كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
وعاد عقلها الى العمل مرة أخرى . كلاي ألا يمكنك ان ترى المشكلات التي ستنتج عن تركي المفاجئ لفرا نسي ؟فهي الطريقة التي فقدت فيها أمها هكذا فجأة ودون سابق إنذار يبدو أنها نجت من تأثير تلك الخسارة وبشكل حسن جدا وهي تعتبرني ألان ...
وترددت لم تستطع ان تقول أمها ذلك ان كلاي لن يقبل بذلك أبدا فتابعت تقول – تعتبرني بمثابة أم لها فإذا أنا اختفيت من حياتها أيضا فان ذلك قد يحدث لها أذى لا سبيل الى أصلاحه وذلك بالنسبة الى صورتها الذهنية عن نفسها .
توقف كلاي عن السير ووقف لحظة جامدا في مكانه ثم قال معترفا ان هذا لم يخطر ببالي قط أنني أوافقك على ان ذلك قد يجعل خسارتها لك أكثر إيلاما لها ولكن لماذا يدمر هذا اعتبارها لنفسها .؟
فأدركت تمارا ان عليها ان تكون بالغة الحذر في تناولها هذا الأمر فأجابت قائلة حتى في سنها هذا فهي سترى الأمر وكأنه هجران لها وعندما تكبر وتزداد معرفة بالنسبة للتكفل ستتصور ان أمها التي ولدتها قي هجرتها هي أيضا والأمر لا يتطلب طبيبا في علم النفس لكي نعلم التطور الطبيعي في النفس نتيجة لذلك وعندما تصبح في سني المراهقة وربما قبل ذلك ستعتبر فرانسي نفسها فتاة غير مرغوبة ولا محبوبة . الامل المفقود
فاستدار كلاي ببطء ينظر إليها أرى كلامك هذا معقولا ولكن لماذا على ان أثق بما تقولين ؟
فهزت رأسها- بحزن لا أتوقع منذ منك ذلك ولكن لأجل مصلحة فرانسي أرجوك ان تتحدث الى طبيب نفسي قبل ان تطردني لابد انك تعرف أحدا صديقا أو جارا أو احد مرضاك هو مؤهل في الطب النفسي فقط اتصل به والق عليه هذا السؤال على سبيل الافتراض .
ان بإمكانهم ان يخبروك ما الذي يحدثه مثل هذا الكبت من دمار خطير في النفس .
استمر ينظر أليها عدة ثوان ثم استدار وغادر الغرفة عند ذلك أسرعت تمارا في تكوين خطة تطلب فيها مهلة عدة أسابيع وهذا كل ما كان يمكنها ان تأمل فيه ذلك انه لم يكن هنالك أمل في ان يغير عقله من ناحية رفع دعوى أبطال الزواج ولكن بكثير من التمني والحظ قد يمكنها ان تجعل انهيار أسرتهم اقل إيلاما لابنتها الصغيرة العاجزة فتكون هذه أخر نفحة حب من والدة ليس لدي فرانسي فكرة عن أمومتها لها .
وعندما عاد كلاي الى الغرفة كان يبدو عليه مزيج من الحيرة والإحباط معا لقد وافقك الطبيب النفسي الذي اتصلت به على رأيك هذا لقد اقترح ان تمنح فرانسي فرصة تتعود فيها على فكرة انك قد ترحلين قريبا لمدة طويلة وبعد رحيلك يمكن ان يمدد ذلك الغياب الى ان ادر كانا أنها أصبحت مستعدة لقبول فكرة انك لن تعودي . وانهار على كرسي واخذ يفرك وجهه بيديه لماذا لم تنفذي وعدك في ذلك العقد بينك وبين المستشفى والذي ينص على بقائك بعيدة عن حياة الطفلة فتتركين للوالدين اللذين اراداها فرصة تربيتها ؟ لماذا لم تتركينا أنا وفر انسي وحدنا بسلام ؟
وكانت تمارا تلقي على نفسها السؤال نفسه فقالت من الواضح أنني عندما قررت البحث عن طفلتي كنت أفكر بعواطفي وليس بعقلي وكل ما يمكنني ان أخبرك به هو أنني عندما ابتدأت العمل كان الأمر يبدو عديم الضرر هل ستاخد بنصيحة الطبيب تلك أم انك تفضل ان أغادر المنزل ألان ؟ أنني سامتتل لكل ما تريده مني .
