كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ
،
قبل كُل شئ
إدعوا معي لـلمرحومة بإذن الله والدة الغالية " عذرا يا قلب "
• اللهم اغفر لها وارحمها , وعافها واعف عنها , وأكرم نزلها ووسع مدخلها , واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازها بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا , اللهم أن كانت محسنة فزد في حسناتها وأن كانت مسيئة فتجاوز اللهم عن إساءتها , اللهم افتح أبواب السماء لروحها وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك ياأرحم الراحمين, اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها , ومحبوه وأحباؤه فيها إلي ظلمة القبر وماهو لاقيه , كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به , اللهم يمن كتابه , وهون حسابه , ولين ترابه , وألهمه حسن جوابه , وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه.
×
عذرا يا قلب ،
أيتها العزيزة الغآلية .. و الله إنفطر قلبي عند سماع الخبر ، و لكن لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
إنا لله و إنا إليه رآجعون ، تفنى الخلائق و هو باقِ حي لا يموتْ
أسـأل العزيز القدير أن يغمد روحها الجنة .. و يـلهمكم الصبر و السلوان ،
يـاربْ ، والله أعجز عن كتـابة التعزية ، و لكنْ هذا العمر مهما طال ،
أعتذر لكِ إن أنزلت الجزء و الله أعتذر ، و لكنْ دُعاء لها بـظهر غيب إن شاء الله ينفعها ،
و أطلب بإسمي و بإسم كل الرفيقـات . .من كل ان يمر دعاءا صـادقا لها ،
روحْ نـادرة ، رغم الخبر الذي نصف قلبيِ ،
شُكرا على التنبيه .. و باركِ الله لكِ يا غالية
،
صلآتكمْ أيهآ الأحبة ، لا تجعلوني و الرواية سببا في تأخيرها و العبادات ، أرجوكمْ
،
في
؛
الإدانة السـَابِعَةْ
،
مَنْ أخبرَ بِنتَ السلطانْ
أنِّي وَلْهانْ ؟
مَنْ دَسَّ بِعيني هذا الحُلمَ
وقالَ : احْلُمْ
بشَريطَةِ أنْ يَبقَى حُلمُكْ
طَيَّ الكِتمانْ ؟
مَنْ أبلَغَ جُندَ السلطانْ
بالقَبضِ عليَّ
وأنا المُتَلبِّسُ بالحُلمْ ؟
والحُلمُ جَريمةْ
ففقيرٌ مثلي إنْ يَحلُمْ
يَحلُمْ بِفقيرةْ
مَنْ جرَّأَ عيني ؟
هل عينُ الفقراءِ تَليقْ ..
بمَقامِ أميرةْ ؟
سَيِّدَتي عفوًا
ما كانَ القصدْ
ما كنتُ أُدَبِّرُ أنْ أحلُمْ
بَلْ كانتْ عيني تَخْتَزِنُكْ
كي أُغمِضَها
حتى إنْ ضاقَتْ أيَّامي
آخُذْ مِنها
مَعذِرَةً يا سيدتي
ما كانَ القَصدْ
عَفوًا . عَفوًا
ما كانَ القصدْ
عبد العزيز جويدة
اما في الداخل ، فـ اجابها بـ جفاف هادئ ، و هو يفتح إحدى ذراعيه ليستقبل مينا من جديد : إستخدمي هذا لحدما اشوف ذاك يصير لو لأ ، إذا إنتي يومية كاسرته منو يقول بعد يشتغل
حرث في تربـة العقل ، لتظهر لها جذورا خبيثة متأصلة فيها منذ ازل سرمدي ، و لكن إنعدام السقيا هو ما جعلها يابسة عطشة ، تنتظر أي كريم يتفضل عليها بـ رذاذ فقط كي تزهر ، أو هنالك أحدهم في الجوار ؟ أم إن الإنتظار سيطول حتما ؟!
كم هي نادمة على تلك الخسائر التي قدمتها بعد موضوع إرتباطه ذاك ، فـ لن تنسى يوما السبب وراء تخديش طلاء جدارها و تشويه خشب مكتبها ، و لا حتى تحطيم زجاج الهاتف الذي ذكرها به ، و كإنها نسيت !
إكفهرت ملامحها لـ تعترض : بس اني اريييد موبايلي ، أرقاامي بيه
تدخلت ميس بـ لطف : محافظتها بالسيم كاارت ؟
بشئ من العدائية : لأ محااافظتهاا ، اني اريييد موباايلي ، إذاا متقدر تصلحه قلي حتى اشتررري غيره
كاذبة غبية !
بالأمس أخبرته بإن الارقام منسوخة في الشريحة ، لتأتي اليوم منكرة ، أغضبته بـ تلك الوقاحة وهي تود أن تقتني واحدا بنفسها : قتلــج استخدمي هذااا لحدماا اشوفلجيااه ، هسة اني بياا حال اقعد اشوف شبيه ما بيه
: ليش بياا حال .. شو هياتك ولا داير بااال و بس تضحك و دتحضر لعرسك هميين !
سكون عام ، و من ثم غادرتهم بعد ان تركت له الهاتف فوق احدى الطاولات بشئ من العنف !
: عمـ ـ ـر روح وراها خطيية ، ملك هوااية ضوجتها ، لهذا عصبت
كانت أية أول من تتحدث ، ليستوقف عتاب على شفا الظهور : عوفيها ، هسة شوية و تفك وحدها ' تروق '
قالها و هو يرفع بالصغيرة من على فخذيه لينزلها ارضا ،
بعدها إستقام ليتوجه الى الخارج بإستخدام باب المدخل الثاني للمنزل بعد ان رفع الهاتف بيمينه ،!
ظل يحرك سبابته على ظهر هذا الصغير الذي ظلمته هو الأخر بـ تصرفها الوقح ، و زفرات بطيئة تلك التي يفلتها كل حين
: رجعننني لبييييتنا
إستوقفته تلك الجملة ليلتفت نحوها بـ تفاجئ ، من أين أتت
لـ تتلاعب بـ نبضاته بـ تملك هكذا ؟
اهتز صوتها وهي تكرر جملتها بـ عزم أكثر و نظراتها مشوبة بالكثير من الوجع : أرييييد أرجججع لبيتناا ،، و هسسسة
آه يا أنتي ، فقـط لو تعلمين ما تفعلينه بي
بربك أخبريني من أين حصلت على هذه القدرة الخارقة لتعصفي بي جسدا و روحا ؟!
أخبريني كي أجد حلا ، ولو مؤقتا لـ مشكلة بدأت تقربني من الهلاك
أشار لـها لتدخل و ملامح وجهه تكفهر : فوتي لينـ ـ!
بترت امره بـ إرتجافة سيطرت على جسدها : وديييني لبيتنا بععد ما اتحممل ابقى هنااا ، و إنته ابقـى و توونس بين اهلك وحباايبك ، إذاا متااخذني انني ارووح تكسـيييي
بتنهيدة فقـط قابلها ، و تكاد عينه تعشى بتأثير ذلك الضياء المشع حزنا من مقلتين كـ الزمرد ،
: بعد ما اتحمممل احححد ، رجعنني لبيتناا ، أني قووة طايقة نفسي
كررت قولها بـ عبرات أوشكت أن تخنق أنفاسه ، و مع ذلك إلتحمت ملامحه كـ جبل من جليد ، لا يعلم اي جدران كونكريتية هذه التي أحاطت بـ جوانب القلب و قعره فالسقف ، لتتحد اطرافها فتصنع نعشا له .. ثم تتركه معلقا بين الموت و الحياة ، بشئ ما يشبه البرزخ ،!
لم يدفن ، و لم يخلى سبيله عل أمرا ألهي يجبره على العودة الى حلبة المبارزة الطاحنة ضد ما يسمى بالعقل ،!
ردة فعله الهادئة أجبرتها على الإصرار ، و هذه المرة بـ لمحة من تحدي : حتى لو ترجعني لبيت عمي احسسن ، على الاقل محد يذب سموومه علية
توسعت حدقتاه مهددا ، لكنها لم تهتم ، بل زادت من مكاييل العناد في خلطتها ، و كعادة نشأت معها منذ نعومة أظافرها ، تمسكت و ثبتت على الموقف الاول
: لتباوعني هييجي ، يعني اسلووب اختك حلوو ؟ أني بياا حال و هية تحجي هالحجي التااافه ، والله أني ممستعدة اتحمل نفسيتها الززفت
كانت تعلم بوجود خائن ما يختبئ فيها ، مستترا خلف زلات اللسان ليلبسه ذنبا ليس بذنبه ، و يبدو إنه قرر تكرار لعبة الإختباء تلك ، تبا له ، فقط لو تعلم أين يختبئ ذلك الجبان و من يكون ، ستعتصره حتى تثقبه بأناملها مئة ثقب ، و من ثم تعود لتعتصره مجددا حتى تريق دماه ، فـ تبقيه كـ قماش بالي جل نفعه يقتصر بـ مسح الأرضية القذرة
فهو كثيرا ما يجرها نحو جرف الهاوية ، ليجعل من حولها يتلصص لما تخفيه خلف هذه الشخصية المتمردة !
سحقا له .. فليست هي من تنطق بهذا ، خلايا الدماغ مهذبة جدا و لن تتعد خطوطها الحمراء ابدا لترسل إيعازات حقيرة للعضلة الطويلة المسماة باللسان ، نعم ليس العقل من أمرها بـقول
: لااا و فرحااانة تقول حضرتك دتحضر لعررسك ، يمكن عبااالها حتضووجني ، مع العلم هييية اكثر وحـدة تدري اني مـ ميييتة علييـ ـ
: يعني أني الي ميت عليج ؟ وبعدين إنتي متمليين من هالحجي ؟
إلتصق لسانها بسقف حلقها فـ صمتت !
تقسم بإنها أوشكت ان تشم رائحة غريبة في المكان ، رائحة لشئ ما يحترق ، بل و يتفحم ،
حتى فرقعة دماءهما المغلية تهيأ لها بإنها تطرق اسماعها بـ عجل ،
بعد ان فقدت الثبات لبرهة ، تغنى بـ عقلها موال شجي
يذكرها بكل ما فعله بها هذا المحترق غيظا الآن ، لم تخافه ؟ إنها لا تفعل سوى سداد دين بينهما ، أوليس هو من إبتدأ عندما دفع بها من على كتفيه لتلقفها رحمة الله متمثلة بحجر والدته ؟
لن تهتم لما تفوه به ، إنه مغتاظ و يود إشعالها بـ نار تصليه ، تبا له
لو فكر بإنه هكذا سيكسر غرورها المشبع بـ هيامه
حينها سيكون مخطئا ، مخطئا جدا !
