كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون- روايات المركز الدولي
الفصل الثالث :-
استدار "جود" عندما دخلت "كليو" حجرة استقبال الضيوف حيث كان يبدو تائها أثناء تأمله للوحة – تعكس منظرا بحريا – موضوعه على الحائط وراء المدفأة الرخامية الرمادية اللون .
عبرت الفتاة الحجرة بخطي سريعة . وقالت بصوت لطيف :الامل المفقود
- مساء الخير يا " جود " كيف قضيت يومك في بروكسل ؟
- حسن جدا . لقد كان الاجتماع صعبا ولكننا احتفظنا بحقوقنا ... لا اعتقد انك أتيت لنتحدث بشان العمل .
رمقته "كليو " بنظرة قلقة ... لماذا يرفض "جود" الخوض في موضوع عادي ؟هل سيبدوان فورا الكلام لب الموضوع ؟
فالفتاة على الرغم من نفاد صبرها . ألا أنها تفضل ان تهدأ قليلا قبل بدء المناقشة .
نظرت "كليو " الى وجه محدثها الجامد ... انه حقا يجذبها كثيرا.
فلأول مرة تنظر إليه بعيني امرأة وليس مجرد موظفة لديه ... وكان "جود" يقف أمامها طويل القامة برونزي اللون ويرتدي حلة سموكنج لو رأتها العمة "جريس " لا عجبت بها كثيرا .
توجه " جود " نحو المنضدة الموضوع فوقها بعض أكواب الكريستال وسألها :
- هل تريدين قليلا من العصير ؟ ربما يلاءم ذلك هذه المناسبة ...
هل يسخر منها اكتسي وجه الفتاة بحمرة الخجل ووافقته ان "جود" يريد ان تبدأ هي بنفسها ... ولكن كيف ذلك ؟ أنها حقا في شدة الارتباك لدرجة تمنعها من تناول هذا الحديث الصعب . بينما ينظر إليها وحدثها بإصرار وهو يعي تماما اضطراب ضيفته . الامل المفقود
وأخيرا سالت الفتاة بصوت مرتبك :
- هل اتخذت قرارك ؟
نظر اليها " جود" بذهول ... لابد انه لم يكن يتوقع هذا السؤال المباشر ...
مما جعل "كليو" تندم على ما قالته . لقد سجلت اذن نقطة ليست لصالحها بما انها كشفت نواياها هكدا بصورة سريعة . وعندئذ اكتفى " جود " بان يجيبها بغموض :
- نعم ... سنتحدث عن ذلك إثناء تناول الطعام إذا أردت .
ثم توجه "جود" نحو المدفأة التي تستعر النار بداخلها واخذ يحرك الجمرات كأنه يريد اختيار قوة تحكم الفتاة في نفسها .ولكن " كليو" لم تكن تجيد هذه الألعاب . فلم يحدث لها من قبل ان حاولت أثبات قدراتها في مجال العاطفة . مرت دقائق طويلة . بحثت خلالها "كليو" عن إي حديث عادي للخوض فيه ولكن هيهات ... وأخيرا حضرت "ميج" وهي تحمل بين يديها صينية عليها الطعام ووضعتها على منضدة موجودة في احد أركان الحجرة مصفوف عليها طاقم من الصيني الخاص بعائلة " مسكال "منذ سنوات طويلة مما أضاف على الديكور رونقا جميلا . الامل المفقود
جلس الاثنان عندما بدا "جود" الحديث أثناء تقديم " ميج " لهما الطعام الرائع الذي أعدته بنفسها فذكر الأحداث الخيرة التي وقعت في الشهر الماضي وكانت الفتاة تجيب عليه مبتسمة وهي تتناول طعامها ولكن ضربات قلبها كانت تزداد سرعة واضطرابا فمتى يدخل "جود" في لب الموضوع الرئيسي بدلا من تضييع الوقت في هذا الحديث .
وأخيرا ابتعدت " ميج " عن الحجرة تماما بعد ان أحضرت صينية القهوة ... لقد ان الأوان إذن ؟
صب " جود" القهوة في الفنجان وقدمه لـــ "كليو" ... ان الدقائق تمر طويلة وكئيبة .. وعلى الرغم من ذلك بقى "جود" جامدا ...
