المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز
5 - أعترافات جريحة
ــ عندما دخلت الغرفة التى كنت فيها أنت و بول , شعرت و كأن السنوات عادت بى إلى الوراء وعد إلى السابعة عشرة مرة أخرى ... فى سنو بول تقريباً . رأيت نفسى فى غرفةالنوم فى كوخ أحد عمال كرومنا . و بدلاً من خاتم بجوهرة فيروزية اللون يساوى تسعة آلاف دولر , كان هناك قرطان متألقان من الماس يساويان خمسة آلاف دولار أقترضتهما مقابل قطعة أرض لأزين أدنى حبيبتى.
آهـ .... لا! و غرزت هالى يديها فى المقعد , بينما كان يتابع :
ــ الفرق الوحيد هو أن المرأة التى كانت بين ذراعى كانت ساحرة حمالها لا يصدق , شعر أسود كالليل و ليس ذهبياً كشعرك , كانت أرليت تكبرنى بتسع سنوات , أكبر منك الآن بسنة واحدة فقط.
و كان تقدير هالى لهذا التشابه أكثر من تقدير أى شخص آخر.
ــ و كانت قد ترملت لتوها بسبب أصابة زوجها بنوبة قلبية.
و كذلك راؤول , زوجها هى , مات بسرعة . كان التشابه يزداد قوة من لحظة إلى أخرى.
ــ اهتمام أرليت أشاع الغرور فى نفس غلام ابتدأ لتوه يختبر هذه الأمور . و عندما دعتنى إلى السباحة معها فى عصر أحد الأيام , أثر بى تجاوبها المحموم.
أحنت هالى رأسها , محاولة أن تكافح الصور التنى أخذت كلماته تعيدها إلى ذهنها , بينما كان هو مستمراً فى الكلام :"عندما رأيت الرجال يحمون حولها , يراقبونها أثناء النهار , لم أستطيع السيطرة على غيرتى . و فى ستة أشهر أو نحوها صرت أسير سحرها . لم يكن لدى ما يكفى لكى أثبت لها مقدار حبى بالإضافة إلى الماس . أعطيتها نقوداً لكى تدفع اجرة الكوخ و تتمكن من البقاء فى المزرعة , و مع الوقت أصبحت أنا المعيل لها كلياً . أهملت دروسى و عمل الأسرة و أصبح كل ذلك عديم الأهمية بجانب سحرها الآسر"
و رنت كلمات بول فى أذنى هالى (أنت لست بحاجة إلى العمل . أنا سأهتم بك.)
التقط فنسنت نفساً مرتجفاً و رفع رأسه . و عادت هالى تصغى إليه مبهورة و هو يعرى روحه :" كنت أنسل فى الليالى , بعد حلول بعد حلول الظلام , لأكون معها. كنت أعتقد أننى ماهر للغاية . بحيث لم يعلم أحد بزياراتى الليلية . و على كل حال كانت صحة أبى تتراجع من مرض الكبد . وكان جدى فى عالمه الخاص , حزيناً لموت جدتى بالتهاب رئوى."
كذلك بول أبقى أمر هالى سراً عن أبيه , و لأن مونيك تحبه فقد وافقته على ذلك.
ــ كانت الإثارة تتملكنى طوال النهار لأننى كنت أعلم أننى سأكون فى الليل برفقتها . و لم أدرك أن أبى كان يعلم كل شئ عن علاقتنا إلا بعد أن قارب الموت . عند ذلك نبهنى إلى أنها تسعى فقط وراء ثروة رولاند , و ان علىّ أن أتركها . لكننى ظننت أن كل ما قاله هو مجرد هذيان رجل لم يعرف كيف يكون سعيداً و لا يريدنى أن أكون سعيداً , أنا أيضاً . بعد ذلك بأسابيع , أدهشتى بطلبه منى قبل موته أن أصفح عنه . و بعد الجنازة صممت على الفور على الزواج من أرليت , لكن الكاهن أخبر جدى الذى كان سنداً بالنسبة إلىّ , فلم يساعدنى هذه المرة . و بدلاً من ذلك أخذ يعيد على مسامعى كل الكلام الذى قاله أبى لىّ عن أرليت و أكثر منه بكثير . و يبدو أنه كان يعلم بأنها هربت من بيت أسرتها و هى صغيرة السن و صاحبت من الرجال أكثر مما أستطاع أن يحصيه و بعد أن أخبرتنى بأنها لا تستحق حبى لها منعنى من رؤيتها و هدد أنه سيتبرأ منى.
