البارت ( 22) ...
خالد ...
جالس أمام باب البيت وحاط يدي على خدي أتأمل سيارتي الجديدة .. وأشوف
الفرق بينها وبين القرنبع اللي كانت معي من قبل ..
يالله قد أيه أحس بسعادة والحياة بدأت تفتح أبوابها أمامي .. وبدأت أدخل بعالم أنا
المسيطر فيه من غير مايكون فيه من يتأمر على رأسي ويسيرني على كيفه .. أنا
الآمر وأنا الناهي ..إذا بغيت أشتغل أشتغلت وإذا بغيت الراحة أرتحت .. ما أحد له
كلمة علي .. لامسؤول ولاضابط ولاوزير ..تخليت عن وظيفتي في العسكرية لأن
مالي القدرة على تحمل أوامر توجه لي وغصب عني تتنفذ .. ضغطت على نفسي
حتى أستمر ولاقدرت .. أنا أنسان حّر نفسي ماخلق من يجبرني على شئ .. لأجل
ذا تخليت عن حلم " أبوي " بكوني ضابط ..
حاولت أدور رزقي بطرق سهلة ..ومافادت معي ولاجابت نتيجة .. بالعكس الحال
كان من سئ إلا أسؤ ..من بائع خضرة لحمّال وختمتها " بمهرب " خفت بالبداية
وأستصعبت الفكرة ولاحت لي بالمخاطر اللي بتعرض لها بالطريق .. لكن بعد
انقلاب حالي بهالسرعة وتغيرت حياتي للأفضل تندمت لأني تأخرت كثير بإتخاذ
هالقرار ولاني بندمان عليه .. ولو كان غلط مايهم أعتقد غالبية الناس عايشين
عالغلط وحياتهم ماشية بالتمام .. مهم بأحسن مني ..
قمت من مكاني وأنا أتنفس الراحة .. ودخلت للبيت بعد ماسمعت المؤذن يأذن في
القرية للمغرب .. ولقيت جليلة مزينة السفرة بما لذ وطاب .. وأبوي جالس يفطر
سلمت بهدوء وجلست عن يمينه .. ومدت لي جليلة بالتمر .. أخذت منها حبه
وسميت وأكلت منها وأنا أردد ثبت الأجر إن شاء الله .. لكن حسيت بغصة منعتني
أكمل وشي بصدري موجعني تحملت عليها وشربت مويه أطفي لذعة الوجع وفكرة
وحده ببالي ما غلطت ما غلطت ..
ومن بعد الفطور تفرقنا اللي راح يصلي واللي راح يلم السفرة ..اجتمعنا مرة ثانية
من غير أبوي اللي راح لبيت جدي عبدالله .. جلس سلطان جنبي وأنا اقلب في
الجوال من غير مالتفت له .. قال بتملق : ماشاااء الله جوال جديد .. ورني خلني
القي نظرة عليه ..
طنشته ولارديت عليه ..دق نواف بذي اللحظة .. وقمت عنهم وفتحت الجوال وأنا
أرحب فيه ..
قال بمزاح : يرحم زمان أول يوم كنت أدق وترد علي بنفس خايسة .. لعنبوها من
فلوس كيف تغير النفوس ..
طلعت برى البيت وقفت عند سيارتي وأنا أرد بتأكيد : قلتها بنفسك .. المهم
مادقيت لله إلا ورآك شئ .. عطني المفيد ..
قال بهدوء : طلعة جديدة .. أنا وأنت بس .. محسن تعذر عنها أمه مريضة ..
وبعشرة الاف لكل واحد .. وش قلت ؟؟
قلت بسرعة وبدون تردد : تم .. متى طيب ؟؟
ضحك وقال : الحين لو تبي .. لكن خلها لبعد الساعة 9 في الليل وتعال عندي
نمشي سوا .. وبتحذير .. ولاتنسى سلاحك ..
تممت معاه الأمر وقفلت منه ورحت لجليلة وخبرتها تجهز أغراضي .. قالت
بطفش : بتمشي مرة ثانية .. يآخي حرام عليك .. ماعاد صرنا نشوف وجهك
بالأيام .. وش الشغلة ذي اللي ماخذتك عنا ؟
قلت بهدوء : ماشبعتي من خشتي طول السنين ذي .. أربع وعشرين ساعة
متقابلين أنا وأنتي لاشغلة ولامشغلة .. خليني أشوف رزقي دام أنه تيسر لي ..
تركتها ورحت أجهز نفسي .. وبعد ساعة خرجت عندهم وأبوي جالس معهم ..
أنتبه للأغراض اللي شايلها وقالي بأستهزاء : على وين يامهوّن ؟؟ لاتقول شغل
بعد ؟؟
جلست جنبهم وبنفسي أن أشتغلنا ماعجبهم وأن جلسنا ماعجبهم ..ما عاد عرفت
لهم ..
قلت لأبوي وأنا العب بالمفتاح بيدي : ورآي عمل وأستدعوني ..
ضحك بسخريه : هههههه عمل .. بالله عليك .. ماخبرت بالأعمال تجلس كل
يومين وهم مستدعينك .. وببرود ونظراته تتفحصني .. ماظنتي إنك بخالي .. لكن
روح الله يسهل عليك ...
قمت وسلمت على رأسه براحة : ايه الله يسلمك ما أبي منك غير الدعاء ..أشوفكم
على خير ..
تركتهم وسلطان مشى معي وهو يترجاني أعطيه مفتاح السيارة القديمة ..