لن تصدق حروفا غبية ما زال هنالك كومة متكتلة تسمى بالإحاسيس ، تلك التي تقسم لها كل حين بأن هذا الرجل المشتعل متورط بها حد المصاب
وقع إختيارها على أفضل شئ بإمكانه فض الحديث ، قبل أن يبدأ هو بنـفث أنفاسه المعجونة بـ مياه من نار فيجعلها تلتهم تلك الوليمة اكثر : ببيتكم بعد ما ابقى ، وديني لبيت عمـي
و لإن شيطان ما مس قلبه فجعله يغور في ظلمة حالكة قرر أن ينسى كل نبض له ، ليرد قولها بـ أبشع : بإعتبار عمج ميت عليج ؟ شو هوة قال اذا بقت بعد ما اريدها و انتي بقيتي ، و الحجية هم راحت لبتها وعااافتج ، أما اخوج فـ أول من راح ، يعنـي قعدي هنا و حمدي الله اكو ناس ديتعبون نفسهم علمودج و بطلي شووفة النفس هاي
يعايرها !
عمر ، ذاك الذي يتشدق قلبه لـ رفة جفنها ،
من قاتل لـ إنقاذها من جور علي و غطرسته ،
من نكحها رغم أنف أهله و زوجته ، يـعايرها بلا إنتماءها ؟!
: وسوالفج التافهة وية ملك طلعيني منها ، إفتهمتي ؟
كادت ان تقضم السفلى من شفتيها وهي تحارب من اجل الإستتار برداءها الملكي ، فطر قلب كاد ان يمزق ذلك الرداء فيدعوها للصراخ به و العويل ،
أ نسي من تكون ؟
تكتلت الصدمات في دهاليز الاعصاب ، لتسـدها مانعة اي إيعاز من العبور ، لذا بقيت على حالها
تقف قبالته و نظراتها تتوه في عينيه غير مصدقة وحشية تعامله !
أ يود إنتقاما منها ام ماذا ؟
يريد فقط كسر ذلك القلب ، فـ وجع الفطر لم يكفيه ، و هاهو يكمـل بذات الهدوء رغم نظرات تتقد شرا : فوتي جوة ، رايح اشوف موبايلج الي كااتلة روحج عليـه
دوما ما إنتظرت أن تثلث جراحا علمها بـ دراية منه و إصرار في حنايا الروح ،
فـ أولها خطوبته ، و ثانيها رغبته بكون عقد قرانهما صوريا ،!
و هاهي الثالثة تأتيها لاهثة عجلة فتتوسد صدرا منتفخا بـ تكدسات الوجع و الترقب ،
شدة الإتقاد المشتعل في أعصابها نفعها ، فـ نحى كومة الصدمات جانبا ، سامحا للقليل من الرغبات بإن تصل الفكين و ما يحويان ، لتجيبه بحـدة و جسدها يتقلص حتى كادت الشرايين فالأوردة تتمزق لتفجر كل ما تحويه من دماء باهت لونها : أصلاااا اني ما ارييد بيت عمي و لا علي و لا اي احــد ، هسـة ترجعني لبيتنا ،، و بعد خلقتي متشوفهااا ، وشكرا الك و لأهلك الي تعبوا نفسهم علمودي
رعشة واحدة لم تصيبها ، وتيرة صوتها ثابتة من دون اي تخلخل ،
نظراتها نـارية حاقدة لم يخبو ضياءهما كـ سناء شهابين منطلقين من مجرتين !
تلك المقلتين ، يا ويلهما
لعن شياطينا تتراقص طربا لـ ذنب إقترفه بحقها ، رغم كل ما بينهما ، هي أمانة !!
كيف تجرأ و خانها منذ البداية ،؟
لسانها ، تبا له فقـط لو يصمت سيكونان بخير معا
فهو لن يسمح لها بالتجاوز ، لن يخرسه عشقها و لو كانت على مخدع الإحتضار ،
لكنه يتألم ،، تبا لـ قلبه الذي إنكسر بعد ما نطقه ، كيف أطاعه لسانه و فعلها ؟
إنها تتوجع و تحتاجه ، و هو يعايرها بـ ذلك الإحتياج ؛
و الأدهى و الأمر إنه يحتاجها أكثر ، أكثر من أن تستطيع عربيته البسيطة أن تعبر عنه ، ود لو يتجمع البلغاء و الفصحاء ، و حتى أفخم الشعراء فيستفتيهم بأمره !
أولئك الذين راقصوا الحرف بـ وزن وقافية ، حتى تسخر لهم كـ خادم صغير كي يتلاعبوا به كيفما شاؤوا ، فقـط ليفجروا بركان عشق أشقى أفئدتهم !
كـ مجنون ليلى ، أو كـ عاشق عبلة ،
او ذلك الغارق في هيام سلمى !
جميعهم أرضتهم العربية ، فـ إستباحوا الصمت و أعلنوا ،
أما أنا فـ لا أستطيع !
بربكم أخبروني ما أفعل و أنا في عز المصائب أشتهي وصلها و قتلها ، مالذي يتوجب فعله من قبل رجل مثلي ؟
أراها تنزوي في قوقعة لتغلق فكيها فوقها كـ لؤلؤة ثمينة ، ثم ترمى في أقصى بحار الشرق ، هناك حيث لا مستقر سوى القاع ، بين صخور عتيقة الأمد ،
و أنا أقف صامتا أتابع حربا جديد نشأت بين القلب و العقل ، حتى كدت أفقد صوابي !
بصوت هادئ خافت تحدثت ، فبعد المسافة بين قاع البحر و بين شاطئ يطئه بقدميه عظيم : إذا متوديني اخابر ألن يجيني
تمنـى لو إنهم إختفيا من هذه الأرض حتى يقابلها فوق غيوم بعيدة لربما هنالك يصيبه البرق بسناه حتى يستحث القلب للبوح ، او حتى لو إنه يغوص كي يجتثها من تلك القوقعة فيشق صدره نصفين ثم يعلقها فوق الفؤاد ، الذي سرعان ما سيلتهمها بفمه ، حتى تعود لتستكين فوق عرشها الصغير
عندما شعرت بإن لا احد حولها بإمكانها الإستنجاد به تذكرت ألن ،
ويحك يا عمر ،
و تقارن نفسك بـ قيس و عنترة و زهير ، أتظن بإنهم فعلوها و مزقوا قلوب محبوباتهم ؟
هم بالحراك خطوة نحوها راميا الهاتف بجيب قميصه ، و لـ تصدمه ثبتت من دون أي رفة هدب ،
يتمنى أن يحتويها يقسم إنه يفعل ، لكنها هي من تجبره بوقاحة ان يكون لها شبيها ، رغم إن ما يفعله ليس من شيمه مطلقا
ليس عمر من يخدش قلب أنثى ، كيف لو كانت بجروح نازفة ؟
كيف لو كانت لين ، عشقه السرمدي ؟
فقـط لو يقتلع ذلك اللسان و يبدله بأخر ، شبيه لما لـ زينب ، أو حتى ياسمين !
و لكن هل سينفع حينها ؟ يظن أن العقل و القلب هما من يجب أن يستأصلا و يبدلا فورا !
جفلت حينما مسك مرفقها ظنا منها بإنه سيربع الثلاثة بـ مد اليدين !
لكنها إستكانت حالما إستشعرت الرفق في لمسته وهو يدفع بها قليلا متوجها معها للداخل ،
حث خطاها البطيئة ، و ما إن دلفا حتى غادرت ميس و أية المكان ، بعد أن تلقيتا رسالة مبهمة من نظرات شقيقهما ، لتتبعهم الصغيرة بخطى خجلة !
لم تشعر بالإحراج من الفتاتين .. فـ يكفيها الكم الهائل من المشاعر المفتتة للأعصاب و التي سببت تكلس عام أودى بكل الخلايا ليمنعها من استيعاب الاحاسيس المتطفلة و التافهة كالإحراج من إنها تساق بيـد شقيقهما !
حينما خلت الحجرة إلا منهما ، جرت ذراعها بعيدا عنه لـ تكرر طلبها بصيغة أخرى : دخيل الله اني منااقصة هم ، تشردت من بيتنا ، الشغل و عفته ، و حبسة بالبيت و انحبست فمـناااقصة مشااكل ، أني قلبي خلصان وديني لبيتنا او اخاابر ألن ، إنته تدري اذا خابرته حياخذنـ ـ!
: حتى اكسر راسج و راسه
تحدته بـ جدية : و ليش إن شاء الله ؟ لا ترحم و لا تخلي رحمة الله تنزل ؟ دا اقلك إنته وديني
: لينا عقلي ، تروحين هناك وحدج و تريديني اسكت ؟
: على اساس اني هسة مو وحدي !
بـ ثبات نطقتها ، و لكن دواخلها تلقت شظايا إنكسار الروح ، حتى تشوهت قلبا و قالبا ،
تمقت الضعف والله تمقته ،!
لكنها أرهقت و قواها تبخرت لترتفع سماءا حتى تلقتها السحب بـ ترحاب ، ظنت إنها ستمطرها قريبا ، فيعود الحق لأهله ، و لكن يبدو أن سحبها الكثيفة كانت بخيلة جدا فـ إحتفظت بقوتها هي ، لتجعلها شامخة الرأس متوسلة قطرات فقط ، من حقها المستباح كرها !
أما هو فـ توقف التفكير عنده ، كم تتوجع هذه العنيدة ، لم لا تقل إنها بحاجته و تنتهي ؟ لم لا تعترف بإن جميع من في المنزل لا يكفونها رغم حرصهم على إعانتها ، لإنه ينقصها ، و يهملها !
