لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-12, 09:15 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسمْ الله تعآلى

صلاتكمْ أحبتي
فـ لا تلهيكم الرواية عن ذكر الرحمنْ أبدا


كُونوا مع حُلمْ ، و أبطال حلمْ ،. و ضيفة حُلمْ الغآلية جدا جدا، صاحبة التوقعات الُممتازة،
زارا " ظبية الشرقية "
حياتي أهدييلج هالإدانة بإعتبارج من زماااان توقعتي أشياء غير متُوقعـة : )
دُمتي لي يآ قمر

؛



الإدانة السَـادِسةْ




حياة كلهل كدر وعمر كله خطر
و صبر ماله حد تجاوز صبر من صبروا
وحب مورق أبدا تواضع جنبه الشجر
وقلب يكره الشكوى وقد غاصت به الإبر
ووضع أذهل الدنيا وداخ بوصه البشر
كذا وضع العراقيين لا شمس ولاقمر
فمن قرنين قد صمدوا وهم لليوم ما فطروا
فهل ضيق ولا فرج و هل برق ولا مطر


كريم العراقي





أنامل طويلة ، بخدوش مدماة في جوانبها ، تتصل نهاياتها لتكون كـف ضخمة ببشرة داكنة شديدة الخشونة .. تتبعثر فوق سطيها البطني و الظهري الكثير من التشققات ، بعضها العميق جدا من المستحيل أن تدمل و الأخر مجرد تخدشات سطحية .. زمن بسيط و تختف من غير أن تترك أثرا يذكر !
و كإنهما مطرقة ما ، مع مسمارها ، يحتضنان معا بـ الكف ذاتها !
فتأتي بهما نحو قطعة خشب هي هدفهم اللذيذ ،
بـ تجبر و إستمتاع همت الكف بدق المسمار في الخشب من بين انامل المطرقة .. لتودعه الأخيرة ابدا برغم إنها الأحق به ، فيوما ما إلتحما ليكونا شيئا واحدا جميلا ، و لكن كل ما زاد الإجتذاب ، لم تعلم المطرقة بإنها ستضاعف التنافر مستقبلا ، و لكن .. لا حيلة لها على التوقف .. فما تسيرها هي تلك الانامل المتغضنة !
بـ كل ضربة تطرقها فوق رأس مسمارها كي يخترق قلب تلك الخشبة ، تجــد الأخيرة تتشبث بما هو ليس لها أكثر و أكثر ، حتى إنتهى الأمر ، و إلتصق بها المسمار بعد أن ثقب لها روحها و إجتثها إجتثاثا منها !
فـ تم الإنتقام من خشبة كانت و مازالت تتقد كحطب و لكن من النوع السحري ، فتراها تتقد لتأكل جميـع من حولها بأسنان من لهب لاسع ، و تبتلعهم بعدها مع ريق من لذة ، حقيرة !
و ثم تنطفـئ ببساطة ، لتعود كما هي ، لا يشوبها أثرا حتى !


فـ كانت مسمارا لـ علي الذي ليس سوى مطرقة ،
ليدق بها صدر ذلك الوضيع !
و تلك الكف الخشنة ، هي الإنتقام الثائر الذي يسيرهما .. بلا علم او دراية من تلك المطرقة بدأت تنفذ ما تؤمر به حتـى إبتعد عنها مسمارها الغالي ،، و إنغرس بـعيدا !



؛



أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:
مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
غُربَاءْ
اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ
كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري
دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
غرباءْ
مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ
غرباءْ
أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أو لا تُبْصرُ؟ عينانا ذبولٌ وبرودٌ
أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ
صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
غرباءْ
نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا?
لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
غُرباءْ


نازك الملائكة
غرباء





المكان مُوحش جدا ،
تتبع روشن بخطـى ترتجف ، أبردا هُو و نـحن في بداية تمُوز ؟!
ما إن وصلتا العتبة ، إلتفتت لها شقيقتها هامسة : يللا عمري ، بسـرعة !

هزت بـ رأسها مرتبكـة ، ففسحت لها روشن الطريق ، لـ تدخل هي !
جـاءها صُـوت عبد الله على يمينهـا : هيااااتهااا جتـي !

