كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
الفصل الثاني :-
بأدب جم دعت "تيسا " "مارك " وابنه للصعود الى منزلها .فلم يكن لائقا ان تتركهما في انتظارها بالسيارة وفتحت باب حجرة الاستقبال وقالت : الامل المفقود
- تفضلا فلن اتاخر .
ودخلت حجرتها وبدأت في أعداد حقيبتها فان حزم الحقيبة وفكها أحدى الخطوات الضرورية واللازمة عند الانتقال لدى أحدى الأسر .
وجمعت "تيسا " ملابس تكفيها مدة يومين وستأتي للبحث عن بقية ما يلزمها أثناء عطلة نهاية الأسبوع .
كما ان عليها الاعتذار لوالدتها .ولصديق "روجير" لأنها لم تستطع تناول الشاي معهما .
وعندما عادت الى حجرة الاستقبال كان "مارك " يتصفح أحدى المجلات وكان "بيتر " يلعب بدمية جميلة خاصة ب " بربارا" صديقة "تيسا " التي تقيم معها .
- هذه مسلية يا أبي – أريد واحدة مثلها .
وقال "مارك" محملقا في المجلة التي في يديه:
- لا. بكل تأكيد !فهذا النوع من اللعب غير مفيد على الإطلاق .
قالت "تيسا" وعيناها متجهتان نحو الصبي الصغير . الذي كان يخفض رأسه من شدة الحرج :
- هل السيد العظيم "مارك لايلاند " عدو للبراءة الى هذا الحد ؟
فسألها " مارك "
- هل أنت جاهزة ؟
- كل ما ينقصني – ألان – هو ان اكتب كلمة سريعة لصديقتي "بربارا " التي ستعود يوم الجمعة .
- خذ اللعبة يا "بيتر " فان هذا لا يضير "بربارا " في شيء .هذا بالإضافة الى أنها ستغيب عن البيت عدة أيام .
ألا ان والده قال بمنتهى الحزم :
- دعك من هذه يا "بيتر " فان عندك ما يكفيك في البيت .
وأطاع الصبي أباه بدون ان ينطق بكلمة واحدة .
وغضبت " تيسا " وشعرت انه من الواجب عليها ان تبدأ في تحذير
"مارك " ولكن كل تصرفاته تشير الى انه رجل صارم وقبل أي شيء يجب ان يتفقا على حدود معينة لا يتجاوزانها بشكل أو بأخر .لأنه من غير المعقول ان تستشير الأب في كل مرة يبدي فيها الطفل اهتماما بشيء ما !
وانزل "مارك " حقيبة "تيسا " ووضعها في السيارة ثم صعدوا جميعا وهم يبدون -بدون أدنى شك – كما لو كانوا أسرة واحدة تسعى لقضاء عطلة نهاية أسبوع حافلة ولكن " تيسا " توقفت تماما عن التفكير في شيء كهذا . فهي لا تريد – على الإطلاق – الزواج من رجل مثل " مارك لايلاند " .
ونام " بيتر " في المقعد الخلفي – وعندما وصلوا الى البيت حملته " تيسا " على ذراعيها وقالت :
- ألان ارني طريق الحمام حتى أعده لك حالما تبدل ملابسك .
ثم استدارت الى " مارك " وقالت : الامل المفقود
- اترك حقيبتي – فسآتي لاخد ها فيما بعد .
وأجابها " مارك " وهو يرتقي درجات السلم :
- ان حجرتك موجودة بجانب حجرة "بيتر " وستستخدمين معه نفس الحمام .
وفتح "مارك " بابا في وسط ممر طويل .
- ها هي ذي حجرتك يا "تيسا " إما أنا فحجرتي في أخر هذا الممر ووضع " مارك" الحقيبة على السرير الكبير قائلا :
- ان حجرة الضيوف هذه جاهزة دائما –ولذلك فمن السهل ان تجدي فيها كل ما تحتاجين إليه .
ثم استدار ناحية ابنه الصغير الذي كان يترنح من النعاس على باب الحجرة وقال :
- لا داعي للحمام هذا المساء .
قالت " تيسا " وهي تبتسم في وجه "بيتر "
- مفهوم . وسأغطيك بعد ان تنام على السرير .
ولقد كان وعدا يبدو انه اسعد " بيتر "فهمس قائلا :
- اتفقنا . تصبح على خير يا أبي .
فقال " مارك " دون ان يعير ابنه أي اهتمام :
- تصبح على خير .
وما ان شعر "مارك " بان "بيتر" بدا يخلد الى النوم حتى قال ل " تيسا " .
