كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
- حسنا ليس تماما ولكنها كانت إحدى التلميذات اللاتي قمت بتعليمهن أنها فتاة رائعة الجمال وذكية أيضا سأكون شاكرة له لو انه قبل ان يراني إذ ان الضرس إذا لم أعالجه من ألان حتى الغد فسأتألم طوال العطلة الأسبوعية ... وسكتت أملة ان تستدر عطف المرأة .
مضت لحظة صمت قالت المرأة بعدها :- ان هناك إلغاء موعد غدا الساعة العاشرة ولدينا مرضى ينتظرون ولكن إذا كانت حالتك طارئة ... الامل المفقود
فقاطعتها تمارا :- آه أرجوك سأكون شاكرة جدا فهو يؤلمني حقا .
فترددت الموظفة مرة أخرى ولكنها عادت فتكلمت بصوت حازم :- لا باس يا آنسة هاو ستون إننا لا نريد ان يفسد الم الضرس عطلتك في مدينتنا فإذا تمكنت من القدوم الى هنا الساعة العاشرة ...
- آه طبعا سأحضر ... ولم تستطع ان تمنع رنة الفرح في صوتها كان هذا الموعد مع والد ابنتها بالحضانة شيئا بالغ الأهمية بالنسبة إليها وشكرت الموظفة عدة مرات قبل ان تقفل الهاتف ..
استيقظت تمارا باكرا في الصباح التالي وبعد ان تناولت طعام الإفطار قادت سيارتها باتجاه منزل راتلدج حيث أوقفتها عبر الشارع مرة أخرى ثم انتظرت كانت تأمل في ان تلقي على الطفلة ووالديها عند ذهابها الى المدرسة .
وفي الساعة السابعة والنصف كوفئت على صبرها عندما وقفت حافلة مدرسية أمام البيت فخرجت فرانسيز برفقة امرأة بدينة معدومة الجمال ...لا يمكن ان تكون تلك المرأة اليسيا راتلدج فهي كبيرة في السن فقد كانت تبدو في الخمسين من عمرها على الأقل .
سارت المرأة الى الحافلة ممسكة بيد الطفلة ووقفت هناك الى ان صعدت فرانسيز واتخذت مقعدها .أغلق الباب وسارت الحافلة الى ان توارت في المنعطف عند ذلك فقط استدارت المرأة وعادت تدخل المنزل ...
بعد ذلك بوقت قصير فتح باب الكاراج وخرجت منه سيارة كاد يلاك سوداء لامعة مبتعدة نحو الشارع كانت نوافذها معتمة ما منع تمارا من رؤية من بداخلها . الامل المفقود
وصلت تمارا الى مكتب عيادة طب الأسنان قبل الوقت المحدد ومع هذا فقد كانت غرفة الانتظار مزدحمة وعند وصولها اخبروها بان الدكتور تلقى حالة طارئة منذ فترة ولهذا فقد تأخرت المواعيد .سلمتها موظفة الاستقبال استمارة طبية لتملاها بمعلومات شخصية وطبية وبعد ان أجابت على كل الأسئلة أعادتها الى الموظفة ثم عادت الى مقعدها .
بعد حوالي العشر دقائق استدعى مريض أخر الى غرفة العمليات وعندما ألقت نظرة في أنحاء الغرفة الى عدد الأشخاص الذين ما زالوا في الانتظار قررت ان تستغل هذا الوقت بالاستعلام عن طبيب الأسنان هذا قدر ما أمكنها فاستدارت الى امرأة مسنة الى يسارها كانت قد ابتسمت لها فاستدارت الى امرأة نحوها تمارا وتمتمت تقول :- عفوا .
ولكنني كنت أتساءل ... هل سبق وعالجك دكتور راتلدج من قبل ؟
فعادت المرأة تبتسم :- آه نعم لقد اشتغل بأسناني كثيرا في المدة الأخيرة كان الأمر مزعجا لي تماما ولكن ذلك أفضل من وضع أسنان صناعية .
- أنها المرة الأولى التي احضر فيها الى هنا وأنا اشعر بشيء من الخوف هل هو
رقيق ؟ اعني ألن يؤلمني ؟
- -آه كلا انه في غاية الرقة انه أكثر حذرا من أكثر أطباء الأسنان أنني اعرف ذلك لأنه في السنة الماضية تعطل عن العمل شهرا كاملا بعد وفاة زوجته مما اضطرني للذهاب الى طبيب أخر ...