لـ تلتفت مـسرعة نـاحية المصدر ، فـ فغـرت فاها صـدمة لما رأته ،
شعرت بـ قدميها تنصهران ، فـ لا تستطـيع حتى الوقوف ، مالذي فعلوه به ؟

كـان جالسـا أرضا بعد أن فك هذا الـ " عبد الله " قيد وثاقه ،
عرف نفسـه بـ " عديله " ، و هذا يعني إنهم إستسلموا لـ زواجه من بنتهم ، و كإن الأمر يشرفه !
و لكن أيـــن هي ؟ أ ما زالت حية ترزق ؟
لم يصـــدق ما تفوه به من ترهات تـخص إنقاذه ، و من يكون هو ليقدم له هذه الـخدمة الـمترفعة ؟!
يضحي بـ حياته و يهدد إستقرار حياته مع زوجته فقط من أجل غريب مضطهد ؟
لكن أختيها همـا من أقنعتاه بـ إنهم فعلا هنا ليسـاعدوه ، حاولوا ثنيه عن طلبه .. لـ رؤيتها ، لكنهم فشلوا
فـ هو لا يضمن بقاءها على قيد الحياة مع حثالات من المجتـمع ، على رأسهم هشـام !
كان يجفف وجهه بـ فوطة جـاء بها عديله ، بعد أن أحضر له دلوا من الماء ليغسل به جراحه ، و فجأة سمع كلامه الأخير ، لـ تتصلب يده بلا شعور و عينه تختفي خلف الـقماش الناعم ، ببطـئ أبعد المنشفة و كإنه يستشعـر مكيدة لـه ،
و لكن حـالما رآها شعـــر بتقلصات معـدته تتسـارع بـجنون ظن معه إنها سـتفلت من موقعها ، و قد تسـقط في مكان ما بين الأحشاء الأخرى !

تيبسـها لان شيئا فـ أخر ، لتتقـدم برتابة نـحوه ، و فجأة بـدأت تبكيـه ضُعفا و خوفا ،
ماذا سيــــحدث لو إستيقظ هشام أو عاد والدها ؟
حينها ستـحدث مجزرة بشرية لا مُحالة
غطت فمها بيمينهـا لتتـقدم أكثر ، و ما إن وصـلته تهاوت قربه بـ جزع ، لم يتــحدث .. و إتبعت خطاه !
و كلاهما لم يهتما بـ مغادرة عبد الله .. و تنبيهه الأخير بشـأن الوقت ،
كانت هي من بادرت بالحديــث بعد أن لمحت الدماء الملوثة قميصه ، بالإضافة لتـلك الخدوش الـمتعددة فوق وجهه : هـ..ــاي شسـ..ــووا بيييييك ؟!

تابع تلك الكــدمات حول عينها ، و عند الذقن ، من تجرأ و مد يده عليها ؟
تبا لهـــم .. نسيـوا إنهم هم السبب بما وصلته هي ، بل تناسوا ليعلقوا ذنبهم في رقبتها فيخنقوها به

صر على أسنانه .. فـ شعر بألم في عظام فكه ، لكنه تحامل على نفسه و عنفها : ليش جيييتي ؟؟ مو قلتلهم ليرجعووج ؟ زمااايل إنتوو ؟ جم مرررة قلت لعمممر ميجيييبج .. فهميني ليييش جييييتي ؟

فلت منها نحيب مرتفـع لـ تصرخ به و جسدها يقع أسيرا لرعشة مجنونة : لعــــــــد تريييدني أعوووفك تمووت ؟ إنتتته شنووو ؟ ماااعنــــــــــدك إحساااس ؟ إذااا إنتته ماا عندك فـ لينا و بيبيتك مو مثلك .. أني مو مثلك !

: بيبيتي عرفت ؟ الله ياااااخذكم منوو قللهاا ؟ لا صدق مطاااية " حمير " لكـــــم بيهااا ضغط و سكر .. تريدوها تمووت ؟

: علـ..ــي والله حرام عليـ..ــك

جر معصمها بقـوة ، فمالت نحوه لـيتدلى رأسها أسفلا ، و عويلها إرتفعت نبرته : سمعيني .. تقومين هسة .. و تروحين وية رجل أختج .. خلي يوديييج لأي مكـاان .. المهم لترجعييين هناا ، و إنسييي أهلج لإن مرح يعوفوج عايشة

ثبتت كفها أرضا لتسند جسدها ، ثم رفعت رأسها نحوه لـ تقابل أمره بـ لون مخطوف : و إنته ؟

: أني باااقي .. إذا أروح حيأذون لينا .. أني متأكــــــــد ، فلااازم أبقـ..ـ

لاا ، لاااااا .. إذاا تبقى يكتلووك .. والله هشااام يكتلــك .. همة قاالواا .. قالوولي إلي .. يكتلووك والله ، إنته رووح .. و أخذ لينااا و إنهزموووااا

الهيستيريا التي عانتها دفعته لـ خنق صـراخها بـكفه ، متابعا المكان حوله : إششش .. سكــــــتي .. نصي صووتج ليجي أحد

