كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
فصعق الاثنان وران عليهما الصمت برهة ما لبث كلاي بعدها ان هز رأسه وقد شحب وجهه ولكنه عندما تكلم كان صوته هادئا رغم رجفة بسيطة تخللته لقد أعطينا ثياب أمك الى جمعية خيرية ألا تذكرين ؟
- آه نعم . وبدا في صوت فرانسي خيبة الامل أنما ليس الحزن بشكل خاص وبدا أنها ترى الحديث عن فقدانها لامها أسهل مما يراه أبوها .
- -تحركوا للسير الى المزرعة بعد فراغهم من تناول طعام الإفطار بوقت قصير وبعد ان وضع كلاي الأطباق القذرة في غسالة الأطباق إذ كان لا يزال مصرا على منع تمارا من العمل أثناء عطلتها .
انقطع هطول المطر وهم في منتصف الطريق الى حيث تحولوا فيه من الطريق الرئيسي الى طريق خاص مترب كان واضحا ان المطر لم يهطل هنا وانتهى الطريق أخيرا أمام بوابة تعلوها لوحة كتب عليها مزرعة راتلدج .
كان المنزل كبيرا ابيض بطابقين مستكينا بين أشجار قديمة ضخمة وبدا لــ تمارا ان هذه الأشجار لا بد غرست قبل سنين كثيرة لتظلل المنزل وتحيط بالمباني حيث ان بقية المنطقة كانت على مدى النظر عبارة عن براري عديمة الأشجار .
أوقف كلاي السيارة بجانب الكاراج المنفصل عن المنزل ولكن حتى قبل ان يطفئ المحرك كانت فرانسي قد فكت حزام مقعدها وقفزت خارجة من السيارة :- جدتي جدتي . وكانت تنادي امرأة كانت ظهرت على الشرفة أمام الباب .لقد أحظرنا معنا تمارا . الامل المفقود
فانحنت الجدة واحتضنت الطفلة بينما سار كلاي و تمارا نحو المنزل بشكل أكثر رصانة ثم صعدا الدرجات الى الشرفة فوقفت السيدة راتلدج وعانقت كلاي ثم استدارت الى تمارا اتسعت عيناها وارتسمت على وجهها النحيل دهشة سرعان ما تلاشت وهي تمد يدها تصافحها قائلة دون انتظار ان يجري كلاي بينهما التعارف :- أنني روث راتلدج ولا بد انك تمارا .
مدت تمارا يدها . كانت يد امرأة تعمل في مزرعة سمراء خشنة قوية القبضة . تمارا هاو ستون أنني مسرورة جدا بمقابلتك يا سيدة راتلدج .
فقالت المرأة بذهن غائب :- ادعيني روث أننا هنا أسرة كبيرة ولكنني كنت أظنك ... لا باس لقد اخبرني كلاي انك معلمة ولكن هذا غير ممكن فسنك غير مناسب .
كانت روث راتلدج في الستينيات من عمرها حيث ان كلاي كان اخبر تمارا ان لديه أخا اكبر منه وكذلك أخر اصغر منه ولكن سنها لم يكن يبدو عليها . وكان شعرها الداكن يخالطه قليل من البياض ولكنه مقصوص بشكل ابرز وجنتيها العاليتين وذقنها الحازمة وكان من المدهش ان وجهها كان خاليا من التجاعيد ألا من غضون خفيفة عند زاويتي عينيها الحادتين .
قالت تمارا تكرر ما اعتادت ان تقوله دوما :- أنني في الرابعة والعشرين واعلم الصف الثاني في أيمس وأنا أبدو اصغر سنا لكوني صغيرة الحجم وعندما كنت في العاشرة كان الناس يظنوني في السابعة وألان ما زلت أبدو كمراهقة .
ويبدو ان الانزعاج قد بدا عليها أكثر مما كانت تريد لان والدة كلاي بدا عليها الضيق وقالت معتذرة :- أني آسفة اعلم ان هذا يسبب الإحباط لك ولكن ان يبدو المرء اصغر سنا يعوض عن ذلك انتظري الى ان تصبحي في مثل سني عند ذلك ستكونين سعيدة لأنك كذلك .