يقسم أنها لو فعلتها لـ غسل ذاكرتها من ترهات قد تفوه بها منذ دقائق ، لكن معها تثمن المستحيلات السبع ، فليست هي من تلكئ كبرياءها و إن كانت سـتذوب عطشا لـ رشة إحتواء
و لم تخيب ظنه فتاته ، لم تخيبه البتة ، فسرعان ما ألبست قولها ثوب البشاعة بـ : عايشة بين ناس لا طايقيني ولا طايقتهم و مجبورة اتحمممل و اسكـ ـ
: كااافي عااد ، يعني شلون ؟ شقد ما ارييييد امشي وياج عدل تجين عوجة ، كافي يا بت الناس ، ترة اني هم روحي وااصلة لخشمي عباالج بالي صافي حتى اقعد اواسييج كل شوية ؟ لسانج المسمووم هذا سكتييه
: روووح للـ حجيها ينقط عسل رووح شمبقييك هناا يم سموومي ؟ الله ياااخذني و يخلصك من الهـ ـ
: ليناااا خللللص ، كاااافي لغووة زايــدة
فار تنوره و ثارت فوهات براكينه لتسيل احجار منصهرة فـ تكوي جسده .. تدعو على نفسها الغبية ، أمام ناظريه ، و قرب أسماعه ، و حول قلبه !
إن لم تخف الموت فـ أنا أخافه ،
كيف تحلو الحياة من دونها ؟
أي عسل أتذوقه بعيدا عنها ؟ أنا أتناول سمها بغير ذي شبع ، و هي تغدق بغير ذات بخل
لكن إلا إياها ، فـ لتصمت و لا تتحدى عاطفته المحمومة بـ بشاعة كتلك
إهتزت شفتيها إثر صرخته ، و تقارب الحاجبان بقوس متعرج ، إبتعدت عنه فـ الدمع على وشك الهطول وهي اقسمت أن لا تبكيه .. و أمامه !!
لن تفعلها
إستوقفها بـ هدوء نسبي حط رحاله على صدره : لتسوين بنفسج هيجي ، ترة علي زين ، هسة هوة مهزوم ، قبل شوية خابرتـ ـ
: لتكذب
تنهـد بـ حرارة ، لا يعلم مالجدوى من الكذب هنا ، هي ليست بـ صبي أبله !
سكن قلبه لـ ثوان و هو يتابع تكشيرة ملامحها و هي ترفع براحتها لتلامس بأطراف الانامل صدغها ؛
أسدلت جفنيها بـ تهالك معقبة على حديثه بـ نبرة مهتزة كذبا : قتلك اني ميهمني علي ، هوة ذب نفسه بالنار خلي يااكلهااا ، ' و بهمهمة ضعيفة ' آه راسي ، حتى قلبـ ـ ـي
باعدت بين الجفنين لتكمل بـ إرتجاف ، و محطمة لكل كرامة تحاول صم فمها عن الإفصاح : عمـ ـ ـر يوجعنـ ـي ، حيـ ـ ـل ، كولـ ـش حيـ ـ!
: إشششششش
بادرها وهو يتقدم لها ، ليحتويها للمرة الثانية وهي أنثى متكاملة ، بعيدا عن تلك الطفلة الشقية المغنجة ، يا الله .. كم يشتاق براءتها ، يشتاقها حد الوجع
طوقها أكثر علها تستطيع حفر صدره و الإستغناء عن تلك القوقعة به ،
والله سيحفظها بـ همة أكبر ، لم لا تفهم !
شعر بها تستكين كمن تلقى فاجعة ، مسح على شعرها فتهادت له وناتها المنكسرة ، أحس بإعتراض أعلنه جسدها ، لكنه لم يستجيب ، فهي دوما ما تعارض إحتياجها
أ لم تقل بإنها تعيش هنا بمفردها ؟ ألم تتوسله بصمت أن لا يتركها تقضم شطيرة الهم بكاملها ؟
كيف له ان يدير ظهره ؟ و الله لا يقدر !
: ترة إذا بقيتي هيجي تتمرضين ، إهدي شوية و قولي يا الله ، لينا .. روحي إقري قرآن شوية ترتاحين
: اريد اروح لبيتنا
بنبرة مختنقة أتاه الرد و أنفاسها المشتعلة تصهر صدره بروية ، حتى شعر بتمدد الأظلع العوجاء إثر الحرارة المتوغلة بـ إنسياب سهل عبر جلده فاللحم !
: ماشي
: و أريد موبايلي
: ميخالف
: و أختك بعد لتحجي وياية
: هم ميخالف بس إنتي إهـ ـ ـ!
لم يكمل ، فما فعلته أخرسه و شنج كافة العضلات و حتى الهيكل العظمي ، لم يستوعب بعد إحساسه بأرنبة أنفها التي تداعب صدره بـ أنفاس لاهثة !
ويحك يا عمري .. ألا تكتفين بشئ أيتها الـ أنتي ؟
و تلوميني إن أفصحت بأنانيتك ، كوني محلي ليوم واحد و أحكمي عني
لم يبث به الطاقة من جديد سوى رنين هاتفه ، لم يبعدها عنه و ليحتفظ بها بـ يسار تلفها ، فاليمين تحركت لتخرج الهاتف من جيب البنطال ، و تغضن جبينه عند رؤية المتصل !
' أبو محمد '
جرت بنفسها بحركة منزعجة و خجلة ، و حالما إبتعدت خطوة حتى بعثرت النظرات هنا و هناك بملامح مكفهرة ، فـ صداع غريب دق رأسها من كل جوانبه ؛
بـ نية للهروب من حقارة الموقف حركت ساقيها نحو الباب الداخلي ، ليـأتيها صوته الـ راكز من خلفها : تحضري و خلي وحدة من البنات تجي وياج
أنا أعتَرِفْ
أنِّي انكَسَرْتُ أمامَ عَينيكِ الجَميلةِ
ثُمَّ عاوَدَني الرجوعْ
لَم أستَطِعْ أبدًا مُقاومةً فعُدتُ
رَغمَ الشعورِ بأنَّني مَخدوعْ
عُمري بِدونِكِ لَم يَكُنْ شيئًا سِوَى
وَهْمٍ ،
سَرَابٍ ،
حِيرَةٍ كُبرَى ،
دُمُوعْ
إنِّي لأسألُكِ الإجابَةْ
هَلْ كانَ هذا الحبُّ قَتلاً ..
أَمْ شُروعْ ؟
عبد العزيز جويدة
.
.
.
" علم الإنسان ما لم يعلم "
تفكروا في أيات الله قليلا فقط ، و ستزف من أعماق أرواحكم ' سبحان الله ' صادقة
حبة صغيـرة بعد إذن الله لها القدرة على إنقاذ حياة إنسان يصارع الموت ، سبحانه وتعالى جعل لكل شئ سببا ،
لكن إن جاء وعد الله الحق ، و إنقضى الأجل لا شئ سـ يحول دونه إلا بإذن واحد أحد ، فرد صمد !
هذه المرة كانت كـ سابقاتها ، ولكن العلاج تطلب بعض الوقت ، و ثلاث حبات بدل الواحدة ، و هاهو يستلقي على سريره الملكي و حوله وجوه واجمة بعضها ، و أخرى متوترة !
تلقى تعليمات الإهتمام بـ صحته و الإبتعاد عن ' كل خبر قد يسوءه ' من قبل طبيبه الخاص ، بلا أدنى إهتمام قابله ، و بداخله تعربد الإسود مع أشبالها ؛
حامل !!
إبنته حملــت من دون زواج ، أو لنقل من دون إشهار ؛
مرغت رأسه في الوحل ، و ستدفن سمعته بعد ذبحها بحد السيف ، كيف سمحت لذلك القذر أن يتعدى على حرمتها ؟
أي زواج وضيع ذاك الذي أوهمها به ؟
الحيــوان ، النــذل ، والله سـ يرى مصيرا أسودا ينتظره
يظن إنه هكذا سيجبره ليتخلى عن إبنته له ؟
ليست إبنته ، تلك العاقة هو برئ منها ليوم يبعثون ،
من باعته و سمعتها و كل أهليها من أجل جرذ حقير لا تستحق أن تنال شرف كونها إبنته
سـ يريها هي الأخرى المعتمة من الأيام ،
كم أوجعت قلبه ، كيف لها أن تخون ثقته و حبه ؟
ألا تعلم بإنها نقطة ضعفه الوحيـدة ؟
سحقا لها و لـ يديه التي ربتت على رأسها مرارا ،
سحقا لـ حجره الذي إحتواها كل حين ، و لـ قلبه الذي إنعجنت به منذ أن تعالت صرختها الأولى خارج رحم والدتها
ليتها أجهضت !
يا ليت ذلك الرحم لفظها منذ أن كانت بشهورها الأولى ،
كم مزقته فعلتها ؛
آه يا إبنتي ، لم أظن يوما أن يرد كيدي بإحداكن
والله ما ظننت !
لم لم تتبعي خطى أختيك ؟ لماذا لم تكوني كـ زينة ؟!
زينة ، تلك التي مزقت قلبها لأشلاء و انا أبعدها عن زوج لطالما أحبته ،
ويحك يا قاسم ،
أو ذنب إقترفته بحق إبنتك مع مروان رد بـ نحرك بـ شقيقتها ؟
آه على شقيقتها
' توووب '
تراه مجرما صغيرته ،
الكلب أقنعها بإنه مجرم !!
