كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز
عانقته متلهفة إلى أن تـرى هذا الرجل الساحر ما يعنيه لها.
أخذت تهمس له مرة بعد مرة :"أحبك....يا حبيبى....لا يمكنك أن تتصور مقدار حبى لك"
ما أروع أن تشعر بالحياة مرة أخرى,و أن تشعر بأنها محبوبة . كانت واثقة من أنها لن تشبع أبداً من حبه.
و دفن فنسنت وجهه فى شعرها :"أنا أحبك يا هالى , أحبك بعمق و إلى الأبد و بالنسبة إلىّ فقد أديت لتوك قسمك النهائى لىّ و ليس ثمة عودة عنه , أنى بحاجة بالغة إليك"
و اهتز صوته و هو يعترف لها بمدى حبه.
ــ أريد أن أكون ملكك و لهذا عدت. لا حياة لىّ بدونك منتديات ليلاس
ــ هالى......هالى....
و أضاف :"لم أحلم قط بأننى سأصادف حب حياتى فى اللحظة التى يقف فيها ولدىّ على عتبة سن الرشد . لم يخطر لى قط أنه سيحدث ذلك الآن . أنظرى إلى كيف أرتجف كتلميذ مدرسة . إنك أعدت إلى الشعور بالصبا . لم أعد أعرف نفسى , ضمينى مرة أخرى لأعلم أن هذا حقيقى"
أطاعته هالى بكل مشاعرها ....فهو حياتها....إنه الفردوس و هى بين ذراعيه فى هذا المكان الرائع الجمال.
قال :"أننى مستاء من أبنى لشئ واحد و هو أنه لم يعرفنا إلى بعضنا البعض منذ أول يوم ذهبت لزيارتهما فى باريس . و هكذا خسرنا أشهراً من الحب و الحياة"
ــ أعلم هذا , فقد فكرت فيه أنا أيضاً و أفكر فه الآن. أنت تعلم أننا سنعانى من الآلم أكثر عندما نخبر بول أننا نحب بعضنا البعض.
و لم تفهم حين صدر عنه صوت ينم على الفرح :"يا حياتى , كنت من اللهفة بحيث لم أتذكر ما يجب أن أخبرك به"
فرفعت وجهها إليه:"ما هو؟"
ــ لقد منحنا بول مباركته.
هزت رأسها غير مصدقة :"متى؟"
ــ الليلة الماضية .
و أخبرها عن حديثه مع ولديه بعد خروجه من الكوخ . و كان ارتياحهما دون حد . لكنها ما زالت متشككة :"هل رضى حقاً بذلك؟"
ــ أنا أتفهم الصدمة التى تشعرين بها فقد عانيت مثلها. لكنه بدا صادقاً . لقد نضج بول حقاً , فقد رأت ضوءاً فى عينيه فعلمت أنه يريدنا أن نكون معاً .
ــ أوهت ....فنسنت....لم أشعر بمثل هذه السعادة فى حياتى قط . أنا أحب ولديك و أحب أن أعيش معهما دوماً و هما يحبان أباهما . لقد جعلانى أحبهما. كل ما كان على أن أفعله هو ان أتعرف غليك. اشعر بأننى غارقة فى حبك.
تنهد مبتهجاً :"طوال الوقت الذى كنت تعنفيننى فيه فى شقتى كنت أشعر بأن مشاعر عميقة تتكون فى أعماقى .كنت تواجهيننى بحقائق لا تقبل الرفض غير آبهة بغضبى . هزمتنى و جذبتننى إليك حتى شعرت بأن حياتى لن تعود أبداً كما كانت. و لو ان بول لم ينته فى المستشفى للحقتك تلك الليلة لأعتذر لك . و ما كنت لأقبل أن تبتعدى عنى قط.
ــ أنا أخجل من القول إننى لم أشأ أن أبتعد عنك أنا أيضاً . و رغم الأزمة مع بول , عندما رأيتك تنتظرنى خارج متجر تاتى أقسم بأن ساقى أخذتا ترتجفان من فرط التأثر .
