لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-13, 12:28 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259946
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى الجنتيّن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى الجنتيّن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جنى الجنتيّن المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي

 

البـارت السـادس

السُعوديّة –الشرقيّة-


نَزلت مِن السيّارة وأنا أحاول أن أخفي توتري, أو أرتباكي بِنفس الوقت .. لَمحت مَنار جَالسة مع مجموعة مِن الفَتيات.. قَلبي دَلني لـها ..
دَخلت إلى المُخيم.. قُلت بصوت جُهوري : السَلام عليكم
جَلست وأنا أتعرق مُقارنة بالجو البَارد كَان غريب, كُنت أتعرق مِن التوتر مسَحت جبيني بخفّة وتنفسّت بقوة .. لَكزني بِخفة دُون أن يشعر أحد : وش فيك؟ وجهك أسود مِن الضيقة
بَدر بِهمس : رحت لمهم توّ .. الكَلاب يستغلوني, ما قدرت أمسك أعصابي ضربته وطلعت مِن مزبلتهم
توسعت عيناه بصدمة : مجنون أنت!! قسم بالله إنك مجنون
بَدر : أقولك ما قدرت! صَاروا يهددوني بمَنار .. كِل مرّة الوَضع يزيد خُطورة
قال بضِيق : طيب وش بتسوي؟
بَدر : ما راح أسوي شيء هالفَترة .. بنتظر عزيز يرجع للسُعوديّة وبعدها بشوف وش نسوي معاهم
سَكت لِفترة .. ثُم قال : المُهم إنك تنتبه . هُم ما أتهموك بأي تُهمه تقدر تطلع مِنها .. لو يُوصل الشِرطة هالأوراق اللي مَعهُم بتروح فيها أنت والشَركة بكُبرها!!
بَدر قال بغَضب : أنا أدري!! .. أنتبه لعلوّ صوته ثُم أردف بخُفوت .. أدري أنها مو مِثل أي تُهمه أدري وفاهم أنها غسيل أموال ... مَسك رأسه بألم .. رأسي بدأ يصدّع من التفكير, مرهقني هالأيام هالموضوع .. الله يعين
بَلع ريقه وقال : ما حَاولت تلمّح لُهم بصُلح ولا شيء؟
بَدر ضَحك بصدمة : نعم نعم نعم ؟ أنا أسوي صُلح وأنزل روحي لـ هالكلاب؟ طَلال أنت تدري وش قاعد تقُول؟ حتى لو لمحت لُهم بـ هالشيء ترى بيستغلوني إذا شافوني خاضع لمُتطلباتُهم .. هالشيء مُستحيل لا تفكر فيه !!
سَكت لمّا بان على وجهِ بَدر الضيق
أما بَدر فَتح الواتس آب .. كانت المُحادثات مُتراكمة لقِلة توجُده فيه
فَتح أول مُحادثة كانت مِن مَنار : وش صَار؟
رَد عليها : ما صار شيء
كَان آخر ظُهور لها قبل ثلاث دقائق..
أنتظر دُخولها .. بعد عَشرة ثواني تقريباً لمح تحت إسمها " جاري الكِتابة "
: يعني؟
بَدر : وش اللي يعني؟
مَنار : يعني وش صار.. معقولة ما صار شيء
بَدر بتهرُّب : مَنار.. الحين مَقدر أكلمك! أخاف هالشيبان يتشرهون إني ماني معهم
مَنار : طيب أنا برى المُخيم أتمشى, لو حاب تجي تَعال
بَدر : طيب جايك

وَقف وقال بصوت جُهوري : عن إذنكم
كانت الأصوات مُختلفة لكن نَفس المضمون : على وين؟ ما شفناك .. إذنك معك .. لا تتأخر طيّب! .. بحفظ الله
خَرج مِن المُخيّم وعيناه تبحثُ عنها .. إنتبه ليدها التي تُأشر له
مَشى بِبُطء وهو يُفكر .. كيف يشرحُ لها؟ الموضوع صَار مُرتبطٌ بِها أكثر مِما مُرتبطٌ فيه! ساعِدني لألقى الحِجة المُقنعة يا الله
بخَجل : يِسعد مِسـاك!
بَدر إبتسم لتَبين صَف أسنانه العُلوي : فيك
إرتبكت مِن كلمتُه وصَارت تلُف خُصلات شَعرها لتُهدئ من توترها
أردف بِضحكة : ما سويت شيء ترى
فَهمت ما يقصُده .. أحمرت وجنتيها, رَفعت عينها: قليل أدب
سَكتت .. رأت القَلق يجتاحُه عينيه . تَنفسّ بضيق, لا يَقدُر على إخفاء ضيقهُ!
امتلأت عيناها بالدُموع : أنا قايله صاير شيء بس كذبت عليّ
بَدر : ما قِلت لك شيء لمين الحين! تقُولين الكذبة لنفسك وتصدقينها!
مَنار : عيونك ما تَكذب ..
بَدر : أنا كِلّي كِذبة وش عاد عيُوني!
مَنار بَكت : ترى كأنك تلُومني بكلامك
بَدر ببرود : ليه ألومك على شيء ما لك دَخل فيه؟
ركزّت بعيُونه وقالت بعصبيّة : أنا اللي مفرُوض أسألك هالسؤال مو أنت!
بَدر : وما لقيتُ أمر مِن ألم الهوى
مَنار ضَربت كَتفه : يا أخي لا تقولها! كرهتني فيها .. أكره هالقَصيدة عشان فيه أسمك!
بَدر يُكمل وهو حابساً ضِحكتُه : قرب الحبيبُ وما إليه وصولٌ كالعيس في البيداءِ يقتلها
مَنار صارت تتكلم بعدم مفهوميّة كي لا يُكمل حديثه
بَدر : يا بَدرُ كم سَهرت عليكَ
مَنار قاطعتُه : نواظري
بَدر سَكت ينتظر أن تُكمله
مَنار بنرفزة جَلست على الأرض وصدّت عنه ولفّت للجانب الآخر, جَلس بالقُرب مِنها
لفّت عليه وعينيها تَرمي أسهُم غاضبة له..
صَرخت بِغضب وصَارت تتنفس بقوة : كِل مرّة .. كل مّرة يابَدر أكره عِلاقتي فيك أكثر.. كِل مرّة تخليني أندم إني ارتبطت فيك!! تخبي عليّ أتفه الأشياء .. وأنا لما أخبي عنك شيء حَتى لو تافه تقلب الدنيا على راسي فوق تحت وتلُومني كِني مسويه جريمة مالها عقُوبة! أنا مليــت! بس أنت وش تمل مِنه؟ لأنك كِل صغيرة وكبيرة تعرفها عنّي!! مَتى روحتي للجامعة ورجعتي مِنها ..
طبعاً أتكلم عَن قبل أنا!, حَتى لو أطلع لأي زفت تسوي معاي تحقيق مين كان معي ووش سويت ومين قابلت؟ ما فيه شيء يقتلني مِثل شكك ... على فِكرة ماني مجبورة أسرد عليك وش يصير بيُومي, أو بالأحرى خلني أقول أن يُومي مِلكي محد له دَخل وش اسوي ووش ما أسوي فيه!! هه .. حَتى فاتورة جوالي ما سلَمت مِن تدقيقك لَها! وترى كِل مرّة تطلب جوالي منّي بحجة أن جوالك خربان أو أي شيء ترى كِنت أدري إنك تفتشه! بس واللـه والله!! ما قِد حذفت مِن جوالي شيءّ خوفاً منك أو خوفاً مِن غيرك .. لأني حاطة ربي قدام عيُوني يا بَدر قبل لا أحط أي مخلوق غيرك .
عَقـد حاجبيه لإستنكاره مِن إنفجارها المُفاجئ له ..
قَال بهُدوء : أستغفر الله .. أستغفر الله
مَنار بِحرقة : أيه أستغفر! عَسـاك تكفّر عن ذنُوبك فيني
رَفع عينيه نَحوها, دقق في إحمرار أنفها وعينيها, ووجهها الذابِل مِن البُكاء : لا تضغطين على نَفسك زودٍ على ضَغطي
مَنار إبتسمت بسُخرية : أعجبني إعتذارك المُبطّن
ضَحك بدُون نفس : أعتبريه اللي تبين!
مَنار : يقتلني برُودك ..
لم يُرد .. لم تَسمع إلا شهيقه وزفيرُه .. بدأت دُموعها تتجمع بِمحاجر عينيها مرّة ثانية.. أبتلعت شهقاتِها لكن فَشلت في إخبائها
بَدر : ترى صايره تبكين كِثير
مَنار : أستغفر الله .. أستغفر الله يخي، الله يعطيني من برودك شوي! ترى بتجنني إلا شويّ
بَدر بعصبيّة : وش تبيني أقول يعني؟ أروح وأفجر فيهم!! تبينهم يضروني يعني فوق ماهم ضاريني الحين! لا تفكرين من زاوية وحدَه، ترى مِثل ما هم جالسين يهددوني فيك جالسين يهددون غيري فأعز مِن يملكون!
صَرخت بِبُكاء : طيب لا تَصرّخ علي، لا تستغل ضُعفي!
بَدر : حيرتيني معاك! أول ما جِيت كنتِ وش زينك، والحين كل ما سكتي ما أدري إلا وأنتِ تبكين مرة ثانيه
مَنار : أنا برجع بدخل المُخيّم
بَدر : تروحين ووجهك كِذا منعفس؟ أصبري شوي لين تهدين وبعدها رُوحي
بعد عشرة دقائق مرّت بِبُطء، رَنّ هاتُفها ..
كَانت سترد لكن إنتبهت لِنظرات بَدر، قالت بِنرفزة : شرايك ترد عنّي بس؟
بَدر : شرايك أوريك شغلك عشان تعرفين تتكلمين مره ثانيه معي كِذا!
مَنار بسُخرية : يا معصب!