- أرجوك – لا تدلليه أكثر من ذلك فان عمره سبعة أعوام .ولم يعد طفلا كما انه ليس بحاجة الى من يغطيه !
وإجابته هي بنفس اللهجة :
- حقيقة أرى ان هذه أفضل لتبادل الحوار عموما كل ما كنت أبغيه هو ان أتمنى له نوما مريحا .
- حسنا يمكنك ان تذهبي ألان لتغطيه . الامل المفقود
- هذا باختصار – ما يمكنك أنت أيضا ان تفعله أليس كذلك ؟
بلى أنت تعلم ان قبلة المساء أمر ضروري وبخاصة أذا كانت من والده فأنت لن تخسر شيئا أذا أشعرته بحبك تجاهه .
- أنت لم تتعرفي علينا إلا منذ ساعات قليلة فهل هذه المدة القصيرة كافية من وجهة نظرك لان تصدري أحكاما لها اعتبارها ؟
- أنا لست في حاجة الى الوقت لكي أدرك انك تحاول جاهدا ان تجعل ابنك يسبق عمره بسنوات وأنا افهم تماما ان موقفك غاية في الصعوبة ولكن ...
وترددت " تيسا " لحظات قبل ان تطرح سؤالها .
- منذ متى لم يرى والدته ؟
- منذ ان رحلت . منذ حوالي أربعة أعوام ولو كانت تحبه بحق ما تركته بهذه السهولة .
- ربما كانت لها أسبابها الخاصة .
- هل عملك يستدعي ان تتعرفي على تفاصيل حياة الأسرة التي تعيشين معها ؟
- لا . ولكنها رغبة مني في مساعدتكما .
ثم افتعلت "تيسا " بيديها حركة مبهمة المعنى تبعتها بصوت يميل الى التسامح .
- آسفة إذا كنت تطفلت عليك محاولة ان اعرف بعض أمورك الشخصية ولكن عذري ان كل هدفي هو مصلحة "بيتر"
- أنت لن تبقي معنا سوى بضعة أسابيع فأنت لا تحبين إطالة المدة حتى
لا تتورطي . اليس كذلك !
يجب ان تعترف "تيسا " بأنه قد تصيد لها خطا نعم فهي قد تخطت الحدود التي وضعتها لنفسها من قبل ولكنها هذه المرة ترى ان الأمر مختلف فهي تشعر أنها تحب " بيتر " بحق وان عليها حمايته حقا ان والده يحبه وهي لا تشك في ذلك ولكن كي يدرك " بيتر " هذا الحب يجب ان يعرف والده واجباته الحقيقية نحوه.
إذن فان كان بمقدورها ان تغير شيئا فلتكن تصرفات "مارك" اتجاه ابنه وعلى ذلك فان الأسابيع التي ستقضيها معهما لن تكون عديمة الأهمية وبخاصية ان فكرة المدرسة الداخلية لا تعتبر حلا بالنسبة ل " بيتر " الذي يحتاج بحق الى الدفء والحب وتوصلت في النهاية الى ان تحقيق رغبة " بيتر " هذه لن تكون إلا بزواج " مارك " بأقصى سرعة ممكنة .
وأخيرا أجابت عن سؤال "مارك " :
- بلى .هذا حقيقي . اذكر ذلك .
- حسنا . تصرفي حسبما يقتضي الموقف . سأذهب ألان لأقوم ببعض الأعمال.
- أترغب في أكل السمك الساخن بعد قليل ؟
فعاد إليها ووجهه مكسو بتعبيرات ساخرة . الامل المفقود
- سأكل السمك . ولكني سأذهب لأعده بنفسي فانا لا انتظر منك سوى ان تحيطي "بيتر" – دائما –برعايتك .
ولم تود "تيسا"ان تبدي أسلوبا متهكما يقابل أسلوب "مارك" والتزمت الصمت . وأخيرا تسنى لها ان تنظر حولها فلم تكن تحلم بحجرة مريحة وجميلة أكثر من هذه الحجرة المجهزة بأثاث مطلي بلون الصنوبر كما ان ألوان نسيج الأثاث وألوان ورق الحائط كانت في تجانس رائع أما قطعة الموكيت فقد كانت تحفة حقيقية.
وكان "بيتر " مستلقيا على السرير عندما أطلت "تيسا " برأسها من خلف الباب وكان أيضا يشغل غرفة أنيقة مليئة بالألوان المبهجة .بها أرفف مغطاة باللعب والكتب .
هنا يقيم طفل صغير لا ينقصه أي شيء ولكنه بحاجة الى شيء جوهري مهم جدا فهل تفيد الماديات .إذا ضاع الحب؟
وقالت له وهي تقترب من سريره في غبطة :
|