لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-13, 10:19 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز

 
دعوه لزيارة موضوعي


أقفلت الباب و هرعت إلى غرفة نومها . كانت الساعة بعد الثامنة صباحاً بقليل فى سان دييغو.
لابد أن طفل غابى ما زال نائماً , فهى تكره أن توقظه , لكن الأمر مستعجل هنا.
أخذت تدعو الله أن تكون غابى فى البيت . و أوشكت أن تضع السماعة لتعود بعد (الدوش) عندما سمعت صوت شخص ما :"هالو؟"
ــ غابى ؟
ردت بعد قليل :"هالى ؟ ما أروع أن أسمع صوتك . هل عدت إلى كاليفورنيا؟"
غلبت المشاعر هالى فأنهمرت دموعها و قالت و هى تشهق :"لا, ما زالت فرنسا. لدى مشكلة"
و عندما نظرت هالى إلى ساعتها مرة أخرى وجدتها السادسة إلا ربعاً و لم تصدق أنهما تحدثتا ساعة و نصف :"علىّ أن أقفل . سيكون بول هنا بعد دقائق"
ــ انتظرى و أخبرينى شيئاً واحد ....أنت تصدقين حقاً أن هناك امرأة أخرى فى حياة فنسنت .....
ــ فنسنت رجل طبيعى ملئ بالرجولة . و طبعاً هناك نساء يرغبن فى صحبته .
و مسحت دموعها بملاءة السرير.
ــ هالى....
ــ إذا كنت تتحدثين عن امرأة محددة لا أدرى . لديه موعد مع شخص ما هذا المساء . كل ما أستطيع قوله هو إذا كان لها وجود فهى متفهمة له تماماً لعدم إحضارها إلى القصر . لكن وضعه مع بول مزعزع و لهذا هو لا يجرؤ على القيام بتصرف خاطئ.
ــ أظنه فضح نفسه بطلبه منك البقاء فى سانت جينز لأجل أبنته . يبدو ذلك لىّ أشبه بستار من الدخان للاختباء خلفه .
ــ أريد....أريد أن أعتقد ذلك , انا أيضاً و لكن ماذا لو كنت أنا مخطئة؟
ــ أتذكرين عندما هربت من ماكس ؟
ــ و كيف أنسى ؟ أنا من نصحتك بأن تستقلى الطائرة إلى موطنك فى نيو جيرسى .
ــ و هل نسيتِ اننا حللنا كل مشاكلنا؟ أننى متزوجة من فتى أحلامى الآن. هل تسمعينى يا هالى؟
ــ نعم .
ــ هذه هى المسألة . الأمّان المقدستان قالتا أنك لست جاهزة بعد إداء قسم الارتباط والآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسبوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى يتضح الجواب.
ــ ليس لدى خيار طالما بول بهذه الحالة الدقيقة .
ــ أتعلمين ما أظنه ؟ أنت أروع امرأة عرفتها .
ــ أنا أحبك للغاية هالى . انت لن تبتعدى إلى الأبد .
ــ أواثقة أنت ؟
ــ نعم. أتصلى بى متى شئت .أنا أعنى ذلك!
ــ سأفعل . شكراً يا غابى .
وضعت هالى السماعة و اندفعت إلى الدوش . رغم ان حديثهما لم يحب شيئاً . فقد شعرت بتحسن لتمكنها من الإفضاء بهذا العبء إلى صديقتها الحميمة.
وعلى أى حال , بعد ان انتهت من ارتداء بلوزتها و تنورتها ,اصبح هناك شئ واضح فى ذهنها .
منذ قدومها إلى سانت جينز عشقت كل فرد فى أسرة رولاند . ذلك لأنها هى نفسها نشأت بين أحضان أسرة متحابة بالغة الحيوية , ثم افتقدت كل ذلك.
فكرة أن تصبح جزءاً من مجموعة من الأخوات التقيات بقية حياتها , لم تعد تعنى لها كما فى السابق . من الطبيعى أن تحب الجزء المتعلق بالتعليم , لكنها يتفقد دوماً إلاتصال بالآخرين .
عادت بأفكارها إلى الأسبوع الفائت عندما ادركت أن زمن زداعها النهائى لـ مونيك و بول فى باريس قد حان , فشعرت بأنها ستعانى من فراق بالغ القسوة. وضع ذلك فى ذهنها شكوكاً جادة بالنسبة إلى صلاحيتها لحياة الرهبنة.
إضافة إلى هذه المشاعر المتضاربة , أترى تعرفها إلى فنسنت ....مجرد وجوده كان يؤثر بقوة على الناحية الأنثوية من طبيعتها التى ظنت أنها ماتت و دفنت مع راؤول .
عليها الليلة أن تواجه حقيقة شعور كانت تتجنبه مؤخراً.
كانت راهبة أكثر دنيوية مما ينبغى , وإلا لأتصلت بألم المقدسة , تطلب المساعدة, بدلاً من غابى. و مع ذلك كانت كلمات صديقتها نابعة من حدسها و هى تقول :(الأمّان المقدستان قالتا إنك بيست جاهزة بعد إداء قسم الإرتباط , و الآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسلوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى تتضح الأجولة)
بعد ثلاث ساعات ,إذا بإحدى شكوك هالى تتحقق دون أى التباس, بعد تمهيد الأب الكاهن أوليفييه لها , أظهرت مجموعة المراهقين فى الكنيسة حماسة كبرى لفكرة الدروس الإنكليزية , و تقرر أن تعطى الدروس يومى الأثنين و الأربعاء من السابعة إلى الثامنة و النصف مساءاً خلال الصيف.
تملكت هالى الحماسة حين فكرت فى أنها توظف شهادتها العليمية بشكل صحيح . لكنها لم تدرك أن متعتها الحقيقية تكمن فى العودة إلى القصر , إلى من إعتادت أن تحبهم , إلا بعد أن صعدت إلى سيارة بول الذى كان ينتظرها لكى يعود بها إلى بيتها . العودة إلى التوامين و الجد موريس و بوريغار الكلب و فنسنت.....
مهما خبأ لها المستقبل ايقنت بأنها لن تشعر بالاكتمال أبداً إذا أصبحت راهبة.
قدرتها على الاعتراف بذلك لنفسها أخيراً منحتها راحة نفسية بالغة .
انتبهت فجأة من استغرقها فى التفكير , إلى ات السيارة توقفت ....فرفعت عينيها .
لقد أخذها بول إلى نفس البقعة الرائعة الجمال على ضفاف النهر و التى كان فنسنت قد أخذها إليها هذا الصباح.
كانت الشمس قد غابت وراء الأفق و كان المشهد بمثل روعته من قبل . لكن الرجل نفسه لم يكن وراء عجلة القيادة .و تذكرت كلامها عن مدى حبها للركوب فى سيارة جديدة.
السيارة الجديدة لم تعالج إكتئاب بول بل جعلته يزداد عمقاً . لأن ما يريده حقاً غير ممكن.
قد لايكون ما قالته لـ بول الآن هو الشئ الصواب . و مع ذلك شعرت بأنها يجب أن ترضيه قبل أن يعودا إلى البيت منتديات ليلاس.
