كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
الفصل الرابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
وأثناء عودتهما الى البيت بعد قضائهما النهار في التنزه . في أحياء "لندن " الشهيرة سقطت الأمطار بغزارة فحاولت "تيسا " ان توقف أحدى السيارات الأجرة ولكنها فشلت في ذلك فجميعها مشغولة منذ هبوط أول قطرة ماء ولم يكن أمامها آنذاك ألا الانتقال بالمترو . وعند وصولهما للمنزل خرج " مارك " من مكتبه ليعرف سبب الضجيج الذي كانا يحدثانه .ولكنه فوجئ بالبلل الذي أصاب ملابسهما فقال بلهفة : الامل المفقود
- أنتما في حاجة شديدة الى حمام ساخن .
فإجابته "تيسا " التي كانت في غاية الخجل من سوء منظرها بشعرها المبلل :
- هذا بالتحديد ما في نيتنا .
- لقد عملت كثيرا اليوم – ولم تكن رغبتي ان أجهد نفسي بهذا الشكل من اليوم الاول ولذلك سأذهب لأعد لك فنجانا من الشاي ألا إذا كنت تفضلين تناول شيء أخر .
- لا . فانا – بالفعل – ارغب في تناول فنجان من الشاي – وأرجو ان تعد شيكولاته ساخنة ل" بيتر" – وأكون شاكرة .
وتبعت "بيتر" على السلم .ثم قالت ل " مارك " :
- لن اتاخر أكثر من نصف ساعة .
استخدمي الحمام الخاص بي حتى لا تضيعي الوقت في انتظار خروج " بيتر "
وقدرت له " تيسا " صنيعه هذا وانخفضت درجة الحرارة بشكل ملحوظ وأخرجت "تيسا " ل "بيتر" ملابس نظيفة وأخرجت ملابسها أيضا .ثم تركت حجرة "بيتر" واتجهت الى الحجرة الرئيسية في المنزل فلم تتح لها الفرصة من قبل لان تدخلها وكانت حجرة واسعة مطلية بلون فاتح . وشعرت "تيسا " ان " مارك " قد أضفى على ديكورات هذه الحجرة الكثير بعد رحيل " ديانا " الامل المفقود
ثم دخلت الحمام وسعدت بالماء الدافئ على كتفيها . وعادت الى حجرتها حيث تركت ملابسها وفجأة وجدت أمامها " مارك " وهو
يحمل كوبا بيده وحاولت العودة الى الحمام مرة أخرى ولكنها لم تفلح في ذلك فلفت جسدها بالمنشفة وقالت :
- أنت ... أنت أفزعتني فلم أكن اعرف – لم أكن اعرف انك هنا .
- لقد أحضرت لك كوبا من عصير الليمون الساخن حتى لا تصابي بالزكام وسيكون الشاي جاهزا بمجرد ان تطلبيه .
- شكرا ولكن أمهلني عشر دقائق .
وأحنى "مارك " رأسه وخرج من غرفتها ولكن الخطأ كان خطاها هي فلماذا لم تغلق الباب عليها وكيف ستجرؤ على ان تنظر في وجهه بعد ألان ؟
ولكن "تيسا " قررت ان تتناسى ما حدث – وعندما نزلت الى البهو الكبير كان " بيتر " يتحدث الى والده عما رآه أثناء جولته في أحياء "لندن " الشهيرة فلشد ما تغير خلال هذا الأسبوع فقد أصبح مفعما بالحيوية والبهجة وبالتأكيد ان هذا قد حدث بعد ان كرس له والده بعض الوقت .
وبعد العشاء اقترح " بيتر " ان يبارز والده . وكانت مفاجأة ل " تيسا " ان يوافق " مارك " على ان يجعل طفلا في مثل هذه السن الصغيرة يقدم على لعبة بهذه الخطورة . وحتى يحد من دهشتها قال لها بعد صعود "بيتر " الى غرفته :
- ان الأطفال يجب ان يتعلموا كيف يدافعون عن أنفسهم .وكما عارضت هي وجهة نظره حاول ان يسقه بعض أرائها حول طريقة التعامل مع الطفل ثم قال :
- لماذا تتركينه يقتنع بان أمور الدنيا سهلة وغير معقدة ؟ على الرغم من انه في مرحلة تدريب .
- انه لا يزال طفلا صغيرا . فالوقت أمامه متسع لاكتشاف حقائق الواقع الذي يحيط به كما أننا يجب ان نكون متسامحين معه أكثر من ذلك . الامل المفقود
- هل يمكنك ان تتركي علم النفس جانبا ؟
قالها "مارك " وعلى وجهه ابتسامة ساخرة .