قالت و هى تحدق فى عينيه :"لكن اللحظة الحقيقة كانت عندما دخلنا المزرعة و قفزة مونيك من السيارة و ركضت لتستقبل الجد . فأخذت أحدث نفسى بأن كل هذا يبدو و كأننى أعود إلى بيتى . فخرجت من السيارة و أخذت أسير بين العرائش لأنها بدت لى مألوفة"
ــ كما كانت تبدو لى؟
منتديات ليلاس
ــ نعم .
ــ تملكنى نفس الشعور و أنا أراك تتجهين نحو أسرتى فانحبست أنفاسى و أنا أتصورك موجودة هنا دوماً طوال حياتك . كانت لحظة فاصلة بالنسبة إلىّ....ولداى و هذه المرأة الرائعة التى أحضراها إلى البيت . إذا كنت لم أعرف هذا , حينذاك فأنا أعرفه الآن. إنها قوة أعظم منا جميعاً هى التى خططت للقائنا هالى.
أومأت و هى تعود فتدفن وجهها فى كتفه مرة أخرى, بينما عاد هو يقول و جسمه يرتجف بالمشاعر :"أننا بحاجة إليك حبيبتى , حتى الجد الذى كان لك تأثير على حياته بشكل لا يمكنك أن تتصوريه . إن عيد ميلاده هو فى الثانى من تموز . هل نجعل هذا التاريخ يوم عرسنا؟ سيكون هذا أعظم هدية يمكن أن نقدمها له. لقد ساعدنى فى حياتى التى كانت مليئة بالمخاوف. إننى أريد أن أقدم إليه الشئ الذى يوفر له السعادة و السلام فى شيخوخته , و هو الزواج بك"
فصرخت :"ما أجمل ما تقوله ! فكل ما أريده أنا يا حبيبى أن أكون زوجتك . أريد أطفالك"
أجابها :"هذا ما كنت أفكر فيه"
فأعتدلت فى جلستها :"فنسنت ؟ هل أنا أستعجلك بشئ؟"
فأنفجر ضاحكاً :"تستعجليننى ؟ ألا تعرفين أننى رأيت فى الخيال طفلين أشقرين يركضان خلفك بصعوبة فى الكرم؟"
فأشرق وجهها :"طفلان؟"
ــ نعم, إنجاب التوائم هو تقليد فى أسرة أمى.
ــ أنت تمزح! أتساءل ماذا سيكون شعور بول و مونيك بالنسبة إلى ذلك؟
ــ هل نعود إلى البيت و نسألهما ؟ لا شك أن أبنتى ستخبرنا بالضبط عما تفكر فيه. و فى الواقع سترغب فى أن تخطط لحفلة الزفاف بنفسها . هل لديك مانع؟
قالت ضاحكة:"أنك أذكى من أن تسألنى هذا السؤال , لا أستطيع أن أتصور شيئاً أروع من هذا . لقد كانت تخطط لكل نزهاتنا , و كل شئ كان يسير دون عائق . لقد خُلقت للقيادة مهما كان عملها فى هذه الحياة ستكون فى مركز القيادة"
بدت على فمه الجميل ابتسامة كسولة :"هذه هى ابنتى! أما المعجزة حقاً فهى أنك تعرفينها و تفهمينها جيداً . إنها دقيقة جداً بالنسبة لأختيار الأشخاص الذين تدخلهم حياتها "
ــ هل هذه أحد الأسباب التى أبقتك دون زواج؟
ــ لا ثمة سبب واحد ابقانى دون زواج...كنت انتظرك.
ــ فنسنت.....
عندما سمعا صوت بوق سيارة فنظر إلى الخلف:"لقد أبتدأنا نجذب اهتمام الناس هنا . فلنذهب إلى الكوخ حيث نكون وحدنا . رغم حبى لهذا المكان , إلا أنه ليس المكان المناسب"
و بتأن بالغ أبتعدت عنه , و إذا لم تجد مرآة نظرت إلى زجاج مقدمة السيارة لتنظر إلى نفسها و تحاول أن تصلح مظهرها , و إذا بها تشهق و هى ترى مقدار توهج وجهها.
تحرك فنسنت بالسيارة لكنه لم يبعد نظره عنها :"فى حال لم أخبرك بعد , انا اراك رائعة الجمال , من الداخل و من الخارج"
أمسكت بيده و لم تتركها طوال رحلة العودة .
|