ــ إذا كان هذا هو مكانك المفضل فقد رأيت الآن السبب.
كان مستلقياً على المقعد و ذراعه ممتدة على المسند . فمال برأسه إليها و قد غامت عيناه و قال بخشونة :"بل هو مكان أبى المفضل , و انت عرفت ذلك قبل الآن"
فشعرت بالسخونة تصعد إلى وجهها .
ــ لويس هو أحد مستجدمى أبى و كان يعمل فى كروم العنب و قد رآكما معاً.
و صدر عن بول صوت قد يكون معبراً عن الغضب أو الألم أو الأثنين معاً:"لقد أخبر كل شخص فى المرزعة بأن أبى لديه صديقة"
منتديات ليلاس
فأرتعشت و تملكها آسف بالغ لأجله.
ــ على الأقل أنت لم تنكرى وجودك هنا معه . و هذا شئ أقدره فيك دوماً فأنت صادقة .
و زحفت يده إلى نهاية شعرها فوق رقبتها :"لقد أخبرت كل شخص بأن ينسى ذلك لأنك راهبة غير مكرسة و هذا أخرسهم جميعاً , لكنه لم يمنعهم من الظن....كما لم يمنعى أنا من الظن"
وشد عدة خصلات من شعرها يلفها على أصابعه , ليس بشدة و لكن بشئ من الضغط لكى يجعلها تدرك مبلغ غضبه .
و عاد يتابع :"كنتما أنت و أبى على انفراد عندما جئت إلى الكوخ بعد الظهر و فأجأتكما . لقد شعرت بذلك فى اللحظة التى فتح لىّ فيها الباب .
لقد كان شخصاً مختلفاً عن ذلك الذى عشت معه 18 عاماً , و هو يقف بادى السعادة بنفس المظهر الذى كان والد جول يبدو به بعد قضاءه عدة ساعات مع صديقته . و قد بقى بابا يتحدث إلىّ , و قد عرفت السبب .كان يحاول أن يمنحك وقتاً . و عندما دخلت المطبخ لم أكد أعرفك....لقد كنت....مليئة بالحياة . تباً لك, يا هاهلى...."
وجاءت الكلمة الأخيرة أشبه بشهقة باكية.
فقالت بلطف :"أنت مخطئ . لم يعانقنى سوى رجل واحد من رجال أسرة رولاند , وهو أنت يا بول"
انتصب كالسهم و قد بدا على وجهه مزيج غريب من الاضطراب و اليأس . أدركت انه يريد أن يصدقها , لكن الغضب كان مسيطراً عليه.
قال و قد نفرت عروق عنقه فوق ياقة قميصه العالية :"أريدك أن تغادرى سانت جينز....إبتعدى فقط عن ناظرى و لا تعودى أبداً"
كان يتألم كطائر جريح . لكن هذا بول , و هو أبن أبيه.
لقد بلغ أبوه ذروة الألم عندما دخل عليهما , خى و بول فى باريس . و لم يكن يتقبل حدوث أى نقاش أو إقناع حينذاك كما أن بول لن يتقبل أى نقاش أو إقناع الآن.
ما العمل ؟
نظرت إلى خارج النافذة . رغم أن الظلام كان ينتشر بسرعة إلا أنها تعرف طريق العودة إلى القصر . و مع ذلك لم تجرؤ على أن تترك بول بقرب النهر فيخطر له أن يقفز إليه . لقد سبق و حذرها فنسنت من خطر ذلك.
ــ بول...أنا أدرك أنك تحب أن تنفرد بنفسك حالياً , لكن هذه المنطقة ما زالت غير مألوفة لدى . فأنا أخاف ان أتوه ان ذهبت إلى بيتى وحدى . هل انت بخير ؟
التفت إليها بعنف و قال بحدة :"طبعاً . أتقسمين بالله بأن أبى لم يحاول التودد إليك؟"
فابتلعت ريقها بصعوبة :"أنت لا تريدنى ان اجيب هذا السؤال لأنك تعرف الحقيقة"
فأجاب و تملكته رجفة :"أنا أعرف ما رأيت. إذا كان ذلك لم يحدث بعد , فهو سيحدث!"
و فجأة, أدركت ما عليها أن تفعل :"هذا خطا مرة أخرى يا بول . إذا سمحت بأن توصلنى إلى الكوخ, سأحزم حقيبتى ثم أذهب إلى سانت جينز . و هناك قطار سيغادر إلى باريس الليلة, و أنا أنوى ان أستقله . لو كنت بحالتك الطبيعية كنت طلبت منكا ان تأخذنى إلى باريس فى سيارتك الجديدة و تتركنى هناك عند كليرمونت آبى.
أضافت ذلك لكى تؤكد له أنها جادة تماماً . و عند ذلك أدار السيارة و تنفست الصعداء عندما أنطلق ليوجه إلى الكوخ . و طوال الطريق لم يقل كلمة واحدة.
و عندما وقف أمام الباب قالت له :"يمكنك أن تبقى هنا و تنتظرنى , أو أن تدخل بينما أحزم أمتعتى , لك الحرية فى أن تختار"
وضعت أغراضها فى حقيبتها و وضعت جواز سفرها فى حقيبة يدها , و عندما عادت إلى غرفة الجلوس كان بول واقفاً عند الباب المفتوح .
بدا الذهول عليه و هو يراها جاهزة للرحيل:"أنت تمزحين بالنسبة إلى مسألة الرحيل. إنك تحاولين أن تنتقمى منى لقسوتى عليك"
ــ لا أبداً . أنا لم أحضر إلى سانت جينز لكى أثير المشاكل فى أسرتك أو أثير أقاويل تؤلمك . أنت و منزيك عدتما إلى البيت لتكونا مع أبيكما مرة أخرى. لقد أنجزت رسالتى هنا بنجاح . و إذا لم تشأ أن توصلنى بسيارتك سأتصل بالقصر و أطلب من شقيقتك أن توصلنى إلى المحطة.
فهز رأسه :"لا ترحلى , هالى . أنا لم أعن شيئاً مما قلته"
فقالت باسمة رغم أن قلبها كان يتحطم :"انا أعلم أنك لم تكن تعتيه و لكن حان الوقت لى أرحل"
سارت نحو المدخل و ارغمته أن يتنحى جانباً ريثما أقفلت الباب . لم يكن هناك أثر لسيارة فنسنت . كان ما يزال يسهر فى الخارج . و أخترق الألم قلبها . سواء كان مع امرأة أخرى أم لا , لم يعد هذا شأنها .زهرة منسية
تباطأ بول خلفها , و وضعت حقيبتها فى المقعد الخلفى بنفسها , ثم صعدت إلى الأمام و انتظرته أن يأتى ليعود إلى قيادة السيارة.
حدق إليها بعينيه الحمراوين و قال بعجز :"لا يمكنك أن ترحلى بهذا الشكل ! ماذا بالنسبة إلى وظيفتك الجديدة؟ و صفوف التعليم فى الكنيسة ؟"
ــ بإمكانى أن أعتمد عليك فى شرح كل شئ.
