المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز
لم يقتنع فنسنت بالعذر الذى قدمه الولدان عن سبب إبقاء علاقتهما بالآنسة لين سراً و هو أنهما أرادا أن يفاجئاه بكفاءتهما باللغة الإنكليزية .
لا شك أن بول وقع فى رغامها منذ البداية فأرغم مونيك على إبقاء أمرها سراً . و قد أستطاعت أن تتغلغل فى عالمهما وقتاً طويلاً , فكم من التفاصيل الشخصية عن حياته و حياة أولاده قد عرفت؟
رغم أنها لا يعرف شيئاً عمن تكون هذه الأميركية , إلا أنه ستحرى عن ذلك.
ذهب إلى مكتبه لكى يبحث عن رقم تليفون متجر تاتى ثم اتصل بالمدير. و بعد إنتظار وقت طويل , أجابه شخص ما قائلاً بأن المدر قد خرج ليغيب طول النهار.
حاول أن يحصل على معلومات عن الآنسة لين , لكن الرجل أجاب بأن عليه أن يتحدث عن ذلك إلى المدير صباح الغد.
ما إن وضع السماعة ليتصل بمحاميه الذى بإمكانه أن يحصل لأجله على المعلومات التى ترضيه , حتى رن جرس تليفونه الخليوى و كان الإتصال من القصر .
ــ فنسنت يتكلم .
ــ هل أنت هنا .... ياولدى ؟
صوت جده الحاد حعله يندفع بسؤاله و العرق البارد يتفجر منه:"ماذا حدث؟"
ــ لقد تلقينا لتونا مخابرة من مستشفى باسى فى باريس بأن بول صدمته شاحنة بينما كان يقطع البولفار فى الضوء الأحمر . بحثوا عن العنوان فى محفظته و أتصلوا بتا , إنه ما يزال غائباً عن الوعى .
ــ أنا فى طريقى إلى المستشفى القريب بعينين غائمتين, و دخل غرفة الطوارئ راكضاً و قد تملكه خوف بالغ من ان لا يستيقظ بول أبداً . كان فنسنت الآن هو الذى يدعو يدعو الله أن يبارك ولده و يبقيه حياً .
سأل الموظفة الجالسة على مكتب الإستقبال :
ــ أين وضعتم بول رولاند ؟ أخبرتنى الشرطة أن شاحنة صدمته . و انا ابوه.
ــ أبنك موجود فىالطابق الخامس. أدخل من ذاك الباب .
دفع الباب و اندفع إلى الداخل . الستار المنسدل عند رقم خمسة جعل قلبه يهبط كحجر ثقيل . و كانت ممرضة خارجة لتوّها منتديات ليلاس
ــ هل ما زال ابنى غائباً عن الوعى؟
ــ لا. لقد استيقظ منذ دقائق.
تنفس فنسنت الصعداء :"الحمد لله"
ــ الطبيب ما زال يفحصه و لكن يمكنك الدخول.
لأول نظرة , بدا بول مليئاً بالحياة بالرغم من شحوبه . و كان ثمة انتفاخ بحجم البيضة على جبينه . و كما كان الطبيب ينظف جرحاً على وجنته اليسرى . ورفع بصره حين عُرف رولاند بنفسه.
ــ ابنك فتى محظوظ . هناك رضوض على ذراعه و ساقه اليسرى, و لكن لا عظام مكسورة . كشفت الأشعة أنه يعانى من ارتجاج فى المخ لكن الدورا سيزول بعد بضعة أيام من الراحة , و ستكون حالته ممتازة . سآمر بنقله إلى غرفة خاصة.
أراحته هذه الكلمات :"شكراً على كل شئ "
بعد ذهاب الطبيب جلس فنسنت على كرسى بجانب ابنه الذى كان مغمض العينين طوال الوقت , و أمسك بيده :"ولدى .أنا بابا هنا معك . الحمد لله أنك ستشفى"
و ارتجف صوته . لكن بول لم يجب.
