المنتدى :
المنتدى الاسلامي
إعجاز القرآن الكريم فى آيات الحج
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وأنتم بخير إخوتى ... أهنئكم بالعشر الأول من ذى الحجة وخير أيامها يوم عرفة تقبل الله منا صالح الأعمال فى هذه الأيام يارب
قابلتنى حلقة مسجلة ل د / زغلول النجار ... رئيس لجنة الاعجاز العلمى فى المجلس الاعلى للشئون الاسلامية فى مصر .. يتحدث فيها عن الاعجاز العلمى فى آيات الحج ..
صراحة كانت حلقة قمة فى الروعة بالنسبة لى واستفدت منها كثيرا معلومات لم اسمعها من قبل ... وللفائدة فأنا عادة ما اكتب المعلومات الجديدة بالنسبة لى كى تكون مرجعا عندى وقت الحاجة ... ومن ذلك قمت بتفريغ هذه الحلقة ونقلتها لكم عسى الفائدة تشملنا جميعا بإذن الله
لن أطيل عليكم ... فلأبدأ بسم الله
الأصل فى العبادات أنها لا تعلل ... فهى طاعة يجب تأديتها كما هى ، ولكن إذا فهمت الحكمة فإن هذا سيجعلنا نؤديها بشكل أفضل .
والله لا يناله شئ من هذه العبادة ، لكنه أراد أن يكرم العبد فيجعله ينال بركة المكان فى بركة الزمان .. فأفضل شهور السنة هو شهر رمضان وافضل لياليه هى العشر الأواخر منه وأفضلها على الاطلاق هى ليلة القدر ... أما أفضل أيام على مدار السنة فهى العشر الأول من ذى الحجة وأفضلها على الاطلاق يوم عرفة .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها " منها هذه الأيام العشر.
وعن فضل مكة قول الرسول صلى الله عليه وسلم " والله إنك لأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ماخرجت "
والصلاة فى مكة المكرمة بمائة ألف صلاة وفى الحرم النبوى بألف صلاة.
ومن شواهد كرامة هذا المكان قوله صلى الله عليه وسلم : " هذا البيت دعامة الاسلام ومن خرج إليه حاجا أو معتمرا كان مضمونا على الله إن قبضه أن يدخله الجنة وإن رده أن يرده بأجر وغنيمة "
وقوله صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " والمبرور هو الذى لم يخالطه إثم .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة "
********************************
قوله تعالى " إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين "
يقول أغلب المفسرين أن أول بيت المقصود به " اول بيت يعبد الله فيه على الارض " ... ولكن الحقيقة أنه أول بيت على الاطلاق ، لم ؟ يقول صلى الله عليه وسلم : " دحيت الارض من تحت مكة المكرمة ولذلك سميت بأم القرى " ماهو الدحو ؟ الناس يظنون أنها كلمة معناها التكوير ... وهذا غير صحيح .. فمعناها هو المد والبسط والالقاء ... وهى كلمة جامعة لفورة البركان ، فالبركان عندما يفور يلقى بحممه فيوسع من دائرة مخروطه بطريقة مستمرة .... والعلم الآن يؤكد لنا أنه هكذا تكونت اليابسة .
فالأرض كلها بدأت بمحيط غامر ، لم تكن هناك يابسة ، ثم فجر الله قاع هذا المحيط بفورة بركانية ، بدأت البراكين تلقى بحممها ، فتكونت سلسلة جبلية على قاع المحيط ... ومن الغريب أن كل المحيطات الحالية فى أواسطها سلاسل جبلية يسمونها mid oceanic ridge " أى حافة وسط المحيط "
أول قمة برزت من هذه السلاسل الجبلية كانت جزيرة بركانية تشبه جزر هاواى ، جزر الفلبين ، جزر اندونيسيا ، جزر اليابان ... ثم هذا البركان بدأ يلقى بحممه فبدأ يوسع دائرة مخروطه فتكونت منه قطعة ارض واحدة يسمونها القارة الأم أو أم القارات .. هذه القارة الأم فتتها ربنا سبحانه وتعالى بشبكة من الصدوع إلى مجموعة من القارات هى القارات السبع الحالية وبدأت تنزاح متباعدة بعضها عن بعض حتى وصلت إلى اماكنها الحالية ، ولا تزال القارات تتحرك إلى يومنا هذا فى ظاهرة تسمى زحزحة القارات أو تباعد القارات لكن من لطف الله أنها حركة بطيئة لا يدركها الانسان لكنها تقاس ... فباب المندب يتسع بمعدل سنتيمتر إلى ثلاثة سنتيمترات كل سنة ، والجزيرة العربية تتحرك بعيدا عن افريقيا وقد كانت أصلا جزء من افريقيا .
