كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
إلا ان الشك كان يملا "تيسا" في قدرتها على الوصول مع "مارك لايلاند " لحل وسط ولكنها ترى انه محق في أمر بقائها مع ابنه وتوصلت لقرار لا رجعة فيه . وهو ان الأجازة الصيفية يجب ان تمر على "بيتر" بمنتهى الهدوء .
وكانت الأيام التالية فرصة ل "تيسا" كي تعتاد على البيت .
وبدأت تتفاهم مع "بيتر" الى حد أنها اصطحبته ذات مساء الى والديها.
وكانت "اليزابيت كإدمان " والدة "تيسا" معجبة بالصبي لدرجة أنها حرضتها بالفعل على ان تتعرف على والده فقالت ل "تيسا "
- لقد قرأت كل كتبه فأنت تعلمين أنني مغرمة بكتب الرحلات كما ان مؤلفاته مبهرة . هل هو أرمل ؟
- لا انفصل عن زوجته فقط .
- انه أمر متكرر الحدوث في أيامنا هذه .
- لقد تركته زوجته ولم يكن هو صاحب القرار في الانفصال عنها .
في ذلك الوقت كان " بيتر "قد خرج للتنزه مع والد "تيسا "الذي كان يتابعه بنظرة حانية وبدا على الطفل ان رغبة عارمة في الانطلاق قد تملكته ويعد عنه الإحساس بأنه صبي وحيد وتعيس فدون ادني شك كان بحاجة الى الصحبة وحقيقة ان المدرسة الداخلية تعد المكان الوحيد الذي يحقق له هذا الهدف وربما تكون الحل الأمثل حتى يكبر في مناخ سليم ومع ذلك فهي مكان يخلو من أي أحساس بروح الأسرة وهذا ما يحتاج إليه "بيتر" أكثر من الصحبة .
- انه قاس . اليس كذلك . الامل المفقود
- وكيف عرفت يا أمي ؟
- هناك صورة له على كتابه الأخير .ان الملاحظات الخاصة بسيرته الذاتية تقول :
ان عمره اثنان وثلاثون عاما فانا أتصور انه قد تزوج في سن صغيرة .هل انفصل عن زوجته منذ فترة طويلة ؟
- نعم .لقد انفصل عنها منذ فترة طويلة وإذا كنت تضعين فيه املآ لان ارتبط به فلا تفكري في الأمر فأنت تعلمين أنني لم اعد بعد حالة ميئوسا منها .وحاولت "تيسا " ان تبتسم لتحد من عنقها مع والدتها .
- أنا في مثل سنك كان عندي "لورا" وكنت في انتظارك فيجب ان تضعي هذا في اعتبارك فإذا كنت تهتمين بنفسك أكثر وتضعين ماكياج و ...
- لم أكن أبدا في جمال أختي " لورا" وأناقتها أما فيما يتعلق بالاهتمام بشعري فهدا أمر خارج الموضوع .ثم أنصتي يا أمي هناك نوع من السيدات لا يتزوجن أبدا .ومع ذلك فطريقهن واضح وسليم وخصب !
- أتريدين ان تكوني من هذا النوع ؟
- لا – لا أريد ان أكون كذلك .ولكن أذا وصلت لهذه المرحلة فسأكون سعيدة بها .
- أنت لست مضطرة لهذا .هذا ما أريد ان أفهمك إياه .فأنت ستكونين زوجة ممتازة وأما رائعة .
- لقد نسيت أمرا مهما يا أمي فأنت كنت محظوظة لأنك التقيت بوالدي فأنت تعرفين ان رجلا مثله في هذه الأيام شيء في غاية الندرة وكانت عينا " اليزابيت كإدمان " الجميلتان اللتان تشبهان عيني ابنتها مملوءتين بالمشاعر .
