كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1024 - افاق بعيده_ايفون هويتال - دار النحاس
"قال ان الاهليه وحسن الطالع يسيران جنبا الى جنب وانه توقع ان يكون لدى من الذكاء ما يكفى لادرك هذه الحقيقه منذ وقت طويل وقد فهمت قصده تمام فهو لجأ الى وسيله اقناعيه اكثر دهاء وذلك بتذكيرى بان اهليتى الصحافيه لن تكفى لنجاحى ما لم استغل الفرص الجيده التى تلقى فى حضنى"ثم اتقدت عيناها ببريق اخضر غاضب وتابعت:"دعينا نرسله الى الجحيم يا كيرى!"
كان ذلك ما ترغب ايضا ولكن قسمات ماكسويل القاسيه بدأت تتجسد فى ذهنها فعادت تنظر بعين العطف الى ندوب الصراع والمعاناه المحفوره على تقاسيم وجهه غمغمت تعبر عن افكارها المحفوره على تقاسيم وجهه غمغمت تعبر ع افكارها بخفوت شديد :"اعتقد انه ارسل الى الجحيم من قبل و عاد منه"
"ماذا؟ماذا قلت؟"
اخمدت كيرى رغبه فجائيه بان تطلق ضحكه هستيريه واجابت:"لاشئ مهما انها ملاحظه سخيفه"
"ماذا سنفعل بشأن ماكسويل هاربر؟" سألت جوسى بصوت متعب واهن فخطر لكيرى انها قج تكون خائره من الجوع ورجحت بأنها لم تأكل شيئا منذ وجبه الغداء فقالت لها:"هيا معى الى المطبخ فأنت بحاجه للطعام وبعد ذلك نناقش الموضوع"
" وهل هناك موضوع يستحق الكلام؟"
سألت بنزق وجدل ولكنها لم تقاوم حين قادتها كيرى الى المطبخ وتابعت تقول :"فليذهل ماكسويل هاربر الى الشيطان فأمره ما عاد يهمنى ولا اريد هذه المقابله المنتنه!"
علقت كيرى بحده وهى تزيح لها الكرسى لتجلس :طبل تريدينها!فانا اعرف كم تلهفت اليها وانت تعرفين ذلك وماكسويل هاربر يعرف ايضا! لقد وضعنا فى مركز حرج يتعذر التقدم او التراجع فيه واخاله يجلس الان مرتاحا يتصور باستمتاع كيف نتخبط ونتلوى لنخرج من المأزق"
"انه يضغط على صداقتنا ليحصل على غايته"
"بالضبط " ثم ضغطت على زر الابريق الكهربائى وتابعت:" لدى شعور محدد بانه وضعنا على المحك هذا ما شوف نناقشه بصوره خاصه اما الان فاقترح ان تكفى عن الكلام حتى تمملأى معدتك"
سلمت جوسى امر قياجها لكيرى التى هيأت طبقا من السلطه الطازجه وسخنت ما تبقى من اليخنه وقد خفف العمل بعضها من توترها وغضبها الا انه كان عليها ان تواجه الحقيقه فى نهايه المطاف
"انا لست جائعه"اعلنت جوسى بتذمر وكن بعد نصف ساعه كانت اكلت كل شئ هياته كيرى لها وفيما كانت تشرب فنجان القهوه الثالث بادرت الى مناقشه المشكله الماثله فى هذنيها فقالت :" لا اريدك ان تضيعى فرصه حديثك الصحافى مع ماكسويل هاربر"
"ان صداقتنا قويه الى حد سمكننى من التغلب على خيبتى"
"حقا؟" شعرت كيرى بدافع لمناقشه تلك العباره واضافت وهى تطوى ذراعيها على الطاوله وتنحنى صوب جوسى :
"هل توجد فعلا صداقه قويه الى هذا الحد؟"
"اجل ,قداقتنا " اضرت جوسى على القول وبصرها يحوم حول حافه فنجانها
تاقت كيرى بكل جوارحها لان تتوقف عن ملاحقه الموضوع ولكن ضميرها ابى عليها ذلك
قالت باصرار مماثل برغم خشيتها من النتيجه :" هذا هو شعورك حاليا يا جوسى ولكن كيف ستشعرين اذا حصل احد زملائك فى المستقبل على هذا السبق الصحافى وكان له الشرف بان يكون اول من اجرى مقابله صحافيه مع ماكسويل هاربر؟ كيف ستشعرين وانت تعلمين بانه لولاى لكان ذلك الشرف من نصيبك ؟"
لم تو جوسى على مواجهه نظرى كيرى فاشاحت عنها ثم خبطت الفنجان بقوه على الطواله فأوشكت ان تدلق القهوه على الخوان الاصفر وغمغمت وهى تهم بالنهوض :"اظن بانى بحاجه لشئ اقوى من القهوه "