فعندما يقول صلى الله عليه وسلم : " دحيت الارض من تحت مكة المكرمة ولذلك سميت بأم القرى " كلام معجز حقيقةً .. من عرف الرسول هذا قبل الف واربعمائة سنة فى حين أن نظرية خلق القارات لم تتبلور إلا فى اواخر سبعينيات القرن العشرين ؟ من علمه ذلك إلا الله سبحانه وتعالى ؟
*******************************
ثم يقول صلى الله عليه وسلم : " كانت الكعبة خشعة على الماء ، فدحيت منها الأرض " والخشعة هى الهضبة الصغيرة ، فأول قطعة ارض هى مكة المكرمة ... وعلى علماء المسلمين أن يدرسوا ذلك ... يدرسوا الصخور الموجدة حول مكة المكرمة لاثبات ذلك ... فنحن أهملنا اثبات الشواهد الحسية على كرامة هذا المكان ومن أبرزها هذه الأحاديث .
فقوله تعالى " إن أول بيت وضع للناس " أى أنه بمجرد ان تكونت هذه القطعة من الأرض بعث الله سيدنا جبريل لبناء الكعبة وبنتها الملائكة معه استعدادا لمقدم هذا الانسان المكرم " آدم عليه السلام " فقوله " وُضع للناس " أى أنه لم يبنيها أحد من الناس .
" فيه آيات بينات " فهذه الآيات علينا إذا نحن المسلمين البحث عنها ومعرفتها ... ومنها ...
** أن اركان الكعبة المشرفة الاربعة تشير للاتجاهات الاربعة الأصلية : فالشرق شرق حقيقى والغرب غرب حقيقى .. وقبل بناء هذه العمارات العالية حول الكعبة كانت لحظة الشروق الأولى تشرق تماما على الحجر الاسود ... لم يكن هناك فى هذا الزمن أى أجهزة مساحية .. فكيف ضبطت هذه الزوايا فى الاتجاهات الاربع الحقيقية تماما ؟؟
** بئر زمزم : معروف أن المياه الجوفية لا تخزن إلا فى صخور عالية المسامية عالية النفاذية مثل الصخور الرملية مثلا .. طي بالارض تحت مكة المكرمة صخور متبلورة مصمتة لا مسامية لها ولا نفاذية فيها ... فمن اين جاء هذا الماء الذى فاض لمدة أربعة آلاف سنة ... والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ماء زمزم خير ماء الأرض "،ويقول " هو طعام طعم وشفاء سقم " ، ويقول " ماء زمزم لما شرب له " ، ويقول " الفرق بيننا وبينهم أنهم التضلع من ماء زمزم " فالمسلم يجب ان يتضلع (أى يشرب حتى تمتلئ ضلوعه ) من ماء زمزم لأنه ماء مبارك .
لم يعرف مصدر هذا الماء إلا بعد حفر الآبار حول مكة المكرمة ، فلاحظ المهندسون والعما ل أن هناك شروخ دقيقة يفيض منها ماء يشبه ماء زمزم فعرفوا مصدر الماء ... الخطوط هذه لا تتكون إلا بمعجزة حقيقةً ، لم ؟ لأنها ممتدة لآلاف الكيلومترات .
نقطة اخرى فى قوله صلى الله عليه وسلم " دحيت الأرض من مكة المكرمة ولذلك سميت بأم القرى " ... وقد كان المستشرقون يعيبون علينا ، كيف تدعون أن محمدا بُعث للناس كافة والقرآن بنصه يقول " ولتنذر أم القرى ومن حولها " فقد كانوا يعتقدون أن ماحولها مجرد مجموعة قرى من قرى جنوب الحجاز ... فجاء العلم فى قمة من قممه ليؤكد أن ماحولها هو الارض كافة ... لذا نقول أن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن مركزية مكة من الكون هو كلام يستحق الاهتمام ... فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "يا معشر قريش ، يأهل مكة أنتم بحيال وسط السماء " فمن يستطيع أن يقول ذلك إلا نبى مرسل ؟
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه " أتدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هو بيت فى السماء السابعة ، على حيال الكعبة تماما ، حتى لو خر لخر فوقها ، يدخله كل يوم سبعون الف ملك فإذا خرج آخرهم لا يعودون " يعنى كعبة الملائكة فى السماء السابعة فوق الكعبة تماما . فهذا الكلام يستحق الاهتمام .
طيب ، يدفعنا ذلك إلى نقطة أخرى ... القرآن الكريم يقابل الأرض بالسماوات فى عشرات الآيات ، رغم ان الارض بالنسبة للسماوات لاشئ .. مجرد ذرة ... فما وجه المقارنة ؟ لابد أن لها وضع مهم جدا .
ثم يقول سبحانه فى سورة الرحمن : " يامعشر الجن والإنس إن استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان " ... قطر أى شكل هندسى هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه ، فإذا اجتمعت اقطار السماوات على ضخامتها مع أقطار الأرض على ضآلتها ، لابد ان تكون الأرض فى مركز الكون ... وإلا لا تجتمع .
والقرآن فى عشرين آية يقول : " رب السماوات والأرض ومابينهما " ... هذه البينية لا تتم إلا بأن تكون الأرض فى مركز السماوات .
واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد أن الاراضين السبع كلها فى أرضنا ، ومكة فى وسط الأرض الأولى ومن فوقها البيت المعمور ، ومن حولها سبع سماوات محيطة بالأرض إحاطة كاملة الخارج منها يغلف الداخل ، وأن مكة المكرمة لها وضع خاص فى الكون لأنها تحت البيت المعمور والبيت المعمور تحت عرش الرحمن . والعلم اثبت مركزية مكة للارض .
كان عندنا استاذ كريم .. اسمه أ .د / حسين كمال الدين .. استاذ فى الهندسة المساحية بجامعة القاهرة .. استدعى إلى المملكة العربية السعودية فى أوائل السبعينيات ، لأنه كثرت البعوث إلى اوروبا وامريكا فى هذه الفترة ، واختلف المسلمون على تحديد القبلة فى المدن الرئيسية فى العالم ، فاستدعته المملكة لتحديد القبلة فى هذه المدن .. وكان الكمبيوتر جهاز جديد فجلس - عليه رحمة الله - عدة سنوات يحسب اتجاهات القبلة فى المدن الرئيسية فى العالم . ولما اسقط هذه الاتجاهات على خارطة مسطحة ، اتضح له مركزية مكة من اليابسة ، وأن اليابسة تحيط بمكة احاطة كاملة .. فلو رسمنا دائرة مركزها مكة المكرمة لأحاطت باليابسة احاطة كاملة .
النقطة الثانية أن د / حسين كمال الدين اثبت أن خط طول مكة المكرمة لايوجد عندها أى انحراف مغناطيسى ... ومعروف علميا أن أى نقطة على وجه الارض لها شمال حقيقى يحدد بواسطة النجم القطبى ، وشمال مغناطيسى يحدد بواسطة البوصلة المغناطيسية ... الفرق بين الاثنين يسمى زاوية الانحراف المغناطيسى ... خط طول مكة لا يوجد عنده هذا الانحراف . ومكة واد كبير حدد حدودها سييدنا جبريل يوم خلق السماوات والأرض ، وعلمها لسيدنا ابراهيم يوم رفع القواعد ، وعلمها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والعلامات القديمة لاتزال موجودة إلى الآن ..... فلو أظهرنا للناس هذه الحقيقة أن خط طول مكة المكرمة زاوية الانحراف المغناطيسى عنده صفر ، وقد اقترح د / حسين كمال الدين هذا أن يتم اعتبار خط طول مكة هو خط الطول الاساسى فى العالم ، مايقع إلى الشرق منه هو شرق ومايقع إلى الغرب فهو غرب ، وقال : لو عملنا ذلك .. ينتظم شكل خرائط الأرض ، لأن الانجليز فرضوا علينا خط جرينتش بحد السيف يوم كانت الامبراطورية العظمى فى العالم ، فجرينتش يميل إلى الغرب ثمانية درجات ونصف ... فلما ترسم خطوط الطول موازية له شوهت خرائط العالم . وقد نادى بذلك د / حسين كمال الدين لعلماء المسلمين والدول الاسلامية أن جاهدوا لاعتبار هذا الخط هو خط الطول الاساسى فى العالم ...
**************************
للأسف لم يكتمل الحديث عن الشواهد الحسية على قدسية مكة المكرمة نظرا للمداخلات التليفونية ثم انتهاء الوقت ..
لكن من ضمن الاسئلة نقطة أخرى لازالت تتعلق بالحج وهى الحكمة من الطواف حول الكعبة عكس عقارب الساعة ؟؟
فيقول د/ زغلول .. أن كل أجرام السماء تتحرك فى هذا الاتجاه ... القمر حول الأرض ، الأرض والقمر حول الشمس ، المجموعة الشمسية حول مركز المجرة ، المجرة حول مركز التجمع المجرى ، التجمع المجرى حول مركز التجمع المحلى ، التجمع المحلى حول مركز التجمع المجرى الأعظم ، التجمع المجرى الأعظم حول مركز التجمع المحلى الأعظم ، التجمع المحلى الاعظم حول المركز الكلى للكون لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ... ليس هذا فقط بل إن الالكترونات حول نواة الذرة تتحرك فى هذا الاتجاه .. السائل داخل الخلية الحية يتحرك فى هذا الاتجاه .. الحيوانات المنوية حول البويضة ... إذا هذا اتجاه عام ... فالطواف فى هذا الاتجاه هو انسجام مع حركة الكون .
سؤال أخير ... هل صحيح أن الله يتنزل يوم عرفة ؟؟
فيرد د / زغلول ... القاعدة الاساسية فى الاسلام .. قاعدة العقيدة الصحيحة هى تنزيه الله عن كل وصف لايليق بجلاله ، أن الله هو الذى خلق الزمان فالزمان لا يحده ، هو الذى خلق المكان فالمكان لايحده ، هو الذى خلق المادة والطاقة فهما لا يحدانه ... ومن هنا يقول علماء الاسلام : " كل ماخطر ببالك فالله مغير لذلك " لذا هم يقولون أنه يتنزل نزولا يليق بجلاله لا نعرف وصفه .
أرجو أن تستفيدوا من الموضوع كما استفدت منه ... ولا تنسونى من الدعاء يا أحباب
شكرا للمتابعة
|