المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 392 - حب خائف - ريبيكا ونترز
أقفلت الباب و هرعت إلى غرفة نومها . كانت الساعة بعد الثامنة صباحاً بقليل فى سان دييغو.
لابد أن طفل غابى ما زال نائماً , فهى تكره أن توقظه , لكن الأمر مستعجل هنا.
أخذت تدعو الله أن تكون غابى فى البيت . و أوشكت أن تضع السماعة لتعود بعد (الدوش) عندما سمعت صوت شخص ما :"هالو؟"
ــ غابى ؟
ردت بعد قليل :"هالى ؟ ما أروع أن أسمع صوتك . هل عدت إلى كاليفورنيا؟"
غلبت المشاعر هالى فأنهمرت دموعها و قالت و هى تشهق :"لا, ما زالت فرنسا. لدى مشكلة"
و عندما نظرت هالى إلى ساعتها مرة أخرى وجدتها السادسة إلا ربعاً و لم تصدق أنهما تحدثتا ساعة و نصف :"علىّ أن أقفل . سيكون بول هنا بعد دقائق"
ــ انتظرى و أخبرينى شيئاً واحد ....أنت تصدقين حقاً أن هناك امرأة أخرى فى حياة فنسنت .....
ــ فنسنت رجل طبيعى ملئ بالرجولة . و طبعاً هناك نساء يرغبن فى صحبته .
و مسحت دموعها بملاءة السرير.
ــ هالى....
ــ إذا كنت تتحدثين عن امرأة محددة لا أدرى . لديه موعد مع شخص ما هذا المساء . كل ما أستطيع قوله هو إذا كان لها وجود فهى متفهمة له تماماً لعدم إحضارها إلى القصر . لكن وضعه مع بول مزعزع و لهذا هو لا يجرؤ على القيام بتصرف خاطئ.
ــ أظنه فضح نفسه بطلبه منك البقاء فى سانت جينز لأجل أبنته . يبدو ذلك لىّ أشبه بستار من الدخان للاختباء خلفه .
ــ أريد....أريد أن أعتقد ذلك , انا أيضاً و لكن ماذا لو كنت أنا مخطئة؟
ــ أتذكرين عندما هربت من ماكس ؟
ــ و كيف أنسى ؟ أنا من نصحتك بأن تستقلى الطائرة إلى موطنك فى نيو جيرسى .
ــ و هل نسيتِ اننا حللنا كل مشاكلنا؟ أننى متزوجة من فتى أحلامى الآن. هل تسمعينى يا هالى؟
ــ نعم .
ــ هذه هى المسألة . الأمّان المقدستان قالتا أنك لست جاهزة بعد إداء قسم الارتباط والآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسبوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى يتضح الجواب.
ــ ليس لدى خيار طالما بول بهذه الحالة الدقيقة .
ــ أتعلمين ما أظنه ؟ أنت أروع امرأة عرفتها .
ــ أنا أحبك للغاية هالى . انت لن تبتعدى إلى الأبد .
ــ أواثقة أنت ؟
ــ نعم. أتصلى بى متى شئت .أنا أعنى ذلك!
ــ سأفعل . شكراً يا غابى .
وضعت هالى السماعة و اندفعت إلى الدوش . رغم ان حديثهما لم يحب شيئاً . فقد شعرت بتحسن لتمكنها من الإفضاء بهذا العبء إلى صديقتها الحميمة.
وعلى أى حال , بعد ان انتهت من ارتداء بلوزتها و تنورتها ,اصبح هناك شئ واضح فى ذهنها .
منذ قدومها إلى سانت جينز عشقت كل فرد فى أسرة رولاند . ذلك لأنها هى نفسها نشأت بين أحضان أسرة متحابة بالغة الحيوية , ثم افتقدت كل ذلك.
فكرة أن تصبح جزءاً من مجموعة من الأخوات التقيات بقية حياتها , لم تعد تعنى لها كما فى السابق . من الطبيعى أن تحب الجزء المتعلق بالتعليم , لكنها يتفقد دوماً إلاتصال بالآخرين .
عادت بأفكارها إلى الأسبوع الفائت عندما ادركت أن زمن زداعها النهائى لـ مونيك و بول فى باريس قد حان , فشعرت بأنها ستعانى من فراق بالغ القسوة. وضع ذلك فى ذهنها شكوكاً جادة بالنسبة إلى صلاحيتها لحياة الرهبنة.