صدق القول حينما قال بإنه جعلها زوجته ، و غرس بها كرهه هو ،
سحقا له و لقلب ينبض بين جوانبه ، سينهيه بيديه قريبا
لم يغير من وضعيته حينما وصله صـوت الطبيب قائلا كمحاولة جديدة عسى أن يغير رأييه : استاذ قاسم ، صدقني خطر عليك البقاء بالبيت ، لا سامح الله اي ارهاق ثاني ممكن يسببلك جلطة ، مو بس قلبية ، إحتمال دماغية لإنو ضغطك حيييل صاعد و لتتوقع الابر الي اخذتها ممكن تنقذك من مشاكله
تدخل ذلك الواجم : عمي ترة الدكتور حجيه صح ، اني موجود هنا لتخاف ، إنته روح إرتااحلك جم يوم
نظر نحوه ، و حديث صامت دار بينهما ، قطعه عبد الله المتوتر ، فـ علاقته مع هشام تتأرجح على ضفة الجحيم بعد ما فعله : اي عمي ترة حالتك هالايام كولش متدهورة يمعود دروح و لتحط بالك هنا
: طلعوا برا
الإحراج رسم بتصرفات عبد الله و هو يخرج مع الطبيب الذي إمتقع وجهه بضيق ؛
تاركيه مع زوجته و إبن اخيه الذي تساءل حالما خلا المكان : شـ وقعك ؟ الكلب إبن الكلب قلك شي ؟
بـ هم ثقيل أجابه : طلعوا كلكم ، بسرعة
زوجتـه حاولت ثنيه عن ذلك العقاب الذاتي وهي تجلس على طرف السرير محاولة بيأس أن تقلل من عنفوان وجعه : قاسم اروحلك فدوة على كيفك وية نفسك ، ترة قلبك بعد ميتحمل وقعة لخ ، والله ميتحمل ، خلي هشام ياخذك للمستشفـ ـ
: إنتو زمايل ؟ مو دا اقوول ولوو برااا
إرتعدت فرائصها وهي تستقيم كمن لدغ توه ، توسلته الرفق بـ دموع اعتادت عينيها كـ منبعين ، و هاشم أردف بهدوء : فهمني شوقعك حتى اعرف اتصرف
: معليك بيهم ، هشااام ، لتوصل يمه و لا يم الحيواانة ، خليهم الي ، سمعتني
نصف شياطين الارض تجمعت لتوسوس في رأس هشام الذي حاول ان يخفض صوته فـ وضع عمه الصحي لا يسمح له بالتطاول : يعني مسوين مصيبة جديدة ؟ ' و بنبرة مهددة إستطرق ' ميخاااالف ، ميخاالف
ليحذره قاسم بـ وضوح : هشام ، ترة هية بتي ، إنته إطلع منها ، والله العلي العظيم إذا سويتلهم شي تشوف الي عمرك مشاايفه والله
الصدمة شلت مؤقتا خلايا الدماغ المسؤلة عن النطق ، ما به عمه ؟ هل جن ؟
يهدده أن لا يدنو منهم بشره ؟
أليس هو من فقد التي خطط سنينا لإن تكون له ؟
تركته من أجل حيوان شوارع ؟
لوضيع سلمت نفسها التي منعتها عنه هو رغم كل ما فعله لإجل والدها !
و الآن تأتيهم كـ قطة مرتعبة فقط من أجل أن تنقذ حياة فارسها المغوار ، الحقيرة
هو أكيد بإن ما بينها و بين ذلك الحيوان ليس حديث العهد ، و إن أقسمت أمامه مئات المرات بإن لا علاقة قذرة جمعتهما مسبقا سيـكذبها
ليس مغفل ،!
فقط لو يعلم أين من الممكن أن يلتقيا ، لأعادهما لذلك الموقع المتسخ بقذارة تفوح من جسديهما و نسف بهما الأرض ،
خرج من الجناح الخاص بعمه ، لـ يقف مطولا قرب باب الحجرة التي تضمها .. كم تمنى لو يحطم الباب فوق رأسها .. القذرة ؛
تبا لها و لـ والدها الاحمق الذي ما يزال يهتم بها رغم إنحطاطها و يأمره بالابتعاد عنها ، هه
أويظنه سيتقبل المصيبة و يصمت كـ النساء ؟ تبت يداه إن فعل !
والله سـ يدك صرح الطهر من منزل ذلك الحيوان كما هدم صرحهم والله سيفعلها و أمام ناظريه ،
إنتبه لـ نبرة زوجة عمه القلقة وهي تمسح وجهها من فيض الدمع : هشااام ، وخر منااا ، و اسمع كلام عمك معليك لا ببتي و لا بإبن الناس
رفع حاجبه ساخرا و أعاصير تلك التي تعصف أحشاءه ، تحرك مبتعدا عن المكان و بخطوات صغيرة حتـى تجهم وجهه بـ حدة و توسعت عيناه غير مصدقة لـ رؤيا قديمة مرت بخاطر الذاكرة الآن ،
ذلك الحيوان !
تعرفه منذ ان كانت في الأردن ، نعم .. يذكر جيدا إنه رآهما معا منذ شهور مضت ، حينما شاركته المصعد رغم إنها لم تفعلها مسبقا ،
أ يعقل إنها كانت تشارك ذلك المنحط الشقة ؟!
تبا لها ، لا يعقل هذا ، و أين والدتها و شقيقتيها من كل ذلك الإنحراف ؟
لكنه رآهما معا ،
و طيلة الوقت يومها كانت متوترة قلقة !
إذن ما فكر به منذ البداية هو الصواب ، هذه القذرة قد باعت نفسها لذلك الحيوان منذ زمن
لذا كانت ترفض زواجهما بجنون ، مبررة بـ كونها تعاني من صدمة نفسية ، و هم الاغبياء صدقوها ليتركوها تنفس عن تلك الصدمة في بحر الرذيلة ،!!
أو ربما كان قد تزوجها منذ ذلك الحين ، و قصة الإختطاف تلك ليست سـوى كذبة ملفقة و مسمارا علقوا عليه جريمتهم من تلابيبها !
ومن الممكن أيضا إن عبد الملك غير متورط في القضية ، و هما أستغلياه !
ماذا بشإن أختيه ؟ يقول إنه هنا لينتقم
سحقـا .. سيجن ،
إن لم ينفس على غضبه الآن سيفقد أحد بروج عقله !
توجه خارجا من المنزل ليقابل عبد الله امامه ، لم يهتم لـ وجوده ذلك الاخرق الحيوان ، فـ لتنتهي مصيبتهم و سيلحق مروان و هذا المسمى بـ علي
كلهم بمصير واحد ، كلهم !
وصل سيارته المركونة بـ ساحة المنزل ليرمي بجثته بها ، واني و علا رنين هاتفه مصدرا جلبة في السكون ، رفعه حالما علم من المتصل ، ليوجز له الاخر عناوين أخر أخبار يتقصونها : استاذ اخته لهسة مشفناها ، و مندري وين ، بيتهم مسدود و مبيه احد ،
شتم و سب و لعن ؛
و الأخر تقبل الامر بـ لا تذمر فـ عملهم حتم عليهم تحمل نباح الكلاب المسعورة ، و بعد أن فرغ فيه كبته سأل بصراخ محذر : و بنت الـ**** عبد الملك ؟ هم مشفتووهااا ؟
: شفناها سيدي ، بس الظاهر أبوها خايف لإنو حراستها مشددة حيل
إبتسم بشكل مفاجئ : حلوو ، كولش حلو ، جيبوها ، عدكم يومين بس و اريدها يمي
يبدو إن عبد الملك يرتعد كـ فأر محتبس في عرين الأسد !
إذن قد أخطأ بتنبؤه السابق ، ذلك الـ **** يشاركهم جريمتهم و ليس مجرد شماعة لتعليق الذنوب !
.
.
.
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
إبراهيم ناجي
مالذي فعلته ؟
لم تعتقد بإن والدها سيـسقط إثر كذبتها تلك ،
أرادت فقط استجداء الرأفة من قلبه رغم يقينها بإنه خال الوفاض منها !
هو من يتم سنا ، فما فرق غيرها ؟
لكنها ظنت بإن الفرق يكمن بها هي ، لن يجرؤ على جعلها تعيش معاناة زينة
تلـك التي ما زال مخدعها باردا كالصعيق ، لا يدفيه غير دموعها الحارة ، إعتزلت الرجال من قهرها ، و هو لم يجبرها على الاقتران بأحدهم مجددا ، و لا تعلم إن كان هذا تكفيرا عن جرمه أو لإنه حتى الآن لم يجد ساعده الأيسر ليقيدها به !
فـ الأيمن ما زال ينتظر الصغيرة ، و سينتقم لـ إستغفالها له ،
لا لن يفعل .. والدها لن يسمح له بالإقتراب منها ولو بلغ ابواب الجنون و حطمها أيضا
والدها ، كم كانت تراه مثاليا ،
و كم تغنجت بـ قول كل فتاة بأبيها معجبة ، كان لها احد كنوز الدنيا الفانية ، لكنه كنز باق !
تمنت ان تورث عشقه لأبناءها فالأحفاد !
لو حدث له شئ لن تسامح نفسها ،
منــذ أن أختطفت و حالته الصحية في تدهور مستمر ، و هي التي كرهت علي لـ عدم إهتمامه حينما نقل لها خبر أول نكسة أصابته هو الحبيب تجدها تلوثت به لـ تفعل المثل ،
بل و تكون السبب المباشر و القبيح في تلك النكسة !
يا الهي ،
ستموت لو أصبحت سببا في خسارته ، لن تحتمل أكثر ،
همومها تكاثرت بإنقسامات سريعة ، جيل بعد جيل حتى شعرت بالكثافة السكانية لتلك الهموم بـ كل اجناسها من الاوجاع و الخوف و القلق ،
آه ، متى ستشرق الشمس و تنقضي هذه الايام ؟
أو إنها لن تفعل و ستعلق هي كـ غريب يجلس على شاطئ الماضي ،
حدقتاها لا ترى سـوى ظلال القمر ، و إنعكاسه في مرآة عكرة تسمى بحر !
تداعب المياه المليئة بالرمل الجزء الاسفل من جسدها بـ شئ من العنف ، علها تستفيق لـ يراكض الحياة و تجاري بني البشر ،
لكنها صامتة ساكنة !
فقط تقلب بين دفاتر تأريخها الذي أمتلأ فجأة بأحداث مجنونة ، لتجعلها تستسخف كل حدث سابق ،
و تتبرأ من كل ما هو قادم
فوق سرير منفرد تحتضن قدها المنطوي بعضه فوق بعض بـ ذراعين ترتعشان ، معدتها تتلوى و قلبها يتقلص بتناوب مع الإنبساط
جرت نفسها لتغادر السرير ، جلست أرضا قربه متوجهة نحو القبلة بقلب خاشع مـتوجع
خرت ساجدة و ما إن لامس جبينها الأرض الباردة هربت دموع المآقي من بين أصفاد الجفون لتتساقط تباعا متجمعة ببرك صغيرة
يا إلهي
إرفق بي فـ لا طاقة أحملها بعد و أنت أعلم ما بنفسي
لم أرد أن أطعن ظهر أبي ، والله لم انويها ، و كيف أفعل وهو من أمرتني بأن أطيعه في كل امر إلا الكفر والعياذ بك
نعم عصيته و أوجعته و لكني متوجعة أكثر
إلهي ، علي لا دخل له ،
كيف أظلمه معي و الظلم ظلمات يوم البعث ؟
لن افعلها و اثكل والدته ، و إن فعلتها بأمي !
