كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
بشراء المواد الغذائية حيث انك أنت التي تعلمين ما تحتاجينه ان لي حسابا جاريا في محل كايزرس كيتش وهو قريب من هنا وسأرتب الأمر بحيث يمكنك القيام بذلك .
فاتسعت عينا تمارا :- كايزرس كيتش ؟ اهو سوبر ماركت أم مطعم .؟
فبدا عليه الهزل :- انه سوبر ماركت الذي يوفر كل ما يحتاجه حي كينغ ويليام الذي نسكن فيه وربما أنت لا تعلمين ان هذا الحي أطلق عليه اسم كايزر ويليام حاكم ألمانيا أثناء الحرب العالمية الأولى وحفيد الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا .
فقالت تمارا :- هذا شيء ممتع حقا وكم يدعو الى الأسى ان يحارب هذا الحفيد بلاد جدته التي حكمت البلاد طويلا ... الامل المفقود
وبينما كان الاثنان يتحدثان في هذا الموضوع التاريخي إذا بصوت طفولي ينادي من خارج الغرفة :- بابا أنا مستعدة وبرزت فرانسي مرتدية بيجاما زينت مقدمتها بصورة علاء الدين ومصباحه وهي تركض نحو أبيها ..فقال لها ك- لا باس يا حلوة سأضعك في الفراش وأقرا لك حكاية ولكن يجب ان تكون حكاية قصيرة أننا لا نريد ان نترك تمارا بمفردها هنا .
فقالت الطفلة :- يمكنها ان تأتي معنا هي أيضا وخفق قلب تمارا طربا أنها ستساعد في وضع ابنتها في الفراش وهذا شيء كانت تحلم به كل ليلة تقريبا وذلك منذ تخلت عنها وهكذا سارعت تقول قبل ان يجد كلاي فرصة للرفض :- يسرني هذا جدا .
كان في الطابق الثاني أبواب مغلقة على الناحيتين من القاعة أبواب كثيرة ولم تعرف تمارا ما إذا كانت كلها غرف نوم ولكنها فكرت بان معظمها كذلك ووقف كلاي أمام الباب الثاني الى اليسار ثم فتحه كان غرفة كل ما فيها ذو لونين وردي وابيض تبدو وكأنها صممت حسب رغبات الطفولة وكانت الدمى المحشوة متناثرة في كل مكان ومن كل الأحجام والأشكال كما ان الرفوف على الجذران كانت تعرض دمى مرتدية ملابس مطرزة باليد بمهارة فائقة .
صدرت عن تمارا شهقة وهي تدخل الغرفة لقد منح أل راتلدج ابنتها كل شيء يمكن ان تطلبه فتاة وفكرت في شقتها ذات الغرف الثلاث في بلدتها أيمس كانت أنيقة نظيفة حسنة الجيرة ولكن ما كان بإمكانها أبدا ان تنشئ ابنتها في مثل هذه الرفاهية .
كانت حياة فرانسي حياة أسطورية تحلم كل أم بمثلها لولدها وقليلات من يمكنهن توفيرها ويبدو أنها كانت على صواب حين تخلت عن ابنتها فلماذا لا تعترف بذلك إذن ؟
ومن ناحية أخرى هل ستتمكن فرانسي من مواجهة واقع الحياة ومرارتها ؟ ولكن تمارا سارعت الى نبد هذه الفكرة شاعرة بفضلهما لن يتوجب على فرانسي خفض مستوى معيشتها .
جلست تمارا على كرسي أطفال بينما وضع كلاي فرانسي على ركبتيه وهو يقرا لها الحكاية وعندما انتهى وضع الطفلة في سريرها واحكم الغطاء حولها .
بعد ان تمنى لها ليلة سعيدة مدت فرانسي ذراعيها الى تمارا قائلة :- أريد ان أقبلك وأقول لك أنت أيضا ليلة سعيدة . وتراخت ركبتا تمارا ولحسن الحظ كانت واقفة بجانب السرير فبدت وكأنها هبطت جالسة عليه اخدت ابنتها بين ذراعيها لأول مرة في حياتها و اغرورقت عيناها بدموع لم تستطع مغالبتها بينما كانت فرانسي تحيط عنقها بذراعيها تحتضنها .
كانت قبلة الطفلة الرطبة التي طبعتها الصغيرة على وجنتها كانت أثمن من ان تضاهى وتساءلت عما إذا كان سيطوعها قلبها ان تغسل وجهها بعد ذلك ثم وبخفة مسحت دموعها بطرف ملاءة السرير قبل ان تترك الطفلة . الامل المفقود
تمتمت بكلمتي ليلة سعيدة ثم تحولت خارجة من الغرفة بسرعة متقدمة كلاي كانت بحاجة الى عدة ثوان تتمالك فيها نفسها قبل ان تتاح لكلاي فرصة النظر الى وجهها يجب ألا تسمح له أبدا بان يرى مبلغ عواطفها نحو ابنته يجب ألا تساوره ذرة من الشك فهو بالغ الدقة بوجه خاص من ناحية من يوظف للعناية بابنته
و عندما التحق بها في الردهة سألها :- هل تريدين رؤية غرفتك ألان ؟ وعندما اومات إيجابا قادها الى الباب الثالث في نفس الناحية فتحه وأضاء المصباح كانت غرفة خلابة لا تشبه تلك الغرفة التي تقيم فيها في ذلك النزل وقال :- ان غرفتي هي الأولى على قمة السلم في نفس الناحية تليها غرفة الطفلة ثم هذه الغرفة لم يكن في مثل هذه المنازل القديمة حمامات كثيرة ولهذا ستشتركان انتو فرانسي بحمام واحد وهنالك حمام أخر عبر الردهة .
فضحكت تمارا قائلة :- في المنزل الذي نشأت فيه في مدينتي الريفية ولاية ايوا كان لدينا حمام واحد في كل المنزل وان أتشارك بالحمام مع طفلة لن يكون مشكلة مطلقا متى تريدني ان انتقل الى هنا .؟
فقال :- لننزل الى الطابق الأسفل ونتحدث في هذا الأمر .
ومرة أخرى جلسا في غرفة المكتبة وأخذا يستمعان الى فرقعة الحطب في النار.
قال بعد عدة دقائق :- ستترك هيرتا المنزل يوم الأحد ولكنني أريدك ان تمضي معها عدة أيام قبل ذلك إذا كان هذا ممكنا وبذلك يمكن لهيرتا ان تطلعك على نظام المنزل وعلى شواذ الأسرة .
|