إضافة إلى هذه المشاعر المتضاربة , أترى تعرفها إلى فنسنت ....مجرد وجوده كان يؤثر بقوة على الناحية الأنثوية من طبيعتها التى ظنت أنها ماتت و دفنت مع راؤول .
عليها الليلة أن تواجه حقيقة شعور كانت تتجنبه مؤخراً.
كانت راهبة أكثر دنيوية مما ينبغى , وإلا لأتصلت بألم المقدسة , تطلب المساعدة, بدلاً من غابى. و مع ذلك كانت كلمات صديقتها نابعة من حدسها و هى تقول :(الأمّان المقدستان قالتا إنك بيست جاهزة بعد إداء قسم الإرتباط , و الآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسلوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى تتضح الأجولة)
بعد ثلاث ساعات ,إذا بإحدى شكوك هالى تتحقق دون أى التباس, بعد تمهيد الأب الكاهن أوليفييه لها , أظهرت مجموعة المراهقين فى الكنيسة حماسة كبرى لفكرة الدروس الإنكليزية , و تقرر أن تعطى الدروس يومى الأثنين و الأربعاء من السابعة إلى الثامنة و النصف مساءاً خلال الصيف.
تملكت هالى الحماسة حين فكرت فى أنها توظف شهادتها العليمية بشكل صحيح . لكنها لم تدرك أن متعتها الحقيقية تكمن فى العودة إلى القصر , إلى من إعتادت أن تحبهم , إلا بعد أن صعدت إلى سيارة بول الذى كان ينتظرها لكى يعود بها إلى بيتها . العودة إلى التوامين و الجد موريس و بوريغار الكلب و فنسنت.....
مهما خبأ لها المستقبل ايقنت بأنها لن تشعر بالاكتمال أبداً إذا أصبحت راهبة.
قدرتها على الاعتراف بذلك لنفسها أخيراً منحتها راحة نفسية بالغة .
انتبهت فجأة من استغرقها فى التفكير , إلى ات السيارة توقفت ....فرفعت عينيها .
لقد أخذها بول إلى نفس البقعة الرائعة الجمال على ضفاف النهر و التى كان فنسنت قد أخذها إليها هذا الصباح.
كانت الشمس قد غابت وراء الأفق و كان المشهد بمثل روعته من قبل . لكن الرجل نفسه لم يكن وراء عجلة القيادة .و تذكرت كلامها عن مدى حبها للركوب فى سيارة جديدة.
السيارة الجديدة لم تعالج إكتئاب بول بل جعلته يزداد عمقاً . لأن ما يريده حقاً غير ممكن.
قد لايكون ما قالته لـ بول الآن هو الشئ الصواب . و مع ذلك شعرت بأنها يجب أن ترضيه قبل أن يعودا إلى البيت منتديات ليلاس.
ــ إذا كان هذا هو مكانك المفضل فقد رأيت الآن السبب.
كان مستلقياً على المقعد و ذراعه ممتدة على المسند . فمال برأسه إليها و قد غامت عيناه و قال بخشونة :"بل هو مكان أبى المفضل , و انت عرفت ذلك قبل الآن"
فشعرت بالسخونة تصعد إلى وجهها .
ــ لويس هو أحد مستجدمى أبى و كان يعمل فى كروم العنب و قد رآكما معاً.
و صدر عن بول صوت قد يكون معبراً عن الغضب أو الألم أو الأثنين معاً:"لقد أخبر كل شخص فى المرزعة بأن أبى لديه صديقة"
منتديات ليلاس
فأرتعشت و تملكها آسف بالغ لأجله.
ــ على الأقل أنت لم تنكرى وجودك هنا معه . و هذا شئ أقدره فيك دوماً فأنت صادقة .
و زحفت يده إلى نهاية شعرها فوق رقبتها :"لقد أخبرت كل شخص بأن ينسى ذلك لأنك راهبة غير مكرسة و هذا أخرسهم جميعاً , لكنه لم يمنعهم من الظن....كما لم يمنعى أنا من الظن"
وشد عدة خصلات من شعرها يلفها على أصابعه , ليس بشدة و لكن بشئ من الضغط لكى يجعلها تدرك مبلغ غضبه .
و عاد يتابع :"كنتما أنت و أبى على انفراد عندما جئت إلى الكوخ بعد الظهر و فأجأتكما . لقد شعرت بذلك فى اللحظة التى فتح لىّ فيها الباب .