دموعها إنسابت لـ تغسل يديه ، و كإنها تطـهره من ذنب ظلمها ، لتـلبسه ذنب أخر ، حيث إرتعشت معدته ، و شعر بـ عصافير تزقزق بها ، ثم تبدأ بنقرها من كل جـانب ،
فتقرصه لتثير شئ ما كريه في جســده بأكمله ،
ليست المعـــدة من تضـخ دما ينتشر لباقي الخلايا .. إنه القلب !
تبا .. لا يعقل إنه يعاني من تقلصات بـ نابضه طيلة هذه الفترة بسبب هذه الإمرأة
أبعـدت يده لكي تتنـفس ، فالـبكاء لم يسمح لها بإستـخدام أنفها لـسحب الهواء ، ثم همسـت بعد أن شعرت بنظراته تختـرق جلدها .. ليتكدس تأثيرها هناك : علي الله يخليك روح ، أبوس إيـــدك رووح

لم تشعر إنها ما زالت تحتضن يده سوى الآن ، فـ نفذت ما توسلته به ، لـ ترفع كفه و تقبله بـ إنكسار نفخ قلبه بمشـاعر مجنونة : رووووووو...
إنكتـم صوتها عندمـا دفع بها لـ صدره ، ضاغطا عليها بـ قوة و فيض من المشاعر يعتمل به ، مشاعر لم يعتقد بإنه يحملها
العديد من القبلات أغدق بها فوق رأسهـا المغطى بخمار داكن اللون ، و كإنه هكذا سيمتص منها وجعا .. كان له يد في إشعاله !
همس قرب إذنها بـ جدية : إششش .. سمعيني ، إذا تريديني أروح ، تجين .. لإن إذا بقيتي يكتلوج إنتي هم

دسـت بـ رأسها فيه أكثر ، مختلسة قطرات فقط من جرة العشق التي ستـصوم عنه مستقبلا ، و لعجبها إنه لم يمنعها .. بل شد ذراعيه حولها متمتمـا بنبرة صلبت عمودها الفقري : جلنـ.ــ.ـ.ــار .. حرامات ' مع الأسف ' إنتي .. بت قاسم !!

؛






قبل أن يرحل في يأس هوانا

قبل أن تنهار في خوف خطانا

قبل أن أبحث عنك بين أنقاض صبانا

خبريني.. كيف ألقاك إذا تاهت رؤانا

وانطوت أحلامنا الثكلى رمادا.. في دمانا

في زمان ماتت البسمة فيه

وغدا العمر.. هوانا؟

خبريني..

عندما يصبح بيتي في جنون الليل

أشلاء عبير

منهك الأنفاس كالطفل الصغير

كيف ألقاك إذا صارت أمانينا

دماء في غدير

نشرب الأحزان منها

تقتل الأفراح فينا والضمير؟

* * *

من سنين عشت يا عمري

أخاف من الضياع

عندما أدفن بعضي

في سحابات وداع

عندما أشعر أني

صرت أنقاض شعاع

عندما تغدو أمانينا

فتاة بين أحضان الظلام

عندما يغرق قلبي

في دموع لا تنام

عندما أصبح شيئا

كسطور ساقطات كفتات.. من كلام

ربما أبحث عنك بين أحضان كتاب

ربما ألقاك في ذكرى.. عتاب

ربما ألقاك في عمري سراب

ربما أسمع عنك من حكايات صحاب

عندما يصيح قلبي

بين خوف الناس كالأرض الخراب

ربما ألقاك في الأرض الخراب

آه يا دنياي من نفسي تذوب بين الخراب!!

سوف ألقاك ضياء

في عيون الناس يغتال الدموع

رغم كل الحزن يغتال الدموع

سوف ألقاك حياة

في زمن ميت الأنفاس ممسوخ الرفات

سوف ألاقاك عبيرا بين يأس الناس

عذب الأمنيات

دائما أنت بقلبي

رغم أن الأرض ماتت

رغم أن الحلم.. مات

ربما ألقاك يوما في دموع الكلمات!!

فاروق جُويدة



شعر بتقلص كافة عضلاتها بعد ما قال ، و لم يلمها ، فهو الأخر لا يعلم ما حل بأجزاءه ، و كإنه توا بدأ يشعر بأوجاع ذلك الضرب الحيواني الذي أكرموه به !

لو كان الوضع أخر ، لم يكن سـ يدفع بها بعيـدا ، هذا جل ما يعرفه عن نفسه ، يشعر بالـ ' لا شعور ' بـ وجود هذه الـ زهرة المصفرة أوراقها ،
تيبس عودها الذي لطالما كان ريانا ، و إحترق تويجها فإنكمشت جزيئاته ، !