نظر إليها و هى تضع المفتاح فى صندوق الأوراق أمام مقعدها. و بدا على وشك البكاء :"لو عرفت مونيك بهذا لوجدت طريقة تمنعك بها من السفر"
ــ لهذا السبب تحديداً أفضل أن توصلنى أنت و عندما تستيقظ هى غداً سأكون فى باريس حيث لا يعرف مكانى أحد.
فصرخ :"لا تقولى هذا !"
ــ بول بحق صداقتنا القوية , هل لك أن تأخذنى إلى المدينة الآن , من فضلك.
أغرورقت عيناه بالدموع فمسحها بمه , ثم تحرك بالسيارة و كانت كتفاه تهتزان بشهقات صامتة طوال الطريق إلى محطة القطار .
هذه المرة نزل قبلها و حمل حقيبتاه بينما توجهت هى إلى الداخل لتشترى تذكرة .
ــ تذكرة سفر باتجاه واحد.
القطار الذاهب إلى بارس سيصل فى أى دقيقة و سيكون الآخير حتى الصباح .
ــ الليل جميل جداً . هل ننتظر على الرصيف؟
كان وجه بول ينطق بالعذاب و هو يتبعها, قائلاً :"لو كان لديك أى أهتمام بىّ لما فعلت هذا"
ــ أنا أحبك كما أحببت أخى جون.
قالت هذا ثم سمعت صوت القطار قادماً إلى المحطة.
جمد بول مكانه :"أنا أعلم أنه كان لديك أسرة , لكنك لم تذكرى أبداً أنه كان لك اخ"
ــ كان أخى الوحيد و يكبرنى بسنتين و أنت تشبهه من نواحى كثيرة . ليس من ناحية الشكل و لكن من المزايا.
ــ ماذا حدث له؟
ــ أسأل مونيك , و هى سوف تخبرك بكل شئ
ــ لعل هذا هو السبب فى شعورى بهذه الصلة بك عند بداية تعارفنا .
أبتدأ القطار يتوقف . إنه سنتظر فقط أن يصعد من لديه تذكرة ثم يتابع سيره . و أسرعت هى تصعد إليه. و لم يكن هناك غيرها من المسافرين , و كانا وحدهما .
أحست بتمهله فى مناولتها حقيبتها , فقالت و دموعها تنهمر :"أحبك كأخى يا بول . عندما حاولت أن تنتحر شعرت بأننى لن أستطيع أحتما خسارة أخ آخر . أرجوك أن تدع أباك يساعدك . أنه يحبك كثيراً . و كذلك مونيك و الجد موريس . كل شخص بحاجة إلى أسرة تدعمه كأسرتك , ستكون لديك حياة رائعة. إلى اللقاء يا صديقى العزيز."
و شهقت باكية و سار القطار مترنحاً ثم خرج من المحطة . فتشبثت بالدرابوين و أخذت تلوح بيدها.
ــ أنتظرى !
صرخ بذلك فجأة و أخذ يركض بجانبها , لكن سرعة القطار ازدادت فلم يستطيع اللحاق به.
أخذت تنظر إليه حتى أصبح بقعة داكنة فى النور القادم من المحطة . ثم أنعطف القطار و غمر الظلام كل شئ.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 04-10-13, 10:22 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز

 
دعوه لزيارة موضوعي


بعد مساء طويل منهك فى فندق فلوريسان فى سانت جينز لم يستطيع فنسنت أن يعود إلى القصر بالسرعة الكافية .
كانت الأقاويل تملأ المنطقة. أراد فنسنت أن يخمد أى حديث عن اهتمامه بـ هالى . و هكذا أمضى المساء يتعشى و يرقص مع مادلين بيغى و هى سمراء مطلقة رائعة الجمال سبق أن خرج معها مرة . و كان يرجو أن يدحض وجودها معه كلام أى شخص يعرفه . و عند الصباح سينفى المصنع كل المعلومات الخاطئة . هذا كان خطئه . إنه مستعد للقيام بأى شئ لكى يحمى بول من الألم.
سقطت أنوار سيارته الأمامية على سيارتى التوأمين المتوقفتين فى الفناء الأمامى . كانت الساعة بعد الواحدة و أفترض أن والديه نائمان .
كان عادة يـُقف سيارته أمام القصر لكن قوة ما جعلته يقود سيارته إلى خلف القصر , متسائلاً عما إذا كانت هالى ما زالت مستيقظة.
خفق قلبه و هو يرى نوراً ما زال فى الصالون
و عندما عاد توقف أمام مكتبه و جلس هناك يفكر مدة عشر دقائق و الصراع يدور فى نفسه .
مهما كان العذر الذى سيتحجج به إذا ذهب إلي بابها يطرقه , فهو سيهدم كل مساعيه فى وضع الخطط التى تدحض الأقاويل التى يمكن أن تعذب ولديه.
و هكذا , على رغبته فى رؤية هالى أن تنتظر إلى الصباح . و ستكون هذه ليلة طويلة دون نهاية.
و خرج سيارته و دخل إلى مكتبه دون أن يجرؤ أن يتظر نحو كوخها مرة أخرى . دوماً فى مكتبع عمل يمكنه القيام به . فى الواقع كان الوقت الآن هو الأفضل للقيام بالاتصالات التليفونية لإنجاز أعماله فى ما وراء البحار حيث فرق الوقت ما بين ثمانى و عشر ساعات . و هكذا ألقى بسترته على الكرسى و فتح أعلى قميصه و شمر كميه , ثم تناول ملف الأوراق و ابتدأ العمل .
و لكن بعد عشرين ثانية فقط أدرك أنه لا يستطيع أن يركز على شئ . غداً سيحضر هالى إلى مكتبه هنا و يدربها بنفسه . فما دام لا يستطيع التقرب منها فى الأيام الأخرى يمكنه على الأقل أن يشاركها عمله.
الناس تأتى إلى مكتبه و تذهب طوال النهار , و الباب مفتوح على الدوام . و سرعان ما يدرك الآخرون أنها راهبة غير مكرسة صادقها ولداه فى باريس . و مع الوقت تنهى الأقاويل.
ثم, ماذا بعد ذلك؟
و تأوه, غير قادر على الجواب.
ــ بابا ؟
نبرة الرعب فى صوت مونيك فى هذا الوقت المتأخر فاجأته . نظر فرأى أبنته فى معطفها المنزلى تتقدم نحوه . وما إن وقف حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه و قد اتهمرت دموعها .
ــ ماذا حدث يا صغيرتى ؟
ــ إنه بول . إنها المرة الثانية هذا الأسبوع الذى ينضح فيه جسده بعرق بارد .
ــ أين هو؟
ــ فى غرفة نومه . لقد جاء إلى غرفتى فى أول الليل طالباً أن يعلم ما أخبرتنى به هالى عن أسرتها . ظننته يعلم عن تلك الماسأة , و بعد أن شرحت له كل شئ , تمتم بشئ عن قيامه بعمل لا يقبل الغفران , ثم ركض إلى غرفته. تبعته لكنه أقفل الباب فى وجهى و أخبرنى أن أبتعد عنه . و لم يستطيع أن يتوقف عن الشهيق و البكاء يا أبى . خفت عليه جداً فأخبرته بأننى سأبحث عنك و أخبرك لكنه جعلنى أتعهد بأن أدع الأمر سراً. و عندما ألته عن السبب قال إنك إذا عرفت ما فعله فلن تصفح عنه أبداً . وعدته بأن لا أخبرك بشئ . ولكن بعدما أخبرنى به الدكتور موروا أدركت أن على أن أخبرك . كدت أيأس من عودتك , ثم رأيت سيارتك من النافذة, لكنك لم تحضر إلى غرفتك , و هكذا أسرعت إلى هنا.
