كاتب الموضوع :
جنى الجنتيّن
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي
إيطاليا – جَامعة لا سابينزا ، ظُهراً
قَالت بضجر : الله الله بداية سيمستر وكرف كرف كرف، عَمى بعيُونهم!
الجُود بنفس الضَجر : دماغي كان بينفجر الله ياخذهم، خصوصاً المادة اللي أخذتيها الترم اللي فات
جُمانة بإستغراب : وش فيها؟ سهله ماهي صَعبه
الجُود ضَهقت : ايه يا حليلك انتِ ما شفتي مين بيدرسنا اياها
جُمانة شَهقت : لا تقولينها! الاسباني الأسمر؟
الجُود : هوّا بزاتو
جُمانة وَضعت يَدها على قلبها وقَالت : عندك حظ يكسّر الصَخر، أنا لو منك أجيب فِيها A+ دام هالأسمراني يدرسني أياها
الجُود : الحين وقت كلاسه، تَعالي وأحضري وأساسا ما راح يحسب الغيَاب يعني ما راح يَدري أنه من برّا
جُمانة : افا عليك والله ما أردَك يالله إلى الأمام
وهي تَركب السُلم الكهربائي قَالت : ما كلمتي جُوري؟
الجُود : لا، بس أمس أرسلت ليَ أنها ما تقدر تكلمني . تقول الجو مكهرب بين عبدالعزيز وأبوه !
أنقبض قلبها وأرتجفت، بَلعت ريقها بخوفٍ عليه .. بدأت الوساويس تَلعب دورها ، قَالت : أيوه؟
الجُود : ما أدري وش الموضوع بس شكله ما هو بسهل، على حسب ما فهمته يعني منها
جُمانة فَتحت هاتِفها لتنُظر آخر ظهورٍ له بالواتس آب، كان أخر ظهورٍ له بالأمس، الساعة 7 مساء تحديداً، قَالت بإستعجال : جود ما أقدر أحظر معاك عند الاسباني الحلُو، صار عندي كلاس بنفس الوقت .. " أقتربت منها لتُقبلها " أشوفك بُكرا مع السلامة .
الجُود بإستغراب لوّحت لَها بتلويحة وَداع ودَخلت للصَف
يامن لظى فؤاده فيمَ الهوى .. فلو يقول مغرمي ما أقسما
*مُقتبس لـ بلال الجميلي
صَارت تمشي بسُرعة وأنفاسها ستنقطع من شدّة البرودة .. خَرجت من الجامعة وصَارت تنظر إلى الثلج بذُهول .. قالت بنبرة باكيِة : يا الله كأن هَذا اللي ناقصني
صَارت تنزل من عتبات الدرج بخوف، من الطبيعي أنها لم تكُن مُعرضة للسقوط لكن خوفها يُسبب ذلك!
وَصلت لأخر عَتبه وأبتسمت بِغباء مَشت بسُرعة دُون أن تنتبه لِكُتلة الثَلج، عَرقلتها وسَقطت بقوّة .. قَامت ببطء وهي تَحبس دُموعها من بُرودة الثلج الذي جمّد دم وجهها، مَسحت الثلج بسُرعة .. جاء صَوتٌ من فَوقها . وهو يَقول باللغة الإيطاليّة : أعطيني يَدك لأساعدك
رَفعت رأسها وقَالت بغَضب وهي تَقوم من الأرض : وقح!
مَسك يَده بقوّة وقَال : ما خطبُك؟ لم تكُن حالتك مُزرية قبل عدّة أيام!" قال بخُبث " أخبريني بشُعروك وأنت هُنا وجهك مُتجمد من الثَلج بَينما حبيبُك بين أحضانها! شعورٌ لاذع أنا أعلم ذَلك فَبنفس هذا الوقت قد شعرتِ منذ قبل ما تشعُرين بِه الآن!
بَصقت بوجهه بكُره وقَالت : أكرهك بحجم لا يتصوره عَقلك! أقسم بذَلك
دينيس وهو يبتسم : مجبوره على كُرهي لأني أنا من أوصلته لِهذه الخُطوة!
