كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
الفصل التاسع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان ذلك الصيف حارا رطبا في سان انطونيو ولجا السكان والسائحون الى بيوتهم ومساكنهم المكيفة أو هرولوا الى المتاجر الفخمة والمسارح للترويح عن النفس. الامل المفقود
ولا يعني هذا ان تمارا هاو ستون راتلدج قد لاحظت شيئا فقد كانت من البهجة بحيث لم يكن ليؤثر عليها شيء مثل حرارة الجو وفي الواقع لم يكن هناك شيء بإمكانه تعكير هدوئها النفسي وكيف يمكن ذلك ولديها كل ما تحتاجه لكي تكون سعيدة راضية ؟ ابنتها المحبوبة وزوج مثالي .
بعد شهر العسل ذاك الرائع عادا الى البيت حيث كانت سعادتهما كبيرة وإذا كان سبق وتملكها أية شكوك وهي تقدم على الزواج من رجل اعترف بصراحة انه لا يحبها فقد تلاشت تلك الشكوك ذلك ان كلاي كان زوجا مثاليا وحريصا على أرضائها ورعايتها صحيح انه لم يقل لها احبك ولكن كثيرات من النساء يشيكن مثل ذلك من أزواجهن .
ولم يكن ذلك ضروريا مع كلاي فقد كان يبدو حبه لها في طريقة معاملته لها ففي اليوم الذي تلا اتفاقهما على الزواج نقل بكل هدوء صورة اليسيا من غرفة المكتبة ووضعها في المخزن حتى انه استأجر من يعيد زخرفة وتأثيث غرفتهما الكبيرة في بيته وذلك أثناء قضائهما شهر العسل وهكذا عند عودتهما معه زوجة له الى البيت كانت كل أثار اليسيا وذكرياتها قد نقلت . الامل المفقود
وأقام الجيران والأصدقاء وزملاء العمل عدة حفلات على شرفهما ومع أنهم جميعا كانوا أصدقاء لاليسيا فقد رحبوا بــ تمارا وبدت عليهم السعادة بوضوح لزواج كلاي مرة أخرى ولكن أجمل شيء كان هو تقبل فرانسي غير المشروط لــ تمارا زوجة لأبيها وأما لها ورغم ان كلاي لم يسمح لفرا نسي بان تناديها ماما أو أي شيء مشابه لهذا اللقب فقد كانت خيبة أملها لا تقاس بتلك البهجة التي تجدها في كونها أصبحت جزءا من حياة ابنتها .
ومر الصيف وفي ثالث سبت من تشرين الثاني (نوفمبر) يكون قد مر على زواج كلاي و تمارا ثلاثة أشهر كاملة وكانت فرانسي قد دخلت عامها الثامن في شهر آب (أغسطس) وصعدت الى الصف الثالث في مدرستها ميشين ترابل وتملكت تمارا السعادة والفرح وهي تحتفل معها بذكرى مولدها لقد فاتها الاحتفال بذلك في السنوات السابقة ولكنها لن تسمح لذلك بان يحدث مرة أخرى .
كان الوقت بعد الظهر وكانت فرانسي قد ذهبت الى حفلة أحدى صديقاتها من الجيران وكلاي في مكتبه في الناحية الخلفية من المنزل و تمارا في المطبخ تصنع بعض الكعك كانت تحب العمل لأجل أسرتها . أسرتها ما أجمل زنين هذه الكلمة في أذنيها لقد كانت مغمورة بالنعمة حقا .
***
جلس كلاي الى مكتبه محاولا ان يركز أفكاره في الأرقام التي يحويها بيان المصرف الذي أمامه ذلك ان صورة تمارا وهي تدور في أنحاء المطبخ كان يشغله عن عمله لقد أصبح بيته مكانا مختلفا عما كان عليه وذلك منذ قدومها لتقيم فيه مربية لفرا نسي أولا ومن ثم زوجة له .
