كاتب الموضوع :
جنى الجنتيّن
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي
البـارت الخامس
إيطاليا
الساعة 4 مساءً
رَجعت لبيتنا بَعد مَعركة شنّها كِلا الطرفين ... أنا وعزيز طبعاً –كالعادة-
تَذكرت ما حَدث قَبل نِصف سَاعة
خَرجت مِن غُرفة جُوري وكُنت مُنشغلة بِهاتِفي, رَفعت رأسي وقلت بسُخرية : أنت هِنا؟ علمني كيف السهرة إن شاء الله عجبتك هالمّرة؟
أستفزه أسلوبها وقال ببُطء : لا تخَافين هالمرة أحلى بكثييييير .. أحلى من أي مرة!
قالت بصوت خافت : تَدري لو بيدي وش أسوي فيك؟
عبدالعزيز بإستهزاء : وش بتسوين ؟
جُمانة : أقطعك بإسناني وأشرب من دمك وقبل كِل هذا أعذبك وكل هذا شوية وقليل فيك لأنك حيوان وما تخاف ربك!!
عبدالعزيز بإندهاش : يا قو قلبك, أنتِ وش اللي مسلطك علي؟
جُمانة وهي تُعيد ترتيب حجابها : انا يا قو قلبي وأنت يا وسع وجهك
عبدالعزيز وهو يُقلب هاتِفه : تدرين وش مشكلتك؟
جُمانة : مصلح إجتماعي صاير
عبدالعزيز إبتسم : تغارين !
جُمانة رفعت حاجِبها اليسار : على أيش يا حافظ؟
عبدالعزيز بخُفوت : الغيرة باينه بعيونك! .. ترى فاضحة نفسك بنفسك! عاد أنا علمتك .. خوفاً عليك لا مِنك!!
جُمانة بقسوة : ليش أمي داعية علي عشان أحب واحد [وأحتد صوتها] سكيّر وكل حياته بارات!!! يا شيخ أنت حتى أسمك خسارة فيك!
عبدالعزيز قال بِغَضب ورفع سبابته : أمك ما دَعت عليك لكنها ما ربتك زين! أنا يا أنتِ يا جُمين والأيام بيننا
جُمانة أبتسمت بسُخرية : جعلها تصير سِنين, بس لا تاخذ بنفسك مقلب مَعي
أنتبهت للخادِمة وهي تُأشر لي : ماذا؟
الخَادِمة مَدّت لها الهَاتِف : وَالدك يُريدك .. أتصل قبل قَليل ولكن ..
جُمانة قاطعتها : حسناً حسناً .. أخذت مِنها الهاتف بسُرعة
جُمانة : ألو .. هلا أييه توني راجعه
واَلدُها : جُمان أمك ودان بالمُستشفى الدولي تعالي
قالت بخُوف : ليش وش صاير
والدُها : دَان تعبت الظهر وعبدالملك وداها المُستشفى .. أمك الحين عِندها وأنا بالطريق بروح لمها بسرعة تَعالي
جُمانة بحُزن : أنهارت مرّة ثانية ؟
والدُها : الله يُكون بعونها وينزل عليها سكينته
جُمانة تُنهي المُكالمة : طيب يُبه أنا ثواني وبكون عندها .. بس ما قِلت لي كم رقم الغُرفة اللي هي فيها؟
والدُها : 243 ويا ليت تسرعين لأن الزيارة بتخلص بعد ساعة
جُمانة : لا تطمّن .. أغلقت المُكالمة وخَرجت بسُرعة
بالمُستشفى
لم أشهدُها ولا مرّة بِهذا الإنهيار! وهو يتأملها بِدقة .. كَانت أنقى أكثر مِمّا يتوقعه أي شَخص!
دَان وهي تأن : وينهم ؟ ... أبييهم والله أحتاجُهم ... جيبُوهم لي ما أصبر على فراقُهم
أم عَبدالملك : بسم الله عليك .. تعوذي مِن الشيطان يُمه .. "وَضعت يديها على جبين دَان " بسم الله الشَافي المُعافي .. اللهم إشفها شفاءً لا يُغادرُ سقماً, ربي أنزل عليها صبرَ أيوب وأجبر قلبها يا كَريم
عبدالمَلك : أنا بروح أجيب لها مَلابس من البيت .. أخاف تحتاج .. لأن من أمس وهي ترّجع كِل أكلها!
والدتُه : الله يحفظك .. أنا بجلس عِندها وإذا صار شيء بكلمك
أومأ برأسه بـ " طيّب "
خَرج وصادف جُمانة تمشي بسُرعة . أوقفته وقالت : هاه شخبارها الحين؟
عبدالملك بضيق : من أسوأ للأسوأ .. أدعي ربّي يصبرها بس!