ــ بول . قل شيئاً ! أنا أحبك .
و أختنق صوته .
ــ لا. أنت لا تحبينى .
صدر هذا الرد الملئ بالألم من بين شفتين متوترتين محطماً والده ببرودته , ليتبعه بقوله و هو يجذب يده من قبضة أبيه :"لا أريدك هنا. دعنى وحدى."زهرة منسية
فقال الأب و قد هبطت معنوياته :"هذا غضبك يتحدث . إنك تعلم أننى لن أتركك قط. إنك أبنى و أنا سأبقى معك حتى تخرج من المستشفى فأستطيع أن آخذك مع مونيك إلى البيت معى"
فتح بول عينيه ولكن لم يكن ثمة أثر للدفء فى عينيه الجافتين , أو فى ملامحه . لم يكن هذا هو الأبن الذى أحبه فنسنت و رباهخ منذ ولادته .
ــ أنا لست ذاهباً إلى سانت جينز . لقد أنتهى ذلك . سأقم فى باريس .
لا تقلق فقد سبق و تدبرت أمر بيت و وظيفة , فأنت لم تعد مسئولاً عن إعداد أى شئ لأجلى بعد الآن.
رد عليه أبيه بلهجة بالغة المرارة . و بدا العبوس على وجه فنسنت :"أنا أعرف أننى قلت أشياء كثيرة مندفعاً دون تفكير يا بول , و أنا أعتذر لذلك عندما تتحسن صحتك سأستمع إلى ما كنت تريد قوله"
ــ لقد فات الأوان لذلك. لقد أنتهى ما بيننا و لا أريد أن أراك مرة أخرى .
تنهد فنسنت نادماً لتركه الأمور تصل إلى هذا الطريق المسدود, وقال :"سنتحدث عن كل ذلك فيما بعد. أما الآن فالمهم هو شفاؤل"
و لم يصدر عن بول أى تعليق ....فتركه ليرتاح ثم أتصل بالجد موريس ليطمئنه علىحالة بول . و بكى الجد بارتياح . و لحسن الحظ لم يحاول الاتصال بـ مونيك التى لم تعرف شيئاً عن الحادث بعد.
تحدثا عدة دقائق , ثم لحق فنسنت بالممرضين الذين نقلوا بول إلى غرفة خاصة فى الطابق الثالث حيث دخل طبيب آخر الغرفة و صافح فنسنت :"أنا الدكتور موروا . أحب أن أحدثك عن حالة أبنك خارج الغرفة"
خرج الأب معه و قد تملكه القلق ثم نظر إليه عابساً :"هل هناك مضاعفات فى إصابة أبنى لم تخبرونى عنها ؟"
ــ هذا ما أخافه . مهما كان رأى الطبيب الذى أستقبله , الأفضل أن تسمع التفاصيل منى , أننى رئيس قسم الطبي النفسى فى مستشفى باسى.
كلام الطبيب كان أشبه بطعنة تلقاها فنسنت فى أعماقه . فقال :"تابع كلامك يا دكتور أنا مستمع إليك"
فى الدقائق التالية سمع من الطبيب كلاماً لا يحب أى أب سماعه .
ــ إذا شئت استشارة طبيب نفسانى آخر , ليس لدى أى مانع.
ــ أنا واثق من كفاءتك . أعلم ان ولدى بحاجة إلى مساعدة , كلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل.
فأومأ الطبيب :"ما هو قرارك بالنسبة إلى الأيام القليلة القادمة؟"
ــ أنا هنا مع أبنى و ستكون ابنتى مونيك , هىت توأمه.
ــ هذا حسن ,أما حالياً , أريدك أن لا تذكر شيئاً مما حدثتك به لأبنك أو أبنتك. كن طبيعياً فى كل ما تقول. أما أنا فسأتحدث إليه بين حين و آخر فى هذين اليومين , ثم أجتمع بك مع أبنتك , معاً , ثم مع كل منكما على إنفراد . و من هناك نبدأ.
