كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
وتركها "مارك " ونام . ولم تسمع هي صوتا ل كوري فلقد استطاع المقاومة فلم لا تستطيع هي أيضا ذلك ؟ خاصة وان "مارك " لم يعد بأنه لن يرى "فيونا " كما انه لم يعد بأنه سيراها ...
وفي اليوم التالي ؟ بدأت تعد للحفل قبل ان تقوم بدعوة الأصدقاء ولقد فوضها "مارك " للقيام بكل شيء بشرط عدم الإسراف .
وبدأت الأمور تستقر بينهما من الليلة الماضية فان استطاعت هي ومن بين الستة والثلاثين مدعوا لم يعتذر سوى اثنين – فقط – أما "فيونا " فلم تتلق "تيسا " منها أي اعتذار أو رد ولذا فإنها تصورت ان " فيونا " ستحاول الاتصال ب "مارك " شخصيا ..
وعند دعوة عائلة "كإدمان " مع "لورا " و زوجيه قرر "مارك " ان يقترح عليهم البقاء حيث ان المنزل الجديد سيسعهم جميعا .
- هناك ثلاث حجرات غير مشغولة . الامل المفقود
فقالت له "تيسا " :
- وبإمكان "ديان " ان يشغل الحجرة الثالثة فهو أيضا من العائلة .
- فلنفترض انه اصطحب معه أحدى الفتيات فهل ستقبلين هذا الوضع .
- لم أفكر في ذلك – متى اتصل بك ؟
- عندما كنت في الحديقة مع كوري وكنت أريد ان أخبرك ولكنني نسيت .
- ماذا قال لك ؟
- لم يقل شيئا مهما . هل كنت تعلمين انه استأجر بيتا جديدا ؟
- لا لم أكن اعرف – إذن فقد وجد عملا .
- لقد ملا استمارة لشغل وظيفة مستشار مالي في أحدى الشركات الاستثمارية .
- بإمكانهم ان يقبلوه – على شرط – ان يكون المستثمرون على استعداد لان يخسروا أموالهم لا لان يكسبوا أرباحا عليها . وما هي ألا أسابيع قليلة وسترينه يأتي ليطلب العون .
تساءلت "تيسا " إذا كانت الالفا جنيه التي نقلتها لحسابه في البنك قد انتهت بالفعل بعد استئجاره البيت .
وسالت "مارك " :
- لو طلب منك ان تقرضه فهل كنت ستقبل ؟
- ربما على إيه حال – فان الأمر يعتمد على أشياء أخرى فإذا كانت مشروعاته للمستقبل قيمة وتستحق فلم لا ؟
- إذن فلتقرر ألان إذا أتى بمفرده سينام هنا
- أنت وما تريدين .
وفي مساء السبت نظرت "تيسا " في المرأة للمرة الأخيرة قبل حضور المدعوين وقد ارتدت فستانا جديدا من الحرير اشترته خصيصا لهذه المناسبة كما مشطت شعرها بان رفعته الى اعلى مما أعطاها شكلا أكثر نضجا وجدية والحق انها كانت بذلك ندا لعدوتها الجميلة "فيونا " الامل المفقود
ولقد وصلت أسرة "كإدمان " في البداية ثم تبعها بقية المدعوين ونحو التاسعة مساء كان البيت مملوءا بالبهجة والأصوات العالية وظهر "ديان " بمفرده وكان يرتدي بدله جديدة في غاية الأناقة وكان كنزا هبط عليه من السماء .
وقال ل "تيسا " بسعادة وهو يمد لها يده بباقة من الورود :
- لقد وقعت عقدي مع الشركة .وهذا الورد أقدمه هدية لك وشكرا لك يا "مارك " فلم أتصور انك ستقبل ان تقرضني .
- وتغيرت ملامح وجه "مارك "- وحاولت "تيسا " ان تغير الموضوع في تلك اللحظة فهي تعلم ان الحساب سيكون فيما بعد فقالت :
- حسنا سأذهب لأضع الورد في الماء.
بالتأكيد ان "فيونا " تفضل الحضور متأخرة عن الجميع حتى يلاحظها كل المدعوين عند دخولها ولكن بعد مرور ساعة أدركت "تيسا " ان غريمتها لن تأتي ولكنها انشغلت بهذا الأمر فإذا كانت قد رفضت الدعوة فان "مارك " كان سيخبرها – بكل تأكيد – وربما لا .
وقررت "تيسا " ان تترك أمر "فيونا " حتى تتفرغ لمدعويها الآخرين وكان الجميع يرقصون ويتهافتون نحو البوفيه ويجلسون في مجموعات ...