جُمانة وهي تُربت على كتفه : ما عليه يا أخوي! ترى هي فقدت أهلها كُلهم مو واحد ولا إثنين! .. أصبر عليها ترى هاللي تمر فيه أقوى مِنها .. إن شاء الله إنكم مأجورين كُلكم وربي ما إبتلاكُم إلا أنه يحبكم .
عبدالملك تنهد بقوّة : الله كريم .. الله كريم
جُمانة إبتعدت عَنه ودَخلت الجَناح : السَلام عليكُم
والدتُها : وعليكُم السلام
جُمانة بخُفوت : كيفها الحين؟ أحسن!
والدتها هزت رأسها بـ لا!
جُمانة بضيق إقتربت مِنها وقبّلت جبينها .. قالت بخُفوت : الله يكُون بعونك يا قلبي
إلتفتت لأمها : وش صار لَها ؟
والدتُها : الظهر سمعنا شيء يطيح مِن الدَرج بقوّة, قُمت بسرعة لقيتها هي .. كانت جاية تُقول أنها تعبانة .. آآه لو تشوفين شكلها يا جُمانة أول ما أغمى عليها يُوجع القلب [بَكت] يُوجعني قلببي عليها والله
جُمانة وهي تُصبر نفسَها قبل أمها : يُمه وش دعوى وش هالكَلام! الحين هي محتاجة نصبرها نجي حنّا نبكي عندها وندور مين يصبرنا!!
وَالدتها : ما أقدر أمسك دُموعي عندها .. أِضعف بسرعة ما أقوى هالشيء
جُمانة : غيرو هالجو شويّ! جيبو لها بوكية ورد وتشوكليت وخلّي جُوري والجُود يجون بعد يوسعون صَدرها .. شدّة وتزول يُمه لا تضيقين صّدرك
جُمانة أردفت : يُمه الإنسان من أول ما ينولد وهو يعرف إنه بيُموت .. كل البشريّة مُتفقين على هالشيء ولا ليش كل ما كبر الواحد يزيد أعماله الصالحه؟ لأن يدري بيرجع لربي اللي رحمته تُوسع هالكون وما فيه بأضعاف أضعافه!! خلي إيمانك بالله قوّي يُمه ولا تهزك وساويس مِن الشيطان!
والدتُها : الله يريّح قلبك مِثل ما ريحتي قلبي .. عسى عيوني تُقر بشوفتك عرَوس
جُمانة وهي تتهرب : أنا بروح أجيب لَها بُوكية ورد تبين أجيب معاي شيء؟
وَالدتُها : سَلامتك يا عيُوني
خَرجت مِن جَناح دَان .. لا أخفي ضيقي الشديد عليها! كانت حالتُها أسوأ مِمّا توقعت
تأملت أبواب أجنحة المرضى وزيّ الأطباء .. حُلمي كَان أن أكون مكَانهم
صَحوت من شرُودي ووقفت عِند محل " البُوكيهات" كان قريب مِن المُستشفى
دَخلتُه وقُلت : آمممم .. لو سمَحتِ!
إبتسمت لي : أي خَدمة ؟
جُمانة : أريد بُوكيه وَرد مُطابق لصُورة عِندي .. تستطيعين التنسيق بنَفسُ الورد؟ وإن لم يكُن متوفر لا يهم .. الأهم عِندي أن يكُون مُماثل قريباً لشكلُه!
فَتحت هاتِفُها وأشرّت لها على الصُورة ... المُنسقة : أظن لدينا بوكيه مُقارب لشكله! في حال حاز على إعجابك فسيكون مِن نصيبك !
جُمانة : حسناً .. أريد رُؤيته!
المُنسقة : دقيقة واحدة سأحضرها
لم تتأخر كثيراً . أحضرتها, لا أخفي أنها راقِت لي! كَانت تُشبه الباقِة التي كَانت في الصُورة لِكن هِذه تفُوقها جمالاً
جُمانة : سأشتريها , بِكم؟
المُنسقة : 45 دُولار
جُمانة : لا يُهم لَكن تُوجد بِطاقات إهداء؟
عَرضت لها البِطاقات .. أختارت مَن كان أجملهم بعينها
وكَتبت
" دَنون يا أحلى مِرت أخو بالدُنيا وأكبر لابيلّا بعيني وبعين بَعض الناس .. الحمدلله على سَلامتك وألف لا بأس عليك يا عيون جُمانة
جُمانة "
بَعد ما إنتهت مِن مُحاسبتها خَرجت مِن المحل .. دَخلت المُستشفى وإتجهت للمصاعِد . دَخلت وكان فارغ! ضَغطت على رَقُم 3 وصارت تهز قَدمُها
إنفتح باب المِصعد وخَرجت .. مَشت قليلاً ثُم توقفت : يالله وش هالغباء يا جُمَين!! .. لحظة أذكر إنها يمين بعدين يسار والغُرفة على اليمين!
