إيطاليَا
إبتسمت : تسلم يدينك، لذييذة مرّة والله
الجُود وهي تُحرك الشُوكة : مَا لك داعي كِذا تحرجيني يَخي
جُمانة ضَحكت .. وأردفت : ما دَام ما عِندك محاضرة بُكرا ليش ما تجلسين عِندي؟
جُمانة : اوكِ مو مشكلة، بس خليني أقول لأمي
الجُود : أتصلي عليها طيّب!
جُمانة : أنتِ مستعجلة ليش؟؟
الجُود : ما أستعجلت، أقتراح يعني بَس
جُمانة وهي تَكتب بِهاتِفها .. قَالت : خَلاص أرسلت لَها
قالت بسُخرية : من جدّك بتقرأها وهي واتس اب؟
جُمانة : الله يخلّي النصيّة
صَرخت بضِحكة : يا قدددمي! الناس هجروها وأنتِ للحين ترسلينها!
جُمانة ضَحكت : عاد أمي ما تقرأ الا هي .. شو بدّك أعمل؟؟
رنّ هاتِفها .. شَهقت ووضعت يَدها على صَدرها بفّزع : بسم الله الرحمن الرحيم
الجُود بإستغراب : خير وش هالحَركات؟
جُمانة بإبتسامة بَاهتة : أعذريني ..
وَقفت وَقالت : أنا بَروح أنام، مواصله من أمس ما نَمت
الجُود بشَاعريّة : كيف تهون عليك وتتركيني؟؟
جُمانة وهي تتثاءب : فيني نوم والله
الجُود : ترى يقولون اللي يتثاوب تتمزق رئته
جُمانة بسُخرية : بالله؟ كيف الحَال بس؟
الجُود : لو تَبغين بِجامة خوذي من دُولابي
جُمانة : لا باخذ من نُجود، ملابسك وسيعة عليَ
وَقفت وقَالت : طيّب.. أبروح أنادي ليزا تنظّف الطاولة
جُمانة وهي تَصعد للغرفة : طَيب
دَخلت غُرفة نُجود، وفَتحت الدُولاب بتكاسل وأخرجت بِجامة سَماويّة خَفيفة .. لبَستها وتمددت على السَرير.. لفّت وعيناها تبحث عن وَرقة وقَلم ... التفتت إلى دِرج الطَاولة الصَغيرة وفَتحته .. قَالت بِنبرة ضَاحكة : مجبورين نفتح أدراجك
أخذت قَلم ودَفتر صَغير .. تمددّت مرة أخرى على السَرير وكَتبت
لو اننا لم نفترق .. لو اننا لم نفترق
لبقيت نجما في سمائك ساريا
وتركت عمرى في لهيبك يحترق
لو اننى سافرت في قمم السحاب
وعدت نهرا في ربوعك ينطلق
لكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدى
وتظل سرا.. في الجوانح يختنق
لو اننا .. لم نفترق
كانت خطانا في ذهول تبتعد
وتشدنا اشواقنا
فنعود نمسك بالطريق المرتعد
تلقي بنا اللحظات
في صخب الزحام كأننا
جسد تناثر في جسد
جسدان في جسد نسير .. وحولنا
كانت وجوه الناس تجرى كالرياح
فلا نرى منهم احد
مازلت اذكر عندما جاء الرحيل
وصاح في عينى الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمرى في يديك
رياح صيف عابث
ورماد أحلام .. وشيئا من ورق
هذا أنا...
عمرى ورق
حلمى ورق
طفل صغير في جحيم الموج
حاصره الغرق
ضوء طريد في عيون الافق
يطويه الشفق
نجم اضاء الكون يوما ... واحترق
لا تسألي العين الحزينه
كيف أدمتها المقل؟!
لا تسألى النجم البعيد
بأي سر قد أفل؟!
" لـ فاروق جويدة "
السُعوديّة – الشرقيـة
في مَطار الملك فَهد الدَولي
مَشت وهي تَجُر حقيبتها بَكسل : والله ظَهري ما يساعدني أمشي
عبدالعزيز ضَحك : تلمحين يَعني خَذها من يَدي؟
جُوري : يا بَطل أنت
قال وهو يَنظر لَها بَطرف عَينه : لا يَا عيني أنتِ تجرينها وراك .. مثلك مِثل خَلق ربي وش حيثك؟؟
جُوري بِلامُبالاة : أصلاً عَادي
خَرجوا مِن بوابة المَطار، رَكب سيَارته بَعد ما وَضع الحقائب في الخَلف وبِجانِبه جُوري
رنّ هاتِفه ، كَان المُتصل بَدر.. رَد وهو يَبتسم : هلا والله بأبو عَابد
بَدر : هَلا فِيـك، الحمدلله عَلى سَلامتك نوّرت شرقيَتنَا
عبدالعَزيز : ربي يسلّمك يَارب.. أقدر أشوفك بَعد سَاعتين ؟؟
بَدر : خلاص أنتظرك بكوستا كوفي
عبدالعزيز بنبرة ضَاحكة : حَامت كبدي منه بس ميخالف
بَعد ما وَصلنا للبَيت، بدأت أخفي ارتجاف أطرافي، أبتسمت لهُ .. بللت شفتَياي وقُلت : يلا؟
ضَحك : ما تسوين هالحَركة الا وأنتِ متوترة .. لا تغبيّن توترك عني
أشاحت عيناها عنُه وتقدّمت لبَاب المَنزل.. رَنت الجَرس، ولم يمضِ ثوانٍ إلا وفُتح البَاب، دخلتُ وخلفي عَزيز .. هُو أيضاً يُخفي توترُه عنّي
دَخلنا وكان هادئ، لم نَسمع صوت أي احداً مِنهُم
عبدالعزيز وَقف عِند مَكتب والدُه وطَرق البَاب : يُبه موجود؟
طَرق البَاب بقوّة أكبر وأعلتى صوتُه : يُبه موجود؟؟
أتاه صوته : أدخل
وهو يَفتح البَاب أشر لجُوري بأن تأتِ وهَمس : قوّي نَفسك، بتعدّي أن شاء الله
إنتهى ، قِراءة مُمتعة