واستدارت تدفع الباب وهي تمسك بيد فرانسي وتسير أمامهما :- تفضلا بالدخول ان القهوة على النار لقد خبزت لك جوا نيتا الخبز بالقرفة الذي تحبه يا كلاي وهو ما زال ساخنا .
همهم كلاي بسعادة غامرة وهو يدخل المنزل لتعبق في انفه رائحة القرفة الطازج والفطائر :- لقد اشتقت الي خبز القرفة الذي تصنعه جوا نيتا ونظر حوله قائلا :- أين أبي ؟
فأجابت روث :- انه مع جيم في الخارج يصلحان الاسيجة لقد حان وقت عودتهما.
وفي المطبخ القديم الطراز حيا كلاي و فرانسي المرأة المتوسطة في السن والتي هي جوا نيتا الطاهية ومديرة المنزل كانت متينة البنية سوداء الشعر . الامل المفقود
قالت وهي تشير الى كرسي أمام المائدة :- اجلسي وكل الخبز الذي خبزته لتؤي .
كانت الفطائر ساخنة لذيذة وكان الحديث حول المائدة مليئا بالحيوية ولكنه لم يكن يهم تمارا التي سرعان ما تخلت عن محاولة فهم ما يتحدثون عنه .
وأثناء فترة صمت مالت نحو فرانسي تسألها ان كان بإمكانها ان تريها حظيرة الحيوانات المختلفة التي كانت لمحتها عند وصولهم .
هتفت الطفلة :- نعم هذا عظيم ان لديهم خيولا وبقرا ودجاجا و ...
فقاطعتها تمارا ضاحكة :- اووووه على مهلك ... أنا اعرف ان كل هذا موجود دعينا نذهب ونراهم .
فقالت فرانسي وهي تترك كرسيها :- لا باس . ومشت نحو أبيها تشد كمه لتسترعي اهتمامه – بابا أننا سنخرج أنا و تمارا أنني سأريها الأحصنة والبقرات و....
واستمرت في الكلام بينما بدا الإجفال على كلاي وهو يرى تمارا تنهض عن كرسيها ونقل نظراته بينها وبين ابنته ثم قال لفرا نسي :- ولكنني أنا الذي كنت سأريها هذا .
فأجابت بشهامة – لا باس يمكنك ان تأتي معنا أنت أيضا .
فنظر أليها قائلا :- شكرا كثيرا . ووقف قائلا لامه – هل ستا تين معنا يا أمي ؟
فهزت الأم رأسها – كلا شكرا سأساعد جوا نيتا في أعداد العشاء.
قادتهم فرانسي خارج المطبخ الى حيث اجتازوا الباحة الى حيث حظيرة الحيوانات أوسعت خطاها لتسير بجانبه وهما يسيران بين الفراخ التي كانت تنقر الأرض بينما تملا الجو نقيقا .
وعندما دخلا الحظيرة قالت فرانسي – سأريك حصاني .
فسألتها تمارا باهتمام :- الديك حصان ؟ ولكنك اصغر من ان تحسني الركوب ؟
فقالت فرانسي باشمئزاز :- آه يا تمارا لقد أهداني أبي الجمال الأسود في ذكرى مولدي الثالث وكنت اركب الخيل قبل ذلك .
فقهقه كلاي ضاحكا – أظن ان عليك دون الناس جميعا ان تحاذري القول لأحد انه اصغر من ان يقوم بعمل شيء فقد لاحظت انك تكرهين ان يقول لك احد هذا لا بد انك كنت بنفس حجم فرانسي عندما كنت في سنها . الامل المفقود
فسرى في نفس تمارا موجة من القلق أخرستها لحظة كان على صواب في كلا الأمرين ولكن الأمر الثاني هو الذي أخافها.
لقد كانت فرانسي في نفس الحجم الذي كانت عليه تمارا عندما كانت في السابعة وليس هذا فقط ذلك ان الفتاة الصغيرة تشبه تماما تمارا حينذاك كان الشبه بين الأم والابنة صاعقا وعليها ان تحاذر من ان ينتبه احد من أل راتلدج الى هذا .
|