كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
الفصل الثاني ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان الوقت عصرا عندما استدارت تمارا بسيارتها الزرقاء متجهة الى الشارع الرئيسي المؤدي الى قلب مدينة سان انطونيو لقد بقيت تسير بثبات منذ الفجر حتى حلول الظلام وذلك طوال يومين كاملين ما جعلها مرهقة تماما ولكن ذلك لم يؤثر على حماسها .الامل المفقود
غدا سترى ابنتها الطفلة التي حملتها في أحشائها تسعة أشهر الابنة التي تنادي امرأة أخرى ماما لن يكون بإمكانها قط المطالبة بها كانت تعلم ذلك ولكنها منذ ألان والى نهاية حياتها ستعلم من هي ابنتها وأين توجد وكان أعظم مما تستطيع مقاومته .
لم تكن تمارا قد ذهبت قط الى سان انطونيو من قبل ولكن موظف مكتب السفريات أعطاها خرائط لها وكان الطريق مؤشرا عليه من طريق السيارات الى منطقة كينغ ويليام في المدينة كما ان الموظف قد زودها بقائمة بأسماء الفنادق والنزل فحجزت غرفة في احد تلك القصور العديدة في المنطقة والتي تحولت الى نزل للنزل مع الإفطار .
كانت قررت الذهاب الى هناك أولا حيث تمضي ليلة تنام فيها جيدا قبل ان تبدأ بالبحث عن منزل راتلدج ولكن يديها لم تطاوعاها في عدم الالتفاف حول المنعطف الأيمن لكي تتوجه رأسا بدلا من ذلك الى المنزل المنشود .
وبينما كانت تسير ببطء ناظرة الى الشوارع وأرقام المنازل علمت بالسبب الذي جعل هذه الأبنية الشامخة تلقب ب القصور فالبيوت القديمة الجميلة رغم أنها ليست باتساع و فخامة القصور إلا أنها واسعة بالنسبة الى بيوت هذه الأيام كما يغلب عليها طراز الهندسة الايطالية والقوطية ومبنية من الحجر والخشب والقرميد وقائمة في أراض فسيحة تظللها أشجار السنديان والإنس العتيقة شعرت تمارا بالسرور إذ تعيش ابنتها في هذه المنطقة التاريخية الثرية من المدينة صحيح ان المال لا يضمن السعادة ولكن من يملكه لا يشعر بالحرمان من ضروريات أو كماليات الحياة .
ولم يستغرق عثورها على الشارع الذي تبغيه سوى دقائق قليلة كما كان البيت المنشود هو الثالث فيه كان هذا المنزل ذو الطابقين والمبني من الحجر الكلسي نموذجا صادقا للطراز القوطي الهندسي .
اجتازت تمارا بسيارتها المنزل الى نهاية المبنى ثم استدارت راجعة الى الحديقة العامة في الناحية الأخرى من الشارع حيث تتمكن من النظر الى الامل المفقود المنزل دون ان يلحظها احد لم تكن هناك سيارات على طول الشارع ولكن كان هناك كاراج ملحقا بالمنزل الى الناحية
الشمالية من السياج يسع سيارتين على الأقل لو كانت الأسرة في المنزل لكانت سيارتهما في داخله على الأغلب جلست بعض الوقت تراقب المكان والمنطقة ولكنها لم تر أثرا للسكان وشعرت بألم لطول ملازمتها المكان وإرهاق الرحلة التي قامت بها وأخيرا فكرت في ان من الأفضل لها ان تذهب الى النزل الذي حجزت فيه الغرفة لتسجل اسمها قبل ان تؤجر الغرفة لأحد أخر .
وجدت النزل على بعد عدة مبان فقط من منزل راتلدج ولم يكن فيه ما يشير الى انه حول من مكان للسكن الى نزل للتأجير فقد بدا كأي منزل أخر في المنطقة كان بناء من الخشب مؤلفا من ثلاث طبقات وشرفة أرضية تلتف حوله وقد طلي بلون ابيض رمادي الحواشي وكان أثاثه جميل قديم الطراز وقد أعطيت غرفة في الطابق الثاني تطل على الحدائق الخلفية .
رفضت دعوة المشرفة على النزل للانضمام الى بقية النزلاء في غرفة الجلوس في الطابق الأسفل وذلك لتناول القهوة أو الشاي وفضلت ان تأوي الى فراشها حيث استغرقت في النوم على الفور .
استيقظت تمارا في الصباح التالي شاعرة بالانتعاش والرغبة في متابعة تحرياتها وعندما بدلت ثيابها كانت قد قررت الخطة التي كانت تفكر فيها وهي في طريقها من مدينتها أيمس.
بعد تناولها طعام الإفطار في غرفة الطعام حيث الفطائر كانت صنع البيت سالت المشرفة عما إذا كانت المدارس قد ابتدأت عطلتها الصيفية وكان سرورها بالغا وهذه تخبرها ان العطلة ستكون بعد أسبوع .
وبالرجوع الى خريطة المدينة مرة أخرى وجدث أكاديمية ميشين ترايل وهي المدرسة الخاصة التي تتعلم فيها ماري فرانسيز كانت المدرسة عبارة عن بناء عصري ضخم ذي ممرات عديدة وزجاج كثير وملعب واسع شعرت تمارا بالاضطراب وهي تنزل من السيارة أنها سترى ابنتها المفقودة ( الامل المفقود ) من زمن طويل وذلك في غضون دقائق قليلة .
اخدت نفسا طويلا ثم فتحت باب المدرسة ودخلت قدمت الامل المفقود نفسها كمعلمة إثناء العطل المدرسية ثم طلبت رؤية مديرة المدرسة وكان الحظ معها حيث أدخلت الى مكتب داخلي وقدمت الى امرأة بهية المظهر في منتصف العمر تدعى السيدة اوكزنبرغ .
حيتها المديرة من خلف مكتبها – أهلا وسهلا يا آنسة هاو ستون تفضلي بالجلوس بماذا يمكنني ان أساعدك ؟
جلست تمارا على كرسي أمامها وقالت باسمة :- أنني معلمة الصف الثاني في المدارس الرسمية في أيمس ولاية ايوا وكذلك ادرس لنيل درجة الماجستير وموضوع أطروحتي
هو الكتابة عن المناهج الدراسية والأساليب الجديدة التي تسير عليها المدارس الخاصة في مختلف أنحاء البلاد وهكذا استغل عطلتي الصيفية في القيام ببعض الرحلات والأبحاث في نفس الوقت .
فقالت السيدة اوكزنبرغ :- يا لها من فكرة رائعة إذ تستغلين عطلتك الصيفية في العمل للحصول على درجة اعلى أنني أهنئك لتكريسك نفسك لمهنتك ...
شعرت تمارا بالخجل والارتباك ومع أنها قد صممت فعلا على نيل درجة الماجستير في النهاية ألا أنها لم تبدأ بها بعد وكرهت ان تكذب على هذه السيدة الطيبة ولكن هذه كانت الوسيلة الوحيدة التي وجدتها لكي تحصل على إذن بمراقبة غرفة صف ماري فرانسيز راتلدج .
حبست تمارا أنفاسها وهي ترى المديرة تتردد قليلا قبل ان تجيب قائلة :- علي ان أرى بطاقة أثبات شخصيتك أولا وهذا احتياط ضروري كما تعلمين وبعد ذلك ليس لدي مانع من هذا ولكن طبعا بعد موافقة المعلمة هل تريدين القيام بذلك ألان ؟
فأجابت شاعرة بالارتياح :- نعم إذا كان يمكن تدبير هذا الأمر أنني اعلم ان الوقت قصير ولكن ... وفتحت حقيبة يدها ثم ناولت المرأة بطاقة رخصة القيادة بالإضافة الى إجازة التعليم التي تذكرت إحضارها معها تفحصت المديرة المستندات ثم أعادتها قائلة أذا أنت انتظرت هنا فسأتحدث الى المعلمة ... ثم تركت الغرفة لتعود بعد عدة دقائق بخبر سار وهو قبول المعلمة ثم اتجهت بتمارا الى غرفة صف مشرقة في الناحية الخلفية من المبنى .
عندما وصلتا الى غرفة الصف . وجدتاها فارغة ألا من المعلمة والتي كانت امرأة جميلة بسن تمارا تقريبا قدمتها إليها المديرة باسم جيني لوبيري فقالت وهي تعبس مازحة :- ادعيني جي - أل ان أمي تحب الأسماء المزدوجة فأخواتي أسماؤهن ماري الين وبيت ان وبيلي جو . وضحكت – بيلي جو هي الصغرى وكان المفروض أنها صبي .
|