لقد كان شخصاً مختلفاً عن ذلك الذى عشت معه 18 عاماً , و هو يقف بادى السعادة بنفس المظهر الذى كان والد جول يبدو به بعد قضاءه عدة ساعات مع صديقته . و قد بقى بابا يتحدث إلىّ , و قد عرفت السبب .كان يحاول أن يمنحك وقتاً . و عندما دخلت المطبخ لم أكد أعرفك....لقد كنت....مليئة بالحياة . تباً لك, يا هاهلى...."
وجاءت الكلمة الأخيرة أشبه بشهقة باكية.
فقالت بلطف :"أنت مخطئ . لم يعانقنى سوى رجل واحد من رجال أسرة رولاند , وهو أنت يا بول"
انتصب كالسهم و قد بدا على وجهه مزيج غريب من الاضطراب و اليأس . أدركت انه يريد أن يصدقها , لكن الغضب كان مسيطراً عليه.
قال و قد نفرت عروق عنقه فوق ياقة قميصه العالية :"أريدك أن تغادرى سانت جينز....إبتعدى فقط عن ناظرى و لا تعودى أبداً"
كان يتألم كطائر جريح . لكن هذا بول , و هو أبن أبيه.
لقد بلغ أبوه ذروة الألم عندما دخل عليهما , خى و بول فى باريس . و لم يكن يتقبل حدوث أى نقاش أو إقناع حينذاك كما أن بول لن يتقبل أى نقاش أو إقناع الآن.
ما العمل ؟
نظرت إلى خارج النافذة . رغم أن الظلام كان ينتشر بسرعة إلا أنها تعرف طريق العودة إلى القصر . و مع ذلك لم تجرؤ على أن تترك بول بقرب النهر فيخطر له أن يقفز إليه . لقد سبق و حذرها فنسنت من خطر ذلك.
ــ بول...أنا أدرك أنك تحب أن تنفرد بنفسك حالياً , لكن هذه المنطقة ما زالت غير مألوفة لدى . فأنا أخاف ان أتوه ان ذهبت إلى بيتى وحدى . هل انت بخير ؟
التفت إليها بعنف و قال بحدة :"طبعاً . أتقسمين بالله بأن أبى لم يحاول التودد إليك؟"
فابتلعت ريقها بصعوبة :"أنت لا تريدنى ان اجيب هذا السؤال لأنك تعرف الحقيقة"
فأجاب و تملكته رجفة :"أنا أعرف ما رأيت. إذا كان ذلك لم يحدث بعد , فهو سيحدث!"
و فجأة, أدركت ما عليها أن تفعل :"هذا خطا مرة أخرى يا بول . إذا سمحت بأن توصلنى إلى الكوخ, سأحزم حقيبتى ثم أذهب إلى سانت جينز . و هناك قطار سيغادر إلى باريس الليلة, و أنا أنوى ان أستقله . لو كنت بحالتك الطبيعية كنت طلبت منكا ان تأخذنى إلى باريس فى سيارتك الجديدة و تتركنى هناك عند كليرمونت آبى.
أضافت ذلك لكى تؤكد له أنها جادة تماماً . و عند ذلك أدار السيارة و تنفست الصعداء عندما أنطلق ليوجه إلى الكوخ . و طوال الطريق لم يقل كلمة واحدة.
و عندما وقف أمام الباب قالت له :"يمكنك أن تبقى هنا و تنتظرنى , أو أن تدخل بينما أحزم أمتعتى , لك الحرية فى أن تختار"
وضعت أغراضها فى حقيبتها و وضعت جواز سفرها فى حقيبة يدها , و عندما عادت إلى غرفة الجلوس كان بول واقفاً عند الباب المفتوح .
بدا الذهول عليه و هو يراها جاهزة للرحيل:"أنت تمزحين بالنسبة إلى مسألة الرحيل. إنك تحاولين أن تنتقمى منى لقسوتى عليك"
ــ لا أبداً . أنا لم أحضر إلى سانت جينز لكى أثير المشاكل فى أسرتك أو أثير أقاويل تؤلمك . أنت و منزيك عدتما إلى البيت لتكونا مع أبيكما مرة أخرى. لقد أنجزت رسالتى هنا بنجاح . و إذا لم تشأ أن توصلنى بسيارتك سأتصل بالقصر و أطلب من شقيقتك أن توصلنى إلى المحطة.
فهز رأسه :"لا ترحلى , هالى . أنا لم أعن شيئاً مما قلته"
فقالت باسمة رغم أن قلبها كان يتحطم :"انا أعلم أنك لم تكن تعتيه و لكن حان الوقت لى أرحل"
سارت نحو المدخل و ارغمته أن يتنحى جانباً ريثما أقفلت الباب . لم يكن هناك أثر لسيارة فنسنت . كان ما يزال يسهر فى الخارج . و أخترق الألم قلبها . سواء كان مع امرأة أخرى أم لا , لم يعد هذا شأنها .زهرة منسية
تباطأ بول خلفها , و وضعت حقيبتها فى المقعد الخلفى بنفسها , ثم صعدت إلى الأمام و انتظرته أن يأتى ليعود إلى قيادة السيارة.
حدق إليها بعينيه الحمراوين و قال بعجز :"لا يمكنك أن ترحلى بهذا الشكل ! ماذا بالنسبة إلى وظيفتك الجديدة؟ و صفوف التعليم فى الكنيسة ؟"
ــ بإمكانى أن أعتمد عليك فى شرح كل شئ.
نظر إليها و هى تضع المفتاح فى صندوق الأوراق أمام مقعدها. و بدا على وشك البكاء :"لو عرفت مونيك بهذا لوجدت طريقة تمنعك بها من السفر"
ــ لهذا السبب تحديداً أفضل أن توصلنى أنت و عندما تستيقظ هى غداً سأكون فى باريس حيث لا يعرف مكانى أحد.
فصرخ :"لا تقولى هذا !"
ــ بول بحق صداقتنا القوية , هل لك أن تأخذنى إلى المدينة الآن , من فضلك.
أغرورقت عيناه بالدموع فمسحها بمه , ثم تحرك بالسيارة و كانت كتفاه تهتزان بشهقات صامتة طوال الطريق إلى محطة القطار .
هذه المرة نزل قبلها و حمل حقيبتاه بينما توجهت هى إلى الداخل لتشترى تذكرة .
ــ تذكرة سفر باتجاه واحد.
القطار الذاهب إلى بارس سيصل فى أى دقيقة و سيكون الآخير حتى الصباح .
ــ الليل جميل جداً . هل ننتظر على الرصيف؟
كان وجه بول ينطق بالعذاب و هو يتبعها, قائلاً :"لو كان لديك أى أهتمام بىّ لما فعلت هذا"
ــ أنا أحبك كما أحببت أخى جون.
قالت هذا ثم سمعت صوت القطار قادماً إلى المحطة.
جمد بول مكانه :"أنا أعلم أنه كان لديك أسرة , لكنك لم تذكرى أبداً أنه كان لك اخ"
ــ كان أخى الوحيد و يكبرنى بسنتين و أنت تشبهه من نواحى كثيرة . ليس من ناحية الشكل و لكن من المزايا.
ــ ماذا حدث له؟
ــ أسأل مونيك , و هى سوف تخبرك بكل شئ
ــ لعل هذا هو السبب فى شعورى بهذه الصلة بك عند بداية تعارفنا .
أبتدأ القطار يتوقف . إنه سنتظر فقط أن يصعد من لديه تذكرة ثم يتابع سيره . و أسرعت هى تصعد إليه. و لم يكن هناك غيرها من المسافرين , و كانا وحدهما .
أحست بتمهله فى مناولتها حقيبتها , فقالت و دموعها تنهمر :"أحبك كأخى يا بول . عندما حاولت أن تنتحر شعرت بأننى لن أستطيع أحتما خسارة أخ آخر . أرجوك أن تدع أباك يساعدك . أنه يحبك كثيراً . و كذلك مونيك و الجد موريس . كل شخص بحاجة إلى أسرة تدعمه كأسرتك , ستكون لديك حياة رائعة. إلى اللقاء يا صديقى العزيز."
و شهقت باكية و سار القطار مترنحاً ثم خرج من المحطة . فتشبثت بالدرابوين و أخذت تلوح بيدها.
ــ أنتظرى !
صرخ بذلك فجأة و أخذ يركض بجانبها , لكن سرعة القطار ازدادت فلم يستطيع اللحاق به.
أخذت تنظر إليه حتى أصبح بقعة داكنة فى النور القادم من المحطة . ثم أنعطف القطار و غمر الظلام كل شئ.
|