إيطاليـا
جالسين بُدون نُقصان أي فَرد مِنّا على طاولة الطَعام لَكزت جُوري بِخفة
وَضعت الشُوكة على صَحنها ولفّت بعصبيّة : خير شتبي!
عبدالعزيز بخُفوت : أبيك تساعديني
جُوري أبتسمت بخُبث : أوووه أوه وش عنده عزيز؟ .. أردفت بخُبث أكثر .. أساعدك بس بشرط!
عبدالعزيز : يا كِثر شروطك
جُوري وهي تَرفع الشوكة وتُكمل أكلها : أجل أعتبر طلبك مَرفوض
عبدالعزيز : طيّب بقولك بس مو هِنا!
جُوري : ما يهمني المَكان! يهمنّي أعرف وبس
عبدالعزيز رَفس قدّمها بدُون أن يلفت إنتباه أحدهم .. صَرخت بألم
أنتبهت للأنظار التي أتجهت نحوَها .. قالت بِركبة : ضَربت الطاولة بالغلط
رأت بعيُونهم الإطمئنان بَعد ما كَانت خوف .. لفّت عليه وقالت بِحقد : قد هالحركة يا كلب؟ عبدالعزيز : تستاهلين زين أني ما قويتها بَعد
جُوري وهي تتحَسس قَدمها .. شَهقت وقالت : صَارت كَدمة والله!!
عبدالعزيز تجاهلها وهُو يُحرك الشُوكة بصحنه بحركة عشوائية
جُوري قرّبت له وقالت بصوتٍ خافت أكثر : بعدين وش معنى أنا اللي جِيت لمّي؟
عبدالعزيز : ليه عُمرك شفتيني رايح أطلب ولا أقول شيء لنجيد؟ مجنون أنا؟ عَشان كِل الأمة العربية تدري!!
وكأن كلامه عزز ثِقتها بنفسها .. إبتسمت بِرضا وقالت : طيب أنا بعد شوي بطلع وبروح للمعهد وبعدها أكون فاضية.. مُرني وقولي وش تَبي!
عبدالعزيز : لا أنا بوديك وبَالطريق بقُول لك
جُوري هزّت كتفها بِمعنى " كيفك! "
مِن الناحية الأخرى
الجُود : لو تُشوفين ثِقته وهو يتكلم.. بغيت أذبحه والله!!
نُجود : كان ذبحتيه وفكيتوني مِن شرّك أنتِ وأياه!
الجُود لَكزتها : أقول
نُجود : خير؟
الجُود : برُوح للجِم تجين؟
نُجود وهي تُأشر عليها : هالعصاقيل تُروح لنادي؟ معليش عيونك وين يا عيُوني؟
الجُود : كيفك!
قَامت وقالت : الحمدلله
جدتُها : على وين يالجُود؟
الجُود إبتسمت : يا عيون الجُود أنتِ!!
جدتُها : وش هالحَكي يا بنت
الجُود : هههههههههههههههههه يا زينك
أردفت : بروح للجِم تأمرين على شيء؟
جدتُها : السَاعة 9 أنتِ بالبيت مفهُوم؟
الجُود وهي تصطنع الذُهول : ساعة وحدة بَس؟ هذي ما يمديني أحرق سُعرات وجبة وحده!!
جُدتها بالإيطالية : أظنك فَهمتِ ما قُلته! لا دَاعي لأن أغضب وأكرر ما قُلته مرتين!
الجُود أرسلت لَها قُبلة بالهواء وأخذت حقيبتها وخَرجت .

كَنت سأركب السيّارة لكن لقُرب الجِم مِن البيت تكاسلت لتشغيلها!
فكرّت بأن أمشي .. وَضعت على أذني اليُمنى السمّاعة.. شغّلت الـ mb3
كَان أول المقاطع .. بسّام! كان يتلُو القرآن!! .. إستغربت مِن وجود المقطع فيها!
آه تذكرت!! كَان بحفل تخرُجهم لكن لا أذكر أي مَرحلة دِراسيّة! تخطيّته وكان ما بعدُها أغنيـة!!
لَكن لا أدري لِما عُدت للمَقطع تِلاوتـه! لم تُك تلاوة فَحسب.. كَانت سِحراً بهيئة التِلاوة
عُموماَ.. أنا أفُضل جميع الأصوات بالتِلاوة, تٌزيدها جمالاً
ضللت أعيد المَقطع ولم أشعر بمُضي الوَقت، لم أعرف عن سبب احتفاظي فيه، عادةً أنا أمحي كُل ما يتعلّق بالماضي، حتى لو كَان الشيء لم يمضِ عليه وقتاً طويلا حَتى وَصلت للجِم