" فى ذلك الحين لماهتم مثقال ذرة بماضيها أو بإرثى . كل ما كنت أريده هو أرليت و عندما أخبرتها بأننا سنهرب و نتزوج بعيداً , و اننى وجدت عملاً فى مكان ما , أخبرتنى بأنها حبلى.... لا يمكنك أن تتصورى فرحتى , شعرت و كانت العالم بأسره بين يدى , سيمكننا الآن أن نتزوج و يباركنا الجد موريس الذى يريد أن يشارك حفيده القادم الحياة. و هكذا عقد الكاهن قراننا . لكن سعادتى لم تدم طويلاً . لن أرهقك بالتفاصيل المملة , و سأخبرك فقط بأنها لم تعد تستقبلنى قط فى فراشها . ظننت فى البداية أن ذلك بسبب الغثيان الصباحى . لكننى سرعان ما علمت بأنها كانت تترك القصر أثناء النهار لتكون مع رجال آخرين"
لم يعد سبب غضب فنسنت و ثورته غامضاً الآن . و تابع يقول :"عندما واجهتها بالأمر , اعترفت بأنها أستغلت غلاماً هائماً مثلى فقط لتحصل على ما تريد . و منذ ذلك الحين فصاعداً ابتدأت كوابيس الشجار بيننا. أوشكت أن أتركها فى إحدى المناسبات عندما اعترفت بأنها لم تنجذب إلى قط و لم تتزوجنى إلا لثروتى . هددتها بأن أقطع عنها مخصصاتها المالية فهددتنى بأنها ستجرى عملية إجهاض للجنين"
فتمتمت هالى بألم :"فنسنت....لقد فهمت الآن لماذا سألتنى أن كنت حبلى"
فنظر إليها بحدة :"الفرق هنا هو أننى أواجه ملاك الرحمة بدلاً امرأة انتهازية منحلة مثل أرليت"
ملاك! إنها كل شئ عدا ذلك.
و أغمض عينيه لحظة :"كدت أفقد عقلى لأن الطفل, حينذاك أصبح يعنى لىّ كل شئ . كان يمثل كل ما هو حسن و طاهر و غير ملوث فى زواجنا الزائف المشؤوم . و لكى أمنعها من قتل أبننا بلغ بىّ اليأس حد الذهاب إلى الجد الذى أشفق علىّ فأخذنى إلى محامى الأسرة الذى كتب سنداً قانونياً يصرح بأن ميراثى من كروم العنب يصبح لها فى اللحظة التى يولد بها الطفل . و اشترط كذلك بأنها حالما تعود إلى البيت من المستشفى سيكون عليها أن تغادر المزرعة و لا تحاول أن ترانى أو ترى الطفل مرة أخرى."
فسألته هالى بذهول:" و هل وافقت على ذلك؟"
ــ آهـ , نعم. وافقت بلهفة وجشع ما محا أى أثر لشعور أو عطف كنت ما أزال أضمره لها فى أعماقى, لقد مكثت بعد الولادة فى المستشفى , و لهذا لم تأخذ أى من التوأمين بين ذراعيها قط.
هزت هالى رأسها مشتتة الذهن :"لكن ولديك أخبرانى بأن أمهما ماتت عند الولادة"
ــ هذا ما أرتدهما أن يعتقداه.
ــ و هل ما زالت حية ؟
ــ لا, و الحمد لله .
ــ لم أفهم .
ــ بعد أقل من عام علمت من محامى الأسرة أنها أنفقت كل ثروة الأسرة , ثم قتلت فى اصطدام قطار فى كورتينا مع آخر عشاقها . و قد تلقيت الخبر بإبتهاج لأننى تأكدت حينذاك من أنها لن تستطيع أن تنكث العهد بعد ذلك أو تضر بالولدين . و ابتدأت أعود إلى الحياة الطبيعية بعد ذلك.
حدقت هالى إليه :"كنت صغير السن لمثل تلك المعاناة التى تحطم القلب. لا أستطيع أن أتصور ذلك."
ـ لا تتأثرى لأجلى . لغم أننى جلبت كل شئ لنفسى , فقد تلقيت العون الذى أحتاجه . لم يكن الجد يشعر نحوى بولع خاص , حينذاك . لكنه تمالكه الحب من أول نظرة حالما حمل بول و مونيك بين ذراعيه .
انهمرت دموع هالى و هى تتصورهما مع الطفلين.
ــ لقد بعنا نصف كروم العنب لكى ندفع المبلغ لـ أرليت , لكننا ما زلنا نحتفظ بالنصف الآخر و القصر . و استطعنا , نحن الأثنين أن نربى الطفلين و ندير العمل . و كان الجد يتخذ دور المربية للطفلين لكى أتمكن انا من حضور صفوف الجامعة فى بوردو . عندما تاقيت شهادتى الجامعية فى إدارة الأعمال , أخذت أعمل ليل نهار كى يزدهر عمل المصنع . و شيئاً فشيئاً أستعدنا ما خسرناه , و ركزت اهتمامى على أن اكون أفضل أب ممكن أن أكونه . قررت أنه عندما يكبر الولدان إلى حد يسألان فيه عن أمهما لن أخبرهما بأنهما نتيجة حبل غير شرعى بل بأنها ماتت قبل أن تستطيع تربيتهما . ذلك أننى لم أشأ لهما أن يتألما أو أن تترك الحقيقة أثراً على حياتهما.
مسحت هالى دمعها عن خديها. يا لها من مأساة !
رقت ملامحه حين رأى خديها المبللين :"حدث ذلك منذ أكثر من ثمانية عشر عشر عاماً هالى . لقد عشنا معاً , نحن الثلاثة حياة رائعة بعد ذلك"
منتديات ليلاس
ــ تعنى حتى الخميس الماضى. كان على أن لا أسمح لـ مونيك بأن تقنعنى بالذهاب إلى شقتك . لكننى أحب أن أكون معهما كثيراً , فرأيت أنها ستكون آخر مرة و لن يحدث أى ضرر.
فهز فنسنت رأسه :"إنها ما كانت لتكون آخر مرة . أنا أعرف أبنى , كان سيلحق بك إلى كاليفورنيا . لكنه وجد طريقة مأساوية للغاية لكى يحصل عليك هنا فى سانت جينز"
كان على صواب فى هذا . و وقفت تقول :"عليك أن تخبر ولديك بما أخبرتنى به"
ــ هذا ما قررته . لكننى أريد موافقتك أولاً.
فسارعت تقول بعطف :"إنها لك , عندما يسمعان قصتك سيفهمان كل شئ. سيدرك بول أنك كنت تحاول ان تمنع التاريخ من أن يعيد نفسه , و سيصفح عنك . كذلك مونيك"
ــ أتعنين أن الحقيقة ستحررهما ؟
ــ نعم .
ــ قد يكرهانى لأننى كذبت عليهما بشأن قصة أمهما طوال تلك السنوات.
ــ سيكون عليهما أيضاً أن يكرها الجد موريس لأنه أشترك فى الكذبة .
ــ هذا مستحيل فهما يعشقانه . و على كل حال , إذا كنت تعلمت شيئاً مما حدث فهو أننى لم أخدم مصلحة ولدىّ بمحاولة إنشاء عالم كامل لهما . بول يعتقد بأنه إذا أراد شيئاً , فبمجرد أن يتمناه , يحصل عليه . هكذا كنت أنا فى سنه .
نظرت هالى إليه متفحصة :"ربما هذا هو سبب طلب أبيك منك الصفح. . ربما أدرك مبلغ الضرر الذى ألحقه بك حين قيد حريتك . لو أنه منحك بعضاً منها , لكنت عشت حياة طبيعية, كأصدقائك , و بالتالى ما كنت لتحصل على ولدين مثل بول و مونيك . أنا لا أستطيع أن أتصور هذا العالم من دونهما"
فقال بصوت أجش :"و لا انا"
دست يديها فى جيبيى تنورتها :"متى ستخبرهما ؟"
ــ كنت أفكر فى التحدث إليهما هذا المساء بعد العشاء.
ــ أنا مصورة لذلك .
ــ أتصور أن قول الحقيقة فى هذا الوقت يساهم فى عودة الثقة و الألفة إلى أفراد العائلة.
كان إعجاب هالى به يزداد :"اريد أن أساعد حيث أستطيع . أخبرنى....هل يحسن جدك بعض ألعاب الطاولة كالشطرنج , مثلاً؟"
ــ نعم , هذه إحدى هواياته المفضلة . لماذا؟
ــ أثناء العشاء سأقترح مبارة . ذلك سيحبط محاولة بول التنزه معى بعد العشاء أو ما شابه . بهذه الطريقة سيكون حراً فى أن ينضم أليكما أنت و مونيك للأستماع إلى حديثك.
رأت شيئاً يومض فى أعماق عينيه :"هذه فكرة رائعة....."
|