وببساطة طلعت المفتاح وأعطيته وهو منصدم ؟؟ قال بتفاجئ : من جدك ..
عاادي أستخدمها من غير ما تكسر ظهري ..
قلت ببرود : ماتبيها هاتها ؟؟
دخل المفتاح بجيبة بسرعة وتعلق فيني وهو يبوس رأسي وبعباطة قال : رووح
ياأخوي الدب .. ربنا يفتحها بوشك ..
تركته وركبت سيارتي وسميت بالله ومشيت وأنا أحس براحة لأني قادر أقدم شئ
لأهلي ولو كان بسيط ..
********************************
سمارا ...
خجلانة جدا ومالي وجه أقابل عادل بعد الكلام اللي قلته له ..لي يومين ماقابلته
من بعد اللي صار بيننا .. غلطت بحقه وكمان غلط فيني بس أستاهل لو أحد غيره
ماكان خلاني سالمة .. ومن بعدها ماعد مر على بيتنا مع أن أخواني يجتمعون
بعض الأحيان عندنا لكن من دون تواجدة .. أفتقدته وأفتقدت أبتسامته الحنونه لي
.. هو غير من بد أخواني الهادي .. وعمره مارفع صوته علينا دائما مسالم
وحنون وطيييب معنا ..
حاولت فيني أمي
غادة أجي عندهم على الفطور وتعذرت منها بأني جاية من
الدوام وتعبانة .. كله خجل من مقابلته .. أما اليوم ماقدرت أتعذر دام أنها إجازة
وهمس محضرة عند أمي من عصر .. قمت سويت لي حلى وسويت شربة خضار
من اللي يحبها عادل وأخذتها وعلى بيتهم .. دخلت وسلمت عليهم ورحت أوقف
مع أمي بالمطبخ أشوف وش ناقصها والأفنديه همس حاطة رجل على رجل يقال
أنها متوحمة ومو طايقة ريحة الأكل ..وبعد ماجهزنا السفرة أجتمع العيال وأبوي
نايف وبقي عادل نائم .. أخذتها فرصة حتى أنفرد فيه وأتعذر منه .. طلعت
لغرفهم ودقيت عليه ولارد .. فتحت الباب بشويش وسمعت حسه بالحمام ..
تركته ورجت جلست في الصالة المقابلة لغرفته .. وجلست أستغفر وأدعي قبل
الأذان لحد ماطلع .. قفل باب غرفتة وطالعني ببرود .. قمت له وهو واقف مكانة
ماتحرك .. استحيت أرفع وجهي له من خجلي يوم أتذكر كلامي ..
قلت وأنا أفرك يدي بتوتر : آسفه ..
أستغربت قلت يمكن ما سمع .. رفعت رأسي له كان على نفس هيئته ما تغير ..
قربت منه وسلمت على كتفه وأنا أعيد الكلمة بصوت أعلى : آسفه ..
مارد كمان .. أبتعدت خطوة عنه وأنا أحس بغصة ناشبة ببلعومي ..
قلت بتردد : ما بتسامحني ..
رفع يده لشعري ولعب فيه وقال بهدوء والأبتسامة تزين وجهه : أمشي بيأذن
الحين .. بعد الصلاة بأتفرغ لكي أما سامحت أو بتندبغين على كلامك لي ..
قلت بسرعة : عندك فيني أستاهل والله .. بس دخيلك لاتزعل علي .. وقسم بالله ما
أهتنيت طول اليومين اللي فاتو وأنا مزعلتك ..
صاح جابر من الدور الأسفل منزعج : ماودكم تجون .. ترآآه أذن ..
سحبني عادل معاه وأنا فرحانه أنه رضي علي ..وكأني كسبت الدنيا ومافيها وأنا
اشوف العائلة ملتمة والرضئ طاغي عليهم ..
ومن بعد الفطور جلسنا شوي مع بعض على قهوة وسوالف وضحك بحدود مانقدر
نتعداه بوجود أبوي نايف .. وبعدها قاموا كلن راح له مشوار وبقي أنا وأمي
غادة وهمس .. وأنشغلت أمي تكلم واحد من خالي بالتلفون ..
قالت همس وهي تقترب مني وتهمس لي بشويش :كيف أحوالك أنتي ورويشد
العلة ..
قلت ببرود وبدون ما التفت لها وأنا شاغلة نفسي بالريموت أقلب القنوات : تمام
.. سكت وبعدها ضربتني على كتفي وقالت بزعل : ماتلاحظين هالفترة ماعاد
سرتي تحكين لي عنك وعنه ..سرتي كتومة .. وكل ماأسألك قلتي تمام ..
تأففت بضيق وقلت : همس وش تبيني أقولك .. أنا من أشكيلك قمتي على فيصل
أنت السبب وأنت الغلط .. كأنه عالم باللي بنفس صاحبه ..وتخرب بينك وبينه على
أشياء تافهة ..
قالت بغيض وبصوت منخفض وهي تكز على أسنانها : أشياء تافهة .. يومنه يقعد
يسبك ويتلفظ عليك أشياء تافهة .. لاتفقعين مرارتي يا أم الاشياء التافهة ..
قلت بضيق وتردد : راشد طيب بس بعض الاحيان يقلب ويسير شّري إذا عاندته
..والمشاكل ذي حاصلة دائما بين الأزواج ..فشئ طبيعي اللي يسير ببداية حياتنا
..ويكفيني حبه لي من غيرته علي ..
قالت همس بإستهزاء وهي رافعه حاجب : من جدك أنتي ؟؟ لا وبعد يحبك ؟؟
لايكون أخيرا نطقها بعد فترة الجفاف اللي عشتيها معاه ..
كرهت نبرة الأستهزاء اللي تتكلم فيها وتحسسني بخيبة حياتي ..
قلت بملل : يكفيني إني أحس فيها ..
ضحكت بسخرية وهي تضرب على كتفي : طيب يا أم الأحساس .. خليها تنفعك
أحاسيسك لامنه مردغك ..وكرّهك بحياتك .. مثل ما لسانه وسخ ترى بعد يده
أوسخ منه ..
سرت قشعريره بجسمي يوم تذكرت الآلام يدي لما بغى يكسرها لي بالسيارة
ومسحت عليها بهدوء وأنا أقول : يعني أيش تبغيني أسوي .. أتتطلق ..
تحسبينها سهلة .. لسا في بداية حياتي معاه وأتطلق ؟؟ صعبة والله صعب علي
هالمسمى ..
هذي هي الحياة راح تواجهنا صعوبات ومشاكل بنقدر نتخطاها ..مو من أول
مشكلة حكمنا عليها بالفشل ..
وربي أنا أقول لها ذا الكلام وأحاول أقنع نفسي فيه ..
ربتت على فخذي وقالت بهدوء : أعتقد أنك أعرف مني بحياتك ..لا تجبرين نفسك
وتحملينها فوق طاقتها ..إلا كرامتك ياسمارا لا تستهيني فيها ..وحتى لو تطلقتي
منتي بأول ولا أخر وحدة تطلق .. كثير غيرك تطلقوا وعاشوا حياتهم وتزوجوا
وكأن الطلاق ذا ما مروا فيه أبدا ...
صحيح فكرت بالطلاق أكثر من مرة بس في حال ماأتخيل نفسي مطلقة على طول
أمحي الفكرة من بالي .. لقب المطلقة مكروه وكابوس مرعب لي .. راشد أنسان
متقلب كل شوي بوجه وتزعجني تقلباته ولكن وقت مايظهر لي وجهه الطيب
أنسى نفسي وأسمي والعن نفسي أكثر من مرة على أني فكرت بالطلاق.. صعب
جدا علي أبتعد عنه .. ماأتخيل فكرة كوني غريب علي ..خمس سنين وأنا متعلقة
بأسمه .. صعب الحين أمحيها بشخطة قلم ..
يوم كنت أروح لهمس ببيتها كان بعض الأحيان القاه عندهم .. وهمس ماكانت
تقصر تحكي لي عنه وعن فيصل وعن مغامراتهم .. وكنت أتعلق فيه أكثر ..
صحيح هو قريب لنا من جهة الأخوال بس من الجماعة البعاد .. وماكان في أي
احتكاك لنا معهم .. ماعرفناه إلا عن طريق فيصل .. ومع الأيام خطبني وكنت
بنجن ماصدقت وحسيته حلم .. وربي كنت اتخيله حلم بعيد المنال .. والحمدلله
تحقق حلمي فيه .. وبعد سنتين الخطوبة توظف وطلب نكتب الكتاب ووافق أبوي
وتم الأمر .. كنت في البداية طائره فيه وبانيه أحلام وأمال وعايشة معاه من
طرف واحد قصة حب كبيرة .. أما هو فكان طيب وحنون وذوق بس بااااارد شوي
بمشاعره .. ماكان بإندفاعي .. وعمري ماسمعت أحبك وألا حبيبتي والا روحي ..
وأنا صرت مثل المسجل أرددها على أسماعه في الصبح والمساء وأنتظرتها منه
لكن بدون فايدة وهذا علقني فيه أكثر ..
غبية أو ساذجة يمكن ..جاهلة بأمور الحياة أكيد ..
لكن بعد شهرين من ملكتنا أختفى عني شهر كامل أدق عليه مايرد.. أدق على
أهله يقولون طالع .. نائم .. في العمل ..خفت أكون مسويه شي خلاه يزعل علي
أو يعافني .. فكرت وأنجنيت من التفكير مالقيت شي غلطت فيه ... دائما شايلته
على رأسي ومو مقصره معاه أبد .. وبعدها رجع لي راااشد ثاني .. وجه بشع من
راشد الحنون .. أنسان شكاك .. غيور بجنون .. ومؤذي .. وصاحب لسان سليط
جارح .. خفته .. وكرهته ..وحزنت عليه .. وحزنت على نفسي أكثر .. من وقت
مايوجعني يرجع يتعذر بس بطرق غير مباشره .. عمره ماقال هالكلمتين آسف
وأحبك ..حسيت أنه بينه وبينها عداوة .. هربت منه ومن التفكير فيه بالوظيفة
وبمرض أبوي ولهيت عنه .. لكن لازم يظهر بين فترة وفترة ينكد علي .. وإلا
الأن مافي أي تحسن نفس الحال على ماهو عليه ..عندي أمل وهالأمل هو الحلم
الوحيد اللي متمسكة فيه وعايشة على أمل تحقيقه برجوع راشد القديم لي حتى
ولو كان جاف .. ابيه ..
أنتبهت من سرحاني براشد على هزت أيدي من همس ..
قالت بمزاح : خذا عقلك هالراشد من يوم جبت سيرته سريتي بأحلام خخخخخخ ..
قرصتها على كتفها منحرجة يوم أنتبهت لضحك أمي علي .. عسااك بالمرض
يافضيحة ..
قالت وهي تشرد وتروج جنب أمي : وجع .. قرص عجيز جعل أيديك للكسر
..جزاء لك ماني بطابة معك السوق ..
كشيت عليها بقرف : مالت عليك من زين مرافقتك ومن زين ذوقك .. فكه من جحا
غنيمة ..أنزل لوحدي أفضل لي ..
أبتسمت أمي وهي تمسك همس وتسد فمها : خلاص خفنا الله أنتم برمضان
ولسان الوحدة هالطول ..وبتهديد لي .. وأنتي الثانية تنزلين ولاترجعين ألا وأنتي
محملة أكياس .. راح الوقت عليك يالخبلة ما أشتريتي شي لزواجك وعمامك
بيجون بعد يومين مابتفضين لشئ ..
أشرت لها من عيوني وأنا أقوم وأروح للبيت ..نزلت السوق بعد صلاة العشاء
على طول أنا وهمس طبعا جابر معنا لأن رجل همس مايرضى لها تنزل وحدها
لازم يكون فيه رجال معها .. وأشتريت كم غرض وماقدرت أطول أكثر .. أكره
السوق برمضان كره اعمى ما أطيقة ولا أطيق زحمته وبطبعي ما احب السوق
برمضان ..دائما أخلص أغراض العيد قبل رمضان ويجي الشهر وأنا مرتاحة
بالبيت أصلي صلواتي براحة من غير مما أشيل هم السوق ومقاضيه .. والمرة
ذي مضطرة أحضّر لزواجي المحدد بعد العيد ..
رجعت من السوق ونزلت من السيارة وراحت همس لبيت أبوي نايف وجابر أخذ
السيارة وطلع وأنا شلت أغراضي وعالبيت ..
دخلت من الباب ورميت الأكياس عند الباب وعظامي أحسها بتتكسر من الفرفرة .
ناديت على سومين وأنا أنزل الغطى عني غير مدركة بوجود شخص ثاني معي
..وبالتفاته مني أنتبهت لوقوفه خلفي .. تفاجأت وبغى يوقف قلبي من وجوده
عندي وملامحه جامدة ..
قال ببطى وهو يكز على أسنانة : وين كنتي ؟؟
بلّهت فيه وعيني على حواجبه المعقودة وببالي أمد يدي حتى أفك هالعقدة
وتريحني ..
مسك ذراعي بيده وقربني منه وبغيض قال : أحكي مع جدار أنا ؟؟ أنطقي وين
كنتي ؟؟
قلت ببرود وأنا أسحب يدي منه وابتعد عنه مسافة بسيطة : وين يعني أكيد في
السوق .. ماتشوف الأكياس اللي داخلة فيها ..
قال بنفس الغيض : عارف أنك بالسوق ماني بعمي .. لكن مع مين نزلتي ؟؟
لايكون لوحدك ؟؟
أبتعدت عنه وتوجهت للأكياس وجلست أشيل فيها : مع جابر.. وبسخرية .. سؤال
ثاني أخ راشد حاب تستفسر عنه ؟؟
التفت له أنتظر منه جواب لكن لقيته مبتسم وقال بخبث وهو يشير للأكياس بعينه
: أهاااا في السوق وش شريتي منه ؟؟
بلعت العافية وأنا أضم الأكياس بقوة وأصيح بسومين : سومين وعلة تعالي ..
ضحك بقوة وبنذالة قال : وريني وش شريتي .. وبغمزة .. ظنتي أنها لأجلي
وإلاااا ..
جت تسومين بهاللحظة ورميت عليها الأكياس بعصبية : بسرررعة فوووق ..
خرعت المسكينة وشالت الأكياس وطلعت بسرعة على ضحك راشد اللي يرج
البيت ..
قلت وأنا ماشية :بروح أجيب لك القهوة ..
دخلت المطبخ حاطة يدي على قلبي ..وضحكته لعبت بقلبي لعب ..وبخوف قلت
بنفسي : دخيلك ياراشد اليوم حلو من أوله لاتقلب نهايته لنكد ..
جهزت دلة القهوة ومعها تمر وحلى .. وأخذتها له .سولف لي شوي عن الزواج
ومين عزم ومين ماعزم ..
قمت صبيت له قهوة وقلت وأنا أرجع مكاني وبهدوء : على سيرة المعازيم ..ترى
عمامي بيعتمرون وبيجون عندنا بجدة ..عزمهم أبوي نايف ولبو له العزيمة ..
بهت وجه وجمد وهو ماسك الفنجان بيده .. وثواني ونزل الفنجان عالطاولة
وعيونه أحتدت وبهدوء قال : قلتي أعمامك .. امممممممم .. ووين بيجلسون ؟؟
خفت من هدوءه ومن نظرة عيونه وشكل الليل مو معدي على خير..
قلت وأنا أبلع ريقي : بيجلسون هنا .. ببيت أخوهم ..
قال وشرارات الغضب تنطلق من عيونه : لا ياحلوة مايجلسون هنا .. يأخذون لهم
أي شقة مفروشة ويندفسون فيها .. ليه شايفين بيتكم سيبل .. وبعدين من متى
الأخوة ذي ؟؟ خبري بعمي الله يرحمة مقطوع .. ماأحد سأل عنه من أخوانه حتى
تجين أنتي وبكل بجاحة تستقبلينهم عندك .. وبسخرية .. مسوية لي مره مضيافه
أنتي وشكلك ..
قلت ببرود : مهما صار بينهم يبقون أخوة .. ماني بطاردتهم عشان أشياء مالها
معنى .. يظلون عمامي أن طلعت أو نزلت .. وبيت أخوهم مفتوح لهم بأي وقت ..
ضرب يده عالطاولة وبكره : لا وربك مايطبونه وأنا فيني عرق نابض ..
وبغموض .. صاحي لك أنا .. وشغل العمام الللي طايرة فيه الحين عارف وش
مقصدك منه .. العلم وجاك .. إن طبوا البيت لغير الزيارة بس لتشوفين مني اللي
عمرك ماشفتيه ..
قمت عنه وقلت بتحدي وأنا أقرب من الباب : بيجون ياراشد .. وخيالاتك المريضة
أحتفظ فيها لنفسك .. لا أحد يسمعها منك تراهم ماهم بمثلي يسمعون ويسكتون ..
فتحت الباب وطلعت وقفلت بأقوى ماعندي وخرجت برأ البيت رائحة لبيت أبوي
نايف .. أو هاربة بالمعنى الأصح من غضبه .. كرهت قلبي .. وكرهت راشد
وكرهت ضعفي أمامه .. أستاهل .. كل ماسكت عنه كل ماتمادى أكثر وتجبر علي
.. ليتني ما عرفتك ..
دخلت عند أمي ولقيتها جالسة تتابع التلفزون وهمس راقدة جنبها عالكنبة سولفت
معاها شوي أحاول أغير مودي .. وأنسى اللي وراي بالبيت وبعد ساعة تأكدت من
ذهابه ورجعت البيت ولقيت صحن الضيافة محذوف لآخر الصالة والتمر والحلى
مرمية بكل مكان قمت أشيل النعمة عن الأرض وبسخرية قلت بنفسي .. كويس
أنه فرغ غضبه فيها ولا فيني ..طلعت غرفتي مالي خلق أتكلم مع أحد أو أشوفه ..
يكفي إني غصبت نفسي أجلس مع أمي وأنا مخنوقة ومحترقة من راشد .. أخذت
جوالي من الشنطة وتوقعت يكون فيه أتصال منه أو رسالة .. وصدق ظني يوم
شفت أسمه على رساله ... فتحتها وأوجعني قلبي وتندمت أني فتحتها ..
ماكفاك ياراشد ..
( والله ياقفلتك للباب لقفلت قلبي عنك ) ..
***************************
صعب ...
متوجهين لبيت الله وشادين العزم له .. وبجنبي ميمتي الله يخليها لي .. وسيارة
صالح قدامنا معاه أخوه متعب وأختي طيبة وبنات فايز وبنات متعب وبنت أخوي
فهد .. وورانا سيارة ماجد ولد متعب معاه اخوه عمران ومصلح بن فايز واخوه
سلطان وعبدالله بن فهد والشيخ سالم ..وبقي ورأنا بالديرة أبوي وعيال فهد
وفايز وبقية الشباب .. كنا مخططين أننا بنعتمر وبنجلس يومين بمكة وبعدها
بنرجع لكن جانا أتصال من أبو عمار خرب التخطيط علينا وبعد حلفان ويمين
عظيم ألا مانبيت الا ببيت سطام الله يرحمة .. وفطورنا وعشانا عنده .. والله أنه
رجال أجودي وكريم وفيه الخير .. ولاقدرنا نرد طلبه ..
أستغفرت أمي بصوت عالي والتفت لها وقلت : ها يأم فهد أربك تشكين من شي؟؟
قالت بضيق : ايه . أشكي من الموت اللي تبي ترميني فيه وبعدني ماوصلت لمكة
ضحكت من انزعاجها علي : هههههه افااااا يأم فهد .. ليه شايله علي ؟؟
قالت منزعجة : بتذبحني أنت والمخبل اللي معك .. وش ذا السرعة معكم ..
وبزعل .. أن تسان بتجلسون على ذي الحالة عودّبي للبيت جنب رجلي .. ومدري
وش خلاني أطاوعك وأتركه بريحاته ..
وبخبث قلت : ايووه أثرك محترقة على رجلك وماكان ودك بفرقاه .. ويوم أنك
تيبنه هالكثر وراك تناقرين شيبتك في كل مقعاد ..
قالت بحزن : جعلني قبله والله مايهنى لي مقعد بدونه ومايعرفلكم الا هو لو تسان
انه معنا ماتسان أمداكم تطايرون طول الطريق وكلن يقول جاييك ياموت ..
عدلت مراية السيارة أشوف البقر اللي يتمايلون بسيارتهم وراي .. مخبّل ليت أمي
تدري عنكم والله مايردكم شي عن عصاتها .. قلت بهدوء وأنا أرفع جوالي أدق
على الهمج : الله لايخليني منك يم فهد لا أنتي ولا أبو فهد .. سلااام .. نبي نوقف
عند محطة نعبي بنزين .. جنبوا على أول محطة ونتفاهم ..
قالت أمي : وراكم توقفون الحين ؟؟
قلت وانا اشوف المحطة من بعيد : نبي نعبي بنزين الله يسلمك ونشتري لنا سحور
ونبي الحمامات .. ماتبين الحمام بعد ؟؟
قالت وهو تتوجع من ظهرها : أخاف اني لوقمت لها بأنسدح فيها .. ظهري
بينكسر ماوصلنا .. لكن خلني هني وانت روح الله يسهل عليك ,, وانا بتحراكم ..
نزلت من السيارة ورحت لسيارة العيال ولقيت متعب قدامي لعن خيّرهم .. كويس
ريحني من مهاوشهم ..أنا مدري وش خلاهم يتبعونا .. وش هالطواعة نزلت
عليهم .. رحت أشتريت سحور من مطعم بخاري يكفينا كلنا وأستنيتهم لحد
ماخلصوا ومشينا مسافة بسيطة وجنبنا على جنب الطريق ونزلنا وتسحرنا
وأرتحنا شوي وكملنا طريقنا لمكة ..
وصلنا للحرم لبيت الله الطاهر .. وأمتلأت نفوسنا بروحانية هالمكان ومنظر
هالجموع الغفيرة سااجدين أما بيت الرحمن يطلبون مغفرتة وعفوه منظر يقشعر
له الأبدان .. مسكت بيدين أمي لحد مالقيت لها عربية وركبتها فيها ومشيت بها ..
رددت على أسماعها تدعي لي .. محتاج لدعائها و محتاج لمغفرة ربي عن خطاي
وزلاتي .. وماقصرت بكل خطوة نخطيها دعت لي بصوت عالي .. جعلني فدئ
مواطي رجليها ..خلصنا عمرتنا على خير .. وبإذن الله أنها عمره مقبولة ..
وتوجهنا لجدة بدون أي توقف .. وكان جابر ولد سطام منتظرنا عند بوابة مكة
بسيارته .. مشينا وراه حق ساعة لحد ماوصلنا لبيتهم .. لاإله إلا الله .. ماتوقعت
أن بيتهم بهالكبر .. أٍرضين مسورة بسور كبير حولها وفي وسطها فلتين .. وبها
من الخضرة والشجر ماكأننا بجدة .. رحبوا وسهلوا فينا .. وفضوا لنا قسم كامل
ببيت سطام يكون للرجال .. أما النسوان دخلن داخل البيت .. رميت حالي على
فراش مجهزينه لنا من قبل مانجي وأنا ما أسوى بصلة من التعب .. شدينا شدة
وحدة من الجنوب لمكة وبعدها أعتمرنا وشدينها على جدة .. صراحة إنجاز
نستحق عليه مكرمة .. وخفت على أمي أكثر شي من جلسة السيارة .. ماكان
ودي أنها تجي .. الطريق صعب عليها وبيتعبها .. لكن عيت لنا وحلفت يمين
مانطبه من دونها .. واليوم كله تحامل على نفسها وكل ماأقولها يومه تعبانة
صاحت فيني أنت تبي تمرضني والسلام .. حلّ عني باقي فيني شدة ..
أنزعجت من هذرة العيال جنبي .. وأعطيتهم ظهري وغطيت رأس بالمخدة ..
أحس بالأنهاك والتعب بس ماني قادر أنام .. هالأرق ملازمني من فترة ..
مصحوب بضيقة من بعد أيام جيزان .. أيام خلتني أفتح عيني على نفسي
..وتوضّح لي مدى ضعفي أمام الحريم ..ظنيت أني قادر أعيش من دونهم ..
وماأحتاج مره بحياتي .. ومكتفي بلمت العائلة .. لكن كنت لاعب على نفسي
ومصدق قوتي وخلال أيام بسيطة تبين لي حاااجتي لهم .. وحاجتي لتكوين أسرة
بعد التجارب الفاشلة اللي مريت فيها بحياتي ..تجربتين أثرت فيني وأيقنت بعدها
بفشلي .. طلاقي أنا ومزون قهرني ومع أني موافق عليه لأن من باعنا بعناه ولو
كان غالي .. مزون باعتني وتخلت عني بلحظة كنت محتاج فيها من يعينني ..
يكفي علي صدمتي بوفاة أخوي ومن بعدها زواجي المجبر عليه من شملا ..
ماقدرت أرد طلّبتها لي .. نخوتي وشهامتي عصتني أردها ..
وشوف فين وصل فيني الحال .. مجبر أطلق ومجبر أتزوج ..سرت أنسان بلا
إرادة وأنا حّر ولد أحرار .. عفتهم وعفت النسوان وعفت الحياة اللي بتخليني
مُسيّر مو مُخيّر .. وبعد سنين الجفاف ذي حسيت بطعم الحياة بعد مانسيته فترة ..
وردت الروح لي بعد ما أرتويت منها .. سرت أبي هالحياه .. أبيها ..
لكن مو معها بعد كلامها لي.. تررد على ذهني كلامها الساخر ( وش رادك عن
الزواج وأنت ماتقدر تصطلب قدام مره )..
أعرف ماقالته إلا إنتقام لكرامتها المهدورة .. لكن مو بصعب اللي يسكت عن كلمة
إنقالت بحقه .. وجزاءها راااح تلقاه قريب ...
***********************
سمارا ....
واقفة أمام باب البيت أنتظر دخولهم علينا .. فرحانة وسعيدة وأحس الدنيا
ماتسعني من الفرحة .. بعد ماكان بيتنا مظلم لفترة .. رجعت له الحياة من جديد ..
من بعد وفاة أبوي صار مظلم ماعاد فيه إلا حسي وحس أخواني وإن كان أمي
غادة تمر علينا بين فترة وفترة .. على أيام أبوي كان مجلسه مايخلى من الناس
.. زوار رايحين وجايين .. ومن بعده أظلم وبهت وصار خالي .. لكن معا حضور
عمامي رجعت له الحياة أن شاء الله دووم يارب ..
فتحت فتحة بسيطة من الباب وأشوفهم نازلين من السيارات ورجالهم محرمين ..
نزلوا الحريم بعد وفتحت الباب على وسعه وأبتعدت حتى لا أبان .. دخلت وحده
منهم تصايح ..: يااا اهل البيت جاتكم الشيخة زهره ...
وصوت من وراها : الله يهبها بوجهك على ذا اللسان اللي جعله للقطع ..
طنشتهم يوم أنتبهت لي وصاحت : سموووووووور ..
ضحكت عليها يوم قربت مني تبي تضمني ولحقتها عصات جدتي على ظهرها ..
شردت عنها وهي تأشر لي وتضحك : هههههه سمور نتواجه بعدين .. في
محاولة لإغتيالي على يد عجيز ..
أشرت لها بالسلام ورحبت فيهم وسلمت على جدتي صيته وطيبة ماسكتها هي
وجليلة .. قالت طيبة بزعل : الله يفشلك من بنت .. خبتي من بنية يامفشلتنا في
كل مقعد ..
سلمت على باقي البنات اللي شكلهم ميتين من التعب ..
قلت بسعادة : بنات ترى مجهزين لكم الغرف اللي فوق حتى ترتاحون فيها ..
وأمي صيته مجهزه لها غرفه هنا ..
قالت طيبة : يايمه ماكان كلفتي على نفسك كلنا بنجلس في مكان واحد ننام فيه ..
جلست عاللصوفا بعد ماأعطيت سومين عبايتهم : والله مابها كلافة البيت فاضي
وما أحد فيه ألا أنا وأنتم .. ولاتشيلون هم حتى أخوي جابر مو هنا راح لبيت
أبوي نايف ينام فيه .. يعني خذوا راحتكم في البيت ..
قالت جدتي صيتة وهي تتوجع من ظهرها وأرجولها : أوووه يارجيلي .. أقول
أفرشوا لي فراش أتمدد فيه وأنام عزي لحالي .. ويني ووين السفر .. لو أن الله
هداني تسان مداني مريحة على فراشي بالديرة .. كسرت ظهري سيارة ولدي
صعب جعلني قبله .. ماأرتحت بها ..
قالت زهرة بصوت واطي وسخرية ماسمعه ألا أنا وجليلة اللي جالسة عن يمين
زهرة : يا خرط هالجده خرطااااه .. حليلها المسكينة أنكسر ظهرها وهي وحدها
بسيارة ياكبرها .. وممده المقعده ومرتاحه فيها.. والبراد يهفهف فيها.. وش عاد
لو انها راكبة بسيارة مثل حقت عمي صالح .. وهي بينهم مفغوصة .. ليتها
جربت الحشرة الصحيحه معنا ذاك الوقت توجع على راحتها ..
لفيت وجهي عنها أضحك عليها وعلى تعليقها .. قالت جدتي صيته وهي تحك
أذنها : جعل من حتسى فيني للطرم ...
فطست ضحك عليها يوم هبت زهرة بجلستها بخرعه قالت بهمس : عويذا الله من
شرك وشر دعاويك .. أهب عليك من عجيز كيف دريت .. والله أن بها سكني ..
دقتها جليلة : زهرووو أنطمي لا تقوم قيامتك الحين .. استحي على وجهك ..
صايمة وماخليتي الخلق بحالهم ..
قمنا بعد ماسولفت معهم شوي .. وطلعت مع البنات للغرف اللي مجهزتها لهم ..
ومع بعض من تعليقات البنات عن جمال بيتنا .. وزهره اللي أنتبهت للمسبح
وقالت بعبط أنها تبي تسبح وتسوي روحها غرقانة حتى تشفط من الموية وتروي
عطشها وبعدين ننقذها وردت عليها
زينة لو أنها تشفط مافي المسبح كامل
وتريحهم مره وحده .. وافترقنا كلن راح ينام .. وبالعصر قمت ورحت أجهز
للفطور .. وكان بيننا اتصال أنا وأمي غادة وهمس عن الفطور .. وحضرنا
مجموعة من الصواني والمقالي والشوربات والقرصان .. وماجاء المغرب ألا وكل
شئ جاهز .. والبنات بالقوة صحو من النوم ..وجت أمي غادة وهمس وسلموا
عليهم وتعرفوا على بعض .. وعلى سوالف وهروج لهيييت كثير عن من شغل
بالي .. ونسيت ردة فعلة أو تناسيت عنها ..
شئ نغزني بصدري وقت ما أنذكر أسمه بجمعتنا يوم سألت عنه جدتي صيته :
وتسيف حال رجلتس ياسمارا ..أقفيتي عنا ذاتس اليوم ودمعتس على خدتس عليه
.. أربنه طيب ؟؟
رديت بهدوء وبالي راح له :بخير ..
قمت لغرفتي بسرعة أشوف جوالي اللي لهيت عنه اليوم كله .. وقلبي ناغزني
ويقولي .. حلّي عنه .. أتركي الهم .. لاتعلّين قلبك ..
لكن المكتوب مامنه مهروب .. شفت الجوال محترق بإتصالاته ورسائله ..
معقول دري ؟؟ بس كيف دري ؟؟ ضربت على رأسي يوم تذكرت أبوي نايف شكله
عازمه للعشا اليوم ..
ثلاثين أتصال وسته رسائل ماتبشر بالخير..
(سماااارا ردي) . (لييييه ماتردين ).. (لاتطنشيييني )..( سويتي اللي برأسك).....
(سمااااارا يازفت لاينقلب يومك أسود ردي) ...
وآخر رساله قبل خمس دقائق ..( أنا جاي وراح نتحاسب )..
حطيت يدي على قلبي .. ياربي دخيلك لايجي ويفشلني معهم .. والله يسويها راشد
.. أرتعشت يدي الممسكة بالجهاز وأنا أبحث عن رقمه وأتصل عليه .. لازم أكلمه
حتى لو كان معصب ..أرحم من أنه يجي ويفضحني بينهم .. راشد وقت مايزعل
ماعاد يسيطر على لسانه ..
دقتين ورفع الخط .. قلت وانا أبلع ريقي : الوووو..
ماسمعت ألا صوته أنفاسه الثايرة .. قال بأمر : أطلعي ..
قلت بخوف : وين أطلع .. الناس ملئ بيتنا وتبيني أطلع ..
قال منهي للنقاش : أطلعي الحين لاورب البيت لأدخل وأسحبك قدامهم .. أطلعي
أبي أتفاهم معاك ..
صابتني نفاااضة بجسمي وقفلت الخط معه .. ورحت جري لعبايتي .. والله ياليوم
مو معدي على خير .. يارب دخيلك أكفني شره اليوم .. ياربي أكفنيه ..
نزلت بسرعة وأنا ألف الطرحة على رأسي ولمحت زول وحده من البنات رائحه
للحمام .. جريت بسرعة حتى ما أحد يشوفني .. لازم يبعد راشد الحين عن البيت
.. لازم يبعد قبل مايبلي نفسه مع أحد .. وهو هائج الحين مايعرف أمه من أبوه
..
فتحت الباب ومشيت وأنا أغطي وجهي بالطرحة وشفت سيارته واقفة عند الكراج
داخل سور الفله.. مشيت خطوتين وأنتبهت أثنين واقفين برئ مو واضحة
أشكالهم مقفين عني ولابسين ثياب وشوي طلع من المجلس الخارجي واحد بعدها
أنتبه لي وصد عني وكمل طريقة للشباب الواقفين .. يظهر أنه من عيال أعمامي
..
أنطلقت بسرعة للسيارة وأنا ركبي تصافق .. وماعلى لساني غير اللهم من أراد
بي سوء فرد كيده بنحره .. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم
فهم لا يبصرون ..
فتحت باب السيارة وبتردد ركبت وقلبي مقبوض وشكله أبدا غريب شعره معفوس
ويده ماددها على الدركسون وسارح بعالم ثاني لدرجة ماحس بدخولي لسيارة إلا
لما قفلت الباب .. سكت والتفت له أنتظره يصارخ يخاصم وبأسوء الأحوال يمد يده
.. بس ماهرج ..ماتحرك .. جاااامد .. حركة بسيطة بجانب فكه دلة على أنه بشر
مو صنم ..
أوجعني قلبي من قو نبضه محتج على حال محبوبه .. مديت يدي بتردد له
وبهمس : راشد ..
مارد ولاتحرك .. هزيته بشويش وعيوني غامت بها الدموع وببحة: رااااشد..
قال بوجوم وعيونه مركزة بالخارج لدرجة أنتبهت للي شاد أنتباهه : مفكريني
ديوث وينضحك على شاربي مره ثانيه ..
غضيت نظري عن الواقفين برئ وجابر واقف معهم والتفت له بوجع : ليه.. مفكر
أني رخيصة لهالدرجة .. يعني بخونك بوسط بيتي ؟؟
طنش كلامي وكأني ماقلت شئ وقال بنفس الوجوم وبأمر : خرجيهم من البيت ..
قلت منهيه للنقاش وأنا التفت للباب أبطلع : ماجوا ببيت سطام حتى أطردهم منه
.. أقلط للمجلس وتعوذ من أبليس وخل الأفكار المريضة عنك ..
التفت لي وأمسك بيدي وشد عليها وبأمر : وصاحب الأفكار المريضة يقولك
أخرجيهم من البيت وإلا والله ماتثنينها ساعة وحدة بهالبيت وتنسين بعدها أمر
الحفلة والزواج ..
أرتجف جسمي والأفكار السوداء بدأت تلعب فيني .. ماقالها من عبث ماقالها من
عبث .. دورت على قفل الباب بعد ما ضاع عقلي عني وحاولت أفتحه ومارضي ..
قلت بخوف : راشد أفتح الباب .. راشد أفتح لا تفضحني بين أهلي ..
شغل السيارة وصابتني هستيريا وأنا أفتح الباب بقوة : رااااشد فك الباااب .. فك
البااااب ..
قال بغضب .. أخرجييييهم .. مابي يجلسون وإالا والله مايلقون لك أرض ..
التفت له بقهر : تدري أنت وش قومك .. قومك أنك فاااااسد بالأرض وتحسب الكل
مثلك ... خائف تنرد عمايلك السوداء بأهل بييييتك .. أفتح الباااااب ...
مشى بالسيارة وأنجنيت صيااااح ضربته على كتفه بأقوى ماعندي وأنا أصيح
بإنهيار :. أضربني بس لاتفضحني بأهلي .. أفتح الباااااااب الله يلعني أن جلست
على ذمتك بعد اليوم أنت مو رجااال يالكلب .. مو رجاااال ..
بكيت بإنهيار وأنا أتخيل رؤؤس أخواني وأبوي منكسه .. وبكل غضب وبكل أذى
تعرضت له وبكل خيبة أمل وفقدان حلم رفعت يدي لأقصى حد وهوت على خده ..
قراءة ممتعة ....
لاتلهيكم الرواية عن الصلاة ...
خـــاتمة ... يؤذيني اللعن حتى لو لم أكن معنية به !
مجرد أن ترى شخصاً ما يخسر شفاعة حبيبي محمد
و يطرد من رحمة الله فقط من أجل : كلمه !
فكروا جيداً
أستميحكم عذراً فالبارت القادم يحتاج إلا شحن عاطفي .. فأعتذر منكم أن حصل تأخير ..