جُوري قَامت : عَن أذنكم .. أنا برَوح للمَعهد أخاف يفوتني شيء
وَفـاء : الله يحفظك يُمّـه ..
دَعوتها لامَست قَلبها.. إبتسمت لَها وقبّلت الجِدة : محتاجَة شيء؟
جَدتُها : سَلامتـك
وَقف بسُرعة بعدها وَقال : وأنا بَعد الحمدلله .. أخاف أتأخر على مُحاظرتي
جُوري إلتفتت : بتتأخر أصلاً!! لأنك أنت اللي بتوصلني!
عبدالعزيز نَظر لساعتِه : خمس دقايق أن ما شفتك طالعة
قَاطعت كَلامه : يا الله يا الله عليـك! أبو طبيع قسم بالله حَتى هِنا تذلني!
عَبدالعزيز أشر لبيده وهو مُتجه للبَاب : ثَلاث دقايق
جُوري : ما يمديني أسوي حجابي زين!!
عبدالعزيز : دقيقتين!
جُوري : لا قُول دقيقة أزين؟
عبدالعزيز : دقيقة!
كَانت ستُعارضه لَكن خاف أن تَقُول شيءً وقاطعها : لا يَكثر وأستعجلي
بَعد خمس دَقائـق .. رَكبت السيّارة بسرعة : السَلام عليكم
عبدالعزيز : وعَيلكم السَلام
جُوري وهي تَنفُخ على يديها مِن شِدّة البرد : شَغّل المُكيّف, والله بَموت مِن البرد
عبدالعزيز : ما ينفع, تاخذين بَرد بعدين
لفّت عليه وقَالت : لا والله؟ يسلم لي المهتم أنا!
ضَرب رأسها بِخفّة : هَذا جزاي أخاف عليك
جُوري : خُوفك نَذل! مِن يُومك أصلاً
عبدالعزيز تَجاهلها
جُوري شَهقت بقوة وكأنها تذّكرت شيء .. وقّف السيّارة : وش فيييك
جُوري ببراءة : لا بس أنت قايل لي بقول لك موضوع مُهم وما أدري أيش؟
عبدالعزيز مَسك عُلبة المناديل وضرب فِخذها بقوّة : مرّة ثانية تفجعيني كِذا أقتلك
جُوري بعصبيّة : ما كأنك مستفرد فيني كِل ما قِلت شيء ضربتني.. شدعَوه أنا ما أحس يعني يخي لا تضربني!! بعدين الحاجة لِك موب لي!
عبدالعزيز : تستاهلين ما جاك.. أتركي عَنك حركات الطُفولة, كُبر الحُمار وعقلك كُبر عيُونك
جُوري : قسدك عيوني كبيرا؟
عبدالعزيز : لا مالِك عيُون لأني بفقعها لِك!
جُوري : المُهم ما قِلت لي وش تبي مني؟
وَقف عِند مَقهى, كَان مُميز وراقي .. نَزل ونَزلت عُقبه تماماً .. توجه للنادل, أعطاه رَقم طاولة كَانت مُطلة على الشَارع .. راق لي شَكله
إبتسمت بِحماس : يهبل! أول مرّة أجي هالمَكان
عبدالعزيز إبتسم : فِعلاً, دايم أجي له
أردف : وش تبين؟ قهُوه شاهي أو أيش؟
جُوري : مَدري عطني المنيو
مَدّه لها : ممممممممم والله كِلها أشياء حُلوة ولذيذة, بس شَكل موضوعك مُهم ويبغى له تركيز, أطلب لي ساده
عبدالعزيز بِغبَاء : أيش اللي سادة؟
جُوري ضَحكت : أكيد قهوه يعني وش بتصير!!
أشر بِقلق للنادل, أعطاه طَلبهم .. إلتفت إلـيها وبَلع ريقة بصُعوبة .. عَقدت حاجبيها عِندما رأيت قلقه .. قالت بِبُطء : وش اللي صاير لك؟
عبدالعزيز وعيناه تتجه ليديه المُتشابكه ببعضها مِن التوتر : محتاجك بشيء ..
جُوري : أفا يا أخوي!! ما عَاش مِن يردّك بعز حاجتك!
عبدالعزيز : بَدر ولد عمي! أكيد تذكرينه
جُوري عقدت حاجبيها مرّة أخرى : خانتني ذاكرتي, أتذكره بس ما أتذكر شكله, المهم وش فيه؟
عبدالعزيز : بأيام ما كِنت بالسُعوديّة وقعنّا أنا وياه على عَقد مع شَركة, وما أدري كيف ما قريناه؟ مع أن كِل عقد يتم مع أي شركة لازم نَدرسه ونفكر فيه لكن هالمرّة مادري كيف صارت؟
جُوري : طيب وش صَار بعدين؟
عبدالعزيز : هالشَركة صَارت تَبع غَسيـل أموال.. عَرفنا بالصدفة، المشكلة مُو هِنا؟ المِشكلة إن لو إلغينا شراكتنا معهم أملاك الشَركة كِلها تصير بإسمهم .. الحين محتارين! بس ما فيـه إلا حَل واحد
جُوري : اللي هو؟
عبدالعزيز : نرجع السعودية
ضَحكت بإستخفاف : وش قصدك بـ "نرجع؟"
عبدالعزيز : نرجع أنا وأنتِ للسعودية ! أبوي الحين بعز حاجته لِك مِن ناحية الشركة لو رجعتِ ماراح يرفض لك شيء! لا تنسين إن الشركة وفروعها مِلك لأبوك
جُوري بعصبيّة : تَحلم يا عزيز تحلم!! أساعدك بأي شيء حتى لو بموتي بس رَجعه لـ ذاك البيت على جثتي أرجع له!
عبدالعزيز : جُوري .. تفهمي موقفي تكفين! لو سجنوني أنا وبدر ما راح يصدقون أننا ملعُوب علينا! توقيعنا فيـه ومو مزوّر, هَذا أكبر ربح لُهم والحين يهددون بَدر بمنار والله أعلم لا عرفوا أنا ويني يهددوني بأي أحد منكم ..
جُوري: خَايفـه! بس طيب إذا رجعنا للسُعوديّة وش بنسوي؟



أنتهى .. قراءة مُمتعة :$
+ أعتذر عن التأخير صَارت لي ظُروف


 
 

 

عرض البوم صور جنى الجنتيّن  
قديم 16-12-13, 08:52 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259946
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى الجنتيّن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى الجنتيّن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جنى الجنتيّن المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي

 




السلام عليكم :$
كيف الحال، إن شاء الله بخير؟
أول شيء حابة أقول شيئين
أول شيء : جداً جداً شاكرة تفهمكم لظروفي، صِدق إني أتأخر بتنزيل البارتات بس مو بيدي والله :(

ثاني شيء : أنا ما عندي موعد محدد بتنزيل البارتات، وتعبت وأنا أقول هالشيء :( ، وبعد البارت السابع أنا مضطرة أوقف الرواية إلى بعد ما أخلص أختباراتي الفاينل، وبعدها ما لكم إلا اللي يسرّكم :$
آسفه لو بيضايقكم هالقرار، بس الله يجعله خيره لي وللجميع ♥♥


بعد الرد هذا يُتبعه البارت السابع، وقراءة مُمتعة لكم

 
 

 

عرض البوم صور جنى الجنتيّن  
قديم 16-12-13, 08:54 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259946
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى الجنتيّن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى الجنتيّن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جنى الجنتيّن المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي

 



البارت السابع



خذْك الرّحيل البعيد وْغبت عبر الزحام
وتركت لي : وحدةٍ خرسا منَ الثرثرة!
يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام
من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره



إيطاليـا
عبدالعزيز بعصبيّة خفيفة : وش تخافين منه تكفين؟
جُوري بِنفس النبرة : وراه ما أخاف؟ أنت تحسب الموضوع سهل! عزيز بسألك سؤال؟ أنت ضامن رجعتي لإيطاليا مرّة ثانيه؟ طبعاً لا!
عبدالعزيز شدّ على قبضة يَدِه أكثر : ضامنها!
جُوري : باللهِ كيف؟
عبدالعزيز ببرود : قلت لك ضامنها وبس
جُوري صدّت عنه وهي تشرَب قهوتها بهدوء .. قالت بِهمس : غريب!
عبدالعزيز وهُو يُحرّك السُكُر في القهوة : وش اللي غريب؟
جُوري : غَريب أمرك! ما فيه ولا شيء مُمكن نكسبه من رجوعنا؟ يُمكن نخسر!
عبدالعزيز ضَحك : ودي أدري ليش شايله هم هالكِثر؟
جُوري تجمعت الدُموع في عينيها : ما شِلت هميّ! شِلت همك يا عزيز
نَظر إليها بتساؤل لتُكمل حديثها
أردفت بحشرجة : يعني أنا رجُوعي ما راح يضرني كثر ما يضرك! بالعكس أبوك .. معليش على هالكِلمة .. بس بيكُون خاضع لكِل طلباتي ماراح يرفض لي طَلب لأن مصلحته بين يديني! . . . بس أنت! نسيت وش صار بينك وبينه؟
عبدالعزيز تنهد : ما نسيت
جُوري وهي تُحاول ضَبط أعصابها : أجل خلاص! وش تنتظر يجيك زود؟
عبدالعزيز : بس أنتِ نسيتي أنه إذا طلبت شيء من طرفك ماراح يُقول شيء؟
جُوري : ما فهمت!
عبدالعزيز : مَثلا لو احتجت لأي شي وكِنت ضامن رفضه بجيبه عن طريقك
جُوري إبتسمت ابتسامة جانبية : ما كِسبت من طبع أبوك إلا الدَهاء وما ورثت من أمك إلا عيُونها!
عبدالعزيز ضَحك بِخفّة . . بَعد عِدّة دقائق : طيب ما قِلتِ لي متى ودك نِرجع؟
جُوري هزت أكتافها : هالشيء يرجع لرِضا أمك وجدتك اللي ما أظن إنهم يوافقون!
عبدالعزيز : من هالناحية لا تشيلين همها أبد!
جُوري وهي تَقف : طيّب يالله أبي أروح للبيت . . مالي نفس أروح للمعهد
عبدالعزيز وَقف وهو يأخذ هاتِفه ومحفظته : مشينـا

بَعد نِصف ساعة وصلنا للبيت، نظراً لقُرب المقهى لبيتنا إلا أن الطريق كان مُزدحم، بإعتبار أنها العاصِمة وأنه موسم لـ المُوضة وعروض دُور الأياء فيكثُر الزوّار
إلتفت لأنظر لعزيز نظرات قلق، خوف!
إبتسم وأغمض عينيه وفَتحها بِمعنى " تطمنّي! "
دَخلت إلى المنزل وكَانت وَفاء ستخُرج . . . تقدمت لها، حضنتها بقوّة
وَفاء ضَحكت : أبعدي عنّي عندي إجتماع مع مندوبين الشركة
جُوري بحشرجة : أحبك . .
وَفاء حسّت بقشعريرة تسري بجسدها، سكتت! ما عساها أن تقُول؟ أول مرّة تقُولها جُوري بِلفظ صَريح! عَادة تقُولها بعينيها، أو أحياناً بأفعالها .
دَخل عبدالعزيز وقال بسُخرية : ضُميني مثلها!
وَفاء نظرت له بوعيد وتكلمت بِلُغة الشِفاة : لي كلام ثاني معك
عبدالعزيز رَجع إلى الخلف وهو يضحك : سلّم سلّم يارب!
جُمانة وهي تنزل مِن الدرج : جوري، لا يُفوتك . . نفسي بينقطع من الضحك . . أووه يا فكّي بدا يعورني من الضحك
جُوري إبتعدت عن وَفاء وقالت : وشو؟
جُمانة : ما ينفع ما ينفع أقولها هِنا، " وهي تَرمي نظرات لِعزيز " خصوصيّات لازم الناس ما يعرفون عنها
عبدالعزيز : لا بالله علميني؟
جُمانة : حلف"ن" بالله ما تدري
عبدالعزيز مسك قلبه : آه قلبي . . لا الله يخليك، علميني!
جُمانة لم تُلقِ له بالاً ومسكت يد جُوري وقالت : تعـالي بسرعه!
صَعدت جُمانة وخلفها جُوري
أومأ برأسه لليمين وقال : كِنت جاي بكلمك بموضوع، بس شكل الوقت غلط . . نأجله لوقت ثاني
وَفاء : لا عادي الإجتماع مو الحين، بعد ساعتين تقريباً!
عبدالعزيز : حُلو
وَفاء : طيب قول وش عندك خوفتني؟
عبدالعزيز : ما ينفع هِنا! أخاف أحد يسمعنا
وَفاء : طيّب تعال لمكتب جدتك نتكلم!
مَشت ومَشى خلفها، إلى أن وصَلت المَكتب التفتت عليه : جدتك هِنا!
عبدالعزيز : ما يهم، أساساً وجودها مُهم
وَفاء أومأت برأسها ودَخلت : صَباح الخير


