لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-12, 07:26 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بِسمْ الله الرَحمَنْ الرحيِمْ


أحبةْ حُلمْ ، لاتأخروا الصلاةْ بسببيِ . .أرجوكمْ

تأخيرٌ كان لهُ أسبابه ، أعتذر عنهُ كثيرا ْ ،
عُدتْ بـ إدانتكُمْ ، و معيِ بعض من الأحبةْ
فـكونوآ معَ حُلمْ ، و
سوزورا
صبا الجنوب
بنت رادوي
عذرا يا قلب
دموع الماضي
حكيمة
أحاسييس مجنونة
smmsmm
و ختامهآ ، سآعة بلآ عقآربْ




فيِ


الإدانةِ التاسِعَةْ






للعَاطِفةْ

لَونٌ كَلونِ العاصِفةْ

طعمٌ كطعمِ النارْ

فوقَ الأيادي الراجِفةْ

تأتي إلينا بَغتةً

أو خاطِفةْ

إيَّاكِ أنْ تَتردَّدي

أو أن تَكوني آسِفةْ

هياَّ ادخُليني دونَ أنْ تَستأذِني

لا إذنَ للمُتَلهِّفَةْ

لا تَنظُري ماذا سنفعلُ أو نَقولْ

إنَّ القواعدَ للمشاعرِ مُجحِفةْ

في العشقِ لا شيءٌ لهُ تَرتيبُهُ

فالعشقُ غيبٌ كلُّنا لا نَعرِفُهْ

قَدَرٌ يُطيحُ بعُمرِنا

سَيلٌ مُحالٌ نُوقِفُهْ

سِرٌّ دَفينٌ في قُلوبِ العاشِقينْ

كأسٌ يَدورُ على العِبادْ

لابُدَّ يومًا نَرشُفُهْ

جَبروتُنا ، أموالُنا ، أنسابُنا

ما أضعفَ الإنسانَ في العشقِ النبيلْ

ما أضعَفَهْ !

فالعشقُ داءٌ قد تَملَّكَنا

وجِنٌّ صارَ يسكُنُنا

مُحالٌ نَصرفُهْ

وَلْتَعلَمي

مهما بَلَغْنا في الهوَى

مِن مَعرِفَةْ

فأنا وأنتِ حبيبتي

طفلانِ نُمسِكُ في كِتابٍ

لَمْ نُفسِّرْ أحرُفَهْ



عبد العزيز جويدة


؛




بعضهم !
ليقابل الأحبة ، يتزين حتى الفخامة ، و بهرج الأجساد و روعتها يحاط بهالة من السـحر ، مع رشات من عطر باذخ القيمة و المضمون
أما الأخر ، و إن لم يكن يستهوي المقابلة ، عليه أن يكون بالحلة الأبهى ، فـ لا يرتضي المركز الثاني في ' زينة المظهر '
و غيرهم ..
مقابلـة مدير العمل ، أو الرؤوس الكبيرة تحتم عليه مراجعة اداب ' اللباقة ' و البحث مطولا بين دولايب الملابس عما يناسب ' الرجل الاعلى !! '
لو تفقهوا قليلا لأدركوا أن أجمل المواعيد ، تلك التي يكون اللقاء فيها مع الحبيب المقتدر ، ذلك الذي رغم جبروته .. رحيم بنا
و رقم قدرته عطوف علينا
إله السموات و الأرض و ما دونهما ، و ما بينهما !
إله واحد لا إله إلا هو ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قديـر ، يدعوننـا خمسا .. لنلبيه بـ خشوع !
هذا ما يجب أن يحدث ،
التزيين الحقيقي ، و الإهتمام بـ شخصك فـ ليكن قبل موعدك مع الهادي ، هو من يستحق أن تكون بكامل ' طهرك ' أمامه و لا أحد سـواه
تطهروا ، و تعطـروا ، و تبخروا ،
كونوا كما تحبون أن تكونوا عند لقاء الله الواحد الأحد ،
لا تجعلوا الصلاة واجب يكمن بحركات محفوظة عن ظهر قلب ، و ليست مغروسة به !
في مواجهة الله نحن ، و علينـا أن نليق بـ كوننا عباده الذين إصطفى ،
لم نختر الإسلام ، و الله إختاره لنا ، فبما نعمة من الله بها علينا ، والله تستحق الثناء بكرة و أصيلا
فـ إذكروا و إبتهلوا و رتلوا كتابكم ، و أنتم .. بـ أعظم هيئة ، أرجوكم




؛






منذ أن خرج حتى الآن وهي تلملم بقايا الكبرياء التي طرقت بـ رأسها الموضوع فوق سنديان الضعف حتى هشمتها لمبعثرات صغيرة ،
أضاعت أجزاءها هنا بين هذه الأربعة من القوائم المنتصبة بشموخ ، و كإن شموخ الحجرة إستسخف خاصتها حتى تلاشى منها !
نسـيت من تكون ، و من يكون ذاك الـ ' عمر ' ، كرهت كل خلية لها حينما تتقلص ذاتيا عند مرآى ذلك البليد
تصرفاته ما زالت محيرة لها ، يشعرها بإن ما يفعله واجب يقتضي أن يعمل به و إن كره ،!!
أونسي هو الأخر من تكون ؟
أم نجحـت تلك الفاتنة من غض بصر قلبه عنها ؟
أو إنه صــدق إكذوبة كونها إبنة رابعة لـ والدته ؟
سحقا له ما كانت يوما بهذا الإنحلال العنفواني !

لم تفكر أبدا أن تمنح للعاطفة ' الغبية ' فسحـة في العاقلة من تصرفاتها ، دوما ما كان لوحة التحكم في المشـاعر شبه معطلة عندها ، و بالأخص بعد إستشهاد أغلى رجل ، و فتى !
و لكن يبدو أن هنالك متلصصين قـد نجحا من الإقتراب من ، بل و العبث بهندسية مميزة بـ أسلاك ذلك الزر المغبر فـ فترة طويلة تلك التي لم يمسسه به أحدهم ، حتى تصلب و أسلاكه قليلا ، و جهد جهيــد يحتاجه من ينوي تغيير وجهته حيث التشغيل !

رفيقان أبدا ، كما كانا ، و أمسكا بـ يدي بعضهما حتى افلحا في تلك المهمة ، خبيثان !
و لكنهما لم يتجاوزا إيصال سلك الـ ' حاجة ' ، لا أكثر
و بالتأكيد لا يمتلكان من الاماني اعظمها للـ دنو من اسلاك أخرى ، لن يجرئا !

كانت تتحـرك بروية في هذه الأرض التي تلامسها حافية ، و لعجب يسكنها من حرارة ما تشـع بها من أخمص القدمين ،!
لا بد من إن إطفاء التكييف هو السبب و لا شئ غيره ، لا شئ !
أناملها تعبث بـ أطراف خصلاتها المفرود بحرية ، فـ قد تركت المطاطة على الوسادة منذ قليل ، كـ دليل على الإمتلاك الحر !

إستقرت قرب المكتبة ، و مقلتاها تبحثان في خلسة من ' عقلها ' عن شئ ما ، شئ بات في حوزتها ليال ، و كانت ستستخدمه لـ تهشيم رأس غائبها !
آه على من غاب !!
تفتقده ورب الكعبة ، لم تعلم يوما أن لـ علي ' أعلى العروش ' في منزلها القلبي الصغير جدا ، و الملئ بحشـد ' يعد على أنامل كف واحدة ' من بني البشر الأحياء !
فـ أولئك الذين عانقت أرواحهم السماء ، لا عروش لهم .. بل يفترشون بقاع الروح ، و دهاليز حناياها ، بحرية .. هنالك ، حيث لا ' متطفل ' يزاحمهم ، و من يجرؤ أن يزاحم الأم و الأب و الشقيق ؟
لا أحد !
أو ربما هنـالك أحدهم ، سيتخلى عن عرشه الملكي ليتزحلق معهم يوما ، واحد فقـط لا غير !
و لكن أين هو الآن و ما حاله ؟
أ روحه ما زالت تعد الجسـد مستقرا لها ؟ أم إن الأجل قد حان ، و قريبا جدا ستجده هناك ، حيث يقطن الأقربون !

نجـحت بإستنشاق كما من الأوكسجين الملوث بأحد العطور الرجالية ، فـ كادت تختنق به ؛
و كإنه نبهها لـ شئ غفلت عنه .. يغرق نفسه بطيب مرشوش من أجل لقاء مع جميلته ، و منذ ساعات الصباح الاولى ؛
أ جنون هو ؟
أم حب ذاك الذي جعله يـترك كل شئ لملاقاة حسنائه فجرا ، فلا يعقل أن يكون قد تعطر بتلك الكثافة حتى أشعل أنفاسها هي لـ لا شئ في نفسه !
يقول بإنه على موعد مع الضابط لـ محاولة إنقاذ ذلك الشهم ، و لكنها لا تستطيع تصديقه ، فالدلائل من حولها تثبت إدانته بـ تهمة الكذب بالإضافة للخيانة التي أدين بها مسبقا ، فهو ليس سوى إنسـان من عامة الشعب ، مواطن مدني ، لا دخل له في تعرجات خطوط الدولة ، أو إستقامتها ، و من ذا الذي يسلمه قلما لـ إضافة تعليقه ؟

تعكر مزاجها أكثر من العادة ، و أكملت عملية البحث تلك بشئ من النظرات الحادة ، ربضت فوق المقـعد الأنيق رغم بساطته ، و حللت لنفسها العبث بأشياء ذلك الخائن ؛
بحثت هنا و هناك بهمة وشئ من الغيظ يعربد بـ سطوة في اراضي الصدر ، فـ هدف بحثها يجب ان يكون بغاية الأهمية لـ عمر ، يجب ذلك !
ضاقت بها الجدران حينما وجدته أخيرا ، مخبئ بـ إهمال أسفل اشباهه ، لتسحـبه ببعثرة من تحت تلك الكومة ، و تأوه خفيف صاحت به حنجرتها حينما إنكـسر لها إظفر السبابة ، الغير مرتب بتاتا ، فـ ظروف تمر بها بالتأكيد سـ تحرم عليها الإنشغال بشئ غير الكتل البشرية المحيطة بها و الغائبة حتى !

ما إن إستكان الهدف في حجرها ، شعرت به يضغط علي فخذيها بذلك الوزن السابق ، لا بل أخف قليلا ، او ربما كثيرا ، فـ أوضاع السنين الفائتة قـد صلبت خلاياها الجسدية فـ باتت تتصدى للأثقال بشكل أفضل !

غلافه كان منفصلا عن كتلة الصفائح الورقية ، و ربما هذا بسبب نية إستخدامه سلاحا في محاولة اغتيال أخيها ، منذ سنين أسلفت !
ناوشتها خلايا الدماغ قرصا مدمجا يعيد لها مواقفا جمعتها مع هذا الثقيل الخفيف !
يا إلهي ، سبحانك كيف تخطط لنا بأعظم شانك
لم تكن ستعقل في ذلك الحين ان تكون هنا بالذات ، مرتدية قناع سحري ، يدعى الحلال ، هذا الذي يسمح لها بفعل اي شئ ، و كل شئ !

بـدأت تقلب بين الصفحات بسـرعة و نظراتها تلتهم الأرقام المدونة في زاويته العليا ، و كإنها ستتذكر تلك الصفحة الحاوية على حروفها ، و المدونة بقلمها ، بطيش مراهقة تود إثبات الذات !
طيش إنتهى منها بالتأكيد ؛
أو فعل ؟ أم تضاعف حتى وصل بها لـ تخطي حدود خجل حواء ، متمثلا بـ الإستكانة فوق سرير رجل ، بل و التلحف بلحافه بكل ' وقاحة ' !
ويــحك يا طيش ،
فيبدو إنك لم تكتف بـ الحركة الفتية تلك ، لتظهر الآن مجددا ، لكنني على ثقة بأن هنالك من يمددك بالعزيمة الكبرى ، أيعقل إنه الغرور المحاط بـ غلاف من حب التملك ؟!


إشرأبت الأنفاس ، و شعـرت بإعتصار ما في أسفل الصدر ، حالما إحتل ذلك التخطيط المدون بحبر أبيض ليمحي أثارا قد سجلت هنا ، بـ طيش !!!!
فلتت منها الأوراق بـ شرود ، ثم أغلق الكتاب بمفرده ، حتى شعرت بـ غصة ما تسكن الحلق ، ما زال يخذلها ؛
كل مرة تحاول أن تجدد أحياء شهيـد الثقة الذاتية بـ شق كفنه و نفض التراب من فوق وجهه ، لتفاجئ بكونه متيبسا ، بملامح بائسة ، لا حياة معها ، لتعيده بـ ' قلب ' مطأطأ أقداما حيث كان ، و أنزوي في وحدتها الجرداء !

ويحــك يا عمر ؛
ألا تعلم أن فطر قلب أنثـاك مصيبة ؟
ألم تتيقن بعد بإن عوجاءك باتت تستقيم يوما بعد أخر بسبب دقك لنهاياتها ؟!
إيـاك و الإستمرار يا عمر ، إياك
فـ لا تود أن تنصفها لإثنين .. تعلم بإنها تعاكس من تعرف و من تجهل ؛
فتعامل معها كما تجهل هي أيضا ،
و حذاري من أن تستمر بذلك الطرق ، فـ لا احد سيصاب إصبعه و يتورم غيرك أنت ، بل قد يسكن الورم فؤادك ، نعم قد يفعل ، و أنت تعلم جيدا ما معنى ان ينتفخ قلبك ، منها !!


و كإن أسبابا تنقصها لمفاقمة الصـداع الذي إعتادته منذ أيام ، و سطوة وجوده الفاخر !
داهمها على حين غفلة ، لتحرك الكتاب بيد واحدة ، كاد ينفصل مرفقها عند المعصم لشدة ثقل حملته ، لترميه فوق رزم الكتب و بغير مكانه بـ حركة مقصـودة ،
وقفت أخيرا و غصة ما زالت معقودة في طرف الحنجرة ، لكنها تستعصي الخلاص منها من دون ان تطرق بـ الكبرياء مجددا ، و هذا ما لن تسمح بحدوثه مرة أخرى ، أو هكذا ما ترجو !

برتابة إبتعدت عن المكتبة و صدقا تمنت لو بإمكانها تمزيق ذاك الكتاب بالإحرى الكتب بأكملها ، ليتها تنجح حينها في فك غصتها بطريقة اجمل ، و لكن ليست كل الامور تصبح واقعا لمجرد الـ ' ليت ' ، فكما علمنا النحو ، بإن الـ ' ليت ' ، ليست سوى أداة تمني لشئ صعب الحدوث ، بل مستحيل !
حركت عنقها بسـرعة يمينا ليواجه رأسها باب الغرفة بعد أن تنبهت لـ صوت خطوات تقترب ، بـ عجل تحركت نحو السرير ، و بلا عقل يفكر !
فـ قد يكون هو من عاد ، و عليها ان تكون على حال تركها به ، !
لالالا ، فـ ربما والدته أو إحدى شقيقتيه هي من تقترب ، يا رب سترك !
بلا إدراك فعلي من قبل العقل المخدر بصورة مؤقته لما يحدث ، اجبرت جسدها الغظ بالإندساس خلف الستارة ، بـ حركات متوترة حتى فقدان الوعي ، يارب فليمر الامر بسلام لعدة دقائق فقـط ، و حينها ستغادر بسرعة لتختبأ بأي مكان قليلا و من ثم تظهر لهم

شعرت بالبـاب يفتح ، و من ثم تلك الخطوات و بوضوح أكثر أصبحت تدنو رويدا منها ، لتكشف للـ مقلصة عضلات صدرها حتى الاختناق هوية القادم ، فـ أيام و إن قل عددها عاشتها في هذا المنزل سمحت لها بـ سهولة التنبؤ عن شخوص أبطاله ، من مجرد خطوات !!!

تمتلك والدته كامل الحق لتصدم بوجودها هنا ، في حجرة ولدها ، و كم شعرت بالعار و هي تختبأ كـ لصة أو كإنما فعلت خطيئة لا تغتفر !
يا إلهي ما اخجل هذا الشعور ، مالذي ستظنه الآن إن لمحتها ؟ يارب ستـرك
إنكمشت على نفسها أكثر حالما فلتت منها تنهيدة مرتاعة ، و اجفانها تتجمع بشكل مجعد فوق المقل و كإنها إن أغمضت العينين لن ترى !
ألم يكن لها عقلا يأمرها بالمغادرة منذ قليل ؟ سحقا .. سيفتضح أمرها بالتأكيد
و لكن رحمة الله أنقذتها حينما إبتعدت أقدام تلك الحنون من دون إكتشاف مرارة السخف تلك ، إستغربت إغلاقها للباب خلفها و لكن هذا أفضل ، فـ يجب أن تخرج من هنا بسرعة و قبل أن تنكتم أنفاسها الوجلة

تبا لك عمــر ، تبا لك و لي و لحاجتي الغبية الحمقاء السخيفة لـ وجودك حولي !
و الله سـ أريك حتما من تكون الـ ' لين ' ، تستسخف بي و تمحو ذكرياتي منك يا هذا من أجل أنثـاك ، إشبع بها و تمتع ، و لكني أقسم لك بأنك ستتذوق ألمي من جديــد ، حالما يعود أخي ستعود معه لينا التي إندثرت في هذا المنزل ، ستعود معه قريبا إن شاء الله !
فقــط فـ ليعود هو ، يارب
مســدت يمين جبينها بالإبهام متمتمة بإستغراب خفيف : ياربي شنو هالوجع ، شبية أني ؟!










؛







ما إن إبتعدت عن الباب ، واجهتها إبنتها بـ ملقتين تنتفخان نعاسا ، لتهمس الأخيرة بـ مزاج متعكر كـ عادة الغالبية عند الإستيقاظ : صباح الخير مام

بشرود أجابتها : صباح الخير حبيبتي ، قعدتي ميس ؟

لتتثاءب أية وهي تبتعد متوجهة نحو الحمام لتردف : قعدتها ، بس تعرفيها ساعة يللا تستوعب ،
وقفت قرب باب الحمام حالما ' إستوعبت ' هي غياب لينا ، لتستطرق ملتفتة نحو والدتها : ماما وين لينا ؟ عبالي قعدت قبلنا و بالحمام ، شو ماهية ' مموجودة ' !

تحدثت بهدوء صوت و خطاها تتجه نحو السلم : جوة ، صلي و رجعي نامي إنتي !

لم تستطـع الصلاة قبل أن يطمئن قلبها من شئ أصبحت تخاف حدوثه ، يستحيل أن يتهور شبلها هي أكيدة من ذلك ، بالإضافة لـ أن الوضع الحالي يحتم على أعظم المجانين ' التعقل المؤقت ' ، فكيف بإبنها العاقل منذ نعومة أظافره الغالية ؟
عمر لن يستغل حاجة لينا لـ وجوده ، لن يفعلها !
و لكن الشيطان تمتع بـ رمي وساوسه في صدرها المتثخن توترا ، لتقصد المطبخ باحثة عن هاتفها ، و من ثم إتصلت بـ غاليها بإعصاب تشتد أوتارها حد التمزق ، ليخبرها بأن علي يرقد في المشفى وألن سبقه الى هنالك و هو في طريقه الآن !
لم تستطع الإستفسار عن تخوفاتها المتمثلة بـ ' رباط شعر لين ' المتوسد مخدعه ، و لا عن أنفاسها الثائرة الدالة على وجودها في الغرفة ، و بالتحديد خلف الستارة ، و أنامل قدميها كانت الدليل القاطع !

ويلك مني يا عمر إن كنت قد إستغليتها ، والله لن أسامحك و لو كان عـذرك نار عشق تعتلي المشاعل المتمثلة بالضلوع ، لن تخذلني و تتبع غرائزك أو مشاعرك ،
أنت أفضل من هذا بكثير ، بل أنت الأفضل ، بربك لا توجع قلب والدتك يا قرة العين ، لا تخذلني و تلحف بالصبر فإن موعد السعادة بإذن الله قريب ،
كن صبورا ، أكثر من كل وقت ، و كفى يا ولدي







.
.
.




حالما أنهى صلاته ، غادر المسجــد بتوتر بالغ ، و قلبه يكاد ينفجر بعد تجمع البرك الدموية الحارة فيه ،
نبضاته تتخلخل بين مد و جزر ، و لكن الدماء لم تزل حبيسة الفؤاد و كإن عمله مرتبط بالتوتر لا غير ، و كإنما لا جســد و أعضاء حيوية تنتظر منه حصتها في التنمية لـ تستمر على قيد الإحتضار !

لم يتوقف عن إستخدام هاتفه ليملأ السجل بالواردة و الصادرة من المكالمات ، فـ تارة ألن الذي سبقه الى المشفى و أخرى عبد الله ، و ثالثة والدته و أخيرا الضابط مصطفى !
يحمد الله لـ وجوده فلقد نفعه جدا و على الاقل سيطمئنون على سلامة علي وهو هناك ، حيث لا يعلم هو عن حاله شيئا ؛
لا يعلم كيف إستطاع عبد الله إقناع قاسم بفك اسره لكنه فعل ، و مهما تعددت الاسباب فليست سوى رحمة الله صاحبة التوجيه الأول ، !
عندما وصل هناك كانت الشمس على مشارف الشروق ، ليدعو حينها بـ روح تكاد تفقد توأمها : يا رب دخيييلك ليصير له شي

ركن مركبته في موقف قريب من المشفى ليكمل طريقه سيرا على اقدام تصلبها يوشك أن يجعلها قطعة واحدة من دون مفصل الركبة المهم جدا في عملية الثني التي لا حركة بالإستغناء عنها !
كان لا يزال الهاتف معلقا فوق صيوانه و هو يتحـرك بعجل مرتبك في اروقة الطوارئ بحثا عن موقع ألن الذي سرعان ما ظهر أمامه ، و كإنه قفز من سماعة الهاتف الى الواقع ؛
من دون ان يغلقا الخط إقتربا من بعضهما و لحن شجي يـعزف بمهارة فوق أوتار أيامهم ، مع إضافات شجن تنبعث من الناي الحزين !

: بشششششر ؟

قالها عمر و القلق يكاد يخنقه ، إشرأبت أنفاس الألم ، و شبـع الفقد من إبتلاعهم ، شابا تلو أخر !
إرتسم الإشتعال بكل معانيه في نـظرات ألن و هو يسب صارخا : الـ **** ممبقييين بيه عظظظمة صااحييية ، لك رجللله مهروووسة هررس ، الـ **** قااااسم والله منعوووفه الااا مينااام على نفس هالسدية مكسررر ' سرير المشفى '

بـ حشرجة صـوت همس عمر : شبيها رجله ؟

ليقابل صدمته ألن بـ عينين تبرقان بدمع يعتصر ألام القلب و الجسد ، ويلهم مما كادوا ، ويلهم !
صـرخ به عمر و الهاتف بـ سمكه الرفيع يكاد ينشطر بكفه المتصلبة قهرا : ألـــن رجلللله شبيهااااا ؟؟ الله ياااخذهم ، لك احجججي

صرح ألن مخبئا تلك الدمعة المنحدرة فوق خده بإحتضان وجهه و المسح عليه حتى تضرح دما : ماا اعرررف ، بس عديله يقول فاايته بيها رجل مال كررسي ، عممممر رجــل كرسي تخيييل الوووجع !

تلوت أمعاءه وجعا و الإستفراغ كان أمنية لا تدركها مراكز الدماغ الغبي !!
و بـ فحيح إسترسل الأخر : والله العظيييم إذاااا صار بيه شي أحرررقهم

لتتبدد غيمة الصمت التي تتوج حال عمر ، فيستطرق : هسـة شلونه ؟

أجابه ألن بقهر يشق جيب التعقل الذي يحاول جاهدا عمر أن يحافظ عليه ليستر ثورتهما العارمة : نااازف دم كوومة ، و هسة نقلوله و بعده بـ غيبوبة ،، و على النزف إحتمااال تطول السالفة

ليتساءل مجددا : و رجله ؟ شقاالوووا عنهاا ؟

فرك وجهه مرة أخرى و تلمس رفيقه الإرهاق في صوته : لازم عملية ، لوو طلقة هم متسوي سوااية رجل كرسي ، فوقاها اكوو اجزاء من الخشب بعدها جوة ، ما اعررررف شرح يصير بيه بس الي اعرفه والله العظيييم لا قااسم و لا عبد الملك يتهنوووون و هوة نااايم هناا

و كإنما مساس كهريائي حدث بينهما ، لتنتقل شرارة الجنون لـ عمر ، فتودي بـ عقله إلى ما خلف الـ غياب ، ليركل جدارا قريبا له بـ شكل متتابع و حنجرته تعلن عن سيل من الشتائم الناطقة بالغضب وهو يهدد و يتوعد ، ليترك الـ ' قبطانية ' لـ ألن الأكثر خبرة في مجال الإستهتار الجنوني

ظهر فجأة لـ يـستوقف رعونة الغضب المتقد بـ بصدري الشابين : إسمعوني زيين ، حركااات تهور منريد ، هسة دورية بطريقها لبيت قاسم ، الضحية موجود عدنا و كل الدلائل على تعذيبه واضحة ، فلتستهترون و خلوا الشغل يمشي عدل و بلـ ـ

ليقاطعه ألن بعـد أن إستدار نحوه مع عمر المنتفخة أوردة قرنيته : شحصلناااا منكم ؟؟ ياا شغل جاايف هذاا ؟ صاار جم يوم و إنتوو بمكانكم كلشي مسويتووا ، ' و بسخرية حادة ' والله شنو محصلتوا مذكرة تفتيش ، من دنععععل ابوووكم لاابووو هالـ

: ألن خلـــص ، إحترررمني على الاقل رجااال شكبرني قدااامك

: جااان انتوووا احترمتواا الدمااية الي غررقت الشواارع ، جااان إحترمتووا الجثث الصايرة مييية وصلة ' قطعة ' ، جااان احترمتووا الام الي دفنت ايد بس لأبنهاا لإن الباقي متدري وييينه ، أسكتتت دخييل الله لتخليني هسة اطلع حرررقتي بيك

: الـــن إهدددى و قول يا الله

إلتفت مزمجرا بعمر هذه المرة : مدتشوووفه يحجي ببرود ، لك اخوووناااا جوا رح يموووت ، وليييش ؟ لإن نقذ كلبببة بت 60 كلللب من الموت ؟ الله ياااخذ الوكت الي تساوى بيه الاخضر والياابس

عمر شد كتفه ليهمـس الأخر بوجع : بس لوو شايف حاالته جان عذرتني ، والله جان حرقت الخضراء بالي بيهااا !! ' المنطقة التي يكمن بها منزل قاسم '

تدخل الثالث مجددا : قوولوا يا الله شبااب ، ان شاء الله بعد ماكو خوف عليه وهوة هنا ، و بقت الاعمار بيد الله محد منا يقدر يتدخل كلنا منه و اله ، إنتوو شدوا حيلكم و إهتموا بأهله ، و إن شاء الله قاسم و عبد الملك نهايتهم قريبة
ليردف بـ إقناع : ترة عبد الملك متورط بعمليات إرهابية ، و إنفجار دائرة الـ ' ' هوة المخطط الاول اله ، فـ يومه قرب ، و قاااسم إن شاء الله مـ يليل الليل إلا و هوة بمكانه اليستاااهله بس علي لاااازم يقعد اول شي حتى نااخذ اقواااله







.
.
.




جاهدت الجميـع بـ هستيريا تقترب من حالة صرع مرضية !
لم يتصور والدها أن تفعل إحدى فتياته جنون ما فعلته الصغيرة ، حينها لم يستطع سـوى السماح لـ عبد الله بـ نقله الى المشفى ، غير تلك التي نقل لها هشام !
ذاك الفاقد لأربعة أطراف ، و رجولة !!
يستحق ما حدث له ، كيف سنحت فرصة وقاحته التعدي على حرمات الرجل امام ناظريه ،
ما فعله الجرذ كان أمرا طبيعيـا ،
و لكن هذا ما وسع ضيق المكان بـ فكره لتحتله الحقيقة الموجعة ، بأن الله يمهل و لا يهمل !
وهاهو ساعده الأيمن يقطع أمام عينه الممتلئة بالجشع الدنيوي الزائل ؛
أحداث تلك الليلة لن تمحـى من سجل الذاكرة حتى تغادر الروح الجسد بأمر من الرحيم !
و ما بعد الموت ؟
عذاب قبر فـ جحيم ؟
يا إله السموات !
هل ستأتيه مصائبه الواحدة تلو الأخرى فتعرض أمامه بتتابع ، ليقتصه المجني عليهم مطالبين بحقوقهم ؟
أ سيـأتي مروان و من معه من ضحاياه مبللين بدماء رفعتهم لـ منازل الشهداء و هبطت به حتى قاع الجحيم ؟
مروااان !
ذلك الشديد المتعال الذي خرج عن سيطرته و افلت نحره من قيد هو من من أوصد وثاقه ..
يبدو أن الله قد ارسل له اعداءه بـ رجال سرقوا نوابض عذراواته !