كان ما يزال حائرا بالنسبة لمشاعره كيف يهتم بها بهذا الشكل العنيف في حين ان اليسيا كانت حبه وحياته ؟ فقد أصبحت تمر عليه أيام لم يكن يفكر فيها بزوجته الراحلة حتى ان جملة الزوجة الراحلة لم تعد تخطر له .ذلك ان تمارا هي زوجته ألان وهي حية ترزق ولكن مشاعره لم تكن مفهومة وهذا ما كان يضايقه .
كانت رائحة الكعك الطازج وصوت تمارا وهي تغني أثناء العمل أعادت الى أفكاره المضطربة اتزانها كان غناؤها حلوا رقيقا وعندما أعرب مرة عن ذلك أخبرته بأنها كانت تغني في المدرسة . الامل المفقود
كان واضحا أنها تلقت تربية صالحة ولكنها لم تكن تأتي على ذكر والديها أو عن طفولتها مطلقا كل ما كان يعرفه أنها لم تكن على وفاق مع والديها ولكن لم يكن لديه فكرة عما كانت تعنيه بهذا القول أيمكن ان يكون الأمر عدم تفاهم طفيفا أم ان ثمة كراهية متبادلة بينهما ؟
لم يكن يستطيع ان يتصور ان تمارا تكره أحدا وكان واثقا من ان لا احد يمكن ان يكرهها فقد كان قلبها دوما عامرا بالمحبة ولكن ما الذي يعرفه عنها في الحقيقة سوى أنها أرملة ؟ في كل مرة حاول فيها ان يسألها عن ماضيها كانت تغير الموضوع بحذق بالغ لم يكن يدري معه أنها تتعمد ذلك .
حسنا . لم يكن الأمر يعنيه في الواقع وعندما تقرر ان تخبره به فستفعل ذلك والى ان يحين ذلك الوقت فهو لن يتطفل عليها .الامل المفقود
وكان رنين الهاتف هو الذي نبهه من أفكاره هذه وحيث انه كان جالسا الى مكتبه فقد امسك بالسماعة حال سماعه الرنين – منزل راتلدج كلاي يتكلم .
- كلاي أنا فيكتور يورك .
فتملكت كلاي الدهشة ذلك ان فيكتور يورك هو محاميه . ولكن علاقتهما كانت عملية بحثه ولم يحدث قط ان كان بينهما اتصال هاتفي الى المنزل وقال يجيبه – كيف حالك يا فيكتور ؟ لم أرك منذ مدة طويلة .
- نعم هذا صحيح كيف الأمور معك ؟ سمعت انك تزوجت منذ وقت قريب .
- أترى فيكتور يتصل به ليهنئه فقط ؟ فأجاب – نعم لقد تزوجت ونحن سعيدان جدا .
- أنا مسرور لسماع ذلك . الامل المفقود
وساد صمت غير عادي قبل ان يعود فيكتور فيقول بلهجة كارهة – اسمع يا كلاي أنا لا أريد ان اسبب لك القلق ولكنني تلقيت لتوي مكالمة من السيدة اندرو ود مديرة مستشفى الولادة ذالك في فورت وورث حيث ولدت طفلتك .
فتملك كلاي شعور بالخوف – نعم تذكرت هذا ما علاقة هذا معي ؟
ربما لا شيء مهما ولكنها أخبرتني بأنهم وجدوا حديثا الملف الخاص بوالدة ابنتك في درج الموظفين بينما كان هذا الملف قد أودع خزانة الملفات المنتهية وذلك منذ سنوات .
ازداد الخوف في نفس كلاي ادخل في الموضوع حالا يا فيكتور أرجوك .
الموضوع هو أنهم قاموا بالبحث وكانت النتيجة ان الموظف الذي كان يعمل لديهم بصفة مؤقتة كبديل لموظف كان في إجازة مرضية هذا الموظف قد اعترف بأنه تلقى رشوة مقابل معلومات عن ابنتك الصغيرة .
|