كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
الحصان مع ابني عمها رغم تأكيد كلاي والآخرين لها ان ذلك يحدث غالبا وان الغلامين يعرفان كيف يحافظان عليها .
ومع هذا فقد قررت تمارا ان تتمشى قليلا في انتظار عودتهم فانسلت من الباب الخلفي متجهة نحو الإسطبلات .
توقفت قليلا لتحمل هرة كانت تتبعها ثم تابعت طريقها وعندما وصلت الى الإسطبل دخلت لترى ان كان الأولاد قد وصلوا وما زالوا في الداخل لكنها لم تجد لهم أثرا ولكن عندما وصلت الى غرفة خلفية سمعت أصوات رجال وإذ ظنت أنها قد تكون أصوات الغلامين وقفت
برهة تستمع ... أنها تحب فرانسي جدا وأدركت انه صوت كلاي .
وجاءها صوت جيم . هذا مؤكد فانا لاحظت ذلك بنفسي ولكن ما بك يا رجل ماذا سيظن جيرانك ؟ فأنت تعلم ماذا سيستنتج أصدقاءك من هذا .
كانا يتحدثان عنها وازدادت تمارا اقترابا .
قال كلاي . لا يهمني ما قد يضنونه .
فقال جيم بسخرية هذا واضح ولكن الأفضل ان تبدأ بالاهتمام فهي رائعة وجذابة جدا حتى ان رجلا مثلي متزوجا منذ زمن طويل يدرك هذا فلا تجعلني أثور عليك إذا أنت ادعيت انك لا تلاحظ ذلك ان إقامتها في منزلك سيثير الكثير من الأقاويل هذه إذا لم يحصل حتى ألان .
شهقت تمارا بدهشة وقد تملكتها خيبة الامل يبدو أنها غير مقبولة في أسرتهم كما كانت تظن ولكنهم كانوا لطفاء جدا معها وودودين فهل هذا مجرد تهذيب منهم نحوها لا غير . الامل المفقود
وجاءها صوت كلاي الغاضب لا أريد ان أدافع عن نفسي إمامك بالنسبة لأي شيء وبصراحة فهذا ليس من شؤونك .
فضغطت تمارا على فمها بقبضتها تمنع نفسها من الصراخ لم تكن تريد ان يتشاجر كلاي مع أخيه لأجلها حتى ولو كان أخوه هو المخطئ في هذا الأمر كما أنها فكرت في انه قد يكون محقا في راية ولكن ليس في وسعها ان تصحح الوضع بتقديم استقالتها والعودة الى ايوا فهي ستبدل كل ما في وسعها لكي تمضي هذا الصيف مع ابنتها الغالية .
وخافت وهي تسمع صوت جيم يعلو قائلا :- لا تنسي ان تكساس ما زالت متعلقة بالتقاليد والناس ليسوا منفتحين مثلهم مثل الناس في بقية أنحاء البلاد ولكن ليس سمعتك فقط هي التي تهمني ان سمعة تمارا هي الأكثر تضررا فهذا هو حال المرأة وماذا بالنسبة الى فرانسي ؟ أتريد ان يعيرها أصدقاؤها الصغار بان أباها لديه فتاة غريبة في منزله ؟
أيها الوغد تصاعد صوت كلاي كالرعد وسط الشغب الذي تلا .
وتجمدت تمارا مكانها لا تعرف ماذا عليها ان تفعل هل تظهر أمامها توقفهما عن الشجار . أم تهرب متظاهرة بأنها لم تسمع شيئا ؟
وقبل ان تستطيع التصرف توقف الشغب ولم يعد يسمع سوى صوت تنفس ثقيل ثم صوت جيم يقول متذمرا متى ستتعلم ان لا تهز قبضتك في وجهي فانا اكبر منك وألان هل ستهدأ لكي ادعك تخرج ؟ الامل المفقود
ومرت لحظة لم تسمع إثناءها سوى اللهاث ثم كلاي يقول نعم أظن ذلك أنما الأفضل ان تمسك لسانك .
وحسب ما أدركت تمارا كان جيم بعد اشتداده على كلاي قد أخد ألان بالتراجع وهو يقول أنني أضعك فقط أمام الأمر كما هو ومنذ ألان فصاعدا أصبحت الكرة في ساحتك وسمعت صوت حذاء ثقيل على الأرض الخشبية وهو يتابع قائلا :- تعال والق نظرة على ثورنا الجديد انه رائع الجمال .