شكره فنسنت بفتور . و عندما طمأنته الممرضة أن بول يرتاح , أستقل سيارته إلى مدرسة مونيك.
قبل أن يذهب إلى غرفتها توجه إلى المكتب و شكر الناظرة لأهتمامها بأبنته . فقالت له إن ذلك كان من دواعى سرورها . دعته لزيار تهم فى أى وقت يكون فيه فى باريس وكانت فى عينيها دعوة خاصة ليست بحاجة إلى تفسير .منتديات ليلاس
بعدما أخبرته الآنسة لين عما أسرت إليها مونيك عن الناظرة وجد نفسه يرفض هذه الدعوة الوقحة.
لقد أستمتع برفقة عدة نساء أثناء السنوات الماضية حين كان يزور المدينة لإنجاز بعض أعماله , لكن الناظرة لم تكنأبداً واحدة منهن .
كان ما يزال مصدوماً لما قاله له الدكتور موروا عندما وجد مونيك فى غرفتها مستلقية على سريرها, أهلكه منظر الدموع تحرق خديها . لقد سبق و رآها بهذا الشكل من قبل , و لكن لم يسبق أن كان هو السبب فى ذلك . و طعنه هذا فى الصميم.
منتديات ليلاس
جلس على حافة سريرها و أحاطها بذراعيه و قد حطمه الشعور بالذنب :"آسف يا حبيبتى ....آسف للغاية"
و أخذ يهزها لحظة ثم تابع يقول :"أرجو أن تصفحا عنى , أنت و بول ذات يوم"
لكنها مثل بول بقيت صامتة . ماالذى فعله معهما ؟ و إذ تذكر أن بول وحده فى المستشفى , قال لها :"هيا بنا ! علينا العودة إلى المستشفى , فلنحمل أغراضك إلى السيارة . هناك شئ هام علىّ أن أخبرك به و لكن ليس قبل أن نبتعدعن المدرسة"
قوله هذا جعل أبنته المنتفختين العينين تساعده على أن يملأ صندوق السيارة بحقائبها التى سبق لها أن حزمتها من قبل , توقعاً لتركها المدرسة نهائياً . و فى الطريق إلى المستشفى التفت غليها قائلاً :"لماذا لم تركبا , أنت و بول فى نفس التاكسى إلى المدرسة ؟"
ــ لقدأنطلق راكضاً فلم أستطيع منعه . و لكن علىّ أن أخبرك بأننى لا ألومه على ما فعله يا بابا.
ــ و لا أنا . و لكن أخاك , لسوء الحظ كان من الانفعال بحيث تعرض لصدمة سيارة.
كانت هذه الحقيقة , و لكنها ليست كلها. ولن يعترف بها حتى يرى الدكتور موروا الوقت مناسباً لذلك.
و أضاف عندما صرخت بذعر :"لكنه سيستحسن تماماً . ليس ثمة كسور , بل رضوض فقط , و بعد أيام قليلة سيسمح له بالرحيل . المشكلة الآن هى أنه يظن أنه يكرهنى , و الحق معه تماماً. و قبل أن نمضى الليلة معه, أريد أن أسمع كل شئ عن هالى لين . لا تغفلى أى شئ , و لا تخافى فأنا لا أطلب هذا لأننى أظن بها شر أو فساد . أريد ان اعرف نوع علاقتكما بها و ذلك لأعلم ما الذى يجول بخاطر بول . أنا أحب أخاك للغاية, لكننى أريد أن أعرف كل الحقائق , و إلا فلن أستطيع أن أعتذر بالشكل الذى يقنع بول بأننى آسف حقاً , هل تفهمين ما أعنى؟"
ــ لا أظن أنك قادر على إصلاح الوضع يا أبى.
