كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون- روايات المركز الدولي
توجهت " كليو " للقاء " روبرت " في الموعد المحدد فجلست إمامه وهي تنظر إليه في ضيق . ما الذي اتى بها الى هذا المكان بصحبة هذا المغامر الذي لا يعني لها إي شيء ؟
مطعم فخم ... مع دون جوان متكلف ... كيف رأت ان هذا الــ " روبرت فنتون " شخصا جذابا في يوم ما ؟ بالتأكيد وجهه ينم عن بعض الجاذبية فقد كان يرتدي سروالا كاكي من الجلد و بلوفر من الكشمير الأزرق ويمشط شعره على احدث موضة حتى بدا كأنه صورة على غلاف مجلة فخمة .
لقد عرفها به ابن عمها " لوك " منذ عامين عندما كانت على وشك الانتهاء من دراسة الدكتوراه في الاقتصاد فجدبها بخفته لأنها كانت حقا في حاجة الى شخص مثله يخفف عنها عناء التوتر الذي تعانيه خلال هذه ألسنه الأخيرة من الدراسة ولكن بعد ان حصلت على شهادتها لم تعد " كليو : ترى هذا الفاتن غير المبالي . وألقت بنفسها في خضم الحياة العملية ... أذن ترى لأي سبب اتصل بها ؟ الامل المفقود
لقد قال لها انه يريد منها مساعدة ما فمادا يريد ؟ يبدو كل شيء غامضا حتى هذه اللحظة .
قال روبرت :
- انك تزدادين جمالا يا " كليو " يبدو انك ناجحة في عملك ربما أفكر أنا أيضا في ذلك ...
رمته "كليو" بنظرة باردة انه لم يتغير بعد فمن أين يعيش أذن ليس من عمله بالتأكيد فهو لم يفكر في العمل قط . سألته " كليو " :
- ما السبب في دعوتك لتناول الغداء معا اليوم ؟ أريد ان اعرف السبب الحقيقي لهذه الدعوة .
انزعج روبرت لأسلوبها في الحديث فقال لها مترفقا :
- يا لك من فتاة جافة وأنا الذي كنت اعتقد انك ستسعدين بهذا اللقاء ...
ثم صمت قليلا وقال بعد ذلك :
- يجب ان تساعديني يا كليو "
سألته مرتابة :الامل المفقود
- كيف ذلك ؟
- - أنني بحاجة الى المال وبسرعة .
انفجرت الفتاة ضاحكة وقالت :
- وهل تعتقد أنني سأعطيك مالا اسمع يا روبرت لقد طالت هذه المزحة ولا داعي لمواصلة الحديث أكثر من ذلك .
ثم نهضت من مكانها وأمسكت بحقيبة يدها عندما وضع روبرت يده على يدها فقالت له :
- اتركني ... فأنت لا تريد ان يرى الناس مثل هذا المشهد
أجابها بهدوء :
- نعم بالتأكيد – ولكنك ستسمعينني حتى النهاية فانا املك الأدلة التي قد تدفعك لتغيير رأيك .
شعرت الفتاة بتهديد ما في حديثه . مما جعلها تجلس ثانية فسألها بلهجة معسولة :
- كيف حال عمك ؟
إجابته " كليو " بجفاف :
- شيء ى يخصك .
- كيف ذلك فانا أحب عمك كثيرا ... سمعت ان الجلطة التي إصابته مؤخرا أضعفته كثيرا وان أي أزمة أخرى قد تودي بحياته لذلك يجب ان يتجنب عمك المسكين أي إزعاج أو ضيق ... وهذا ما تحاوله زوجته " جريس " ... ولكن هل ستتمكن من منع الصحافة من التدخل في شؤون العائلة فعائلة "سلاد " وأملاكها في سوسكس وثروتها الطائلة تهم عالم الصحافة كثيرا واعتقد ان " لوك " يعلم ذلك ...
