كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون- روايات المركز الدولي
الفصل الثامن :-
رفعت "كليو " سماعة التليفون لتسمع صوت "دوريس " الدافئ يقول :
- "كليو " كيف حالك ؟ إنني أتحدث إليك من قبل زوجك الذي كلفني ان اطلب منك إرسال تورنود " إليه في المطار حوالي الخامسة والنصف كما أنني مكلفة بان أذكرك بان عائلة بلير ستتناول العشاء لديكما الليلة ... الامل المفقود
- حسن جدا يا :دوريس " سأخبر تورنود " فورا .
- ما رأيك في وظيفتك الجديدة يا "كليو " ؟كل شيء على ما يرام على ما اعتقد ولكنني افتقدك كثيرا واعترف أيضا إنني اخشي وصول شيلا بيتز يبدو أنها شخصية جافة جدا ...
لا تزال "دوريس" شخصية ثرثارة جدا وأخيرا قطعت "كليو " المكالمة بمنتهى الذوق قائلة :
- لا تقلقي يا " دوريس" أنا واثقة من ان شيلا ستشغل منصبها بكفاءة ...
"دوريس " أنا مضطرة الى ان أتركك ألان فعائلة بلير كما تعرفين مدعوة على العشاء لدينا الليلة ولدي أشياء كثيرة أود أعدادها ان "جود" يريد نجاح هذه الليلة بأي طريقة . الامل المفقود
أنهت "كليو " المكالمة مع "دوريس" ثم اخدت تنظر الى أكوام الأوراق المكدسة على المكتب أمامها ... كيف يمكنها ان تعمل في حين ان حياتها تتحطم هكذا أمام عينيها ؟
فتحت "كليو " درج المكتب ووضعت فيه الملفات والوثائق الخاصة ب "بنك سلاد " ان مشروع العم "جون" في وضع حرج ويحتاج الى ذهن صاف ونشاط كاف ليتخلص من هذا المأزق .
وعلى عكس ما قالت "كليو " ل " دوريس" فإنها لم تهتم بإعداد العشاء وقامت ميج بكل شيء كالعادة . الامل المفقود
أما "كليو " فقد كان دورها يقتصر على أعداد نفسها واستقبال الضيوف ولكن قبل كل شيء كان لها حديث جاد مع "جود "
ومنذ هذا المشهد البشع لم تر "كليو" زوجها وما ان عادا الى المنزل حتى رحل "جود " الى "زيورخ " بدون أي تفسير .
ومر اليومان كأنهما كابوس ... و اخدت "كليو " تتذكر بشاعة ما حدث وتتذكر نظرة "جود" أليها أثناء وجودها مع فنتون ولا زالت الكلمات اللاذعة التي تبادلها الرجلان تطن في أذنيها .. ولكن لا يمكن ان يظل الوضع على ما هو عليه .
لابد ل "جود" ان يسمع تفسيرها وان يكفء عن اعتبارها مجرد زوجة خائنة ان كل ما حدث كان بسبب فنتون ويمكنه ان يجعل الوضع أسوا من ذلك ما دام لم يحصل على أمواله بعد كما يمكنه تنفيذ تهديده أيضا وظلت "كليو " يوميا تتابع الجرائد بحثا عن تفاصيل الفضيحة التي يهددها بها روبرت فنتون . الامل المفقود
انتهت "كليو " من أعداد نفسها لدعوة العشاء عندما سمعت صوت "جود" وراءها فقفزت من مكانها لتجد زوجها دخل الحجرة بهدوء وظل ينظر أليها باحتقار شديد لم تعهده من قبل ثم قال بمرارة :
- لقد علمك فنتون كيف ترتدين ملابسك ان هذا الثوب دعوة حقيقية للاغتصاب ...
استدارت "كليو " نحوه ونظرت أليه ... كان يبدو مرهقا للغاية وملامح وجهه متجهمة نتيجة للتعب مما اثر في زوجته . فوضعت زجاجة العطر على المنضدة وقالت :
- يجب ان أتحدث إليك يا "جود"
- حقا ؟
حول "جود" نظره عنها ليحل رباط عنقه وعلى الرغم من لامبالاته أصرت "كليو " قائلة : الامل المفقود
- نعم ذلك شيء ضروري.
ظل "جود" ينزع ملابسه بدون ان يمنح كلماتها ادني اهتمام وعلى الرغم من كل ذلك تأملت "كليو " جسد زوجها القوي معجبة به وتمنت لو تلقي بنفسها بين ذراعيه وأخيرا استدار نحوها بصدره العاري وقال بعنف :
- ماذا تفعلين هنا ؟ ان عائلة بلير ستصل بعد نصف ساعة ... اذهبي لتتا كذي من ان كل شيء معد .
جمدت "كليو في مكانها .فان أي شيء لا يعطي لزوجها الحق بان يخاطبها بهذه الطريقة . ومهما كان الحب الذي تشعر به نحوه فلن تسمح له بمثل هذه المعاملة .
- لن أخد من وقتك كثيرا أنت لا تكلف نفسك مجرد سماع تفسيري على ما حدث واعتقدت أكثر من مرة انك ستطلب مني ذلك .
تجهم وجه "جود" ولمعت عيناه ببريق مخيف مما أثار الفزع في قلب "كليو " كيف تتحمل كل هذه الاهانات ؟
ثم أضاف "جود " قائلا : الامل المفقود
- لست بحاجة الى تفسيرك . من السهل على أكثر الأشخاص غباء ان يفهم ما حدث ..لقد هددك فنتون بان يهجرك لو لم تعطيه هذه الهدية الصغيرة وبما انك لا تستطيعين الزواج من فنتون ولا تستطيعين الحصول على أرثك فكرت في الزواج مني... ولكنك زوجتي يا "كليو" ولن اسمح لك بتمريغ اسمي في الوحل .
ثم اقترب منها وامسك كفيها بقسوة حتى كاد يدميها بينما كان يركز نظراته القاسية في عيبيها واستطرد قائلا : لن تري فنتون هذا ثانية . ولكن اطمئني أنا استطيع ان احل محله جيدا .أنت تستمتعين بمشاركة الرجال فراشهم وسيكون لك ذلك حتى تنسي كل شيء حتى روبرت العزيز .
كان يقول هذه الكلمات الأخيرة بصوت عال يشبه الصراخ وكادت "كليو" تصاب بإغماءة لشدة خوفها منه ومن قبضته القاسية ثم تركها فجأة وقال بصوت متعب :
- اذهبي ألان .. قد تكون ميج بحاجة إليك . الامل المفقود
كانت فترة تناول العشاء مع عائلة بلير أشبه بفترة تعذيب حيث لم يتركها "جود " بعينيه أبدا وظل ينظر إليها بقسوة شديدة وما كان منها إلا ان تحاول الفرار بعينيها بعيدا عنه منتظرة انتهاء هذه الدعوة بفارغ الصبر .
كان السيد "جوفري" رجلا قصيرا وبدينا وثرثارا جدا وقد عبر عن إعجابه الشديد بطعام "ميج " وكذلك زوجته هيلدا بلير التي عبرت ل "جود " عن إعجابها بهذا الطعام الرائع وطلبت منه طريقة الطبخ فقال "جود"
- يمكن لزوجتي ان تعطيك إياها فورا أليس كذلك ؟ ان زوجتي طباخة ماهرة – وقادرة على عمل أي شيء من اجل إسعاد حياتنا الزوجية
اكتسى وجه "كليو " بالحمرة واكتفت بالابتسام . وما الذي يمكنها عمله غير ذلك وقالت بصوت رقيق . الامل المفقود
- أنت تبالغ يا عزيزي هيا يا هيلدا نتناول القهوة في حجرة استقبال الضيوف اعتقد أنهما يريدان التحدث بشان العمل ...
توجهت "كليو " مع هيلدا الى الحجرة الأخرى لتناول القهوة وظلت طوال الوقت تستمع الى حديثها الطويل والمسترسل .
وأخيرا لحق بهما السيد جوفري و جود وأحست "كليو " بمجرد ان نظرت الى وجه زوجها انه نجح في اجتماعه .
|