كاتب الموضوع :
جنى الجنتيّن
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا أكثر مْن اعشب بصدري عليك السلام من رحت عاثوا بصدري وانْهشوا أخضره / بقَلمي
البــارت الثالث
في المُستشفى
يدهَا على بطنها : هالمستشفى قليلين خاتمة! يجيبون لك فطور وغداء وعشاء وأنا ساحبين علي, مافيه أي إحترام وعطف وحنيّة للمُرافق .. آه يا بطني عصافيره تغرد مِن الجوع
جُوري بضحكة : تعالي كولي معي !
نُجود بطرف عين : تعزميني على أكل مستشفى! بخيلة الله يقطع البُخل اللي فيك
جُوري: يا طول لسانك بعد.. فيه شوكولاتات باقيه بالثلاجة من اللي جبتيها أمس كولي منها
نُجود بتحسُر وهي تمسح على بطنها : عز الله راح تعب الجِيم يا جوجو
جُوري بإستسلام : عاد والله هذا الموجود وإن ما عجبك نامي وتنسين الجوع
نُجود وهي تفتح الثلاجة الصغيرة : تبغين بيبسي؟
جُوري تأشر لها بالعصير : صحيّة يا عُمري
نجود جلست على الكُرسي وهي تشرب : ترى بعد صلاة المغرب بتطلعين, بعدها نروح للبيت ومن بكرا لإيطاليا ما لقيت حجز متأخر عشان ترتاحين
إبتسمت : والله صدق؟ بالعكس أحسن
نجُود بخمُول : وأغراضك خليت الخدم يجهزونها وعاد أنتِ
قاطعتها : ليش ما علمتيني! أخاف يحطون أشياء ما احتاجها واللي محتاجتها ما حطوها! مالي خلق لا رجعت يكون معي شُنط كثار!
نُجود : مين قال إننا بنرجع نعيش هِنا؟
ضحكت بصدمة : مجنونة صح؟ هذا وجهي إن كملنا شهر عند أمك!
نُجود بعصبية خفيفة : أجل إن شاء الله تبغين أعيش بالضغط النفسي اللي أحس فيه هِنا!! ما عليك أنا مخططة لكِل شيء!
جُوري بخضوع : طيب متى الرحلة؟
نُجود : بُكرا الساعة 3 الفجر وبتستقبلنا أمي والجود
جُوري : بنتعبهم مَعنا
إيطـاليا
وهي تتأكد مِن ترتيب كُل الغرفتين بحمَاس, أتاها صوتٌ مِن خلفها : الله لنا يا أم عِز! كِل هذا لنجُود
إلتفتت بِفرحة : هالمرّة بتجي معاها جُوري, يارب قِر عيني بشوفتها
عبدالعزيز بشك : جُوري؟ وليش مبسوطة هالكثر
أردفت بربكة : لا عادي! بس وحشتني مِن زمان ما شفتها
بعدم إقتناع : إذا رحتوا تستقبلونهم بروح معكم [أردف] طيّب وأبوي!
والدته : وش فيه أبوك ؟
عبدالعزيز جلس على السرير : شلون أقتنع ؟
والدته ضحكت : نجود قالت له كلمتين واقتنع
عبدالعزيز بدهشَه : جنيّة ذي مو نجُود! ينخاف منها
والدته وهي تكتب بالورقة وتعطيها إياه : هالأغراض لازم تجيبها اليوم
كان سيقاطعها لكن تكلمّت : أشوفها بالمطبخ قبل الليل
قال بقِلة حيلة : خلاص .. وخرج
,
بالجامعة
الوكيلة بعصبية : انا قلت لك أوامر تجيني وأنفذها! روحي عاتبي اللي سحبه مو انا !
مَنار وقفت وقالت : طيب مِين سحبه! علميني!