شدد فنسنت من احتضان أبنته . الحمد لله أنه لم يطع غريزته و يذهب إلى كوخ هالى.
ــ أنت قمت بالأمر الصواب . لا يمكن أن يكون بيننا أسرار فى هذا البيت,و إلا لن يتحسن بول أبداً. دعينا نذهب إليه.
و حمل ملابسه و أسرع خلفها . وقبل أن يصلا إلى جناح بول فى الطابق التالى أستطاع أن يسمع شهقاته التى تلزى القلب . عادت به الذكريات إلى الماضى عندما هددته أرليت بأن تجهض طفلهما و بعد أن توسل إليها بأن لا تفعل ذلك , هرع إلى الكرم مذعوراً حيث أمضى جزءاً كبيراً من الليل و هو يشهق . عندما جاء الصباح ذهب إلى جده يتلمس العون.
و ها هو ذا ابنه يحتاج الآن إلى عون!
طوق ابنته و طرق الباب :"بول؟ علينا أن نتحدث ...أفتح....و إلا خلعت الباب"
أنتظر خمس دقائق قبل أن يسمع دوران المفتاح فى القفل . و دفع الباب فأنفتح.
كان ابنه منهاراص على أقرب مقعد منفرجاً الساقين محنى الرأس بشكل بالغ التعاسة و الذل.
تنفس فنسنت بعنق ثم قال :"لأا شئ فى هذه الحياة لا يمكن أن نصفح عنه إذا طان لدينا الحب الكافى يا بول . مهما كان ذلك الذى يحطمك يمكنك أن تخبرنى به"
و ببطء رفع بول رأسه :"أنا كاذب يا أبى"
ــ ليست وحدك.
منتديات ليلاس
فأخذ يغالب دموعه :"إنها كذبة خطيرة"
ــ كل الكذب خطير . ماذا عن الكذبة عن أمك التى جعلتك تصدقها ؟
ــ و لكن كان لديك سبب جيد لذلك . أنت لم تشأ لىّ و لـ مونيك بأن نأخذ عنها فكرة سيئة . أما كذبتى فهى مختلفة .
و لم يستطيع فنسنت أن يصدق ما يسمعه :"من أى ناحية ؟"
جعل القلق فنسنت يشعر و كأنه سيقفز من جلده بينما وقفت مونيك بجانبه تنتظر مرتجفة.
ــ ما تمنيت المزت قط.
عندما استوعب فنسنت كلماته , جعله الفرح يشعر بدوار . بينما تابع بول:"لم أكن أحاول أن أنتحر....سبب اصطدامى هو أننى كنت غاضباً فلم أعرف إلى أين كنت ذاهباً"
فقالت مونيك :"أنا أدركت هذا . أنت كذبت على الطبيب لكى تمنع هالى من مغادرة فرنسا"
أومأ بول ثم نظر إلى أبيه بخجل :"كما أننى أردتك أن تشعر بالذعر لأنك لم تستمع إلىّ"
ــ لم يعد أى من ذلك هاماً الآن.
و جذب ابنه يحتضنه بشدة.
ــ و لكن هناك شئ آخر أريد أن أخبركما به.
فشعر فنسنت فجأة بشئ يلوى قلبه . بينما تابع بول:
ــ لقد رحلت هالى.
ترنح فنسنت لما سمع ذلك, بينما صرخت مونيك :"إلى أين؟"
ــ عادت إلى باريس , و هذا ذنبى أنا .
صدرت عن فنسنت آهة دفعت ابنته قوية الملاحظة إلى أن تهتف :"بابا؟ هل أنت بخير؟ تبدو شاحباً كالشبح"
فقال فنسنت و هو يجلس على حافة سرير بول :"ربما هى صدمة نشأت نشأت من كل هذه المفاجأت الليلة . أخبرنا بما حدث بول"
بدت نظرة كئيبة فى عينى ابنه :" بعد أن أخذتها فى سيارتى فعلت شيئاً فظيعاً"
ــ استمر
ــ اتهمتها بأنها على علاقة بك .
كانت هخذ قنبلة جديدة.....قنبلة لم يكن فنسنت يتوقعها . لكن عندما تذكر النظرة الغريبة فى عينى بول فى اللحظة التى خرج فيها فنسنت من كوخ هالى بعد ظهر ذلك النهار أخذ كل شئ يصبح مفهوماً.
بقيت مونيك هادئة بشكل غريب . ورآها تهبط على الكرسى منحنية الرأس و قال بول:"كنت أعلم أن هذا غير صحيح . و لكن بعد أن قال لويس إنه رآك مع هالى عند النهر و أنت تعرف كيف يصبح عندما يعتقد أن هناك شيئاً ما , غضبت"
كان فنسنت يعرف بالضبط كيف يصبح لويس و كذلك ميشيل و كثيرون مثلهما .
ــ هل هذا ما جعل هالى تغادر سانت جينز؟ الأقاويل؟
سأله فنسنت هذا محاولاً أن يبدو طبيعياً بينما كان يموت فى داخله.
أخذ بول يذرع الغرفة ثم وقف و التفت إليه :"لا بل قلت أنه حتى و لو لم يحدث شئ بينكما بعد إلا أن ذلك مسألة وقت ...ثم...ثم قلت لها أن تبتعد عن حياتى . فقالت إنها ستفعل حالما أعيدها إلى الكوخ لتحزم أمتعتها , قائلة أن رسالتها هنا فى سانت جينز قد تمت"
و تأوهـ:" لم أستطيع أن أمنعها..... فى محطة القطار اعرتفت أنها أحبتنى كاخيها الذى قـُتل فى حادث اصطدام الطائرة تلك . ثم توسلت إلىّ أن أسمح لك أن تساعدنى يا باب . لم أكن اعلم حتى تلك اللحظة أنها ما زالت تظن أننى حاولت قتل نفسى فركضت خلفها لأخبرها بالحقيقة لكننى لم أستطيع أن أدركها لسرعة القطار . لقد أفسدت حقاً كل شئ"
و انهمرت دموعه . و كان فنسنت أكثر تحطماً من أن يستطيع التفكير , و لكن كان عليه أن يفعل شيئاص يساعد ابنه فى الخروج من هذا المستنقع.
ــ ماذا تحب أن تفعل بهذا الشأن؟
ــ أن أذهب إليها معتذراً لأننى وضعتها فى هذه الحالة الجهنمية . المشكلة الوحيدة هى أنها قالت إنها لن تكون موجودة.
كانت دموع ابنته الآن تنهمر بصوت مسموع.
ــ ربما بإمكانك أن تضع أفكارك فى رسالة ترسلها إليها إلى الدير الليلة مع رسول.
ــ ربما لن تفتحها .