وكان الجو باردا في هذا المساء فأشعل "مارك " الحطب في المدفأة وأحست "تيسا " بعاطفة فياضة عندما رأت "مارك " يجلس أمامها
باسترخاء وتساءلت كيف يمكن ان يقضي رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة من أي نوع ليلة باردة أمام مدفأة وهناك طفل نائم في سريره فلم يثر رجل قبل اليوم مثل هذه المشاعر لديها .
ان "مارك " يجب ألا يشك – على الإطلاق – في تأثيره على مشاعر "تيسا ".
- فيم تفكرين ؟
وارتجفت " تيسا " فلم تكن تتوقع سؤالا من هذا النوع .
فأكمل "مارك " حديثه قائلا :
- لقد كنت أقول : ان هذا المكان يمثل بالنسبة لي الأمن والأمان .
- هل هناك شيء يضايقك ؟
- لا على الإطلاق – ولكنني اعتقد ان هناك ما يضايقك أنت .
- لا فانا لا اشعر بالضيق قط في الليل أمام النار . عندما تسقط الأمطار على البلاط المربع وتئن الرياح داخل المدفأة .
- لقد توقفت الأمطار منذ ساعة ونحن في انتظار توقف هبوب الرياح .
هل هذا هو أسلوبك في التعبير أم انك شاعرة ؟
- لا – بل أنا واقعية وان كان بي في يوم من الأيام ذرة من الرومانسية فإنها قد اختفت منذ زمن بعيد .
- لا اعتقد ذلك .
- أنت وما ترى .
ونهضت "تيسا " قائلة :
- سأذهب ألان لأنام وغدا أذا تحسن الجو فسأصطحب " بيتر " الى محال "لندن "
- حاولي ان تجدبي انتباهه لأي شيء عدا السيارات الصغيرة فعنده منها الكثير .
- اتفقنا .
وأثناء مرورها بجانبه امسك " مارك " بمعصمها قائلا : الامل المفقود
- أني احبك "
- ونجحت " تيسا " في ان تخفي مشاعرها عنه – وردت عليه بلهجة جافة :
- هذا لأنك لم تجد امرأة أخرى غيري هذه الليلة ولكنني أحب ان تعرف ان هذا ليس أسلوبي . بالإضافة الى انك نسيت ان ابنك ينام في الطابق العلوي .
فأجابها " مارك " :
- لقد قلت بنفسك انه نائم . كما أننا لم نعد طفلين .
- أنا اعمل موظفة عندك أذن فان أقامة علاقة قوية من هذا النوع فيما بيننا أمر غير منطقي ألا ترى ذلك .
- أوافقك – ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئا فأنت تستحقين ان ينحث لك تمثال .
- امرأة بالزى الرسمي .أمل إلا يكون هذا الأمر جديدا عليك وألان دعني ارحل من فضلك فان اللعبة التي تمارسها على لن تجديك شيئا ومع ذلك جذبها "مارك " بعنف ناحيته آنذاك ففقدت اتزانها . وبعد لحظة وجدت نفسها على الأرض على ركبتيها بين أحضانه .
- لا تقاوميني .
- اتركني ارحل .
وحاولت مقاومته – ولكنه ضمها إليه بحنان ورقة .لم تشعر بهما من قبل –فوجدت نفسها رغما عنها ترد على قبلته وتضع أصابعها حول رقبته فهي أيضا تحبه ولا تقوى على مقاومته ...
- لا – يا " مارك " يجب ان لا يحدث هذا – أنت تعلم جيدا ان هذا خطا
- اعتقد ان تناول إي شراب في هذه اللحظة سيزيد من إحساسنا بالسعادة.
- لا فانا أفضل ان اذهب الى حجرتي ألان ولنتحدث غدا .
- لا – بل يجب ان نتحدث هذا المساء .
وعادت " تيسا " الى مقعدها الذي كانت قد تركته ولكنها كانت في حالة سيئة جدا فقدماها ترتعشان وقلبها يدق بسرعة فلم تتعرض لموقف من هذا النوع قبل ذلك وها هي ذي تلوم نفسها على ما فعلت .
- تفضلي ...
- وتناولت " تيسا " الكأس التي قدمها لها " مارك "
- معك حق فانا دائما اعقد الأمور كما أنني أنسى أحيانا المشاعر الجميلة وهذا أمر لا يحتمل .
سألته "تيسا " وصوتها يرتعش : الامل المفقود
- ما الذي تنوي عمله ؟
- لاشي أكثر من ترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي فان تستبقين الصيف كله .
|