الحق أنها كانت حفلة رائعة .
وفجأة تذكرت كوري المحبوس في المغسل حتى لا يزعج الضيوف وتسللت من بين المدعوين حتى تمنحه قليلا من بقايا الطعام فتبعها "ديان " الامل المفقود
- "مارك " يتظاهر بأنه لم يكن على علم بالمبلغ الذي أضفته الى حسابي في البنك فهل كان المال مالك ؟
- نعم .
- ولكنني لم ارغب في هذا كما أنني لم أتصور–أبدا – ان لك مالا خاصا.
- دائما تراودك هذه الفكرة الحقيرة أنني تزوجت "مارك " كي استفيد من ماله ؟
- لا صدقيني – ولكنني سارد إليك كل ما دفعت .
- هل سيكون رد فعلك بهذا الشكل إذا كان "مارك " هو الذي أقرضك ؟
- أنا ... لست متأكدا . العائلة ... أنت تعلمين ....؟
- ولكنني أصبحت ألان من العائلة .. حدثني عن عملك .
- بكل تأكيد . ان الراتب غير مجز ولكنها وظيفة ستساعدني على الارتقاء بمستواي الاجتماعي .
وأخيرا – وبعد تردد دام قليلا سألته "تيسا " :
- أين " فيونا " لماذا لم تأت ؟
فأجابها "ديان " بدهشة :
- هل وجهت لها دعوة ؟فلقد تصورت ان علاقتها قد انقطعت – نهائيا – بعائلة – "لايلاند "
- هي التي قالت لك ذلك ؟
- تقريبا لحسن الحظ أنني وجدت مسكنا بعيدا عنها – لأنها – بالفعل – طردتني .
- متى حدث ذلك ؟
- بعد مرور يومين على تلك السهرة التي قضيناها معا . وبدون أي سبب تلقيت منها أمرا بان اترك بيتها وألا أعود أليه .
وقالت "تيسا " لنفسها في هذا اليوم – بالتأكيد – التقت "فيونا " ب "مارك " وربما تحاملت على "ديان " لان "مارك " رفض إجابة احد طلباتها .
ومع ذلك .فإذا كان "مارك " قد اختلف معها فلم وجه إليها الدعوة هذا أذا كان قد وجهها إليها بالفعل .
وحاولت "تيسا " الاندماج مع مدعويها ؟ ولكنها كانت مشغولة بشيء أخر .
فربما لم يعد "مارك " يرى "فيونا " –ولكن هذا لا يعني بالضرورة انه يحب زوجته وتلاقت نظراتهما وسط هذا الحشد من المدعوين وفهمت "تيسا " ان "مارك " مغتاظ منها لما فعلته مع أخيه – ولكنها حرة في ان تقرض أموالها لمن تشاء ..
وانصرف المدعوين في الثانية بعد منتصف الليل ولم يبق سوى أسرة "كإدمان " التي عاونت "تيسا " في تنظيم البيت . الامل المفقود
وصعد الجميع الى الطابق العلوي ما عدا "مارك " الذي ظل بأسفل . بحجة تنظيف طفايات السجائر . وتجديد هواء الحجرات .ولكن "تيسا " كانت تعرف ان هناك شيئا ما يدور في رأسه .
وفعلا .بمجرد ان صعد إليها قال لها :
- يوم الاثنين سأنقل لحسابك ألفي جنيه .
- لا فان "ديان " سيعيدها إلي .
- هل كان ذلك بسبب انك تحبين مساعدة الآخرين أم انه لسبب أخر .
- ماذا تريد ان تقول ؟
- يبدو انك تشعرين بالسعادة عندما تكونين برفقة "ديان "
- لا .فإننا ذهبنا لنعطي كوري بعض الطعام في المغسل .
- وفي تلك الليلة التي وجدتك فيها بين ذراعيه –أيضا – على حد علمي – ذهبت لتعطي كوري بعض الطعام .
- لقد فسرت لك سبب ما حدث تلك الليلة .
- ويجب علي ان اصدق انك ذكرت الحقيقة ؟
- أنا اعلم يا "مارك " ان المظاهر خادعة .ولكن صدقني أنا أقرضت "ديان " هذا المبلغ – فقط – لأنني أشفق عليه .ولكنه لم يحرك بداخلي أية مشاعر –فكان يجب عليك ان تقف بجانبه من البداية .
- وأنا لم أكن استطيع مساعدته ؟
- تستطيع وكان يجب ان اطلب ذلك منك ولكن كل ما في الأمر أنني فكرت انه بمقدوري ان أساعده بنفسي .
|