المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز
كان مكتبه فى الطابق الأرضى من القصر. و كان المدخل قابلة مكتب المصنع مباشرة . و كان هذا الترتيب منطقياً تماماً.
حسب قول التوأمين , كان يأتى إليه تجار من كافة أنحاء العالم للتعاقد معه . لديه مستخدمون يأخذون الزبائن و السياح فىجولات على مكاتب المصنع .
كان فنسنت يدير أمبراطورية فريدة مربحة يعود تاريخها إلى ما يقرب أربعمئة عام . كان بديهياً أن لديه فطنة عملية غير عادية . و مع ذلك , بالنسبة إلى هالى , نجاحه الأكبر هو والداه و تربيته المثالية لهما.
فتح لها الباب :"تفضلى بالدخول "
كان مكتبه يمثل مزيجاً من اتساع غرفة الإستقبال فى القرن السابع عشر و من ضروريات التقنية العصرية .
علقت على أحد الجدران لوحة بالغة الاتساع تمثل مشهد المزرعة و القصر من الجو, و على الجدار المقابل كانت خريطة تمثل تاريخ كروم رولاند. و كان مسجلاً عليها الحجم بالهكتار , الثمر , نوع العنب, زمن النضج, الجوائز الحائز عليها بصفته الأفضل فى سنة معينة .
كان هذا حرم فنسنت المقدس . لقد جعلها تتمنى قضاء ساعات هنا لتعرف المزيد عنه . لم تعد تستطيع الكذب على نفسها . لم يكن هنا من تستمتع بقربه أكثر منه.
ماذا عليها أن تفعل ؟
وقف خلفها فشعرت بحرارة جسده و شمت رائحة الصابون الذى استعمله هذاالصباح . و لم تجرؤ على الالتفات إليه .
ـت أعلم أنه صعب جداً فى البداية .
و هو فعلاً , صعب جداً . زتزرت مشاعرها إلى حد الهياج . لم يلمسها , ومع ذلك كاد يحرقها الشوق إليه.
ــ بابا؟ كنت أرجو أن....آهـ هالى , قال أبى إنك خرجت مع بول فى نزهة.
أجفلت هلى لسماعها صوت مونيك القادم من عند عتبة باب آخر و إزداد لديها الشعور بالذنب . و التفتت ببطء إليها محاولة أن تتظاهر بالهدوء :"شعرت بأن بأن علىّ أن أبحث عن عمل قبل القيام بأى شئ آخر"
ــ لابد أن هذا أغضب بول .
نطقت مونيك هذا ببطء ساخر متبعة آخر طراز أميركى فى الحديث . لا أحد يعرف أخاها كما تعرفه هى. و ابتسمت لأبيها .
ـت ألم تمنح هالى وظيفة بعد؟ بإمكانها أن تعمل أى شئ.
ـت هذا ما أجده . إذا جئت لتعانقينى فأنا بالانتظار
ــ أنا أعلم أنك اشتقت إلىّ.
قالت هذا قبل أن تجد نفسها بين ذراعى أبيها . و حسدتها هالى بينما كانت هذه تتابع :"لكننى أشتقت إليك أكمثر مما تتصور بابا . أنا سعيدة جداً بالعودة إلى بيتنا"
ــ أعرف هذا يا صغيرتى .
فألقت برأسها إلى الخلف :"هل تمنحنى إذناً بأن أطلب إلى فيفيان أن تدربنى على وظيفتها؟ كنت قد أخبرتنى أننا سنتحدث فى هذا الأمر بعد عودتى من باريس. إن سوزيت تتوسل إلىّ أن أجد عملاً صيفياً لى معها فى سانت جينز , لكننى أريد أن أعمل هنا فى المزرعة."
نظر فنسنت إلى هالى :"ما رأيك؟"
لم تكن هالى تريده أن يسألها . فى كل مرة يتحدثان فيها معاً , كانت تزداد انجذاباً إليه حتى ل تعد تعلم من تكون هى أو ماذا تفعل .