لكن فنسنت لاحظ أن ابنه لم يرفض هذا الاقتراح . بينما قالت مونيك و الآلم يخرجها من الغرفة :"إذا كنت تقول هذا عن هالى , فهذا يعنى أنك لا تعرفها"
هناك درجات من الأم يمكن لـ فنسنت أن يقول بثقة تامة أنه جربها بأجمعها .
نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 04-10-13, 10:28 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل التاسع

 
دعوه لزيارة موضوعي

9 - حـــكــــم الـــقــــدر



ــ هل لديك مكان تذهبين إليه يا هالى ؟
ــ نعم أيتها الأم المقدسة . صديقتى فى سان دييغو ستستضيفى حتى أجد شقة . أرجو ان يكون ثمة وقت كافٍ أجد فيه وظيفة للتعليم فى المدارس الرسمية قبل الخريف.
ابتسمت الأم مارى كلير لـ هالى :"بعض النساء يؤدين القسم , ليجدن بعد فوات الآوان أن هناك شيئاً آخر يفضلن القيام به . و أنا مسرورة لأنك زهرة منسية لست واحدة منهن. و أظنك شجاعة و حكيمة لأنك واجهت الحقيقة عن نفسك فى الوقت المناسب قد لا تبقين بعد الآن راهبة مكرسة لكنك مثل الأخت كارلوتا , ستكونين دوماً قوة فعالة فى المجتمع أينما كنت . لا شك فى ذلك أبداً."
ــ أرجو ذلك.
ــ متى موعد سفرك؟
ــ فى الصباح .
ــ سنذكرك دوماً فى صلواتنا.
ــ شكراً لكل شئ , أيتها الأم المقدسة .
وقفت هالى لتغادر المكتب ,و عند الباب تقدمت منها المسؤولة عن الراهبات الجدد و بيدها رسالتان مستعجلتان :"وصلتا اهتان إلى الدير الآن و الاثنتان لك."
ــ شكراً.
حملتهما و خرجت فى نوهة على الأقدام على ضفاف السين. ربما غابى أرسلت لها نقوداً أو شيئاً ما , ما نوع هذا الكرم من صديقتها . كان من الصعب أنه تصدق أنها فى خلال 48 ساعة ستحمل أبن غابى بين ذراعيها لأول مرة.
حالما وجدت هالى مقعداً خشبياً خاياً جلست فى شمس الظهيرة الدافئة و نظرت إلى أول مغلف , و عندما رأت أن الرسالة صادرة من سانت جينز شهقت مدهوشة.
نظرة سريعة إلى الرسالة الثانية أبأتها بأنها من بولى و هى المدينة التى كانت ذهبت إليها مع فنسنت, هل هو المرسل؟ أخذ قلبها يخفق من الألم .
قررت أن تترك هذه الرسالة إلى النهاية ثم فتحتت الأولى و سحبت الأولى لتجدها مؤلفة من صفحةواحدة مكتوبة على الكميوتر من بول.
منتديات ليلاس
بكت من السعادة و هى تعلم أنه كان كاذباً بالنسبة إلى إلى رغبته فى الانتحار . و بعد ان أعتذر إلى حد بالغ عن كل شئ تعلقت عيناها بآخر فقرة
"أرجو ان تصلك هذه الرسالة قبل رحيلك إلى كاليفورنيا .
أظن رجائى فى عودتك إلى قصر رولاند هى أكثر ما أستحق .
إذا منحتنى فرصة أخرى أعدك بأن تكون الأمور أفضل هذه المرة .
تذكرى فقط أن لديك أخاً أصغر هنا سيحبك على الدوام.
"
فهمست "بـــول" و أغمضت عينيها بشدة....ها هو ذا واحد من أدعيتاه يـُستجاب.
و فتحت المغلف الثانى بيد مرتجفة , و سرعان ما خاب أملها و هى ترى أن الرسالة من مونيك مكتوبة بخط اليد.
ما كان أغباها و هى تظنها من فنسنت! و هذا يعنى لا أنها لا تريد رسالة من مونيك , فـ هالى تعبدها و لكن.....
"هالى.....
لا يعلم أحد أننى اكتب إليك. لقد قرأت الآن رسالة بول و عرفت كذبته الفظيعة التى أخبر بها كل إنسان . عليك أن تعودى ! أنا لا أقول أنه سيقتل نفسه إذا لم تعودى , نحن الاثنين اصبحنا واثقين من أنه لن يفعل .
لكننى أعرف بول أكثر من أى شخص آخر فى العالم . إنه سيبقى حزيناً طوال حياته لما قاله و فعله لك إذا أنت لم تمنحيه فرصة للتوبة . و قد أجريت حديثاً مع الأب أوليفييه عن كل شئ. أنه يقول إن من المهم جداً أن يساعد الشخص المتضرر بالإثم الشخص النادم على فعلته كلياً . و لا يمكن لـ بول أن يفعل هذا إذا لم تكونى موجودة . أتريدين أن تحملى ضميرك هذا العبء ؟ لا أظن"

وضعت هالى الرسالة على المقعد و أخذت تحدق فى الفضاء . إنها تتصور مونيك تعنفها و هى تضرب الأرض بقدمها . لقد ذهبت الفتاة إلى الأب أوليفييه . موق هذا قلب هالى و هى تشعر بالحب و التوسل وراء تصرف مونيك هذا.
شئ ما حدّث هالى بأنها إذا لم تعد و لو لعدة أيام ربما ستتضرر مونيك أكثر من بول بكثير . و هذا لن يكون عدلاً بالنسبة إلى فنسنت الذى عانى من الآلم ما يكفيه لأكثر من حياة واحدة .
بعد أن قررت ما ستفعل توجهت إلى الدير . إن عليها أن تتصل بـ غابى لتخبرها عن السبب الذى يجعلها تؤجل ذهابها إلى سان دييغو لفترة . و بعد ذلك ستلغى الحجز فى الطائرة و تقطع تذكرة قطار.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 04-10-13, 10:30 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز

 
دعوه لزيارة موضوعي



كانت الساعة العاشرة و نصف مساء عندما وصل القطار إلى محطة سانت جينز . و حاولى الحادية عشر أنزلها التاكسى عند كوخها خلف القصر . و كانت سيارتا التوأمين متوقفتيت فى الفناء , و لم تر أثراً لسيارة فنسنت.
لم يذكره أى من ولديه فى رسالته , و قد يعنى هذا لا شئ أو كل شئ و مع ذلك حقيقة تأخره فى الخارج مرة اخرى أقنعتها بأنه قابل امرأة .
و لماذا لا ؟ فهذا أمر طبيعى للغاية . خصوصاً الآن بعد أن عرف أن أبنه ليس انتحارياً و لم يكن كذلك قط. و إذا كانت ردة فعلها تجاه اعتراف بول لها أية قيمة فإن ارتياع فنسنت بالغ بدون شك.
دفعت هالى أجرة التاكسى و ترجلت منه مع حقيبتها .
ما دام بول وضع مفتاحها فى سيارته كان عليها أن تسير إلى الكوخ التالى و تطلب من برنارد المفتاح الاحتياطى . و سلمها هذا المفتاح دون أى سؤال عن غيابها , بل قال فقط أنه سيحضر لها مناشف نظيفة.
وجدت شقتها كما تركتها منذ ثلاث ليال بالضبط , لم يدخلها أحد . و إذا فعلوا, فمحتويات الثلاجة لم تمس بعد, و أدهشها أن تشعر بأنها فى بيتها الآن بينما لم تسكن هنا منتديات ليلاس أكثر من يوم أو يومين.
ربما العودة كانت سارة لأن شهيتها عادت إليها . و عادت إلى المطبخ لتصنع لنفسها طبقاً من العجة . كانت الفاكهة التى أشترتها هى و فنسنت تبدو جيدة .
عندما قضمت قطعة من إجاصة وجدتها بالغة الحلاوة . هاجمتها ذكريات لا تنسى لرحلة تسوق أمضياها معاً.
هذا هو الجزء الصعب ....أن تكون بقرب فنسنت مرة أخرى و يكون عليها أن تكبح مشاعرها نحوه . و لكن لأجل الولدين و منزيك بالذات عليها أن تفعل ذلك.
كانت أدخلت لتوها طعامها إلى غرفة الطعام عندما سمعت قرعاً على بابها . وضعت ما بيدها و أسرعت إلى الردهة ظناً منها أنه برنارد .
شهقت و هى ترى فنسنت يقف يقامته الفارعة مرتدياً قميصاً أسود و بنطلون رمادياً و بدا لها....بد وسيماً إلى حد لا يـُصدق حتى كاد يـُغمى عليها .
ــ هــــــالـــــــــــــى ....
بدل مذهولاً تماماًً لاكتشافه وجودها هنا . و يبدو أنها آخر شخص فى العالم كان يتوقع رؤيته مرة أخرى . و أدركت أنه لم يكن يعلم , أكد لها ذلك بدعكه رقبته.
ــ رأيت ضوءاً فجئت أفتش عن مصدره.
كانت هذه هلى الحقيقة . و لم يكن يعلم بأن كل الأجوبة متوقفة عليه هو .
توتر فمه الحازم الملئ بالرجولة حتى تحول إلى خط متوتر عنيد فأظلمت لذلك كل ملامحه :"لماذا عدت إذن؟"
رأت لهجة التعنيف فى صوته , فقالت :"أدخل , سأشرح لك كل شئ"
و ما ان دخل حتى جاء برنارد بالمناشف فأخذها منه و أغلق خلفه الباب بقدمه .
ألقى بالمناشف إلى أقرب مقعد ثم وضع يديه على وركيه . إنه يريد جواباً و هى لا تلومه خصوصاً بعد ك ما عانوه بسببها.
ــ دقيقة واحدة , سأريك شيئاً يوضح لك كل شئ.
و اندفعت إلى غرفتها حيث أحضرت إليه الرسالتين . فوجدته عند عودتها يذرع الغرفة .
تصورته فهداً أسود رائعاً يدور فى أنحاء قفصه باحثاً عن وسيلة للهرب .
وقف عندما رآها و نظر إليها , فناولته عنداً رسالة واحدة و هى تقول :"إقرأ رسالة بول أولاً"
أخذها منها وهو ينظر إليها بعينين ضيقتين :"اتعنين أن هناك أكثر من واحدة؟"
ــ نعم , رسالة أبنتك.
جمد مكانه غير مصدق :"هل كتبت مونيك إليك أيضاً؟"
انتظرت بقلق ريثما قرأ الرسالتين . لابد أنه وصل فى رسالة مونيك إلى الجزء المتعلق بـ هالى لأن رأسه أندفع فجأة إلى الخلف :"عندما قالت ابنتى إنها ستذهب إلى الكنيسة لتشرح للأب أوليفييه أنك دُعيت إلى باريس لحالة طارئسة لم يكن لدى فكرة أن لديها برنامج آخر تسير فيه"
وبدت خيبة الأمل فى عينيه :"لقد تجاوزت مونيك الحد , هالى . أنا آسف لأنها وصلت إلى هذا الحد فى إستغلال شعورك بالذنب .يبدو أننى لا أعرفها جيداً كما كنت أظن"
فقالت متوسلة :"أرجوك أن لا تستاء منها , فقد احتاجت إلى مساعدة فذهبت إلى شخص تثق به"
فقال بلهجة الإحباط :"كان عليها أن تأتى إلىّ"
ــ و كيف تفعل ذلك بينما تعلم أنك ستمنعها من أن تزعجنى؟
حدقا فى بعضهما البعض طويلاً دون ابتسام . لم يستطيع أن يجيبها لأنه علم أنها تقول الحقيقة.
ــ أريد أن أخبرك عن ابنتك يا فنسنت . إنها خبيرة بالطبيعة البشرية و أمضت سنوات تدرس نفسيتك . و لا يفوتها سوى القليل جداً .
رقت ملامحه و قال :" أخبرينى عن ذلك"
أرتاحت و هى ترى استياءه خف عن ذى قبل و قالت :"كان الأب أوليفييه على حق . عودتى إلى هنا للمكوث فترة ستثبت لـ بول أننى تلقيت رسالته و الأهم من ذلك أنى صفحت عنه"
فحدق إليها بظرة ثاقبة :"هذا لن ينجح إذا عرف برسالة مونيك"
ــ سأتلف هذا البهان إذن.
و أخذت الرسالتين من يده و سارت إلى المطبخ و تناولت علبة الثقاب من على الرف
ــ دعينى أحرقها بنفسى.
و أخذا ينظران إلى الورق يتلوى فى اللهب . هاتان الرسالتين الغاليتان اللتان حفرتا كلماتهما فى قلبها.
أزال آثار الورق المحترق و هم بأن يرحل . و إذ خافت أن يذهب قالن له متلعثمة :"هل أنت جائع ؟ كنت طهيت لنفسى طبق عجة , كما ترى و يمكننى أن أطهى لك مثله إذا شئت"
و حبست أنفاسها خائفة من النظر إليه . فأجاب :"سيكون هذا حسناً , هذا إذا سمحت لىّ بأن أصنعه بنفسى"
فقالت محاولة أن تبدو غير مبالية :"هذا جميل . سأحضر طبقى من غرفة الطعام و أعيد تسخينه"
عملا جنباً إلى جنب بانسجام . عشقت حماسته فى العمل . فقد كسر فى المقلاة نصف درزينة بيض.
ــ لابد أنك جائع .
حتى ولو أنه خرج ليتعشى مع امرأة فهو كمعظم الرجال لا يزال بشعر بالجوع . و قتلها التفكير فى أنه قادم لتوه من تناول عشاء حميم مع إحداهن
ــ أنا كذلك الآن.
منتديات ليلاس
ما كان يعنى ؟ أن عودتها قد أعادته إلى الحياة ؟ لو أنه يعلم فقط أن إنفرادها به بهذا الشكل يجعلها شاكرة أنها حية.
ــ عندما تحضرين عشاءات عمل بالعدد الذى أحضره تدركين أن الطعام هو آخر شئ تهتمين له . و إذا ما قرر بول و منزيك أن يصبحا شريكى ستأخلى لهما عن العشاءات المتوجه إلىّ , بكل سرور.
