استلقت لمدة ساعة تقريبا لقد ظنت فعلا أنها قد تغفل على تلك الرغبة في البكاء التي تملكتها منذ وصولهما لكنها كانت مخطئة .فقد انهمرت دموعها بصمت ولكن دفعة واحدة ... وإذ كان رايف ما زال غارقا في تلك المبارة قد تملكها الشك حتى في انه كان لاحظ بكاءها ومرة أخرى كانت مخطئة فقد سألها – ما الذي حدث ؟
- لا شيء ؟ وأبقت وجهها مدفونا بين الأغطية محاولة الا يصدر لبكائها صوت .
- ألا تستطيعين النوم ؟
- دقيقة واحدة وأكون على ما يرام . الامل المفقود
فقال - لا باس .
لم تستطع ان تصدق هذا فقد صدق المعتوه كلمتها وعاد الى شاشة التلفزيون .
جلست وقد تملكها الغضب فجأة – اسمع أنني لا أتزوج كل يوم فليس من الغريب ان اجلس هنا ابكي كفتاة معتوهة . ثم أنني لا ابكي مطلقا . أبدا فانا اكره البكاء خصوصا أمام الغرباء .
فقال بجفاء – أنني لست غريبا تماما أنني زوجك ألان .
- حسنا لم أتعود البكاء أمام الأزواج كذلك . قالت ذلك وعادت دموعها الى الانهمار بصمت .
- لا باس قال ذلك وهو يتقدم فيجلس بجانبها في توتر ومضى يمسح دموعها .
قالت تحاول ان تشرح له الأمر – انه الإرهاق والتوتر بينما دموعها وشهقاتها لم تتوقف – لم أكن أنام جيدا في الأيام الماضية .
- اعلم ذلك أغمضي عينيك فقط وارتاحي وستشعرين بتحسن بالغ بعد ذلك صدقيني .
أخيرا اخدت جيني تشعر بثقل في أجفانها كانت متعبة حقا فبين الاستعداد للزفاف وبين افتتاح شركة دببة بنجامين لم تكد تحصل على أكثر من أربع أو خمس ساعات من النوم يوميا طوال الأسبوع الماضي .
عندما فتحت جيني عينيها أخيرا كان ضوء النهار منتشرا في الخارج وكان رايف نائما بقربها لقد شعرت به أحيانا أثناء الليل وهو يجذب الغطاء عليهما معا وكان قميصه الأبيض قد أصبح مكر مشا بشكل سيء لا بد ان يكون بنطلونه كذلك فقد كان شبه جالس ومتكئا على الوسادة في رقدة غير مريحة .
كأنه أحس بتحديقها به ففتح عينيه فجأة واخذ يحدق في عينيها بعينيه ألقاتمتي الزرقة وعندما حاول النهوض اذا بآهة تفلت من بين شفتيه ورفع يده يدعك عضلة متشنجة في رقبته سببها عدم ارتياحه أثناء النوم وشعرت جيني بمسؤوليتها تجاه ما حدث له – فقالت- أنني آسفة لبكائي طوال الليل على كتفك ما منعك من النوم بارتياح .فقال – ولكنك كنت تشعرين بالوحدة ... الامل المفقود
- بالوحدة ؟ وابتعدت عنه بسرعة – ظننتني اشعر بالوحدة ما جعلك تشعر بالأسف لأجلي وهذا هو سبب رقتك نحوي ؟
- ليس هذا ما قلته .
- بل ما عنيته بكلامك .
- لا تبدئي بإخباري بمعنى كلامي فانا اعرف ما كنت اعنيه .
- اخبرني إذن .
أخد يتمتم عابسا – ما أسخف هذا .
أنا معك في هذا وأؤكد لك ان ليس ثمة حاجة بك للشعور بالأسف لأجلي .
فقال ببطء – لم أكن اشعر بالأسف لأجلك .
- ماذا كان شعورك إذن ؟
- الرغبة فيك .
