كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
لم تسمع جوابا . وأخيرا جلست على الأرض وقد تملكها الضجر والإذعان وذلك أمام باب المكتب مباشرة مسندة ظهرها الى الجدار ليس من عادة كلاي ان يتعمد جرحها بهذا الشكل وهي لن تدعه يغيب عن بصرها قبل ان يخبرها عن هذا الأمر . الامل المفقود
بعد ذلك بدقائق فتح الباب ووقف أمامها وهو يترنح وكأنه أفاق من صدمة فشهقت وقالت – عزيزي ماذا حدث ؟ ومدت يديها اليه ولكنه تراجع الى الخلف ما أثار حيرتها .
- لا تلمسيني كان صوته منخفضا أنما خشنا خاليا من أي شعور كما كان وجهه شديد الشحوب كما ان النظرة التي بدت في عينيه قد أذهلتها .
لم تحاول تمارا ان تخفي جرح كبريائها أنها لن تبقى واقفة هناك باستكانة وتدعه يشتمها بكلامه ولكنها من ناحية أخرى لم يعد لديها شك في سبب غضبه هذا كان غاضبا منها كلا بل أكثر من غاضب كان ثائرا .
وحيث أنها كانت دوما متفائلة فقد كانت واثقة من انه مهما كان سبب غضبه فان ذلك من الممكن حسمه ووضع حد له إذا هما جلسا يتناقشان فيه بهدوء بصفتهما إنسانين عاقلين . ازدردت رقها وهي ترخي ذراعيها الى جانبيها ثم تقول
- كلاي لا ينبغي ان تعاملني بهذا الشكل أنا زوجتك ومن حقي ان اعرف ما الذي جرى ليدفعك الى توبيخي بهذا الشكل .
- فحملق فيها قائلا :- آه أحقا ؟ من حقك ان تعرفي اليس كذلك ؟ إذن كيف تكونين أنت وحدك صاحبة الامتياز في هذه الأسرة ألا تظنين أنني أنا أيضا كان لي الحق في ان اعلم قبل ان أدخلك منزلي وحياتي بأنك والدة ابنتي ؟
شعرت وكأنه دلق فوقها دلوا من الماء المثلج وجمدت لهول الصدمة فعادت تستند الى الجدار وهي تحدق فيه – كيف علمت ...
ولكن النظرة الهائلة في عينيه أنباتها بان الدمار الذي أحدثه قولها هذا قد وقع .
قال بصوت بارد – كيف علمت بالأمر ؟ انك طبعا واثقة من انك لن تخبريني .
- كلاي أنا ....
فقاطعها – هل ظننت حقا بإمكانك ان تفلتي من العقاب بعد الرشوة والكذب ؟
فقالت مذهولة – الرشوة ؟ الامل المفقود
اخبريني ماذا كانت خطتك الأساسية ؟ هل اقبل تالي هنا لتا خدي فرانسي مني ثم بعد ان وجدت أنني أرمل قررت ان الزواج مني هي طريقة أسهل للحصول عليها ؟
أم انك جئت عالمة بأنني أرمل وليس بإمكاني مقاومة تأثيرك الخداع ؟
- كلاي أرجوك انك لا تفهم ...
معك حق فانا لا افهم كيف ان آية امرأة أيه أم بإمكانها ان تتخلى عن طفلها ثم بعد سنوات وبعد ان يصبح الطفل جزءا من أسرة تحبه تقتفي أثره لتمزق بعد ان تجده . حياته بكل أنانية ...
أنا لم افعل ذلك استمع إلي يا كلاي ...
استمع إليك ؟ كرر كلماتها هذه بكره لكنه تابع قائلا – لا باس سأستمع أنما أجيبي على هذين السؤالين فقط الاول هل أنت والدة فرانسي ؟
ولم تشأ تمارا ان تستمر في الكذب فأجابت بصدق – نعم أنني أمها .
فلم يبد على وجه كلاي أي شعور الثاني هل كنت تعلمين عندما جئت إلي عيادتي لأول مرة أنني أبوها بالتكفل ؟
أدركت تمارا الفخ ألان ولكن الوقت قد فات لتجيبه فقالت وهي تحول نظراتها بعيدا – نعم كنت اعرف أنما ...
أذن حتى وجع الضرس كان كذبة ومازلت تتوقعين مني ان استمع إليك أتراك ربما تفكرين في ابتزازي ؟ فتطلبين مني مالا على ألا تطالبي بالوصاية على الطفلة ؟
فقالت تمارا – يا له من شيء كريه هذا الذي تقوله .
- آه انه شيء بسيط بالنسبة للأشياء التي أفكر فيها ولكنني لم اقلها لقد بقيت مفتونا بعذوبة كلامك أشهرا ومن المستحيل ان أمنحك فرصة بعد ألان لتعاودي نفث خداعك . الامل المفقود
واستدار فجأة مجتازا القاعة نحو المدخل فنادته تمارا - إلي أين أنت ذاهب ؟
ويبدو ان صفقة الباب خلفه بعنف قد هد من عزيمتها على الصمود .فانهارت على الأرض وقد منعتها الصدمة حتى على البكاء فجلست على السجادة السميكة وقد دفنت وجهها بين يديها الى ان سمعت صوت دقات الساعة الأثرية في غرفة الجلوس تعلن الرابعة .
كان هذا هو الوقت الذي عليها ان تحضر فيه فرانسي من الحفلة الى البيت .
سارت نحو الحمام لم تستطع في البداية ان تميز صورتها في المرأة لقد بدت بنفس المظهر الذي بدا عليه كلاي تقريبا كان وجهها شديد الشحوب وقد انبعثت نظراتها من أعماق نفس حزينة تعسة .
لم تكن تريد ان تراها فرانسي وأصدقاؤها بهذا الشكل إنما ليس بإمكانها أيضا ان تغتسل وتزين وجهها فاقتصرت على غسل وجهها بماء بارد ثم وضعت نظارات قاتمة على عينيها واندفعت خارجة من المنزل .
لم تكن سيارة كلاي في الكاراج ولكن السيارة الجاكوار الصغيرة التي كان قدمها إليها هدية العرس كانت هناك فاستقلتها وسارت تلك المسافة القصيرة الى منزل
صديقة فرانسي .
فتحت لها الباب والدة الفتاة التي نظرت الى تمارا بدهشة – مرحبا يا تمارا تفضلي بماذا استطيع ان أساعدك ؟ الامل المفقود
أرادت تمارا الدخول .ثم توقفت وقد تحيرت لهذا السؤال لقد جئت لأجل فرانسي يا مايبل لقد كنت قلت الساعة الرابعة اليس كذلك ؟ آسفة إذ تأخرت قليلا .
فقالت مايبل – ولكن فرانسي ليست هنا لقد أخذها كلاي منذ ساعة تقريبا لقد قال ان ظروفا قد الجاته الى ان ياخد ها لرؤية جديها لقد كانت تمارا تعرضت الى اعنف المشاعر ألما عقوبة لها ولكن الخوف تملكها ألان ولا بد ان هذا قد ظهر على وجهها لان الاهتمام بدا على وجه مايبل لم يكن هناك باس في ان ادعها تخرج معه اليس كذلك ؟ فهو أبوها .
فازدردت تمارا ريقها – نعم نعم طبعا أظن ان وجهتي نظرنا أنا وكلاي قد تعارضتا آسفة لإزعاجك .
ودعتها وعادت مسرعة الى سيارتها حيث جلست فيها وهي ترتجف لماذا ذهب كلاي الى المزرعة أخذا فرانسي معه ؟ لماذا لم يخبرها بما سيفعله ؟ ومتى يعودان ؟
وعندما تأكدت من ان بإمكانها ان تسوق السيارة دون ان تسبب حادثا تحركت بها عائدة الى البيت حيث أخذت تفكر في وضعها .
|