إبتداءا بـ مروان .. مرورا بعبد الله ، و الآن علي !
علي ، علي !
يجزم إن إبنته إستحقت رصاصة في رأسها ، و من ثم قلبها ، يستوجب عليها أن تستر عار حبها بـ كفن عرائسي ، و يتم تأبينها بـ عرس دماهما !
و لكن ذلك القلب الأحمق المتصـدي لكل ثورة دم هدفها الستر على الفضيحة يأبى إلا أن يكون في مرصادها ..

كـ جيش مجند ضد العقل ، هو حال تلك النبضات ؛
بينما أفراد كتيبة الدماغ معدودون ، و بالكاد بإستطاعتهم الدفاع ، فـ كيف بالهجوم ؟!
و كما يقال فالكثرة تغلب الشجاعة ، فكثرة نبضات القلب ، تستولي على كل ضعيف ، لتقرر و تنفذ ، و تسامح كما تشاء !

كان سيـفقد وعيه لشدة الإعياء ، راميا على الاريكة كتلة جسـد إمتلئت معدته بالسحت و الربا ، و كل حرام !
تشنجات صدره كانت تشتد حينا ، لترتخي أخر ، و هذا ما جعل المفاجئة تطفو فوق تفكيره الفائض بكل ما يحدث حوله ،
فـ حتى الآن لم يحتاج لـ حبة واحدة حتى
يبدو أن قلبه إعتاد على المصائب ، بل أصبح يحتفل بها بأهازيج الفرح زافا بـ شجاعة لا مثيل لها يمتلكها ، لتجعله كـ قبضة حجر ، لا شدة لأي وقع بأن يحطمها

إلتفت حدو زوجته الباكية ، بعد أن بترت جو الغرفة الساكن من حوله : قاااسم بتتتتتي رح تموووت ، شوووفلها حـــل دخييل الله ، خااابر الدكتوور خلي يجي ينطيهاا ابررة صخاام ، رح ترووح من إييييدي

لم يغير من جلسته المزدانة بالعنفة العتيقة ، تلك التي لو جاء ألف ' جرذ ' كـ إبن زوجة عبد الملك لن يفلح أحدهم في تهشيمها ،
بـ صوت غائم بالـ هدوء أجاب : قوليلها خل تحمممد ربهاا ممـوتتها هية ويااه ، الحيوااانة

لتصر هي بعد دنوها الكسير منه ، حتى إستعسر الوقوف على ساقيها المرتعشتين ، فإفترشت الأرض بإرهاق : أروووحلك فدوة قااسم شوووفلي جاااارة ' حل ' ، بتتتي رح تتخبببل ، بتتتتك رح تتخببل ، إرحمهااا الله يرحمك دنياا و أخرررة ، إرحمهااا

هذه المرة صب نظراته الى الأسفل حيث زوجته ، ليـجيبها بـعد إبتلاعه جمرات من لظى بعد ان شق أسماعه خواتيم توسلاتها : شتريديني اسووي ؟ أروووح احضنهااا و امسح دموعها ورة منزلت راااسي للقاااع ؟ لج بتــج هاااي لووو ميتة ببطنج و لا جايبتها و مخليتها تسوود وجهي ، من الله يسوود وجهها ان شاء الله

كــان الإقتتال في ذروته حينها ، فجنود القلب ترفض مثل هذا الحديث ، ترفضه بل و تشنقه على اعتاب الاوتار الصوتية !
بينما اللســان فـ لا يستلم من أمر و ينفذه بخنوع إلا و الآمر هو العقل ، !

: لتجييي يمهااا ، بس خااابرلي دكتووور يجي يشووفها و يضربها ابرة ، لو خلي نااخذهاا للمستشفى يـ ـ

: بتتتج حااامل ، الي سوودت وجه ابوهااا حامل ، اخااف ابن الكلب الي ببطنهاا يمووت بأبررة ،، خليها خليهااا حتى خوش تطيح حظي ، لاا و تريييدين نااخذهاا مستشفى حتــى يتصخم وجهــي زيييين ، حتى كل **** يعررف قااااسم ابووو قرووون بتتتته حااامل من ***

ليستطرد بحزم جدي و تكاد الأنفاس تحرق ذرات الهواء من حوله ، فـ تتصاعد أبخرتها حتى السحب لتتكثف و تعود فتهبط أمطارا من غضب محموم : و سمعي دا اقلج ، حجاااية حطيهاا حلقة بإذنج و بإذن بتج ، تحررم عليهاا الطلعة و اني موجود ، تعرفين شنوو يعني تحرررم ، إذا عتبت باااب البيت صدق ساعتها اهدر دمهااا .. بييييدي هاي الي بااجر ياكلها الدوود اكتلها

ذكرى سحيقة للوجع ،
تستأصل ثنايا الروح ، حتى تخنقها ، فتدنو بها من التوهان في عتمة الإحتضار
تقــف أمام ذاك المدعي بكونه زوجها ، و تمنعه من ثقب رأس الفضيحــة ، و ذبح عنق العار !
تدافع بكل بجاحة عن عارها ، ليــهب هو بكل ' فطرة إلهية ' لـ يدفع عنها مس الجنون المبعثر لـ خلايا الدماغ

أحنت رأسها متوسلة بـ ما تبقى لها من أمل : قاااســـم هااي جلناااااار

بـ صرخة من حنجرة رجل مذبوح العنق ، لتتـمايل الحبال الصوتية فتخرج النبرة مهتزة حتى النشيج : لإن هييييية جلناااار ، لإن هيييية روووح ابوهاااا ما اقــدر أنسالهياااه لو يغطيني التراااب ، ما داارت بااال لكل الي سووويته علموودكم ، بتتتتج رخصتتتني ، رخصتنــي علموود كلب

: رخصتتتتك علموود الحق ، علمووود الحق يا قاااسم ، خاااف رببك و كااافي ، معييشنااا برعــب طوول عمرناا ، نخااف نحجي ويااك حجااية ، شفففت ربببك شلووون عااباانا ' عاقبنا ' ، سكتنااا عالظلم لحدماا صرناا مظلوميين و ذقنااا طعم الظلم ، كااافي قااسم مو القلب وجعاان حيييل ، و الرووح بعد متتحممل ، حتى عيووننا عمممت من شووفة الدم ، كااافي إتقققي الله و خليناااا نتقي الله وياااك ،

هـزت الأعماق كما لم يفعل أحدهم يوما ، و لكن ذلك العنفوان الافلاطوني أبى ألا أن يحافظ على سطوته ، ليهمس مغيرا مجرى الحديث : بت عبد الملك ، شلون صارت ؟

: آآآه على حااالها ، الكااافر بحالهاا يصيير مسلللم ، إبن اخوووك زمااال ، والله شقد جنت احبببه هسة احممد الله بتي خلصت مننه ، شلوون مخااف ربه شلوون !!

: ديرواا باالكم عليهااا ، و اذا تحتااج مستشفى خلي عبد الله و مرته يااخذوها ، و سألي عبد الله هشاااام شلونه هسسسة
ليستطرد بعد حين : طلعي و سدي الباب ، و لو البيت يحترق على راسكم لتجون تقلولي



.
.
.






تبت يداه !
كيف أعمى بصره عن هشاشة روح هذه المسكينة ؟
كيف إستطاع إقتحام القلاع و دوس السجادات النظيفة بـ حذاءه القذر ؟
أولم يفكر للحظة بعقاب الله لـ تلك الفعلة الشائنة ؟
يا الله !
كم تتوجع لحال هذه الـ ' سارة ' ، و الله وجعها يكفيها فلا تستطيع تحمل كل شئ ،
تشعر بإختناق صدرها ، و ضعف القلب يكاد يؤتي بمصرعها ، تجزم بإن نبضاته لا تتجاوز الـ 10 فقط !
فـ ترهلت عضلته من جور ما يحدث ، شاب هو رغم صبا العمر ، شاب إثر مآسي و مصائب قد تعد أقل من العظيمة لـ وجود من هي أعظم منها

: قومي غسلي وجهج الله يخليج ، و شربيلج قلاص مي عالاقل

بـ صوت ركيك نطقت للمرة العشرون ، و ذات الإجابة كانت من نصيبها : رجعوني لأهلي !

لـ تتنهد حائرة ، ثم تردف بتكرار ، إعتادته و لم يجدي نفعا : نرجعج والله ، بس قومي بدلي و ارتاحي شوية ،
إستطردت بعد حين : لتروحين هيجي و تخرعيهم

: أخرعهممم ؟ و ليش يخترعون قابل شصار بية ؟ هية نهاية و إنتهيتها ، و قدااااام عليييي ،، عممممة عيييني علييييه ، آآآآه شلووون اقدر احط عيني بعييينه بعععد .. شلووون ؟!!

: حاسة بيج واللـ ـ

بـ نحيب ممزوج بـ لطمات موجهة لفخذيها تارة ، و خديها أخرى : لـ تقولييييين حااااسة ، لتقووليييين ، مححححد حاااس بالناار الي بصدررري الله ياااخذكم كلكم ، كل الي بيية من وررة اختتج الحقيييرة ، كله من وراهاا الله لـ ينطيهااا ان شاء الله ، من وراهااا علي رح يمممموووت ، من ورااهاا اني متتتتت ، لوو موو هييية جااان هسة احنااا بخييير آآآخ يا ربييي آآآآخ

عمق الوجع و الصدمة اجبراها على التفهم ، لتردف بـ عطف و هي تستقيـم لتخطو بهدوء نحو الرابضة فوق رخام الصالة العلوية : لتخافيين ان شاء الله ميصير بيه شي ، و الله يخلييج لتقولين عن جلنار هيجي ، و الله هية هم الي شااافته مو قليل !

صراخ سارة تعالى و هي تود شق الارض و تحضير قبرها ها هنا ، حيث أغتيل الطهر ، و مزقت العفة : الله يااااخذهااااااا ، إشـ شاااافت ؟ محححد شاااف مثثثل الي شفتتته ، إنتووو حيوانااات و علي لاااء ، علييي ما أذااهااا ، لااا اخووية و لااا عليييي سووولها الي سواااه اخووكم ، الله يااااخذه و ياااخذكم ، آآآه ياااربي شسوووي هسسسة ، إرحمممممني

جلست القرفصاء امامها تمسح بأناملها الطويلة زخات المآقي المتوجعة ، ثم تحاول جاهدة لـ أن تكف يد الفتاة عن ضرب ذاتها : أششش ، على كييييفج امممي على كييفج ،، إن شااء الله الله يصببرررج مصييبتج موو هينة و الله !
و بـ حركة متهورة حاولت لم تأوهاتها بـ حضن مواسي ، لـ تفاجئ بتعلق الفتاة بها و عويلها يستمر مع افرازات غزيرة من العين و الأنف و حتى الفم ؛

إستطـرقت بـ ذكر لمصيبة جلنار ، علها تلامس الروح المتعذبة لـ هذه المسكينة : ترة انتي و جلنار اثنينكم عانيتوا نفس الشي ، و لتقولين لاا ، ساارة جلنااار حااامل ، و علييي الي تدافعين عنه تزوجها بلا علمنا

: آآآآآآه

لتجر نفسها بعيدا فتدق بـ جبينها الارض الباردة ، تزوجها و حملت منه ، يا رب رحمــاك !
فتقــت الجراح أكثر حتى صار رتقها ثامنا للمستحيلات السبع ، لتتكاثف عظمة الحقـد النابتة في الصدور ، فيسفر عنها قطرات من لهيب شراني ، لن تطفئه السنون و إن رجت شهورها !




.
.
.




طعمُ افتِقادِكِ

مثلُ طعمِ الموتِ مُرٌّ للأبدْ

طعمُ الغيابِ أُحسُّهُ

روحي تُفارقُني

تُحلِّقُ في سما روحِكْ

وفيها تتَّحدْ

مازلتُ أركضُ خلفَ وجهِكِ

ثم تحملُني رؤاكِ

مازلتُ أنزفُ من شراييني

هواكِ

مَن لي أنا ؟

مَن لي سِواكِ

آثرتِ يا عمري الرحيلْ

وأنا الذي قلبي يُسافرُ في دِماكِ


عبد العزيز جُويدة



يا ترى ...
هل سيمر يوما خاليا من إستنشاق تلك الرائحة المشبعة بالدماء و المثخنة لجدران الفتحـتين الأنفوية ؟
و هل سـ تختفي تلك البقع الحمراء المتكتلة في بياض العين و التي إنعكست قهرا من صور تأبى التلاشي من الذاكرة التي ما زالت قيـد الإرتعاد ؟
أم إن تلك الثبوتيات تأصلت فيها ..
كي لا تنســى ؟!
أو ستفعل ؟
يكـاد الرأس ينفصل عن الجسد بـ تمزق ذلك العنق الطويل الذي تحمل كليهما لـ ثمان و عشرين عاما !
لكنه الآن ، فـ فقد قدرته العظيمة تلك على مواصلة ثمان و عشرين يوما ، بل ساعة ،
الـ ثمان و العشرون !
لطالما كان هذا عددا مميزا ، فـ هو عدد حروفنا الألماسيـة ، حروف إزدانت بـ قرآن عربي فضل به الله تعالى بني قريش عن غيرهم من الأمم ، فـ أرسل لهم الحبيب الهادي ، الصادق الأمين الغيــر متعلم لـ تلك الـ ثمان و عشرين حرفا حتى أذن له الباري !

و هل من تمييز أجمل لـ هذا العدد ؟
لـ ربما لهذا أصابته نفحات من غرور ، سكنته فـ توجته ملكا ، لـ يأتي الآن حاملا صولجانه بيمينه و تاجه اللؤلؤي فوق رأسه الكبير منفذا أحكام و قيود مملكته المبجلة أولا بحق كبش فداء لبقية الشعب !
و لم يكن الكبش غيرها هي .. ليحرم عليها تذكر كل ما حدث قبل الـ ثمان و العشرين و يمنعها من التفكير بكل ما بعده
فـ لتكتفي السجينة به فقط ،!
فـ ذكرياته ، من إختطاف ، فـ أخر ، فـ حب و زواج و هلم جرا ، تستحق أن تجعله الملك ، و غيره من السنين حاشيته الضعيفة ، لا يذكر منها للدنيا بـ شئ !

تتخبـط روحها في نفق خالي من اي سراج منير ، و كإنها فاقدة للنظر حتى تتعاظم حواسها الاخرى كالسمع ، تلك التي تهادى لها بوق بعيــد ليقترب شيئا فـ أخر ، فـ تكتشف عن ماهيته !
ليس سوى قطـارا للحياة هذا الذي دهسها تحت عجلاته المرتبطة بـ سكك تتصل ببعضها ، متشبهة بالايام لترفض ان تتخلى عن تكوين الطرق ، بل لـ نقل السنين ،

بعد أن دهست بعجلات جبارة ، ألقيت بـ جسد رث يرتعش متوسلا الروح أن لا تغادره ، فما زال غير جاهزا لمقابلة العظيم ، ما زال هنالك لطخات من وسخ دنيوي تـلوث ثوبه ، و يود تنظفيها !

شن اللا تحكم تحكمه ، لتضرب بـ ذراع شقيقتها و نحيبها مازال محافظا على تقدمه في الصفوف العليا ببراعة ، صرخـت بـها روشن شاعرة بـ صغر الحيلة التي في يدها ، بل تلاشيها : جلناااار عقلللي ، كااافي خبااال دخييل الله ، قولييلي الي دتسوويه رح يفيييده ؟ لو رح يفييدج إنتتي ؟؟ هااا ؟

بفرقعة مصاحبة لـ فوران الدماء في عروق منتفخة غطت على نبرة أختها : انجببببي ، رووووشن إنجبببببي ، مااا رح اعقققل و لا رح اســكت لحدمااا تخلووني اطلللع و ارووحله ، انتتتي مدتعرفيين شكوو بقلبببي ، لـــج نـ ـ ـااار ، و الله صـ ـ ـدررري يـحرررقني ، نفسيييي مديطلـ ـ ـ ـع ، روووشن عليييي ميستااااهل هيجي اجازييييه ،

لتخف حدة روشن : لتقولييين ميستااهل ، مو انتي ارحم عليه من ربه ، كافي قلبببي ، كاافي يا عيني قوولي يا الله ، إن شاء الله ميصير له شـ ـ

: شنووو ميصيييرله ؟ ولللج مااات ، بيين ايدي وقــع و دمممه مغرقني و مغررقه ، فهميني قوليلي شلوون اهدى ، و لج والله بعد ما أتحمممل ، صرررت اكررره دمممي الي يربطني بأبووج ، صررت اكرررررهني

: جلنااااار يمعووودة شدتسوووين ؟

دنت منها راكضة ، فـ فرك جلنار لعروق رسغيها بتلك الطريقة تثير رعبا في النفوس ، فـ تكاد تقطعها من فوق الجلد ، لتنزف داخليا حتى تتخلص من تلك الدماء حسبما تظن ، فـ الانسجة ستشربها بـ ضمأ ، حتى يتحتم على شقيقتها حينها تمزيق أجزاءها أشلاءا لـ تفرغ من قاسم !
افلتت يديها لتطالب شقيقتها متوسلة : قوليلي احنننة لييش هنااا ؟ ليييش قاسم ابوونا و الحيوااان هشاام الي ميخااف ربه ابن عمنااا ؟ لييش مصاار ابوية مثل ابو علي ؟ لحد الآن ابنه يذبح اي احد يتجرأ يحجي عليييه !

و بنظرات تائهة مرسلة من مقل تكاد تتساقط مع دموعها أرضا إسترسلت : ليييش احنة لازم نسمع اهااانة الناس لـ قااسم و نسكت ، لإنو بداخلناا نعررفه يستااهل السب ، قولييلي الى متتتى قلبببببي يوووجعنـ ـ ـ ، آآآه ربيييي حمـــوووت رحمممتك

: إستغفررري الله حياااتي هالحجي حراام ، جوجوو قلبي انتي .. رب العالمين يريد يختبرنا ، خلي إيمااانج قوي عيووني إنتي

: آآآه ، ياارب استغفرك ياارب ، قلبـ ـ ـي رح يوووقـ ـ ـف

لملمت شتاتها المبعثرة شقيقة لطالما كانت بلسما لـ داها بإحتضان صادق و قلب نقي بدأت تتلو عليها ادعية مختلفة ، عل الشياطين تغادر المكان بفشل ، لتهدئ من بعدهم حبيبة روحها ،

: اريييد ماما

: يم بابا ، هسسسة تجي

: زينة

: زينة يم سارة ، ما ادري شلون قااادرة تحجي وياها ، أني بس اسمع إسمها احس روحي توصل لبلعوومي

و كإن الكون يخلو من بني البشر ، إلا علي ! : رو و و شـ ـ ـن ، علـ ـ ـي شـ ـافهم ، روووووشن شااااف هشـ ـام يأذيهااا ، لج رح امووت من افكرر بحاااله ، أرووحلج فدوة ارييد اشووفه ، لج وااله مااكوو مثله شريييف ، والله انســدت علينااا باب غرفة و انطاااني ظهره والله والله ، شلووون يتحممممل الي صاااار لساارة قدااامه شلووون

تعلم جيدا ما فعله منذ خمس سنين ، تفاصيل تلك الحكاية قد سردت فوق أسماعها بدل المرة مرات ، حتى حفظتها عن ظهر قلب ، لا تنكر إنها طيلة الاعوام السالفة أعجبت برجولة شاب يافع انقذ شقيقتها ، و لكنها الآن في حيرة من أمرها !
فـ جلنار باتت تعشقــه لذا تراه بنقاوة مثالية خالية شوائب ، لذا تخبرهم بأنه لم يجبرها على شئ ، و قد يكون فعل
قهي متفوقة في إخفاء الحقائق ، فـ كما أخفت عن الجميع عداها أمر الاختطاف الاول ، سيكون سهلا جدا عليها أن تتـخذ من نفسها جانية بقفاز ملوث بالدم من أجل إنقاذه من شبح العقاب مرة أخرى !
لكن الحقيقة المستترة عنهم تثبت بـ أن اليد التي ارتدت ذلك القفاز كانت يداه هو ، لا غيره !

لتقفز من شفاهها المرتعشــة كلمات للتو كانت تدور بخلد روشن : حتى عالزواااج مجبررني والله مجبـررني ، و اننني مرررته و مجبرررني ، علييي غييير ، حيوووقف قلببببي ، أحس رااح امووت من الكتمممة ، و الله اذاا ماات ما اساامح ابووج والله ما اسـااامحه ، ولا اســاامح نفسي

: إشششش دكااافي ، كاافي حيااتي ، لج انتتي حاامل رح يصير بييج شي

فلتت منها الحروف باردة و كإنها تتحدث بموضوع لا يدنو لها بقرابة : مو حامل ، بس جنت اريد ابوج يحن ، ردتــه يخاف ربه لو ذكرته بـ سناا ، بس الله اكبررر عليييه ، بااايع خوفه من ربه و دينه و حتى ضميره هم بايعة ، ليييش ؟ علمووود كرسيييي ، لج شيقوول لـ الله باااجر ؟ كتلــت رجووولة بناااتي بدون ذنب و صووج ' ذنب ' ؟

: جلنااار كااافي زودتيهااا شنوو هالخبااال ، هذا بااباا نسيتيه ؟

لتبتعد عن إحتضان روشـن و بحروف صارمة أردفت : لا منسيته ، و لا رح انساه واقف يريد يكتل علي قدامي لو مو رحمة الله الي خلت علي يوقع مغمى عليه ، و الخبااال مشفتووه لهسة ، إذاا ملقيتولي طريييقة اطلع بيها من هالبيت الـ *** انتحررر تعرفين شنو يعني انتحررر ؟

فاض كيل روشن ،، نعم تمر بأزمة نفسية صعبة و يجب الاصطبار على تقلباتها ، و لكنها بدأت بالتمادي و فتق شروخ لطالما كانت غائرة لتصل حتى الاعصاب فـ تثيرها ، ليتعاظم الالم بـ عشرة اضعاف مضاعفة !
زينة لا تحب الإقتراب من محضورات حياتها ، و اهم تلك المحضورات طليقها ، و إن مرت الآن و تناهى لها قول شقيقتها لن تتثقل روحها سوى بـ مكاييل من وجع هي في غنى عن تناوله !

شاركت انفرادهما والدتهما على غفلة من الاثنتين ، لتتقدم مسرعة من صغيرتها فـ تشاركها همها بـ تلقفها إياها من بين ذراعي روشن ، لتقبل رأسها بـ ذي كرم ، مرددة بـ عالي الصوت ' سلام قول من رب رحيم '

: مامااا طلعييييني مناااا ، أريييد أشوووف عليييي

و كيف تخبرها بتحريم والدها ذاك ؟ يا إلهي ، أمددنا بالصبر الجميل ، يارب !

: عيوون امج سكتي و قولي يا الله ، هسة إهدي و بعدين يصير خيـ ـ

: مو بعدين ماما ، لااازم اروح اشـووفه ، إنتوو ليش متحسون بية ؟

: امي حااسة بيج بس قوليلي شسوي لأبووج ؟ عوفيه كم يووم بلكت يهـ ـ

هذه المرة إستنفر جسدها قرب والدتها لـ تصرخ مبتعدة عنها : كم يووووم ؟ تريديني اتحممل كم يووم و ما اعرف شبيه ما بيه ؟

فركت وجهها مرارا و غصاتها بدأت بالتعقد أكثر فـ أكثر ، بهمس مبحوح إستطرقت : طلعوا برا ، طلعوا و عوفوني وحدي ، الله يخليكم ، أريد شوية ابقى وحـ ـ ـدي

نفذتا ما طلبته ، لتتركانها منكمشة على نفسها فوق سريرها المؤقت في هذه الغرفة المؤقتة ، بحياتها المؤقتة !
فـ حياة في ظل هذه القذارة هي مستغنية عنها ، أصيب قلبها إجهادا تاما ، ذاك الممزق وجعا احشاء البطن و ما اعلاها و ما أسفلها !

علي ؛
حبيبي أنت !
وددت نحري بـ طلاقك إياي و ربك ،
الى متى تقسو فـ أصفح عنك بـ ذراعين تتلقيان جبروتك و سطوتك بإحتضان مشتاق ، و قبلة دافئة على رأس لا مبالاتك .. لتزيدك غرور طاغي !
كم هو غبي الحب ؛
أجــدني اقف بمحاذاتك ، و أمامك أفديك نفسي ، أو إني كنت أختبركما ،
أنت و أبي !
يا أغلى رجلاي ،
كدت تقتلني بـ ثلاث رصاصات ، واحدة تثقب الجمجمة ، و أخرى القلب ؛
و ثالثة الروح !
أما إكتفيت من تثقيبي كل الايام الماضية ؟
ألم تمزق بي ما شئت و كيفما شئت ، حتى حصلت على ما نويته !
و هذا يا حبيب العمر نتيجــة محاولتك إرتداء ثوبهم القذر الذي لا يليق بك ، ها انت الخاسر الاعظم بينهما !
خسرت نفسك يا عمري ، أعرفك جيدا ، فـ أنت سكنت الأوردة و جريت جريانا مع الدماء لتغذي القلب الضمآن لوجودك ، لكن كرمه منعه من الإحتكار الكلي لك ، فـ إكتفى ببعضك ، و أرسل الباقي للشرايين ، فـ تمتلك من الحق الذي يسمح لها بإن تتشبع بك ، آه يا روحي
أ كرهتني ؟
أ صرت طائرك الأسود المحمل بالمصائب أم ما زلت كما أنا ؟
إبنة قاسم كما تود مناداتي !
و كإنني أخلو من كل شئ إلا قاسم ،
أقسم بربك و إن كانت دماي لـ قاسم ، فـ أنت فيها ، و لك القلب ، فما نفع الدماء من دون القلب يا مهجتي ؟
و أيضا ما القلب من دون دماء ؟!
كان عليكما أن تحميا قلبي و دماي ، لا أن تتركاني بـ لا كليهما !
أوسـ آراك ؟
أم كما قلت إن علي و إبنة قاسم يجب أن ينتهيا ؟ و كإنهما أبتديا بـ شئ من الأصل !!
من بعـدك سيكون لي حق مهضوم بلا إسترجاع ، و كإنما قطعة من الروح أخذت عني !
و كإنني مرضعا إمتلأ صدرها حليبا يدر ، لـ صغير ساقوه عنها بعيدا ، أو رأيت كيف أرآك ؟
فـ قلبي يدرك هياما ، و لكن القدر ساقك حيث لا أنا و لا أنت نجتمع !
أعرف ذلك و أكاد أجزم أن لا مقابلة تحتوينا !




أيها الغريبْ
حينْ أُفكر بـ كل مآ كـانْ بيننـا ، أحـار !
هل عليَّ أنْ أشكُركْ ؟ أم أن أغفرْ لَكْ ؟!


غادة السمّـانْ





.
.
.







 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 27-09-12, 07:34 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




ترقُدْ الطيُورْ عَلى بيُوضِهـا لـ ِ تَفقُسْ
وَ تَرقدْ الحُكـامْ علَى شعُوبهـم لِـ تَفطُسْ

!
جلال عـآمر




صخور منصهرة ، لتصب فوق أكباد الرجال !
ماتت لهما إثنتان ، و لكن لم يشعر اي منهما حينها بـ نصف ما يشعرانه الآن ؛

عقد العزم منذ الأمس لـ ملاقاة قاسم و رجال قاسم ،
و ليصبحا رجلا لـ أخر ،
أرسل ثلاثة من برقيات التهديد محذرا من هول إقتراب ذلك النجس أو احد حثالته من فتاته ، سيمزقهم لإرب متفرقة و من ثم يرمي بـ أشلاءهم تحت اقدامه !
هم لم يقتربوا من إبنته ، و على أولئك فعل المثل ،
لم تشرق شمسهم بعد ؛
ليسبقوها متسمرين بـ قوى رجولية متبعة غرائز البشرية ، فـ حبا للمال يفدون أرواحهم !

دوت أصوات القنابل الصوتية التي رموها في المنطقة ، هاجمين في المكان بنية واحدة لا تثنى ،
موت قاسم ، هذا كان الهدف ، أما المستهدف ، فـ بـ رجولة عاقر ، يختبئ خلف الحواجز البشرية ، مطالبا بـ حقه الضائع هنا ، مرافعا لـ قضية الإختطاف تلك ، و المقعد الوثير لـ سيارته يحتضنه بـ هدهدة طفل حتى يغفو ، بل بهدهدة شجاعة حتى تموت !

نجله كـان أحد تلك الحواجز ، لتتعلق الارواح في الحناجر ، و تخبئ نساء الحي ازواجهن و اطفالهن بعيدا عن معمعة الـ ' كبار ' ، فـ ليهرسوا بعضهم بعضا ، !
توقع الجميــع ظهور أول للـ ساعد الايمن لقاسم ، هشام ، و لكن ظنهم راح سدى إثر ظهور قوات الحماية الخاصة بـ قاسم ، ليتبادل الرجال بينهم سلاما حارا ، بـ كفوف ممسكة للأسلحة ، و نظرات مصوبة للهدف ، و حناجر تهدد و توعد !

كان يترأسهم بـ صدر منصهرة احشاءه لتمتزج مع بعضها البعض فتكون خليط متفحم لونه ؛
يعربد القلق بين الاضلع ، لينصفها جزءا فـ أخر ، صرخ بـ صبر مفقود ضاربا سقف السيارة بـ مؤخرة سلاحه : ويييييييين قاااااسم الـ ***** ؟؟ ويييييينه ؟؟ طلعووووه بســـرررعـــة

ليقابل بوجوم الصفوف المقابلة ، و من ثم يجيبه أحدهم و يبدو صاحب السلطة بينهم : خييير خييير ؟ شعدددكم هاايجين من الصبببح ؟

: أكل ***** يا نققققس ، روووح صيييح الحيواااان قااسم لا هسسسة افررغ المسدس برااسك اوول وااحد ، يلللاااا !

: عدكم دقيقتيين بس ، تختفوون من هنااا لا احنة الي نفررغ اسلحتنا برووسكم

لـ تتسابق الضجة القادمة من مصادر مختلفة ، أيها تخترق الأذن البشرية أولا و بحدة أكبر ، و أي الإصدارات المتمثلة بـ رصاصات مشتعلة تصل غيوم السماء فـ تثقبها أسرع !
تهديدات تلك التي رمى بها سرمد و رجال ابيه متحديا رجال قاسم ، ليواجه بـ عزيمة أكبر من قبل من أمامه ، حيث إنهم فعلوا المثل ،
و بين كر و فر ، و تناوب التحذيرات ، ظهر ليسد مكانه الاجوف ، قرب البوابة الكبيرة لـ منزله ، بلا عتاد و لا حتى درع واق !
يقف كـ من ينتظر مصيره ، مزمجرا بـ رنة وعيد : سرررررمد يااااا كلــــب ، شعــــندك جاااي مثل الحيواانااات ؟

: الكلـــب انتتته و عشيييرتك ، و تعررف اني لييييش جاااي ، بسرررعة رجع الي عدكــم لا اخلييك هسة جثة متلحق حتى تتشاااهد

: ماكووو يمي شي ، و امششي ولييييي منااا يا زعطووط ، و قوول لأبووك الجبان ، قااسم يسلم عليييك و يقلك ترة هوة ممتعود ينضرب ، طووول عمرره هوة الرااامي افتهمتوووا ؟

كان بإنتظار طلته البهية ، ليترجل من السيارة الفاخرة ، و بـ زعيق يثقب الاسماع : محححد جباان غيييرك ، يالتتحااامى بالنسووان

: أنننني اتحااامى بالنسواان لووو انتته ؟ منووو بداهااا يابووو سرمــد ؟ تحمممل الي يجيك و صير رجااا...

لـ ترتفع اهازيج العرس الدموي ، فـ تتقاذف الرصاصات بـ جنون اسلحة ، بل جنون كفوف !
و إن لم يستخدم درع من معدن ، يكونوا له دروعا من خلايا بشرية حية ، هكذا إعتادوا ، و هكذا ترعرعت اجسادهم !
سقــط رجلين من رجال قاسم ، و ثلاثة من عبد الملك ، بمقدمتهم ، نجله !

كان قدر عبد الملك أن يفقدهم جميعا بـ زناد قاسم ، !
يبدأ بإشعال فتيلة الحرب ، جاهلا توجيهها للهدف ، لـ تلقفه هو و من حوله بإنفجار يبعثر الارواح هنا و هناك حتى معانقة السماء ، تارة هي بريئة ، و تارة ليست سوى شر النفوس !

إنتهى الحفل العرائسي ، بـ كثير من القرابين البشرية ، مصافحات مباركة تتناقل بين الحضور من الشياطين الفرحة ، فـ بعضهم يتراقص طربا لـ شدة وقع الرصاص !
و الأخر يتهافت لـ ضرب الدفوف ، و دق الطبول بهمة أكبر ، فالـ حفل الدموي من اجمل ما يسعدهم ، أملين بـ إحتفالات جديدة ، لـ عروسين اخرين ، و قرابين اخرى !





.
.
.





غياب من عشرة أيام كاد أن يمزق الحشـا ،
نسي إنها ما زالت معلقه بين سماءه و قاع أرضه ، إجتهد بـ قتل نفسه من أجل تلك و اخيها !
و لكن ألا ' عقل ' لديه يتلو عليه ذكراها ؟ فـ كما يقولون بأن ' القلب ' مشغولا ، و لن يفعلها و يفتح صفحات معنونة بـ إسم إنثى غير لينه !
لين !
ما أقسـاك يا من ظننتك لين القلب ؛
و ما أغباني حينما إقتنعت بـ أنك خالي الوفاض من الإناث !
و لكن ما كان يجب أن أدعو الله به ؟
رجلا يخافه ، بـ أخلاق عالية ، و قلب فارغ عرشه ، أ هذا ما كان يجب أن أهمس به في سجودي ؟

تجلس على الأريكة في حجرة الجلوس ، و بيدها هاتفها تتصفح به الـ فيس بوك ، أو بالأحرى تتابع صفحتـه فقط منذ دقائق طوال !
ما إن لمحت إقتراب شقيقتها خرجت من التطبيق مسرعة ، و تقطيبة حاجبيها تصرخ بالـ جرم ،

: لقوه لـ صديق عمر ، عرفتي ؟

أفلت القلب زمام الامور لتسأل بـ تشدق : أخووو لينا ؟

: إي اخو خرابة البيوت ، الله ياخذها !

: إنتي شمدريج ؟

: سمعت ماما تحجي وية بابا بالتليفون ، و اتوقع قللها حيروح اليوم لبيت عمر ، يشوفه و اذا قدر يحجي وياه علمود اجراءات الطلاق الي صارت قصة عنتر

بـ إعتصار همسـت : أني هم اريد ارووح

: نعععععم ؟ وييين تولييين ؟

بجدية أجابت : أروح اشوف صديقه ، و اشوفهـ ـ ـا

: إنتتتي زمااالة؟

: إييي زماالة ،و معلييج إنتي بية ، أريد أشوف شلون يعاملها ، اريد اشوف شنو ميزها و خلاها بهالغلاة عنده .. أريد أعرف النقص الي عندي

: النقص بييه هوة الحيوان ، لو بيه خير مو يلعب على بنات الناس حتى ينسى حبيبة القلب ، الله يااخذهم اثنيينهم بنفس اليووم !




.
.
.




: قععععد ؟

بـ عجل ساقا جسديهما نحو غرفته بعد أن اخبرهم الطبيب بـ إستجابة عقله لما يدور حوله ، و إستيقاظه من تلك الغفوة بعد دخوله المشفى بـ 10 ساعات !
ثوان فقط و كان كلاهما يقفان على جانبه الأيمن ، ألن يتقدم عمر الهادئ و يكـاد يبكي رفيقه لحال آل إليه ، بـ ردة فعل طبيعية بالنسبة لألن كان هو اول من قطع الصمت بـ غضب : دتحس بشييي ؟ منووو سـوى بيك هيجي ، علييي جاااوبناااا

: بـ ـت عبـ ـد الملـ ـك ويـ ـن هسـ ـة ؟

: شنو ؟

ليتحدث هذه المرة عمر بحذر محاولا قدر الإمكان ابعاد نظره عن الفخذ المصاب : ليش هية وين جانت ؟

ألن الغير مستوعب حتى الآن إلتفت حدو عمر ثم علي ، ليكرر بـ تيه : شنو ؟ علي بت هذاك الكلب هسة شجابهاا بالنص ؟

بـ فقدان أعصاب حاول الحراك متمتما بـ ثورة ' خامدة ' : يمهـ ـمممم ، ساارة يـ ـم قااسـ ـم الحيـ ـواان
لـ يستطرق بـ خفوت ملتفتا في الغرفة الضيقة عله يجد عبد الله ، أو أي كلب من كلاب قاسم ، يود معرفة مصير الفتاة التي صار عندها ، ليس بـ رجل ! : روحـ ـوا جيبـ ـوهـ ـا ، رجعوهـ ـا لاهلهـ ـا

طريقته بالكلام كانت مثيرة للريبة ، فـ ليس علي من يتحدث بهذا التخافت و لو كان على مقصلة الذبح ! ، رفيقهم يعشق الطبقات الصوتية العليا المنافسة لعلو السحب
ما بال هذا الهدوء الجاثم فوق انفاسه ؟
مالذي عاناه هناك يا ترى ليقلب له جحيم تصرفاته لـ بحر من جليد ؟

: علي شصااير ؟ فهمني شبيك هيج تحجي ؟

قالها عمر ، ليشد علي من قبضته المتخدشة بـ عشرات الخدوش ، و فوقها إبرة المغذي !
كرر السؤال ثالثهم : بس قللنا شصار هناااكة ؟ ترة والله جنا ناوين نروح و نحرق البيت على رااسهم ، بس الظاهر همة بيناتهم واحد أكل اللاخ

شد إنتباهه الحديث ، ليهمس : منمـ ـة ' من هم ' بيناتـ ـهم ؟

لـ يتكفل عمر بالاجابة : من الصبح عبد الملك اخذ جماعته و غار على بيت قاسم ، و اشتعلت بينهم

: فاتـ ـوا لبيتـ ـه ؟ أذوا النسـ ـوان ؟

بـ نبتة قلق غرسها سؤاله الغير منطقي ، أتته إجابة رفيقه : لأ ، بس صار بينهم ضرب طلقات ، و كم واحد مات ، وو

اكمل ألن على عمر بـ لا مبالاة للـ حالة الحرجة لـ نجل عبد الملك : و سرمد هسة بالعناية ، بس شكله مرح يقوم منها

إزدرد ريقه الجاف ، ليشعر بـ تقرح حنجرته ، و من ثم سأل : و قاسـ ـم ؟

: قاسم و عبد الملك هسـة صدر امر بتوقيفهم عن العمل بصورة مؤقته ، رح تنفتح قضايا لقاسم ، بس عبد الملك ثبتت عليه هواية قضايا ، بس بعد مـ صادر امر حبسه

يا الله !
: أنـ ـي صار لـ ـي شقـ ـد هنـ ـا ؟

: مصارلك هواية ، الساعة هسة بـ 3 الظهر

كان ألن من أجاب ، ليستفسر بـ هدوء محدثا عمر : و ليـ ـنا ؟ تدري انـ ـي هنـ ـا ؟

: لأ ، هسة اروح اجيبها

: لا ، قلهـ ـا اني زيـ ـن و فضهـ ـ

: علي حراام عليك الليل كله البارحة تبجي حلمانة بيك حلم مو زين ، برد قلبها شوية

بنبرة سخرية لامست قلبيهما : شـ برد قلبهـ ـا وانـ ـي بهالحـ ـال ؟ و قلبـ ـي منو يبـ ـرده

ليتدخل ألن : لعد الخوة المن ' لما ' تنراد ؟ هذا اني و عمر و الله بس أشر و احنة نبردلك قلبك ، قول ، شرايد

: ذيـ ـل الجلـ ـب إبن اخـ ـوه لقااسـ ـم ، معرفتـ ـوا شصـ ـار منـ ـه ؟

علق عمر : ليش هوة وين ؟

: آخ !

همس بها حالما شعر بوخز في فخذه ، يبدو إن مفعول المسكنات بدأ بالتناقص تدريجيا ، و هذه ليست سوى التدريجة الأولى !

هتف ألن : رجلللك ؟

ليهز برأسه موافقا ، فيتحرى عمر عن السبب بإسلوبه المتأني الحذر : شلون دخلت بيها خشبة ؟

إشرأبت الانفاس ، و ضاق الصدر برحابه ، يود الصراخ عله ينفث معه دخانا كتم في رئتيه : خابر ... وا عبـ ـد اللـ ـ ـه ، بسرعـ ـ ـة ، أريـ ـد أحجـ ـي ويـ ـة سـ ـارة قبل لترجعـ ـوها

علق عمر بهدوء : عبد الله مو بالبيت قبل شوية خابر و قال صديقه بالمستشفى وهوة يمه !
هه ، صديق !
سحقا له من صديق ،
النجس !
ليته يمـوت فيعذبه الله العذاب الاكبر الذي يستحق ، و يكون هو قد قتله ، و إنتقم لـ عجزه ،
إنتقم لـ إبنة عبد الملك !
ما حالها الآن وهي وحيدة هناك ؟

: آآآخ ، آخ ، صيحـ ـ ـولي طبيب

بـ توتر تحدث الن : همة يريدوك تصحى ، حتى يسألوك اشياء عن الحادث ، ترة فد ساعتين و يدخلوك العملية لازم ، و اوراق الموافقة مـ وقعناها منتظريك تريد بهالمستشفى لو نحولك أهلي ؟!

بفقدان صبره الدائم شتم : بـ أي *** ، المهـ ـم خـ ـابروا سـ ـارة هسـ ـة

: و لينا و بيبيتك ؟

: ليـ ـن إنتـ ـة يمهـ ـا ، و لتقوللهـ ـا شي لحدمـ ـا اطلـ ـع من العمليـ ـة و بيبيـ ـتي إذا جـ ـتي رح تقلـ ـب المستشـ ـفى

' أني يمها '
كم مزقتها عند وجودي ' يمها ' !
رفع عمر هاتفه ليحاول الإتصال بـ أحد الارقام التي خزنها مؤخرا ، و بعد محاولات عديدة نجح في الحصول على إشارات الشبكة ، و أتم الإتصال !

قليلا و وصله صـوت أنثوي يكاد يخترق الأسلاك بحدته المخلوطة مع نحيب واضح : علييي يمممكم ؟

: إحم ، إي أختي هوة هنا ، بس بلة زحمة نريد سارة ، بت عبد الملك ، علي يريد يحجي وياهة

: يعننني قعععععد ؟

بذات الإسلوب الذي صرخ به منذ قليل مع ألن جاءته نبرتها ، ليجيب : إي بس شوية و يدخلوه لغرفة العمليات ، البنية وين ؟

: أريييد احجي ويااه ، الله يخليك حتى لو ميحجي بس اريد اتأكد إنوو عاايش !

ويح قلبك يا علي !
تكــاد إبنة قاسم تحترق بخوفها عليك ، و أنت لم تأتي بذكرها سـوى بـ ' النسوان '

مد بالهاتف نحو رفيقه ، ليتسلمه علي بيسـاره الملفوفة بـ شاش أبيض عند المعصم ، و السبابة فقط من أسندته فوق الصيوان ، همس ببعثرة و تكاد روحه تغادر الجسد من قهر يسكنه ،
ويلات القلب تعددت ، كيف سيحاكيها و هو من كان نصف رجل عند حاجتها إليه ؟
كيف ستمحى من ذاكرته تلك الصور ؟
كيف سيصمد حيا ؟ من مثله يستحق القصاص لـ جبنه ، !

: سـ ـارـ ـ ـ

: علييييييييييي


؛


وقَرَّرْتُ أُنهِي ..

عَلاقَةَ عُمرٍ ، وحُبٍّ كَبيرْ

تَجرَّأتُ وَحدي ،

أخَذْتُ القرارَ

وقُلتُ :

قَراري القرارُ الأخيرْ

وَقَفْتُ أُمَثِّلُ ماذا سأفعلْ

وأينَ أشُدُّ ،

وأينَ ألينْ

وحاوَلْتُ أكْبَحُ شَوقي إليكِ

وحاولْتُ أُخفي دُموعَ الحنينْ

وكنتُ أموتُ على كلِّ حَرفٍ ..

كَتَبْتُ

ولكِنْ ألا تَعْلمينْ ؟

ذهَبْتُ إليكِ وكُلِّي اعتِراضٌ ،

ورفضٌ لكلِّ الذي تَطلُبينْ

وحينَ هَممْتُ لأنْطِقَ حَرفًا

تَلَعْثَمَ صَوتي ، وجَفَّ الهَديرْ

وأحسَسْتُ أني أمامَ غرامِكِ

مازلْتُ أحبو ..

كَطِفلٍ صَغيرْ

عبد العزيز جويدة



؛


رفع بنظره بسرعة نحو عمر ، و طنين جهاز ' فضيحة القلب ' تعالى فجأة ليتقاذف عمر و ألن النظرات المتساءلة بينهما ، كسر الصمت عمر بـ هدوءه و بحزم لا يرتضي المناقشة : رايح اجيب لينا و بعدين نروح لبت عبد الملك

لم يناقشه ، بل إلتزم السكون المطبق ، و أذنه تستقبل جنون كلمات ' زوجته ' : علييييي جاااوبنيييي ، الله يخلييك قليي شلوونك ؟ الله يخلييك بس شووية طمنني رااح امووت ، لييييش متحجي ؟ عليييي

كم يمقت إسمه !
بالذات حينما ينادى وكإنه الفارس الشجاع ،
فـ تارة هذه
و أخرى لين
و ثالثة سارة !
لكن لسوء الحظ هو ليس سوى جبان يرتدي خوذة البطل و درعه ؛

:علييي تسمعني ؟ الله يخلييك جاوبني

: ويـ ـن سـ ـارة ؟ آخ

: علييييييي

: وينهـ ـا ؟

: لييش متحجي وياية ؟ أني شسويتلك ؟ مو كاافي الي اني بيه ؟ حراام عليك والله ، رااح اموت و اجي اشوفـ ـ ـ

: لتحاوليـ ـن ، ما أريـ ـ ـد أشـ ـوفج

: حررام عليك
علي ؟
والله العظيم حراام
المفروض اني الي اكرهك و انته تريد تكتلني
اييي لازم اكرهك
عليييييي جااااوب

: شتريديـ ـن ؟

بكاء مختلط بـ أنين ، إقتصر ردها بهما !
و من ثم عدد من الغصات الهاربة بـ ضعف ، و اخيرا : شلونها رجلـ ـك ؟

: شتتـ ـوقعين ؟

: لتحجــي هيجي ويااية .. لتنسى انته الي ذبيت نفسك بينهم ، بس اني المظلومـ ـة بيناتكم ' بينكم '

: و سـ ـارة ؟

: هم سااارة ؟ حراام عليييك اتووسلك تحجي و انته بس تسأل عليها ، علييي قلبي ديحترق

: صـوتـ ـج ما اريد اسمعـ ـه بعـ ـد ، شفـ ـت الي يكفـ ـي من وراج ، و هسـ ـة إنطينـ ـياهـ ـ

: حرام عليك
عالاقل تذكر انو وقفت وياك ضد ابوية ، هالشي ميعنيلك ؟

: لأ

: موتي علمودك ميهمك بشي ؟

: لأ

: زين لعـد ، طلقنـ ـي

تعالى الطنين معلنا عن فضيحة جديدة ، أطبق جفنيه قليلا ليـستقبل رمحها المغتال بضيافة صدر ، نعم ، يجب أن يفعل فهذا الأفضل لهما
لا حياة يجتمع بها هو و إبنة قاسم !
لا حياة

الأنين مجددا عاد ليتم مهمته في حز الضلوع ، ناتجا عنه صوت تقشعر له الأبدان ،

: كافـ ـي عـ ـوي ' نحيب '

: طلقنـ ـ ـي ، بلكـ ـت ' عسى ' أكرهـ ـك

: و يفرح أبـ ـوج ؟ أبقـ ـي معلقـ ـة هيـ ـج

: أقـ ـدر اتطلـ ـق غيـ ـ ـابي

: بت قـ ـاسم ، كل شـ ـي منكـ ـم جـ ـايز

: إنته لييييش تحجي وياية هيجي ؟ نسيت شسويت بنفسي علمودك ؟ بعت كل اهليييي لخااطرك

: مجبـ ـرتـ ـج على شـ ـي

: كاااااافي ،، خلللص كااافي ، إذا ترييد تخليني بعد ما احجي ويااك هاهية وصلت للتريده ، بعععد ما رح تسمع صوتي و لاا تشوف خلقتتي ، بـ ـس ، دير بالك على .... .... .... نفسـ ـ

: إنطينيـ ـ ـاهة

رغب بمقاطعتها فـ نهش الوجع الجسدي يكلفه الكثير و لا طاقة يملكها لـ مقابلة ثورتها العاطفية بـ جمود !


؛


* * *
و رأيت حبك في فؤادي يختنق
يهوى كما تهوى النجوم و يحترق
و رأيت أحلامي مع الشكوى.. تضيع
و شباب أيامي يذوب.. مع الصقيع
و لقد قضيت العمر أنتظر الربيع..
* * *
و رحلت عنك بلا وداع
و نسيت أحلاما تلاشت كالشعاع
حب قديم تاه منا في الضباب
أمل توارى في الليالي
أو تبعثر في التراب
عمر تبدد في العذاب
حتى الشباب
قد ضاع منا و انتهى عهد الشباب
أترى يفيد هنا العتاب؟!
أبدا ودعك من العتاب..
* * *
الآن أرحل عنك بالأمل الجريح
قد أستريح من الأسى قد أستريح
كم عشت أحلم يا رفيقي بالضياء..
و رأيت أحلامي تلاشت في الفضاء
فقتلت هذا الحب في أعماقي
و نسيت بعدك لوعة الأشواق
و غدوت أياما تفوح بسحرها
لتصير شعرا في رؤى العشاق


فاروق جويدة



؛



إختفـى صـوتها من دون إضافات ، و ثوان فصلت بين نحيبها و أخر يعود لإبنة عبد الملك ، و كإنه من كتب عليه الإستماع لكليهما ، و أن يكون أحد مسببات ذلك العويل

: سـ ـارة ، تسمعيـ ـ ـني ؟

: آآآآآه ، عليييييي

أ لم يخبركم بإنه بات يمقت إسمه ؟!
أ بطل عجبكم بعد معرفة السبب ؟

: سمعيـ ـني ، عمـ ـر و ألـ ـن أصدقـ ـائـ ـي رح يجـ ـون ياخـ ـذوج للبيـ ـت ، روحـ ـي وياهـ ـم ، و ديـ ـري بالج ' إياك ' تقـ ـولين لأبـ ـوج شصـ ـار

: ابويييية اجــة ، إجــة بس راااح بدوون ميااخذني

: قتلـ ـج حيجـ ـون الولـ ـد و ياخـ ـذوج ، بس لـ تحجيـ ـن شي ، سمعتـ ـي ؟


: هممم ، ما .... آآه ، خليي يجـوون بســرررعة

: سـ ـ ـارة ، أنـ ـي أسـ ـف .. واللـ ـه العلـ ـي العظيـ ـم أسـ ـ ـ ـف


للمرة الثالثة كان الجهاز فاضحا لما يعتمل بجسد علي ، أو بالأحرى بـ قلبه من مصائب !



.
.
.





يكاد المجرم يصيح خذوني !
هذا كان حالها طيلة النهار ، بـ كل توتر تتحرك ، و يرتعش جسدها لأقل إشارة من الحنون ، أو ميس ، فـ أية لم تعد من عملها حتى الآن ، حالما تعود ستدخل ايضا ضمن قائمة الخطيرين
لها من الحق أكمله بهذا الإرتباك ، فـ والدته قضت الساعات المنصرمة في غاية الشرود ، و القلق !
إتصالاتها مع شبلها لم تتوقف ، و هذا ما جعل قوام اللين يقترب من الإنصهار ، أيعقل إنها قد لمحتها مختبئة كـ قطة خلف الستائر ؟
يا الله حينها سـ تكون في موقف حقير و غبي ؛
كانت قد أنهت توا مكالمتها مع رسل المستفسرة عن أخبار علي ، حينما رن هاتفها بمكالمة جديدة ، من ألن !
ردت بـ خفوت و القلق تعاظم ، لم ألن ؟ أ أصاب عمر مكروه ؟ : الوو

: ها لينا ، أقلج حضري نفسج فد ربع ساعة و اني يمج ، رجع علي

: آآهئ !

في الطرف الأخر ، بـ لا شعور همس بـ ' بسم الله ' ، فـ شهقتها كانت دليل على الارتياع اكثر من المفاجئة ،
تبعثرت أحرفها بـ جزع : وييينه هسسة ؟ عمممر الله يخليك لتكذب علييية ، و قلللي هوة زيين ؟

: لتخافين زين ، بس يحتاج كم يوم ينام بالمستشفى

: مستشفى ؟

: لتخافيين والله حتى هوة قاعد و موبايلي يمة اذا تريدين خابريه وتأكدي هوة زين

: متأذي ؟

بعد صمت قصير اردف : شوية ، إنتي حضري نفسج بسرعة منريد نتأخر

: و بيييبي؟ نرووح ناخذها وياانة ؟

: لالا ، اذا جتي رح تتأذى ، خلي كم يوم تتحسن صحته و ناخذها ، بس اني حقللها لقيناه خطية تبقى محترقة ، بس مناااخذها ويانة ، سمعيني لين ، انتي هم خابريها و قوليلها نفس الحجي و اني هسة اخلي علي يخابرها حتى تتأكد انوو عايش

: زين

ثم صمــت !
لم يدركها تهديدها السابق لـ عقابه على خط حروفها الفخمة بالحبر الابيض ، فالآن هي بـ دوامة اخيها فقط

: سألي امي محتاجة شي ؟

: لأ

: شمدريج ؟

بتوتر صادق همست : عمر مو وكت اشياء الله يخليك تعااال بسرعة

بتنهيدة اردف : ديللا من أرنلج طلعي !

حالما أنتهت المكالمة ، قفزت من مكانها في حجرة المعيشة متوجهة نحو غرفة والدته بـ سرعة لتجدها تجلس على سجادتها و هي تتلو ايات من الذكر ، لتقاطع من قبل اللين المصرحة بـ نبصات تتخلخل بين الراحة و القلق : خااالة علييي رججع ، هســة عمر حيجي يااخذني اشووفه

صدقت الله العظيم و من ثم رفعت بنظرها نحوها لتهمس بـ قلب منتظم عمله : يا عيوني ، الحمد لله و الشكر ، الله يبشرج بالخيير

لـ تفاجئ بـ اللين تتصف بلمحة من إسمها وهي تدنو منها لتنحني بقدها الضئيل نحوها و من ثم تحتضنها بـ شكل لا إرادي و دموعها تتلألئ في محاجرها المحمرة : خالـ ـة شكـ ـرا . الله يخلييلج عمر و البنات إن شاء الله !

و قبل أن تجد الحنون ردة فعل مناسبة إبتعدت هي بسرعة ، فما فعلته لا يغتفر من قبل تلك التي تظهر في منزل آل صفاء و التي لو كان الامر بيدها لـ دقت عنق هذه الضعيفة المتواجدة هنا

قطع رعب هذه ، من قرب موعد لقاء تلك رنين جرس المنزل
لتتخذه عذرا للهرب من هالة الإستنكار الداخلي التي تحتم عليها صفع نفسها : حرووح أفتح الباب ، هاي يمكن عمر أجة

بالتأكيد عمر ليس بـ ' مايكل شوماخر ' ليصل بهذه السرعة ، لكنه سببا للهروب !
غادرت الغرفة فالرواق المؤدي لبقية الحجر و منه للمطبخ ، وهناك وصلها صراخ ميس القابعة في الصالة العلوية مع هاتفها مشغولة بدردشات مع رفيقاتها على الـ ' واتس آب ' كما هي معتادة : فتحوووا الباااب حبابيين ، تدروون ما دام هذييج المخبلة برا اني ما اطلع

: ميييس لتحجين على سووكي ترا اخليها تفووت و اصعدلجياها

: هه ، متقدرين هوة انتي خوافة الله يخليلج عمووري يشيلها حتى انتي تباوعين عليها

نفسيتها من تلقي ذاك الخبر كانت تعانق غيمة من الفرح ، و يبدو أن هرمون السعادة السيروتينين إرتفع عندها من غير سبب ، لذا حافظت على روعة المزاج بضحكة خفيفة معقبتها بـ : معليييج إنتي

' الله يخليلي عمر ؟ '
لكن ذلك العمر ليس لي بـ مفردي !
ما الذي أهذي به ؟ أوأريده أنا ليكون لي ؟
بالطبع لا ، يا إلهي
أحتاج العودة لمنزلي و شحن ذاتي بالكثير من ' أنا ' التي بقيت هناك !

ما إن خطت خارج المطبخ حتى ركضت نحوها الصغيرة لتقفز هي مرعوبة و كلمات ميس تطرق اسماعها لترتسم فوق الشفاه أصدق بسمة !
: إشش وخرري سوكي يا حماارة وخررري مني
رفعت من صوتها و هي تبحث عن هوية القادم بالنظر لما تحت الباب الرئيسي : منووووو ؟؟

: أني

من أذكى الأسئلة هو ذلك الاخير ،
بل أغباها ، بالإخص حينما يذيل بـ هكذا جواب !
الصوت الأنثوي دعاها لـ إكمال طريقها نحو الباب ، و هي تتابع تقافز الصغيرة بين قدميها بشئ من التوتر و الخوف ، نعم تحبها ، و لكنها تخاف التورط بحملها او احتضانها رغم جاذبية ملمس شعرها الناعم الجميل

: سووكي إشش صيري عاقلة ، خرب ، حماارة كاافي خبال صدق مخبلة عقللليييي

خنقت بقية الحديث حالما وصلت الباب لـ تفتحه بـ هدوء غير مظهرة لـ نفسها فلم تكن ترتدي حجابها ، كان رأسها مطأطئ أرضا نحو الشقية ، لتنتبه لـ ذلك الحذاء الانثوي الأنيق الذي ظهر لها فـ رفعت بـ رأسها مستغربة من صاحبته و أطراف إبتسامة سببها ' سوكي ' تلاشت حالما تبينت هوية الضيفة ليتأتي بتلك اللحظة إبنة صفاء ، و أخت علي ، لين ، فـ تنحي هذه الضعيفة عن طريقها ، لتكون هي في المقدمة ، بعنق طويل و نظرات متعالية ، مليئة بالـ غرور مع إستقامة جســد كإنه نحت بشمع ليكون بجاذبية خلابة تظهر من خلف البيجاما البيتية !
أمالت رأسها بـ نصف هزة ، مرحبة بـ عجرفة صوت و إسلوب : أهلا ، تفضلي




.
.
.



نهايةْ الإدانة التاسِعةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 13-10-12, 04:46 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

بسمْ الله الرحمنْ الرَحيمْ

اللهم صلِ و سلمْ على الحبيبْ الهاديِ و علَى آلهِ و صحبهِ أجمعينْ
يا أخوةْ حُلمْ ، و أشقاءْ روحهآ ، يا طيب القلُوبِ و رقتها
لنْ أقول العذر منكمْ ، فـ أكون حينها قد أبخست إنتظآركم حقه بعبآرةْ روتينيةِ
فقـط أتمنـى أن تكونَ قلوبكمِ مُسامحة .. و مُعجبة بـ ما كتبتهِ بشق الأنفس ؛
ياربْ تكُون الإدانةِ كـ إنتـظارها شيقة ..
و لـ ِكُل من شرف الروآية بحظوره ، والله أستحي منكمْ
و أستحي عدم مقدرتي على الرد المنفصل لـ كل واحدة ، غالييية
و لكن إن شاء الله أسرق لكم سويعات للتواجد .. و إن لم أنجح
فـ كونوا على ثقة بأني والله العلي العظيييم أتنفس براحة هنا بينكم ،
و ردودكم المثقلة بالحروف الألماسية بالنسبة لـ حُلمْ .. أجمل واقعٌ أنتظرهْ ،
هنآ من أفرش لهم الأرض ببسـاط أحمر ، لـ معانقةِ اولى بيننا
و هنـا من أقبل جبين الوقت الذي عرفني عليهم ،،
و هنا من أحتضنهم بـ حضن أخوي صادق ، و دمعة تتلألئ في محجري حمدا لله الذي جمعنا بلا موعد
والله يا أحبتي بـ أن لي من الأخوات عددا يصعب علي عدهِ ،

نووتْ // حبااايب ترة والله النت من البارحة الظهر وهوة ضعيييييف
متعرفوون شقد بقيييت قااعدة آنزل بالبارت و مينزل والله عذروونيِ ، و عندي كووز بعد شوياات بس قلت لااااازم إن شاء الله انزل الإداانة لإنو فعلآ تأخرت
و ترة مـ جنت موجودة طول الوقت .. بس لإنو مـ سويت تسجيل خروج توقعتوني موجودة ،
سُوري حباااايبْ ..
و مليووونْ آلف شُكر لكل من رآسلني عالخآص يتطممممنْ ،
فدوة لعمررركم
أحببتكم في الله .. فـ أحبكم و أحبني إن شاء الله


،

لا تنسـوا صلاتِكمْ أحبائيِ هي الأهم ،
و منْ ثُمَ كُونوا معَ حُلمْ و أخوات حُلمْ
فيِ

ِ
الإدانَة العاشِـرةْ




من لحظةِ موتي
من بحَّةِ صوتي
من طولِ عذابي
من هولِ عتابي
أنا دمُّ شهيدْ
بثيابِ العيدْ
والدمُّ القاني
وردةُ أوطاني
أحرقُ أوراقي
أنثُرُ أوراقي
أنا فيضُ حنينْ
لصلاحِ الدينْ
والشيخِ ياسينْ
ولأرضِ جنينْ
من عبقِ الطيبْ
في جرحِ حبيبْ
وزميلِ كفاحْ
ورفيقِ سلاحْ
دمُهُ الفواحْ
قتلَ الأفراحْ
يا حقلَ جراحْ
في قلبِ بنيهْ
ورحيلِ أبيه
ومَشيبِ أخيهْ
من أجلِ الثارْ
أينَ الثوارْ ؟
والولدُ البارْ
من يمحو العارْ؟
قالَ العرافْ :
الأرضُ تخافْ
ممن ستخافْ ؟
قال العرافْ :
حربُ استنزافْ
ضدَّ الأعداءْ
قالَ العرافْ :
بينَ الأبناءْ
فالأرضُ تضيقْ
وحياةُ الضيقْ
لم تُبقِ عدوًا ،
لم تُبقِ صديقْ

***

خلفَ الأسلاكْ
لاشيءَ سواكْ
والدربُ طويلْ
والزادُ قليلْ
واليأسُ جبالْ
ماتَ الأطفالْ
وخطوطٌ حُمرْ
وخطوطٌ خُضرْ
وهنودٌ حمرْ
في ساحِ قتالْ
من أجلِ السلطةْ
من أجلِ المالْ
ودُعاةُ نضالْ
أبواقُ دعايةْ
أشباهُ رجالْ
ضيعتُ العمرْ
خلفَ الموالْ
أملٌ قد خابْ
خلفَ الأبوابْ
ماذا سيدورْ
يخرجُ "مسرورْ"
بيديه السيفْ
يغتالُ الحلمْ
في ليلةِ صيفْ




؛


فـ لتذهبْ أنتَ و قيسُ المُلوحْ
و عنترةْ إلى النسيـانْ ،
لقدْ حَزنتُ لأجلكَ أكثرْ مما يليقْ بإنسـانيتيِ
و أنانيتيِ

غادة السمَانْ






قـدر يغلي به سائل لزج ، كثيف القوام و قاني الإحمرار !
فرقعاته بطيئة لـ كثافته
و لكن فقاعات تصـدر منه واسعة كـ غيمات كروية من الكريستال ،
تكاد جدرانه الإسفنجية تتثقب لشدة الحرارة المسلطة عليها من كل جانب ، و من دون رحمة او شفقة ، جزيئات سائله تتقلب بعضها فوق بعض ، ليتحدرج جزء منها بأنابيب رفيعة و إن وسعت ، فيوشك ان يذيبها لرقة جدرانها !

' ماكو اخبار عن اخوج ، إن شاء الله لقيتوه ؟ '

ما زال السؤال الساخر يتبختر في أروقة العقل بكعبه العالي الأنيق ، محدثا جلبة رقيقة غير محبذة البتة !
تود الخلاص منها سريعا صاحبة الملامح الساحرة تلك ، هه ، ياللسخرية !

تعلم بأن الحنون و إبنتها عجبتا لحال آلت إليه بعد تواجد هذه الجميلة ، العروس مظهرا و مضمونا ، و لكن هي لم يشغلها الأمر ، فـ رؤية أخيها مجددا بـ وجهه المكفهر و حاجبيه المتعشقين بـ بعضهما طيلة الوقت هو جل ما تنتظر ،
و لـ سماع نبرته الخشنة ، بأوامر كريهة لا حصر لها هو لأقصى حدود الامنيات

إستأذنت من الضيوف المتمثلين بالعروس و والدتها التي إحتفظت بـ ملامحها في براد كهربائي مسبقا لتكون بهذا البريق ، المنجمد !

ما إن خرجـت من حجرة الضيوف واجهتها ميس بـ نظرة متوترة حاملة بيديها صينية رقيقة المنظر تحوي كأسين من الماء المثلج
حاولت التغاظي عن ذلك الإرتباك المتجلي بقبضة شقيقته المشتدة حول الصينية ، لـ يصلها صوتها بـ هدوء قلق : لين صدق علي طلع ؟ يعنـ ـي الحجي الي قالته ماما لـ زينب و أمها صحيح ؟

تنحت عن طريقها لتجيب بـ برود : إي الحمد لله ' و بعد لحظة صمت إستطرقت ' حـ روح ابدل

تابعتها ميس حتى إرتقت الدرجة الاخيرة من السلم و من ثم إختفى جسدها و لكن صوت خفيها على الأرض لم يفعلا ، تنهدت بـ حيرة و من ثم عادت لـ تدلف الصالة ،
تشعر بالنقم بعض الشئ من تصرف زينب ، مالذي أتى بها الآن ؟
ألم تنسحب سلفا من حياة عمر ؟ مالذي إستجـد لـ تعود بهذه الزخرفة المتكلفة و كإنها قطعـة من زمرد ؟!
أ يعقل أن نية تسكنها للعودة تحت جناح اخيها ؟
يا إلهي ، يستحيل ذلك !
عمر حتى الآن لم تصفو عكرة نبعه العذب ، لا يستحق حصاة جديدة لـ ثقب مياهه و إثارة حلقاتها المجنونة مرة أخرى ، و بـ حدة أوسع

قـدمت لهما الماء بـ تصرف لبق ، و نظراتها كل حين تسرق لمحات من توتر والدتها الرابضة فوق أريكة منفردة و رداء الصلاة يحتضن جسدها الناعم ،
تناهى لها همس الحسناء بعـد أن أبلت ريق جفت منابع ترطيبه لـ شدة الإرتباك الحاصل : شكرا ميوس

وضعـت الصينية بـ هدوء على الطاولة المنصفة للجلسة ثم أجابتها بـ لطف ، و حنين يجرفها لتلك الشهور التي كانت بها هذه الفتاة كـ شقيقة ' جميلة ' : العفو عمري ، إحم .. صدق شطلعتي ؟

بـ شئ من الرجفة ، أتى ردها : نجحت الحمد لله

تلك الرجفة شقت قلب الحنون لـ نصفين متناصفين ،
هذه الصغيرة تستحق السعادة ، و لكن الله قدر لها أن تتذوق القليل من المر أو ربما الكثير ، لا تعلم ، و لكن ما تعلمه و متيقنة منه هو أن شبلها كان و ما يزال الساقي !

: شلونج أم حسوني ؟ شقد أخااابرج متردين

بادرت التقرب من واحدة لطالما كانت صديقة بل و أكثر ، و لم تصدم بـ جفاء الأخرى وهي تجيب : أكون مشغولة

لتستـطرق على غفلة : لعد عمر وين ؟ اذا صديقه و لقيتوه بعد ما اله حجة حتى يمااطل بالموضوع مو صح ؟

سحابة توتر أمطرت ماها فوق رؤوس النسوة جميعا ، لتحمل والدة الجاني مظلة أثرية متهرئة بكثير من الثقوب ، لتساعدها على النطق ولو قليلا : اليوم يللا لقوه لـ علي ، و عمر و ألن مخبوصين وياه من الصبح بالمستشفى عنده ، فـ يا عيني بس خلي الامور تهدأ ، واني اجيبه و اجيكم ، و الي تأمر بيه زنوبة ننفذه على عيننا و راسنا

إشرأبت أنفاس زينب و إنكمشت ملامحها الناعمة حالما تحدثت والدتها بجدية خالصة من اي شائبة لطف ! : ام عمر بتنااا مو بايرة حتى تبقى تنتظر شوكت ابنكم يتفضل عليها ، هية روحة محكمة متطول ساعتين ، و ما أتوقع صديقه رح يموت اذا مشافه يمه بـ ساعتين

حل صمـت مهيب في الصالة ، لتقطعه ميس بشئ من حدة جريئة ، فـ و إن كانت هذه المرأة تشتعل غيظا من أجل إبنتها و سعادتها ، لا يحق لها ان تتجاوز خطوط الادب مع والدتها ، و لا أن تمس طرف رجولة شقيقها ، لن تسمح لأي كان بذلك : خااالة على كيفج يمعـودة ، يعني حقج مقهورة من اخوية بس ترة هوة مسوى شي من وراكم ، إجـة و قللكم من البداية على الوضع و انتو وافقتوا ، و ما اتوقع لازم اول ما يسمع انو صديقه بالمستشفى يعوفه و يجي يحل قضية زينب

: لييييش زينب مو مرته ؟ و من حقــها عليه يعوف الدنيا و يشوف وضعها

بثبات أصرت : صحيح مرته ، بس طلبت الطلاق ، و هية حتى حلقتها نزعتها ' قلعت خاتمها ' ، فـ ماكو داعي تظلموه وهوة ممسـوي شي جبير ، اوكي تأخر بحل الازمة ، بس الظروف مـ ساااعدته ، اسفة خالة بس رجاءاا لتذبين اللوم كله على عمر

: مييييس كااافي

كانت نهرة بإسلوب شديد اللهجة من قبل والدتها الـ محتشمة بثوب الاحترام الطويل و العريض ، لتصمت مكرهة و شعورا خبيثا يسكنها تجاه من امامها
و كإن كلمات شقيقتها الوسطى عادت الآن لتذكرها بموقفها السلبي من نكاح عمر لـ لينا ، لـ ربما كانت أية محقة ، زينب محاطة بـ الكثير ممن سيحتضن وجعها و سرعان ما ستدمل جراحها ، بينما تلك الـ ' لين ' ، و التي كانت هي من اشد المعارضين لوجودها في حياتهم ، لا كف حانية تمتد لتربت فوق كتف وحدتها و لا ذراع قوية تحتضن صدر رعبها على اخيها !
لين تحتاجهم بـ حق !
و قد أثبتت صدقا إنها من الممكن أن تكون لطيفة و هادئة ، و من الممكن أيضا أن يكون عمر بالنسبة لها ، أكثر من مجرد زوج على ورق ،
و الدليل الاعظم هو بكاءها أمس ، و قولها الحاقد ذاك ، عن كرهها لـ عمر ، لم ينم ما قالته عن كره له بالتأكيد ، لربما كان كرها لـ مشاعر باتت تعصف بكيانها ،
متى ستعود أية ؟، يجب أن تأتي بسرعة لتسند موقفهم أولا ولو بمجرد جسد رابض فوق مقعد ، و ثانيا و الاهم هنالك إجتماع قيد الانتظار يجب أن يعقد على عجل ، وعلى أية أن تخبرها بـ أدق التفاصيل عما سمعته بالأمس من كلمات لين ، لربما تستطيع معها أن تسعدا شقيقا لم يتوان عن تقديم عمره قربانا لـ بهجة قلوب نساء هذا المنزل


أردفت والدته بعد وهلة : أم حسن ، أني مقدرة حالتج ، و أدري بية و بـ إبني كسرنا فرحتج ببنتج ، بس والله لو جنتي بمكاننا جان سويتي نفس الشي

: لـ تحلفيين كفاح ، الله يخليج مو اي واحد محتاج مساعدتنا نهجم بيتنا علمود نساااعده ، ماكو هيجي منطق

لـ تهرب حروف مبهرجة بـ جروح غائرة حتى تلامس عظم الوجع فـ تنخره ، من المعنية بـ صليل مهند الغدر : خالة هوة يحبها ، و الله لو مجان يحبها جنت رح أتحمـ ـ ـ

: زييييينب !

أيضا كانت كـ ميس ، و إستقبلت من والدتها صرخة غضب ، فـ هي لا تود لـ فتاتها ان تكون بهذه المكانة الرفيعة من الضعف الذليل ، لا أم تود ذلك !
فضحت أمر خيبتها ، و كشفت الستار عن تلـك البرك الدموية النازفة من وقع نصل الحسام في خاصرة العاطفة ،
نظرتان من شفقة كانت كافية لـ صفع وجهها بكف الندم ، و أخرى من غيظ تكفلت بـ قرص شيطان الحقد لينهض من نومه السرمدي قرب أناس برقة الورد ،
لتذكره بـ أن لا يبتعد كثيرا ، فـ حتى الورد يملك أشواكا تشق جلود من يحاول التعدي على حرمته ، و حرمة سعادتها و مستقبلها الـ زهري قـد أنتهكت ، و المجرم حر طليق ، بل سجين قرب الحبيب
و في بيته
و قلبه !

إستقامت فجأة لـ تفاجئ كل الجالسات ، فـ إختارت جملة ركيكة القول ، ثابتة الإسلوب رغم قطرات من ندى الوجع المتعلقة بأهداب كـ سعف نخلة بصراوية : عن إذنكم ، أروح للحمام

اسـرعت الخطى خارجة نحو الرواق ، و صوت كعبها يثير قلقا في نفوس الصامتات ، قلق يفوق احتمال النفس البشرية ، الموقف مغلف بـ غلاف سميك من الإحراج ، ليته يتشقق ، يا ليت !


أما هي ، فـ ليست الرغبة بالبكاء من دفعتها للـ خروج ، بل رغبة اخرى قد تكون إنتقاما لكرامة قد نحرت منذ دقائق بإتجاه القبلة ، و أغرقت بدمها الارصفة مع شوارعها
بحرية تنقلت بين الغرف السفلية علها تجد من تبحث عنها بسرعة و قبل أن تفقدها إحدى النسوة ، بؤس بئيس و تعاسة لا حصر لـ حدودها الغير معلومة شعرت بها وهي تلتصق أرضا بعد رؤية تلك الغريمة تظهر بـ عباءة كتف ساترة و خمار بـ لون الكحل ، لا لون أخر إستخدمته ، فـ حتى صندلها أسود ، و كإنها متوجهة لـ حفل تأبين !
بـ سرعة بديهية أدارت خاتم صغير يحتضن بنصر يمينها ، لتجعله يبدو كـ ذلك الخاص بالخطوبة ، و من ثم تثبت راحتها فوق ترقوتها ، أمله أن يعشي بريق الخاتم عيني حبيبة زوجها


بينما الأخرى ، فـ تضاد من مشاعر ، و حروب من تناقضات تعصف بها بـ روية تارة ، و عجل اختها !
تحاول جاهدة ألا تشغل خلايا المخ بـ غير علي ، هو من يستحق أن تكون مرعوبة لأجله ،
أما ذلك الخائن و خطيبته فعليهما أن يتوقفا حالا عن اللعب بأوتار أعصابها المشدودة حد الإنفلات ،
خطواتها التي تسوق قوامها المرتخي ثبتت اعالي السلم عندما لمحت ذلك الكائن الجميل المحدق بها بـ بؤس !
إمتقع وجهها لـ تكمل طريقها الى الاسفل بـ رأس مثبت فوق عنق مرفوع ، حتى شعرت بملامسة شئ ما لأرنبة أنفها ، شئ برائحة زكية كـ تلك التي للمطر ، شئ شبيه بقوام الغيوم !!

فهمت من إستمرار تلك بالإنتظار بإنها تود نفث القليل من الغضب ' الغيور ' في وجهها ، و هي بالفعل لا طاقة لها لشد و جذب مع أنثى و من أجل من ؟ رجل !!
استكان قدها امام زينب ، بـ حاجبين منعقدين سلفا ، منتظرة بوادر إشعال فتيلة الحرب ، لتطفأها ببرود يجتاح الكيان هذه اللحظة ،

: الحمد لله على سلامة اخوج

كان الإسلوب إستفزازي ، هذا جل ما وصلها ، لكنها إتبعت فن اللا مبالاة ، و الذي تبدع به مع اخيها ، لتهز برأسها قليلا ، و تعود تلك الارنبة الرقيقة لـ دغدغة السحب ،

: شلونج هنا ؟

: الحمد لله
لتضيف بـ هدوء متعال و نية ' سوداء ' ترتسم امامها : محتاجة شي ؟ لإنو عمر دينتظرني اروح اشوف أخوية

هي ذاتها التي أخبرتها سلفا بإن علاقتها مع عمر لن تتجاوز توقيعين فوق ورقة إثبات لعقد القرآن ، هي من أوهمتها بإنها لن تكون عقبة في سبيل الحياة ، و لن ترتشف من سلسبيل عمر و إن أماتها الضمأ
إذن لم الآن تحاول تحريك ذلك المهند مجددا بين عظام الخاصرة ؟
لم تود أن تجهض جنين الطيبة من رحم الإنسانية بكل تلك الوحشية ؟
ما الذي تغير لـ تتحدث بـ هذا التملك المترفع عن عمر ، ؟
أ أصبحت زوجته فعليا ؟ أ إنغمست في بئر عشقه المدفون بحفنات من ثرى الصمت ؟
أ تكلم أخيرا و إعترف لها عن عشق يثقب الحشـا ؟

يا إلهي ، رحماك

من المنطق أن تتبع تعليمات شقيقتها ،
نعم ، ذلك ما يجب أن يحدث ، على الاقل كي تخرج من الحرب بـ هزيمة شريفة ، لا بهروب جبان من دون محاولة واحدة للـ هجوم !

شهرت سلاحها بـ قهر انثوي : أهاا ، تعرفين ، اتفاجأ شلون بعدج تخافين على اخوج و تهتميله

صدمت من وقاحة الجملة ، لتهمس بحدة : نعـــم ؟!

إستنكارها دفع الأخرى لرسم إبتسامة أظهرت لمحة من القبح في الملامح ، لمحة لا تشابه قلبها الضعيف ،

: سـوري يعني ، بس والله لـ ـ ـو ......

تردد طويل ، سببه عراك ما بين ضمير و لا ضمير ، لتنتصر الـ لا اخيرا ، دافعة الجميلة لـ قذف كلماتها المعجونة بالسـم بـ تروي : يعني لو اخوية إلي مسويها بية ، و عـ ـارضنـ ـ ـي على صـ ـ ـديقه ، جـ ـان كرهتـه طول عمرري لإنو رخصني

إبيضت اطرافها ، و شحب وجهها و كإنه لـ شخص فارقته الحياة منذ سويعات !
إختنق صوتها بين طيات الحنجرة ، أو للحنجرة طيات أم إنها تكونت الآن فقط ؟
لا يهم ، جل الأهمية تكمن في الكارثة الحرفية التي إخترقت سمعها ، بل فؤادها !

سحبـت شهيقا طويلا مشبع بمياه تلك السحابة الملتصقة بـ أنفها ، لتختنق بها ، و يستعسر عليها اخذ انفاس اخر ، بل و نفثت سيل بركان صدرها بـ سعال قوي مصحوب بـ عطاس !!
نجحت بقذف مياه إستنشقتها من غيمة الغرور تلك ، لكنها لم تكن نقية كما كانت ، بل مختلطة بـ الدماء و كإنها أتمت عملية لغسيل العقل !

ثبتت كفيها فوق فمها و انفها و توجهت بـ خطوات سريعة نحو الحمام و صدرها يهبط فيعلو بتناوب مرعوب ، يستحيل ذلك !
لم يفعلها علي و يطلب من عمر ذات الطلب مجددا ،
عمر أتاها بحل ينقذها من حياة طبيعية مع ضرغام لإنه يحبها
نعم
يحبها و لا يرجو من بنات حواء غيرها هي ،
هو لم يفعلها لأجل علي ، لن يجرؤ أحدهما على دق وتد في عنقها فلا يسمح لها بـ صريخ أو نشيج أو حتى بل ريق !

رشت وجهها بـ كفين ممتلئين بـ ماء الحنفية حالما توقف النزيف الانفوي الغريب جدا ، خرجت من الحمام بـ لون باهت ، لـ تتتابع عليها الاعراض الاغرب ، فإتخذت الرواق قاعا للسكنى الوقتية ، و لكنه بـ أنواره الساطعة عظم عليها اختلال التوازنات الحيوية ، فـ صداع عنيف داهم الجمجمة ، لتضغط بها بـ خمول على احد الجدران ، و من ثم و بدون ادنى وعي ، ابعدت رأسها لـ سنتيمترات فقط ، و من ثم .. ضربت به الجدار بقوة بمحاولة كريهة لـ إيقاف ذلك الطنين الخبيث !

عمر ،
ظننت إن طعناتك ستقتصر على ثلاث و كفى ،
و أجدني الآن أستقبل الرابعة بـ نزيف أنف و وجع رأس ، و من ثم ، دوار !
أ غياب اخي السبب الوحيـد لتدلي صحتي من فوق جرف الهاوية ، أم لوجودك بالقرب يد في دفعي نحو ذاك الانحدار ؟!
يا إلهي ، والله أكاد اختنق
من اجل علي .. مجددا !
اذن لم قلبي يقسم بإن ما فعلته كان لأجل الـ لين ؟
لم ما زلت اصدق إحساسي و اكذب بني البشر ؟
عمر ،
يكفيك ما فعلته ،
بدأت تؤلمني ،
لقد أوجعت قلب اللين جدا ،
لم اكد أشفى بعد من محوك ذكراي من كتابك
لم ما زلت تحز سكين ثأرك مني ،؟
رفضتك مرة ،
و رفضتني مرات ،
رغم إن قلبك مكره ،
ما زلت أكيدة بأن من نساء الارض لا ترى حدقتاك غير اللين ، نقيضة اسمها ،
إذهب و إشبع بـ تلك الجميلة ، إشكو لها سبب إقترانك بـ مغرورة ' كـ أنا ' ، إسألها الصبر على مصيبتكما ،
و الله لأكونن شر مصيبة لك يا من علمتني كيفية العدو في متاهة من غدر و خيانة ،
كم أكـرهك يا عمر ، أكرهك أضعاف ما تحبني !

: بيج شي ؟

لم تجب عن السؤال القلق الصادر من حنجرة اميرته النادمة ، بل تحركت بـ خطى ثقيلة متوجهة نحو المطبخ ،
و قبل ان تدلفه إستوقفها شئ ما ما زالت تجهله ، لتشهر هي الاخرى سلاح انثوي صارم ، حيث إنها إستخرجت من عمق العقل الـ ' مغسول بـ غيث ' كلاما إستوقد بقلب الأخرى نارا أبت أن تخمد بـ أطنان من رمال : على فكرة ، ردا على كلامج قبل شوية ، صحيح علي عرضني على عمر ، بس أكيد إله أسبابه ، تعرفين همة شباب و واحدهم يعرف شكو بقلب اللاخ ، و يمكن لما إنخطبت من دكتور بذيج الفترة عمر فضح نفسه قدام أخوية ، و لإنهو هوة خاطبج مقدر يحجي ، بس قتلج شباب و يعرفون يقرون تصرفات بعض

شهقة سريعة كفلت إلتفاتتها نحو الوراء ، لتسخر بنظراتها من دمع هلته مقلتي الـ زينب !
كم هي ضعيفة ،
ظنت إنها سـ تغلبها بـ ذلك الحديث و ستقطع أوردة الفؤاد ؟
هه ، الرقيقة قد أخطأت الظن !
لكنها تود شكرها بالفعل ، فـ لوهلة انكرت ولاء عقلها الذي يكرر عليها ضرورة عودة اللين ، و ها هي بـ حضور فقط جعلت اللين تغتال من إنتحلت إسمها ، و أدت دورها بفشل ذريع ، لـ تسترجع هي شموخ و عزة لطالما رافقاها برحلة من صمود متفوق !

: إنتييي شلوون تسمحين لنفسج هيجي تقولين ؟ عمممر خطييبي اننني ، و يحبنننييي أنيي ، إنتـ ـي ، إنتتتتـ ـ ـي ولااااشي ، كل الي سـ ـ ـوااه علموود أخووج ، اخووج الي بـ ـااعج

إستصغرت ، بل إستسخفت محاولتها العاقر لـ غرس الوجع في نفسها مجددا ،
توجعت ، و إنتهى ، و تعرف جيدا كيف تجعلهما يتذوقان من نفس الصحن ، و بذات الشوكة ايضا !
و لربما قـد تستخدم أسنان الشوكة بـ غرض أخر ، غير غرسها في شريحة الوجع ، كـ دقها في قلب أوجع قلبها لبرهة ،!
قلب يعود لـ خائن مع سبق الإصرار !

: ممكن اعرف شتريدين توصلين من هالحجي ؟

: إنتتتي قلتيلي بس تخلص مشكلة أخوج الي كاتله روحج عليه رح يطلقج عمر ، و هسة أريدج توفين بوعدج ، علمود كرامتج انتي لإنو عمر قلي هوة حيطلقج فـ أني اريد اخلصج من الموقف

نطقت بـ جملتها الاخيرة بعد أن فضت كل أثر للدموع من فوق بشرتها النقية ، و صوتها لم يزل محفوفا بـ شهقات قصيرة ، !

لـ تدعس اللين بـ صندلها فوق عشب الطيبة النابت بين جنبات الصدر منذ زمن ليس بقريب ، فتعصره بـ لا رحمة منها : والله إنتي غريبة ، تقوليلي شلون اسامح اخوية لإنو اختارلي الـ ' صح ' ، و إنتي رغم إنو عمر تزوج عليج و بعده ممتزوجج أصلا راضية و دتحاربين علموده ، على الاقل الي بيني و بين علي دم ، إنتي قوليلي شـ يربطج بـ عمر غير ورقة العقد ؟ ياريت قبل لتحاولين تصححين مواقف الغير تشوفين وضعج انتي ، يعني حلي أزمتج وية خطيبج هواية احسن من حل ازمتي وية اخوية ، و على فكرة لتخافين ، مناوية اخذ منج عمر ، هاي اذا هوة عافني أما اذا مـ قبل فـ ....

تركت لـ عقلها الباطن و الواعي حرية إتمام الجملة بما تشتهي نفسها المحطمة ،
حاولت قتالها و فشلت ، لا تعلم هذه من تكون إبنة صفاء ، و ربما لن تتقبل بـ إنها لا تدخل معركة إلا و هي المنتصرة الأولى !

حالما وصلها صوت بوق سيارته غيرت وجهتها من المطبخ الى غرفة المعيشة و منها الى حجرة الضيوف ، لتتلافى تصادم نظراتها مع مقلتي والدة ضحيتها الأولى وهي تحادث والدة الضحية الأهم : خالة حروح

أشارت حماتها لـ ميس بشئ من عجل : قومي امي روحي وية البنيـ ـ

: لا لا ، ميحتااج ، همة هناكة فـ ماكو شي صدقيني خالة
لتردف محدثة ميس التي إستقامت بعد طلب والدتها : ميس قعدي ميحتاج تجين

إمتنت ام عمر لـ طريقة كلامها المبهم ، فـ لا ينقصها حديث اكثر حدة مع والدة زينب ،
تمنت لو تستطيع مرافقة كنتها ، رغم إنها أكيدة بأن ولدها لن يتوان عن تقديم صدر المواساة لـ فتاة يعشق تفاصيلها ، و لكن يبقى لـ إحتضان ' حواء كبيرة ' قيمة لا يعلى عليها في النفس الممزقة لـ ' حواء فتية '
و أيضا هنالك ذلك الشك الذي ساورها طيلة النهار بخصوص ما حدث بالأمس ، و لكن مجئ زينب و والدتها اجبرها على ركنه فوق الرف ريثما يحين وقته المناسب !






؛







(1)

وقَالوا كَثيرًا

أنا لا أُحبُّكْ

وصَدَّقْتِ يَومًا

كلامَ الوُشاةْ

وهُمْ يَعلمونَ كما تَعلمينَ

بأنَّكِ في العمرِ طَوقُ النَّجاةْ

ولولاكِ في الأرضِ

يا كلَّ عُمري

أنا ما حَفَلْتُ

بِهذي الحياةْ

(2)

وقالوا كَثيرًا

بأنِّي أُمَثِّلُ أدوارَ عِشقٍ

وأنِّي أُجيدُ الكلامَ الجميلْ

وأنِّي أُحبُّ وأَنسَى كَثيرًا

وعِندي لكلِّ حَبيبٍ بَديلْ

وأنِّي مُجردُ وَهْمٍ

ويَمضي

وأترُكُ خَلفَ هَوايَ

قَتيلْ

فلو كانَ ضِدِّي لَديهِمْ دَليلٌ

فعندي لِحُبكِ

ألفُ دَليلْ

فَهُم يَعلمونَ كما تَعلمينَ

بأنَّكِ وَحيُ الكلامِ الجميلْ

وأنَّ هَواكِ بِشُطآنِ قَلبي

سَينمو ويَكبُرُ

مِثلَ النخيلْ

(3)

وقالوا بِأنِّي

سأمضي بعيدًا

وتَبقَى عُيونُكِ

طَيرًا وَحيدًا

يُسافِرُ بينَ الليالي الطوالْ

وأنَّ رُجوعي إليها

مُحالْ

وأنَّكِ مِثلُ نَباتٍ غَريبٍ

نَما ذاتَ يَومٍ

بِسَفحِ الجِبالْ

فلا تَسمَعيهِمْ

فمهما يَقولوا

سأبقى أُحبُّكْ

وَهُمْ يَعرِفونْ

بِغيرِ هَواكِ أنا لنْ أكونْ

وَهُمْ يَعلمونْ

بأنَّكِ حُبٌَّ يَفوقُ الجُنونْ

لِذا يَدَّعونْ

لِذا يَحقِدونْ

لأنَّكِ حُبٌّ

سَيَبقَى بِقلبي

وِهُمْ زَائلونْ


عبد العزيز جويدة




رفع بهاتف رفيقه و بنيته الإتصال هذه المرة ، إلا إنه توقف عندما سمح صرير الباب ، إلتفت نحـو القادم بـ هدوء ، ليتابعها بـ بؤبؤيه وهي تدور حول مقدمة السيارة تتبعها الصغيرة بخطوات راكضة ، لتفتح باب المقعد المجاور له فـ تجلس بسكون مريب ، غير إعتيادي بالذات مع قطتها الشقية !

بادرها بـ تساؤل : شبيج ؟

أدارت بـ وجهها نحو النافذة تراقب نظرات البراءة الناضحة بحدقتي طفلتها لترد بحدة : ما بية

رفع حاجبـه مستنفرا طريقتها الوقحة ، ما بالها ؟ ، لم يتركها هكذا فجرا ، بل إحتلت فراشه بـ تملك ، بالضبط كما تحتل نابضه !
إذن ما الذي إستجد الآن ؟

: لينـا

: خلي نروح

ناداها بحدة أكبر لتأتيه نبرتها باردة الآن ، و كإنها تستطرب اللعب بأوتار قلبه ، فـ تغضب لـ لحظة ، و تهدئ اخرى ، و عليه أن يلازم التغييرات الطارئة عليها كي لا يؤلمها !
و لم كل هذا ؟
تبا لها ، بدأ يسأم من تلون مزاجها ،
عليها الحذر من مواكبة المسير في هذه الطرق الغبية ، فقد يفقد صبره يوما ،
ليس سوى احد بني البشر ، و بـ عنجهيتها سـ تجبره ليتصرف معها كـ هم !

: نزلي

قالها بـ لهجة شديدة نوعا ما ، لتلتفت نحوه بـ صدمة وضحت على وجهها الشاحب ، رفع حاجبه بـ تحدي ، لتضغط فكيها فوق بعض حتى تعشقت الاسنان فيما بينها ، و من ثم نطقت بـ تشديد الحروف : اقــدر أروح تكســـي

: حتى أكسر رجلج .. نزلي يللا الظاهر انتي مو مال إحترام

: ممكن اعرف شسويت هسة حتى تعصب ؟

: سألي نفسج

: ممسوية شي ، لهسة

لم تفته نبرة التهديد تلك ليستدير نحوها و مرفق يساره مثبت على طرف النافذة المفتوحة بينما كف يمينه تقبض على الهاتف الرفيع
: نعم ؟

: اتوقع هسة مو وكت عراك ، خلي نروح لـ علي

: اذا متقولين شبيج ما اخذج ، و الله العظيم مـ ـ ـ ـ

: زينب هنا

فز كـ من لدغ توا ، إلتفت تلقائيا نحو باب المنزل ليعود فيسألها بـ قلق : شنووو ؟ شجاابها ؟ و شقااالت ؟؟

: لا ما شاء الله من ناحية الـ قالت ، فقالت و كفت و وفت

: لينااااا

: ممكن توديني لصديقك و بعدين ارجع شوف ست الحسن و الجمال ليش جاية

: اذا متبطلين هالاسلوب الـ *** فـ نزلي مناقص وجع راس اني

صمتت و أثار صفعته الكلامية علمت على خدها ، و مازال طنينها يتوسع ليعبر خلايا السمع بأكملها !
يريد أن يترجل لرؤية حسناءه ، و يستغبيها بأختلاق اسباب للشجار !!

أردف بعد أن إستغفر بـ صوت جهور : فهميني شكو

توقع الإنكسار ، لتصدمه بـ ملامسة أبراج الشموخ : ماكو شي

: أستغفر الله العظيم ،

زفر همها من بين شفتيه و حرك سيارته لـ يلتزم كلاهما الصمت ، فـ بالنسبة لها ، من الآن و صاعدا ستكون كـ شبح في حياته
كما يودها هو ،
و لكن كما تخبرنا الرسوم المتحركة أن للأشباح قدرة خارقة على إختراق الاجسام الصلبة ، كـ الأجساد البشرية مثلا ، و هذا ما ستفعله يوميا ، بل ثلاث مرات في الـ أربعة وعشرين ساعة ،
ستخترقه ، لتسكن قلبه ثمان ساعات
و عقله الـ ثمانية الثانية
و كبده الثالثة !

و لتريه ما معنى أن يشكوها لـ تلك الناعمة ،
يا إلهي تكاد تستفرغ لـ شدة إختراقها هي من قبل عطره ،
امعاءها تتلوى بـ وجع ،
يارب ،، ما الذي تشعر به ،
توشك ان تختنق بكتمها الانفاس
لا تود أن تشعر بكل هذه التقلبات قربه ،
لم هو من دون ابناء أدم من يستفحل على تماسكها فيتلاعب ببنيانه السومري المشيـد بأيادي بابلية على طراز أشوري كـ طفل يعبث بـ مكعباته الصغيرة ،
ليته يخطأ بـ ' شقاوة ' طفل فيتناول إحداها و ليجرب شعور الاختناق الذي يراودها ،

بـ أنفاس محبوسة فتحت نافذتها متوسلة النسمات الغائبة لإن تمر لـ إلقاء التحية فقط ، فوجودها قد يخفض تركيز العطر الإغريقي الكثيف الالتصاق بـ جدران الحويصلات ، فالرئة !

علق بمبادرة للهدنة : ســدي الشباك دا افتح مكيف

لترفض هدنته بحدة : نفسي د تلعب ' تعاني من غثيان '

بعد تنهيدة صبر همس : أخذتي دوا ؟

لتنتقل لها عدوى التنهد فتجيب : لأ

إلتفت حدوها لـ يتحدث بإهتمام نطقه ثغر قلبه المنقبض : صارلج كم يوم مو طبيعية ، وجهج أصفر ، اكو شي يوجعج ؟ او دايخة

انكرت بـ هدوء : لأ

تنهيـدة لا صبر زفرها هذه المرة ، ليكملا الطريق بـ ذات الصمت السابق ، و تخلله إزعاج مصدره مزامير السيارات حولهما ، مع أصوات محركاتها المزعجة ، !
قليــلا و إرتفع رنين هاتفها الذي تحمله بيدها بـ حرية ، فهي لم تحضر معها حقيبة ، بالتأكيد لن تكون بحاجتها
رفعته لمستوى صدرها لـ ترى إسم شقيقته الصغرى ، أجابت بهدوء ، ليأتيها طلب ميس بـ توتر : لينا اذا عمر يمج عفية انطينياه بسرعة

إنتقلت لها عدوى ذات الشعور لتهمس وجلة : ليش شكـو ؟

: لا لا لتخاافيين ، بس إنطينياه !

مدت له بالهاتف ، ليستفسر بعينه عن المتصل ، فتجيبه بـ برود أصدقاءها الأشباح : أختك

تعشق الإستفزاز ،
رفع بالهاتف حيث صيوان اذنه اليسار ، ليسمع تذمر شقيقته بشأن هاتفه الذي تركه مع علي ،
الصغيرة تراهم غير منطقيين فـ كل منهم يحمل هاتف الاخر و يستسهلون الامر و كإنه طبيعي

رفيقة دربه كانت منصتة بلا إدراك لـ كلماته الهادئة كعادة إنعجنت بـ صفاته ، لتجعله سالب لب قلوب الـ ' نساء ' من حوله ،
و لكن ذلك الهدوء سرعان ما تبدد و إشتدت وتيرة اعصابه و معها خاصتها ، بالذات إنها غير متأكدة من الموضوع ، فـ كلمات فقط هي التي ينطق بها قلقا : و هسة شنو ؟
استغفر الله ، هسة وكتها
زين وهية شقالت ؟
معليج بأمها ، هييية ؟
مااشي ماشي
لا موبايل ألن يمي
هسة نوصل إن شاء الله
قولي لـ أمي لتنقهر ، ان شاء الله بالليل اخذها و نروحلهم
ماشي ، يللا فيمان الله

مرة جديدة ،
داهمها ذات الصداع الكئيب ،
و كإنه ينتظر الزلة من نفسيتها ليظهر ملامحه القبيحة من خلف قناع التماسك
ما بالها هذه الأيام ؟
جسديا و نفسيا بدأت تنهار ،
و لكن بالتأكيد إنهيارها لن يصل لذلك الذي وصلته تلك الرقيقة ، و كلامه الآن الدليل القاطع
يستحــق أن ينقلب مزاجه ،
و لم ير شيئا من الوجع حتى الآن







.
.
.







جدار صمـت شيد أمام فوهة ثغره ،
فـ إنحبست الكلمات أقصى بقاع الروح ، عدا تلك المنصهرة المستلة لنفسها خروجا من بين مسامات البناء ذاك ،

عجب لأمره حتى الأطباء ، و ملف تحقيق فتح و أغلق من دون إضافات ترجى من قبله ، و لكنه اكيد بأن ذلك الضابط سيعود مجددا بـ ملف أخر ، و ضغوط اخرى لـ يقتبس من إيماءاته إعترافات خفية


لم يفضح أمر قاسم !
و لا يرتضي اي ملام أو إعتراض من أحد
فـ إن فتح الموضوع بالتأكيد سـ تدمر سمعة تلك الضحية ،
و ليست هي فقـط ،
بل الأخرى أيضا ، تلك المسماة بـ زوجته !

منذ أن إستعاد وعيه حتى الآن إستفرغ قرابة الأربع مرات سوائل حامضية ليس إلا ، و تقرحات شديدة في معدته بدأت تشوي صـدره ، و كإن في الجسد مواقع جديدة لتدمر !
ذكرى القذارة التي أجبر على لعقها بلسانه رغم أنف رجولته ما زالت تجلد بسـوطها العريض ظهر الكرامة ،
بات يرى نفسـه بلا حول ولا قوة ، و لا رجولة !
أهين في عرضه و امامه ، و الله لا متسع لـ حروف أحدهم و إن كان هو لـ محاولة ارتجال عمق الوجع ، و حقارته ؛
آه على أمة لا إله إلا الله ما دام صار فيها مثل أولئك بشاكلتهم القذرة ،
الله يـتبرئ منهم و من تعسف عشقوه حتى الشرك ، و العياذ بالله
يودون زخرف الدنيا و إن إضطروا لـ محو الدين ، يمكرون لـ أخوانهم موتا و جوعا و فقرا !
ليمكر لهم الله بإذنه ، و سيرون عمل من هو أشد منهم مكرا ؛

تهادى أزيز الباب لـ سمعه و منه لـ مراكز الدماغ العاطل عن العمل ، بل المهمل ، فـ لم تظهر منه ادنى ردة فعل للزائر سواء ترحيبية أو عكسها ،
لكـن صـوتها المكسـور ، و الملفوف بـ جبيرة هشة القوام اعاد لـ ذلك الدماغ قليلا جدا من طاقة العمل ، ليأمره بالإلتفات نحوها ، فـ وجدها قد وصلت قربه لـ تصرخ فزعة من منظره المرعب

يحق لها أن ترتاع ، فـ هو أكيد بإن حاله لا يسر الاصدقاء ، بينما الاعداء فـ يرقصون له على قدم واحدة !
كتمــت أنفاسه حالما إرتمت فوق صـدره متوسلته الإسناد ، و كإن هيكل خلاياه العصبية بـ قادرة على أن تسند ذاتها ، لتدعم الاخرين !

: آآآه ، هااي شـ ـلـووون هييجي سووا بيييك ، الله لينطيييهم ان شـ ـاا آآه علـ ـيييي

اطبق جفنيه بـ إرتخاء ، و شعور بالبلل أصاب قرنيته ،
مالذي كان سيحدث لو كانت هذه هنـاك ، مكان إبنة عبد الملك ،
أو سيتمكن حينها من إرتشاف ماء الحياة و إستنشاق عبيرها المتخوم بـ الأدخنة ؟
لا يظن ، فـ هذه الصغيرة العنيدة هي ما تبقى له من بين إخوة أربعة ، لم يجتمع معها بـ رحم واحد ، و لكنهما يعودان لـ ظهر واحد ، و صلب واحد ،
صلب صلب !

: لينا على كيفج وياه

كانت ملاحظة من قبل رفيقه الساكن محله قرب باب الغرفة ،
بينما هو فـ لم ينبس ببنت شفة ، و لم يجازف لـ فتح فمه فلا يعلم اي ترهات سيـقذفها بقلب من بكته من الليالي أطولها ،

لتبتعد عنه قليلا تبحث بين الملامح عن قطـرة من حياة ، و لكنها فشلت ، بهمس موجوع و بحة صوتها هيضت به أشجان و أشجان : الحمـ ـ ـد لله رجعععت ، عباالي حتمـ ـوت ، بس قلي إنتته ويين ؟ لييش قلتلي إنهزمت و كذبت ، علييي قلي ليييش متفكر بيية ؟ والله جـ ـاان تخبببلت لو صايرلك شي

إلتقطت من بين كومة الحزن أنفاسا مليئة بالـ آهات ، لـ تردف محتضنه كفه الباردة برودة كانون الأول ، : علييي ما عندي بعد الله غيررررك ، الله يخلييك لتعوفني بعــد ، و الله قلبي محتررق من 5 سنين و لهسة مطاب حرقه ، ريحني الله يخلييك و طمني علييك

هناك ،
حيث يقف بـ هدوء راكز كعادته ،
إمتقع وجهه كرها لـ حديث رمته من دون أي محسنات ذوقية ،
أو إنها إستقصدت الوقاحة ، كـ إمتداد لإنحدار علاقتهما لـ جرف الجحيم ،

قد يكون قد حدث بينها و زينب مساس كهربائي ما ، ربما !
و لكن هو على يقين بأن زينب ليست من الزمر المفترسة من بنات حواء ، و يجزم أيضا بأن الإفتراس يكمن في أنامل و أنياب أولاه

أولى من أدخلته لمملكة العاشقين المشققة الجدران و المتآكلة أبوابها المصدأة !
قلاعها محصنة بـ الحنين ،
و مزونها يملأها الأنين !
فـ يالها من مملكة ضعيفة ، بـ شعب متهالك القوى و منقطع أنفاس المجابهة !
سقيم هو العاشق ،
بـداء دواءه جرعة من ذاك الذي تهيم به الروح ، و تتلاشى قربه البشرية ،
و كإن لا مخلوق سـواه ،
!

لا يا لين ،
قد تكوني في أولى الأولويات ، و لكنك لست الوحيدة يا قلب عمر المشتعل ،
إقبعي قرب من ليس لديك سواه من البشر ،
و إتركي بي بقايا رمادك الأثيري يا متناقضة القلب !




؛



عينآكِ نـافذتآنْ على حِلمٍ لا يجئِ
و في كُلِ مرةٍ أُرمم حِلمٌ و أحلُمْ

محمود درويش


؛


إنسحب من تلك الأجواء المحفوفة بـ صمت رفيقه و نشيج ' حبيبته ' ، لـ يجد ألن في الخارج ، ينتظره !
ما إن رآه تحـدث الأخير عجلا : يللا نروح نجيب بت عبد الملك ؟

هز برأسـه موافقا ، ليتحرك معه بعد أن مد له بالهاتف ، ثم إستدرك بـ هدوء بعد أن تذكر خاصته : هاك تليفونك ، و روح قبلي هسـة أجيب موبايلي من علي و راجع

إبتعد ألن بهاتفه ، ليعود هو مجددا ليدلف الحجرة ، فـ وجدها مفطورة الأجزاء اكثر ، و يبدو إنها إكتشفت للتو شيئا ما ،
ما إن لمحته تركت ' من تبقى لها من بني البشر ' لتتوجه نحوه هو ، الذي لطالما لم يكن من إهتماماتها ، ترجوه بنظرات مليئة بالفقد ، و الأمل و كإنه مصــدر لفض وجع الأول ، و قبس للثاني !

: عممممر ، هاااي لييش ميحجــييي ؟؟ شســووله حتى هيجي صاار ؟ أخووية منهاااارة اعصاابه ، اخااف بععد مييحجي ؟

: عمـ ـر ، سـ ـارة !

نطق إسميهما لـ تذكير عمر بـ ضرورة الذهاب لـ إبنة عبد الملك اولا ، و لـ يطمئن قلب أخته ، فـ للأسف ما زال متمسـك بـ حياة مستقبلها مذل ، و إن كان الأمر بينه و بين ربه !

إستدارت بـ حركة سريعة حالما تحدث لتقترب منه راكضة ، و عويل خافت ينسل من بين شفتيها القرمزيتين : علـ ـي ، ليييش متحجي وياييية ؟

لا يعلم أ يلقي لوما ما فوق كاهل هذه الصغيرة ؟
فـ هي من تمسكت بـ رفقة إبنة قاسم ايام تواجدهما في الأردن ، و لا ينسـى حينها كيف رمت بتهديداته وراء ظهر اللامبالاة ، لتستمتع بـ صداقة خبيثة مع غبية أخرى !

قطع عليه خلوة تفكيره ' الخطر ' ، قول رفيقه : علي شبيك يمعود ؟ احجي وياها
ليستطرد : وين الموبايل ؟

كان قرب وسادته ، لكنه لم يحرك ساكنا ، فـ إستلمت اخته شرف المهمة مادة بالهاتف نحو عمر ، الذي لاحظ إرتجافة كفها الضئيل ، ليكون كما هو دوما ،
لين القلب و القالب ، فـ إحتضن راحتها مع الهاتف ، مواسيا بـ : لتنقهرين ، إلي شافه مو قليل ، شوية صبري عليه خلي يهدا

: زين رجله شبيها ؟ ليش مغطيها و الغطا كله دم ؟ خفت اشـ ـوف ، قلي شبيها عمر الله يخليك

همس و نظرته تنساق نحو ما أشارت إليه ، لتنقر فؤاده وخزة وجع من ظلم إنتهك كل المحرمات : مضروبه شوية ، وهسة يدخلوه عملية ' ليستدرك مسرعا دافع عن ملامحها شحوب الفزع ' بس لتخاافين مو ضربة قوية ، إبقي يمه شوية ، و هسة يفك ' يستعيد طبيعته '

إبتلع ريقه حالما شعر بأنامل يمينها الـ ' خالية من خاتمه ' تسترق هروبا لها من حنو كفه لتضغط على معصمه متوسلة : زين حجى وياكم ؟ يعني صاير عنده انهيار عصبي لو شنو القصة ؟ و ساااارة منوو ؟ بت رجل امممه ؟ شدخلهاا بالنص ؟؟
لتردف غير منتظرة ردا لتساؤلات امطرتها بـعد هبوط كراتها الندية من مآقي صارت كـ برك من دماء : أخااف سووله شي قوي ، عمـر أحسسسه مو وياانة و لا حاس بينـ ـ ـ

كلاهما كانا بالقرب منه ، يتابع ما يفعله عمر بـ نظرات منجمدة ، ليهتز جسده إثر رعشة خفيفة سـرت على طوله و عرضه ، سببها لمحة من تلك المذبحة ،
همـس بـ خفوت بعد إعتلاء الإنتماء الاخوي بـ رايته البيضاء فوق ركام الحرب ، محمولا بـ ذراع قطعت من جثة شهيد ! : تعـ ـالي

ما إن سمعت قوله سحبت يدها من دفئ زوج ، لترتمي فوق جمر أخ ، فـ تشوى به !

تحرك عمر بـ مناعة محصنة من الخيبات ' ظاهريا ' خارجا من الحجرة و بعقله تدور أحداث هذا اليوم الطويل ،
منذ أن أصبحت إبنة السلطان من نصيبه صارت للأيام إمتدادات واسعة ، فهاهي ساعاته غفيرة بالأحداث ، منهكة للعضلات و للأعصاب بشكل خيالي ،
تقابل مع أبو محمد لدى خروجـه من باب البناية ، ليسأله الأخر بهدوء عن مكان الغرفة التي يستكين بها إبن أخيه المتهور ، دله عمر و من ثم غادر المكان ، متوجها نحو ألن الرابض بـ سيارته منذ دقائق !








.
.
.



أينْ كُنتْ ذلكَ المسَـاء
حينْ شـاهدتْ أخر عُودْ ثُقاب ْ فيِ العالَمْ ينطفئِ
وَ كُنتُ وَحـديِ ...!

غادة السمان




إستعجلت نهايتهما ،
هي أكيدة بأن ذلك ما يوده منذ أن عرفها ،
قضى ليال يخطط في كيفية الخلاص منها بعـد أن يمسح بها بلاط ثأره ، ليمرغ وجه والدها بـ هيكلها المبتل بـ قذارة الأرض

سـ تشتاقه !
لا بل سـ تموت شـوقا و حاجة لـ انفاسه اللاهثة ، تلك التي يلتقطها بعنفوان بين رزم من كلمات صارمة ،
سـ تجن يوما حينما يدركها الحنين لـ إكفهرار وجهه ، و ضخامة صوته ، و حتى تلك النظرة المشمئزة ،
آه على كل ما يخصه !
و إن نجحت بـ وأد جنين الحنين من رحم الإشتياق فـ كيف بـ عملية الإجهاض ؟
من ذا الذي يملك القدرة على سحب مؤود من رحم إحتضنه لـ سنين ؟
من ذا الذي يلفه بـ كفن معتق بـ قارورة مليئة بالدماء ، و من ثم يحفر له قبره .. فيدفنه بـ لا أمل في العودة إليها من حياة إبتلعت الفرحة بـ فيها لتختزنها في معدة مليئة بعصارات حامضية ، لتذيبها حتى الخلاص منها ؟
لقد أحسن تربية قلبها و تعليمه أبجديات الحب ، فلم تكتف بـ شهادات المدارس والجامعات بل حصلت على رتب اعلى متفوقة بين أقرانها من العاشقات !

يا إلهي ،
مضاء أيامها بدونه سيـكون عسيرا ،
تلك الولادة الـ ' غير ولادة ' أصعب مما يتخيله عقل بشري ، و لا طب ينفع لـ تخدير الألم موضعيا او حتى عاما ، فـ هو هنا لينخر الجسـد و الروح و يرقص فوق ركام خرابهما !

لا يستحق اللوم ، و هذا ما يكرره عقلها الباطن كل حين ، بمحاولة جادة لصفع خد قلبها عله يدرك شراسة ما حدث امامه ، عله يذكرها بأن ما حضره علي جعلـها امامه عبارة عن ' صورة مصغرة لقاسم '
لطالما كانت إبنة أبيها ، إبنة قاسم .. و هذا ما لم و لن ينساه يوما ،
و المنطق العقلاني يغلق لها ملف قضية ليفتح التالية ، ضرورة تقبل النهاية شر لابد منه ،
و جنون الشوق و سكين الحنين الذي لن يفتأ أن يمزق الأوعية الدموية حتى الشعيرات الدقيقة أيضا شر ، و لكنه الشر الأعظم !

يارب ،
كيف ستحتمل الغياب ؟
و هل من عودة أو لقاء يجمعهما يوما ؟
و كيف ذلك و هي لن تكون إلا هي ، و هو بالتأكيد سـ يظل ' هو ' مع إبتلاع الكثير من الأطنان الثأرية في جوف علاقتهما
لو كان الأمر بيدها لـ غادرتهم الآن راكضة بل زاحفة نحـوه ، تموت و تطمئن عليه ، لكنه أهدر كرامتها حتى باتت تستحقر ذاتها ،
أصبـحت رخيصة في نظر نفسها ،
بـ قوة بأسه حطم رأسها !
ليتسلل من بين حطامه ذلك المسمى بالعقل ،
و بعد إسعافها سريعا لم ينوجد في أي مكان ، فوصلوا أجزاءها المبعثرة ، و ربطوا رأسها الخالي من ذلك المفقود بـ لفائف من قماش كفني !
لـ يبقى سجين الضلوع وحده في ردهة القيادة ، متوليا امر الدفة كما كان دوما ، و لكن هذه المرة بدون تأنيبات المزعج الذي لن يفتقده مهما غاب ، و من الافضل إنه إنسحب بكرامته ليترك جسدا يرفضه بكل إهانة !

في خضـم حز خنجر الطعن لإنعاش القلب بـ ذبحة أخرى ، شرع باب الغرفة لـ تدخل شقيقتها الكبرى بـ ملامح مزرقة ، هامسـة بـ رجفة صوت و جسد : باابااا مطلووب ، جلنااار رجلج إشتكى على ابوية و صدر امر بتوقيفه عن العمل وهسة الدوولة طالبتـه قانونياا

لتستلم الشقيقة عنها المهمة فتحتضن مقبض سيف و تغرسه في صميم جوف القلب ، حتى تفجرت دماءه ببعثرة لطخت جدران الحجرة ، و إزرقاق ملامح أختها إختفت تحـت طلاء من دم بشري
يا ويلاتك يا قلب
يا صبرا لم تنته منه
يا وجعا بت أستحيل الإنفصال عنه
يا علي كـ مكانتك في الفؤاد و الروح ،
ويحك كيف قتلتني ؟
و إن كان من يكون أبتي ، ألم أشفع له عندك ؟
يا شهـدا مخلوطا بسم ثعباني ،
والله لو ضغطت زنادك و فجرت عقلي الذي هرب و إنتهى أمره لـ كنت بحال أفضل مما أنا فيه بعد عطفك !
و كيف لا و حينها أكون عند الرحيم ،
يا رب
والله حيلتي إنقضت و همي تراكم حتى صار صـدري كـ دورق تغلي مياهه فوق كومة من حطب الاضلع ،
إلهي ، أتوسلك الرحمة ،
أتـوسلك تعجيلها يا رحمن ،
أنا على يقين بإنني سأدركها و بإنك يا حبيبي ستغدقني بها كرما
و لكن يا رب اتوسل إليك ان تستعجلها فـ والله لشدة الوجع لم يعد بي طاقة لـ إستنشاق هواء فضاءك !
إرحمني ، يا رحمن




.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 13-10-12, 04:51 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 







قُلتُ :
استرحتُ مِنَ الهوَى

لكِنَّهُ قد عادْ

قد عادَ يَجمَحُ كالجِيادْ

قاوَمْتُ عِشقي مَرَّةً

قاومتُهُ ..

وشَدَدْتُ في هذا العِنادْ

جاهَدتُ نفسي

وقتلتُ نفسي في الجِهادْ

إنْ جاءَ طَيفُكِ خِلتُهُ ..

طَيفًا ويَرحلُ ، أو يكادْ

لكنَّهُ باقٍ مَعي

يجتاحُني في أيِّ وقتٍ

إنْ أرادْ



عبد العزيز جويدة


؛



لم يتبادلا حديثا واحدا طيلة طريق العودة ،
هي تغوص بـ أفكارها حول كل شئ ، و مقدمتها شوقا يعتريها لـ عودة قريبة لـ منزل أبيها ،
أما هو فـ باله يخلو منها ، ما زال منظر إبنة عبد الملك مطبوع على الجدران الداخلية لقرنيته ، لا يعلم احد ما حدث هناك بالفعل ، و لكن حدسه ينبئه بـ وقع مصاب جلل أوصل رفيقه لـ ما هو عليه من إنهيار نادر بالنسبة لـ كونه علي !!
ذلك الرجل ليس من السهل أن تتخلخل ركائزه ، وها هي متهشمة ، ما يحدث يثير الشك في الأنفس ؛
الموضوع بات محظورا ، و هو مع ألن لم يتجاوزا الحدود المرسومة و لم يتطرقا لـ شئ ، فالأمل يسكن اعماقهما بكون نحيبها ذلك ليس إلا لـ ذعر نبت بـ روحها لإختطاف عانته !

حالما وصلا المنزل كانت الساعة قد إقتربت من الـ 10 مساءا ، و كان التعب قد أخد منه مأخذه ، حتى طلبها بـ هدوء : نزلي فتحي الباب

لم تشأ تشريع البوابة لـ حوار بل لـ جدال جديد ، كلاهما يفتقدان الطاقة للمناوشات الكلامية ، ترجلت بهدوء لتغلق باب السيارة خلفها بهدوء أكبر ، ثم فتحت الباب الخارجي للمنزل بـ طريقة ' سرية ' خاصة بـ أهل البيت و ذلك بسحب أحد الأسلاك المربوطة سلفا في وكرته !

لم تنقض غير ثوان فقط و قبل أن تدلف الى الداخل إنتفض جسدها لـ إلتصاق مفاجئ و سريع من قبل الكائن الصغير الحبيب ،
قفزت بسرعة مذعورة ، لتتماسك اخيرا خوفا من ان تدهس الصغيرة بلا إدراك و قصد ، هتفت بها ضجرة : كااافي خبااال ، بخبالاتج هاي رح فد يوم واحد يدوس عليج و يجعصج

شرعت الباب بأكمله أمام من يراقب تصرفاتها بعقل غائم ، و من ثم أشارت له ليدلف بحركة ذابلة ، و مقلتاها لا شعوريا إتجهت نحو الباب المؤدي للصالة الخارجية ، أ يعقل أن تكون تلك الضعيفة و والدتها قد إنتظرتاه ؟
الوقت متأخر بالفعل ، و لكن لربما كانتا تبغيانها حربا بعد أن أشعلت الفتيل هي قبيل مغادرتها المكان ،
أفضل ، يستحق أن يرهق أكثر حتى تتساقط عظامه أمامه ، الخائن
و شقيقته الخبيثة الدماء لا تنفك عن تذكيري برفضي إياه ، لـ ربما كنت محقة حينما فعلتها ، فـ هو ليس بالرجل المتشرب من نبع الوفاء المختزن في أخطر كهوف أعالي الشاهقات !

ويحك يا حواء ،
لين ، إنصفي الحق ولو لـ مرة
تنعتينه بالخائن لقهرك ، كفي عن اللمز بالألقاب يا صغيرتي ،
عمر ليس بـ خائن ،
بل هو رجل أدرك إبتعاد أمنيته عن حدود الواقع ،
فـ هو ليس من العائلة المالكة ، و لا تعود عروقه لـ سلاطين عصره كما تتمنين أنتي ،
هو فقط حجابا للملك ،
و إبنة السلطان أعلنت مرارا كونها لن تقترن بـ أقل من شبيه أبيها ،
فـ إختزل خطوات العمر الفاني ، في تقديم شيئا لـ نفسه ، بل أهله كما تعلمين !
لم يخنك ، حتى الثلاثين و هو لم يكن لـ سواك ،
لترهقين عامه في المنتصـف ، فتشطرين العمر لإثنين ،
شطر يتقلب فوق جمر الغبن من المناصب الإجتماعية ،
و شطـر يشتعل قربا من كومة من نار ، تخترق الأنفاس و الثغر و الجلـد !
أنى لك بعد كل ذلك تنعتينه خائنا يا أميرة قصره العاجي ،

تبا له و لـ قصره ،
إنه ينتقم لنفسه من إبنة السلطان شر إنتقام ،
حطمني في أنظارهم ،
يرونني عالة عليه ، و واجب نفذه من أجل عروق الصداقة المزروعة بين ثنايا الروح البشرية ،
إصطبر على كل خصالي الحالكة السواد لـ سمو علاقته بـ أخي ؛
طعنة من خنجر كل يوم تدرك زاوية في الخاصرة ، أحملق ذاهلة في نزيف جسدي و كيف حدث من دون وكزة ألم ،
أ مسكناتي التي اتناولها يوميا قبيل كل وجبة ' مواجهة ' دخل في الأمر ؟ تلك المسكنات المصنوعة من قبل أجود الشركات الدوائية لـ داء كـ دائي !
يبدو إنني هذه الأيام احتاج أن أضاعف جرعة البرود و اللا مبالاة بـ حقنها عضليا ، و لربما في عضلة القلب بصورة مباشرة كي يكون التأثير سريعا و مركزا ، علي أن أبرهن له إن الخاسر الأكبر هو ، و ليست إبنة صفاء من توضع في ذلك الموقف الغبي لتأتيها أنثى غيورة على رجل ' ليس لها ' لـ تتلاعب بـ نبضاتها بكلمات لاذعة المحوى !

لم تستطع التخلص من صغيرتها و الولوج للمنزل بحرية ، فـ إضظرت لإنتظاره قرب باب المطبخ و قدماها تتقافزان كل ما إقتربت منها القطة لمحاولة دلك ظهرها في بنطالها الواضح بسبب رفعها للعباءة عن مستوى الأرض كي لا تلامسها المشاكسة ،
فجأة إبتعدت الشقية عنها لـ تركض نحو من إقترب منهم بعد إغلاقه للباب الخارجي و الذي ما إن رآى إنفعالها بالإقتراب منه إرتسمت فوق شفاهه إبتسامة عطوفة ، ليتلقفها بحنية رافعا بها بيساره و موسدها صدره ، لتدلك جسدها بـ صدره بحركة جعلت القشعريرة تسري بصدر اللين ، و كإنما شعرت بشئ ما يؤلمها هناك ، في نفق داكن اللون ، و مرعب بخلوه من الأصوات البشرية !

يا إلهي ،
إنه حنون جدا
و أنيق التعامل مع كل الكائنات ،
طيب القلب ،
و رائع الخصال !
إذن كيف يسول له قلبه أن يؤلمها مرارا هي فقط ؟
ألا يرى بأنها أكثر من لا تحتمل الوجع ؟

كانت ستستدير لتدلف المطبخ لكنها توقفت حينما وصلها صوته الهادئ : متريدين تلعبين وياها شوية ؟

إرتعشت شفتاها و إعتصر الفؤاد لتوليه ظهرها فتستطيع الرد بشئ من تماسك : لأ

دلفت و تركته حائرا في أمرها ، و لكن تلك الحيرة لم تطل كثيرا ، حتى ظهرت والدته أمامه ، لـ تستقبله بـ تحية هادئة ، أعقبتها بـ : شلونه علي هسة ؟

: الحمد لله ، سووله العملية و مشى الوضع

أجابها بـ إرهاق و هو يميل لينزل الصغيرة ارضا ، فتتوجه قافزة نحو قدمي والدته ، لتتحدث الاخيرة : شيلها عمر رح تضوجني ، و أريد أحجي وياك امشي نقعد بالسيارة !

أثارت عجبه ، ما الذي قالته زينب لـ تكون والدته بهذا الجمود ؟ أيعقل أن هذه الحبيبة قد قربت أناملها من أسنانها لمحاولة في عض الخطيئة التي اقترفاها بحق ' الشجرة المثمرة ' ؟

ضغط على زر جهاز التحكم فـ إنفتحت اقفال ابواب السيارة ليشير لوالدته نحوها : خير يوم شصاير ؟

تحركت من دون أن تجيبه ، ليرفع هو حاجبه بـ ضيق ، لم يستسيغ كيفية التعامل هذه ، دقيقة او اقل و كانا بداخل السيارة ، غير مغلقي الابواب و الشقية تتقلب في المقعد الخلفي بـ حرية و عجب لهذا المكان الجديد ،

بادر والدته بـ : ترة جنت ناوي اجي ونروح لبيت زينب ، بس علي قبل شوية يللا طلع من العملية ، و لينا لحت ' أصرت ' إلا تبقى و تشوفه قاعد يللا نرجع فـ ـ ـ

: الموضوع مو زينب

بان الاستغراب بملامحه ، لتضيف بجدية : ما رح الف و ادور ، فهمني إنتة شتريد من لينا ؟ بعدك تريدها تبقى مرتك العمر كله لو غيرت رأيك ورة مشفتها و عرفتها زين

كان مرهقا بحق ، لذا إكتفى بالمسايرة : تدرين زواجي منها جان اساسه شنو

لتباغته بـ حدة : بس كل شي اله وكته ، يعني طبعا انتة مو صغير حتى اقلك هالحجي

بـ شئ من الغضب همس : يووم شبيج ؟ فهميني شمسوي اني ؟

لـ يعلو غضبها على مستوى غضبه : لينااا شجانت تسوي بغرفتك البارحة بالليل ؟ شصاار بينكم ؟

فغر فاهه لـ أجزاء من الثانية ، ليعقب عجبه بـ ضحكة هازءة خرساء ،
نظرات السخرية لم تختف حدتها و هو يجيب : يوم فدوة لعينج هذا هم حجي ؟ إحنا بيا حال جنا !

بإصرار اردفت و كثير من الراحة تتسلل لقلبها القلق : شوف انته قلتها ' جنتوو ' ، بس هسة اخوها و رجع و إحتمال تتكرر هالمواقف ، و اني ما اريد اي حركة تهور تصير منك و تخرب علاقتكم الي بعدها مبادية مثل الاوادم ،

: يووووم ، يمعودة قولي يا الله ، تتوقعين اسويها بـ لينااا ؟

: يا الله مليون مرة ، بس المصيبة هية لينا ، لو غيرها اقول تقدر تتحمل وجودها ، بس من اليوم بعد هية تنام جوة يمي بالغرفة ، لحدما اموركم تترتب و نسوي على الاقل حفلة صغيرة لـ زواجكم ما رح اخليكم بكيفكم تتصرفون ، انتة ما رح يضرك شي بس البنية يضرها ، و أني الله شاهد خايفة عليها مثل مخايفة على بناتي و اكثر همين ، و عمر لتحاااول تناقشني بالموضوع

أضافت جملتها الاخيرة مهددة ، لتتركه وحيدا في السيارة ، ساخرا و ناقما ، و بعد دقائق اصبح باسما !
هز برأسه مستنكرا فعلة والدته ، ألا تعلم من يكون هو ؟
كيف تشك بأنه قد يفعلها بأي إمرأة و إن كانت زوجته ، فـ كيف الحال بـ اللين !
قد تكون بالفعل كما قالت هي ، هذه المشكلة الحقيقية ، كونها هي اللين التي لا يستطيع سوى أن يكون أمامها ، عمر !

فلتت منه ضحكة قصيرة حالما دغدغت رقبته الصغيرة ، ليفاجئ بوجودها فوق صدره ، كيف أعتلته و لم يشعر بها ؟
يالها من مشاكسة ،
رفعها بيمينه ليحذرها ببشاشة : ديري بالج تخرمشيني ، بعدين امي عبالها هاي خرمشات لينا ، شيخلصناااا منهااا ام عمووري كفااح خانووم




.
.
.






بـ ركبتين ترتجفان تقف محنية الظهر ، و مكسورة القلب ، تستمع لـ حديثهما بـ خصوص فلذة كبدها ،
حفيدها الغالي ، ذاك الذي رغم لذاعة لسانه و عنجهية إسلوبه الخالي من الأدب له في الصدر مكانة لا يعلم بها غير رب العباد
لو تنفع لومة اللائمين لـ لامت نفسها حتى وافاها الأجل ، فـ هي من تركت له قيادة مركبتهم حتى صدمهم في الصخور الجليدية لأشد الجبال صلابة في محيطهم ، ليحتجز في حجرة القيادة تلك وحيدا ممزقا بالبرد و الموت !

تعلم جيدا بأنها لو حاولت بـ كل ما أوتيت من جهد أن تثنيه عن قراراته التعسفية لـ كانت ستنجح في لحظة ضعف و إستسلام منه ، كانت هناك العشرات من الخطط التي بإمكانها مساندتها في إعتلاء مركز المركبة بمفردها ، و إن إضطرت لـ حبسه في قفص ما و ليثور كالأسود كيفما يشاء ، فلن ينقضي الكثير من الوقت حتى يهدأ .!
و لكن هذا هو المقدر من الله عز و جل ، فـ لا تخطيط و لا ترتيب أجمل و الطف من أقدار الخبير بأمور عباده ؛

تمسـكت بـ ذراع عمر ، ليسندها الأخير فـ تهمس بـ حرقة فؤاد : شلون خليتوها تفوت قبلي ؟ ليش منو يحبه اني لو هية ولللكم؟

: حجييية قولي يا الله ، هية هم امه و قلبها محروق ، و هسة بس تطلع فوتي و شقد متريدين ابقي ، بس ترة مرح يحجي وياج فـ لتخافين ما بيه شي والله ، بس صاير عصبي هالايام

بعد حديث عمر إستنطقت الأخر : عليك الله ألن صدق نجحت العملية ؟؟

بـ لطف شقي أجابها الأخير : يمعودة و الله العظيم نجحت و اصلا جابت 99 ، خوش معدل رح تصير طبيبة مثل الجماعة

لـ تنهره بحدة : ألـــن لتحرق قلبي و احجي مثل الاوادم مو وكت شقاك ' مزحك ' التافه

ضحك ملئ شدقيه وهو يتابع ملامحها المضطربة غضبا و قلقا ، ليسكته عمر بـ تماسك مؤنب : وجع و قزرقط شنو هالضحك ، بمستشفى انته مو بـ قهوة ' مقهى '

: وجع بقلبك حبيبي
أردف قاصدا الجدة بذات الإسلوب الفكاهي : و إنتي خاتون مو صوجج صوجي اني عايف شغلي من الصبح و رايح اجيبج ، بس شقول ، إنتوو بيت صفاء متستحون بس تتأمرون عبالك ' كإنه ' الناس خداديم يمكم

توسعت محاجرها صدمة ، لتعقب صمتها بـ : طيح الله حظك على هالحجاية

و حينها أفلت ألن خيط تعقله مجددا ، ليملئ أرجاء الرواق بـ ضحكة رنانة أجبرت عمر على ترك الجدة و حث الخطى نحوه ليضرب كتفه بقـوة حانقة : لك حيوااان احترم المكان الي انته بيه لو إمشي ولـــيي يلللااا

: أوووف اووف اسف دكتور عمر ، هاي بعدك ممشتغل بالمستشفى و معتبرها مستشفى أبوك ، ترة هاااي اموال الدولة محد يقدر يطلعنـي
ليستطرد متابعا نظرات عمر التي لم تخف حدتها : اوو العفوو ، صحيح هية أهلية بس همين مو مال أبوك

لتستوقف سيلان جنونه بـ نبرة مرتفعة : وجــــع ألن كاافي لغوووة حتى نسيتني إبني نعلعلااا قلبك

هم من يقرصوا شياطين سخفه لـ تضحك ، ثم يأتونه بـ قائمة ملامة ، إبتعـد عنهما ضاحكا بـ نبرة متماسكة نوعا ما ليتوجه خارج الرواق الحاوي على ردهات الإستفاقة !

حالما إختفى تحدثت الجدة بـ هدوء سببه ضحكات ألن التي طمئنت قلبها قليلا عن صغيرها الساكن في الداخل ، فـ لو كان بحالة حرجة لما تحلى رفيقه بكل ذلك السخف : عمر يوم لينا شلونها ؟ شافت اخوها ؟ وليش مجبتها هسة

جمدت نظرته على إحدى بلاطات الأرضية ليـجيب ممتقع الملامح : الصبح جبتها ، بيبي صارلها اسبوع يومية يمه فـ تعبت كولش ، إن شاء الله من تطلعين اخذكم انتي وام علي لبيتنا و شوفيها

بـ قهر واضح تحدثت : أيا زماالة ، يعني هية هم تدري بأخوها و مقلتلي ، نعلعلاا قلبها ، تدري بية أموت و اشوف ابني و انتو من إسبوع تشوفوه و تقعدون يمه و مقايليلي ، شقوول عليكم

بـ لطف علق : لتقولين شي يا عيني ، إحنة بس ردناه يصير زين شوية و العملية تخلص و يرتاح و نقلج ، ندري بيج متتحملين يصير له شي

أردف بعد أن قرب منها احد المقاعد المتحركة المزودة لمن لا يستطيعون الانتقال ذاتيا ، فـ الرواق خالي من مقاعد الإنتظار الثابتة التي قـد يستخدمها الكثيرون كـ ' جلسة فضفضة ' متناسين من يربضوا على الأسرة بـ أجساد منهكة ! : قعدي بيبي ، تعبتي من الوقفة

إستنفرت بعجل : يمممة اسم الله تريدني أقعد على هالكرسي ، لا يوم إسم الله الرحمن ، اخاف يصير فال شر على ابني و يقعد بيه ، وخررره من قداامي وخررره ولــك

إبتسـم بشرود و حمد الله إن رفيقه السخيف قد غادرهم فـ لو سمع هذا التعليق لـ فرت ضحكاته الصاخبة حتى يرمونهم الثلاثة من نوافذ الطابق !

: مقتلي لينا شلونها ؟ اول البارحة جانت حيل صفرة ، عمر يوم قلي الصدق ، ترة لا عيب ولا حرام ، قلي لينا حامل ؟

نبضة
إثنتين !
لا بل ثلاث !!
تلاشين من دون أي بصمة أثر لوجود سابق في سجلاته النبضية ،
حاول السيطرة على تدفق الدماء الشرسة بـ إغلاق طرف الشرايين بـ إبهام متصلب ،
لتكون النتيجة سالبة ، فـ شدة التدفق تتناسب عكسيا مع قطر فوهة الأنابيب ، قانون فيزيائي لم يحضره وهو بهذا الوضع الغير منطقي !
لم لا تكف النسوة عن التلاعب بـ مشاعره الهادرة ؟
أ تحب إبنة حواء أن ترى عاشقا حالما فـ تتلذذ بـ نقر أوجاعه و لكأ جروحه الندية حتى تعود لـ تنزف ،
والدته تارة ، و الجدة أخرى !

وصل بأفكاره لـ جدار قاس اغلق عليه الدرب ، ليدفعه للتفكير بـ ' عقلانية ' ، اما زالت العنيدة تعاني من اعراض غريبة ،؟
فـ هو لم يجاور تواجدها منذ عودة أخيها ، غير عند توصيلها للمشفى و إعادتها !
فـ هي من إنزوت في شرنقة من الصمت قربه ،
و عادت لـ تلك الأنفة الكريهة التي تبرئت منها بفترة غياب علي ،
كلام العجوز الآن يؤكد بإنها ما زالت على نفس الحالة الصحية المتدهورة ، !

: يعني حامل ؟

: هممم ؟

همهم غير مستوعب ، لتكرر الجدة للمرة الثالثة : ما دام سكتت يعني كلامي صدق ، البنية حاامل

بجدية تحدث و أفكاره الآن منصبة حول صحة حبيبة القلب : لا بيبي شـ حامل يمعودة ، بس هية هالايام مدري شبيها

: مـ وديتها طبيب ؟

: لا والله ما عندي مجال

بـ ضيق و نفور تساءلت : ليش شعندك يمة ؟؟ مو طلقتها لذيج البنية ، هاهية بعد ما عندك غير بتنا ، و اذا متقدرلها هية هم طلقها
رفع حاجبيه متفاجئا من هذا الهجوم الشرس ، ليستفسر بـ إهتمام : خير حجية شبيج ؟ ليش هية قايلتلج شي ؟؟

: ليش خلفة صفااء هم يحجون ، ذولا يشلعون قلب الواحد و يحرقوه و همة باردين و لا عبالك .. والله موتوني هية و اخوها ، واحد انقس ' أتعس ' من اللاخ

إرتسمت شبه إبتسامة يمين شفتيه ليهمس متفهما : الله يرحمه ابوهم جان هيجي ، شقد جنا نعصبه اني و الولد لما نسوي هوسة بالفرع ' الحي السكني ' ، يعاقبنا من يعوفنا و ميرزلنا ' يعنفنا ' ، يخلينا ناكل بنفسنا ننتظر شوكت العقاب

بـ حنين تنهدت : آوووف عليه ابو علاوي ، الف رحمة على روحه بهاليوم ، و الله جان رجال بس بتي طايح حظها ، هسة زين حالها .. رجلها مشمور بالسجن و بجرها يكرهها و ...

إستوقفها عن إتمام أحاديث شخصية لا حق يؤهله لسماعها : كلها قسمة بيبي ، لتقولين هيجي عيوني ، و إن شاء الله كل شي يفرج

: إن شاء الله يا امي ، بس إنته دير بالك على لينا فدوة لعمرك ، ولك هية صدق لسانها فالت و وكحة بس والله قلبها طيب ، بحجايتين تتقشمر ' ينضحك عليها ' ، و هية ورة الله ماعدها غيرك انته و علي ،

صدقيني سيدتي ، إبنتكم إعترفت بأن ليس لها من بني البشر غير أخيها فقط !

أردفت الجدة بصدق وهي تتابع غمامة التوتر الناضحة بـ نظرته : تدري اني قلبت الدنيا على علي من عرفت بيه مزوجكياها ، مو نقص بيك لا يشهد الله انته و ألن رياجيل ينشد بيكم الظهر ، بس لو هالاثول شوية يعقل و يعوف خبالاته احسن
و بعد تنهيدة بررت : بس امي خفت عالبنية شلون تاخذلها واحد خاطب ، شغلة لا صايرة ولا دايرة ، و اني صدق لينا مو بت بتي ، بس والله حبها معجون بقلبي مثل حب اخوها

ذاك هو الجرح ،
هيا إذا يا مملحة ، إقتربي رويدا و رشي بمحتواك فوقه ، بـ روية !
فالـ ألم البطئ أكثر وقعا على الجسد ، فـ دوامه أطول ، و أثره أعمق ،

و ربك يا جدة بـ أن لك من بني البشر شبيه ،
فـ صغيرتكم إنعجت بالفؤاد منذ أمد أخطئ دوما بـ عده ، أ كان منذ أن ولدت ؟
أم بعد ذلك ؟ و لكن حدسي يخبرني بإنه سبق ولادتها حتى ،
فقـط لو تستكين بـ عرشها الملكي الراسخ بـ عنفوان في مجلس القلب ، لتحكم مملكتها الخاصة ،
لكنها عنيدة ، و مغرورة ؛
و متمردة بـ حق !

إستدار مع العجوز حدو الباب الذي شرع ، و ثبتت نظراتهما على وجه والدة علي المنتفخ إثر العويل ، لـ تتقدم والدتها نحوها فـ تبعدها عن الطريق بـ يمينها و تخطو الغرفة متهللة الوجه بعد أن لمحته بنصف إستلقاء على السرير و حدقتاه تنظران نحوها

أهازيج الفرح أعلنت إحتفالاتها لتصيح منفعلة : يمممة اببنني ، عمررري انتته ، سووودة على بيبييتك ان شاء الله

وصلت عند رأسه لتحتضنه بـ لا إنتظار لـ ردة فعل واحدة ، أمطرت رأسه بالقبلات ذاكرة الرحمن كل حين ، فـ هو الذي رحم نابضها و رزقها رؤية صغيرها مجددا ؛

بدأت بمسح جبينه المتخدش بـ راحتها الحانية لتهمس قلقا متهدجا : يمممة ترووحلك فدوة بيبيتك ، شلوونك بيبي ؟ أمي إنتته شـ ديوجعك ؟ إنكســرت إيييدهم ان شاء الله ، الله ينتقم منهم ان شاء الله ، بس قلي يا عيون بيبيتك شنو الي يوجعك

لامست عبرتها شغاف القلب لتوخزه فـ توقظ الألم من قمة سباته ، فتسلل الضعف بـ صوت و صورة أمام جدته أثر نزيف مشاعرها : صدري ، حيل يوجعني

والدته و عمر لم يفارقا عتبة الباب ، لينصدم الإثنان من بؤس كلامه ، و إختلطت صدمتهما بصرخة جدته مولولة و منتحبة !
لم تشأ تصديق ضعفا يستنطق الحجر يندفع من حفيدها المستبد ، يا لقهره الذي أودى به لـ إرتقاء سلم الخدر العقلي ،
فـ ليس بعقله وهو يتحدث بهذه الطريقة ، بالتأكيد ليس بعقله !!

والدته إكتفت بـ فض الدمع من على خديها ، و نظراتها منصبة نحو منظر بكرها ممرغ الرأس في حجر والدتها ؛
و كإنها هي من إحتضنته في رحم الأمومة فوق الـ تسعة أشهر ،
و كإنها هي من در حليبها لـ قتل جوعه الباكي ،
يا إلهي ،
نست من نبت بالرحم من أجل من نبت بالقلب !
أ يعقل هذا ؟
و ها هي تفقد كليهما ، فـ واحد بـ غيبوبة روح ، و الأخـر بغيبوبة عقل !
أ حقدها على والده ألزم عليها دفعه من امام فوهة الفؤاد لتتركه كـ متسول يتيم ينتظر رغيف حب من قلب غني بالمشاعر الأموية ؟
فعلتها و تركته ،
و نشأ كـ فقير إعتاد جسده على الحرمان ، حتى تشبع من اللا إشتهاء ،
فـ إكتفى بـ ما لديه من فتات وجبة عاطفية و إنتهى ،
لا يهمه إن وجد وليمة محضرة له ، لن تخطف أنفاسه و لن تسرق أبصاره ، فـ سيدفعها بـ طرف إبهامه ، مكتفيا بذلك الفتات الذي لا يغني معدة عصفور عن جوعها !

إلتفتت نحـو رفيقه الذي حدثها بـ إسلوب لطيف : خالة ، إمشي نقعد بالكافتيريا لحدما ترتاح الحجية و ناخذها و نروح

هزت بـ رأسها متفهمة ، لتتبع تفهمها خطوات ساقتها خارج الغرفة الصغيرة ، شاعرة بـ خطى عمر من خلفها بذات البطئ الذي تسير به !


؛




أما عندهما ،
فـ إكتفى هو بتلك الجملة القصيرة الحادة النهايات ،
فـ شقت صدر جدته لتمزق نابضها المترهل لـ عمر قضي بـ حروب لا نهاية تحصرها ،
لملمت بعثرة أنفاسها بإستجداءات متكررة من الكريم ، ليكرمها بـ تماسك عجيب بوقت كهذا ، فـ إستكانت على ذات السرير ، لتلتمس وجع صدره الذي يشكو منه ،
ويل قلبها إن إحتمل شكواه !
ما أشقاك يا إبن صفـاء ، قل لي يا ولدي ما أوجع هذا الصدر ؟
أ قلبك إحترق بداخله لـ رؤية تلك تبتعد عنك أمام مرآك ولا حول لك لـ تبقيها ملتصقة بـ ظهرك كما إعتدت أن تفعل منذ أسابيع ؟
أم إن رائحة إشتعال الأظلع هي من سببت إحتقانه بـ ما لا يوده من أبخرة تخنق الأحساس فـ أوجعته ، ؟
أ حببتها يا صغيري ؟
أبعد أن ملكتها صار فقدانها كـ رشفة سعير ملتهب ببلعوم مخدش بـ أشواك صنوبر ؟
أخبرني علتك و سـ أستجدي دواءك من البارئ الشافي ،
فقـط تحدث يا بني و لا تتجرع السعير بمفردك ،

نطقت بما يدور في خلدها بتوسل مرير : سودة علية يوم ، قلي شسويلك و يروح عنك الوجع اروحلك فدوة اني و عشيرتي ، فهمني أمي إنته شتريد ؟ تـريد مرتك ؟ و الله اذا تريدها تجيلك اليوم و هسة و غصبا على ابوها و على الخلفوهاا

كاد أن يبصق دما حينها !
أ هذا ما سيفكر به الجميع حينما يشهدون إنهياره الصعب الإستتار ؟
فقدان زوجة !!!
أ يرونه ضعيفا لتعيقه إمرأة عن تمالك النفس و مطالبها ؟!
عقولهم النظيفة لن تستوعب وحل القذارة الذي مرغ به و أجبر على إبتلاع لقم من محتوياته المرة ،
إن بقـي هنا سيفقـد هذه الستارة الرقيقة ، لتسقط امامهم موضحة ما خلفها من ركام رجل بائس و مقعد أمام الإنتهاكات !
رجل نفي في جزر اللا ' رجال ' حتى أخر حياته ، فـ بلاده إن علمت بـ ضعفه امام إحتلالها سـ تسحب منه هوية الإنتماء جبرا ، و لم ينتظر تلك اللحظة ؟
ها هو الآن يمزق إنتماءه لـ معشر الشجعان فيتحرك مهزوز الخطى محني الظهر نحو أراض يسكنها أشباهه
كم هو عظيم الشعور بالندم ، ذاك الذي ينهش في لحمه فيأكله حيا غير آبه بصرخاته المتوجعة ، فـ لولا غطرسة الثأر و لعبة الإنتقام لما فقد أرضه و بلاده و قبلهما رجولته !

إطالته بالصمت دعتها لـ سقيه البعض من كأس مرارته من دون نية أو قصد : قلي أمي ، بس قول اريدها والله تجييـ ـ

بترت جملتها إثر حدة كلامه : لتجيبين طاريها ، إعتبريها ماتت
ليستطرق بعد رؤيته انعكاس ردة فعلها بقزحيتيها النرجسيتين : كافي بجي

توسلته رأفة قلبها : قليييي ليييش صدرك يوجعك ؟ شسوولك الـ *****

لم يعد هنالك صدر يا اماه !
لم يعد هنالك شئ يبث بي الحياة ؛
ما عدت أنا ،
لست بحفيدك و لست بأخ لـ تلك اللين ، و لا رفيقا لـ عمر و ألن
لست من هذه المدينة ،
فـ مزقت إنتمائي و حرصت على إحراق سجلاتي القديمة بـ موقد أثري ،
لم أعد منكم صدقيني
وجودكم بالقرب لن يغنيني عما فقدته
بينما وجودي سـ يوشم بـ قلوبكم أقبح الافعال ، و أبشع الذكريات
متعب يا جدتي و مرهق ،
اجفاني ثقلت ولا طاقة لي لإبتلاع النفس أو إستنشاقه !
قلب بين الاضلع بحاجة لإن يأخذ قيلولة أبدية ،
و أذرع فـ أقدام هامت بـ الإستلقاء و عشقت تفاصيل اللون الأبيض المحيط بي ، لتتمنى أن تلف به قريبا ،!
آه على حفيدك يا إمرأة ،
يحتاج أن يغمض عينيه أبدا ،
أ لك أن تسألي الكريم بـ تعجيل إرتداءه لـ ذلك اللون ؟
هل تفعلينها من أجل حفيدك المفضل أم ستبخلين علي راحة سرمدية ؟
كم سيكون جميلا لو أستطيع ذرف دمع كـ دمعك يا حبيبة ، أعتقد حينها بأنني سـ أشرع ابواب الهم لأقذف القليل منه خارجا ، أعتقد بغير يقين !

صفحة سـوداء محترقة ،
لن تطوى يا علي ،
لن تطوى هذه الصفحة و إن إستقتلت لـ طيها
و إن إنطوتْ يا أنت ،
ستعتصر بينْ صفحـاتها إمرأتك
أ مُستعدٌ أنت لإعتصارها بينْ طيات الذاكرة ؟
لِمَ لمْ تُطلقها و تطلق سراح قيدها ؟
تريد لـ جيدها الإلتصاق بـ قيد مِعصمكِ و هي هناك ، بينهم !!
رغم علمك جيدا بأن إبنة قاسم لن تكون لكَ بعد الآن ،
لن تلتقيا و إن مضى من العمر أطوله
و إن إلتقيتها لنْ ترى تلك الحسناء
بل أخرى ،
بـ نظرات قاسم .. و دمِ هشام
أخرى عدُوة لكِ
أخرى أدميتَ نابضها بـ هجرانكِ .. و بـ وعدُك باللا لقاء






على وعدٍ

بألا نلتقي أبدًا

فقد ضاعَ الذي نهواهْ

هو الماضي

وليسَ سواهْ

وآهٍ .. آهْ

على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ

وضيَّعناهْ

تَحدّيناهْ

وصدّقنا الذي قلناهْ

وجرَّبناهْ

فلا عُدتِ ..

ولا عُدتُ

كلانا تاهْ

وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ

أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"

وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ

سقطنا دونَ أن ندري

فيا ويلاهْ

ويا عشقاهْ

ويا خوفاهْ

خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري

ولا أملٌ بأيِّ حياةْ

لذا أدعو على قلبي

بكلِّ صلاةْ

لأني حينَ ضيَّعتُكْ ..

أنا ضعتُ

بأرضِ اللهْ

بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ

وها نحنُ ..

ختمناها

على مأساةْ



عبد العزيز جويدة



.
.
.




ضَلَّتْ مَشاعرُنا الطَّريقْ

والأُفقُ في صَمتٍ يَضيقْ

حتى المَدَى

أضحَى بهذا الكونِ

خُطْواتٍ قِصارْ

فيها نَسيرُ وتَنتَهي

والمُبتَدا كالمُنتَهَى

ليلٌ وبعدَ الليلِ ليلْ

قد خابَ ظَني في النَّهارْ

ضاقَتْ علينا في الحياةِ حياتُنا

ثم انكَمشْنا

مثلَ القواقعِ في المَحارْ

عارٌ علينا .. أيُّ عارْ

أن نَترُكَ الحبَّ الذي مِن أجلِهِ

جُبْنا الصحاري والبِحارْ

ونَفرُّ مِنهُ أمامَ أولِ لَحظَةٍ

فيها يَكونُ لنا اختِبارْ


عبد العزيز جويدة





جهاز صغير سقط منها لتتقيأ رعبا و شوقا و موت !
لم تشأ تصديق حديث شقيقتيها ، و لكن ها هي ظنونهما تعتلي المراتب الاولى في ارض الواقع ، بل المصائب الأولى ؛
إحتقن وجهها بالدماء و بسرعة الضوء تتابعت تخيلات إسطورية لمستقبل و إن بعد فهو قريب
عادت لتتقيأ مرة أخرى مستضعفة الحال و الروح ، تكاد المعدة تخرج من جوفها لشـدة الوجع ،
كإنه يأبى إلا أن يترك خلفه أثرا كـ أقدام غول فوق أرض صخرية ، فلا عاصفة هوجاء بإمكانها نثر الرمال من جديد و طمر الأثر ،
و لا غيث سماء قد يروي صحراءها فـ تندمل و كإنها لم تكن ،

شعرت بالباب يفتح عليها ، لتهمس متآكلة الصوت : شصـار ؟

فتجيبها نبرة مرتاحة من شقيقتها الوسطى : مـ لقوا عليه أي إثباتات و لتقولين شلون .. بس أقالوه من الشغل ، و هسة قالـلنا نتحضر رح نرجع للأردن

إلتفتت مرعوبة من هول الجملة لتتبعثر حروفها وجلة فوق شفاه مزرقة : لـ ـ أ ، شلـ ـون نروح ؟؟

إقتربت منها الأخرى لتمسك ذراعها فـ تخرجها من الحمام ، متمتمة بـ لطف و شحوب ملامح صغيرتهم يكاد يبكيها : عمري انتي ، بابا بعد ميقدر يبقى هنا و انتي تدرين ، الأحسن نروح ، حتى علي هيجي رح يبقى بأمان اكبر

إرتجفت الحروف على اعتاب الثغر ، لتفرزها بـ نحيب : لاآ ، بالعكس اذا رحنا رح يدز عليه جماااعة و يـ ـ

: إششش لتخافين ، محد رح يسويله شي ، بابا خايف من العيون الي عليه و بعدين مدااام هوة سكت و مـ اعترف لا على بابا و لا على هشام الله يرحمـ ـ ـ

: الله ليرحمممه ان شاء الله ، شلون تدعيله و انتي تدرين بسوايته السوودة ، الله العالم هسة البنية شلون حالها ، شلون مرت شهرين عليها وهية فاقدة ابوها و اخوها و شرفها

: جلنااار ، نصي صووتج

: رووشن وخري ، يللا طلعي و عوفيني ، و قولي لابوج ما اروح لمكااان بدون ما اعرف عن علي شي ، أصلا ما أسافر لو يقطعننني

صرحت بذلك ساحبة بـ نفسها من راحة شقيقتها ، لتشير نحو الباب مزمجرة بغضب اعتاده اهل المنزل : يللااا طلععععي وعوفيني بظيييمي

: هالخبااال هذا ما رح يجيب نتيجة ، فكري بعقل شلون تستفادين من هالسفر

: أستفااد ؟ ليش بقى بالعمر فاايدة ؟ روشن دخيل الله عوفيني

: لج زمااااالة ، شرطي على بابا تسافرين و ليفتح موضوع الطلاق الغيابي بعد ، تدرين هسة خلصت مشكلته و طلع منها سالم رح يتفرغلج و تدرين اسهل شي يطلقج من علي

شق جيب الصدر ،
ليصرخ القلب
محتاجا والله
و مشتاقا
ضمآنا و جائعا !
صومه سيـأكل عمره بـ قضمات نهمة !
أحتاجه رغم إنه لفظني من رحم ذاكرته و أيامه كإنني لم أكن له يوما ، و كإنه لم يسترسل بـ لف جسده الثعباني حول قدي الضئيل حتى اعتصرني فـ تقيأته عشقا ، ليجبرني على إرتشافه مجددا ، بل و التلذذ به رغم مرارته !
آه ، و ألف آه !
حتى العظام تهشمت و كإنني أسمع الآن صوت طقطقتها ، فـ إعتصاره كان عنيفا ، أسال كل ما بي !

بهمس مستقتل للامل هتفت : لج هووة ميريييدني ، رووشن شهرين مسأل عليية و ما اعرررف عنه شي ، محد طمنني عليييه ، قاايل لاهله بعد ميريد اي صلة بية ، اختتتته الي جانت صديقتي صارت تشوفني العدو الي دمر اخوها

هدأت من ثورتها تلك الشقيقة بـ عطف رؤوف : إششش عمري على كيفك على نفسج فدووة لعينج ، تدرين مو زين عليج ،، و بعدين عبد الله قلج هوة زين ،

: شــوكت قلي ؟؟ قبل اسابييع ، روشن ليلي ما انااامه واني ما اعرفه وين ، و انتي تقولين ابوج ميكتله ، منوو قال مكاتله و خلصان

: لو كاتله مجان لح ' أصر ' على طلااقج منه ،، و بعدين لتنسين هذا ابوج انتي هم ، جلنار لتخلين الي صار يموت روحج و ينسيج منو احنه ، و علي اصلا هوة الموطبيعي ، إذا اهله الي همه أهله عافهم و اختفى ، تريديه يسأل عليج انتي ؟؟ ليش من شوكت حسيتي بيه انسان مثلنا عنده احساااس ؟؟

لتستطرد بغضب أكبر : رح اقول لبابا شرطج ، و صدقيني رح يقبل ، لإن هوة اصلا يريد يعاقبج انتي هم و يبقيج طول عمرج معلقة و متذوقين الحياة

لتسخـر بصيحة مزقت ثوب العقل و إغتصبت أرض التماسك : ليش اني اقدر اذووق شي ورة مـ رااح ، أني متتت ، من يوم الي عاافني بعد ما اريييد اكمل حياتي ، علي ... علـ ـ ـي جااان كل شي ، شلووون انساااه و كل شي بييية ملكه ، رووشن فهميني شلون انساااه واني افز من ريحته الي بعدهه بصدري ، و الله مـ ينسي ، إلي شفته وية علي مـ ينسي للموت !





.
.
.






زهرتك الحمراء … لما تزل

ترقرق الاعطار

في مخدعي

وترقص الأحلام في غرفة

أرقصت دنياها على أدمعي

كوني كما شئت

فإني هنا

أقيم في أوراقها مرتعي

وأرتمي …

في طيبها

فراشة محمومة لا تعي

*

من بسمة حالمة …

من رؤى

تهفو على أجفاني الساهمة

أطلقت أيامي تعبّ المنى

من شفتي زهرتك الحالمه

وكلما همّت بتقبيلها

خفق انسانيتي الآثمة

ارتعشت …

بالله …

لا تعتد

قد اودع الطهر .. هنا

عالمه

بلند الحيدري



؛



جبين شديد البياض مزدان بـ قطيرات ندى صغيرة ،
و صدر عريض يرتفع فيهبط بتتابع عجول ، جسـد ينقبض كل حين لـ يرتخي فـ يظن المتابع بأن المستلقي قد سلب أدنى طاقاته ،
و ربما قد فقد روحه أيضا ، ليصدم بـ إرتفاع جديد للحجاب الحاجز رافعا معه محتويات الصدر ، ثم يرمي بها بقسوة مجددا ، فتتقلص عضلات الكتف و الذراعين ، و من ثم البطن فـ الأرجل و هلم جرا !

و في النهاية يقفز الجسد العاري صدره بـ أكمله بأنفس تتعالى مع ضربات قلب يكاد يخترق صفائح الجلد و يجد له مهربا مما يعانيه كل ما غلبه سلطان النوم !
سعل بـ تكرار و راحة يمينه تدلك مقدمة رأسه بـ قسوة ،
إعتاد الكوابيس ، فـ أصبحت كـ فلم وثائقي مقدس يجب أن يتابع كل ليلة ، لتكون النهاية مأسـاوية كل مرة أكثر من سابقاتها ،
إلا إن هذه المرة إختلف كل شئ ، لم يرى سارة أو هشام و لا حتى قاسم !
بل ظن رؤياه كانت حلما جميلا في بدايته ، بالأحرى ذكرى سحيقة هيضتها أشجان إحتضان هذا السرير لجسده ، شعر بها مجددا ، برجفتها السابقة و دموعها المستجدية لكي يبتعد رغم تمسكها بعنقه كـ عاشقة لإلتهام حبيبات الجمر ، و متمرسة على دوس الشوك بقدمين حافيتين ، !
إسترجع ذكرى الحديث الذي ما زال يرن بـ أذنه كـ إنما بالفعل حدث و ليسما حلم أو ذكرى فقط ،
إعترافها المجنون الذي لم يكن في محله أبدا هو ما دفعه حينها لإتمام مهمة الاغتيال تلك ، ظنا منه بأنه سيجهض أجنة العاطفة المتكونة في رحم المشاعر ، !
لكنه فشل ،
بل جاءه من التواءم عشرة ، و من خلفهم عشرة ، و من أمامهم عشرون و أكثر !
يا إلهي و كإنما للتو قد لامس ملامحها المتشققة أوجاعا و خدوشا ، و الله يشعر بطعم دمعها و لهيب بكاها ، أ حلم كان فعلا أم إنها زارته و من ثم غادرت ؟
أ جاءته لـ تنثر من العبق أطيبه في لهيبْ شعرها لتشوي به وجهه و صدره و تتركه يُصارع فقدانها لتوه فقط

عاد ليرمي بـ نفسه فوق مخدع لطالما توسدته بـ قدها المتهالك مرضا و حاجة لأهلها ،
أما تلك الوسـادة
آه يا تلك الوسادة
مملوءة بـ شعر حالك كم إستهدفه حلالا و غير حلال !
شعرٌ ما زال عبيره يشق جيوبْ الأنف كُل حين ،
كمْ إشتاق رؤيتهِ .. فقط رؤيته و إن لم يتجاوز الأمنية بـ لمس له !
أ ما زالت تبكيه حتى الآن ؟
أ أنزل الدم من مآقييها كما رآها في الكابوس الحالم ؟

شعر بحاجة نفسه للإحتراق ،
فـ سحب جسده ليصاحب الحركة تأوهات بطيئة و تقلصات فخذ يكاد يستغني عن الثغر الصامت و ينشئ لنفسه ثغرا يسمع شكواه و يصيح لوجعه ، ثغرا متمثلا بـ تمزق خيوط الجرح

رفع علبة السجائر من فوق الطاولة القريبة الصغيرة ، لـ يستنشق الاحتراق و يلتهمه بـ جشع ، إرتخت اعصابه بعد الـ 7 اسطوانات السم التي تغتاله بدراية منه و علم مشكوك بأمره ، فـ أحداث مزقت جدران الذاكرة أنسته ما تعلم منذ سنين ، و شوشت معلومات اختصاصه القلبي !
قرأ مقالا في السابق لكاتب يعجب من العلاقة الحميمة بين المدخن و سيجارته ، فهي تحرق نفسها لأجله وهو يقتل نفسه بها ،
ربما بعض البشر تكون علاقتهم هكذا
كما هو و تلك ،
فـ إنتهت لأجله وهو أكيد ، و هو تذوقها رغم علمه إنها الفاكهة المحرمة !
لم لا تتوقف عن حشـر ذكراها فيه ؟
يكفيه ما به من مصائب والله ،
عليها ان تكف عن التطفل و لتبتعد ،
لم يعد قادرا على تحملها هي الاخرى
ما حدث افلح في حرق بنايات ذاكرته طابقا تلو اخر ، إذن لم أبقاها هي من بين الجميع حية ترزق في غرفتها الصغيرة ؟
لم ما زال يستنشق عبق شعرها عند كل لحظة حنين ؟
لم يـود أن تكون هنا من جديد ، ليتذوق طعمها المر ، و يتقيأه بعد ذلك ، فـ هي إبنة قاسم
لو لا والدها و إبن عمها ما كان سينفى هنا بلا أهل و لا أصحاب ،
لم يبرئ الوقت الا الخدوش الرقيقة ، أما ذلك الشرخ العميق الممتد من الظهر الى الصدر فلا طب يداويه !

أ جنون مس بالعقل في ليلة الـ ' عيد ' هذه ؟
علي ،
حذار من تخطي حدود المحرمات مجددا ،
فعلتها مرة وهنا .. فـ إنظر لـ عقابك ،
تعقل وإترك عنك ذكراها ، سيموت يوما ، بالتأكيد سيفعل
و إن تمكنت هي من التجول في الشرايين بريبة كـ طفل تائه يريد صدر والدته ، لن تكون أنت دليلها لذلك الملجأ ،
لن تأخذها حيث الفؤاد ، و لـ تبق حائرة بين اروقة الشرايين و محاطة بالكتل الدموية التي إعتادتها لونا و رائحة و طعما كما تفعل أنت !

ساعات فقط ، تفصل بين حياة و أخرى لا تقل عنها جحيما ، ساعات و يتمزق القلب أي تمزق !
يرتحل نحو اللا مكان ، مع اللا بشر ، فـ بعد رؤية ذلك الوجه أيقن أن مالكه لم يعد من بني البشر ،
و هو أحد الأسباب في تلك الحالة اللا بشرية ، و عليه إعادة بناء تلك النفس و لو حطم نفسه ، قرر و إنتهى الأمر ، و ساحة الإعدام مجهزة بالعتاد ، لم يتبق سوى رأسيهما ليتعلقا في مشنقة الاعراف و الاحكام !
سيبتاع قطرات رجولة خسرها بتوثيق يديه ، و إن كان الثمن نفيسا ، أغلى من الذات ، بل أغلى
عيد هو الغد و مأتم ،
المغادرة حق و واجب يقتضيه وضعه ، إن بقي هنا ستأكل أعصابه بعضها ، حتى ينتهي كـ معتوه أو أسوأ حالا

ضاقت عليه جدران الحجرة و سعل بصوت مرتفع و هو يعتدل بجلسته على السرير ، فـ إستنشاق سموم سيجارته و هو مستلقي قد قلص فوهات القصبات و كاد أن يخنقه ، و لكن وافر العمر ما زال بحوزته ، !
أطفأ السيجارة الأخيرة بـ غضب في المنفضة قربه ، ليدفع بها و محتواها ارضا ، فتمتلأ الغرفة رذاذا من سموم ، فـ يرحب بها هو ، ليستضيفها بكرم حاتمي في حويصلاته الثرية !




مُستقيلٌ و بـِ دمعِ العينْ أمضيِ
هّذهِ الصَفحَةَ مِنْ عُمريِ و أمضيِ
لم يعُد صَدرُ الحبيبِ مَوطنيِ
لا و لا أرضُ الهُوى المذبُوحِ أرضيِ
لمْ يعُد يمكنْ أن أبقىَ هُنا
فـ هُنا يبكيِ على بَعضيَ بَعضيِ

؛


أخبريِ من عنْ هُوانا سائِلُ
أن هذا القلبُ مُحتاجاً لِـ نبضِ
هذا إن غادرتُ دُنيا حُبنا
فـ الهُوا عَهدٌ سيبقَى دُونَ نقضِ

و إذا حانتْ صَلاةٌ
.....
فـ إجمَعيِ بَعضَ دَمعيِ
وَ تَوضيِ ...
طهرَ الدَمعُ ذنُوبيِ كُلها
و سَقـا أرضَ المُحبينَ و أرضيِ


؛

إنثري شَعرَكِ حُوليِ .. إنثريِه
و معاٌ أخر ليلِ العُمرِ نَقضيِ
هَكذا يُصبحِ مُوتيِ مُدهشا
عانقينيِ ..
قَبليِ عينيَّ و إمضيِ


و أعذرينيِ .. يـا " حياتيِ "
لمْ أعُدْ قادِرا إلا على الصَمتِ لـ ترضيِ
و وداعـاً
يا أحبائيِ وَداعـاً

أنـا مُتعَبٌ ، و العَينُ تَحتـاجُ لـ غمضِيِ







.
.
.


نهايةْ الإدانةَ العاشِرةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 31-10-12, 06:25 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 


بسمْ اللهِ الرحمنْ المنآنْ ،
آحبببتي ِ ..!
كَم أحب إنتظآركم المتلهف ، و تيقنوا بـ أن لهفتي للقاءكم أكبر ،
كُل حرفْ كتبتموه زف في القلب عُرسـا
و يا لسـعآدتي لكثرة الأعراسِ و الأهازيييجْ المُبهجة في الفؤادِ
لو تعلمونْ التعب الذي أصـابني و أنا أكتب ، والله قضيت أربعة ليالي بأيامها كـ مُدمنة كتابة !!
و أحمد الله الذي وفقني لـ كتابة إدانتين متكاملتين إن شاء الله
نويت أن أنزلهما سُويا ، لكنني خشيت أن ترغمكم الأطالة على التسرع بالقراءة ،
و أنا أودكم أن تتذوقوا حروفي بالضبط كما أطهوها بـ بطئ كي تكون لذيذة و شهية ،،
فـ سأترككم مع احداهن ، لتتنآولوها بـ نهم ، و بعد فترة قصيرة إن شاء الله أدعوكم لتنآول الأخرى ،
و لكن إدعوا لي توفيقا من الله أحبتي ، فـ قد قضيت أيام العيد المفترض أن أتخذها ساعات دراسة في الكتابة لـأحبتي الذين يسكنون الفؤاد ،
أما أستحق بعد ذلك التعب دعاءا بـ فك شفرات الأدوية و محتوياتها لـكي تترسخ بين أروقة العقل ؟!
حُلم كما تعلمون تُحبكم حد اللآ حد ،
و تتمنـى من الله عز وجل أن تكون واقعا جميلا تنتـظرونه بشغفكم الدائم ، و بـ دعائكم لـ تحقيق ما تحلم به ِ
فـ أنا لا أحتاج سِوى دُعاء صادق و قلوب أنقى من سماء الربيعِ


//

صلآتكم أحبتي قبل كُل شئ ،
و من ثُمْ


كُونوا معي في




الإدانَة الحَـآدية عَشَـرْ


،


انظر لما يفعله المحتلُّ في العراق
يبني لنا مدارس الشقاق والنفاقْ
وإنما اغتصابه العذارى
يعدُّ من مكارم الأخلاقْ
وها هو يجدّ مسيرة الحرِّيهْ
ليمسخ الإنسان والهويّهْ
يقتحم المنازل العزلاءْ
يغتصب الآباءَ والأبناءْ.. ياويلنا
فنحن نقتل بعضنا من شدة الذكاءْ
لو نحن يا سائلنا نوحد الجوابْ
لونحن يا عراقنا نوحّد الخطابْ
نصرخ بالدخيل والمحتل والمأجورْ
كفى بنا تناحراً.. فار بنا التَّنور
بستاننا لا يأمن الذئابْ
لنظهر البيت ونكنس الذبابْ
بلادنا نبيلة طاهرة الترابْ
بلادنا النعمان والحسين والكنديّ والسيَّابْ



كريم العراقي





؛





لـ صباحات الأعياد لذة كالشهد
و لسعة كـ الجمر !
و شتان بين النكهتين ،
يومها تجلس منزويا ، تنطوي الأحزان فوق بعضها ، لتتلألأ الأفئدة بـ دموع المهج ، و كإن الفقد قد حدث توه ،
و كإن الأحبة للتو إنطوت فوقهم أتربة القبور ، ليتركونا نصارع ألاما خلناها افلت بنجم قسوتها ،
لتبطش بنا مجددا ،
و مرتان في العام ، بل ثلاث !
فـ أول أيام شهر الفضائل يشابه العيد ، بـ لذته ، و لسعته !
وخز الإبر في صدر الإشتياق يؤلم ، والله يؤلم ، و كيف الحال لمن إمتلئ صدرها بـ التكتلات البشرية المفقودة ،
تلك التي فوق خساراتها حرمت من حيطان و اسقف فـ أبواب ،
اجبرت على أن تلسع في أرض ليست بأرضها ، و بين قلوب لا دماء مشتركة تصب و تنبع تباعا بها و منها !

إستتر الحزن خلف قناع متقن الملامح ، بحدقتين باردتين ، و شفتين تكتنزان غرورا ، و أنف يعلو بـ مجد شامخ ، و كإنه يعود لـ بلقيس عصرها الأبي !
إكتفت بـ رفع المتمردة من الخصل بـ كرة مهملة فوق رأس تنقره الاوجاع منذ بدايات الفجر و حتى إنتهاء ما قبله بـ ساعة !
بحركات بطيئة نزلت من على السرير الواسـع العائد لـ تلك الحنون ، لتعود فترتمي فوقه بلا حول لها يذكر ، شددت إطباق الجفون فوق بعضها البعض ، منتظرة بـ إعتياد زوال اعراض ذلك التخلخل المشكوك بأمره ،
و كم طال الإنتظار حتى تمكنت بـ شجاعة من النهوض و التحرك نحو باب الحجرة الموصد ، آملة أن لا تجد أحدا من أصحاب المنزل أمامها ، فـ أمنيات العيد تتلى فوق أسماع القلب ، راجية من الله أن تتناقص ساعات النهار ، فـ تتلاشى تلك التي لليل ، و تنتهي الثلاثة أيام من دون تصادمات مع بني البشر ،
و لكن أماني كهذه ليست سوى سرب من حمام ضمآن ، هدفه يقتضي أن يصوم ماءا لـ عشرة أيام أخر ، أو يستطيع حينها من إكمال مشـواره ؟
أم إنه سيهوي قاع المعمورة ، بـ جناحين ترفرفان بحثا عن واقع جريح ، ما زالت للأماني حدودها الخاصة الممنوعة من أن تعتب بـ أقدام طفل ما زال الى الحبو اقرب !

سمعت لهم ضحكات متوالية ، تردفها تهاني عيد بهيج ، و كإنهم لم يفقدوا ابا ابدا ، أم أن لوجودهم مجتمعين بـ خيمة من عباءة الحنون يقيمها وتد العمر بإمكانه الإنتصار على غزوة الوجع المتغطرس بجيوشه الرعناء ؟
إسندت وهن الجسد بـ كف ترتجف على الجدار الاقرب ، لتتوسل ذرات الهواء من ان تعانق حويصلاتها النهمة ، فالمجاعة إستحلت الرئتين بـ شعوبها الفقيرة ،!
و بعـد وهلة لم تطل ، عادت مجرجرة ساقيها كـ حافي قدمين و متوهج الجسد إشتعالا يجرجر قضيبان من حديد سميك على أرض تعكس حرارة أغسطس





؛





ما يفعلُ المشتاقُ يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديَّه

وبيننا الأبوابُ ، والحُرَّاسُ، والأوامرُ العُرْفيَّهْ..

وبيننا أكثرُ من عشرين ألفَ سنةٍ ضوئِيَّهْ..

ما يفعلهُ المشتاقُ للحُبِّ، وللعزف على الأنامل العاجيَّهْ

والقلب لا يزالُ في الإقامة الجبريَّهْ..


نزار قباني






و كإنه لم يشهد يوما اي عيــد ،
و كإن الـ ستين ' كل عام و أنت بخير ' لم تكن سوى وهما ، أو حلما .. أو لا شئ !
أول أعياده ها هو ، أعذب الأمنيات و أنقاها متكتلة في دلو عظيم يقبع امام انظار قلبه النهم ، ليصب لنفسه كؤوسا تمتلئ حتى الاندلاق ، كؤوسا تبرق بـ كرستالاتها المبتهجة ، مستبشرة خيرا بـ عيد جمعهما فوق أرض واحدة ، لم يشأ أن يبل ريق الصوم فيفطر معلنا عن عيده قبل معانقة محاجره لـ زمردتيها ، تلك الحجرتين الكريمتين الغاليتين على نابضه المثخن بها ولعا ليس من فوقه ولا تحته ولع !
يشتاق رؤيتها ،
ليس متيقنا بـ أخر إصطدام بينهما كم مر عليه من الأسابيع ، فـ وجودها في حجرة الحنون قـد أقصاها عنه أكثر من ذي قبل ، و هي أيضـا قد عادت لتعتكف في قوقعتها كـ لؤلؤة فريدة تنافس جواهر العصر الذهبي ، لـ تحمل فوق أكتافها ذنب عاشق يكاد يأتيه الصمت الرزين بـ ذبحة في الفؤاد تمتد من يسار الصـدر حتى الذراع و الظهر ، فـ تلكم الفك أخيرا عقابا لـ تماسكه الأخرق ، فقط لو ينطق شوقا ،!
آه من شوق يسكنه لـ حورية تستوطن شطآن الروح ، تأتيه عند تمركز البدر في كبد السماء ليختلط إنعكاسه على مياه الشاطئ النقي مع متمردة القلب المحاطة بـ دوامات عريضة ، كلما خفت حدتها تعود عنيدة النابض لـ تحرك ذيلها الوهاج بـ قشور من مرجان فـ تحدث أعاصيرا من أمواج تلطم صخور الصدر لـ مغتال يتابع عملية إعدامه بـ شغف ، بل و يساعد الجلاد بـ شد وثاقه قرب المصلب ، كي يكون لـ قتله نكهة كـ الزنجبيل !

يعلم بإن نسـوة المنزل تتابعن حركاته بـ إهتمام مشوب بـ لمحات من فضول ، كل من هنا على يقين نقي بـ أن القلب يهفو ملهوفا لمن تختبئ خلف قوائم تلك الغرفة الصغيرة ،
يريــد أن يتذوق العيد يا بني البشر ، الصدر يحترق شوقا لـ نسائم الماضي المعتقة بـ طعم الطفولة ، لم لا ترحم ضعف الفؤاد و تأتيهم ؟!
لن يفعل شيئا عندها سـوى الإفطار !
أ وستحرمه من ذلك الحق أيضا ؟ يالها من متعنفة قلبا و قالبا !

: عموووري ، اليووم مو تطلع و تتأخر ، لتنسى مهر أيووش باجر وعدنة كوومة نواقص

إلتفت حدو المعنية بالحديث لينبض قلبه عطفا على خجل غطى ملامحها الرقيقة ، ليجيب اخر العنقود بـ حنان : شلوون انسى ، و يووم ال الج ميوس و نخلص منج

لتغتاظ فتجيب بـ حاجب مرتفع : اصلااا اني حلاوة البيت ، اذا رحت غير تتخبلون

ليأتيها ردا من والدتها التي دلفت حجرة المعيشة بـ إبتسامة تكاد تحمل صفاء الكون اجمعه : والله كل وحدة منكم قطعة من قلبي و من تروحون تخلون البيت وراكم ، بس هاي سنة الحيااة ، و ان شاء الله نفرح بـ ميوسة حتى تخلص رساالتي

أضافت جملتها الاخيرة و هي تختار المقعد الطويل الرابض فوقه شبلها الحبيب ، ليجر جسده بـ هدوء فيختار فخذيها وسادة لـ رأسه المملوء بـ أفكار تربطه بـ حسناءه الغائبة ، والله اشقته ، و لهذه الحبيبة يد في الامر ايضا ، فهي من أبعدتها عنه تنفيذا للاعراف و الاحكام الجائرة ، لم يكن عليها ان تساور بالشك ولو لـ برهة ، الشك قتال لـ صاحبه ، و هي قررت قطعه قبل أن يضيق الخناق حول عنقها و لا تعلم بإنه هو من صار فداءا لـ ذلك الحبل السميك ، أو إنها تدري و لا تعطف !

الحنون بدأت بـ حركة غريزة العبث بشعره القصير متمتمة حبا : عيوون امه شبيه ؟

إبتسم بخفة من دون أن ينطق ، لتنعكس إبتسامته بـ أعمق على ثغرها ، لتميل نحو جبينه فـ تقبله بـ رقة لتدغدغ أسماعه دعوتها الصادقة : إن شاء الله عيد الجاي ابنك بحضني

أغمض عينيه حالما بتلك اللحظة ، أو بالإمكان لأن تتحول واقعا ؟ لا يعلم لم القلب يصيح معترضا على كل شئ ، مستخدما لغة غريبة يجهلها هو ، و لكنه أكيد بإنه غير راضي عن كل ما يحدث ، و كإنما هنالك كف تلطم وجه السعادة بـ قبضة زينبية ، تذكره كل حين بـ جرم إقترفته يداه ، قد يكون العدل الالهي يختار ان يكون العقاب هو سنين عجاف لا تثمر بما تدعو به والدته !
آه يا اماه ،
أعلم و متيقن بإنني غرست كفي في ظهرها لـ اجتث القلب من موضعه ، فـ مزقته قبل إخراجه بـ دعسه بين الاضلع و الفقرات ، أنا من أقحمتها في قصتي البائسة ،
أنا من أوجعت شعورها النقي فـ شوهتها بـ الألم ، و لـ ربما سيبقى ذنبها معلقا في عنق حلمي حتى أخر أيام الدهر ، لأحرم من بقايا العمر ، رغم الروح اللينة الساكنة بي !

بتر عليه انغماسه في غيمات معانقة لحلمه الازلي نبرة غيرة منبعثة من حنجرة الصغيرة : كفووووحة خانووم ، شو الدلاال بس لعمر بييك ، ليكون بس هوة إبنج ؟؟ و إحنة بنات الخدامة

تكفل هو بالاجابة من دون أن يباعد بين جفونه ، فحلمه أعمى ، و عليه أن يسايره حتى يبصر يوما اشعة الشغف النبضي المنبثقة من صدر إعتاد مضامير السباق : شحدج توصلين لمعززة عمر بيك ، كلمن لازم يعرف قدره

لتقاطعه الحنون بـ لطافتها : عمررر حبيبي اليوم عيد لتزعلها

: لا عيني خليييه يزعلني ، شو هوة صاير غير عمر ، وييينه ذاكة حبيبي الي ميقبل علية الحجاية ، هسة صاير ميتحاااجة

لم تغادر الثغر نقاوة البسمة ، ليجيب بذات الوضع اللا مهتم : إنتي صاايرة رقيقة و بس تتزعلين
لـ يلتفت نحوها و كإنه وجد مبررا لـ حساسيتها المفرطة هذه الأيام : بس طبعا وقعتي من عيني ، كل هالغيرة لإنو بقيتي بس انتي عانس بالبيت

صرخت به حانقة و خيل لشقيقها بأن ذرات الغبار تتطاير من حولها : عاااااااااانس ؟؟ عمررري 23 ربيعااااا يا .. يااااااا ما اعرف شقول

ببرود أعصاب ود في إثارة غضبها و إلهاء ذاته الفارغة بشئ ولو على حساب المراكز الدماغية لـ صغيرته الشقية : شحدج تقولين شي حتى اقص لساانج

: مااماااا شوفيييي ابننننج
أردفت بعد أن وجدت أن لا شريك لها غير لسانها : عمر افندي مو لإنوو لحد الآن مـ عيدت على حبيبة القلب تريد تقهرررني

تصلب ظهره بـ مفاجأة !
أجلد يكسو لحمه ام غشاء شفاف ؟
أم إن العقل قد تسربل بالجريمة القلبية لـ يدونه بعنوان عريض في صفحة الفضائح !
كيف علمت هذه الخبيثة ما يدور في خلد الروح من حاجة عنيفة لمن حبسوها فـ أحبت الحبس ؟

إلتفت ليقابل حديثها بـ برود أشعلها أكثر ، و هو كاره أن يكون بموقف متسم بالغباء الكثيف : هاي يعني دترديلياها ؟ خسرتي يا كتكوتة ، إلقييلج شغلة ثانية

: إحللللف مـ ضااايج لانو مشفتها .. يلاا احلف حتى نشوف منو الـ خسر

بـ رقة إسلوب إعتادت أن تحل المواقف المحرجة بأقل خسائر ، لتتدخل : ماماااا يللا خلي نترييييق ' نفطر ' ترة الكاهي اذا برد يصير مو طييب ' الكاهي و القيمر هو الفطور الرسمي لصباحات الاعياد في عراقنا '

: لا عيب نتريق و حبيبة أخوج بعدها نايمة

تهكمت الصغيرة مجددا وهي تنوي ان تشعلها حربا اليوم فليست هي من تنادى بـ عانس ، رغم إنها لطالما أطلقت هذا اللقب عليها و على رفيقاتها ، غير أن سماعه من قبل الجنس المعادي يعتبر إهانة لا ترتضيها مع أنسات جنسها اللطيف

ضحك بـ صوت أخرس ، لتعلق والدتهم هذه المرة : ولج ميس شبيج تخبلتي ؟ روحي قعدي البنية يللا ، و عقلي و عوفي اخوج بحااله

و أخيرا حان موعد عطف القلب الحنون ،
لم لم تسرع والدته بقرارها هذا ؟
أ ودت أن تختبر صبر الجوع به ؟
أم إنها تربض على رأس طاولة إجتماعات نساء العالم المحبات لـ تعذيب أفئدة الرجال ؟
لكنه قرة العين ، فـ كيف إستسهلت رش ذرات ملح الشوق في قرنيته ؟
آه عليك يا أمآه !

هيا إذهبن و نادنها ،
سـألتكم بالله أن لا تعدن الا و حورية شطآني محمولة على زعانف الشـوق لـ صيادها الحنون المشتعلة أصابعه بـ جمرات لملامسة ذلك الذيل العنيد ،

حين لم يتبق سواه مع حبيبته الأولى ، تلك التي لم تشكوه يوما لأحد ، همست بـ صوت أجش متحدثة من عمق الروح : عموري ، خابرت علي ؟ حبيبي هذا عيد خلي يجي يشوف اخته حرام عليه ، لو انته وديلهياه ، و قله لاازم ان شاء الله يجي حتى نتفق على عرسكم ،

قلت لكم ، هي رئيسة مجلس إدارة الشركة العامة لـ ذبح شرايين الرجال !
تقولها بهذه البساطة غير مبالية بـ كوني أغزل نسيج الحلم ليلة فـ ضحاها لتتدحرج كرة الصوف حال إصطدامي بواقعي الاخرس !

إسترسلت والدته و نظراته ثاقبة لـ بؤبؤيه الجامدين : أمي ميصير هيجي البنية صارلها شقد يمنا و بين الناس لهسة ممتزوجين ، باجر شنقول لـ الله يا ماما صدق هية تعاند بس محتاجة شي يفرح قلبها ترة والله هية طفلة و أي شي يرضيها

طفلة !!
لم تصدقي الحدس يا غالية ،
فـ مهجة العين ليست بـ طفلة البتة ، بل هي عجوزا في خرق قوانين البراءة العفوية
طفولتها إنقرضت منذ سنين ، بل و تبدلت بـ كثير من الـ غطرسة الأبية

لتتفكك سلسة من رؤى تدور حول محور إبنة السلطان فقط إثر كلام اخته العرضي و التي دلفت الحجرة للتو : ماماااا متقبل تجي تقول تريقوا انتو بالعافية !

إنقطع حبل القلب ،
ذلك الذي يثبته بـ موضعه الطبيعي في منتصف الصدر مائلا نحو الشمال بـ ذروة هرمه ،
ويلا لها ، أما اكتفت بـ أرجحة ذلك الفؤاد يسارا فاليمين لتأتي الآن بـ منشار تحتد أسنانه خصص لبتر اضخم سيقان الأشجار عن موضعها ليتركها عرجاء حتى البين ،!
فـ كيف بـ ذلك الرفيع المكون من أنسجة لحمية مكتنزة بالدماء لا غير ، ؟!

إبتعد قليلا عن موضعه لـ يتحدث بـ ركوز ' ذهني ' فالقلب ماعاد له ما يرتكز عليه ، إلا إن عادت لـ ترأف به و تخيط أطراف الحبال بسنارتها السحرية : اروح اشوف شبيها !

: لا أمي اني اروح

اعترضت والدته ، لتقف سابقته فـ يتنهد هو بلا احتمال لهذه الغطرسة الحريمية و القوانين التعسفية المصدرة بحقه من قبل أنثى باتت تجور من دون قصد او به ،
اتبع خطاها في الاستقامة لـ يصر بـ لطف : يعني رح اكلها قابل ؟ و بعدين صار كم يوم مشايفها هسة تطلع هم براسها مصيبة جديدة تعرفيها مـ تقعد راحة ، هية 5 دقايق احجي وياها ، طلعت طلعت مـ طلعت كيفها !

و من ثم غادرهما بـ قهر احنى كتف قلبه اكثر ليلامس جدار المعدة فينقرها وجعا !

تعلم جيدا بإنه يملك حق الخوض في حياة تلك المسماة بـ زوجته ، و لكنها تخاف ان تتورط بـ السماح لمخالب شبلها في إجتثاث قلب انثى اخرى ، وحيدة و لا طاقة لها على إستعادة توازن الجسد او الروح إن خدشت حرفيا فقط ،
بات صغيرها مفضوح العشق ، فالـ شوق ينضح من إنقباضات الجسد و هدهدات النفس النقية ، مفضوحا عندهم بينما امامها يكون اخر ، تكره ان تتابع لعبة القط و فأرته كل حين ، و لكنها مجبرة على ذلك ، فـ هو لا يود منها اي محاولة لـ عقد هدنة بين رجل يلظى جلده حبا ، و حبيبة يخرسها الوجع من كل ما حولها ؛

هي من تبيت عندها كل ليلة ، و هي من تضطر لـ سماع ناي الحزن الشجي عند كل أنة و تنهيدة تصدر من بين انفاسها الغافية ، تشبع قلبها عطفا و رحمة تجاه هذه الـ ' كنة ' ، و إستطاعت بـ لا أي محاولة كسبها في صفها المتعروجة طرقه ، لتقف كـ سد حصين بشكل مضاد لـ شبلها ، فقط من أجل أن تربت على كتف اليتيمة !

إلتفتت صوب عروسة المنزل حالما تهادى صوتها الناعم لـ ينعكس فوق الاجسام الصلبة بـ رقة : ماما عيوني خليه يشوفها شوية ، ترة مو لهالدرجة ، إنتي تدرين بيه يحبها و اكيد مـ حيأذيها ، و قابل انتي متعرفين عموري ، فدوة لقلبه هوة ميعرف يأذي نملاية ' نملة '

ليستنطق الحديث شئ خفي ، فـ تعبر عنه بذات زفرة : ادري يا ماما ادري ، بس الي اني متأكدة منه هية تجيب الاذية لنفسها و اله و هوة اروح له فدوة مـ يقصر رأسا يعنتر عليها و ينقلب حاله ، بس لو اعرف على شنو هالعناد ارتاح



؛


هَلْ تَسمحينْ

لي بالدُّخولْ ؟

لا تَسمعي مِن زُمرةِ الحُرَّاسِ شيئًا

أنا شرحُ مُشكلتي يَطولْ

أنا قادِمٌ والبحرُ خَلفي

والعصافيرُ الجميلةُ ، والنَّوارِسُ ،

والنجومُ على وُصولْ

قالوا بأنَّ مَناجمَ الماسِ العَتيقةَ

بينَ عينيها

تَجولْ

قالوا بأنَّ مَنابعَ الأنهارِ في العينينِ

تَركُضُ كالخيولْ

قالوا بأنَّكِ دائمًا أرضُ التَّرَقُّبِ

والتَّوقُّعِ ، والتَّمرُّدِ ،

والذُّهولْ

ولِذا أتيتُ

أُحطِّمُ الأسوارَ حتى تأذني

لي أن أقولْ

أنا جئتُ أنسِفُ

كلَّ ما بيني وبينَكِ من حدودٍ

جئتُ أطرحُ كلَّ أسئلةِ الفُضولْ

قلبي الزلازلُ ، والبراكينُ العنيدةُ ,

والسيولْ

وقصائدي سُحُبٌ مُحمَّلةٌ

بماءِ العشقِ

تَرغبُ في الهُطولْ

أنا شرحُ مشكلتي يَطولْ

هلْ تَسمحينَ ..

لِي بالدُّخولْ ؟


عبد العزيز جويدة





تجلس متكأة على ظهر السرير و تداعب بأناملها المبيضة طرف القميص القطني الذي ترتديه ، لتتكفل يسارها تثبيت هاتفها الغالي على صيوانها فـ يصلها صوت محبب يبقى له في القلب موقعا لا ينازعه احد به ، من تلك التي اثبتت صدق الاخوة الغير مرتبطة بـ عروق الجسد


وصلتها نبرة بائسة من تلك ، تنهيها عن جنون تماشيه : و بعدين يعني ؟ لـ شوكت تبقين هيجي معااندة ؟ لينا حرام عليج والله يحبج ، لج قبل خبصتيني تقولين متزوج و متزوج هسة عااافها علمودج

بترت استرسال رفيقة الروح بـ حدة مجهدة : مو علمووودي ، هية رادت تعوفه ، و رسل دخيل الله ترة روحي واصلة لطرف خشمي مو خابرتيني و عايدتيني ؟؟ عندج حجي مهم قوليه ما عندج يللا اولي اني

: إنتي شقد متستحييين

لم تهتم لـ إستنكار رسل ، بل اكتفت بالصمت و هي تغرس بـ جمجمتها في ظهر السرير اكثر علها تخفف من حدة الوجع ، لـ تعود تلك البعيدة جسدا و الاقرب من كل قريب روحا فـ تردف : انجبي و اكلي *** ، إنتي فد وحدة لووقييية ، يعني على اساس متدرين بيه يحبج و اكيد بقلبه جان يتمنى يخلص من الزواجة الي ورط نفسه بيها علمود ينساج بس

: لا ماا ادرييي ، و لا يهمني ادري ، ترة مللتيني كلما نتخاابر لازم تفتحين الموضوع

: لييش هوة موضوع ينسد حتى افتحه ؟ لج زمالة انتي ؟؟ قاعدة ببيتهم صارلج 3 شهور و انتي مرتتتته تعرفين شنو يعني مرته ؟ و صابر عليج و عايفج على راحتج و عمره مـ طلب منج شي فوق طاقتج و ....

قاطعتها بذات الأنف الملامس لـ غيمات السماء : و الله محد قله يصير لي عنتر و يتزوجني علمود صديقه ، خليه ياكلهااا

لتسخر الاخرى : والله محد حياكلها غيرج من تجيج امه و تقلج عيني شكلج ما منج فايدة و اني ابني كامل و الكمال لله و لقيتله بت الحلال الي تتمنننى منه نظرة و انتي روحي بطريقج الله وياج ، ترة الي خلق زينب خلق غيرها ، و وقتها عود تبجبجي زيين و تندمي

قرصة بـ سبابة و إبهام ثقبت جدار القلب ،
لـ تسيل دمعة فريدة بلا إدراك حسي على خد مشدودة عضلاته ، همست بـ كبر في محاولة لـ فض حديث تلك الخبيثة : بعد احسسسن ، اخلللص منه

لتضغط رسل على زناد سلاحها بغير عمد : و وين تروحين اذا صار هيجي صدق ؟ شو علي و عافج ، و حتى لو موجود تتخيلين رح يتحمل خبالاتج هاي مثل ما عمر و اهله متحمليها ؟

حاولت تجاهل لزوجة الدم النازف من الثقب الذي كونته تلك الرصاصة المغروسة في شمال الكتف ، و تغطية انفها عن رائحته المقرفة لـ تهمس : رسل باي

: لحظظظة

: شتريدين بعد مغثة ؟

: تعيبين على اخوج و انتي انقس منه ، لازم محد يقوللكم انتو غلط ولا تاكلووه

: قتلج شتريدين ؟؟

: تدرين ليش قلبي محروق هسة ؟

: ليش ؟

: لإنـ ـ ـو انتييي بعدج على حااالج و انـ ـي طلعـ ـت حاااامل

رف جفنها بـ سرعة ،
لتفلت من بين تعرجات الحبال الصوتية نغمة رقيقة محملة بالشوق المنتحب : والله ؟؟ يااا حيوااانة ليييش مقلتيييلي من البداااية ؟ شقققد كرهتتتج ، صاار ساعة ترزلين بيية و مفرحتي قلبي بهالخبر شقد اكرررررهج ،، ثوولة انتي ثوولة ؟ تدرين اموت و اسمع هيجي خبر

لم تفتها نبرة البكاء المالئة لـ صوت رفيقتها و هي تستطرد بالحديث : لييين اني حامل و انتي بعدج كل شي ممفتهمة من حياتج ، لج خاافي الله ، لج والله اريد افرح بييج وارتاح ، والله العلي العظيم مدا احس بطعم الفرح بس اتذكر وضعج الي انتي مصرة تبقين بيه ، حتى إسألي هييثم شقد افكر بيج و بخبالاتج ، لج كافي مو مللتي ابن العالم ، و الله يعلم يمكن حتى هوة رح يكرهج

و كإنها صماء قرب ذاك الحديث الغبي ، لتعتدل جالسة و غير آبهة بمقدار الوجع الداق بـ مطرقته لـ رأسها ، فـ تستطرق بصدق عفوي : بيا شهر هسة انتي ؟

تنهيدة فقدان صبر و من ثم : بالثاني

: أووووي صدقة لعمرها الي رح تصير ماما ، لج سوسوو يا كلبببة اريييد احضنج و ابجـ ـ ـ

لم تستطع تحقيق الامنية الاولى ،
و لكن تابعتها كانت الاسهل ،
لتشحنها بالكثير من الطاقة المتلاشية ، فـ تتدفق مياه الوجع من مآقيها المحمرة ،
فتدس الجسد الضعيف على السرير مجددا محاكية رفيقتها بـ نبرة موجوعة : اريد اشوفج ، و أشـ ـوف علـ ـ ـي ، مشتاقتلـ ـ ـه حيـ ـ ـل

فضت دموع الحنين بـ أنات متتالية ، حاولت قدر المستطاع أن تخنقها في حبل من تماسك ، و لكن الاخرى أبت الا و الافصاح عن عويلها العاجز عن تقديم اصبع مساعدة فقط لـ حبيبتها !

: حختنق ، بعدين نتخابر !

همست بها و اغلقت الخط مباشرة لـ تجهش ببكاء مرير و القلب تتصدع جدرانه حاجة لمفقودين من بني البشر ،
آه عليهم و على وجودهم و الغياب !
وجع في العظام ، بل نخر ورب الكعبة
الوحدة تكاد تخترق روحها و ليس الجسد فقط !
كم تكره رجلا كونها ،
تخليا عنها عند اول مفترق للطرق ،
ألا يعلم احدهما بـ حاجة ماسة تنبت فطريا في ثنايا الحواء تنتظر بها متشدقة احاطة من ذراعي آدمها ؟
متيقنة هي بـ أن علي لا يفعل ، و لكن ماذا بـ شأن رفيقه المتعفف بلباس العطف و الحنان الذي لا يناسبه ، فليس سوى وجهة اخرى لـ اخيها ، وجهة مشووهة أكثر !

تكورت على قدها حالما تناهى لها الازيز المزعج للباب ، لتحاول جاهدة التظاهر بالسبات ، او حتى الموت ، و لكن كل شئ افل عندما ارتفع طنين القلب معلنا عن استشعاره لـ قطعة مغناطيس ضخمة تقترب ، لتجذبها من مخدعها بـ عنف حاني ، فتجبرها على المواجهة !
إختنقت الانفاس و تسارعت ضربات الفؤاد جنونا ، عبثا حاولت ابعاد نظراتها عن وجوده الذي عصر كل شئ من حوله ، فـ أنساها حتى قمة الغيظ التي كانت قد اعتلتها منذ برهات قصيرة ، يا الهي ،، مالذي فعله فقط بـ مجرد حظور ؟







لا تصدق حين يقولون لك

أنك عمري

فقاعة صابون عابرة ...

لقد اخترقتني كصاعقة

وشطرتني نصفين

نصف يحبك ونصف يتعذب

لأجل النصف الذي يحبك

أقول لك نعم

وأقول لك لا

أقول لك تعال

وأقول لك اذهب

أقول لك لا ابالي

وأقولها كلها مرة واحدة في لحظة واحدة

وانت وحدك تفهم ذلك كله

ولا تجد فيه أي تناقض

وقلبك يتسع للنور والظلمة

ولكل أطياف الضوء والظل ...

لم يبق ثمة ما يقال

غير أحبك !!...

أنت

تركض كل لحظة فوق جبيني

مثل عقرب صغير أسود

آه السعني

اشتهي سمومك كلها

انزف ظلماتك داخلي

لأضيء ...

وحينما يأتيني صوتك

تمتلك جسدي رعدة خفية

كدت أنساها

آه صوتك صوتك صوتك

الهامس الحار

صوتك الشلال الذي يغسلني

وأنا اقف تحته

عارية من الماضي والمستقبل

وقد شرعت أبوابي

حتى آخرها ...

إدخل !!!

كالمخالب

تنشب كلماتك في ذاكرتي ...

كالسجناء

نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب

_ العائم مثل طائرة ورقية

يلهو بها طفل لا مبال _

كشجرة لبلاب جهنمية

تنمو أيامنا حول أعصابي ...

وتأتيني يا حبيبي تطالعني

مهيباً لا يقاوم كسمكة القرش

وأبحث بنفسي عن أسنانك

كي أوسدها قلبي

وأنام بطمأنينة الأطفال ... والمحتضرين .


غادة السمان




؛

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 06:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية