كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون- روايات المركز الدولي
ولكن هل يضايق تصرفها هذا جود ؟ وهل يعاملها بحدة لهذا السبب أم انه يلعن نفسه سرا لأنه قبل شروطها قبل عقد الزواج؟
وفجأة قفزت "كليو" من مكانها بعد ان شعرت بيد جود تقترب من جسدها ليدلكه بالكريم الواقي من الشمس فصرخت قائلة :
- كف عن ذلك سأقوم به بنفسي ...
وتلاقت نظراتهما عندما لاحظ جود رد فعلها فابتسم ضاحكا وهو يقول :
- كلا سأفعل ذلك بنفسي . فاهدئي قليلا .
- ظل جود يدلك لها جسدها ببطء وهدوء شديدين .
- ببطء أكثر حتى شعرت الفتاة بالرغبة تشتعل بداخلها وفجأة اقتربت منه والتصقت به .. لقد كان يكفيه اقل حركة ليجعلها تضطرب لهده الدرجة فمنذ أول يوم من زواجهما وهي تتحرق شوقا نحوه . ولكنها تحاول استبعاد هذه الحقيقة المؤلمة وألان لم تعد كليو " تريد إلا شيئا واحدا . هو الالتصاق بجسده وتحقيق اعلى متعه بينهما ولكن جود قرر غير ذلك وابتعد عنها وهو يقول بسخرية . الامل المفقود
- اعتقد انك أصبحت على ما يرام بعد ان حميت جسدك من أشعة الشمس المحرقة ...
ثن نهض وتوجه نحو مياه البحر ليغرق جسده فيها . بينما كانت كليو تلعن هذه الرغبة المكبوتة التي اشتعلت بداخلها ... ولكن هيهات :
ظل جود يسبح طويلا حتى استطاعت الفتاة السيطرة على نفسها لقد فعل ذلك عمدا . ليجعلها تشعر بقيمة الحياة الزوجية ثم يتركها ثانية ان الرسالة واضحة جدا فقد ترك لها الخيار . أما ان تقبل أو لا ...
ولكنه عاملها بطريقة جعلتها تشعر بالخوف منه ولن تغفر له أبدا ما حدث وفجأة نهضت كليو من مكانها واعدت حاجاتها لتعود الى المنزل .
كان الطريق الى المنزل محفوفا بالأشجار العالية التي تطرح في هذا الموسم الأزهار الملونة ذات الرائحة العطرة والجمال الاخاد لدرجة ان رائحتها كانت تسترعي انتباه الفتاة أثناء سيرها . أما المنزل فقد كان مقاما على ربوة عالية وسط هذه الأشجار وكان لونه ابيض شبيها بواحة الهدوء والسلام .
دخلت كليو المنزل وتركت نفسها تجلس على الأريكة وكان ديكور المنزل من الداخل عاديا جدا وقد أعجبت به الفتاة فور وصولها وكان الأثاث عبارة عن منضدة وعدد من المقاعد الخشبية وأريكة وسجادة ضخمة مصنوعة من الصوف الخام . الامل المفقود
أما الحائط فقد علق عليه عدد من الابسطة ذات الألوان الصارخة التي تشكل تناقضا رائعا مع لون الجدران البيضاء .
ويوجد في الحجرات أيضا سرير منخفض وصوان بدائي ومرآة مصنوعة على الطريقة اليونانية القديمة .
وكان هذا الديكور العادي قادر على إزالة التوتر من النفس والحياة على الطريقة القديمة . حتى وجبات العمة "جريس" لم يكن الجو يسمح بها
فلا داعي لأي تكلف في أي شيء .
توجهت الفتاة بخطي متعبة نحو المطبخ وفتحت الثلاجة لتتناول منها كوبا من عصير البرتقال البارد وفعلا نجح العصير في ان يعيد إليها هدوئها ويجعلها مسيطرة على الموقف بعض الشيء . فتلاشى اضطرابها ولكنها بدأت تشعر بإرهاق شديد ... لقد حاول جود إخضاعها له كما لو كانت حيوانا شرسا يلاطفه في البداية ثم يفقده سيطرته على نفسه وأخيرا ينتهي به الأمر بان يحتقره ويذله .
انه لم يعد يشبه ذلك الرجل الذي وافقت على الزواج منه ... فقد تحول الرجل الايجابي الذكي الى زوج كثوم وغامض بل وقاس أيضا ... كيف يتمكنان إذن من الخروج من هذا المأزق ؟
صعدت الفتاة السلالام ودخلت الحمام التابع لحجرتها ثم تركت المياه تغرق جسدها ورأسها لتتخلص من هذه الأفكار التي تعذبها .
لم يعد "جود" الى المنزل خلال فترة الظهيرة وفي وقت متأخر حضرت السيدة المسؤولة عن أعمال المنزل لتعد لهما طعامهما . وكانت "كليو " قد أمضت يومها كله في القراءة وهي في الشرفة ولكنها بدأت تشعر بالقلق لغياب زوجها فارتدت ملابسها استعدادا لتناول العشاء كما هو المعتاد . واختارت ثوبا من القطن اخضر بلائمها كثيرا .