ــ عندما يتعلق الأمر بـ مونيك فأنا منحازة . منذ اللحظة التى عرفتها فيها أدركت أنها مميزة , و لم يدهشنى أن تكون الأولى عند تخرجها من المدرسة .
نظر فنسنت إلى ابنته بحب :"انا بالغ الزهو بك"
و قالت هالى ::"أنت محظوظ لحماسة أبنتك للعمل . كثير من الأحداث الذين عرفتهم أثناء عملى هم مطردون من المدارس , و المدمنين على المخدرات غير القادرين على العمل إلا إذا أعيد تأهيلهم"
تعلقت عيناه بعينيها لحظة قبل أن يعود إلى مونيك , فيقبل جبينها ثم يتركها :"إذن فأنت تريدين المساعدة مع السياح؟"
فصرخت بحماسة :"نعم"
ــ لا بأس. يمكنك أن تذهبى إليها و تخبريها بأتتى أعطيتك إذناً بأن تبدأى التدريب.
عندما تبتسم مونيك بذلك الشكل, تبدو رائعة الجمال حقاً . هل ذكرى زوجته ما زالت تملأ ركناً خفياً فى قلبه؟
كان هذا سؤالاً يشغل فكر هالى و يزعجها , أتراها.....تغار منها؟
ــ شكراً يا بابا ...شكراً يا هالى . آهـ , قبل أن أنسنى ....اليوم هو عيد مبلاد إنفيج , و أنا سأقيم حفلة صغيرة لأجلها . لن نفعل شيئاً إلا بعد أن تقدم لنا العشاء . و عن
ما تعود إلى المطبخ لتحضر الحلوى سنطفئ الأنوار و نضع قالباً من الحلوى المرصبان فى انتظارها . هل يمكننى أن أستعير السيارة لكى أحضره من المدينة؟
ــ طبعاً رتبى الأمر مع بول.أنه فى مكان ما هنا و المفاتيح معه.
ــ سأبحث عنه . لقد سبق و أخبرت غاستون و الآخرين , و سينضمون إلينا . كل شخص سيحضر هدية و أنا سأعطيها ذلك الثوب الذى أحضرته لها من باريس .
الثوب الأحمر الشهير!
كانت هالى تتصور أن فنسنت لا يمكن أن ينسى تلك الأمسية المؤلمة إلا بعد وقت طويل. لكنها عندما اختلست النظر إليه رأته يعث شعر أبنته مداعباً:"ستعشق إنفيج ذلك الثوب صغيرتى . كنت سأمنحها علاوة على راتبها و لكننى الآن سأضع لها المبلغ مع بطاقة تهنئة و أسلمها إياها الليلة , هل تشترين لىّ بطاقة؟"
ــ طبعاً بابا, إلى اللقاء .
فصاح خلفها :"أغلقى الباب خلفك"
عندما أصبحا وحدهما مرة أخرى , ألتفت إليها . ظنته سيبدأ بشرح عملها الجديد , لكنها بدلاً من ذلك شعرت به يتغير.
ــ كم دام زواجك من راؤول؟
أذهلتها رغبته فى الحديث عن راؤول :"أنا....إذا كنت ترى لغتى الاسبانية ليست جيدة بما يكفى , لا بأس سأبحث عن عمل آخر"
ــ ليس هذا سبب سؤالى .
نظرت إليه مجفلة :"لا أفهم"
ــ لي لدى بول بول فكرة عن نوع الألم الذى ما زالت تعانيه .
منتديات ليلاس
مرت الثوانى قبل أن تفهم أنه يظنها ما زالت حزينة على زوجها :"أفضل أن لا أتحدث عن حيتى الخاصة"
ــ ما كنت لأذكر الماضى لو اننى لم أشعر بالقلق حبال ما تكبدته من عناء لتحضرى إلى هنا لمساعدة بول .
