كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: افاق بعيده_ايفون هويتال
بدت قسمات العروب جذابه متوهجه بالسعاده تحت النقاب الشفاف عندما اقتربتمن عريسها الوسيم وهنا تغلب الجانب المهنى على توتر كيرى فثبتت يديها على اله التصوير ولكنها تساءلت فى ما بعد كيف استطاعت ان تنجر مهمتها برغم الوجود المستمر لصوره ماكسويل هاربر الى جنب العدسه
وقفلت فى ظل شجره استوائيه عتيقه بالقرب من احد مذاخل السرادق العديده
كان حفل الاستقبال على أوجه و المدعوون يجلسون الى موائد الطعام المزينه وقد طغى عليهم الجذل وكان الندلاء ناشطين فى تقديم المرطبات وقد وضع احدهم كأسا فى يد كيرى و كأنما ليؤنس وحشتها لم تكن راغبه فى الشراب ولكنها رشفت منه بشرود وهى تجيل بصرها فى وجوه الضيوف الذين يمثلون نخبه جوهانزبورغ الاجتماعيه
عادت تتساءل عن مكان جوسى وتمالكت ضيقها بصعوبه لقد حانن وقت انصرافها ولكنها لن تشأ ان تغادر قبل أن تكلم صديقتها
"انسه نلسون؟" استدارت و اوشكت ان تدلق الشراب على فستانها حين رأت ماكسويل هاربر يقف على بعد خطوتين منها وحال انفعالها الشديد دون الاجابه الفوريه فسأل مقتربا منها وفى عينيه شك :" انت الانسه كيرى نلسون اليس كذلك ؟"
"اجل انا هى " اجابته مثبته الكأس بكلتا يديها لئلا يقع "هل لى ان اعرفك بنفسى ؟ انا ..."
"اعرف من تكون " قاطعت بسرعه وخرج صوتها الدافئ حادا بسبب تشنج اعصابها "انت ماكسويل جوناثان هاربر الكاتب الرحاله و مراسل سياسى سابق لاحدى الصحف الاجنيه"
جفل هو هذه المره و ارتفع حاجياه الكثيفان فوق عينيه المتفحصتين وعلق قائلا :"يبدو انك واسعه الاطلاع "
كانت رجولته أشد تاثيرا عن قرب اذ حركت فيها تجاوبا لاهبا ولاقت صعوبه فى مقاومه رغبتها فى الاستداره و الهرب
سمعت نفسها تشرح له مصدر معلوماتها:" لقد نشرت صورتك على احد اغلفه كتبك وتحتها ملخص لسيرتك الذاتيه "
كانت عيناه بنيتين دافئتين ومرقشتين بلون ذهبى حول البؤبؤين ولما ابتسم تعمقت ثنايا الجلد تحتهما.
سألها بصوت تشوبه السخريه:"هل قرأت ذلك كتاب ام ان اهتمامك توقف عند صفحاته الاولى؟"
"قرأته بالكامل" وتعمدت الا تذكر بانها قرأت ايضا كتبه الثمانيه التى اشترتها تباعا والتى كتبها على مدى ثمانى سنوات تقريبا
لاحظت وجود ندبه صغيره تحت عينه اليسرى ووجود اخرى على فكه الايمن الامر الذى ضاعت من جاذبيته ووساته الخشنه استطاعت بصعوبه الاحتفاظ بهدوئها الخارجى فى حين تنبض عروقها و ترتعش مثل طير حبيس فى قفص
تابع يقول بصوته العميق الملطف النبرات :"عساك تأذنين لى بان افاجئك بما اعرفه عنك انت كيرى ان نلسون كنت مصوره فوتو غرافيه فى مجله ازياء محليه قبل ان تبدئى العمل الحر ولا بد من الاقرار بانى شديد الاعجاب بانجازاتك المهنيه خلال العامين المنصرمين"
شعرت باستغراب شديد وتساءلت ان كان ذلك انعكس على وجهها كان من الطبيعى و المفهوم ان تلم به ككاتي شهير و رجل معروف انما كيف جمع هذه المعلونات عنها ؟
لكن طبيعتها المرحه انقذتها فاسترخت عضلات وجهها وقالت بابتسامه ملتويه:" يبدو انك واسع الاطلاع مثلى"
"قبل عامين حضرت معرضك الفوتوغرافى الاول وكانت صورتك منشوره على البيان وتحتها ملخص لسيرتك الذاتيه "قال ذلك محاكيا كلمات جوابها له وكان من الجائز ان تضحك لولا توترها الشديد و تابع قائلا:" و منذ ذاك وددت لو ان اتعرف اليك ولكن طرقنا لنم تتقاطع لوقت كاف يسمح بترتيب لقاء"
سألته بحذر:" ولماذا اردت لقائى؟"
رد مبتسما وكأنه استعر حذرها و ادرك سببه:"لانى معجب بنوعيه عملك و ارغب بالتالى فى استخدامك كمصوره "
تملكها امتعاض رافض لمجرد التفكير فى العمل مع هذا الرجل عن قرب وهرت رأسها:" لا اظن انى استطيع..."
"اسمعينى ,ارجوك " تقدم منها بسرعه فاضطرت برغم طول قامتها لان تميل رأسها الى الوراء كى تواجه نظراته وتابع يقول "انى اؤلف كتابا حول صحراء ناميبيا ولكنى ما زلت بحاجه لجمع معلومات معينه ولذلك سأغادر ويندهوك قريبا اعتقد ان ابحاثى ستستغرق شهرا من الزمن و اريدك ان ترافقينى فى هذه الرحله لتلتقطى الصور المطلوبه"
قالت كى تكسب وقتا تبحث فيه عن مخرج من هذه الورطه:"ماذا حدث للشاب الذى كان يتولى مهمات التصوير؟"
"دنيس كولى؟" زم شفتيه باحتقار قبل ان يتابع :" لقد تزوج قبل عامين و الان انجبت زوجته طفلا فاضطر لايقاف ترحاله"
كان مرسوما على وجهه الوسيم ان فكره الزواج و الانجاب لا تروقه بتاتا و شعرت كيرى بخيبه انه مثلا والدها الذى ادار ظهره للحب و الارتباط العائلى سعيا وراء مهنته وهذا يزيدها تمنعا عن التورط مع رجل على غرار ماكسويل هاربر حولت بصرها الى السرادق حيث كان العروسان يتجولان بين المدعوين وفكرت بان هاربر سيسبب لها المتاعب ولقد ذاقت من الالم و الخيبه فى الماضى ما كفاها و ما سيكفيها لسائر حياتها
عاد يقول بالحاح:"هل لك ان تفكرى فى قبول هذه المهمه؟
|