مَشت وهي خائفة أن تضيع .. إلتفتت لرقم الغُرفة التي عِندها 244
" أوه! يعني الغُرفة اللي قبلها وأنا ما إنتبهت!! "
رَجعت ودَخلت : السَلام عليكم
أمها ودَان : وعليكم السَلام
جُمانة بفرح : حلوتنا صَحت !!! لا الحمدلله أحسن مِن قبل .. اييه يا عيني خليك كِذا قويّة مثلي!!
دَان ضَحكت بدُون نفس : أنتِ ووجهك!
جُمانة إلتفتت لأمها بمَعنى " إتركينا بروحنا "
والدُتها فَهمت : أجل أنا بروح لم الكافيتيريا بشرب قهوة .. أحس راسي يوجعني وأنتِ جُمانة أنتبهي لها!
جُمانة أشرت لها مودّعة : بعنيّا الثنتين لا توصين
خَرجت وجَلست على السرير بَعد ما دان أفسحت لها : ودي أكلمك بموضوع .. لِك نفس ولا بَعدين أأجله؟
دَان بلا مُبالاة : لا عادي قولي أساسا أنا طفشانه
جُمانة : دنو .. أنا بِنت مِثلك أحس باللي تحسين فيه .. لكن أستشعري النِعم اللي حُولك .. الناس اللي يحبُونك نِعمه!! عبدالملك اللي يعشق الثرى اللي تمشين عليه هَذا أكبر نعمة تحمدين ربّك عليه .. لو أحلف لك أنه لو يصيرون كِل الناس ضدّك بيبقى هو معاك حتى لو أنتِ على غلط! وبنوتتك هذي مِن أكبر النِعم .. ما أقول لك لا تتضايقين عَشان أهلك! معاك عذرك هم ماتوا كُلهم بسنة وحدة! لَكن لا تعترضين .. على فِكرة ترى هاللي تسوينه والحُزن اللي معيشة نفسك فيه هَذا إعتراض!! هم ما راحوا عِند أي أحد! راحوا عِند أرحم الراحمين اللي لو نجمع رحمة كِل هاللي بالكُون ما تَسع ولا ذرّة من حجم رحمته!!
.. دَان بَكت ..
جُمانة أردفت : صيحي ما قِلت لا!! لكن لا تكبتين جواتك وتنهارين! لا تُوجعين قلوبنا مَعك!
قولي الحمدلله إن فيه ناس هالكُثر يحبوني !! كثثثير يا دان كثيييييير يحبونك!! أعدهم لك؟ أنا وعبدالملك وأمي وأبوي وجدتي وخالتي وَفاء وجوري والجود ونجود وخالي سُعود وخالتي وحتى بَلقيس على أنها تحارشك وتضايقك يوم عرفت أنك تَعبانه خافت عليييك وتضايقت كثير! شوفي هالقُلوب الطاهرة النظيفة كلها تحببك! ليه الزعل والحُزن؟ تدرين أنا دايم أقول ماشاء الله على برّك لأمك وأبوك! ماتوا وهم راضين عَنك .. برك لُهم كان عِندهم يسوى الدِنيا وما فيها!!! أنا يوم شفت الفرحة بعيونهم بيوم زواجك كِنت أغبطك عليهم! الحمدلله خَلفوا مِن بعدهم حِسن سُمعه وكِل لسان يدعي لهم وحِنا أولهم [حَضنتها]
دَان : أحبهم .. وأشتاقهم وأمووت مِن فراقهم .. كِل يُوم أذبل أكثر! كِل يوم أحن لُهم أكثر .. أحن لفَهد وأحن لـ لُور وأحن لأمي وأبوي وأحن لنفسي ... آآآه آحن لنفسي كِثييير
جُمانة : أبتسمي! جربي تبتسمين وبعدين جبتي بنت زي القمر وسميتها لُور! يا حظك تشبهني بعد من قدّك!!!
دَان بَكت : مَقدر أبتسم ..
جُمانة ضَحكت بِخفّة : تبتسمين ولا أضحك لك ضِحكتي الغبيّة!
دَان تذكرت ضِحكة جُمانة السَخيفة وضَحكت
جُمانة : كيف الدِنيا بعيونك؟ مو أحلى!!
دَان حَضنت جُمانة بشدّة : صارت بوجودك أحلى!
جُمانة بخُبث : وعبدالملك؟
دَان بخجل ضربتها وأبتعدت : بلا سَخافة!
يُتبع
|