كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شالوت هدسون - روايات عبير - المركز الدولي
- لا اعرف .
تجهم وجه " بيتر " ولاحظت " تيسا " ان هناك شيئا كبيرا بينه وبين والده .
وتسالت "تيسا " لماذا غادرت مدام " كيفتون " البيت ؟
ثم تساءلت مرة أخرى فيم أحاول البحث والتقصي ؟ الامل المفقود
كلما اعرف القليل عن عائلة " لايلاند " اشعر بالراحة أكثر . وان أردت التخلي عن المهمة فان الأمر في غاية السهولة هذا بالإضافة الى ان "مارك لايلاند " اخبرها ان ابنه طفل هادئ وهي لا تشك في هذا ولذلك فلقد أدركت انه سيكون من الحماقة ان تتركه وبخاصة أذا شعرت بعاطفة نحوه .
وما ان رأى " بيتر " "تيسا " وهي تضع قطعة اللحم المفروم المجمدة في الفرن حتى خرج مسرعا من المطبخ – وبكل تأكيد فانه قد جرى ليخبر والده بالوليمة التي في انتظاره .
وفرشت " تيسا " غطاء المائدة في الغرفة الملاصقة للمطبخ . وهي غرفة محاطة بالزجاج وتطل على فناء مزدان بالأزهار فهي نوع من الحديقة الداخلية . ولكنها ضيقة بدرجة لا تسمح لطفل في السابعة ان يتحرك بحرية .
ان " تيسا " ترى ان طفلا في مثل هذه السن يحتاج الى ان يتسلق الأشجار وان يرى من يقومون بزراعة الأرض .
ان كاتبا مثل " مارك لايلاند " بمقدوره ان يعيش في مكان غير المدينة في "كنت " على سبيل المثال . او في "سوري " وهي مقاطعات صغيرة بعيدة عن "لندن " بعض الشيء ولكنها مملوءة بالمدارس الممتازة .
وكان " بيتر " يرقد على بطنه على الموكيت في الصالون لمشاهدة التليفزيون عندما دخلت " تيسا " تدق على باب حجرة المكتب لتخبر والده بان الطعام قد اعد وعندما أجابها "مارك " أطلت برأسها من خلف الباب وقالت : الامل المفقود
العشاء جاهز .
ورفع "مارك لايلاند " عينيه ونظر إليها دهشا وكأنه قد نسى وجودها بالمنزل فدفعه تصرفها هذا الى ان يبتسم .
- اعتقد أننا سنتناول وجبة خفيفة ؟
- لا أنها وجبة دسمة تعال قبل ان يبرد الطعام .
وكان "بيتر " قد اتخذ مكانه الى المائدة عندما وصلت "تيسا : من المطبخ وهي تسحب المائدة المتنقلة واتخذ "مارك " – أيضا – مكانه وكان دهشا كيف استطاعت "تيسا " ان تعد هذا الصنف في هذا الوقت الوجيز .
- آه يا ربي .
وتبادلت "تيسا " و " بيتر " نظرة تدل على تواطئهما .
- أنت لا تحب اللحم المشوي ؟
- هذا يعني ...
ولاحظ "مارك لايلاند " إيماءة ابنه وفهمها .
- حسنا . سأجرب .
- -قالها "مارك " وهو مفتر الثغر .
- في حقيقة الأمر . فانك يا " تيسا " تدلليننا .
أجابت " تيسا "
- إذن هذا لا يضير أحدا ما دام ذلك يحدث من حين لأخر .
وكان "مارك لايلاند " يرقبها بنظراته الحادة .
- هل هذا ما علموك إياه في مدرسة تربية النشء ؟
- فأنت قد ذهبت إليها بالتأكيد ؟ الامل المفقود
وكانت الإجابة بنعم عن السؤالين وكان "بيتر " قريبا من المائدة وتأكدت " تيسا " انه يبذل مجهودا مضنيا كي يأكل ببطء على الرغم من ان رغبته كانت واضحة في التهام الطعام أما "مارك " فقد تذوق قطعة ثم هو رأسه ليؤكد مهارة " تيسا " في طهوها .
- انه لذيذ بل أكثر من ذلك حقيقة هو ممتاز.
ولم يتبق على المائدة قطعة واحدة فشعرت "تيسا " بالندم لأنها لم تزد الكمية ومن المؤكد ان الساندويتشات لم تكن تكفي "مارك " وابنه هذا المساء فقد كانا جائعين . بكل تأكيد .
قالت " تيسا "
- ما رأيكما في الأيس كريم ؟ فهناك كمية كبيرة منه في الثلاجة مع فواكه –وشراب السكر على سبيل المثال ؟
أيد " بيتر " هذه الفكرة بحماس .
أما " مارك " فاحتسى القهوة مع " تيسا " في فناء المنزل .
- في حياتي لم أتذوق لحما شهيا بهذه الطريقة .
- وكان اعتدال حرارة الجو في المساء . وعبير الأزهار في الحديقة سببين في استرخاء أعصاب " مارك "
- على إيه حال فان قلقي وتوتري قد زالا لأني مطمئن الى ان "بيتر " لن يتضور جوعا أثناء هذه الأجازة وأريد ان أؤكد لك ان شغل مكان الأب وألام ليس أمرا سهلا .
- نعم واعتقد ان رحيل مدام " كيفتون " قد وضعك في مأزق يصعب الخروج منه .
أنها أيضا لها مشاكلها في العالم اجمع . الامل المفقود
واختلست "تيسا " نظرة لساعتها ثم نهضت .
- إذا كنا سنذهب لقضاء مصالحي فلا يوجد أمامي ألا وقت قليل يجب ان اذهب لأضع "بيتر " في فراشه ألان .
- وإذا ذهب الى فراشه في وقت متأخر قليلا عن هذا فلا ضرر ولكن "تيسا " أصرت وقررت ألا تجعل رأيه يتفوق على رأيها .
قال "مارك " بحزم :
- أنصتي – أنا لست بحاجة الى مربية كل ما عليها ان تساعد طفلي على ان ينام في سريره .
فأجابت بنفس اللهجة التي نطق بها "مارك "
- وبهذا الشكل فانا لست بحاجة الى الوظيفة .
- هل هذا تهديد ؟
- لا – إلا أذا وضعتني في طريق مسدود ... لاتنس انك أنت الذي أصررت على بقائي ولهذا فلقد أتيت بدءا من هذا المساء وكنت على أتم استعداد للانتظار .
- حسنا اتفقنا – قالها "مارك " وهو ينهض وكان وجهه يكتسي بتعبير غامض – سأنادي "بيتر "
وقررت "تيسا " معرفة ما يريده ولكنها ستفعل ما تريده هي وربما يكون " مارك لايلاند " السيد المطلق الحرية في المنزل وفي الخارج أيضا ولكنه لن يفرض رأيه عليها وأصرت على مواجهته – دائما – مثلما حدث هذا المساء . وفي النهاية من حقه الاختيار .
أما ان يعتاد ذلك أو لا ... الامل المفقود
انتهى الفصل الاول
|