فتنهد كلاي – ليست القضية هي ما أريده بل ما هو الأفضل بالنسبة لفرا نسي صدقيني أنني لا اعرف كيف أتصرف بالنسبة لهذا الأمر ولكن الطبيب النفسي الذي استشرته يفوقني علما بشكل بالغ .فالأفضل أذن ان اتبع نصيحته فإذا شئت ان تمكثي فترة أسبوع أو نحو ذلك فانا على استعداد للقيام بهذه التمثيلية الصغيرة ولكنني لا ادري كيف اجعل لك عذرا مقبولا عند فرانسي لرحيلك . الامل المفقود
ولم تكن تمارا تعلم كم بإمكانها ان تتحمل من هذا العذاب أكثر مما تحملته ولكنها ستمسك بأيه فرصة تمنحها مزيدا من الوقت تقضيه مع الشخصين اللذين تحب في هذا العالم أكثر من أي شيء أخر فقالت سابقي وإذا سمحت لي فسأساعدك في تأليف قصة مقبولة تقولها لفرا نسي . وصدرت عنها ضحكة مرة وبعد لقد كنت قلتها بنفسك فانا كذابة عالمية .
***
ذهب كلاي ليحضر ابنته من المزرعة وأثناء ذلك أخذت تمارا تؤلف قصة تبدو سببا مقبولا
لعودتها الى ايوا وفي ذلك المساء بعد ان نامت فرانسي طرحت الفكرة بينها وبين كلاي للمناقشة حيث ابدي الملاحظات الى ان اتفقا على صيغة معقولة .
وعندما حان أوان نومهما سادهما الارتباك لقد صعدا السلم معا ثم توقفا أمام باب غرفتهما وقال كلاي بجفاء أنني ساخد ملابسي التي سألبسها في الصباح وأنام في أحدى الغرف الأخرى وغدا سأنقل كل أشيائي من هنا .
كلا ردت عليه محتجة على الفور قبل ان تستطيع كبح كلماتها فاتسعت عينا كلاي ولكنها ازدردت رقها ثم عادت تقول – اعني أنني أنا التي سأرحل فلا حاجة بك الى تغيير مكانك سأعود أنا الى الغرفة التي في أخر القاعة .
بدا عليه وكأنه سيجادلها ولكنه عاد فهز كتفيه كما تريدين ثم أشاح بوجهه .
وفي الصباح التالي كان واضحا ان أيا منهما لم ينم جيدا . الامل المفقود
وفي ذلك المساء بعد العشاء أخبرتهما تمارا بتلك الكذبة التي اخترعتها لمصلحة فرانسي ولكن هذه المرة شاركها كلاي في هذه أخذا الفتاة الصغيرة الى المكتبة حيث وضعت تمارا ذراعها حول الفتاة وهما تجلسان معا على الأريكة ثم ابتدأت تقول – حبيبتي ان لدي خبرا سأقوله لك لقد اتصلت أمي بي اليوم ان أبي قد كان أصيب بذبحة صدرية وهو ألان في المستشفى وإذا لم تتحسن حالته سيكون على ان اذهب لرؤيته .
فرفعت فرانسي نظراتها أليها تسألها أيمكننا الذهاب أنا وبابا معك ؟
فهزت تمارا رأسها لا أظن ذلك ان بابا مشغول في عيادته كما ان عليك ان تذهبي أنت أيضا الى المدرسة .
|