هل تفكر بهذه الطريقة ان تجعله يشعر بعدم مبالاتها ؟
ثم اخدت كتابا في يدها وتوجهت لتجلس على كرسي شيزلونج وقررت ان تجلس هادئة حتى لا يلاحظ جود قلقها عليه بعد وصوله .
وبعد عشر دقائق وصل جود ولحق بها مبتسما وهو يسألها بسخرية :
- هل قضيت يوما طيبا يا عزيزتي ؟
وضعت كليو الكتاب بطريقة جافة وقالت ببرود : الامل المفقود
- كان يوما ممتعا .
فقد عرفت ان " جود " وصل منذ فترة قبل ان يفكر في اللحاق بها . وانه لم يكلف نفسه شيئا حتى عناء أخبارها بوجوده وهي التي كانت تموت من القلق ... بل ويبدو من شعره المبلل انه ذهب أيضا للاستحمام قبل ان يحضر أليها ثم أخد وقته في ارتداء ملابسه بعناية كما هو واضح .
توجه جود" الى المنضدة المنخفضة واخذ كوبا من العصير ليناوله للفتاة بابتسامة غامضة اخدت كليو الكوب واستدارت على درابزين الشرفة تراقب حركة الأمواج التي بدأت تهدا حتى بدا البحر كأنه بحيرة ساكنة ... وظلت تائهة وسط أفكارها وهي تتأمل هذا المنظر رافضة كل شيء حتى مجرد الاقتراب من هذا الزوج الذي يحاول السيطرة عليها ... ولكنها ستضطر الى الجلوس معه أثناء تناول الطعام .
قال "جود " :
- كليو ؟ أريد ان أتحدث معك ... الامل المفقود
شددت الفتاة قبضتها على الكوب حتى كاد ينكسر في يدها ثم أجابت بهدوء :
- ألان ؟ هل يمكن تأجيل ذلك أثناء تناول طعام العشاء فانا بحاجة الى الذهاب لكي استعد ...
- كلا ابقي هنا فأنت تبدين رائعة .. وهل من الضروري ان أرجو زوجي لكي يمنحني خمس دقائق من وقتها الثمين ؟
اكتسى وجهها بالحمرة وجلست .بماذا تجيب ان جود يلعب بها كأنها طفلة في يديه .
- أريد التحدث معك بشان فكرة ما طرأت على بالي .. ما رأيك في شراء منزل في الريف في ضواحي لندن وذلك لنتمكن من قضاء إجازات نهاية الأسبوع هناك مع الأطفال . الامل المفقود
الأطفال من جديد ؟ على الرغم من ان كليو كانت تتوق بداخلها الى فكرة الأمومة إلا أنها تنزعج كثيرا لهذه الفكرة فذلك يذكرها بشروط زواجها كما ان الفتاة لم تفكر أبدا في ان تصبح مجرد امرأة لإنتاج الأطفال .
و "جود" يريد أنجاب طفل ألان ثم أطفال كثيرين بعد ذلك وربما يريد طفل كل سنة ؟
إجابته كليو بصوت جاف :
- أمامنا الوقت طويل .. كما أنني انوي العودة الى العمل بعد الانتهاء من هذه الرحلة .
ابتسم "جود" بطريقة غامضة وقال :
- ولكن قد تاخد الأمور مجرى أخر ...
ماذا يقصد بقوله هذا لم تفكر في فك رموز رسالته ونهضت من مكانها .
وعذرا سأتركك دقائق معدودة . وعلى كل حال . لا داعي للتفكير في اقتناء هذا المنزل سريعا ...
كان طعام العشاء رائعا كما راعى جود " عدم ذكر هذا الحديث الخاص بالأطفال من جديد . الامل المفقود
هبط الليل اليوناني بهدوء وغلف السماء بغطاء من النجوم الساطعة جلست كليو على الشرفة المضاءة بمصباحين ينبعث منهما ضوء خافت جعل المكان كأنه جنة منعزلة وكانت الفتاة تراقب البحر بهدوء وتستنشق عبير الأزهار الذي يعبق الجو من حولها كانت الأمسية دافئة وهادئة ويالها من خسارة كبيرة أنها لا تستطيع مشاركة " جود " جمال هذه الليلة الرائعة .
فكم كانت كليو تتمنى ان تترك نفسها بين يدي " جود " القويتين ... ولكن فطرتها أكدت لها خطورته فــ " جود " من النوع الذي يحترم الزوجات الخجولات لذلك لن تترك كليو هذا القناع يسقط عن وجهها لتظهر شخصيتها الحقيقية من الضروري ان تسيطر على ضعفها وشكوكها وإحزانها ... كما أنها لن تترك له الفرصة أبدا
ان يلاحظ شدة حاجتها إليه .
ما السبب الذي جعلها تختار "جود مسكال " زوجا لها ؟ فقد نجح في فرض شخصيته عليها الى ألان ... ولكن المشكلة التي يبدو جلية ألان ان كليو تشعر في قرارة نفسها باحسيس غريبة ...
فهل هذا الرفيق الغريب يجذب الفتاة . ولكنها ترفض الاعتراف بذلك ؟
اقترب "جود " من الفتاة وأحاط كتفيها بذراعيه فسرت الرعشة في جسدها ... هل قرأ أفكارها ؟ هل شعر الى أي درجة تعاني "كليو : الوحدة والضعف ؟
فسألها :
|