كان معي خير الرجال ، و سأكون معه خير النساء بإذنك أنت
فقط أمددني بالصبر على المصاب ، و قوي قلبي يا رحمن ، إلطف بي و به !
إلطف بـ جدة لا ترى في العمر غيره ، و أخت يغنيها هو عن الكون أجمع ، يارب
و أبي يا إلهي
أمدد بعمره حتى يأتيك تائبا
و يناديني مسامحا ،
أرجوك ربي لا تقبض روحه إلا و أنت راض عنه ، و لا روحي إلا و هو راض عني بعد رضاك
أرجوك يا مولاي ، إني أحبه فـ أحبه و تب عليه أتوسل إليك يا رحمن يا رحيم
قد كان خير أب ، فـ إجعله خير مؤمن ، يا رب
أسألك بـ أحب أسماءك إليك أن تعفو و تصفح ،
يا رب انت عفو كريم تحب العفو فـ أعف عنه يا رب ، يارب ، يارب
.
.
.
لماذا تغلقينَ البابْ ؟
ومن قالَ ..
بأني أطرقُ الأبوابْ؟
أنا لا شيءَ يمنعني
ومهما كانتِ الأسبابْ
فلا حرسٌ سيمنعُني ،
ولا بابٌ ،ولا بوابْ
***
أنا العطرُ الذي ما بينَ أنفاسِكْ
أنا الوجعُ الذي يسري بإحساسِكْ
أنا الحزنُ الذي يكسو
جمالَكِ حينما هلاَّ
أنا الرفقُ المعلقُ في سماءِ القلبِ،
والفجرُ الذي طلاَّ
أنا الآتي من الأحلامِ
والعمرُ الذي ولَّى
أنا النارُ التي تجتاحُ شريانَكْ
أنا الظمأُ المخبَّأُ في حنايا القلبْ
أنا النسماتُ تمتدُّ ..
كفرشاةٍ
لترسُمَ بعضَ آياتِكْ
أنا الليلُ الذي يغفو على صدرِكْ
ليسمعَ صوتَ أناتِكْ
أنا الصبحُ ..
كطفلٍ في الهوى يحبو
على أرضِ انفعالاتِكْ
***
أنا العبقُ الذي يمتدُ داخلَكِ
أنا أعنابُ بستانِكْ
أنا البركانُ في جسدِكْ
فيا عجبي
لحدِّ الآنَ تحترقينَ في نارٍ
وتأبى حرقَ فستانِكْ
أنا الشوقُ المخبَّأُ في وسادتِكِ
أنا العطرُ المعتقُ في زجاجتِكِ
أنا كلُّ الظنونِ لديكِ ،
مصدرُ كلِ خاطرةٍ على بالِكْ
**
لماذا تغلقينَ البابْ ؟
ومن قالَ
بأني أطرقُ الأبوابْ ؟
أنا الحرفُ ..
بكلِ كتابْ
وعندي جنةٌ وعذابْ
ملوكُ الأرضِ تخشاني
ويحسبُ لي جميعُ الناسِ
ألفَ حسابْ
ومن كوخٍ إلى قصرٍ
جمعتُ ..
في الهوى أحبابْ
أنا الحبُ
أنا الشوقُ
أنا العشقُ
أزورُ القلبَ في يومٍ
بلا أسبابْ
لماذا تغلقينَ البابْ
ومن قالَ
بأني
أطرقُ الأبوابْ ؟
عبد العزيز جويدة
أوقف السيارة امام منزل شامخ ببنيانه ، و كإنه يخبر الجميع بإنه كان صرحا لـ أحد السلاطين العادلين ، أولئك الذين لا يكررهم الزمن ،
ذاك الذي أغتيل ظلما ، فـ تبعثرت عقبه القلعة بمن فيها ،!
رحمة من الله عليه ؛
الاعمدة الشاهقة التي تنتشر على اطرافه كانت أربعة ، قد تكون رمزا لـ عدد ساكنيه ،
أيتوجب عليها الآن ان تـندك ارضا ؟ فـ ذلك البنيان يخلو من بني أدم ، كل منهم قد تلقى مصيره ،
و حتى من ما زالت لقمته مستمرة في هذه الدنيا أجبر على الإبتعاد عنه !
تنهيدة قصيرة زفرها وهو يلتفت بـ هدوء خلفا ، فـ وجدها تتطلع الى المنزل بحسرة إنبثقت من نظراتها الجامدة ،
إرتعش قليب قلبه حينما طأطأت بنظرها ثم رفعته لتستطرق مستجدية مقلتيه : أريدهم ، عمر اريد اهلي ، أريد بيتنا والله
لم تشعره بإنها توا فقدت الثلاثة ؟!
أ يعقل أن تراكم الوجع يجتث كل مصيبة مؤرخة من تحت انقاض الزمان ، ذاك الذي ولى من دون أي تمهل ؟
تمنى لو إن أية من حضرت معهما بدل ميس ، فـ الأولى اجدر بإن تربت على الكتوف ،
هز برأسه بمحاولة يائسة لـ كف الحزن من عدستيها البراقتين : قولي إنا لله و إنا إليه راجعون
إهتزت شفتيها و حاولت جاهدة أن تحتفظ بفيضانات المآقي بالداخل ، لكنها فشلت ، إن الشوق يجرفها لترغب بتقبيل كل بلاط هذا العزيز الغالي ،
آه يا منزلنا !
آه يا أبي ، و الله خسرت كل طاقاتي ،
ما عاد بي من جهد لأستنزفه ،
أبتاه .. صغيرتك وحيـدة ، تعاني من إختبار صعب بل صعب حد الإستسلام ،
أين أنت مني ؟
ما عدت أذكر منذ متى لم تطرق بابي الراحة ، أ سمعت بإنني بخيلة بإكرام الضيوف ؟ أم إنها لا تهوى الإقتراب من أبواب مصدءة ، متآكلة الأطراف لغياب مالكها ؟
قل لي بربـك هل سأنجح في هذا الإختبار ؟ أم إن فشلي سيكون جما فيقترن بفقد نجلك الغالي ، ذاك الذي لطالما كان مميزا بقلبك و إن حاولت إخفاء الأمر ؛
ربما كانت والدته هي السبب ،
كم امقتها لولاها لما ضاع أخي ، لما بقيت بمفردي متشردة من منزل لأخر ،
أستغفري الله العلي العظيم يا أنا ، إستغفري ربك فـ كله إختبار ، إياك و القنوط يا لين
ولكن هلكت قواي ورب الكعبة ، هلكت و لا أمل بـ نجاتي سوى ان يكرمني الله بصبر لا نهاية له
يارب ، خذ بيدي و أنزل سكينتك على صدري ، فـ أنا متعبة جدا !
آه يارب
: يللا نزلوا
زفرت هما لتعود فـ تشهقه ، لا سبيل للفظه بعيدا ، لاسبيل ابدا .. فتحت بابها لتترجل بخطى مرهقة ، تقدمت عمر و شقيقته ، لتفتح الباب الخارجي بـ مفتاحها ، و لكن يبدو أن شئ قد علق فلم تستطيع إدراته بداخل الفتحة ، لتأتيها على حين غرة كف ممتدة من فوق كتفها ، فـ تنفذ المهمة بدلا عنها !
حبست نفسها بداخل رئتيها حتى إنتفختا ، و شعرت بتصلب جسدها بأكمله ، و لم تزفر ذلك الكبت حتى إبتعد عنها ؛
دفع بالباب فـ دخلت أولا بـ حركة هادئة ، أكملت الطريق حتى الباب المؤدي للمطبـخ ، فإلتفتت حينها لـ صوت مواء متقطع ، كانت ستقفز هلعا لـ قرب هذا الكائن الصغير جدا و المغطى بالشعر الأشقر المتداخل مع الأبيض ، لكن نظراته البريئة الناعسة جعلت نفسها تميل الى الشفقة ، يكاد يكون بحجم قبضة كفها ،
أي بحجم عضلة القلب الذي شرع بابه على مصراعيه فـ سمح لهذا المخلوق أن يتربع به بـ تملك !
إستدارت على عجل نحو ميس التي تراجعت حتى الباب قائلة بـ نفور و عطاسا مزعجا يصدر منها : عووومر طردهاا ، أتشوو ، اني عندي حسااسيية عمـ ـ آتشوو
لم تستطع كبح ضحكتها ولو إنها قصيرة الأطراف ، فـ شعت نظراتها بتألق وهي شعرت بذلك ، لكنها سرعان ما جمـدت مكانها و تجهمت ملامحها بـ فزع عند شعورها بذلك الشعر الناعم يدغدغ
اصابع قدمها الظاهرة من الصندل الصيفي ، إبتسامة لطيفة من عمر حثتها على الهمس بـ رعب : عمـ ـ ـر
إقترب منها بـ هدوء مستطرقا : لتخافون شبيكم ، خطية هاي هستوهة جاية للدنيا
جلس القرفصاء عند هذه الحبيبة ، ليمد بيمينه فقط و بـ ' لين ' لا يشابه لينه رفع الكائن متمتما : سبحان الله ،
لينا ألصقت ظهرها في باب المطبخ لـ لحظات ، ثم مالت بجذعها نحوه لتتابع تملل الصغيرة بين كفيه : أووووووي ، شقد صغيرة حياااتي
: يا حيااتج يمعودين وخروها منكم ترة والله ارجع للسيارة
ضحكت لينا مجددا فـ أشرق وجهها بـ نور غريب ،
دوما ما تكون الدمعة على الخد الباسم بطبيعته كـ احد العجائب ، و مع لين فـ كانت ضحكتها الصادقة هذه بمثابة المعجزة
إستقام عمر فـ فعلت مثله وهي تكاد تطير فرحا بما تراه من تثاؤب هذا الكائن و كإنه طفل صغير ، رفعت بـ نظرها فجأة نحو عمر لتتحدث بحماس انساها كل ما حولها من تعاسة : هههه اوووي شووفها شلون تتثاوب يـ ـ ـ
إبتسامته اللطيفة صفعت خدها ليعود الى حالة الوجوم الأول ،
عليها أن لا تنسى ما قاله منذ ساعات ،
عليها ذلك !
لكن هذه المهمة كانت صعبة و هي تتشدق لمتابعة القطة ، و رغم ذلك حاولت بجهدها اكمله أن تتجاهله وهي تلتفت نحو الباب كي تفتحه مستطرقة بـ جدية : زين هاي وين أمها ؟
: عممممر ، نززلهااا و تعال اشمرهاا برااا ، والله ما اتحمملهم
إستدار نحوها ليـؤنب بـ لباقة : ميوسة شوفيها حرام عليج ، هاي اذا حطيتها برا رأسا الجهال ياخذوها و يلعبون بيها ، ترة هاي كائن والله يحاسبج عليها
إشتعل قبس من حماس في ظلمة اللين ، لتضيف على حديثه وهي تلج المطبخ : اسويلهاا حليب ؟
: اي
: عوووماااار شنوو إييي ؟ عززة !
: هههه ، تعالي فوتي ' دخلي ' بسرعة
إتبعت ميس إقتراح خطيبة أخيها بعد شق الأنفس و بعد الكثير من الأزمات الأنفوية ، رغم إن عمر أخلى لها الطريق قليلا
و ما إن دلفت حتى اغلقت الباب مسرعة وهي تتذمر بصوت مرتفع : شنو متحسون اقلكـ ـ آتشوو آآآح
كم تعشق شعور الإنتماء ، بل كم تعشق هذا المنزل بجدرانه و أرضيته وحتى السقف !
ظنت إنها لن تستعيد طاقتها بعد ما حدث ، إلا إن شيئا ما بني منذ دقائق في اعماقها ، فوق أنقاض حصونها المهدمة
بـ طيف راحة حدثت ميس التي ما زالت تعاني من نوبات العطاس بفترات متباعدة : اذا تريدين روحي للحمام غسلي وجهج
بإمتنان تحركت الأخيرة نحو الرواق المؤدي للحمام ، فهي تعرف هذا المنزل و كثيرا ما كان يبهرها بـ هندسيته الراقية ،
بينما لينا فـ إستغلت غيابها لتخرج فـ تطمئن على الصغيرة ، قدماها التصقتا ارضا و هي تتابع تلك الهالة من الحنان المحيطة بـ عمر ،
يجلس على الإرجوحة حاملا القطة بيمينه لتتوسد بطنه ، ثغره الباسم أرسل ذبذبات مدغدغة لخلايا العقل ، حتى أرسلت إيعازاتها لتنعكس شبه إبتسامة فوق شفتيها الجافتين ،
لم لا تستطيع ان تتذكر سيئات قالها منذ دقائق طويلة ؟
كيف إستطاع أن يخنق ذلك الغيظ قبل أن تفجره بـ وجهه ؟
أ يعقل بإن لـ إحتضانه الحاني ذاك دخلا ؟
أشعرها بإنه الاقرب ، لا تعلم غير إن هنالك الكثير قـد تغير بداخلها و بسبب إعتذاره المبطن !
حينما شعر بوجود أحد ، رفع رأسه و ما زالت ملامحه مرتخية ، مزاجها الصافي لـ هو نادر ،
من السخرية أن يترك مصيبة علي ليهتم بـ قطة صغيرة ، فقط كي يرضي صعبة المراس ، أميرة هذا القصر العاجي ،
: اوووي حيااتي جوعاانة
نطقت بذلك و هي تتقدم نحوه بـ كامل اللا وعي ، فـ رؤية الصغيرة وهي تفتح فمها مرارا داعسة بـ وجهها في قميص عمر لهو أمر بغاية الروعة ، و من الممكن جدا إن كبتها يجعلها ترغب بأي شئ ليشغلها ولو سخف
أردف عمـر متسائلا : ليش مسويتي حليب ؟
: ما عدنا ، عفية روح جيبلها الله يخليك
أجنت ؟
أم أستبدلت ؟
فـ التي يهواها و أقترن بها تكاد تدفن في الصدر قطعة من إسفنج و ليس قلبا !
أما هذه فـ أمست تثير عجبه
رد عليها و ما زال عقله شاردا : شلون أروح و اعوفكم ، هسة أخابر ألن يجيبلها
إستطرد محركا بالقطة بعيدا عنه لإنشات فقط : تشيليها ؟
فزعت لترتد خلفا خطوتين : لالالا ، إنته شيلها اني بس اباوع عليها
ضحك من دون أن يصدر اي صوت ، ثم تابعها وهي تعود لتتقدم نحـوه فتجلس على الطرف الاخر من الارجوحة ، كبت إبتسامة كادت أن تفضحه لإنه أكيد من إن ردة فعلها لن تكون لذيذة ،
أشقت قلبه هذه اللقمة ،
: هممم شأسميها ؟ ' لتستطرد ' صدق هية بنية لو ولد ؟
ثم صمتت حرجا ، فشتته بـ إسلوبه المحبب : بنية
أخرج هاتفه بيساره من جيب البنطال ليعد عنها الخجل فإتصل بـ ألن ، قليلا و وصله صوت الاخير بـ كسل : ها عمر ؟
: السلام عليكم ، أقلك إنته بالبيت ؟
: وعليكم ، هستوني ' للتو ' وصلت ، رايد شي ؟
: فدوة جيب حليب الـ ' ' من الاسواق و تعال لبيت ابو علي ، أني هناك
: حليييب ؟ شتسوي بيه ولك ؟ بس لا لينا جابت ؟ ههههـ ـ
: أكل ***
: هههههه أسف والله بس من ضوجتي ، لا صدق شتسوي بيه ؟
: احطه بخشمـك
: ههههههه والله حلو من تعصب ، هاي شنو الظاهر مخبلتك الاخت
: كافي عاد هي حيواان ، يللا بسرعة تعال !
أغلق الخـط بوجه رفيقه و كانت هذه من النوادر ، وحتى هذه الرابضة قربه إستغربت فعلته ، تعلم بإنه يختلف عن علي و ألن ، الغضب الصبياني ليس من شيمه ،
أبعدت عن نفسها الاستغراب و مدت بسبابتها بعد أن ضمت بقية الأنامل وهي تشتاق ان تتلمس شعر القطة فقـط ، و لكنها عند اللحظة الاخيرة سحبتها بوجل ؛
لتصدم بعمر يحول الصغيرة الى يساره و بيمينه يمسك معصمها فيقدم كفها بـ رقة : ترة متخوف ، و لا حتسوي شي
ضحـكت ملئ شدقيها و هي تشعر بالملمس الناعم ، و من بين تلك الضحكات ولت دموعها هاربة ، فـ مسحتها بـ يدها الأخرى و تكاد بشرتها تضئ من نظرات عمر المهتمة بـ تفاصيلها ،
بحركة ملولة رغبت ان يفك يدها ففعل ، و عادت لتسند ظهرها على الارجوحة و فقط تتابع القطة بصمت !
كانت ترغب بالمجئ لـ تحطيم الاواني و تكسير النوافذ عل غيظها يخف ، و قهرها يتناقص ،
فهذا منزلها و ما تفعله لا يخص غيرها ، و لكن ارسل الله لها هذه الصغيرة لتفجر بها كل طاقة سلبية تنفخ قلبها و الروح
: عمرر اريدهاا ، من نرجع للبيت أخذها وياية
تنفس بعمق هازا رأسه بالايجاب ، إستسلمت فتاته لقدرها و لمكوثها عندهم ، يال روعتها و هي مسالمة !
إلتفت كلاهما نحو نافذة الصالة ، و حتى القطة إذ إن أذناها إستشعرتا صوتا ما فـ تمدد صيوانهما ، إبتسم عمر لرؤية الاكفهرار على ملامح شقيقته و هي تحاكيه من خلف الزجاج الذي تطرقه بـ غضب : عوفووهااا و فوتوااا ، عايفيني هناا مثل المخبلة و إنتو براا
ضحكـت لينا بـ هدوء و هي تجيبها بـ سلاسة : مندخل ، تريدينا انتي تعالي
أن تضمه لها بهذا التملك له أمر مثير ، كاد أن يقضمها والله ، يعلم إن نفسيتها في هذا المنزل تتقلب حسب اهواءها ، من قبل و قرب هذا المكان حدثت معركتهما تلك ، فـ كان مزاجها ازرقا ، و الآن يعيش معها السلام لإنها هادئة
الى متى سيستمر بـ غرف مكاييل الصبر و شربها كاملة عند وجودها ؟ هل سيأتي يوما تقابله برد الدين الكبير الذي لو يشاء أن يخنق عنقها الطويل لـ فعل ؟!
و ذات كأس الصبر مع عصارة من زهرة العشق إرتشفها ليـهمس و انظاره على القطة : لين ، قبل شوية جنت عصبي
لتقاطعه بسرعة و كإنها تنتظر منه هذا القول : الله يخليك لتحجي خلص
أصر وهو يـرفع برأسه نحوها : لتعصبيني بحجي متعرفين معناه حتى ما أضوجج ، إحنة مندري شقد رح نبقى هيج فلازم نعرف نتعامل سوى و بهدوء
بنظرات حيارى إستطرقت : و أختك الخاتون ؟
تنهد بـ لمحة إنزعاج : قتلج معلية بيكم حلوها بينكم ، ما اتوقعج ضعيفة و متقدرين تدافعين على نفسج
بهدوء إحتضنت جسدها لتتمتم مغيرة دفة الحديث نحو مسار اخر : علي صدق انهزم ؟
بـ تماسك نطق : إي ،
: والله ؟
: عبد الله و خوات جلنار ساعدوه
: عممممر والله ؟؟
: والله ساعدوه
: بس ما إنهزم
: لأ
و أنت تنـوي إكمال حياتك غير آبه به ؟
ويل لك يا قلب ،
ستنصهر يوما ،
لا لن تفعل فهذه القطة الصغيرة تحتاجك ، نعم !