ملأها جوابه بهجة :"سيكون من الممتع رؤية الطريق الذى سيختارانه فى الحياة بعد تخرجهما من الكلية"
ــ فلنأمل بأن ما سيختاراته مهما كان سيجعلهما سعيدين
هل ما سمعته فى صوته هو ندم؟ و نظرت إليه بفضول :"لو كنت ستبدأ من جديد , من كنت تفضل أن تكون؟"
ــ مضى وقت تمنيت فيه أن أكوت طبيباً , رجلاً يكرس نفسه لعنل الخير و العناية بالآخرين.
القى عليها نظرة فاحصة :"هل كنت دوماً تعلمين أنك تريدين أن تكونى معلمة؟"
و كانا الآن يأخذان طعامهما إلى المائدة فأجابت :"إلى حد كبير . و على كل حال وجود الإجازات الصيفية غيرها من السفرات المجانية شجعتنى على العمل فى هذا المجال لكن قسم التعليم كان صعباً"
ــ أولادى يرون أنك لامعة الذكاء .
ــ التوائم أذكياء دوماً....كما نقول فى أميركا.
بدا الجد على وجهه:"لقد تحسنت لغتهما الإنكليزية مؤخراً بسبب وجودك قريبة منهما . و تأثيرك عليهما كان من أفضل الأشياء التى حدثت لهما . عندما أتذكر طريقة حديثى معك ذلك اليوم فى شقتى......."
و أمسك بيدها يعتصرها :"أصفحى عنى هالى"
فقالت بصوت مرتجف :"لقد ناقشنا هذا من قبل. لا شئ يتطلب الصفح"
تمنت لو يجذبها إلى أحضانه , لكنه بدلاً من ذلك ترك يدها و عاد إلى طعامه . و لم تعرف هالى ماذا تفعل
ــ الآن يجب أن تعود الأمور كما كانت . لن يقتنع بول حتى يعود كل شئ إلى طبيعته . لماذا لا تأتين إلى مكتبى فى التاسعة صباحاً و سأمنحك العمل؟
تملكتها الحماسة لفكرة وجودها بقربه أثناء النهار حتى كادت تـُسقط الشوكة من يدها.
ــ أظن ذلك سيكون للأفضل.
كل شئ يفعله يزيد من حبها له.
ــ عندما سأرى مونيك أثناء الإفطار سأطلب منها أن تخبر الأب أوليفييه بأنك ستعملين فى تللك الصفوف الإنكليزية
ــ هذا حسن . عندما تتحدث إليها هل لك أن تسألها رجاءاً إن كان بإمكانى أن أستعمل إحدى دراجتيها للتنقل؟
نظر إليها متفحصاً :"إذا احتجت إلى مواصلات يمكنك دوماً أن تستعملى سيارتى"
ــ هذا كرم بالغ, لكننى فى حاجة إلى التمرين . عندما كنت فى طور المراهقة حلمت برحلات المغامرة الكبرى , كنت أتصور نفسى أجول فى أنحاء فرنسا بالدراحة . و وجودى معكم فى هذا القصر المحاط بكروم العنب الرائعة يـُظهر كأن حلمى تحقق. و لا أريد أن أفقد منه ثانية واحدة.
و ارجف صوتها .
فى الصمت الذى تلا , بدا و كأن تغيراً طرأ عليه, فقد توتر فكه بشكل ملحوظ :"أتعنين أن رغبتك فى تعليم الفقراء فى العالم الثالث تناقض رغبتك فى العيش برفاهه"
كان غضبه مذهلاً ما جعلها تجفل حذرة . كانت قررت أن تخبره بأنها لم تعد راهبة غير مكرسة , و بالتالى و بالتالى لن تذهب إلى أميركا الجنوبية. وكانت تنتظر الوقت المناسب . و قد جاء الحديث بشكل طبيعى.
لم تكن هالى ساذجة فهى تدرك أنه يرأها جذابة و عين الرجل لا تكذب . و لكن , حتى لو أخرجنا بول من المعادلة ربما هذا الانجذاب يعود إلى انها تمثل له ثمرة محرمة.
ماذا لو ظن انها تخلت عن الحياة الدينية لأجله؟ عندما يعلم أنه بإمكانه أن يقطفها عن الشجرة و ينال كل ما يريد , ألا يفقد كل رغبة فيها؟
كان من المفروض أن يكون فى حياته امرأة أخرى لتصبح السيدة رولاند الثانية , لكن ذلك لم يحدث حتى الآن , و يبدو أنه راضٍ عن حياته كما هى الآن.
لو انه كان أرسل إليها رساله مع رسالتى ولديه ....أو لو انه حاول ان يتصل بها تليفونياً نيابة عن ولديه ....لو أنه أظهر أى دليل على رغبته فيها , لما تملكتها هذه الشكوك الآن.
كانت مشاعرها من العنف إلى حد خافت معه من إخباره بأنها لم تعد راهبة مكرسة , خافت أن ينتهى الأمر بها إلى أن تعترف له بحبها . و إذا لم يكن يبادلها مشاعرها هذه , سيكون فى ذلك دمارها .
اندفع واقفاً فجأة مبتعداً عن المائدة , نظرت إليه مجفلة فتملكها الذهول بينما كان يقول لاهثاً :"المعذرة هالى ليس لىّ الحق فى التحقيق فى مستقبلك يكفى أنك عدت لتساعدى التوأمين فى تكيفهم مع المجتمع"
نظرت إليه وهو يتخلل شعره بيده ثم يقول :"انتبهى! رسالة مونيك هى خطة يائسة لتبقيك فى حياتها. إنها شغوفة بك"
فقالت :"وانا أيضاً مجنونة بها"
ــ لم أكن أظن قط سأقول هذا , هو أننى آمل أن تلتقى مونيك هذا الصيف بشاب يكون من الأهمية لديها بحيث يخفف وجوده من ألم فراقك حين ترحلين .
و صرخ قلبها ! و هل ستشعر أنت أيضاً بالألم لرحيلى؟ أخبرنى يا فنسنت!
ــ سأخرج الآن فقد تأخر الوقت و انا واثق من أنك متعبة بعد رحلة القطار هذه.
و سرعان ما أصبح بخطواته الواسعة عند الباب الأمامى و من ثم خرج مغلقاً الباب خلفه .
تلهفت ,أكثر من أى شئ فى العالم إلى أن تناديه ليعود فيخبره بما فى قلبها....لكنها لم تجرؤ.
كانت تنتظر دليلاً.
و ربما سيأتى هذا بعد أيام قليلة .

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 04-10-13, 10:33 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز

 
دعوه لزيارة موضوعي


ــ جدى هل أنت مسيقظ؟
و كانت الغرفة مظلمة :"لا.أدخل"
كان جد فنسنت مستلقياً فى سريره المزدوج يستمع إلى الراديوو كانت هذه عادته قبل النوم بينما بوريغار الكلب نائماً بجواره.
رفع الكلب رأسه و أصدر أنيناً خفيفاً تعبيراً عن ترحيبه , ثم أنزل رأسه ثانية.
