كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
وهذه المرة لم يرفع رأسه فقط وإنما دفعها عنه وهو يجلس قائلا – لست بحاجة الى مساعدة ووقف مترنحا ثم كاد يهوي الى الأرض الى ان تماسك واستدار يصعد السلم وعندما أخد يجر نفسه صاعدا درجة درجة كانت هي في أثره .
وصل متعثرا الى غرفته ومن ثم انهار على جانب السرير وهو يئن كان نائما على غطاء السرير ولكنها لم تشأ ان تجعله ينهض مرة أخرى فأحضرت دثارا خفيفا غطته به .
في هذه الأثناء كان هو قد نام أو ظنته على الأقل ولدهشتها الشديدة إذا به يهمس – آه يا حبيبتي لشد ما احبك . ثم إذا به يستغرق في نوم عميق .
أغلقت تمارا باب غرفة النوم بهدوء ثم قفزت تهبط السلم بسرعة بالغة .
لشد ما احبك لشد ما احبك لقد اعترف بذلك انه يحبها . الامل المفقود
هل يعني هذا انه سيصفح عنها ؟ وانه ما زال يريدها رغم خداعها له ؟ وانه سيعترف بها أما لــ فرانسي ؟ وانه ما زال يريد ان يمنحها أولادا ؟
لم تدم بهجتها هذه سوى ربع الساعة هدأت بعدها لتتخلى عن أفكارها تلك تاخد في مواجهة الحقيقة القاسية .
اخدت أولا تحاول تقييم الوضع بينما ابتدأت في أعداد الغداء وكانت تقف أمام الثلاجة تلقي نظرة شاملة على ما لديهم من اللحومات ماذا عندنا ؟ ان كلاي يحب الكستلاته المشوية ولكن فرانسي لا تحبها ولكن فرانسي وكلاي يحبان هما الاثنين الدجاج ...
ثم توقفت وقد أصيبت بصدمة . ان فرانسي غير موجودة لقد تركها كلاي في المزرعة مع جديها ولكن لماذا فعل ذلك بينما جاء هذا الصباح ليخبر تمارا انه يحبها وقد صفح عن كل شيء ؟ ولماذا ما زال يشعر بكل ذلك العذاب إذا كان قد حل المشكلة كما يحب ؟ لماذا ما زال يبدو غاضبا منها أذا كان قد اكتشف أنها حبيبة عمره ولا يستطيع العيش من دونها ؟
عند ذلك تبددت أفكارها لتوجهها الحقيقة الباردة القاسية ان كلاي لا يحبك أيتها الحمقاء . حتى المودة لا يشعر بها نحوك انه في الواقع لا يكاد يطيق البقاء بقربك صحيح هو قال انه يحبك ولكنه لم يكن يتحدث إليك لا بد انه وهو بين الإرهاق والنوم قد ظن ان اليسيا هي التي تكلمه أنها اليسيا التي يريد اليسيا التي يستميت في حبها الى درجة يفضل معها ان يعيش مسترجعا صورها في خياله .
وأغلقت باب الثلاجة ثم ابتعدت .
بعد ان رفعت أجزاء الفنجان المكسور عن الأرض توجهت الى المكتبة حيث رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالمزرعة وإجابتها والدة كلاي أنا تمارا يا روث أريدك فقط ان أطمئنك الى ان كلاي هنا انه ما زال غاضبا مني ولكنني استطعت ان اجعله يأكل شيئا سقط بعدها نائما على المائدة لقد ساعدته للوصول الى غرفته وهو مستريح ألان تماما وقد يمضي الساعات نائما .
فقالت روث شاكرة – أنا اقدر لك هذا الاتصال بي لكي تطمئنيني يا تمارا لقد كنت شديدة القلق عندما خرج في سيارته هل قلت انك ساعدته للوصول الى غرفته ؟ الامل المفقود
فأدركت تمارا قصدها فقالت – لا تاخدي لهذا أي معنى فهو لم يرضى بمساعدتي له ألا مرغما ولأنه لم يستطع القيام بذلك بنفسه أظن ... أظن بإمكانك ان تعتبري انه كان في حالة انهيار ولم اعرف ما افعل . ولم تشأ ان تتحدث عن مخاوفها وهي تتابع قائلة – اعلم انه لا يريدني ان أخده الى الطبيب ...وأنهت كلامها وهي تشهق باكية .
فقالت روث – إذا شئت نصيحتي فانا أرى ألا تفعلي شيئا فقط دعيه ينام فهو بحاجة الى هذا أكثر من أي شيء أخر فمن تجاربي أثناء تربية أولادي هو ان النوم العميق هو أكثر الأمور شفاء وترددت ثم عادت تقول – وألان دعينا نتكلم عنك يبدو ان حزنك يعادل حزن كلاي هل أنت بخير ؟
كبحت تمارا شهقة أخرى أنها لا تريد ان تبكي أكثر من ذلك لم يبق في عينيها دموع فقالت بصدق اشعر وكأن فأسا قد هوت علي ولكنني تعودت على التماثل فلدي تجارب كثيرة ولهذا سأنجو هذه المرة أيضا فقط لو استطيع ان اجعل كلاي يستمع الى دفاعي عن نفسي في هذا الأمر ولكنه شديد الغضب مني ...
فقاطعتها روث – ان جرحه بالغ وقد فارقه ألان الكثير من اضطرابه عليك ان تمنحيه وقتا يستجمع فيه شتات نفسه وأثناء ذلك إذا أردت ان تتحدثي فانا أحب ان استمع أليك .
فاتسعت عينا تمارا – أحقا ستستمعين إلي ؟ الامل المفقود
فأجابت روث مؤكدة – طبعا . أنني آسفة لأنني كنت غاضبة منك أمس ولكن كلاي كان يتكلم كالمجنون فلا يفهم احد منه شيئا . كانت الأسرة كلها في هرج ومرج فإذا أمكنك ان تسمعيني القصة منذ البداية وتخبريني بما حدث بالضبط فسأكون شاكرة لك على الدوام .
وشعرت تمارا بالهدوء . لقد وجدت أخيرا من يستمع إلي وجهة نظرها . وقد لا تصدقها روث ولكنها ستستمع على كل حال وستحاول ان تفهمها – أنا ... سأحدثك عما قاد الى تلك العاصفة أمس . ولكنني ما زلت لا اعرف ما حدث قبل ان يخرج كلاي من مكتبه بذلك الشكل العاصف .
ابتدأت تتحدث عن خلفياتها الأسرية ثم زواجها المتهور وحملها ثم وفاة زوجها أعقبه هجرة والديها الى ولاية أخرى حدثتها عن تحطم قلبها وهي تضع توقيعها متنازلة عن طفلتها نفورها من والديها ضيق ذات اليد عدم توفر العمل ولا المال ولا أي شيء وأخيرا قرارها للبحث عن ابنتها . الامل المفقود
قالت بصوت حزين أنني لم اقصد قط التدخل في حياة فرانسي كل ما كنت أريده هو ان أراها واطمئن الى أنها تحظي برعاية جيدة وعندما جئت الى سان انطونيو لم يكن لدي فكرة عن ان زوجة كلاي قد ماتت . وهكذا عندما وجدت انه أرمل وبحاجة الى مربية لفرا نسي ... حسنا لا بد انك تفهمين ... كان هذا الوضع مساعدة لي بحيث لم استطع تجاهله .
وصدرت عنها شهقة أخرى كادت تمزقها فاخدت نفسا عميقا ثم تابعت – كان يجب ان اخبر كلاي بأنني والدة فرانسي ولكنني كنت اعلم انه سيرفضني حينذاك ولهذا لم استطع القيام بذلك . أنني أحبه بقدر ما أحبها وأنا لن أؤذي أيا منهما بتاتا .
وساد صمت بين الاثنتين ثم قالت روث – هل تقسمين بان لن تاخدي أبدا فرانسي بعيدا عن كلاي ؟
|