بَعد يُوم – 9 صباحاً
كَان الجُو متوتر، مُتكهرب مِن قرارنا أنا وعبدالعزيز، كَان صعب عليهم . . وعلينا! لكن رضوا بالأمر الذي سَيقع، نَثرت شعري على كتفيّ، اقتربت للورد الذابل مِن بُرودة الجو، كَان أحمر وأطرافه ذابِلة، والثلج مُتجمع حوله وداخله . . أخرجت هاتِفي وصورتها . . أشتدت برودة الجُو
إتجهت للبوابة الخلفيّة، كانت الأقرب للحديقة
دَخلت وقابلت جوليا مُنسقة الحديقة : صباح الخير، كيف حالك؟
جوليا : مولتو بيني " بخير " .. جُوري، هُناك ضيف بإنتظارك
جُوري بشك : من هو؟
جوليا : لا أعرف، ولم تسبق لي رؤيته
جُوري : إلورا " حسناً "

إتجهت للمَجلس ووقفت، تجمدت أطرافي مِن سماع الصوت الذي أعرفه جيداً، سَمعت صوت عبدالعزيز يحتد
: لا تفدينا بروحك! ما نبي روحك، نبي تكون أب وتنطبق عليك هالكلمة
أبو عبدالعزيز يفتعل الحُزن : غيرتك عليّ الغُربة وأنا أبوك، حتى كلامك صار غريب، وأنت اللي كِنت ما ترد لي طلب!
عبدالعزيز إبتسم بسُخريه : أيام حُلوة كانت أيام حُبك يا شيخ الشباب
أبو عبدالعزيز : مشكلتك تأخذ كلامي باللاجديّة
عبدالعزيز بعصبيّة خفيفة : ومشكلتي بعد أني كِنت غبي وما أعرف وش تخطط له! ومشكلتي بعد إذا كِنت ما تدري أني
قَاطع حديثه دُخول جُوري .. بإستهزاء : يالله حيّه! وأنا أقول أيطاليا محلوّ جوها ليه؟
وَقف وابتسم : هلا بجُوري، هلا بحبيبة عمها
جُوري ضَحكت : كثر منها بس
أبو عبدالعزيز عقد حاجبيه : أفا يا جُوري تشكين بغلاك بقلبي، أنتِ بِنت الغـالي!
جُوري بحدّة : الله لا يزيد غلاي بقلبك، ما أبي غَلا من قلبك
أبو عبدالعزيز : أجلسي يا جُوري، جاي أكلمك بموضوع
جُوري جَلست بِجانب عزيز، نَظرت له بِقلق .. لكن تظاهرت بالقوّة
أردف : أبي ترجعين معاي للسعودية، فيه أوراق تخص الشركة ويلزم حُضورك فيها، وأنتِ الحين كبيرة وقادرة تمسكين أكبر الأقسام فيها
عبدالعزيز كانت سيُعارض لَكن قرصت يَده، وغَمزت له وقالت : أوكي، مُوافقه بس بشرط!
عبدالعزيز بخُفوت : لا تسوين شيء وتتورطين
جُوري مِن بين أسنانها : لا تخاف .. إلتفتت على عَمها بإبتسامة وأردفت : تنقل ولايتي لـخالتي وفاء! غير كِذا أنا ما عِندي إستعداد أسوي معك أي أتفاق
أبو عبدالعزيز : خليني أفكر
جُوري تكتفت وأرخت جسمُها إلى الخلف : الشيء راجع لك، أنا ما راح أطلع من الموضوع بفايده .. الفايدة لك بالأول والأخير!
عَقد حاجبيه بغضب وقال بِنبرة تُعاكس غَضبه الواضح : موافق
جُوري أبتسمت : تَم، مِتى ما وصلت عِندي الأوراق تُثبت هالشيء .. أنا وعزيز بنُكون بالسعودية!
أبو عبدالعزيز بحدّة : أنتِ وعبدالعزيز!!! وش له يجي؟
جُوري بسُخرية : أفا يابو عبدالعزيز تبيني أجي بدون محرم؟
أبو عبدالعزيز : لا تعالي معاي!
جُوري رَفعت حاجبها : يا انا وعبدالعزيز يا بلاها!
أبو عبدالعزيز رَضخ للمرّة الثانية لأوامرها : لِك ما طلبتي ..
وَقف وقال : عَن أذنكم
عبدالعزيز وجُوري بصوتٍ واحد : إذنك مَعك
بَعد ما خَرج والشياطِين تَشِنُ حرباً برأسه .. ضَحك عبدالعزيز بقوّة : قويّة يا جويري قويّة !
جُوري بعبط : كَما عَهدتني
عبدالعزيز ضَحك : لا صِدق، أول مره أِشوف أبوي يلبي أوامر أحد بدُون ما يعترض!
جُوري بخُبث : عشان كِذا قِلت لك خلني أتصرف!! هه شوف جتنا سفرة لرِحاب الوطن ببلاش
عبدالعزيز ضَرب رأسها : داهيه داهيه . .




السُعوديّة – الشرقيّة

مَنار سلّمت مِن صلاتها : السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله
وَقفت، لكن لم تُكن قادرة على الوقوف جَلست على سريرها،
ضَغطت بأطراف أصابعها على رأسها لتُخفف مِن ألمه، باعدت بين شَفتيها لتُنادي أمها لكم لم تقدر على النُطق أصلا!
بدأت دُموعها بالنُزول مِن شِدّة ألم رأسها، يا الله لا أستطيع أن أتنفس، مدّت يَدها لتأخذ هاتِفها .. قالت بضجر وبصُعوبة : يا الله! هذا وقته تخلص بطاريته
وَقفت مرّة أخرى ومَشت بخطواتٍ بطيئة : يُممه . . يُممممه
فَتحت باب غُرفتها وصَارت الرؤية تُشوش بعينيها، أرتخى جسمُها وسَقط على الأرض بقوّة


في مكان آخر . . وَقفت على صوت ارتطام شيء بالأرض . . رَكضت بخوف
وجَلست على الأرض بالقُرب مِن مَنار : مننار . . منننار تسمعيني!!
لم تُجب، تأن ودُموعها تَجري . . كَانت باهِته وهالات سوداء تحت عينيها! لم تُكن مَنار، المُدلله، المُترفه، لم تكُن هيّ أبداً!
بَكيت عِندما رأيت شهقاتها المُتتالية، أول شيء بَدر في ذهني أنها تحتضر، صَرخت بأعلى صوت : يمممممه . . يُبببببببببه . . تعالـوا!!
خَرجت أمي مِن غُرفتها بِفزع : وش .. وش فيه .. وش فيها؟
يَوان وشهقاتها : مَدري مَدري ..
أمها بِرجفة : طيب أسرعي أتصلي على الأسعاف
بعد رُبع ساعة وَصل، كَانت في حَال لا يُرضي عدوّا لها، لم تكُن أبنتي، أجزم أنها لم تكُن هي! لم أشهدها بأقسى حالاتها تِلك، لم أشهد دُموعها بِتلك الغزارة، أشهد بأن حُباً جَرح قلبها، أشهد بأن حُباً أدمى عينيها، أشهد بأن بدراً سَلب راحةً من دُنياها، أشهد بأن أبنتي تَذبل أمام عينيّ، أشهد بأن لا شيء يُشهد له بالحُب كالوَجع، والذُبول.