- ربما ان معك الحق يا عزيزتي . ولكن انظري الى أختك . فأنها تحيا حياة سعيدة مع " روجير"
كانت " تيسا " تعلم ان والدتها ليست مخطئة فأمامها أخوها – أيضا – وهو رجل جاد يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامل . وهو زوج وأب جيد.
وقالت " اليزابيت " التي قررت ألا تفقد الامل : والامل المفقود
- على إيه حال ستقضين عدة أسابيع معه . وربما في هده الأسابيع يسيطر عليك أحساس بالألفة والمودة .
وفي الصباح اليوم التالي قرعت امرأة شقراء فاتنة باب المنزل فإذا كان " مارك لايلاند " يحب هذا النوع من الجمال الزاهي –فان فرصتها ضعيفة في السيطرة على مشاعره . هذا – مع العلم – أنها لم تطمح ابد الامل من هذا النوع .
وفتحت " تيسا " الباب ودهشت الزائرة فقالت :
- هل أنت بدل المدام " كيلفتون "
- نعم أنا مربية "بيتر" ولكن السيد لايلاند غير موجود فهل هناك رسالة أوصلها له ؟
- سأكتب له كلمة .
ودخلت السيدة الشقراء وبدا عليها أنها تعرف المكان تمام المعرفة .
- هل لي ان اطلب فنجانا من القهوة ؟
وكان واضحا انه لا يوجد سر في البيت يخفى عليها فدخلت وجلست على منضدة العمل الخاصة ب " مارك " وقالت :
- ها هو ذا – ساترك له خطابي هنا . واضح ؟
وكان عمر هذه السيدة يتراوح ما بين ثمانية وعشرين وتسعة وعشرين عاما .
- إذن أنت ستقومين بالاهتمام بشؤون "بيتر " بشكل دائم ؟
- لا – فقط خلال إجازة الصيف . الامل المفقود
- أوه : هل تضعين في اعتبارك ان السيد " لايلاند " في حاجة الى الهدوء عندما يكتب ؟
- نعم لا تقلقي فسأهتم ب " بيتر " أثناء انشغال والده بالكتابة .
- ان الأطفال مشاغبون في معظم الأوقات وتصعب السيطرة عليهم وكانت " تيسا " تتمنى في هذه اللحظة لو أمسكت بلسانها .
وقال لنفسها ان هذه السيدة يجب ان ترحل فهي لم تعرف حتى اسمها فان هذا النوع من الأشخاص لا يصرح بخصوصياته أمام موظف صغير يعمل في المنزل .
ودهش " بيتر" عندما رأى هذه السيدة وأدركت " تيسا " من تعبيرات وجهه انه يعرفها .
فقالت له السيدة باندفاع ولهفة ينقصها الصدق :
- صباح الخير يا " بيتر " أمل ان تكون لطيفا عندما يعكف والدك على الكتابة .
فهمس الطفل بصوت رقيق :
- نعم يا مستر " هاموند " هل أبي موجود ؟
- لا فلقد دخلت كي اترك له رسالة .
وتركت فنجانها ونهضت وأوصت " تيسا " ان تبلغ " مارك " بأنها قد حضرت وإلا ينسى ان يقرا خطابها .
ليس هناك ضرورة لان ترافقيني . فانا اعرف الطريق بمفردي .
وتقهقر " بيتر " في الممر وحذاؤه ثابت فوق الأرض عندما مسحت مدام " هاموند " على رأسه .
وبعد رحيلها أوضح " بيتر" ل " تيسا " ان السيدة " هاموند " ما هي إلا صديقة ل " مارك "
في ذلك الوقت رأت "تيسا" ان تتولى طرح الأسئلة على "مارك " بهذا الشأن ولكنها عدلت عن رأيها فان العلاقة التي تربط بين هذه السيدة و " مارك " لا تهمها على الإطلاق فان مسؤوليتها الوحيدة هي الاهتمام بشؤون " بيتر"
وعندما عادا من منزل عائلة " كإدمان " نحو السابعة والنصف مساء لم يكن " مارك " بالمنزل ولكن "تيسا " لاحظت بعض أثار تدل على انه وصل الى المنزل ثم تركه مرة أخرى دون ان يترك كلمة واحدة ولذلك فان موعد قدومه في علم الغيب . فقامت بإعداد طعام العشاء لها ول " بيتر" فقط .
