كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
ما الذي بإمكانه ان يجيبها عن ذلك يبدو أنها تعرف تماما ما الذي تريده ولكن هل بإمكانها ان تدرك كم سيخيب أملها ؟ انه يعرف مقدار السعادة التي تنتج عن حب متبادل .
ولكن ليس بإمكانه ان يوفر لــ تمارا مثل تلك السعادة الزوجية لان قرأته على مثل ذلك الحب قد ماتت مع اليسيا فهل لديه الحق في ان يحرم تمارا من فرصة العثور على رجل يحبها بذلك الشكل ؟
قال لها – أريد ان اتاكد من انك تدركين جيدا ما أنت مقدمة عليه ذلك أنني إذا كنت سأتزوج ثانية فان القسم الزوجي الذي سألتزم به سيكون هو نفسه الذي سبق واقسمته عند زواجي الاول وهو ان أحافظ على هذا الرباط حتى يفرقنا الموت فانا لا أريد ان أتعرض أنا وفر انسي الى خسارة أخرى مفجعة للام والزوجة .
فإذا لم تكوني تريدين حقا ان تمضي بقية حياتك معنا فتفضلي ألان بحزم أمتعتك واتركينا بسلام .
فاومات برأسها قائلة – أنا طبعا أريد ان يكون ذلك حتى أخر يوم من عمري ولا أريد غير ذلك
ومع أنها كانت تتحدث بهدوء . رأى كلاي مما ارتسم على وجهها أنها قد جرحت فشتم نفسه خفية لحماقته فقد كان فظا خشنا حيث لم يكن يريد سوى ان يكون صريحا معها لكي لا تقدم على شيء تندم عليه فيما بعد .عند ذلك قال – سامحيني إذا كنت أتحدث بمثل هذه اللهجة العملية وكأن الأمر مسالة مقايضة وليس زواجا. الذي أريد ان أقوله هو ان لك في نفسي مكانة خاصة فانا مهتم بك ولا أريدك ان تقدمي على عمل قد تندمين عليه .
كان الاضطراب يعلو وجهها ولكن صوتها كان قويا واضحا وهي تقول – هنالك شيء واحد فقط نحوك وألان قد أصبح الأمر يعود إليك هل تريدني زوجة أم لا ؟(الامل المفقود)
فتنهد قائلا – نعم إنا أريدك فقد دخلت حياتي عندما كان اليأس يتملكني من التخلص من إحزاني فأعدت النور والضحك الى حياتي ومنحت ابنتي السعادة والأمان اللذين افتقدتهما منذ ماتت أمها ان زواجنا سيكون اتحادا بكل معنى الكلمة وليس زواج مصلحة كما يقال ومقابل هذا أعدك بان اهتم بك باستمرار وأكرمك وأكون زوجا أمينا مخلصا .
كان عرضها الزواج عليه أمرا غير مألوفا وكان يمكن ان يضحك منها أو يشعر بالانزعاج ولو أنها كانت فكرت بالأمر قبل ان تنطق به لما تجرأت على ذلك ولكن هذا لم يخطر ببالها قط ألا بعد ان ذكر احتمال اتخاذه زوجة عند ذلك خرج هذا السؤال منها بسرعة خاطفة ودون تفكير .
همس قائلا – انك تعلمين ألان تأثيرك علي ارجوا لا تصري على خطبة طويلة الأمد .
فهزت رأسها قائلة – هل أربعة أيام مدة طويلة ؟
فنظر إليها ذاهلا وقال – أربعة ؟ ولكن ليس بإمكانك التحضير لحفلة الزفاف في أربعة أيام .
قالت – ولم لا ؟ أنني لا أريد ان أستعجلك ولكنك قلت ...
فتبدد الذهول من وجهه ورق صوته وهو يقول – أنني لا أرى ذلك موعدا قريبا ولكن ألا تريدين ان تتزوجي في موطنك في ايوا ؟ وترتدي ثوب زفاف ابيض طويل مرصع هذا الى المدعوين وكل أسرتك الذين سيكونون هناك ؟
فكرت في ان ليس هذا ما تريده ولكن أتراه يريد هو ذلك ؟
فقالت بجمود – ان موطني هنا في سان انطونيو معك ألان يا كلاي ولكن إذا كنت تفضل ان تقيم الاحتفال في ايوا ....
فقاطعها – أولا دعينا نتأكد من شيء واحد وهو أنني أريد ان نتزوج بأسرع وقت ممكن ..ولكنك لا بد تريدين عرسا خياليا وعشاء حافلا بينما أمك تمسح دموعها عندما يسلمك أبوك لعريسك . (الامل المفقود)
فقالت بمرارة لقد سلمني أبي وانتهى من أمري منذ وقت طويل أما دموع أمي فهي بسبب خسارتها لأحلامها وليس خسارتها لابنتها .
فبدا الفزع على وده كلاي فأدركت تمارا أنها تدوس على ارض خطرة ولم تشأ ان يسألها تفسيرا لما قالت فسارعت تصلح ما خربته – الذي اعنيه هو أنني وأبواي ما زلنا متنافرين منذ دخلت الكلية وليس لدي أقرباء آخرون ولكن الذي أريده هو ان يكون عرسي ... إذا لم يكن في ذلك إزعاج أريد ان نتزوج في مزرعتكم بحضور جميع أفراد أسرتك .
قال – إذا كان هذا حقا ما تريدينه فهو يسرني جدا وكذلك ... أبي وأمي . أنني لا أحب تلك الرسميات المتكلفة التي تبدو كمشهد على المسرح وليس احتفالا محترما يربطنا مدى الحياة .
هل كان لك لاليسيا عرس كبير ؟
لقد انطلق هذا السؤال منها قبل ان تتمكن من كبحه ولكن يبدو ان كلاي لم يهتم – نعم لقد كنت أريده عرسا بسيطا صغيرا ولكنها لم تصغ إلي فقد كانت طوال حياتها تحلم بعرس كبير مهيب ولم يكن أمامي سوى الموافقة .
نعم كان لابد ان يوافق فهو من المراعاة لشعور الآخرين وعدم الأنانية .
وحيث أنها أتت على موضوع زواجه الاول فقد كان هناك موضوع ثان بحاجة الى بحث ولكنه كان صعبا عليها التطرق اليه اخدت نفسا عميقا ثم قالت كلاي هل سيكون بإمكاننا أنجاب أطفال ؟
فشعرت به يجفل ولكن صوته كان هادئا وهو يجيب هل تريدين هذا ؟
فاعترفت قائلة – أنا ... أنا أريد ان يكون لدينا أطفال ولكن أذا كنا ... اعني أذا كان علينا ان نتكفل أطفالا فليس لدي اعتراض على ذلك .
لقد جاءها الحظ للمرة الثانية في ان تربي ابنتها فإذا لم يكن بمقدور كلاي ان يمنحها أولادا فسيكون لديها الحق في ان ترعى أولئك الذين هم بحاجة ألي بيت و أبوين محبين كما سبق واتخذ هو وزوجته فرانسي .
قال ضاحكا – آه أنني اعرف ما تقصدين انك تظنين لأننا نربي ونرعى فرانسي أننا أنا وأنت لا نستطيع الإنجاب .
أنني أسف كان علي ان أوضح هذا الأمر ولكنني أنسى دوما أنها ليست من لحمي ودمي .
سكت برهة ثم عاد يقول – حسب ما اعرفه فانا بإمكاني أنجاب الأطفال ولكن بعد زواجي اليسيا بسنتين نشا في بطن اليسيا ورم ليفي ما استوجب عملية استئصال ولقد حطمها هذا ولكنني شعرت بالارتياح لان الأمر اقتصر على هذا وبقيت هي سالمة .
كان صوته وهو يتكلم قد أصبح خشنا وأدركت تمارا ان ذكريات ذلك الوقت العصيب كانت قاسية حين يكون على زوجته الرائعة الجمال ان تضحي بإنجاب الأطفال لكي تتمكن من العيش وإذا بها تموت بعد ذلك وهي مازالت شابة . (الامل المفقود)
وتابع قائلا – بعد ذلك بسنوات كنا مشغولين بمتابعة الدراسة لنيل شهادات اعلى ومن ثم ابتدأنا في العمل بمهنتينا ولكن عندما استقرت حياتنا بدأنا في البحث عن طفل نتكفل بتربيته والاعتناء به ثم وجدنا فرانسي وكانت طفلة جميلة أكثر مما كنا نتمنى فلو كانت ابنتنا حقا لما أحببناها أكثر .
سرت كثيرا في أعماقها لحصول ابنتها التي أرغمت هي على التخلي عنها على هذه الأسرة الرائعة التي أحبتها كابنة لها حقيقية .
وقالت – أذن أذا كانت توافق فانا أريد ان يكون لنا أخوة لفرا نسي ..
فقال – ليس أحب إلي من ذلك .
وفيما بعد عندما جلست تمارا في غرفتها عادت بها الأفكار الى حديثهما ذلك عن تربية فرانسي لم تكن تريد التفكير في هذا الأمر فهو موضوع يسبب لها الكثير من العذاب هل من المفروض ان تخبر كلاي أنها والدة فرانسي ؟ أم تترك الموضوع ولا تقول شيئا ؟
لم يكن بإمكانه ان يعرف ذلك إلا إذا هي اعترفت فليس هناك سوى والديها وكذلك بول والأس الذين يعلمون بأنها أنجبت طفلا ومن المؤكد أنهم لن يخبروا أحدا وهي لم تتصل بوالديها منذ فترة طويلة وكان ذلك عبارة عن حديث هاتفي قصير تمنت لهما فيه عطلة سعيدة
كانت تحية جوفاء حيث ان الحديث كله كان باردا متكلفا أما بول والأس فكان مرتبطا بشرف المهنة لا يفشي سرها .
لم يكن لدي والديها فكرة عن أنها تبحث عن ابنتها وسيكون رعبهما بالغا لو إنهما علما بذلك حتى إنهما لا يعلمان ان تمارا في سان انطونيو ومع ذلك فستكتب إليهما غدا ورقة تبلغهم فيها بأنها ستتزوج . (الامل المفقود)
أتراها ستسبب أي ضرر لكلاي بإخفاء سرها عنه ؟ لم تستطع ان ترى سببا لذلك وليس ثمة حاجة لفرا نسي بان تعلم بأنها هي أمها الحقيقية كل ما كانت تريده تمارا هو حب ابنتها لها ولو كانت اليسيا ما زالت حية لكان هذا من تمارا شيئا حقيرا ولكن اليسيا ميتة ألان وعليها هي ان تمنح ابنتها كل الحب الذي يحتاجه الأطفال .
لقد أفلحت تقريبا في أقناع نفسها بان لا ضرر من وراء حفظ سرها ولكن ماذا سيكون شعور كلاي لو انه علم فيما بعد بما كانت تخفيه عنه ؟
لم يكن عليها ان تتساءل أنها تعلم انه سيثور غاضبا وسيعتبر ذلك شيء لا يغتفر . انه لن يتمم هذا الزواج إذا ما اكتشف ان تمارا كانت تكذب عليه وسيتألمون هم الثلاثة لهذا . ان لدى تمارا الكثير من الحب تغدقه عليهما فما الذي ستجنيه من وراء إثارتها للعاصفة التي ستدمر مستقبلهما كليا بينما بصمتها سيعيشون جميعا بعد ذلك بسعادة تامة .
كلا أنها لن تعترف برباط الدم الذي بينها وبين فرانسي . أنها مغامرة غير مأمونة .
الأفضل إذن ألا يعلم كلاي الحقيقة وستجاهد هي في سبيل حفظ ذلك السر ... الامل المفقود
انتهى الفصل السابع
|