أشعل العجوز المصباح بينما جذب فنسنت كرسياً إلى جانبه و تفحصته عينان سوداوان حكيمتان :"منذ 18 عاماً جئت إلى هذه الغرفة و أخبرتنى بأن أرليت تريد أن تـُجهض الجنين و انك تريد منى العون فى منعها و الليلة فى وجهك ما بنبئ بأنك تريد العون مرة أخرى . و لكن هذه المرة بشأن هالى لين , إذا لم أكن مخطئاً"
أومأ فنسنت :"لقد عادت الليلة إنما مؤقتاً"
بعد أن أخبر جده عن الرسالتين قال العجوز :"لسوء الحظ ليس هناك محام فى العالم يمتعها م أتصبح راهبة"
فصرخ فنسنت بألم :"أتظننى لا أعلم هذا؟"
أمسكت الأصابع البارزة العقد و التى أشتغلت بالكروم عشرات السنين بذراعه :"أهدأ لحظة . قلت ليس هناك محام , لكن بإمكان رجل تحبه أن يفعل ذلك!"
غطى فنسنت وجهه بيديه بينما تابع الجد يقول :"حب هالى لولديك أعادها إلى سانت جينز , فهل من المستحيل أن تعتقد أنها ربما تحبك أنت أيضاً؟"
ــ و لكن هل سيكون ذلك كافياً لإقناعها بالتخلى عن رسالتها الدينية لا أستطيع أن أحتمل رفضها لىّ إذا حدث.
ــ و ما هو الفرق بين جهنم تلك وجهنم التى تعيش فيها الآن؟ هل ستبقى هكذا مشلولاً بإنحراف و إثم إرليت فتخسر أعظم فرصة للسعادة يتمناها أى رجل؟
ــ ليس هذا فقط.
ــ أنت تتحدث عن بول
فأندفع فنسنت واقفاً :"لقد أصلحنا كل ما بيننا و لكن إذا كانت لديه أية فكرة....."
ــ أذهب إليه إذن و أخبره بما تشعر به .
ــ لا يمكننى الإقدام على هذه المغامرة,
نظر إليه الجد بحزن:"آسف لأننى لا أستطيع فعل شئ لأجلك"
ــ بل تستطيع....ابقى حياً لأجلى.
و ترك فنسنت جده و هبط إلى الردهة متجهاً إلى إحدى غرف الجلوس حيث يستضيف الزائرين الذين يأتون إلى القصر للبحث فى الأعمال و كانت إنفيج تحرص على أن يكون المكتب نليئاً بكل أنواع الضيافة.
آخر مرة أحتفل فيها فنسنت هى الليلة التى علم فيها أن إرليت لن تستطيع أن تسبب له و لولديه أى ضرر مرة أخرى فبلغ به الفرح أن اصبح لديه سبب للاحتفال .
أما الليلة فهو سيلجأ إلى ما يحو ألمه لعدة ساعات .
صعد إلى غرفته متلهفاً إلى أن ينسى
بعد عدة دقائق دخل بول إلى غرفته فجأة و كان ما زال فى ملابسه .
ــ ظننتك نائماً منذ وقت طويل.
ــ لم يكن الجد بحالة صحية حسنة بعد العشاء , فذهب إلى السرير مبكراً و هذا أقلقنى
لم يعلم فنسنت بهذا لأنه كان يتعشى خارجاً فى سان إميليون :"كنت معه لتوى فلم يقل كلمة بهذا الشأن"
كان بول يقف و يداه فى جيبه فقال:"أعلم هذا , تبين أن ما شعر به مجرد عصر هضم و قد أعطته إنفيج دواء قبل أن تأتى أنت إلى البيت . ومنذ فترة قصيرة قررت أن أطمئن عليه ثم أخرج الكلب فى نزهة و إذا بىّ أسمعكما تتحدثان"
التهب وجه فنسنت و عنقه
ــ لماذا لم تدخل و تخبرنا بوجودك؟
ــ لأننى أكتشفت شيئاً كنت اشتبهت به منذ اللحظة التى احضرت فيها هالى إلى المستشفى . من الواضح أنكما كنتما تكافحان اجذابكما إلى بعضكما البعض منذ البداية"
قال بول هذا و هو يهز رأسه متابعاً :"رأيت ذلك و شعرت به لكننى لم أشأ أن أصدقه لأننى أنا الذى عرفت هالى أولاً"
منتديات ليلاس
لم يكن فى العالم ما يكفى للتخفيف من الألم الذى تملك فنسنت:"بول....."
فقاطعه :"لا بأس , لأن هالى لم تعتبرنى قط أكثر من أخ. و قد تصرفت كأبله لأجلها , لكن كل ذلك أصبح من الماضى الآن. هذا ما أريد أن أخبرك به . فى الليلة التى جاء بها الفتيان لزيارتى فى القصر , أخبرنى لوك فيما بعد أنه رآكما أنت و هالى منجذبين نحو بعضكما البعض . و لم يكن هذا بالخبر الجديد بالنسبة إلىّ بابا....إذا قررت هى أن لا تدخل الدير , أتمنة أن يكون مصيركما معاً . لماذا تظننى كتبت لها تلك الرسالة؟ كنت أكيداً أنها ستأتى فى نفس الليلة إلى سانت جينز فى نفس الليلة لأنها لا تستطيع الابتعاد عنك"
ــ و أنا أيضاً واثقة من أن هذا هو السبب بابا .
فأجفل فنسنت و هو يرى أبنته قد دخلت الغرفة. و تساءل كم من الوقت أمضته فى التنصت عند الباب.
ــ لقد كتبت إلى هالى رسالة أنا أيضاً , و لكن ما كانت لتستلمها قبل هذا الصباح. كيف أعتبرتما أنها لن تنتظر يوماً آخر قبل أن تستقل القطار التالى؟ أنا فسى أرى الأمر محيراً و لو كنت الأم المقدسة لأخبرت هالى أنها ليست قادرة على تأدية القسم و لن تكون كذلك أبداً.
كان الأمر محيراً.......محيراً تماماًّ!و تساءل فنسنت عنا إذا كان المهدئ الذى تناوله هو المسؤول عن كل هذه الخيالات و الهلوسة التى جعلته يرى التوأ ميت و قد منحاه الإذن بتعق هالى.
ــ أنتما متلائمان تماماً يا أبى .
فقال بول:"و أنا موافق على هذا"
ــ هل الأمر كذلك إذن ؟
و وضع فنسنت ذراعيه حزل ولديه و سار معهما إلى الردهة :"أننى أحبكما و أقدر كل ما قلتماه لكن الواقع يبقى أن هالى ليست حرة , ومهما بدا لنا الأمر ربما هى لا تريد ذلك و هذا لأسباب لا نعلم عنها شيئاً"
سمرته مونيك بإحدى نظراتها الجرئية :"لكنك ستتحدث إليها و تعرف الأمر"
ــ فى الوقت المناسب .
فهزت رأسها :"عليك أن تحدد الوقت بنفسك"
ــ أستمع إلى دومنيك فهى تعرف ما تتحدث عنه"
نصحه بول بذلك و قد بدا هنا أنه الأب أكثر مما هو الأبن و هو يتابع :"فإذا أنت انتظرت ربما تستقل قطاراً آخر فتفقدها إلى الأبد"
بعد أن ذهب كل إلى سريره بقى فنسنت مستيقظاً . ذلك أن تحذير بول له وضع الخوف فى نفسه .

نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, حب خائف, ريبيكا ونترز, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية