كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون- روايات المركز الدولي
الفصل التاسع :-
توجهت "كليو " نحو السلالم الإلية وهي في غاية التعب وكان الرخام يحيط بها من كل جانب في الممرات الطويلة الكئيبة ففي هذه الساعة من النهار يكون المترو عادة مزدحما بالناس وبالمسافرين الذين يسرعون نحو باب الخروج .
لقد قضت "كليو " فترة ما بعد الظهيرة في مقر "بنك سلاد " مع ابن عمها لوك وأرهقت كثيرا نتيحه المواجهة المرتقبة فعندما وصلت لديه رمت بنفسها على الكرسي بينما كان لوك ينظر إليها وهو يتناول كوبا من العصير كان في أحدى يديه. الامل المفقود
- ها هي ذي "كليو " أخيرا لنجدة بنك سلاد من الإفلاس .
ودون ان تجيبه "كليو " على تهكماته . ناولته تقريرا يضم اقتراحاتها المختلفة بشان أصلاح وضع بنك سلاد "
قرأ لوك التقرير بسرعة شديدة ثم أعاده أليها ورفع كتفيه قائلا :
- لقد راجعه "جود" ووافق عليه أليس كذلك ؟ اعتقد ان هذا التقرير من عمله ؟
لم تحاول "كليو " ان تؤكد له خطا نظريته وما فائدة ذلك ألان ؟ ف لوك لم ولن يصدق أبدا ان هناك امرأة قادرة على إدارة مشروع بنفسها وبالتأكيد لن تنجح "كليو " في تغيير راية .. كما أنها لا تهتم بذلك ألان ؟ الامل المفقود
والحق ان التقرير لم يكن من عمل "جود بل ان "كليو " لم تتحدث معه حتى بشان أعداد هذا التقرير على الرغم من انه عرض عليها مساعدته . ولكنها لم تكن تريد الخضوع لأوامره كما أنها لا تنوي إخباره بأي شيء ..
بدأت المعركة وحدها وتنوي مساعدة بنك سلاد في استعادة وضعه ثانية لأنها تفعل ذلك من اجل عمها وليس من اجل زوجها .
أنها تنوي مساعدة "جون سلاد" في عبور هذا المأزق تماما كما استقبلها هو في منزله عندما فقدت والديها .. انه حقه عليها وستثبت أنها على مستوى المسؤولية وأنها جديرة بالثقة التي منحها إياها أما بالنسبة ل لوك وجود ... فلا أهمية لمعتقداتهما .
فجأة شعرت "كليو " بيد حنون تربت على كتفها فقفزت من مكانها واستدارت بسرعة وعندما تعرفت على "دوريس " تنفست الصعداء وقالت لها صديقتها بدهشة : الامل المفقود
- "كليو " ؟كدت لا أعرفك ... كيف حالك ؟ يبدو الإرهاق واضحا على وجهك كما انك أصبحت نحيفة عما مضى أليس كذلك ؟
يا لها من صديقة عزيزة "دوريس " لقد فهمت على الفور ان الأمور ليست على ما يرام ولكن لا داعي لان يعرف احد بأي شيء . خاصة وان الشائعات في شركة مسكال – سلاد كمبالي " تؤكد وجود خلافات بين "جود مسكال" و زوجته الجديدة لقد نجح روبرت في سرد هذه الشائعات عنهما ... فأجابت "كليو "
- حقا إنني أبدل مجهودا عنيفا في عملي الجديد ... حتى في فترة راحة الغداء كما انك لست معي لتمنحيني فطائرك اللذيذة ...
ثم ابتسمت وقالت :
- اخبريني كيف اعتادت شيلا مسؤولياتها الجديدة وهل تتفاهمان معا؟
مطت "دوريس" شفتيها وقالت :
- اعترف أنني في البداية كنت في غاية الضيق ...ولكنها حقا شخصية قادرة وتعمل بجدية .. كما أنها لا تمزح أبدا ولكنها انهارت بمجرد الدخول مع زوجك في مناقشة جادة ... وخرجت من مكتبه والدموع في عينيها فحاولت تهدئتها على قدر المستطاع ... ومنذ ذلك الحين أصبحت لطيفة جدا معي تجهم وجه "دوريس" وأضافت قائلة :
- لقد أصبح السيد " مسكال " قاسيا جدا . انه يوجه لنا تحية الصباح بصعوبة ثم يدخل مكتبه ويغلق الباب بغضب ولا يتحمل اقل معارضة ... ان الجو في المكتب لم يعد مرحا كما تتخيلين .. وعلى كل حال إذا استمر الوضع على ما هو عليه . فساترك العمل .
ارتسم الغضب واضحا على ملامح وجه "دوريس" لابد ان "جود" أصبح مزعجا للغاية حتى يسبب لهذه الفتاة الهادئة كل هذا الضيق .
توجهت الصديقتان الى محطة المترو وسط الجمع المحتشد من الناس وعندئذ قالت "دوريس" بهدوء : الامل المفقود
- ما كان يجب ان أتحدث إليك بهذه الصورة ولكنني لم استطع السيطرة على نفسي... هل يمكنك التحدث الى زوجك لتقترحي عليه ان يصبح أكثر لطفا مع موظفيه ؟
فإجابتها "كليو" كاذبة .
- سأفعل ما في وسعي .
لكم تتمنى "كليو " مساعدة صديقتها ولكن "جود" لن يستمع إليها انه يفضل الموت على سماع إنذارات زوجته على الرغم من انه كان يحب العمل معها فيما مضى ويقبل حكمها مهما كان ...
- يجب ان ارحل ألان يا " دوريس" ..لقد تأخرت كثيرا .. ولا تتأثري بمزاح "جود" العكر .وكل ما عليك هو أداء عملك على أفضل وجه ولا تهتمي بملاحظته .
ابتسمت لها "دوريس" في استسلام ولكنها كانت غير مقتنعة وما الذي يمكن ل "كليو" ان تقوله غير ذلك لصديقتها المخلصة حتى تحتفظ بمنصبها وكيف لا تفهم رغبة السكرتيرة في الفرار من هذا المدير الشرس والمسيطر ؟ ان زوجته على الرغم من حبها له تفكر في تركه .. الامل المفقود
خرجت "كليو " من محطة المترو وهي في غاية الإرهاق ... وكانت الأمطار قد بدأت تهطل وتبلل تايير ها الكاكي . فتوجهت "كليو" بخطوات حزينة الى منزلها في "بلجرافيا سكوير"
حيث ينتظرها الجحيم اليومي الذي تعيش فيه ... هل تنجح في مواجهة زوجها هذا المساء فمند عشرة أيام وهي تواجهه دون هدنة .. والنتيجة واحدة يجذبها زوجها رغم انفها لتشاركه فراش الزوجية بطريقة جنونية ومخزية زكم كانت "كليو" تكره هذه السعادة التي ثبت الرعب والكره في قلبها ... وكيف ستظل تؤدي دور الزوجة الخاضعة الى مالا نهاية ؟
وفجأة مرت بجانبها سيارة بسرعة شديدة مما جعل ثوبها يتسخ بمياه الأمطار التي تملا الأرض فنظرت "كليو " الى ملابسها المتسخة و اغرورقت عيناها بالدموع ... حتى ملابسها اتسخت بجانب الانحطاط الذي تشعر به بداخلها ...
بدا الغضب يسيطر عليها بشدة مما جعلها ترتعش بطريقة عصبية .. يكفيها هذا لن تدعه يحتقرها دقيقة واحدة بعد اليوم ان "لوك" يكرهها و "جود" يحتقرها ... ولكنها ستقاوم وستدافع عن نفسها تماسكت "كليو" فجأة وشعرت بالإرادة تملؤها .
حقا "كليو" تحب زوجها ولكنها لن تتركه يحتقرها بهده الصورة ولن يلمسها بعد اليوم ولن يخضعها لرغباته ولن تترك نفسها ثانية حبيسة ذراعيه ومن ألان فصاعدا ستنام في حجرة الضيوف او ترحل عن المنزل قبل ان تصاب بالجنون أو انهيار عصبي ... وهذا مصيرها بالتأكيد لو استسلمت لهذا الجحيم .
صعدت "كليو" السلالم بسرعة وما ان دخلت المنزل حتى قال لها "جود" غاضبا : الامل المفقود
- هاأنت أخيرا أين كنت طوال الوقت ؟
دخلت "كليو" مسرعة ثم استدارت نحوه و قالت له بثبات :
- لقد كنت عند "لوك" وكنا نتحدث بشان وضع "بنك سلاد " ثم توجهت نحو السلالم وهي تضيف قائلة :
- ان ملابسي مبتلة وسأذهب لتغييرها.
|