على حالهما كانا ، فهي لم ترتوي بتلك القطرات حتى الآن ، و إستغلت تدلي تلك الجرة قليلا و قرب فوهتها ، لتغمس أناملها تباعا و تمتصهم بـ نهم ،، سيأتيها زمن القحط قريبا ، فـ لتتزود جيدا منذ الآن
بينما هو ، فقـرر إقصاء تلك الفوهة عنها حينما أبعدها عن صدره قليلا قائلا بحدة تـذكر سببها توا : إنتتتي شلوون قلتيلهم اني متزوجج ؟ زماالة ؟ تريديهم يكتلوج


تغضن جبينها بـ إنزعاج و بدأت تكفكف دموعها بعيدا ، شاعرة بلسع ملوحتها لتلك الاورام المنتشرة فوق وجهها البدري ، لم تحاول التبرير ، فهو لا يفهم من يكون بالنسبة لها !

لن ترضى يوما أن تكون سببا في إزهاق روح أحدهم ، فكيف الحال لو كان هو ذلك الـ ' أحدهم ' ؟!
و لتزداد تعاسة الأمر يريد منها أن تصمـت امام قرار إعدامه ؟

لن يفهم هذا الرجل أهميته في حياتها ، و لن يترك قلبه يوما ليكون حرا فيستشعر ما يفعله وجوده و غيابه في حنايا روحها المرفرفة قرب نوافذ قلبه ، لتنقرها كل حين ، متوسلته الرأفة لإدخالها قفصه العاجي ،، فالبرد جمدها و لن تدفى سوى في كنفه !
مستجديته القليل من الحنان فقـط لتروي ظمأ جفت له أحشاءها !

عاد ليكرر بجديـة ، رغم مداهمة شئ ما لـ أطرافه العليا ، و كإنه شبع من تناول السفلى ليرتقي الى الاعلى .. شئ يمنعه من الوقوف على قدميه ، شئ شبيه بالنخر ! : ترة هسة قدامج حل من الاثنين ، لو تقوليلهم كذب ، أني مـ تزوجتج ، لوو .. تنهزمين منهم لإن اذا بقيتي يعني تموتين


و كإنما دكت عظامها لتصير كومة رفات ، نظرت بذبول نحو عينيه المحمرة ، فسـألته بعجز واضح : انتة شقلتلهم ؟


كم كره ذلك الضجيج الذي شعر بـه في جمجمته ، و كإن دماغه كله بدأ بالإنصهار فصار سائلا رمادي اللون ، و لم تكتف هي بذلك و إنما نظرتها سببت غليان ذلك السائل أيضا !
إنها إبنة الحيوان قاسم ، و هو توانى عن تذكير ذاته بهذا الأمر ، حتى ذاب العقل و لم يتبق منه ما ينفع للتفكير بمنطقية

تحـدث بهدوء إثاره فيه ذلك المنبه المر كمن يملئ فمه بـ حبيبات من البن الخالص و يجبر على إستخلاص مادته الاولية ! : ممتزوجج ، بس هذا ممنعني إنو أخذ الي اريده !


إحتبس ثنائي أوكسيد الكاربون في قصيباتها ، بعد أن شعرت بـ ضمور في عضلات صدرها ، تمنعها من الحركة ، ستختنق إن لم يكمل الحديث !

و كإنه سمع ترددات من نداءها المتواري خلف الجدران ، ليضيف بجدية : و انتي اذا تريدين تعيشين قولي نفس الحجاية ، هاي إذا ملحقتي تنهزمين


توتر جسـدها من تلك النبرة .. و كإنه فك وثاقها و هو يحدثها هكذا ، إحساس داكن لونه قد تغلغل في ثنايا الروح لينكمش الحاجبان و تنتفخ الأوداج ،
عاد ليكرر : ياللا قومي ، و فكري بالي قلته .. و قولي لأهلج يعوفون شغلة الـ ....


فجأة إنتحبت وهي تصرخ ببقايا من صوت ترك لها منذ الأمس ، لم تصدق ما ينويه ، نظراته لا تريحها ، و نبرته أكثر : انتته شنووو ؟ عبااالك الشغلة لعــب ؟ علييي بابا ميهمه احد

صدمها بنظراته الجامدة و كإنه أصم لم يفهم ما تقوله ، لتكمل هي بنشيج : وهسة تريدني ارووح و اعوفك ؟ تبـ ـقى هنا ؟ إنتته تريد تموتني ؟ فهمننني


سمح لها بالتطاول اللفظي ، و منه الى الجسدي حتى مدت براحة يمينها لتضرب فخذه بها ، : علـيييي بس فكرر بـ لينااا ، بيبيييتك ،، فكر بيهم الله يخليـ ـك ، أني لتفكر بية طبنني مرررض .. بس همة شنو ذنبهم


لم يكتم وجعه وهو يرفع بـ رجله قليلا عن الأرض بـ مساعدة كلا كفيه المتورمتين ، و كإن ملامستها للقاع قد تعظم من ألم تلك الضربة !