- -ما الذي يقصده روبرت لقد بدأت الفتاة تشعر بالقلق وتضيق بالتهديد الذي يملا صوته فقالت بضيق :
- - والخلاصة ؟
- حسن جدا ... تخيلي الأثر الذي يتركه خبر مقال عن علاقتنا على عمك " جون "
سيطر الغضب على كليو " فقالت :
- وما الشيء الغريب في أننا نتقابل بين الحين والأخر ؟
- أوه "كليو " .. يا له من خيال عقيم دعيني احكي لك الأمر بطريقتي :
- يقع شاب في حب طالبة رائعة الجمال تقابل معها لدي بعض الأصدقاء أما الفتاة فقد تأثرت بجاذبيته وبدا معا قصة حب جميلة ولكن ... الفتاة تنحدر من عائلة غنية جدا وبالتالي لم تقنع بإمكانات هذا الشاب المتواضعة لذلك لجا الشاب الى اقتراض مبالغ كبيرة من المال من اجل أنفاقها على نزهاتهما معا من وجبات فخمة وهدايا قيمة فما الذي يمكن ان يفعله غير ذلك من اجل إرضائها ولكن الفتاة لم تتردد في هجره بعد ان وجدت شخصا أكثر ثروة منه ... وذلك على الرغم مما فعله الشاب لها ... وينتهي المقال بهذا التساؤل . هل سيظل المال والسعادة عدوين رائعين ؟
وأخيرا ابتسم روبرت وهو ينظر الى الفتاة ثم قال :
- ما رأيك في القصة . أكثر روعة من قصتك أنت . أليس كذلك ؟
كادت "كليو " تختنق من شدة غضبها . ثم قالت :
- ولكنك لا تملك الأدلة على ذلك . وسأقدمك فورا للمحاكمة
وضع روبرت يده في جيبه مبتسما ولخرج منه ورقة وأعطاها للفتاة قائلا :
- أنها مجرد صورة أما الأصل فهو في مكان أمين ...
كانت الورقة عبارة عن إيصال من فندق ما باسم السيد والسيدة فنتون بتاريخ شهر يونيو حزيران للعام الماضي .
- أنت تتذكرين صاحبة الفندق تلك السيدة التي تتعرف بسهولة على عملائها حتى بعد مرور أعوام طويلة هل تتذكرين كم كانت هذه السيدة تتفاخر بذاكرتها الممتازة ... فهل أنت بحاجة إليها كي تتذكري ؟
نعم أنها تلك الليلة الكئيبة التي قضياها معا عندما تعطلت سيارة روبرت في منتصف الطريق في أحدى القرى ... أنها تتذكر جيدا أنها قضت هذه الليلة على الكرسي لتبتعد تماما عن مرافقها ولكنه للأسف لم يتوان عن تأجير حجرة باسميهما معا ... يا له من إنسان قذر .
ولكن كيف لها ان تتخلص من تهديداته هذه لا يوجد أي حل إذن سوى الاستماع الى هذا الوغد فسألته بجفاء :
- ماذا تريد مني ؟
فأجابها مبتهجا :
- هانتدي متعقلة أخيرا قد نقول ان مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك يساعدك في عدم سماع هذه القصة ثانية .
نظرت أليه الفتاة مذهولة ... ثلاثمائة ألف فرنك انه جنون مؤكد .
- هل جننت يا روبرت من أين لي بهذا المبلغ من المال
احتفظ بإيصال الفندق وافعل ما شئت ...
- حسن جدا ولكن دعيني أسمعك مقدمة المقال الذي سينشر غدا في جميع الصحف . لقد فكرت في عنوان ما ولكنني أريد ان اعرف رأيك أولا ... في انتظار رأي عمك أيضا لنقل مثلا :
ابنة أخ " جون سلاد " تحطم حبيبها قبل هجره لقد انتهى روبرت فنتون " تماما "
ظلت "كليو " دهشة كما هي فمن المؤكد ان مثل هذا المقال سيؤثر كثيرا على عمها ... هذا بجانب الألم الذي سيسببه المقال لها شخصيا وبالتأكيد لن تقدر السوق المالية مثل هذه الفضائح .
- أذن ما قيمة مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك بالنسبة لوريثة عائلة "سلاد " انه مجرد قطرة مياه .
- ولكنني لن ارث أي شيء قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين لذلك يجب ان تنتظر حتى العام القادم .
- ولكنك قد تتزوجين لحل هذه المشكلة ...لقد درست القضية جيدا .
أجابت "كليو" ساحرة :الامل المفقود
- وماذا تنتظر حتى تعرض علي الزواج منك ؟ فبهذه الطريقة تصبح ثروتي تحت أمرك ..
لقد فكرت في ذلك ولكنني لا اعتقد ان الأوصياء عليك سيقبلون هذا الاختيار . فمباركتهم
|