قالت وهي تقفز من السرير ويديها على وركيها – أذن فالذنب ذنبي هذا هو السبب في أنني أردت ان انتظر لان الوقت الوحيد الذي لا تجادل فيه هو عندما نكون ...
وسكتت فجأة كانت عينيه نظرة جعلت يديها تتراخيان بجانبيها وهي تقول – اعني ان علينا ان نتعلم كيف نعاشر بعضنا البعض بشكل أفضل.
- هذا صعب ما دمت تسيئين تفسير كل ما أقول أو افعل . رد عليها بضيق ظاهر .
استفز غضبه غضبها فردت بحدة – ربما اذا أخبرتني بما تفكر فيه بين حين وأخر لما شعرت بأنني في الظلام بالنسبة إليك . ربما كان بإمكان زوجتك ان تقرءا أفكارك أما أنا فلا .
وسرعان ما أدركت جيني غلطتها وهي ترى ملامح رايف تتوتر فحاولت ان تصلح من الأمر فعادت تقول – أننا فقط بحاجة الى مزيد من الوقت ليعرف بعضنا بعضا بشكل أفضل و ....
فقاطعها بقوله – حسنا خذي ما تشائين من الوقت إذن .
ثم سار الى الحمام فدخله صافقا الباب خلفه بعنف وبعد لحظات سمعت صوت الماء يتدفق .
شعرت برغبة في الهرب من اقرب مخرج فهي قد أثارت الأمور ألان بارتكابها خطا ذكر سوزان ولكن الى ان يصل رايف الى النتيجة المطلوبة فهي لن تجعل نفسها مجرد أداة ترفيهية ينسى بواسطتها غاليته سوزان لعدة ساعات . الامل المفقود
كانت تعلم أنها لم تكن تريد حبه وأخبرت نفسها بأنها ما زالت لا تريده ولكن عندما ينام معها لم تكن تريد خيال زوجته الميتة في الفراش معهما كذلك وهذا المطلب ليس كثيرا عليها .
كانت فترة الإفطار هذا الصباح يسودها نفس الجو المتوتر الذي ساد فترة العشاء الليلة الماضية وكان التوتر يتملك بجيني .
قال لها ببطء – هل لك بالاسترخاء فانا لن اقفز أليك من فوق المائدة بإمكانك ان ترخي تشبثك بتلك الشوكة حتى الموت .
- اسمع هذا الأمر لن ينجح اذا كان الواحد منا سيأخذ بعنق الأخر في كل دقيقة ما اعنيه هو ان علينا ان نحاول وننجح فانا اعلم ان من المربك جدا ان يتعلم المرء كيف يعيش مع شخص أخر .
- كيف علمت هذا ؟
يالها ذلك بارتياب وقد غلى الدم في عروقه وهو يظنها كانت تعيش مع رجل أخر .
أجابت – لقد كنت مرتبكة جدا حين انتقلت لأعيش مع جدي عندما كنت طفلة ولكنني نجحت في ذلك في النهاية كل ما اطلبه هو ان نقوم بهدنة أثناء فترة التعارف .
- هدنة ؟
- نعم وقف نار مؤقت .
- حيث كل منا يعود الى زاويته بكل وقار ؟ هل هذا ما تريدين ؟
- وإذ اومات بالإيجاب قال – جميل جدا اذا كنت تريدين الأمر بهذا الشكل .
لم تعد جيني تدري ما تريد . ما سبب لها صدمة . ولكن ليست أكثر من فكرة مشاركته غرفة النوم للخمس سنوات التالية لان هذا ما سيحصل بالضبط عند عودتهما الى بيته . الامل المفقود ...
انتهى الفصل السادس؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قراءة ممتعة للجميع
مع الرجاء اعطاء رايكم فيها والضغط على ايقونة الشكر ان امكن ذلك
الى ان نلتقي في الفصل السابع اترككم في حفظ الله
|