"كلا!" قبضت كيرى على رسغها قبل ان تتمكن من النهوض واردفت قائله :" كنا ضادقتين دائما مع بعضنا البعض يا جوسى ولذلك دامت صداقتنا طوال الاعوام ارجوك الان ان تصدقينى القول .. من اجلنا معا "
"ارتيدين الحقيقه؟"
اومأت كيرى بالايجاب وبدا ان الصمت المشحون بالتوتر سيستمر الى ما لا نهايه ولكن جوسى رفعت بصرها اخيرا وقالت بنظره يائسه :"
اظن بانى سأكرهك اذا ما نال شخص اخر ذلك الشرف بدلا منى "
"اشكرك على صراحتك يا جوسى "
تنهدت وراخت يد صديقتها واسندت ظهرها الى الكرسى
حملقت بها جوسى بذهول واذخت تمسد رسغها حيث ضغطت اظافر كيرى على لحمها وسألت متعجبه :" كيف تستطيعين ان تجلسى بهدوء وتشكرينى على ما قلته لتوى ؟"
اجابتها كيرى بالصراحه نفسها التى طالتبها بها :" لانى كنت سأقول الشئ نفسه فى ما لو تبادلنا الادوار و اعتقد ان ذلك هو المعنى الحقيقى للصداقه"
كان ذهنها مثل اخطبوط بمد اذرعه فى استكشاف حذر ولما يلمس الخطر ينسحب فورا ولكنه يمدها ثانيه لعلمه بان الخطر يجب ان يواجه
خرجت من ذلك الصمت التأملى القصير لتجد انها قد اتاحت لجوسى بشكل ما النفاذ الى افكارها اذ كان تعبيرها مزيجا من الارتياح العارم و الاثاره المتناهيه ولكن سرعان ما خبا توردها و بدت شاحبه و كارهه نفسها
"لا يا الهى لا !" هتفت متأوهة ثم دفنت وجهها بين يديها وحاولت ان تسيطر على نفسها ولكن وجهها كان ما يزال شاحبا حيت تطلعت الى كيرى ثانيه وقالت :" سوف تقبلين تلك المهمه لتمكنينى من اجراء مقابلتى الملعونه !"
" وانت كنت ستفعلين الشئ نفسه من اجلى "
ردت بحده و اشمئزازها ال1اتى يلوى فمها الجمييل :" اشك فى ذلك ! فتلك النزعه الانانيه الماكنه داخلى هى التى حملتنى على المجء اليك كان يجب ان التزم قرارى و اترك الامور عند ذاك الحد .. ولكن , لا ابيت الا ان اورطك لاننى ف لا وعى , اردتك ان تساعديننى ولشد ما اكره الان هذا الجزء من نفسى!"
تناست كيرى مخاوفها الخاصه لتركز على جوسى فقالت لها بحنان وتفهم :" لا تكرهى نفسك كونك من البشر يا جوسى فلقد وضعت لنفسك هدفا مثلما نفعل كلنا وكل ما فى الامر هو اننى اقف الا عقبه فى طريق تحقيق هدفك و سواء كانت رغبتك فى حملى على تغيير رأيى مقصوده ام لا واعيه فهذا لا يهم اذ المهم هو الا تشعرى بالذنب "
"انا لا استحق صديقه مثلك , كيرى" اغرورقت عيناها بالدموع وتابت وهى تهب واقفه:" من الخير ان اعود الى بيتى لابكى هناك ما شاء لى البكاء و قد كفاك الليله ما حملتلك من مأس "
وقفت كيرى فى الردهة الخافته النور تنقر بظفر ابهامها على البطاقه و تحدق فى الساعه الصغيره الموضوعه بقرب الهاتف انها العاشره و الربع هل الوقت متأخر جدا لاجراء مخابره ؟
رفعت السامعه وكانت عيناها رادتين مثل ثلوج الجبال فى الصوره المعلقه قبالتها و طلبت الرقم المطبوع على البطاقه
رن الهاتف بضع مرات قبل ان يجيبها الصوت الذى بات مألوف لديها :" ماكسيل هاربر "
"كيرى نلسون " ردت باقتضاب مماثل
" هذه المخابره ساره غير متوقعه "
زدت لو تصرخ فيه ايها الكاذب ! كنت تنتظر هذه المخابره ليقينك بانها ستردك حتما !
بدلا من ذلك قالت بصوت عدائى بارد :" يجب ان نتكلم متى يمكننا ان نلتقى ؟"
"غدا هل تأتين الى بيتى ام اذهب الى بيتك ؟"
" لا هذا ولا ذاك "
ردت بجفاف ولكن مشاعرها تجاوبت بدفء مع الجاذبيه الكامنه فى صوته و تابعت :" يوجد مقهى فى مركز الكارلتون يسمى ريكو هل تعرف مكانه ؟
" سأجده "
" وافنى اليه فى الثانيه عشره و النصف "
" ساكون هناك "
اعادت السامعه الى مكانها و قد ادركت الان بانها ما عادت تلمس الخطر لمسا و انما تقبض عليه بيديها الاثنين و ان يوم غد سيكون بدايه الارجوع
|