متى ينتهي هذا المسلسل الهزلي فقد بدات "كليو " تشعر بالغضب يستولي عليها . وعندئذ سالته قائلة :
- لقد اتخدت قرارك اليس كذلك ؟ ... فهل لي ان اعرفه ؟
- بالتاكيد . الامل المفقود
ثم اخد وقتا طويلا في انتقاء سيجارة من العلبة الخشبية ووقتا اطول في فض غلافها ويشعلها ويستنشق دخانها بتلدد . ثم اخد يحملق في نار المدفاة طويلا قبل ان يقول :
- لقد قررت قبول عرضك وبما انني لا احب زواج المنفعة ... فقد قررت شيئا اخر ...
وصمت ثانية واخد يتامل سيجارته المشتعلة ... لم تصدق الفتاة اذنيها . لقد وافق اخيرا وبذلك ستتخلص من تهديديات فنتون وتدفع له ما يريد وعندئذ ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة . فقال لها "جود" ببرود :
- انتظري قليلا قبل ان تفرحي بهذا النبا ... فانت لم تعرفي شروطي بعد .
ولكن لا يهم أي شيء مقابل التخلص من هذه الفضيحة ... ومع ذلك تماسكت "كليو " قليلا وقالت له باذب شديد :
- ما شروطك ؟
- انا لا اريد زواجا على الورق ... فانا اتمنى انجاب الاطفال .
اطفال ؟ انه زواج حقيقي اذن ... وهي التي اعتبرت هذا الزواج مجرد ارتباط لتبادل المصالح ... كيف اعتقدت ذلك يغبائها ؟
فلزواج حقوق كثيرة . فراش الزوجية ... وجود رجل ... الخ
شعرت فجاة بان تفكيرها يعترض على هذه الفكرة تماما ولكن كيف يمكنها تفادي هذه الحقوق ؟ فــ "جود" ليس من طراز الرجال الذين يتقبلون زواجا على الورق ...
لم تكن "كليو " تنتظر هذا الحديث ابدا ولكنها مضطرة الى قبول أي شرط ...
فهل لها الحق في اختيار اخر ؟
قالت الفتاة بهدوء :
- حسن جدا . انا اعلم انك تريد ذرية ... ولكن لي شرط . اريد منك ان تمنحني مهلة خمسة عشر يوما بعد الزواج ينام كل منا خلالها في حجرة منفصلة .
اكتسى وجه "كليو" بحمرة الخجل فاضافت امام نظرته المصرة :
- انني بحاجة الى قليل من الوقت لاتعرف عليك ... افهمني انني بحاجة الى وقت كاف قبل ...
توقفت الكلمات على شفتيها مرتبكة فنظر اليها "جود" في ابتسامة مقتضبة وقال : الامل المفقود
- قبل ان تشاركيني الفراش .
ثم ركز نظره عليها طويلا وكانه يتلدد بتعديبها .
- اتفقنا يا " كليو " خمسة عشر يوما بعد الزواج .
***
تزوج "جود " من "كليو " بعد خمسة عشر يوما من هذا الاتفاق .
ولم يحضر حفل الزواج سوى العمة "جريس" و "لوك " بالاضافة الى " فيونا " شقيقة "جود "
والحق ان زوجة عمها سعدت كثيرا بهذا النبا وعبرت عن فرحتها بحماس شديد على الرغم من تعلقعا واعتدالها دائما في كل شيء فقالت بفرحة وسعادة :- كم كان ذلك رائعا ان " جود مسكال " زوج ممتاز ويالها من سعادة ان يقترن اسم عائلة " مسكال " بعائلة "سلاد" من جديد .
اما بالنسبة للعم "جون" فقد بدا مسريحا للفكرة وقال لها : الامل المفقود
- انني سعيد جدا فالشاب "مسكال " يحظر بسمعة ممتازة في محيط السوق المالية . وهو بنفس مستوى عمه الذي توفي قريبا
ويسعدني ان يجتمع شمل العائلتين من جديد وعلى الرغم من انني لم اندم لحظة واحدة عن المغامرة التي قمت بها انا ووالدك بانفصالنا عن شركة " مسكال – سلاد كمباني " وذلك لان بنك سلاد كان جديرا بهذه المغامرة حقا الا انني
|