عِند غُرفة العمليّـات، لا أسمع إلا شَهقات يَوان ودُعاء أمها لـ مَنار، ونظراتها الحادة إلي، بَلعت ريقي بِربكة وشتت أنظاري للممرات
عَشرة دقائق، رُبع ساعة، نِصف ساعة، ساعة، وأوتار أعصابنا تنشّد وترتخي.. بدأ الوقت يُثير الخوف فينا .. خَرج الطبيب المُشرف على العمليّة
رَكض أبو مَنار له بخوف : بشرّ!
الطبيب بأسى : تلف بخلايا المُخ، حالياً حالتها مُو مستقرة أبداً .. بننقلها للعِناية المُشددة لحَد ما تستقر حالتها وبعدها نشُوف وش يلزم لَها .
أبوها بَغضب : ما عَرفت أسباب اللي جاها؟ مو معقول عملية ووقت كثير وأخرها ما تعرفون أسباب مرضها!!
الطبيب يُربت على كتفه : الله كريم يا أبو مَنار، والتحليل بنشتغل عليها .. يوم أو أقل من يوم بالكثير وتطلع نتايجها .

أبتعد عَنه وهو ثائر، جَلس على كُرسي ليعتدل مُعدل ضَغطه، يا الله، أناجيك يا الله بأن تُعيدها للحياة وهي الحيـاة فيّ، أناجيـك بأن تُعيد كُل بسمة، هَمسة، كِلمة، كانت تقولها وتُعبر بِها ليّ، أناجيك يا الله وأنت الحق وبيدك كُل أمر في الكون، أناجيك بأن تُعيد قِطعةً مِن القَلب والرُوح .





إنتهى ، قراءة مُمتعة :$

 
 

 

عرض البوم صور جنى الجنتيّن  
قديم 22-01-14, 03:00 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259946
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى الجنتيّن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى الجنتيّن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جنى الجنتيّن المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي

 





البارت الثامن



إيطاليَا – كافيتريا الجامعة




جَلس بنفس الطَاولة وقال بهدُوء : صباح الخير
الجُود وقفت : يا هَلا ، عندي محاضرة الحين لازم ما اتأخر
لفّت قائلة لجُوري : روحي للبيت قبلي أنا آخر مُحاضرة عندي العصر يعني بتأخر
جُوري وَقفت : طيب يا روحي، وأنا بعد بروح عندي مُحاضرة
جُمانة انشغلت بالدفتر وصَارت ترسم
عبدالعزيز : أيه؟
رَفعت رأسها وقالت بهدُوء : أيش؟
عبدالعزيز وهو يُحرك القلم : حجزت للسعُوديّة
جُمانة بَلعت ريقها : اها
عبدالعزيز ركزّ بعينيها : يعني ما راح تقولين شيء؟
رَفعت رأسها، لكن شتت نظراتها خجلاً من نظراته لها : بيغير كلامي شيء؟ لا طبعاً .. خليني ساكته أزين
عبدالعزيز : لا تقسين علي
رَمت القلم على الطاولة بقوّة وقالت بعصبيّة : أقسى بأيش يعني؟ أساسا أيش بيني وبينك؟ يعني مثلاً تبيني أقول أيه والله أنا للحين مُتيّمة بحُبك! طيب والمسكينة اللي تعلّق مصيرها بمصيرك؟
قال ببرود : لا تعصبين بيستثير قولونك
جُمانة : لا خلني أعصب، عزيز أنت بتأخذ أترام صيفيّة يعني بتتخرج بسرعة
عبدالعزيز قاطعها : أيش دخّل الجامعة الحين؟
جُمانة بَكت لأول مرّة أمامه : خلاص قفّل هالموضوع
عبدالعزيز بَلع ريقه بصعوبة، شتت نَظره لأرجاء الجامعة ثُم قال : مو بيدي يا جُمانة، لو على قلبي كان بديّتك على الناس جميعهم.. وش تتوقعين مني يعني؟ أروح وأقول لكم ماني متزوج بنتكم اللي سميتوها ليّ؟ .. "صَمت لحظه ثُم أكمل" هَذي تقاليد وعادات ماني قدها عشان أعارض
جُمانة تَجاهلته ومَسحت دُموعها
ضَرب بيده الطاولة بقوّة : جاوبيني مو تنفجرين وبعدها تسكتين
جُمانة بحَرج : عزيز حنا بالجامعة
ضَحك ببرود : الشرع حلل أربع، هي الأولى وأخذك انتِ الثانية بالسر
جُمانة بغضب : بالسر؟ . ليش وش مكتوب على جبهتي أرجوك تزوجني قبل سن الشيخوخة لا سمح الله؟
عبدالعزيز ضَحك بقوّة : شسوي فيك؟ أنتِ تناقشيني بأشياء مُستقبليّة
جُمانة : اصلاً أنت مجبور تتزوجها
قال بإستغراب : وليش؟
جُمانة : نسيت الأوراق المُزورة اللي موقعينها ؟
عبدالعزيز عدّل جلسته : وأنتِ إن شاء الله شلون عرفتِ؟
جُمانة بجديّة : كَانت جوري تكلمني ونَست تقفل المُكالمة وسمعتكم
عبدالعزيز بَلع ريقه : يبقى بيننا مُمكن؟
جُمانة : أكيد .. بس الموضوع خَطير يا عزيز، يُمكن يزورون أي شيء وما راح تطيح إلا براسك أنت وبَدر، عزيز ترى الموضوع أخطر مِما أنت متصوره
عبدالعزيز : كلامك صحيح . بس أنا محتار، لا أنا اللي قادر أرجع لمنصبي بالشركة ولا أنا اللي قادر أواجههم
أردف بجديّة أكبر : خصوصاً الحين هُم جالسين يدوروني، الحين يأذون مَنار عَشان بَدر يضطر يعلمهم مَكاني
جُمانة تنفست بعُمق : لازم ترجع السعُوديّة
عبدالعزيز : هذا اللي بسويه
جُمانة : بطيارة خاصة طبعاً! عَشان ما يحصلون أسمك بالقائمة .. وبصراحة
عبدالعزيز : و أيش؟
جُمانة : هي لِعبة وسخة، لكن بتصبر، أنت مجبور على هالشيء!
عبدالعزيز : طيب قوليها
جُمانة : الشركة بإسم مين؟
عبدالعزيز : هي أساساً لعمي محمد! بس بعد وَفاته صارت بإسم عمي سلطان
جُمانة : من المنطق بما أنه صاحبها أكيد حصته من أكبر الحصص بالشركة!
عبدالعزيز : إلا، شلون عرفتي؟
جُمانة : أفا وانا حفيدة مارلين ما تبيني أعرف كل نقطة تهم الشركات!
عبدالعزيز ضَحك : ما علينا! المُهم كملي
جُمانة : لو عِنده بِنت، لازم تتزوجها!
عبدالعزيز بغضب : لا صراحة جبتيها ما شاء الله عليك
جُمانة بهدوء : أنت مضطر تتحمل، ولا ترى بيعفّن جلدك بالسَجن وهم يناقشون قضيتكم!
عبدالعزيز : صَعبة! ما هي بهالسُهولة، بعدين أتوقع بِنته مريضه، يعني مُمكن يرفض
جُمانة : بس فيه مشكلة وحده
قال : اللي هي؟
جُمانة : أخاف لو خطبتها، تُكون هي غير اللي مختارينها لِك!
عبدالعزيز : من جدّك أنتِ؟ حتى لو كَانت عاداتهم أمي ما راح توافق! هيّ ما عطتهم جوّهم بقضيّة طلاقها تبغين بزواجي تتساهل معاهم؟ من جدك تتكلمين!؟
جُمانة بفرحة : أجل خلاص!!





في المُستشفى




بَلعت ريقها بصعُوبة وقالت بصوت مُلتهب : لو سَمحت، قول لهم الزيارة ممنوعه، لكن لا تبيّن إن هالشيء من رغبتي ، أرجـوك!
هز رأسه بعدم المُوافقة : ما أقدر! أنتِ كأي مريض عِندي لام أنفذ كُل الأوامر ولا راح نُعاقب عليها بالمُستقبل
جَلست بصُعوبة وقالت بصوت باكِ : وأنا قلت راح تمنعهم!! ماني طايقه أشوف أي أحد، وأظن بعد راحة المريض عِندكم أهم من أي شيء
إقتربت المُمرضة وطبطبت على كتفها بخفّة وأرجعتها لوضعها السابق، وإلتفتّ إلى الطبيب وقالت بالإنجليزية : أظن يجب تُمنع الزيارة عَنها، فهي لم تُصب بأي مرض سهل تُشفى مِنه ولا سيَما أن راحتها النفسيّة تكون عامل قوي لشفائها .
وهو يُكتب ملاحظاته في ملف تشخيص حالتها : حَسناً لتُمنع!
خَرج من الغُرفة ووقف أمامه بسرعة : بشّر؟
الطبيب بحَرج : أعتذر منك، الزيارة ممنوعه!
بَدر بغضب : كيف تقُول لي ممنوعه وأنت مصبّرني ربع ساعة!
الطبيب وهو يَحك ذقنه بتوتر : هذي رغبتها! ما أقدر أجبرها تقابل أي أحد، لا تنسى راحتها النفسيّة مُهمة
بَدر زَفر بغضب : ما لِك حق تمنعني، أنا زُوجها مو أحد صديقاتها عَشان تمنعني
ضَغط بيده على كَتفه بخفّة : يا أستاذ بدر لا تحرجني، لو سمحت!
بَدر بنظرة ازدراء : ما جيت عَشان أسوي حفلات سامري ورقص عِندها يا سيّـد، ومَا لك حق تمنعني من زيَارة أي أحد ما دام ما له لازم
دَخل عِندها وجَلس بأحد الكراسي المُجاورة لسريرها : سلام
مَنار بسُخريه : والله السامري اللي سويته بصوتك اللي مَلى القِسم بكبره
بدر رمقها بإحتقار : عشان تعرفين تمنعيني
لفّت إلى الجانب الآخر لتتجاهل وجوده، أغمضت عيناها وتنهّدت بهمّ، رَفعت عيناها لأعلى لحصر دُموعها ومنعها مِن النزول : نادِ المُمرضات يركبون المغذي من جديد، إنجرحت يَدي حركته بقوّة!
خَرج بُهدوء، وبعد دقيقتين دَخل ومعه المُمرضه
إقتربت إلى مَنار، صَرخت : لا لحظه وقفي!!!
المُمرضة بدهشة تَركت يَدها
إلتفتّ إليه : تعال غطّي عيوني بيَدك أخاف من الأبر
إبتسم بنذالة : لا
مَنار نزلت دُموعها : ترى جد ما لك داعي والله!
بسُخرية : هذا وأنتِ دكتُورة المُستقبل وتخافين؟
مَنار بعدم صَبر حطّت يَدها اليُسرى على عينيها وقَالت : يلا الحين إرجعي ركبيها
بعد مَا خرجت المُمرضة قال : ما فيه علاج بالسعُوديّة
مَنار بتساؤل : يعني؟
بَدر : بنروح أمريكا تتعالجين، حجزت طيّارة وحددت موعد مع دكتُور شاطر هِناك
مَنار : فيك الخير والله
بَدر : تتريقين؟
مَنار نظرت لعينيه : مين قال؟ ما قلت هالشيء أنا جادّة بكلامي
أردفت : مَتى بنروح ؟
بَدر : الثلاثـاء الجَاي
مَنار ضَحكت بدَهشة : بَدري!
بَدر : ما هو عَشان كِذا بكنسل الزواج، وَضعك الحالي ما يسمح لضجّة ومعازيم وهالحوسة هذي
مَنار تمددّت : أنا برجع أنام
بَدر : طيّب، وأنا بعد شوي بَطلع من عندك وعندي كم شغله بسويها وبرجع لِك
مَنار : أيش هي؟
بَدر تقدّم لها وقبّل جبينها : خاصّة
مَنار بعصبيّة خفيفة : ما أظن فيه بين أي زوجين أشياء خاصّة!
بَدر وَقف : لا بهالشيء أنا مضطر! أنا بروح أجيب قهوة، وأنتِ نامي لا تفكرين بشيء

خَرج مِن غُرفتها وأنتبه لهاتِفه يَرُن، أخرجه وَكانت 22 مُكالمة لم يُرد عيلها، عاود الإتصال على نفس الرَقم، إبتسم بخُبث : هلا بالرخيصة!





إيطاليـا



دَخلت البيت وكَان شِبه فاضٍ، نادت بصوت هادئ : يُممه، يُممممه
جاء صوتٌ من خلفها : هلا ببنت مرت أبوي ! وأنا أقول ليش أسلم اليَهودي أثاريك منورتنا!
الجُود بجمود : هلا
صَعدت لأعلى وطَرقت الباب، خَرجت مُرحبّة بِها
إبتسمت وقالت : أنا أنتظرك تَحت طيّب؟
بِنفس الإبتسامة قالت لَها : إلورا، التحاليل طَلعت قبل أمس
الجُود شَحب وجهها : أيه؟
مررّت لِسانها على شفتيها : أنتِ إنزلي وخليهم يجهزون لنا الفُطور وأنا بجيبها معاي
الجُود : أوكِ

نَزلت مِن الدَرج ودَخلت المطبخ، بدأت تُجهزّ المائدة في الحديقة بمُساعدة الخادمة ورتبتها بترتيب أنيق
وَقفت خلفها بفَخر : أحلى طاولة أكل شفتها بحيـاتي
الجُود بخَجل : تحبين تجاملين كِثير، هذا قليل بحقّك .. يلّا تعالي أفطري معاي، من زمان ما أفطرت معك
وَضعت بصحنها قطعة جُبنة إيطاليّة ولحم مُقدد، رفعت رأسها لِترى أمها تأكل نَفس طبقها، قالت مُبتسمة : ما كِنت أعرف إنك تحبين اللحم المُقدد
ضَحكت : مَاني نباتيّة
الجُود : الحمدلله كويّس .. "ركزّت عيناها بعينيّ أمها" اليُوم خلصت مُحاضراتي بدري، قِلت أجي أفطر مَعاك، قابلني بسّام قبل شوي غريبة مَا راح لدوامه؟
وهي تُحرك الشوكة بشُرود : لا ما راح، طردوه ورافض يشتغل مع أبوه
ضَحكت بقوّة : يا ربّي وأنا أقول وجهه مو وجه إلتزام وشغل وضغط
أبعدت غُرتها عن عينيها وأردفت : أوكِ أنا عارفة أنه هُو ولد زوجك بس ما له داعي تاخذين بخاطرك عشان ضَحكت عليه!
لاحظت شرُودها القوّي : يُمه!! تسمعيني
شَهقت بفَزع : جود الله يصلحك ليش كِذا تخوفيني، فيه أحد ينادي كِذا!
قالت بإستغراب : صوتي كَان هادئ، بس أنتِ اللي تفكرين بعُمق
والدتها بحشرجة : لما طَلعت التحاليل، قالوا الوَرم حجمه زَاد، ولأنه المرّة الثانيه أتعالج فَـ نسبة الشِفاء ثلاثين بالميّة بس، ما راح أتعالج
ضَحكت بصدمة وقالت : ايش اللي ما راح تتعالجين؟ يُمه تتكلمين بجديّة ولا تمزحين معاي؟
أمتلئت عيناها بالدُموع : ما رَاح أعيش يُوم وأنا أتعالج وبنفس الوقت أكون خايفة بأني أموت بأي لَحظة
الجُود بَكت : طيّب وأنا؟ ترى مَالي أحد غيرك، أنا يُمه ما نذرت بحياتي إلا شيء واحد! نَذرت حياتي لِك، ما نذرتها لأبوي ولا لأي أحد، والحين تقولين لي ما راح أتعالج؟ عُمر الدكاترة ما كان كلامهم أكيد، بَعدين جربي العِلاج يُمكن ينجح معاك!
هزّت رأسها بإصرار : لا يعني لا
الجُود بغضَب : وأنا بعد بقول لك لا إني أخليك تمُوتين قدام عيُوني ولا أسوي شي!
إبتسمت ببرود : قلتيها بلسانك! قلتِ تموتين قدام عيُوني يا الجود.. قلتِ تموتين ما قلتِ تعيشين
الجُود : بنجرّب! فيه كثير بإيطاليا مُختصين بهالأمراض ونجحوا بحالات أخطر من حالاتك بَعد، لو نجحت الحمدلله ولو ما نجحت مَا راح نخسر
وَقفت وقَالت : هالموضوع ما رَاح نناقشه، القرار انا بتخذه بنفسي هالمرّة
الجُود كانت ستُقاطعها لكن قَالت : لا تناقشيني، قلت ماني متعالجة لا تحاولين معاي
الجُود وَقفت لحقت بِها : أفترضي إن جسمك استجاب للكيماوي؟
قالت دُون ان تلتفت : وأفترضي لو ما استجاب ؟
الجُود بقهر : ليش تأخذين الأمور بسلبيّة؟ ما راح يضر لو جربتي العِلاج! الطب تطوّر ما هو مِثل قبل ثلاث سَنوات
لفّت بغضَب : بجرّب بس لو ما استجاب جسمي من الجلسة الأولى ما راح أستمر بالعِلاج
الجُود بمُقاطعة : طيب لييش!!
والدتها بغضَب : خلاص أنا قُلت اللي عندي ولا تناقشيني فيه






إنتهى + قِراءة مُمتعة لعيُونكم الحُلوة (()) ♥♥



 
 

 

عرض البوم صور جنى الجنتيّن  
قديم 28-01-14, 08:36 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259946
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى الجنتيّن عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى الجنتيّن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جنى الجنتيّن المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي

 



البارت التـاسع


ليه أحس وانا اشوفك حزين
وقلبي الليله بهمي ممتلي

كانها الفرقا .. طلبتك حاجتين
لا تعلمني .. ولا تكذب علي

خلني مابين شكي واليقين
السكوت رضاي عنك .. وزعلي

باكر اللي خافي لازم يبين
الوعد بلقى مكانك به خلي

وانتظر لي ليلةٍ او ليلتين
لين مايقفي السحاب وينجلي

ولا طويت الياس بذرف دمعتين
للهوى الغالي وابوادع هلي

صاحبي باموت من كثر الحنين
خلني بختار لحظة مقتلي

للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن


إيطاليا

- المَطار –

عِند المُغادرة الدوليّة.. كَان الكُل ينظُر لبعضِهم نَظرة حنينٍ بدأ قبل اوآنه، عَاجزةٌ يَا أنا عن وَصفك حينها، ركزت عينيّ عَليهم، أخاف أنا أيضاً أن يعصفَ بي الحنين وينقلني لمكان آخر ليس منّي ولستُ منه . شتتُّ أنظاري إلى أنحاء المَطار راجيةً إخفاء دُموعي التي أعلنت فقدهم ، بللت شفتيّ بربكة واقتربت لجُوري، حَضنت يَدي بيدها وقُلت بِهمس : لو محتاجة شيء عيُوني لِك .
قالت بِنفس الهمس : ايوه بقُولك شيء بس مو عِندهم، صعبة ، أخاف أحد يسمعني
لفّت قائلة للجميع : أنا وجُمانة بنروح نشتري قهوة فيه أحد يبي ؟
عبدالعزيز : انا جيبي لي
جُمانة : طيب تبغى أي نوع ؟
تنفس بضيِق : اسبريسو
مَشيت وبجانبي جُمانة .. قالت : أيوه وش كنتِ بتقولين لي ؟
جُوري : صبرك شوّي .. خليني أوصل المقهى وأطلب قهوة وأشربها ، وبَعدها اتأمل حِسان الوجوه للمرة الأخيرة وبعدين أفصح لك عَمّا في داخلي
جُمانة ضَحكت بذُهول : ما تصيرين باردة إلا و عِندك مصيبة وشرٍ هدّام
دَخلت المَقهى وأشرّت على طاولة لشخصين وقَالت : أجلسي هِنا وأنا بطلب قَهوة وأفهمك
جَلست وأرخت جسدها على الكُرسي بِملل، أخرجت هاتِفها من حقيبتها
فَتحت تطبيق تُويتر وإبتسمت بسُخرية .. هِه! مُراهقة على صُغر يا الله لِك الحمد والشكر!
تمتمت بوسوسة : يالله عافِنا ولا تبلانا .. يالله عافِنا ولا تبلانا
جاءت جُوري وجَلست وخَلفها الجارسُون .. وَضع القهوة على الطاولة وذَهب
جُوري مسكت قهوتها وشَربت مِنها ببُطء
جُمانة وَضعت هاتِفها على الطاولة وقالت : توترّت أعصابي، بسرعة قولي يَخي وش عندك؟
جُوري وهي تُحرك السُكر بالقهوة قالت ببرود : متوترة عالفَاضي ترى
جُمانة بِقهر : طيّب خلينا نرُوح أخاف تطير طيّارتكم وأنتِ جالسة تتقهوين
جُوري : باقي على الإقلاع ثلاث ساعـات.. توّنا
تَركت الكُوب على الطاولة بجديّة وأردفت : لازم تجِين السعُوديّة بعد عَشرة أيام
جُمانة ضَحكت بسُخرية : لا صِدق أنهبلتي، وكيف باللهِ تبغين أجي؟ وكيف أقنع أهلي أصلاً أني أجيها؟
جُوري : جيبي أي سبب! فيه ألف حجّة وحجّة تقدرين تجين فيِهـا!
جُمانة بعصبيّة : طيب أتركي الأسباب.. قولي لي ليش أجي أصلاً؟، يعني بستفيد أيش من جيّتي؟
جُوري بدَهشة من عصبيّتها : كِل شيء بوقتَه ، بس أنتِ دوري لك سبب مِنا ولا مِنا وتعالي!
جُمانة بِنفس العصبيّة : طيّب ليش بَس أنا؟ ليش ما قلتِ لنجود .. هيّ أقرب لِك مني وبيكون فيه سبب أبسط من سببي؟
جُوري بحدّة : طيب مُمكن تهدين شوي؟ معصبه وقالبه الدنيا فوق تحت وتبغين أعلمك؟
جُمانة : ما راح أهدى وأني أرجع للسُعوديّة هَذي حلمي فيها بأحلامك التعيسة
جُوري صّغرت عيناها ومسكت يَد جُمانة بِرجاء : تَكفين! .. أنا ما أثق ثِقة عمياء إلا فيك!
جُمانة بِغضب : بتجننيني أنتِ وأفكارك
ضَحكت وقالت : يلّا عَاد روقي.. ما توقعتك عصبيّة كِذا!
بَاعدت بين شفتيها لترد عليها لكن رنّ هاتِفها : عبدالمَلك يتصل.. شَكله بيسأل عنكم
رَدّت وقالت : ألو .. وعليكم السَلام، لا أمي ما هي مَعاي! .. "صَرخت بعصبيّة " وأنا شدراني معاي دفتر حُضور وأنصراف لكم يعني؟؟ ..
أنهت المُكالمة بعصبيّة ووقفت قائِلة : أنا بروح لدورات المِيـاه، بعدّل حجابي وأجي، لا تروحين مَكان أخاف اضيّعك
جُوري وهي تُأشر على السوبر ماركت : لو ما حصلتيني بالمقهى بكون بالمَاركت
جُمانة اومأت برأسها بـ " طيّب " ومَشت لدورات المِيـاه دَخلت .. أسرعت ودخلت إحداها.. نَزلت دموعها بغزارة، حطّت يَدها على فَمها لتمنع صوت شهقاتها

مُضطرة أن أستوعب بزواجك مِن غيري، وأن أحبس الغيرة القاتلة فيّ ..
أنا فاشلة في إخفاء غيرتي عليك، لم أسبق بأني وضّحت لأحدٍ مَا مَشاعري، أو ما أكن بِه لهُ
لكنّك حالة مُختلفة يا عزيز، حالة مُزرية لقلبي، ومُوجعة، عَزيز قُلت ليّ مرّة أنني أختصر النِسـاء كُلهم بالغيرة، قلت لك بإن تستعيذ من شرّها ثلاثين مرّة ومن شرّي وكيدي خمس مرّات
أنا لستُ مخلوقة من اللاغيرة كَي لا أغار، ولا مخلوقة من اللاحُب كَي لا أحبك
أنا أبيعك يا أغلى مُمتلكات قلبي، أبيعك لامرأة أخرى، مُختلفة عَنك جداً، لا تُشابهك بالتفكير، ولا حَتى تُشاركك بِما تهتم لَه
مَسحت دُموعها بسُرعة ورَفعت رأسها للمرآة، كان شَكلها مُبعثر
أخرجت مناديل ومَسحت الماسكرا التي حول عيناها.. بدأت تمسحها لكن قَطع عليها رنين هاتِفها
أخرجته وكانت المُتصلة الجود .. وَضعته على الصامت وأعادته إلى حقيبتها بإهمال
أكلمت مَسح أثرها ودُموعها لم تضع حداً لجريانها

تنهّدّت بِهم .. رنّ هاتِفها مرّة أخرى وكانت الجُود تتصل المرّة الرابعة عليها
ردّت وقَالت : هلا
الجُود بغضب : وينك أنتِ؟ ألف مرّة أتصل عليك وأنتِ والجدار واحد
جُمانة : أنا بالمطار وزحمة ما قدَرت أسمع صوته
الجُود بإستغراب : فيك شيء؟ صوتك موعاجبني
جُمانة ضَحكت لتُنكر ما حسّت بِه : لا بس مزكومة .. ههههههههه البَرد ما يرحم!
الجُود : لو ما عِندك شيء اليُوم تَعالي عِندي أكون ممنونتك
جُمانة بإحراج : بُكرا عندي أختبار فاينال، خليني لما أخلص مختبره أنتِ تجين لمّي
الجُود : أوك مو مشكلة، يلّا أنا بقفل ما أبي أطوّل عليك .. باي
أنهت المُكالمة دُون ودَاع، أكملت مَسح الماسكرا إلى حين أنها تأكدت مِن زوالها تماماً
تنفست بقوّة وإبتسمت لنفسها لتُزيل أثار الحُزن على وجهها
خَرجت من دورات المِيـاه وصَارت تمشي بضياع، بشَتات، كُل ما فيّ مُشتت .. حقاً لا أعلم أي قلب أمتلك حين وافقت على زواجك بامرأةٍ غيري! أرثيني مرثيّة موت في هَذه اللحظة، أول مرّة أكون في إنهزام دُون قوّة، لعلّ الله يجبر كَسري، ويخمد حرقة قلبي .
مَشت بإتجاه كَراسي الإنتظار، جَلست بِجانب نجُود دُون أن تقول شيئاً، مررّت لِسانها على شَفتيها وتكتفّت وهي تتأمل الطِفلة التي تَلعب حولها
ضَحكت بعفويّة على حركاتها، أشرت لتأتِ لَها
أخرجت حلَاوة مِن حقيبتها، كانت ستُعطيها لُور لكن لم تلتقِ بها
جُمانة بلُطف : هاكِ
الطفلة بفَرحة : تشكولار!
إلتفتت لهم وقالت ضَاحكة : البنت اثاريها تُركيّة وأنا حسبالي ايطالية !
وأردفت مبتسمة : ما أسمك يا حُلوتي؟
الطِفلة بِخجل : عَذراء
جُمانة وهي تَمسح على شَعرها : جميل جداً! أنا جُمانة
قالت بتوتّر : وأنتِ أيضاً .. لا تؤاخذيني، أخاف أمي تأتِ
جُمانة قبّلتها برّقة : حسناً، أتمنى أن أرآك مرة أخرى
ضَحكت بشقاوة وجَلست في مَكانها السَابق
تكتفت ورّجعت ظهرها للكُرسي وهي تتألم بخفوت : أووه يا ظهري
وَفاء إنتبهت لَها : جُمانة يُمه، روحي لبيتكم تعبنّاك معنا اليُوم .. أقلاعهم باقي له سَاعتين يعني وقت طويل .. رُوحي نَامي وأرتاحي وجهك ذَابل
وَقفت وبَلعت ريقها : أي والله .. "إنحنت لتُقبّل وَفاء" يلا مع السَلامة وأذا أحتجتي شيء أتصلي علي
لفّت قائلة لعبدالعزيز بإبتسامة باهِته : توصلون بالسلَامة
مَشت وأخرجت هاتِفها .. أرسلت لجُوري رِسالة " حبيبتي أنا طلعت من المَطار، برجع أرتاح وأذاكر .. طمنيني إذا وصلتوا للسعوديّة ... بحفظِ الله "
خَرجت من أقرب بوابة للمطار وأشرّت لتاكسِي قريب ، وَقف عِندها ورَكبت بالخَلف
قَال : إلى أين؟
قَالت ببحة : للحي الجَديد لو سَمحت

أخفضّت رأسها لرُكبتيها، تَركت لدُموعها مَجرى مرّة ثَانية ، شَهقت بلوعة ، وحطّت يَدها بسُرعة على فَمها لتكتم الشهقات المتتالية وهي تنظُر للمطار نَظرة أخيرة
قَلت ببحة بُكاء : لو سَمحت غيّر الاتجاه.. أريد الذَهاب إلى الشاطئ
كَان البَحر أقرب مسَافة من البيَت، وَصلنا بسُرعة نَزلت بَعد ما دَفعت له
مَشيت بتوهان بإتجاه البَحر جَلست على التُراب وبِجانبها حقيبتها
سَمعت رَنين هاتِفها لكن تجاهلتُه .. أحتد بُكاؤها مع رنين هاتِفها
أخرجت هاتِفها وكان المُتصل الجُود . ردّت بصوتٍ باكِ : نعم
الجُود بخُوف : أنتِ وين؟ وبعدين وش فيك تبكين!!
جُمانة بإنهيار : تكفين الله يخليك .. بموت والله بمووت من القهر
الجُود تجمّعت الدُموع بعينيها : جايتك والله بس انتِ علميني وين أنتِ فيه؟
جُمانة بِضياع : أنا عِند البحر .. تكفين لا تتأخرين

تذكرت مَا حَصل قَبل أمس
بالجَامعة

بَعد خُروجهم من المُحاضرة، كَانت تحمل بيديها الكُتب.. سَمعت أحداً يُنادي بإسمها
لفّت : هلا؟
قَال بأعصاب مشدودة :ما ركزّت بالمُحاضرة، أشغلني كلامك، ما أقدر أتزوجها .. فَكري فيها! أنا ما أقدر وأصلاً والله ما ينفع!
جُمانة عقدَت حواجبها وقالت بغَضب : لا والله؟ بتروح تقول لأبوك تراني موقع شِيكات بأسمك وأسم أخوانك مع مُرابي؟؟ من جدك تتكلم أنت ولا بتجنني بس!
عبدالعزيز ركز عينيه بعينيها : هالفكرة مستحيله شيليها من بالك، ماني متزوج باللي تقولين عَنها
جُمانة وَقفت أمامه لتُوقفه : إلا بتتزوجها وبَعد ما تدفع الدَين اللي عليكم تطلقها
عبدالعزيز بسُخرية : انا أصلاً ماني فاهم ليش مُصرّه، علميني وش بيفيدني زواجي منها؟
جُمانة وَضعت يدها على رأسها : يا الله يا الله يا عَزيز
تجاوزها وأكمل مشيَه.. سرّعت خُطاها لتقول : مو أنت تقول عمّك هذا له أكبر حصّة بالشركة؟ .. يعني ببساطة بيَثق فيك ثقه عمياء وبيميّزك عن أي أحد ثاني .. طبعاً مو لعيُونك السود وتاخذ بنفسك مقَلب وقتها .. هذا كلّة لأنك بتصير زوج بَنته!
عبدالعزيز دُون أن يلتفت لَها : ما اقتنعت
جُمانة : كم الدَين اللي عليكم؟
عبدالعزيز ضَحك : أخاف تموتين لا عرفتِ
جُمانة أشتدّت أعصابها : لا صِدق علمني
عبدالعزيز : 500 ألف
شَهقت بذُهول : مَنت صَاحي!
أردف ببرود : لا بَعد فوقها فَايده لَه، يعني كلها على بعضها يصير المَبلغ 800 ألف تقريباً
جُمانة ضَحكت بصدَمة : الله الله
أردفت : لا مَعليش أنت متزوجها متزوجها برِضاك ولا بدونه
قَال بِلامُبالاة : موافق بس بشرط
جُمانة : اللي هُو؟
عبدالعزيز : تحضرينه .. ولا ترى يَحرم عليّ زواجٍ مِنها!
جُمانة بَصدمة : ايش؟
عبدالعزيز : قِلت اللي عَندي، إقتراحك هو مو إقتراحي
جُمانة لم تَرُد
قَال بعصبيّة : هه شفتي؟ وتقولين بَعد تزوجها يَا عزيز! قسم أني أشك بصحة بتفكيرك أحياناً
جُمانة بهدوء : مِين قالك أني قِلت لأ؟ بحضره طبعاً
كان سيتكلم لكن قاطعتُه : أنا برجع للبيت، تمسّي على خير .

رَجعت إلى واقعها المُر على يَد الجُود على كَتفها، شَهقت بفزع وقَالت : بسم الله
الجُود وهي تَمسك يَدها : قُومي مِن هنا .. الجو بارد مرّة
جُمانة بإنهيار : لا لا .. خليني هِنا .. يا الله أحس أني أحترق ودمّي يغلي .. أحس جسمي حَار
وَضعت باطن يَدها على جبين جُمانة ، أبعدتها بسُرعة : حرارتك مرتفعة مرة، قومي يلّا أوديك للمستشفى
جُمانة أبعدت يَدها بقوّة وهي ترتجف : قلت لك لا!
الجُود حَضنتها وقالت : هدّي هدّي، ما راح يصير إلا اللي ترضينه ..
جُمانة بهذيان : عيني تعورني .. من أمس ودموعي ما فارقتني، جود انا غبيّة، والله غبيّة .. قلت له يروح يتزوجها هو رَفض بس أنا أصرّيت
الجُود سَكتت لتُكمل حديثها .. أردفت : بيروح السعوديّة عشان يتزوجها، بعد عَشر أيام بروح أنا بَعد .. بخلي أبوي يُروح السَفارة عشان أجدد جوازي، بحضر زواجه جود! شيء يضَحك والله
الجُود وهي تَرفعها عن الأرض : طيّب يا قلبي، بس أنتِ قومي عن التراب لا تمرضين زيَادة



يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور جنى الجنتيّن  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضره, أكثر, الشلام, اعشب, بصدري, بقَلمي, عليك, غابوا, وانْهشوا
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية