كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
- يجب ان ابذل قصارى جهدي في هذا الكتاب وإلا فلن استطيع ان انتهي منه قبل زواجنا واقترب منها وقبلها على جبينها ثم قال لها ...
- لا تنتظريني يا "تيسا " فانا لن أنام ألان .
- ومر عليها يومان عصبيان . حيث كان "مارك " عاكفا على كتابه في حجرة مكتبه لا يغادرها قط فظلت هي بمفردها . حتى جاء يوم رحيلها الى بيت والدها . وتمنت "تيسا " لو ان تعود من رحلة شهر العسل ولا تجد "ديان " في المنزل.
ودخلت "تيسا " المطبخ لثرى "بيتر" الذي كان يتناول عصير البرتقال .
- ان حقيبتي جاهزة . متى الرحيل ؟
- على إيه حال .لن يكون قبل تناولنا الفطور إلا يضايقك ان نترك والدك بمفرده ؟
فقاطعها "ديان " الذي كان يقف على عتبة المطبخ :
- ان والده لن يكون بمفرده فانا هنا ثم أنني أريد ان اعرف أين ستذهبان ؟
- الى بيت والدي سأذهب لأساعد والدتي في تجهيزات الزواج ولم تستطع "تيسا " ان تترجم التعبير الذي كسا وجه "ديان " الذي سألها :
- ومن سيهتم بنا ؟
- ستأتي مدام " يرفتون " كل يومين .
وكشر وجه "ديان " فضحك "بيتر"
- وهل هي قادرة على الاهتمام بنا ؟ وماذا سنأكل ؟
- ان الثلاجة مملؤة عن أخرها بالإطباق الجاهزة كما ان المطاعم ليست قليلة في "لندن "
ولكنها مكلفة جدا . الامل المفقود
- ربما قد حان وقت بحثك عن عمل.
- ان القول أسهل من العمل يا عزيزتي .
وأنا في حاجة الى عمل باجر مرتفع ولذلك لا تناسبني الوظائف المعروضة علي .
- حاول ان تهبط بمستوى معيشتك .
- لا – مستحيل . ربما كان من الواجب علي ان ابحث عن أرملة ثرية أو مطلقة غنية .
وأسفت " تيسا " لأنها تبسطت في الحديث مع "ديان " كما كان أمرا ضايق "مارك " ان تعطي زوجته المقبلة درسا لأخيه . وأمام من أمام ابنه ذي السنوات السبع .
- أنا آسفة .
- لا .لقد نسيت ما حدث – انك متعبة . هذا كل ما في الأمر الم تنامي بقدر كاف ليلة أمس ؟
واحمر وجه "تيسا " خجلا .
فان " مارك " كأم معه حق عندما قال ل " تيسا " ان أخاه يسيء الفهم فإجابته "تيسا " محاولة ان تبدو طبيعية جدا .
- بلى . لقد نمت فترة كافية .شكرا ماذا تريد ان تتناول في الفطور ؟
فأجابها " ديان " بصوت حاد . ونظرة تحمل سوء نيته :
- مثل أخي "مارك " ...... ما هذا الحظ السعيد الذي حالف أخي . زوجة ومدبرة منزل في ان واحد .
واستا دنت " تيسا " دون ان تضيف كلمة واحدة .
وكان " بيتر " يراقبها . ويبدو على وجهه التوتر على الرغم من انه لم يكن يعرف سبب هذا الخلاف . وابتسمت له " تيسا " كي تحد من توتره وقلقه وأدخلته الى حجرة المائدة كي يتناول الفطور . وعلى اثر نظراتها الغريبة له خرج " ديان " من المطبخ دون ان ينطق بكلمة واحدة .
فلقد بدأت "تيسا " تكتشف جانبا مريبا لشخصيته فمن الأفضل إلا تبدي عداوتها لهذا الرجل وإلا انقلب عليها بشكل دائم وكي تحقق هذا فأنها لن تتدخل أكثر من ذلك في حياته الخاصة .
ولم يخف "بيتر " سعادته برحيله الى " اسيكس"وفي طريقه الى هناك ظل يثرثر في سعادة عن كيم وعن الرحلات التي وعده بها السيد "كإدمان " الامل المفقود
وكانت مفاجأة كبيرة ل " تيسا " ان تقوم " اليزابيت كإدمان " بدعوة ابنتها "لورا " على العشاء وسعدت "لورا " برؤية هذا الرجل الذي استطاع إقناع أختها بفكرة الزواج .
وسعدت "تيسا " – أيضا – برؤيتها . ولكنها كانت تخشى تأثير جمالها . واهتمامها بنفسها على زوجها المقبل خاصة وان زوج "لورا " لم يستطع الحضور لالتزامه بأعمال خاصة في الخارج .
ف " لورا " تصعب مقاومتها – بحق – فهي امرأة شابة. مرحة. رقيقة . أنيقة .
وأجابت "لورا " عن سؤال "تيسا " عن ابنتيها قائلة :
- أنهما ظلا بالمنزل تحت رعاية الممرضة الخاصة بهما .
- "روبرت " مريض . و"نيجل " يعاني آلاما في القلب .
وسألها "مارك "
- ما عمرهما ؟
- أربعة أعوام وعامان ف " روبرت " على وشك ان يدخل المدرسة .
فقال لها "بيتر " باندفاع غير طبيعي :
- أنا أيضا في المدرسة الابتدائية . وكنت سأذهب الى المدرسة الداخلية ولكن هذا لن يحدث لان "تيسا " ستبقى معنا اليس كذلك يا أبي .
وتردد "مارك " لحظة قبل ان يجيب .
- بلى ستذهب الى المدرسة الداخلية فيما بعد عندما تكبر .
- لماذا تقول هذا يا "مارك " بعم كل ما سيحدث لن تستطيع "ديانا " ان تطالب بحضانة ابنها .
وكانت " لورا " تراقب " تيسا " بحماسها التقليدي ثم قالت لها : الامل المفقود
آه يا " تيسا " يا له من رجل فانا نفسي أجدني غير قادرة على مقاومة الوقوع في حبه . على أية حال أتوقع ان يكون زواجكما زواجا ناجحا .
ان هذا الأسلوب يمثل ضغطا على أعصابها إذا استمر .فالجميع متفقون على ان أيامها ستكون أجمل أيام .
لو كانوا يعرفون السر الذي تسبب في زواجهما لو كانوا يعرفون أنها حتى هذه اللحظة لا تعرف شيئا عن مشاعره وأفكاره .
وكان "مارك " على موعد في "لندن " بعد الظهر ولم يدهش هذا الأمر "تيسا " التي خرجت معه حتى سيارته التي كانت تقف أمام منزل والديها . وهناك جذبها "مارك " وقبلها .
- سأفتقدك . سأفتقدكما أنتما الاثنين وسأعود بأقصى سرعة ممكنة .
لا تقلق علينا بل حاول استغلال هذه الأيام المتبقية أفضل استغلال فان مسؤوليات الأسرة التي في انتظارك سوف تشغلك عن أشياء كثيرة .
- أنا في انتظارك بمنتهى الشوق . واللهفة فإذا كانت هذه هي رغبتك ...
وبالتأكيد ان هذه ليست رغبة "تيسا " فهي لا تقوى على بعده وتتمنى لو يظل بجانبها العمر كله .
فعندما رأته . وهو يرحل أحست بان روحها تنفصل عن جسدها لتلحق به .
وجاء يوم الزفاف واجمع كل المدعوين ان حفل زفاف "مارك " و " تيسا " كان حفلا بهيجا فاخرا ولحسن الحظ ان كل شيء تم بسرعة كم هي محظوظة "تيسا " فإنها أصبحت مدام " مارك لايلاند " وحتى هذه اللحظة لا تستطيع تصديق ذلك ولقد رفعت عينيها نحو الرجل الحريص على ان يكون قريبا منها لتتأكد مما حدث لها وله .
كم هو أنيق "مارك " في حلته " مارك " زوجها – وحبيبها .
فلن يكون هناك ما يفصلها عنه أو يفصله عنها وهي تقسم على ذلك وفي الليلة الماضية ابلغها "مارك " خبرا جميلا .
لقد تنازلت زوجته السابقة "ديانا " عن رفعها دعوى ضم ابنها فبعد ان تغير موقف "مارك " الاجتماعي . علمت ان نسبة نجاح القضية ضئيلة جدا . الامل المفقود
فأحست "تيسا " و " مارك " ان خبر زواجهما قد بدا يؤتي ثماره وفي حفل الزفاف انشغل "دايان " عن أخيه بفتاة شابة هذا على الرغم من ان "مارك " طلب منه ان يكون شاهده .
فعلى الرغم من انه أخوه الوحيد إلا أنهما بعيدان عن بعضهما و "تيسا " لا تفهم لماذا ينظر إليها بحقد دائما فالعلاقة متوترة بينه وبين أخيه وزوجة أخيه .
وصلت "فيونا " في رداء أنيق من الحرير وكانت تتقدم ببطء شديد. وكأنها تسير في موكب ملكي وجاملت والي العروس . ثم رسمت على شفتيها ابتسامة باهتة ولكن عندما رأت "مارك " تغيرت ملامحها بشكل عجيب وكأن روحها قد عادت إليها .
- تمنياتي لك بالسعادة يا عزيزي "مارك " أوه و لك أيضا بكل تأكيد يا "تيسا " يا له من ثوب جميل ان تداخل الدانتيل مع الساتان والحرير الطبيعي يضفي عليه أناقة فائقة .
|