و هي كإنما رأته للتو ، فـ واجهت صعوبة عظمى في التحكم ببكاءها الذي ارتفعت وتيرته ، معللة بـ أسباب رعبها عليه ، ذلك الرعب الذي لا يعقله هو حتى الآن !

: الله يخليك لتعاااند و قوم رووح ، لتخااف عليـ ـ ـة ، أبووويـ ـة يحبنـ ـي ، محيسـ ـويلي شـ ـي ، بس إنتتته يكتلـ ـ ـك ، علي والله يكتتتلك ، أعرررفه اني ، و إنتتته ممقصررر ، يعني حتى لو كتلك محد يقدر يلووومه ، الله يخليك روح و اني اقلهم انوو إحنننه متزوجين ، والله ميموتوني والله اعررف ابوييية اعرررفه ، محد يقــدر يسوويلي شي وهوة ويااية ، علـ ـ ـي ، بابـ ـا يحبني حيـ ـ ـل


نعم ، يعلم جيدا بإن ذلك الكلب يحبها ،
لكنها تستحق والدا أفضل ، بل تستحق عائلة مثلى ، تحتويها و تحفظها من أن توخز بـ إبرة !
تحتاج رجل ، حقيقي ، بإمكانه فض الدموع من على وجنتيها و إحتضانها رغم وجع يهتك بـ كل أطرافه المهشمة عظامها !
تحتاجه هو ، هو لا غير

لن يخوض في فكر كهذا ، بل و لن يقترب حدو الجنون مجددا ، الجنون الذي ربطه بهذه المرأة عدة مرات عليه أن يخمد ناره ، و إلا سيأكل بعضه بعضا لإنه لن يجد من يلبي نداءاته الغبية ، فـ هو قد تعقل أخيرا ، تعقل و تأكد بإن لا مكان لإبنة قاسم فـيه ، لن تتغلغل بداخله مرة أخرى مهما كان جائعا
و مهما كانت شهية !


زفر وهو يبعد بنظراته عنها : قومي عاد .. مو رح يقعدون الجلااب


هزت رأسها بـ ضعف ، مجيبة و سيول التدفق الدمعي قد جفت ينابيعها : ما أقووم قبل لتقلي إنو حتروح ، و بعدين هشام و جماعته مخدرين هسـة ميقعدون ، الصيدلاني قاايل لـ عبد الله التأثير يبقى ساعات


ريثما همت بالحديث أجبرته على اعادة بصره لـ تغشيه بـ بؤسها ، بـ حدة تحدث و هو ينقل بتلك الأشعة المحترقة نحو كل خدش و لو كان صغيرا على بشرتها الباهتة : منو الي ضربج ؟ إبن عمج الكلب ابن الكلب ؟


إزدردت ريقا جافا ، لتلملم نفسها فـ تقف بمساعدة قوة متلاشية ، تعلم بإنه سيثور ، وهي تريده أن يعتب بيبان الهدوء و لو لـ دقائق ، تكفيها إلقاء تحيته فقط ،
همست كاذبة : هاي ماما
لتستطرد مسـرعة وهي تنظر نحوه من علوها : بس باباا مخلااها ، مو اقلك يحبنني ، محـد يقدر يأذيني ، فـ روح و إنته مرتاح


لم يرفع بـ رأسه نحوها أبدا ، و إكتفى بـ تشنج عضلات كتفيه ، و إكفهرار سطا على ملامح وجهه الملئ بالجروح

كإنها تجزم بإن لها من الإهتمام نصيب !
فليست لينا و لذة الإنتصار هما فقط ما تردعانه عن العودة ،
بل هي أيضـا
لكنها بدورها تطمئنه بإنها ستكون بخير ،
و هل ستفعل ؟!


كررت قولها من غير أن تعلم ماهي فاعلة : لتخاااف عليية إنتته ، أني كل اهلي يمي ،، مرح يأذيني احد ، صدقني


ليضيف ساخرا منها أو من ذلك الإنفلات الحقير الذي باتت مشاعره تتبع خطاه بـ لا بصيرة : صدقتج ،

فإستدرك بـ غضب مكتوم إثر الوجع : بس خلي يوقفلي الحيواان ، لو بيه خير خلي يجي واني اقدر اتحرك ، وكتهااا يشووف شلون يتعدى على النسوااان ، النااااقص الـ ****



هبطت لتجلس امامه على ركبتيها المرتجفتين ، و كانت الارض أرأف بهما لتستوقف إرتجافة الأربطة فتثبت الغضاريف ! ، بحة ما تسللت لـ تغطي رعشة الصوت تلك ، و تسترها ، مدت بيدها لـ برهة لكنها علمت بأنها قد تضربه حينما يفور تنورها ، لذا عادت لتحتضنها في حجرها : لأ ، عووفه ، الله يخليك لتعااند ، علي انته مشفت بيبيتك ، بس اني شفتهاا رح تموت ، إذا مرجعت تموت والله ، تموت اذا صار لك شي ، علي ابوية ميخوفه شي ،، يسويها و يكتلك مثل مكتل مروااان رجل زينة ، والله يسويهاااا


إذن اياديه القذرة إمتدت نحو أهل بيته ، رمل إبنته بنفسه ، يتم حفيد أو حفيدة له .. تبا له ما أوضعه من رجل
شعر و كإن صدره ليس سوى موقد إحتشد فيه الفحم ، يحتاج أن يشتعل ، شئ جنوني دعى جسده بأكمله للمطالبة برائحة ما ، إفتقدها منذ ساعات ، و لم يزل أن يشعر بـ فقدانها
لا يستطيع التركيز إلا بها ، و لا حتى التفكير !!
تبا ،
عليه أن يشعل تلك الصغيرة ليقتل نفسه بها ، والآن
و لكن من أين سيأتي بواحدة ؟!
يعلم جيدا بإن حتى أوجاعه الجسدية ستتلاشى حالما يستنشق تلك الروائح المثيرة للغثيان بالنسبة للكثيـر ،
هرعت تلك الرغبة من دون شعور منه ، لتسل نفسها من بين أسنانه : أرييد جكارة ، صيحي عبد الله


تدلى فكها السفلي ، لـ تهمس بلا وعي : علي اني شدا احجي ؟ وبعدين .. إنته من شوكت ' متى ' تدخـن ؟


رفع السبابة و الإبهام اللذان شعرا بتلك الحاجة الآن بعد سماع صاحب الجسد الذي ينتميان له يطالب بها من دون حرج ، فرك مقدمة جبينه ، ليكرر : معليج انتي ، و يللا روحي صيحي عبد الله ، بسرعة


أحست بأن هنالك خطب ما ، شئ جعل لونه يشحب فجأة ، ليميل الى الرمادي ، إستقامت بسرعة لتخطي نحـو الباب ، و رأسها ملتفتا نحوه !
ما إن نادت زوج شقيقتها حتى هرع الى الداخل وهي تتبعه بـ رجفة تأبى أن تقل وطإتها ، تسمرت محلها واقفة وهي ترى عبد الله ينحني كي يجعل زوجها يستعين بكتفه و هو يلف ساعده حول جسـد يفتقر القدرة على الحركة المنفردة !
تلوت أمعاءها ألما وهي ترى إعوجاج جسمه المستقيم ، كيف لم تشعر بإنه يتألم ؟!
يبدو إنه إستغل ذلك القرب من زوج أختها لـ يهمس له بـ شئ ما ، او ربما أشياء !
تقدمت نحوهما بـ فضول يسيرها ، أسفر عنه تلقي نبرة محذرة من هذا الذي لو كسـروا عظامه جميعا لن يصيبوا لسانه المتسلط الفظ بـ أي مكروه


تساءلت بـ إرتباك ، موجهة الحديث لـ زوج اختها .. فهو سهل المعشر و التفاوض معه بغاية البساطة : شنو عبد الله ميقدر يمشي ؟


ليصلها صوته هو هازئا : بركات ابوج و ابن عمج ، الناااقصين ، لو براسهم خير مو يسترجلون واني مشــدود ، لو بيهم خييير يوقفون قدامي واني بحيلي وهمة بحييلهم

جحدته بنظرة لوامة ،
هو من مد بأصابعه ليتلاعب بألسنة اللهب و الآن يلوم النار على لسعه ؟
مالذي ينتظره وهو يخبرهما بإنه إعتدى على حرمتهما ؟
أ يستقبلانه بـ أحضان و يغدقان على رأسه قبلات الثناء ؟
أم يود أن يفكان وثاقه و يحاربانه بـ حرب شوارع ' شريفة ' ؟!

حاولت السلوى عما قاله لهما
لقد إستغل وجودها معه الفترة التي إنصرمت شر إستغلال ، إنتشى جدا بعد هذا الإنتقام وهي أكيدة من الأمر ، لكنه إستخدم قواطعه في تمزيق ذلك الخيط الرفيع جدا الواصل بينهما !
طبيعة الخيوط تقوى و يحتـد إلتحامها كل ما كانت رفيعة ، و هما كان بينهما خيط رفيع جدا ، و هو من فصله
فـ لا شئ يجمعهما بعد الآن ، لا شئ
حتى تلك الورقة الغبية التي يحتفظ بها هو ، لا تعتبر كـ أداة وصل معترف بها في عالمهم !


ساعده عبد الله حتى جلس على المقعد مصدرا إختلال واضح في توازن أطرافه المتصدئة !
دوما ما يشعرها بإنه الرجل الغول ، ذاك الذي ينفض الجميع من حوله لبشاعته ، لكن ما يحمله بقلبه من نقاوة لا يحمله أي احد منهم ، هم الأقزام !
هذا بشأن الغول ، أما بشأنه .. فهي لا تعرف حتى الآن ما يوجد بين لحيمات القلب من مكاتيب ، لا تعلم هل إسمها مدرج ضمن القائمة البيضاء أم السوداء ؟
فـ بعد كل ما تسببت له به ، بالتأكيد لا تستحق أن تصنف مع بيض الصفائح

تجزم بإن اي رجل مكانه كان سيتطير بها شؤما !
أما هو فـ غامض جدا ، يتوارى خلف قناع حقده و إنتقامه ، مانعا إياها من معرفة تخلجات ملامحه عند رؤيتها ، و مالذي تفعله هي ؟
تثبت له المرة تلو الأخرى بإنه الأهم في حياتها
أوليست هذه الحقيقة ؟
لم تحاول ستر عورتها عن أعين الناس ؟
هو يستحق أن تفديه بروحها التائهة ، بكل الأحول لن تستطيـع إكمال حياتها بطبيعية وهي تعلم بإنه لقي حتفه ليتركها تصارع ماض إلتصق بـ ذهنها و جسدها و روحها بـ جنون !

إنتبهت لنظرات عبد الله نحوها وهو يحادثها بلطف : جلنار ، هسة شحتسوين ؟ بسرعة ترة عمي و عمتي رح يرجعون ، تدرين هية مبيها شي و تلقيه هسة شك بالموضوع اذا الاطباء قلوله


نقلت نظرها بعجل نحو رجلها ، لتراه يرخي جسده فوق المقعد مغمضا عينيه و كإنه ليس نفسه الذي كان كـ مأوى لها منذ دقائق مضت !
ببساطة فك لها قيد جيدها ، ليتركها حرة ، تختار الآن مصيرها ، بعد أن أدخلها معه في كهف الذئاب ، يطلب منها الهرب لتتركه وحده ، ألم يفكر بإنهم سينهشون جلودهما من قبل ؟
أم إنه لم يهتم سوى لـ تذوق شطيرة الثأر المعلقة على جدران ذلك الكهف القاسية صخوره ؟!

إكتفت بالإيماء الموافق ، فقط لـ تنهي السؤال ، غير مهتمة بإنه يتوجب عليها أن ترتشف أحد المرين ،!
تحدثــت هذه المرة و لكن عن شئ أخر ، شئ يشغلها : و هوة يروح ؟


ليجيبها عبد الله : إي ، بس يريد يتطمن عليج أول شي

هزت برأسها لتشير لـ زوج شقيقتها نحو الخارج ، غادرت المكان فـ تبعها عبد الله بـ ثبات ، وجدت شقيقتيها تنتظران قرب الباب ، و بالتأكيد قد سمعتا كل أطراف الحديث
توقفت قربهما ، لتبادر الكبيرة بإحتضانها لتفيض دموعها ، و يدر القلب دماءا حارة ،
يارب ، فقط ألهمها الصبر !
بين أمرين هي ، أحدهما مر كـ علقم ، و الأخر كـ زقوم !
فـ أما خسارة الرجل الذي تربت في كنفه أعواما طوال ، والدها ، و أما الرجل الذي بسببه غمسـت رأسها في دلو العشق ، ليلتصق بكافة ملامحها ، فـ يخرس فمها عنوة ، و يـغشي سمعها عما يتفوهون به ، و أخيرا يمنعها من الإبصار بعد أن إلتصق بـ أهدابها الكثيفة !
حتى إنه أصبح أقرب لها من كل نفس تستنشقه ،
ذلك السم الذي إرتشفته مرارا بلا كلل أو تعب ؛
تعلم بأن هنالك الكثير يـذوي فيها بسببه ، و إنه قد تكدس بداخل أحشاءها حتى تشبعت و فاض منها ليملأ تجاويف العظام ، و منابت الشعر ، و حتى أنسجة الأظافر !


إنتشلها من كوكبة الفقد تلك صوت عبد الله : ها جلنار ؟ شقررتي ؟


إبتعدت قليلا عن شقيقتها مكفكفة دموعها براحتيها ، إستخرجت من أعماقها كلام عاطفي اكثر من كونه واقعي : ما رح أروح لمكان ، أدري بيه يعااند ، اصلا اذا رحت رح توقع برااسه وحده ، لعد ليش جيت اذا ارجع اعوفه !