جُمانة نَزلت دُموعها وقَالت بصَدمة : ماذا تقصد بذَلك؟
دينيس شدّ على يَدها بقوّة وقَال : أنا من زوّر الأوراق لدرجة أن رِجاله الأغبياء لا يستطيعون التفريق بين الأصل والتزوير
جُمانة بِصدمة : عفواً؟
دينيس : لا دَاعي بأن تدّعي التفاجُئ وأنتِ تعلمين بِذَلك
جُمانة : مجنون، " صَرخت " لِماذا فعلت بِه هَكذا؟
دينيس بِحرقة : ولِماذا رفضتي حُبي لتَقبلي بِحُبه هو؟ كُل شيءٍ يُأخذ حقّه من الجزاء يا جُمانة
جُمانة مَسحت دُموعها وقَالت بتوسّل : حَسناً لكن أخبرني ماذا تُريد مُقابل بأن تُلغي المَبلغ؟
دينيس قَالت بصوت خَافت وبخُبث : أعدكُ أن فَعلتِ ما أقوله بأن أخرج مِن حياته لدَرجه أن لا يُذكر أسمي أمامه طول حيَاته
جُمانة بتهور : لَك ما تُريد لكن ما هُو ؟
قَال بخُبث كَبير : 24 سَاعة فَقط تقضينها مَعي ومن بَعد ذَلك أنتم خَارج حَياتي، أقسُم لِك بذلَك
جُمانة توسعت عيناها من وقاحته، بَصقت بوجهه مرّة أخرى .. مَسح وجهه بِغَضب ورَفع يَده ليضربها، أبتعدت بسُرعة ليَضرب صَدره بدلاً مِنها
جُمانة صَرخت ببُكاء : الله ياخذك!! الله يمحيك من حيَاتي ومن البشريّة كِلها
كَان يتكرر لَفظ " الله " على مسامعه، عَقد حاجبيه بإستغراب؟ مَن الذي يَبلغ الأهميه لتُغير لُغة حديثها مَعي وتُنادي بأسمه ؟
صَحى من تفكيره على ضَربة ببطنه مِنها، سَقط على الأرض من الألم وقَال وهو يَضحك ليستفزّها : لن تَهربي مِنّي يا حُلوتي مَهما بَلغ الثَمن
السُعوديّة
دَخلت وهي تقول بصوتٍ عالِ : hello!!!
" مرحبا "
مَنار ابتسمت أبتسامة وَاسعة وقَالت : وينك تأخرتي
أنتبهت لوجود بَدر وقَالت بإحراج وتوتر : كنت أنتظر أبوي
وَضعت سلّة الشوكولاتة على الطَاولة وأعطتها بوكيه الوَرد ... يَوان بِهمس : هَاك ورجعي لي ميّه
وَقف وَقال : أنا لازم أروح الحِين عبدالعزيز رَجع من ايطاليا وبقابله
مَنار : آه الحمدلله على سلامتهم، سلملي عليهم
بَدر يُقبل رأسها : يُوصل، إذا احتجتِ شيء كلميني
وَخرج .. يَوان صفَرت بإعجاب : أيش هَذا أيش هذا يا منااااار!!!
مَنار رَفعت حاجبها بخبث : كيدهُن عظيم
يَوان جَلست وأردفت بدهشة : وأنتِ خليتي فيها كيد؟، الرَجل أنقلب 180 درجه جلست دقيقتين أستوعب اللي يصير قدامي
مَنار تُغير الموضوع : أقول بس عطيني من هاللي جايبته معاك جوعانه
يَوان وهي تَضع سلّة الشوكولاتة بحضنها : لا بعدين يرتفع ضغطك ويوقف قلبك
بدأت تفتح الشُوكولاتة وتأكلها ببُطء وتقول : يا الله يا الله ما أطعمها
مَنار : يويّن عطيني والله جوعانه على لحم بطني من الصبح
يَوان : مالي شغل فيك "وقفت وأردفت " دقايق بروح أضبّط شَعري أكيد انه صار حُوسه الحين من فرفرة المحلّات
مَنار أشرت لَها وقَالت : روحي ربي يساعدك
لفّت بسُرعة وضَغطت جِهاز التحكم لتأتي لَها مُمرضة ، دَخلت وقَالت : طلبتِ مُساعدة سيّدة مَنار؟
مَنار بإنكار وبالإنجليزية : لا! يَبدو أنه بالخطأ .. عُذراً
كَانت ستَخرج لكن نادتها مّنار وقَالت : نِيرس .. لو سَمحتِ
جاءت ووقفت بجانبها وقالت بلُطف : ماذا؟
مَنار بللت شفتيها : وَرقتي سَقطت على الأرض .. أحتاجها فَهل مِن الإمكان تَعطيني أياها؟
إنحنت إلى الأرض وأخذت الوَرقة وأعطتها وقَالت : حَال ما أحتجتِ شيئاً ما الجِهاز قريباً مِنك وسآتي إليك حالاً
مَنار أبتسمت : شُكراً جزيلاً
صَرخت بفرحة وقالت : ييييييييس نساها .. نِسى ضُرتي الكريهة!
فَتحت الوُرقة بِحماس ، أبتسمت إبتسامة واسعة عِندما رأت حَرف M بأول الأسم ، لكن سُرعان ما أنمحت أبتسامتها عِندما أكملت ما قرأته
دَخلت وقَالت : أقول منار بسألك
مَنار خبأت الوَرقة تحت وِسادتها بسُرعة وقَالت : قولي؟
يَوان رَفعت حاجبها : بس أول شيء قولي يا رب يَوان تدخل طب ولا ما راح أقولك
ضَحكت وقَالت : يارب يَوان تدخل طب
يَوان : عفيه عليج .
مَنار : طيب قولي وش بتسأليني عنه جاني النوم
يَوان وهي تَفتح قَطعة شوكولاته وتأكلها : تتوقعين طعمها حلُو؟؟
مَنار : مالت عليك، مزعجتني وأخرتها عشان تغثيني
يَوان : قلت لك كلمي أبو العيَال بس ماش أنتٍ اللي ما تبغين
مَنار : من قال لك أني أبي؟
يَوان وهي تأكل : يا طعمهااااا بالراس يخرش القلب
مَنار بِقهر : يوان بلا نذاله عطيني والله حرام عليك
يَوان : لا
مَنار : عشاني
يَوان : لا
مَنار : أنا تعبانه!!
يَوان : أدري
مَنار : أذا وقف قلبي وغادرت الحيَاة ستندمين يا أختي
يَوان أعطتها وقَالت : قلبي حنيّن زي القطنة
مَنار بسُخرية وهي تَفتح عِلبة الشوكولاتة : ماطلتي فيني وتقولين حنون؟ لا بالله حنون ما كذبتِ
يَوان : ايه ما تعرف قديري الا لما تجرب غيري، بتندمين
مَنار : يلا منّاك بس!
أيطاليَا
دَخلت غُرفتها وأقفلت الباب كِي لا يَدخل أحداً ويَرى حالتها المُثيرة للشفقه! . لا تَشعر إلا بضَياع ولا تُعاني إلا من وَعكة حُزن تشنّج مِنها قلبها، لم تكفُ دموعها عن السُقوط وهي تُحرق وجنيتها من حرارتها . تقدمت إلى سريرها وتمددت عَليه، حَضنت وِسادتها وهي تبتلع شَهقاتها، أعلم بأن تَهوري وتَسرُعي هو ما أوصلني لهَذا الوضع، مُثيرة للشفقة يا أنا! وكأنك عَجوزاً هَجرها أبنائها التَسعة بَعدما أذاقوها العُقوق بأشكاله، أنا العجُوز التي تلقّت العذاب وحُبك هو من عقّ بي وأنت الأبناء التسعةَ جميعهم . لَكن، لِما أكون ضَحيّة شيء ليس لي عِلمٍ به؟ ولا يَداً لي فيه! ولِما أعُرض نفسي لِمخاطر أندم عليها ندم العُمر كُله؟ أتجرد من الأنانيّة وحُب الذَات وأقع في مُصيبة الحُب الذي حولني من عُمر الشبَاب إلى المَشيخ .
قَامت وجَلست وهي تَسند ظَهرها على السَرير .. مَسحت دُموعها ولكن لا مَجال لمحو أثارها التي طَبعتها على ملامحها بشَراسة، أول مرّة أنغلق من حُزنٍ عظيم كَهذا، يَنهش قلبي دُون تأهيل للعاصِفة التي ستَنهشه، أول مرّة أندم على شيء كُل هذا الندم، لكنّ لم أكن صاحبة القَرار، جاء خِلسة ولم يكُ بيدي رَفضه! أحببتك دُون أن أسأل عَقلي هل ما أرتكبته صواب، حُبك مَعصيه أُعاقب عليها الآن
مَعصيةٍ دُون ذَنب ولا يُوجد لَها غُفران أو تَكفير، أني غارقةٌ في غيوبة عِشقٍ لاذِع وخطيئة ذلك العشق ضريبةٌ أدفعها الآن، جَدتي تقُول لي بعربيّةٍ مُتكسرة: وَجهك حُلو لا تحزنين، وتُكمل بالإيطاليّة لتقول .. طفلتي المُدلله التي أبيع قَلبي الذي أعيش بِه لأجلها .
في السابق أنا أشكو لَك ولكن الآن أنا أستحي بأن أشكو مِنك، قلبي حُطام وعيني تَثري هذا الحُب للعابرين، أبحث عن أسمر يُشبههك وعن عينان تُشبه لون عيناك . لَكن كُلهم غُرباء وأنت الوَطن في عيني . لكنك وَطنٌ مفقود لا مَحل له في الخَريطة .
أنتهى
|