الوكيلة وهي تنظر للأوراق : بدر الفيصل
مَنار بحرقة : وكيف تسمحين له! لو بنتك صار لها مثلي ترضين؟ أحلف لك بالله ما ترضينها لأنها بنتك! بس بنات الناس لا! بجهنم لو يموتون عادي عِندك ما يهم!
خرجت من المكتب وكُلها حسرة, حُزن على سِنين تَعبها ضاع بلحظة! أخرجت هاتفها وإتصلت على السوَاق : كرم بسرعة تعال للجامعة [بعصبية] أنتظرك ولا تتأخر! .. أغلقته دون أن تسمع ردّه
لَبست عبائتها وخرجت مِن الحَرم الجامعي تنتظره وهي تكتم الشَهقات المتزاحمة في حنجرتها, رأت السيّارة امامها ركبت
بهدوء يسبق العاصفة : روح من طريق مُختصر..وأسرع شوي
لم يُجبها..لأن لو أجاب العاصفه ستحُل عليه!
بعد وقت وصلت إلى البيت..دخلت وأبليس وأحفادة على رأسها! دَخلت وصادف أحدى الخدم : أمي هِنا
أجابتها : yes, is here
هَزت رأسها بـ " طيّب " وإتجهت لغُرفة أمها, دَخلت دُون أن تطرق الباب
بَكت : بالأول يشك فيني ويفتش جوالي وما قلت شيء! بس يفصلني من الجامعة! أبوي ما سواها وش عاد هاللي يقال له بدر؟
والدتها بذهُول : بسم الله عليك وش فيك!!
مَنار بإنهيار : كِله منكم! زوجتوني إيـاه وصرت زي الغبيّة عِنده يتحكم فيني مِثل ما يبي بحِجة إنه ولي أمري! يفتش جوالي وما قلت شيء بس إنه يسحب ملفي! أحس إنه مقلب! يُممه أنا ما كان باقي لي إلا كم سنه وأتخصص! شلون هانت عليه؟
حَضنتها وبدأت تقرأ عليها آيات السكينة لتهدأ, دَخل أبوها وأشر " وش فيها " أشرت له بالصبر, خَرج مُتوتراً أدرك مِن كلامها إن الموضوع يخُص بدر! جَلس على الأريكة وهو يسمع هذاينها, أول مرة يراها مُنهارة لهذا الحد! أخرج هاتفه
أبو مَنار : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, كيف الحال؟ عساه دايم يارب..لا أمورنا تِسرّك ولله الحمد..هههههههههههههه..لا هِنت أبي بَدر يُمر العصر ياخذ مني ملفات مُهمة تخُص الشركة..لالا خله يجي لأن بعد فيه أوراق ناقصة أبيه يكملها..مشكور ما قصرت .. أغلق المُكالمة وهو يكتم غضبه
دَخل وجلس مُجاوراً مَنار, قبّل رأسها : وش فيك يا عيُون أبوك؟ مين مضيّق صدرك؟
عضّت شَفتها السُفلية لتكتم شهقاتها, رفعت عيناها للأعلى لتمنع دُموعها مِن النزول, تنفست بقوّة وقالت بحشرجة : بَدر سحب ملفي من الجامعة, يُوجعني شكه فيني يُبه والله
أبو مَنار بصدمة يُربت على كتفها : موضوع بَدر عِندي..اللي يرضيك بسويه! لكن دموعك لا أشوفها
مَنار تمسَح دموعها : ما أبيييييه! خله يطلقني.. ما أطيقه ولا راح أطيق الحياة معه!
أبو مَنار : يا بِنتي إنتِ الحين معصبه! ما ألومك.. بس يمكن يصير له سبب إنه يسوي هالشيء!
مَنار بسُخرية : ليش ما أعترض من أول دراستي لهالتخصص؟ ليش لما جيت أتخرج سحب ملفي! ترى هو مو مجبور يتزوجني ولا أنا مجبوره على هالشيء بعد, هو تزوجني برضاه ما أحد غصبه! وإذا ما يبيني خلاص حتى انا ما أبيه ولا أبي أعيش بجحيم شكه! ولد أخوك يا يُبه على العين والراس بس خلاص النفس عافته! وما أظن إنك ترضى لي المذلة!
والدها : لا حشاك! أكيد ما أرضاها لك حتى لو آخر يوم بعُمري! وحساب هالبدر عسير..مَنتي أي مَنار لأجل ينزل دموعها, بس أجلي موضوع طلاقك
,
: وليه رافضة إنها تُروح؟ لا أنتي أمها ولا لِك صلة قرابة فيها ما عدا إنك زوجة عمها!! ترى بُعدها عَنا بيخلي الخِطة تمشي بالسليم
قالت بعصبيّة : لو راحت هِناك وعرفت إن أمها هي أم عبدالعزيز وأم نجود وش بتتوقع تسوي؟؟ لا تستنجد بمرضها وعَجزها يا فَهد! تذكر قوّتها وكيف كانت مِجبرتنا إنها تسوي إشياء تبيها بدون طاعتنا؟
أبو عبدالعزيز : ما أتوقع وَفاء بتقول لها أنها أمها! بتكُون ردة فِعل الجُوري عكسيه عليها وحتى نجُود قايلة لها الكِذبة اللي ممشينها عليها كلنا! موضوع رجوع ذاكرة الجُوري مُستحيل ووفاء ماهي غبيّة وأكيد حاسبه حِساب هالشيء!!
كانت ستعترض, قاطعها : قفلي عالموضوع نجود وجوري طيارتهم بكرا الفجر [بتهديد] إن جبتي طاريها [يقصد وَفاء] لا تلومين إلا نفسك! [وهو مُتجه للباب] أنا بروح أجيب جُوري ونجود مِن المستشفى, إستقبليها بكلمتين حلوين خصوصاً إنها للحين ماخذه بإعتبار إنك أمها .. خَرج!
,
السـاعه 12 الليل
صَحت على صوت المُنبه , تأففت بتعب لَكن مُجرد تذكرها لإيطاليا نَهضت..فتحت كُل مصابيح غُرفتها أغلقت مركز التكييف, مَدت يديها لأقصى مسافة تستطيعها
إتجهت لحَمامها الخاص " مُكرمين " لتستحم
إما في الجِهه الأخرى " نُجود " غارقة بنومها والمُنبه لم يُجدي لإيقاظها!
بَعد نِصف ساعة دَخلت جُوري غُرفة نُجود, وقفت من شِدة برودة المكيف, أغلقت التكييف وفتحت مصابيح الغُرفة.. تقدمت لإيقاظها : نجود...نجود قومي يلا لا نتأخر
نُجود بتَعب : الباب قدامك أطلعي وخليني أنام لو سمحتي
جُوري بدأت تُحركها : ماعندنا بنات ينامون بيوم سفرتهم..قومي بسرعة!
نُجود : طيب كم الساعة؟
جُوري : تقريبا 12 ونص, ترى ما راح يمديك قومي وكملي نومتك بالطيارة الوقت طويل على بال ما نوصل ايطاليا!
نُجود قامت من السرير بصعوبة وبالخطأ ضرب رجلها طَرف سريرها..إلتفتت على جُوري وهي تنظر لها نظرات غضب
جُوري : ههههههههههههههههههههههه ما سويت شي كِله من عيونك يا زرقاء اليمامة!!
مَضى الوقت بسُرعة.. ها هُم بطريقهم للسيّارة للرحيل المؤبد عن السعودية! لا رجُوع ولا عودة..تأكدوا مِن إن كُل الحقائب المطلوبة موجودة, رَكبت بالمَقعد الخلفي بينما نُجود وعمَي " اللطيف " بالأمام.. أغمضت عينيّ لأتذكر صدَ أمي حين وداعي لها
[ إسترجعت ما حَدث ]
دَخلت الصالة لِتجد أمها مُتوسطة الصالة تُشاهد برنامجها المُفضل..جلست بِجوارها : يُممه, ما أبي أروح إلا وأنتِ راضية عنّي..قرّبت لها لتُقبل رأسها لكن تفاجأت بيدٍ تُبعدها
إبتسمت بخيبة واردفت : اللي يريحك..بس رضاك يسوى الدنيا وما فيها عِندي..يالغاليـة!
أمها بجُمود : إذا رحتي! لا تكرهيني مهما حاولوا يكرهونك فيني, ولا تنسيني
بربكة رَجعت شعرها خَلف إذنها : حَشاك مِن النسيان يا جَنتي..بس ما فهمت؟
أمها : ولا راح تفهمين أصلاً!
جُوري بدُموع : يُمممه! ضميني يُمه, لا تقتليني بصدك! [بَكت] بيُوجعني بعدي عَنك لا توجعيني الحين بَعد!
لم تستطيع تَجاهل دُموعها..حضنتها وبصوت خافِت : لا تبكين يا عيُون أمك!
صَحت من دوامة التفكير على صوت نُجود : ما تبين تنزلين؟
جُوري بِخجل : ما إنتبهت
وحنا في طريقنا لبوابة المُغادرة الدوليّة..إلتفت على نُجود : كِله مِنك يا أم خطط فاشلة! والله يديني تخدرت من هالشُنط!
نُجود بنذالة : أمشي وأنتِ ساكتة
وصلنا إلى البوابة, وبما إن سَفرنا بطائرة خاصة فمَا راح يُعيق تأخرنا أو شيء مِن هذا القَبيل, ودعنا عَمي وتمنى لنا سَفرة سَعيدة! ..بعد صُعودنا للطائرة ألقت نُجود بنفسها على المِقعد القريب منها, جلست بجانبها : الحين أنتِ مو قايلة لي إننا بنروح بطيارة عادية زي المخاليق؟
نُجود إلتفتت لِجهة جُوري : ليش يا قلبي إنتِ تظنين عمك الجميل بيكلف على روحه ويجي معنا؟ طبعاً طيّارة خاصة آمن لِنا وأريح له!
جُوري بضحكه : دَهاء!
نُجود أغمضت عينيها : خليني أنام ولو يحصل أنتِ نامي بعد الطريق طويل!
جُوري بهَم : أقول نجود بقولك شيء.. أمي حزنتني اليوم يعني لما شِفت الحُزن بعينها كِنت راح أجلس بالسعودية يعني ما راح أجي إيطاليا! بس لما ضمتني قالت لي كلام خوفني
نجُود : كأي أم أكيد راح تتأثر بسفر بنتها يعني أمر طبيعي ويُمر فيه أي إنسان طبيعي مع أمه! [بإستغراب] بس وش قالت لك؟
جُوري : قالت لا تنسيني إنه لا تسمحين يكرهونك فيني
نُجود عدلّت جلستها : أتوقع يعني عشان خالاتي تخاف يقولون لك شيء وتصدقينه..من جهه ثانيه هي يمكن خايفة يستغلون ضعف ذاكرتك ويكرهونك فيها مع إني ما أتوقع أمي وخالاتي بهالسوء!
جُوري : يُمكن صح كلامك! بنروح روما صح؟
نُجود : إيـه, ولو تشوفين لُغتهم يا جُوري.كميّة لطافة وحنان وجمَال ودَلع! إحسها تنفع لمَنار أحياناً
جُوري بكُره : إستغفر الله هالكريهه لا تجيبين طاريها! مادري شلون مستحملتها أنتِ؟
نُجود : هههههههههههههههههه ترى والله شكلها خادعكم ولا هي كِلها ملح..يلا انا قِدامي 15 ساعة بنام فيها وأنتِ أجلسي قابلي الجدران
جُوري : بنام جاني النوم
يُتبع
|