و أفصحت لهجته المنخفضة عن قلق بالغ . فهمست :"ذلك ليس عبئاً فقد رحل راؤول إلى عالم أفضل . و يمكننا أن نشكر الله لأن بول ما زال حياً . و انا على استعداد لقيام بكل ما أستطيعه لكى أجعله يجتاز هذه الأزمة لكى يتمكن من العيش حياة طويلة و سعيدة"
حتى لو قتلنى البقاء بقؤبك ....أخذت تفكر فى نفسها .
ــ هالى , إذا كنت لم أقل شيئاً حتى الآن فأنا أريدك أن تعلمى مقار شكرى لك لرعايتك ولدىّ فى باريس . عندما أرى طريقة لجوئهما إليك , و كيف يتلهفان إلى تقديرك لهما و يزهوان عند مدبحك لهما . أدرك أنك ملأت مكاناً شاغراً فى حياتهما.
فهزت رأسها :"أنت ليست بحاجة إلى أن تشكرنى . من السهل جداً أن يحب الشخص ولديك . و أظنك , و ولديك أكثر الناس حظاً فى العالم لكونكم أسرة مترابطة"
كان واقفاً قريباً منها أكثر مما ينبغى حتى كاد يلمسها .
ـ و ماذا بالنسبة إلى اسرتك يا هالى ؟ لم أسمعك تتحدثين عنها قط .
أغمضت عينيها لكنها لم تستطيع أن تمنع الدموع من تندية أهدابها:"لقد ....رحلوا جميعاً"
ساد السكون الغرفة :"ماذا تعنين بقولك (رحلوا)؟"
لم تستطيع هالى ان تتحدث عن ذلك , فالتفتت حولها متصنعة الاهتمام باللوحة المطرزة بينما كانت تحاول تمالك نفسها .
شعرت بيديه تضغطان على كتفيها بلطف من الخلف . كانت لمساته أشبه بعسل دافئ يسيب على جلدها :"أخبرينى , أريد أن أسمع"
لو أنه لم يفعل ذلك لكانت على مايرام . لكنها عندما شعرت بيديه تفجرت فيها عواطف طال كبتها وم صدرت عنها آهة
ــ هالى ....أفضى بما فى نفسك.
و إذا لم تستطيع مقاومة توسله هذا , قالت :"كلهم ماتوا فى حادث سقوط الطائرة "
ــ من هم ؟
ــ جداى و أبواى , و والدا زوجى و أخته و زوجها , و أخى و زوجته و طفلهما و زوجى راؤول
ــ يا إلهى .
لف ذراعيه حولها و جذبها إلى صدره . كانت تحمل ىلامها بصمت طوال الوقت . و مشاركة أحدهم بها كانت أمراً مستحباً بالنسبة لها .
ـتعندما سقطت بنا الطائرة كنا أنا و راؤول قد تزوجنا فى اليوم السابق . و كان والدلى قد أقاما لنا حفلة كبرى فى بيلير و كنا متجوهين إلى سانتيغو لحضور حفلة أخرى بمناسبة زواجنا عندما سقطت الطائرة . و كان فيها 250 شخصاً لم ينج منهم سوى ست أشخاص . و بسبب التضاريس الطبيعية التى شكلت صعوبة فى الوصول إلينا , لم يجدونا إلا بعد أسبوع. كنت واثقة من أننى كنت ميتة و ذهبت إلى مكان غريب . لم أستطيع أن أرى شيئاً و كل ما كنت أسمعه هو صوت امرأة كانت تمسك بيدى و تخبرنى بأن ألا أيأس . لقد أبقيت عينيى مغطاتين , و سمعتها تعدنى بأن العون فى الطريق إلينا . كانت تغنى لىّ أحياناً, و أحياناً تصلى و تساعدنى على الصلاة . لقد منحتنى الصبر والقوة حين لم يكن ثمة أمل بالنجاة .
و ذات يوم سمعت أصواتاً تتحدث عن سقوط طائرة .و أخبرنى شخص ما بأننى نجوت . و فى المرة التالة التى أستيقظت فيها كان ذلك فى المستشفى.
و كانت عيناى مربوطتين و لم أستطيع أن أحرك أياً من ساقى . اخبرنى الطبيب بأننى مصابة بعمى الثلج المؤقت و بكسر فى ساقى , لكننى سأشفى . أتذكر أننى لم أكن أهتم بنفسى , و لكن أين المرأة التى كانت ترعانى ؟ و التى منعتنى من الإنزلاق إلى المجهول؟ أين هى الآن و من يرعاها ؟
قال لىّ أنه سيسأل عن أسمها . و كان هناك امرأة ناجية لم تمض أكثر من أيام معدودات فى المستشفى , حتى شعرت بيد مألوفة فوق يدى , و كان صوتها هو الذى حدثنى :"سمعت أنك تسألين عنى يا سنيورا . أنا الأخت كارلوتا"
و بينما هالى تستعيد مأساتها شعرت بأن هناك شئ آخر يحدث .كان يقبل شعرها و صدغها .
ربما ظن نفسه يواسيها , لكنه أيقظ بهذا مشاعر لم تستطيع أن تتجاهلها .
و كمن يخرج من حلم , انتبهت فجأة إلى حرارة جسديهما
و إذ تملكها الذعر مما أيقظ فيها من الحنين , انزلقت من بين ذراعيه و جلست على أقرب كرسى , ثم قالت دون أن تنظر إليه :"آسفة لفقدى انضباطى بهذا الشكل"
فقال و هو يتنفس فجأة بصوت مسموع :"يا الله , هالى . حتى مجرد تأديتك أى عمل هو معجزة حقاً"
ـتهناك هذف لكل شئ ,و هذا ما آمنت به و رضيت به.
و بللت شفتيها الجافتين :"لقد ذكر إيفز فتح حساب جديد فى أميركا الجنوبية , هل هذا يعنى أنكم توسعون عملكم فى عدة بلدان؟"
و قبل أن يجيب إذا بالتوأمين يدخلان من الباب الخارجى . وارتجفت هالى ماذا لو كانا دخلا قبل دقيقتين؟
و بادر بول أباه قبل إلقاء التحية :"ما هذه المعاملة بابا ؟ تقول مونيك إنك سمحت لها بأن تأخذ السيارة لكننا أنا و هالى كنا عازمين على الذهاب إلى سانت إميليون"
ذكرت فظاظته هذه هالى بالمراهقين اللذين عملت معهم فى كاليفورنيا و باريس.
كان فنسنت الآن جالساً خلف مكتبه :"ألا يمكنكما أنتم الثلاثة , أن يذهبوا معاً؟ إنكما بذلك تساعدان مونيك على الاحتفال بعيد مولد إنفيج هذا المساء؟"
فنظر بول إلى أخته بدهشة:"هل أنت واثقة من أنهاليوم؟"
ــ تـــمـــامــــاً !
أثناء وجودكم هناك تناول الغداء على حسابى فى مطعم (العبيد الثلاثة) و ستسمتع هالى أكثر من الآخرين بالكيك الطازج المصنوع بطريقة ما زالت هى نفسها منذ 300 سنة .
وسحب من جيبه مبلغ من المال ناوله لـ مونيك التى دارت حول المكتب لتقبله :"شكراً بابا"
كانت هالى أول من خرج . مهما كان تبريرها لما حدث فقد جعل ارتماؤها بين ذراعى فنسنت عاقتهما أكثر حميمية . كيف يشعر التوأمان بذلك؟
ألغى دخول فنسنت إلى حياتها الحدود الفاصلة بين الروح و الجسد و المشاعر فى وجودها .
و إذا لم تتغير الأمور فى أقرب وقت , ستكون هى من يذهب لإستشارة الدكتور النفسانى.
|