أدركت تمارا ان هذا يعني ان عليها ان تبتعد قبل ان يراها احد فتتهم باستراق السمع ولكن هذا الحديث بعث الاضطراب الى نفسها أترى سيوافق كلاي أخاه على ما قاله ؟ وإذا فعل هل بإمكانها ان تقنعه بالعكس ؟
***
عندما وصل كلاي و تمارا وفر انسي الى بيتهم في سان انطونيو كان الوقت متأخرا وكان الحديث المزعج الذي تبادله كلاي مع أخيه جيم يتردد في أدنيه طول الوقت وكان يعلم ان الحق مع أخيه وقد منحه هذا سببا أخر لكي يبعد تمارا عن منزله ولكن كم يكره هذه الفكرة انه سيفتقدها فهو لا ينكر ذلك ولكن الأهم من ذلك أنها مديرة منزل ممتازة ومربية
جيدة لفر انسي . الامل المفقود
كان قد صمم على التحدث مع تمارا عن الوضع هذه الليلة ولكن عند وصولهم بدت من التعب والإرهاق بحيث صمم على ان يهتم بفرانسي .
لقد تصرف كفلاح جلف تنقصه الحساسية ذلك ان تمارا كانت سقطت عن ظهر الحصان وكان عليه انه يحضرها الى المدينة على الفور لإدخالها المستشفى وأجراء فحوصات لها.
بعد ان أطفا المصباح بجانب سرير فرانسي قرر ان يتحدث الى تمارا غدا ليخبرها بان عملها هنا ليس من المناسب استمراره .
استيقظ كلاي في الصباح التالي بقلب مثقل وتصميم عنيد على ان يخبر تمارا بان عليها ان ترحل حتى انه سيكاشفها بان السبب هو انه لا يثق بنفسه بالنسبة إليها رغم ان قلة من رجال تكساس من يمكنه الاعتراف بمثل هذا الضعف المذل .
وهبط السلم لكي ينتهي من هذا الموضوع قبل ان يغير فكره ولكنه قبل ان يصل سمع صوت تحطم شيء ما في المطبخ فركض مجفلا صارخا باسمها وفي المطبخ وجدها فوق كومة من الإطباق على الأرض وهي تئن تمارا ماذا حدث ؟ هل جرحت نفسك ؟ وجثا بجانبها على الأرض وهو يتابع – انظري إلي يا عزيزتي هل أصبت بضرر ؟ وكان صوته يهتز قلقا .
رفعت رأسها لكي تنظر اليه . وكانت الدموع تسيل على وجنتيها .
قال يسري عنها – لا باس عليك استمري في البكاء إذا كان هذا يريحك
إنما اخبريني هل أصبت بضرر ؟
فهزت رأسها قائلة – كلا ليس هذا النهار .
لم يكن هذا جوابا مطمئنا فسألها – ماذا تعنين بقولك ليس هذا النهار ؟ الامل المفقود
اعني ... اعني أني اشعر وكان ذلك الحصان قد ... قد داسني بحوافره ولم يلق بي فقط وكانت تتلعثم بين الشهقات . وألان ... ألان حطمت أطباقك الثمينة ... أنني ... أنني لا أصلح لشيء .
واخدت تنوح مرة أخرى ولكن كلاي كاد يضحك لشعوره بالارتياح وقال – تلك الأطباق من الممكن شراء بديل لها وغير صحيح انك لا تصلحين لشيء انك تشعرين بالتعب من اثر سقطتك أمس وهذا أمر متوقع وما كان لك حتى ان تنهضي من فراشك .
قالت – ولكن على ان اعد الإفطار لك ولفرا نسي .
فقال – يمكننا أنا و فرانسي تدبير إفطارنا بنفسنا أنني سأعيدك الى غرفتك وإذا لم تكوني حساسة للأسبرين فان لدي منها حبوبا زائدة القوة وهي ستساعدك في التخلص من الألم ستشعرين بالتحسن .
فقالت متأوهة – غدا ولكن علي العناية بفرانسي اليوم .
ساخدها معي الى العيادة ان لدينا غرفة أضافية هناك قد أعددناها غرفة لموظف وفيها تلفزيون ويمكنها ان تاخد معها ما تحب من الألعاب والدمى لتتسلى بها ليس لديها أي اعتراض فقد فعلت ذلك من قبل .
استمرت تمارا في الاحتجاج ولكن كلاي قال محذرا . حذار من حطام الأطباق وسار بها صاعدا السلم الى غرفتها وهو يقول – سأوقظ فرانسي واطلب منها ان ترتدي ملابسها وتختار ما تريد من لعبها لتاخد ها معها .
كان جوابها الوحيد هو ان تمتمت تقول لا باس لقد كانت المسكينة متضررة صحيا وعاطفيا من جراء السقطة تلك وشعر كلاي بالتعاسة والشعور بالذنب لو لم يفزعها بمناداتها باسمها لما وقف الحصان على قائمتيه الخلفيتين .
وفي غضون دقائق قليلة كانت تسبح في ما يشبه الحلم وعندما سمعته يتمتم برقة – نامي جيدا يا حبيبتي ظنت نفسها تحلم ..... الامل المفقود
انتهى الفصل السادس
يمكن غدا اتغيب عنكم ولكن خليها على ظروفي واذا قدرت راح انزل حتى فصل المهم ارجوا ان تعذروني في حالة تغيبي عنكم وعيدكم مبارك ( الجميع )
|