كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1024 - افاق بعيده_ايفون هويتال - دار النحاس
"لا املك خيارا"
قالت محملقه فى خوان الطاوله وهى تخطو تلك الخطوة الحتميه الايله الى اسرها وتابعت:
"ساقبل المهمه انها اريد منك ضمانا بان تنقذ اتفاقك مع جوسى"
"انرى الى كيرى"
لم تجفلها نبره الامر فى صوته الخشن العميق بقدر ما ان يخاطبها باسمها الاول و يجعلها تمتثل لطلبه وتابع قائلا:" انى اتعهد لك بان تحصل جوسى بوير على تلك المقابله قبل ان اغادر الى ناميبيا"
اخذت تتفحص عينيه الداكنتين ولكنها لم تجد فيهما الا الصدق لقد تقرر مصيرها وليس امامها الا ان تستسلم للمحتوم
قالت اخيرا :"انا موافقه يا سيد هاربر انما من حقى ان اعرف سبب رفضك استخدام اى من المصورين الاخرين "
لاح تعبير غريب على قسماته الخشنه الوسيمه و اوشك الصمت ان يصل الى حد الاحراج ولكنه انحنى فجأه صوبها وقال متفحصا فنجانها :" هل انهيت شرب قهوتك ؟"
كانت هناك جرعه متبقيه فى الفنجان ولكنها شعرت بسقسن بانها سوف تختنق اذا ما شربتها :"اجل انتهيت لماذا تسأل ؟"0
"تعالى معى"
ثم نهض واقفا وكان ثمه شيئا اخر فى تصرفه حملها على الانصياع
انتظرت ريثما دفع الحساب ولما خرجت برفقته من المقهى بدت هادئه ظاهريا الا ان توترها العصبى كان يقضم احشاءها الى اين يبغى اصطحابها ؟ولماذا؟
اخذت الاسئله تضرب ذهنها المتخوف ولكنها عضت على شفتيها عندما اعتقل ذراعها وقادها الى خارج المبنى بسرعه حملتها على الركض احيانا كى تجاريه
"الى اين نحن ذاهبان؟"
سألته لاهثه وبها فضول ووعى عميق لاصابعه الطويله النحيله التى بدت وكأنها توسم جلدها بحديد محمى عندما وصلا الى المراب
"لقد سألتنى لماذا اخترتك انتى بالذات من دون سائر المصورين ولذلك سأريك شيئا لدى اعتقد انه سيعطيك الجواب المنشود"
ارخى ذراعها ثم نقل يده الدافئه الى ظهرها وهو يقودها ال سياره مرسيدس رماديه اللون
"يجب ان اعود الى هنا فى الساعه الثانيه "
قالت من باب المماطله وهى تصارع ذعرها
رفع يده اليسرى والتمعت الشمس لحظه على ساعته الذهبيه المحزمه رسغه النحيل الاسمر "سوف اعيدك قبل الموعد بوقت طويل "0
كان داخل السياره مريحا وفسيحا ولكن عندما صعد ماكسويل وجلس بقربها واغلق الباب شعرت بان المساحه صارت اضيق من ان تكفى لتنفسها الطبيعى
اسندت راسها الى ظهر المقعد لدى انطلاقهما من مركز الكارلتون وحاولت جهدها ان تسترخى ولكنها لم تقدر على ان تجاهل تلك الهاله الرجوليه القويه المنبعثه من وجه ماكسويل الصامت ولا استطاعت ان تتجاهل تجاوبها معها .
حاولت التركيز على الطريق الذى سلكاه الا انها وجدت نفسها تركز على تقييم ماكسويل من طرف خفى وتسجل تفاصيل شكله فى ذهنها و مشاعرها
كان قد نزع سترته فبدأ قميصه القصير الكمين ملتصقا بكتفيه العريضتين واعلى ذراعيه وكان الشعر القصير يتجعد على ساعديه ويديه المسيطرتين على المقود بيسر وثقة كسأنما فى السيطره على امرأة ما وافقادها اى رغبه فى المقاومه
شعرت بانشداد غريب يتملك صدرها انما لم تستطع ان تغير مجرى افكارها هل يوجد فى حياته شخص مميز؟ هل لديه زوجه تنتظره كلما سافر وترحب برجوعه من رحلاته الطويله والعديده فى انحاء العالم ؟
لم يسعها الا ان تتساءل برغم ادراكها بان ذلك ليس من شأنها
نظرت من السياره فاختلطت عليها المشاهد والاماكن الى ان تمكنت من تييز بعض المعالم فعرفت انهما فى محيط الليس بارك وففى طريقهما الى وسط المدينه الى اين يأخذها وماذا يريد ان يريها ؟
بعد بضع دقائق اوقف السياره امام مدخل بنايه صفراء تضم مجموعات من الشقق الفخمة فالتفتت صوبه متوقعة منه شرحا الا انه تناول سترته من على المقعد الخلفى وترجل بصمت من السيارة
لم يسعها الا ان تحذو حذوه انتابتها رعشة من ان دفء الشمس غلف جسمها بضع لحظات قبل ان يدخلا الى المبنى ويتجها الى المصاعد كانت شتى التساؤلات تحوم فى ذهنها عندما انفتح باب المصعد اليا ثد بدأ شك رهيب ساورها لما وعت بانها ترفع بالمصعد الى الطبقه الثانيه و العشرين
طال الصمت بينهما وتوتر وبدا لها ان رحله الصعود استغرقت دهرا توقفت المصعد اخيرا وانفتح بابه و اوشكت ان تقفز خارجه من جلدها عندما امسكها ماكسويل من ذراعها وقادها عبر الردهة المكسوه بالسجاد
وعت بشكل غامض وجود ثلاث شقق فى تلك الطبقه ولكنها وعت بوضوح وعمق وجود يده على ذراعها حين سار بها الى باب الشقه المواجهة للمصعد تسارعت ذقات قلبها وضاق تنفسها الا انها لم تستطع ثبرا على السكوت
سألته من دون ان تنظر اليه خشيه ان يلمح نظرتها المتخوفه :"هل جئت بى لتعرفنى الى شخص ما ان اتك تقطن فى هذا المبنى ؟"0
"انا اقيم هنا عندما اتواجد فى جوهانزبرغ"
علق الذعر فى حلقها وخنق اى جواب كان من الجائز ان تقوله ثم فتح الباب بالمفتاح ودفعه الى الامام
"تفضلى"
|