- فتملك الذهول تمارا .زوجته ماتت ...ولكن متى ؟ وكيف ؟ وكيف لم يذكر بول والأس هذا في تقريره ؟
- ولكن بول طبعا لم يكن يتحرى عن الوفيات .
- استمرت المرأة في الكلام ولكن تمارا لم تكن تستمع الى ما كانت تقوله .
- إذن فماري فرانسيز ليس لديها أم كيف كان تأثير هذا عليها ؟ وكيف كان تأثيره على أبيها . وهل هو يعرف كيف يرعى فتاة صغيرة ؟
فتح الباب وبرزت مساعدة الدكتور تشير الى احد المرضى ما جعل نظرات تمارا تتحول مجددا الى المرأة التي الى جانبها والتي كانت قد كفت عن الحديث واخدت تنظر الى تمارا باستغراب فقالت هذه :- أني آسفة فقد كان دهني مشتتا هل قلت ان الدكتور راتلدج هو أرمل ؟ ... اومات المرأة تجيب :- نعم ويا لها من مأساة فقد ذكرت هذا الصحف والتليفزيون أنها من أل كونراد وأسرتها هي من الرواد الأوائل الذين استقروا في منطقة كينغ ويليام في المدينة لقد انشاوا ثروتهم من المطاحن قد تكونين سمعت عن مطاحن كونراد ... الامل المفقود
- ولكن ماذا حدث لها ؟ صرخت تمارا بهذا محاولة ان تخفي من صوتها ما بدا فيه من فروغ صبر . على كل حال من أين للمرأة المسكينة ان تدرك مبلغ أهمية هذا بالنسبة إليها ؟
- كان حادثا مؤسفا كانت مهندسة وكانت في ورشة بناء كان يقام فيها احد أبنيتها لا ادري ما حدث بالضبط ولكن الآلة الرافعة أصابها خلل ما فصدمتها ولم تعش سوى ساعات قليلة بعد ان نقلت الى المستشفى ..
- فارتجفت تمارا لبشاعة ما حدث .
تابعت المرأة :- كان الدكتور شديد الحزن ولم يأت الى عيادته إلا بعد أكثر من شهر والحزن ما زال يبدو عليه الى هذا الحين لقد اعتاد ان يضحك ويمزح مع مرضاه ؛ولكنه لم يعد كذلك نعم انه ما زال ودودا ولكن بإمكان المرء ان يشعر بأنه ما زال متألما .
غمر تمارا فيض من العطف نحو الرجل ولكن أول ما تبادر الى ذهنها هو ابنتها فسالت المرأة :- هل لديه أولاد ؟
- عنده بنت واحدة أنها فتاة صغيرة جميلة جدا ..
فحملقت تمارا فيها هل تعرفينها ؟ الامل المفقود
- فهزت المرأة رأسها :- كلا لم أرها قط شخصيا ولكنه يضع صورها في جميع أنحاء عيادته ويغيرها بأحدث منها كل بضعة أشهر من الواضح انه يحبها جدا ...
وقبل ان تعلق تمارا بشيء فتح باب العيادة وأطلت المساعدة ناطقة بأحد الأسماء وإذا بالمرأة تنهض قائلة :- هذا اسمي ثم تبعت المساعدة .
انتظرت تمارا نصف ساعة أخرى قبل ان تدعى للدخول كان ما أخبرتها به المرأة صحيحا فقد كانت صور ماري فرانسيز في مختلف الأوضاع منظمة على جدار واحد وتمنت تمارا لو تحصل على صورة منها مهما كان الثمن .
أجلستها المساعدة على الكرسي المستطيل وهي تقول :- فهمت انك حالة مستعجلة هل ما زال الضرس يؤلمك ؟
ولم تكن تمارا بالطبع ترغب في خلع ضرسها دون سبب ولهذا اعترفت بأنه لا يؤلمها حاليا وقالت بارتباك :- اشعر بأنني غبية إذ ألححت بطلب موعد مع الدكتور
ولكن يبدو أنني عضضت على شيء بشكل خاطئ ولكن ما دمت أصبحت هنا أرجو ان يلقي الدكتور نظرة على الضرس على كل حال إذ ربما كان هناك صدع فيه .
فبدا الضيق على المساعدة ولكنها قالت :- إذن فما زال علينا ان ناخد له صورة بالأشعة ثم سترتها بغطاء واق بعد ان حشرت في فمها فيلم .
|