نبهه رأيها هذا إلىما أخبره الدكتور موروا به عن حالة أبنه التى تحرق القلب. فقد كانت لهجتها حاسمة بالغة الخطورة.
لقد كبرا ولداه أثناء التسعة أشهر الماضية...و لم يكن موجوداً ليرى حدوث ذلك ما جعله يشعر بألم حارق . ليس لما خسره فقط , و لكن لما تسبب فى حدوثه.
قال :"علىّ أن أحاول"
ــ لقد أحبها بول منذ اليوم الأول الذى أنتظرتنا فيه فى كتجر تاتى . و قد أدركت السبب. فقد كانت كاملة الأوصاف . و أنا أوافق تماماً على أن تطون زوجة أخى المقبلة.
ــ و ما الذى يجعلها بهذا الامتياز عن غيرها .
ــ أنها الوحيدة التى أراها تستحق حب بول.
تستحق ؟ إنها كلمة جبارة فعالة عندما تصدر من مونيك المتعلقة بأخيها التوأم إلى حد الرغبة فى تتملكه . عليه أن يكون حذراً فى متابعة الحديث . ذلك أنه هو نفسه تزوج فى الثامنة عشرة من عمره . لم يكن يستطيع أن يقول إن بول أصغر من أن يعلم الفرق بين الافتنان و الحب.
كيف يمكنه أن يخبر ابنته بأن بول ربما سيقع فى الحب أربعة أو خمس مرات قبل أن يتجاوز منتصف العشرينات؟
ذلك أن الرجل لا يصبح شخصاً شاعراً بالمسؤولية قبل هذا السن . عند ذلك فقط يمكنه أن يجدنوع الاستقرار الذى يحتاجه لكى يجد زواجاً سعيداً مع امرأة مناسبة.زهرة منسية
ــ كان بول يريد أن يخبرك عنها قبل الآن بكثير , لكنه كان خائفاً من أن لا توافق على وقوعه فى حب امرأة أميركية . و هكذا طلب منى أن لا أخبرك شيئاً عنها قبل أن يكون مستعداً.
أدرك فنسنت فى أعماقه أن ذلك ليس هو السبب الذى يمنع بول من أن يخبره.
ــ أنا لا أكره الأميركيين . أنا أعترف بأن زبوناً أميركياً جاء إلى هنا منذ سنوات فلم أهتم به بالذات , و لكننى على العموم أرى معارفى الأميركيين ظرفاء تماماً , أما ردة فعلى تجاه الآنسة لين فلا علاقة لها بجنسيتها . لقد صدمنى أن ينفق المال على ثمن خاتم بدلاً من السيارة المفروض أنها هدية تخركما.
أحنت ابنته رأسها :"كان مصمماً على أن يعقد الخطبة آخر السنة الدراسية . أخبرته أن السيارة لا تهمنى , فإذا أراد أن ينفق ذلك المال عليها فأنا موافقة . و فى هذه حالة قلقك على المال صمم على أن يسدد المبلغ أقساطاً شهرية . وقد أعطاه ناظر مدرسته تنويهاً خاصاً ساعده فىالحصول على وظيفة فى بنك فى مونت بارناس و المفروض أن يبدأ تدريبه يوم الاثنين"
كان هذا شيئاً لا يُصدق منتديات ليلاس.
غداً سيذهب فنسنت إلى مدرسة بول ليُحضر له أمتعته. و سيتصل من هناك بمدير البنك يخبره بحادث الاصطدام الذى تعرض له بول.
ــ دار بينى و بين الآنسة لين حديث بعد خروجكما من الشقة , و مع انها بدت لىّ صغيرة السن فقد أخبرتنى أنها فى الخامسة و العشرين .
ــ هذا صحيح فقد تفحص بول جواز سفرها .
ــ ألا تظنين أن امرأة تكبر أخاك بسبع سنوات هى أكبر من أن تناسبه ؟
ــ كلا بالطبع . بول يرأها خلابة للغاية .
|