بمثل ما تحتاجها أنت يا قلبا بت أجهل تفاصيله الدقيقة
حولت نظرها نحو الباب المؤدي للشارع حينما رن الجرس ، لتلمح أعلى رأس ألن و وصلها عجبه وهو ينظر لها مع عمر ،
لم تهتم بـ ذلك ، و إستقامت بعد عمر الذي تحرك مع الصغيرة ليفتح الباب لـ رفيقه ، تأخرا عند الباب لعدة دقائق ، و ما إن دلفا شعرت بتوتر كلاهما ،
كادت أن تتقيأ وجعا وهما يتقدمان نحوها من دون ذلك الشاهق الذي لطالما كان يرافقهما بـ نظراته الساخرة و لسانه اللاذع ، كم تفتقد وقاحته
نظرات فقط هي كانت الحديث بين الرجلين ، حاولت قليلا ان تتماسك وهي تتقـدم خطوة نحوهما مردفة بعجل حتى قبل أن تجيب على سلام ألن : علي بيه شي ؟
إستغرب الإثنان و عمر تساءل : شنو ؟
فلتت اعصابها فجأة : كلش متوترين ، الله عليكم اخوية ماات ؟
نهرها عمر : ليناااا ، قلنا قولي يا الله ، كلشي ماكو بس الن شايف سيارة غريبة بالمنطقة ، يمكـن جماعة قاسم دتراقب البيت ، يللا فوتي
ثقل لسانها و إختنق صوتها ، تحدث ألن بهدوء مادا بـ كيس يحمله نحوها : هذا الحليب ' ليضيف بـ لطف ' علمود هالبزونة رايديه ؟
لم تجبه ولم تتحرك حتى ، ليحثها عمر : لتخافين يمكن مو اكيد ، بس اريد سلااح ، علي عنده جوة مو ؟
أضاف تساؤله بعد أن جلس القرفصاء ليضع القطة في احد الزوايا ، و كانت هي تتابعه بـ شرود قاتم !
لا ، ليس مجددا ؛
لن يكون هذا المنزل طائر شر ، لن يجرؤ و يفعلها !
إستغفرت الله ، فـ التطير من المحرمات ، و بهدوء إستلمت الكيس من ألن لتستطرق : فوتوا جوة ، الله يخليكم
كادت أن تتراجع عن قولها حينما رافق خطاها عمر ليـدلف المطبخ بـ ' لا رسمية ' يتبعه ألن ،
يبدو إنها فعلا اصبحت زوجة لـ عمر ، ذاك الذي يرتبط بـ أخرى !
نطـق هو حالما اصبحوا في الداخل وهو يتابعها تسكب الحليب في أحد الصحون الصغيرة : عوفيه هسة لينا روحي جيبي المسدس
كادت أن تسكب العلبة بما فيها لشدة توترها ، يريد أن يأخذ سلاحا فيخرج و من ثم لا يعود ؟
يريدها أن تنصب حفل تأبين لـ روحها التي ملت فقد الرجال ،!
علقت بـ إرتجافة : ما عدنا سلاح
ليتحدث ألن : عدكم لينا ، دوري زين
إستدارت نحوهما و الصحن الصغير بيدها المرتعشة ، قدمته لـ عمر قائلة بإصرار : مااا عدنااا ، اخر مرة صار تفتيش بالمنطقة و فتشوا البيت الحرس الوطني فـ علي ما اعرف وين ضمه ' خبأه ' يمكن بسيارته
عمر اعطى الصحن لألن و الأخير فهم إنه يريد الانفراد بها ، فإستلمه ليخـرج كي يطعم القطة ، رآها متكورة حول نفسها فظهرت بحجم كرة التنس ،
حالما إقترب منها انحنى واضعا الصحن امامها بهدوء كي لا يفجعها فتهرب .. إبتسـم بغريزة عطف بشرية و هو يتابع حركتها الخجلة وهي تتقدم من الصحن الدائري ، شمته قليلا ثم عجب من إرتشافها الحليب بـ نهم !
إستقام جسـده و فكر أن يبقى هنا حتى ينهي عمر حديثه مع لينا ، فـ نقل بنظراته على جدران المنزل ليتابع تفاصيله بكسل ، حتى ثبتت عند تلك الواقفة خلف احجى النوافذ ، تستند عليها بجانب جسدها وهي مطأطأة الرأس و طرف شفتيها ترتفعان بإبتسامة صغيرة ؛
لا يعلم لم إبتسم هو الأخر لكنه سرعان ما شعر بـ ثقل غريب يجثم فوق صدره و كإنما صخرة متماسكة قذفت عليه ليتلقاها فيترنح من دون سقـوط ،
ما الذي يشعر به ؟ إستدار موليا المنزل ظهره وهو يفكر بعقلانية ، ألن إنتبه .. إياك و الخطوط الحمراء ،
تعلم إنها ليست كأي خطوط ، بل شرارات من لهب !
إنتبه كي لا تصفعك كف الندم بعد حين ، إنتبه
أصاخ السمع لـ صـوت زجاج يطرق ، فإلتفت مجددا و الاستغراب غطى ملامحه ليجدها قد فتحـت النافذة لتكلمه بـ لطف غير رسمي : هلااو الن
وجم وجهه لـ ثواني و من ثم إنفرد ليرد : هلااو بيج
بإنفعال طلبته : حباااب الله يخلييك طردهااا لهاي البزونة عفيييية
تغضن جبينه لينقل أنظاره نحو الصغيرة ، ثم رفع رأسه نحوها مجددا ليردف متسائلا : ليش ؟
بـ حركات شقية نوعا ما اجابت و هي تكشر بأنفها : لإن عندي حسااسيية من هالسوالف
إبتسم شاعرا بـدغدغة في خلايا المخ ، متناسيا امر ذلك الوابل المجهز للإندفاع نحوه بهجمات متتالية : سواالف ؟ زين انتو وين لقيتوها ؟
بذات الإنزعاج تكلمت : هسة ذبهااا ' أرميها ' برا و بعدين أقلك ، الله يخليك ألن ، والله اصلا البزازين يسوون داء القطط
ما زالت البسمة تعتلي الثغر ، ليدنو من الصغيرة برقة ، جلس قربها ليتحدث بـ صدق : حرام عليج صغيرة ، انتو شوية و ترجعون لبيتكم شعندج وياها عوفيها
تذمرت بـ نبرة لم تصله و هو أدار رأسه حدو الباب عندما شعر بـ مرور سيارة تتحرك ببطئ في الفرع السكني !
وقف بـ وجل و أشار لها بذراعه لـ تغلق النافذة و عينه منصبة في الاتجاه المعاكس لها حيث الباب الرئيسي : سدي الشباك هسة
إعترضت : ألن ذبهاا اول شي
صرخ بها بإنفلات أعصاب : قتتتلج سـدي الشباااك بسرعة يللا
فعلت ما أمرت به بملامح متجهمة ، يبدو إنه سيخنقها إن عملت معه بذات الشركة ، مزعج !
اما هو فـ إقترب من الباب بخطوات حذرة ، متهورة بعض الشئ ، لم يضع بـ باله أي إحتمال ، كل ما يشغله هو ان يعرف من هو صاحب السيارة ،
؛
هنالك حيث إنفرد بها ، تحدثت هي حالما غادرهما ألن : متطلع ، و لا تااخذ اي شي ، عمـر بابا طلع و مرجع ، الله يخليك منااقصة أني
تفهم جروحها فأبعد اصابعه عنها لئلا يلكئها ، بتفهم إستطرق : على كيفج ، بس لازم نطلع خوما نبقى محبوسين هنا ؟
توتر فمها لتردف بـ ألم مفاجئ : عزة يخوفون ، هسة موتوه لأخويـ ـة واللـ ـ
بتر ساق الوجع المتأصلة جذورها في ثنايا الروح لتتفرع في كافة الحواس ، كشجرة زقوم خبيثة ، : إششش علي مابيه شي ، قبل شوية خابرت عبد الله رجل اخت مرته و قلي
طالبته بـ إرهاق : زين اريد احجي وية جلنار ، الله يعلم هسة شمسوين بيها اهلها
هز رأسه بتفهم و أخرج الهاتف بعدها إتصل بـ عبد الله ، لم يطل إنتظاره ليأتيه صوت الأخير ، و بعد مكالمة قصيرة جدا أغلق الخط ليرد على نظراتها التائهة : ميقدر هسة ، شـوية يرتب وضعه و عود هوة يخابر
إستطرد حينما إستندت على طرف المغسلة و يبدو أن شئ ما أصابها : شبيج ؟
إبتلعت ريقها الجاف هازة رأسها نفيا ،
مابها ؟
فـ تارة صداع و أخرى غثيان !
ما الأمر ؟ هل علي مهم لدرجة أن يؤثر على صحتها أيضا ؟
تقدم نحوها ليكرر بإهتمام متوتر : لينا شبيج ؟
مدت يدها بإتجاهه مجيبة بكسل : بس دوخة ، ما أعرف
إستدارا حالما سمعا صوت الباب الرئيسية تفتـح ، غادر المكان على عجل و وتيرة الترقب إشتدت ، ألن الغبي كيف خرج بمفرده !
لينا تحـركت بعده بسرعة وهي تناديه ، لكنه إلتفت لينهيها عن إكمال السير : فوووتي بسرعة و قفلي الباب
ليس مجددا !
لن تعيش تلك التجربة مرة اخرى ،
لن تحترق سنينها الخمس القادمة !
والله لا تستطيع
يارب ، يارب
لم تنفذ أمره ، إكتفت بالوقوف بمنتصف الحديقة و جسدها ينتفض مكانه ، إلتفتت لـ ميس التي اتبعت خطاها قائلة بإستغراب : شكو ؟ وين راحو ؟
: ما كو شي
لم يطول الإنتظار ليدلف عمر ، فيقول و ما زال واقفا عند الباب : لتخافين ، هذا الضابط مصطفى
خرج مجددا و بدل من أن ترتاح تقلباتها ، غليان معدتها إزداد ليدفعها أن تركض نحو المطبخ فتدخله و منه الى الحمام !
.
.
.
منذ ليال ثلاث و الفوضى تعم أرجاء المنزل ، الحراسة مشددة جدا ، الجميـع مستنفر و هو اولهم ، ينتظر الـ ' تأشيرة ' لـ جوازه مع عائلته ، ذلك السفر الذي خبأ موضوعه عن والدة زوجته ، إن علمت بإنه سيهرب بـ أهله تارك ولدها سـ تجن قهرا و لربما تسرع بإنقضاء اجله بـ قتله هي
تظن هذه العجوز بإن خوفه الاكبر من عبد الملك ، لا أحد يعلم بأن المصائب لا تأتي فرادا .. فقد فتح ملف مغلق منذ سنتين عن تفجير إحدى دور الدولة ، و التي كان له يد فيها مع بعض المجموعات المتطرفة
عليه إستباق الوقت ، تبا !
صراخه عربد في المكان و هو يحادث إبنته في الهاتف ،
الغبية أخبرها أن تنهي أشغالها في بيت عمها على عجل و تعود ،
إلتفت حدو باب المكتب حيث ظهرت له العجوز بـ قوامها الهزيل ،
قبل أن يقول شيئا صرخت به : عبد الملــك ، مقعععد ولدك يمك و ابني مااكوو ، تررة صارله 4 اياام يمهم ، ولك وليدي رح يرووح و انته سااكت
: عمممة مو سااكت ، مدتشوفيني دا اخاابر كل شوية ، إبنج اثول ذب نفسه بالنار علمود مرررة ، لتذبين بلوته براسي ، هوة من يومه رااايدها
: ولك نعلعلاا قلبك و قلب مرتك ، و ابني اشررف منكم كلكم ، و هوة اخذ البنية جييف ' لإن ' هوة رجاال وخاف عليهاا منكم ، اوييلي على ابننني المقرود اوييلي
و بتهديد أردفت : اسمعني زييين ، أني ام و قلبي محرووق ، اذا مرجعتليااه و الله ابقى ليل نهار ادعي على ولدك لحدما تتلقااها بييهم
: عمممة دخييل الله هسة اني بياا حاال ، تررة روحي وااصلة لخشمي
: لعد اني حاالي زين ؟ قلبي ضايع و اني هنااا ، مرتـك ويين ؟
بزفرة خشنة اجابها : فووق
لم تبتعد ، بل بقيت تتابعه وهو يرد على الاتصال الذي ورده ، قليلا و هب كـ أعصار عنيف جعل قلبها يهبط أرضا و كادت معه أن تسقط هي الاخرى
.
.
.
يتمايل جسده على المقعد الرث ، ذراعاه تتخدران لكثرة الـوجع ، كرر محاولاته العاقر في أن يغير من موضعهما لـ سنتيمترات فقط و لكن لا نتيجة ايجابية نجح في الحصول عليها
يستمـع لإستفزازات ذيل الكلب هذا بإذن صماء ، يقسم بإن من امامه على وشك ان يقتلع رأسه من محله بسبب البرود الذي يواجهه به !
لا يعلم كم يوم مر وهو هنا ،
لا شئ طبيعي سواء من مأكل أو مشرب أو نوم !
و لا حتى صلاة بإنتظام !
فـ اوقات محددة تلك التي يساعده بها عبد الله لـ إستخدام دورة المياه و الوضوء ، و يكون ذلك ليلا حيث يغط الحيوانات في نومهم
و كان حينها يقضي صلواته جالسا على الارض ، فـ جسده يعجز عن الوقوف حاليا !
عبد الله خير رجل ، لا يستحق ان يناسب زمرة من حثالة المجتمع ، كان قد حصل على نسخ من مفاتيح القبو و الاصفاد ، لا يعرف كيف و لكنه فعلها ، و من الاكيد لم تكن المهمة سهلة !
اصاخ السمع لضحكة حقيرة قذفتها حنجرة هشام بعد ان تلقى معلومات ما عبر هاتفه المحمول ،
نظراته القذرة و الخبيثة سببت تشنجا في كافة عضلات هذا الرابض على ذلك الكرسي المتأرجحة أطرافه ، شعر بـ خطر يداهم سكونه ، لتقلب الأية فيكون هو محل اولئك !
لا يا الهي !
لن يستطيعوا الوصول لـ اختي ، تركتها عند عمر ، لن يهلمها و لو كلفه الامر حياته ،
يارب إنهم كتل من قذارة ، فـ إبعد أياديهم النجسـة عن لينا يا الله
حالما أنهى المكالمة توجه لأحد الادراج الواقعة ضمن دولاب ضخم يملأ بكتلته المكان فيخنقه ،
كان علي يتابعه وهو يجهز سلاحا أخرجه للتو ، و بريق الخبث و الوضاعة يتألق في نظرته الدونية
جسده متهالك حد اللا شعور ، ايام بلا شئ يدخل الجوف سوى بضع رشفات من مياه الحنفية و لقيمات صغيرة من فطائر يجلبها عبد الله بإمكانها ان تقضي على كل طاقة قد خزنها مسبقا
وقف هشام امامه بإستقامة و الابتسامة تعلو وجهه الكريه ، ليرمي قنبلة موقوتة ، من دون أن يشعل فتيلتها : تدري ، خواتك جانوا حلوات ، خطية !
تمسك بالصمت ، و تمنى فعلا أن يأتي عبد الله ليفك وثاقه ، حينها سيقاتل هذا الحيوان و إن كان مسلوبا من كل قوة !
: اريد اقلك فد مفاجأة حلوة ، تريد تعرف منو كتلهم ؟
توسعت حدقتاه و هربت منه شتيمة عنيفة ، الشعيرات الدموية إنتفخت جميعها لـ تغزو عينيه الدماء الحارة حتى اوشكت على الانفجار و قتله
اكمل هشام عملية الاستفزاز تلك و هو منتشي جدا بـ غضب علي المتمثل بـ تقلص عضلاته كافة : همم بس تعرف انقهرت عليهم .. خصوصا الضعيفة بقت ترررعش خطية
: يااااااا **** ، لك والله مووو رجااااال ، والله ، لك فكنننننني
يسود وجهه الاحمرار القاني ، فيبدل بشرته البيضاء بـ أخرى و هو يحاول جاهدا ان يتخلص من تلك الاصفاد ، لكن بلا نتيجة
النذل
الحيوان
القذر !
سيقتله ، والله العظيم سيقتله
الحر بالحر ،
لن يتركه متبخترا في هذه الدنيا ،
الاخر تعالت ضحكاته رغم تطاولات علي الكلامية وهو يكاد يسقط من على المقعد ، كم شتم و سب ، و لم يتلق من هشام سوى التشفي و البرود !
حتـى أشعل فتيلة تلك القنبلة ، هو بنفسه و هو يكرر شتائمه البذيئة فيختمها بـ : موو رجااااال ، لك والله مووو رجاااااال انتتته ، فرحاان بشوااربك يا ****
: هسسسة اعلمك منو الـ ' مو رجال ' يا حبيب امك !
لحظات فقط ،
و فتح الباب المغلق اكثر الاحيان ، ليرمى من فوهته جسد ما ، فيتلقاه هشام بسرعة ،
ببطئ أداره نحو هذا الرابض على مقعده و يكاد رأسه يتفجر غضبا
: علييييييي
لم هو ؟
ألا يكفيه ما حدث من اجل إمرأة ، لتأتيه أخرى فتتعلق بـ قاربه المتآكل ؟ لم يعد بحوزته اي مجداف لإنقاذ احدهم او حتى نفسه
إقترب الغرق ، و ها هو يرى مصيرا حالك الظلمة ينتظرهم بحفاوة تحت أعماق البحار ليكونوا فريسة سهلة الالتهام من قبل القرش الجائع !
شعر بخدر يسري بـ جسده أكمله حتى انامل قدميه ،
ثقل لسانه و نظراته منصبه على ذلك القذر وهو مثبت السلاح خلف رأسها ،
سيقطع يده القذرة التي تحتضن خصرها ، سيفعلها !
تبا ، لن يسمح له بـ أن يقتلها هكذا
لن يجـرؤ ،
يا رب ، أرجوك ، والدها نذل و يستحق المهانة لكنها فتاة ،
إلهي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، يارب إحفظها
: عووفهاااا ، عووف البنية و تعاال سوي بية الي تريده
: ههههـ ، و الله الي اريييده مموجود بيك ، بس هاي ' الحلووة ' ماشي حالـ ـ
: لك **** عووفهاااا ، والله اذاا لمستهااا احرررقك ، لك خاااف الله
: و انته مخفت الله من اخذت بت عمي ؟ العين بالعين و البادي اظلم
: بت عمك مرررتي ، هشاام عوووفهااا ،
بعد الانغماس في دلو الجنون ، كرر بهستيريا و اعصابه على شفا حفرة من التمزق : عوفهااا و شترريييد انطييك ، دخيييل الله عوووفهاااا ، لك قاااااااسسسسسم
تداخلت صرخته مع صـرخة تلك الاسيرة حالما شعرت بـ قذارة بدأ يتبعها هذا المجرم ،
ضحكاته تتعالى كل حين رغم صراخ من حوله ،
كانت نيته أن يذله بأهله و امام ناظريه ، وفعلها ،
لم تستـطع هي ان تدفع السوء عن نفسها رغم محاولاتها المستميتة ،
كاد أن يصيبها الخرس لشدة صراخاتها التي تقابل بـ اذان صماء ، فـ هي التي كانت شيطان اخرس يوما ما ، رضت لـ والدها و شقيقها أن يأتيا بـ فتاة ، و رمتها زور ، ها هو كيد لها يرد في نحرها ، و لكنه كيد عظيم !
تقافز علي مع مقعده و هو عاجز عن انقاذ إمرأة من بين أنياب ذئب بر حقير متعطش للدماء ، كاد ان يلتهم لسانه و هو يكرر صياحه فـ تارة ينادي عبد الله و اخرى قاسم و حتى جلنار !
و بين كل إسم و أخر يصرخ من أعماق الروح بـ ' ياااارب '
شعر بتمزق جلده عند رسغيه وهو يستقتل لـ فك وثاقه ، لزوجة الدم بدأت تضايق كفه و مع هذا لم يتحرك القفل عن موضعه قيد إنملة ، حنجرته تقرحت لكثرة الصراخ و امنية بالعمى غطت على كل امنية اخرى في نفسه ، إلا واحدة ، وهي قتل هذا الحيوان : سااااااارة ضربيييييييه ، لك عووفهااااا يا حيواااان عووووفهاااا وصييير رجاااال
لشـدة حركته و جنونها تهاوى بكرسيه جانبا بعد أن كسرت إحدى اطراف المقعد البالي ، لتـغرس النهاية المسننة فـي فخذه لتستوقف ملامسته للأرض ، فبقي معلقا كـ رجولته الآن !
صــرخة ألم ، أنهت كل قواه ، مع دمعة قهر فلتت من مقلته اليسار لترثي الطهر المستباح ،
و تحتفل بتأبين القلب المسلم
بعـد أن ذبح الضمير الحي بـ خنجر النجاسة
فحمل فوق نعش مغلف بالدولارات الامريكية
ليدفن هناك ، في أحد أهم خزائن البنوك العالمية
آه يا قهر الرجال !
.
.
.
نهَآية الإدانة السـابِعةْ
حُلمْ
[/U][/COLOR]
[/COLOR]
|