المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
غزال الإيل
غزال الإيل
على ضفاف نهر الامزون حيث الغابات الكثيفة كانت تسكن غزالة جميلة رشيقة , كان بيتها يطل على ضفة النهر بينما الاشجار و الزرع يحيطون به من كل جانب .
و كانت الغزالة تتمنى ان تتعلم عزف البيانو و لم يكن بذلك المكان أحد يعرف شىء عن العزف .
حاولت الغزالة كثيراَ ان تتعلم العزف و عملت جاهدة حتى اشترت بيانو لها و لكن دون فائدة , فلم تفلح محاولاتها المتكررة لتتعلم بنفسها و أخيرا يأست و أجلت هذا الحلم إلى فترة لا تعرف كم ستطول .
كانت حياتها بائسة فمنذ ان ذهبت إلى صديقتها و سمعت عندها تلك الاسطوانة لعازف البيانو الشهير و قد قررت ان تصبح عازفة مثله و هى لا ترى أى شىء سوى ذلك الحلم و لا تستطيع بان تبدله بحلم غيره و منذ ان اجلت حلمها لعدم استطاعتها تعلم العزف و هى يائسة من الحياة .
و فى يوم من الايام علمت الغزالة ان المنزل المجاور لها قد تم استئجاره لإيل
و لم تهتم الغزالة فى البداية , و كان ذلك الإيل عازف بيانو شهير و قد اصيب فجأة بالاحباط فلم يعد يعزف و لم يعرف ماذا يفعل فنصحه كثيرون بإن يسافر عله يعود يوماَ إلى العزف من جديد .
و لهذا اتى الإيل إلى ذلك المكان الخلاب املاَ ان يجد من يلهمه ثانيتاَ للعزف
و فى يوم كانت الغزالة عائدة إلى بيتها عبر الاشجار و سمعت صوتا قادم من بيت الإيل أنه ذلك الصوت و هى تعرفه تماما بل تحلم به ليل نهار . انه صوت عزف بيانو , اقتربت الغزالة من بيت الإيل و انتظرت حتى انتهت مقطوعة العزف سمعته يمرر يده على اصابع البيانو انه ليس مسجل بل هو من يعزف لم تستطع ان تتمالك نفسها بل طرقت الباب و تسائلت اذا امكنه تعليمها العزف
كان الإيل لا يفعل شيئا و امام الحاحها و حماسها وافق و بدأ يعلمها و إذا بها تتعلم بسرعة
وجد الّإيل فى صحبة الغزالة تسرية له كما وجد نفسه يعزف من جديد بل أنه بدأ يؤلف مقطوعة جديدة و اصبح ينتظر الغزالة كل يوم و اعتاد على إعطائها ذلك الدرس فى العزف و لكن كان عليه أن يعود .
فالسبب الذى اتى لاجله قد انتهى و قد عاد إلى العزف من جديد و عليه أن يسلم مقطوعته الجديدة لشركته المنتجه كما أن الغزالة قد أصبحت عازفة ماهرة
و عندما اتى موعد رحيل الإيل كانت الغزالة لا تريده ان يرحل فقد اعتادت هى الاخرى على وجوده معها و لكنه لم يتوقف و بعد فترة ارسل الإيل رسالة إلى الغزالة يعتذر لها عن عدم أتصاله بها طوال تلك الفترة و يعلمها بإنه قد وجد أخيرا مكانا قد ألهمه مرة أخرى للعزف .
و عندما نظرت من نافذة بيتها وجدته امام منزله يُدخل البيانو جرت اليه و قال لها ان هذا المكان قد الهمه و كل فنان و مبدع لابد و ان يكون له ملهم و هى كانت تلك الملهمة فمنذ ان راها احس فى نفسه برغبة فى العزف و عاد إليها ليكون جاراَ دائما و عازفا لانغام الحياة .
تمت
|