وقررت ان يذهبا للنوم مبكرين استعدادا للرحلة التي سيقومان بها لحديقة الحيوان في اليوم التالي.
وسألها " بيتر " وهو على سريره يعد نفسه للنوم .
- هل تعتقدين ان أبي قام برحلة من رحلاته ؟
وبادلته هي ابتسامة خفيفة :
- هل يصدق ان يذهب دون ان يقول لك . الامل المفقود
- غير معقول ستراه صباح الغد .
وكان تحليل "تيسا " مقنعا بدرجة أرضت " بيتر ".
وفي ساعة مبكرة من الصباح عندما دق جرس الباب نهضت "تيسا " التي لم تنم لحظة واحدة لتضع الروب على كتفيها . ونزلت دون ان تسبب إيه ضوضاء وعملت على ان تحكم سلسلة الباب قبل ان تفتح وكانت مفاجأة ان ترى أمامها " مارك "
- لقد نسيت مفاتيحي – أسف لإزعاجك .
ودهشت " تيسا " لهده الرقة المفرطة فتمنت لو ان تفهمه ان هذه الطريقة لن تغير فكرتها عنه ولكنها احتفظت بإحساسها لنفسها وسألته بصوت عال عندما كان في البهو .
- هل أمضيت أمسية طيبة .
- كانت ليلة جميلة استمرت حتى الخامسة صباحا – متى عدتما ؟
- نحو السابعة والنصف ولكننا تناولنا طعام العشاء هنا في البيت .
- لقد كان كرما منك ان تاخدي "بيتر" معك انه نائم ألان اليس كذلك ؟
- بلى – منذ وقت طويل .
وأغلقت " تيسا " الباب الرئيسي وبدأت ترقب " مارك " الذي كان يقف على بعد سنتيمترات منها وكان يرتدي بذلة لونها ازرق فاتح وقميصا ابيض مفتوح الرقبة . كما ان ربطة العنق كانت مفكوكة.
عندئذ قالت "تيسا " لنفسها . الامل المفقود
بلا شك انه قد قضى الليلة مع أحدى الحسناوات.
وترك "مارك " البهو واتجه لحجرته وبدأت تلاحقه بالأسئلة .
- هل عدت في سيارتك ؟
- لم اعد على قدمي .
- أذن عدت في تاكسي ؟
- هل تسمحين لي ان أنام ألان ؟
- يجب ان تنام فترة حتى تفيق .
وفجأة وجدت "تيسا " حبيسة ذراعيه وحاولت التخلص منه ولكنه كان أقوى منها وكانت عيناه مركزتين بقوة على شفتيها وقال لها :
- ألا ترين ما الذي أريد ان أقوله لك ؟
فإجابته بحرارة :
- أنت لست مجنون اتركني وشاني .
- بكل سرور.
قالها "مارك " ويداه تؤديان حركة مسرحية .
- لقد انتهى الدرس .
في ذلك الوقت كانت " تيسا " تود ان تكون قدماها من القطن لتقفز السلم دفعة واحدة ودخلت بسرعة حجرتها وأغلقت الباب وظلت خلفه لفترة طويلة فلقد كانت غاضبة منه ومن نفسها أيضا لأنها لم تستطع مقاومته وقالت لنفسها :
- وداعا للهدوء ....
فلقد أدركت ان " لايلاند " – الأب والابن – سيكونان سببين أساسيين في اضطراب حياتها المقبلة ... الامل المفقود
انتهى الفصل الثاني
قراءة ممتعة للجميع
|