تبادل الثلاثة لمحات من نظرات متوترة ، إكتشفوا الآن إنها قد غاصت في وحل ما جعلها بشعة الحديث هكذا !
تخبرهم بإنها لم تأت سوى من أجله ، هذا يعني بإنها لا تهتم بهم و لا بخوفهم الذي عاشوه أسابيعا مضت !!


: اصلا لو متأخرين يوم بس ومـ لازميه ، جان هوة رجعني ، إحنننه متفقين إنو يتزوجني و بعدها يرجعني


أضافت جملتها الاخيرة مستدركة بعد فوات الأوآن ، فقد علموا علتها و إنتهى الأمر ، و مهما حاولت إقصاء تفكيرهم عن فضيحة مشاعرها لن تنجح بذلك


تدخلت روشن و نظراتها منصبة نحو رفيقتها قبل أن تكون شقيقة لها : بس هوة مرح يطلع اذا انتي تبقين


ليـعترف عبد الله : مرح يطلع حتى لو راحت


شهقت رعبا ، لتسل نفسها من قبضة زينة في محاولة للعودة لذلك القبو ، لكن عبد الله سد طريقها بـ جسده قائلا بواقعية : مرح تقدرين تغيرين رأييه ، هوة خاايف على أخته ، جلنار ، عوفيه و رجعي للغرفة ، المهم شفتيه و تطمنتي عليه


هزت رأسها بهستيريا ، تحاول ان تفلت من بين أيادي شقيقتيها اللتين تتمسكان بها : لالالالا ،، على اسااس شلوونه حتى أتطمن عليييه ، مداام هوة بهالبيت مرح أقدر اتطمن ، ما اقـــدررر ، إنتو متعرفون شسووه حتى ينقذ حيااتي ، عاف أخته و بيبيته متهجولين ' مشردين ' ، هوة قعد يم صديييقه وعاف بيتهم ، حتى امه خسرهااا علمودي .. ما اعوووفه ، عليييييي


تركها عبد الله بعد أن اخبر اختيها بضرورة إعادتها غرفتها ، و سل ذلك السلم الواصل بين النافذة المرتفعة قليلا و أرض الحديقة ، فـ إن علم والدهن بما فعلوه سيـكون حسابه عسيرا !

عاد أدراجه حيث يقبع ذلك الـ علي ، كم هو عنيد
يحمل روحه فوق كفيه و هو يسخر من الجلاد الذي يقتصه !
قرر إعادة توثيق رباطه ، و كإن كل تلك المغامرة لم تأتهم بنتيجة

أما هو فـ كان ما يزال على ذلك الوضع المسترخي ، أو المتوجع ، حتى سمع صراخها تناديه ، حاول إلهاء نفسه عنها بالتفكير في شئ أخر ، شئ أكبر أهمية بكثير ، شئ قد جفت ينابيعه الدمعية الآن بغيابه !
و لكن تلك الطريقة للنسيان باءت بأجمل انوع الفشل حينما لمح على قميصه شعيرات قصيرة متعددة .. لم تكن سوى رموشا ذوت من اجفان إمرأته ليتداركها قميصه
حمد الله إنه ما زال طليق اليدين ،، فلا يعلم ما كان سيحدث لو إنه لم يستطع نفضهما عنه بعيدا !
سحقا لها ، دوما ما كانت تأسر تفكيره و لو لـ لويحظات ، فـ رجل مثله لا يعرف معان لما فعلته هي ، و ما علمته إياه في فترة قصيرة

حدث عبد الله بهدوء حالما رآه يرفع تلك الأصفاد من على الأرض : قبلها .. أريد جكااارة ، و أخااابر صديقي






..لو أنَّ حبَّكِ كانْ
..في القلبِ عاديَّا
..لمَلَلْتُهُ مِن كَثرةِ التَّكرارْ
..لكنَّ أجملَ ما رأيتُ بِحبِّنا
..هذا الجنونُ ، وكثرةُ الأخطارْ
..حينًا يُغرِّدُ
..في وَداعةِ طِفلةٍ
..حينًا نراهُ
..كمارِدٍ جبَّارْ
..لا يَستريحُ ولا يُريحُ فدائمًا
..شمسٌ تلوحُ وخَلفَها أمطارْ
..حينًا يجيءُ مُدمِّرًا فَيضانُهُ
..ويجيءُ مُنحسِرًا بِلا أعذارْ
..لا تعجَبي ..
..هذا التَّقلُّبُ مِن صَميمِ طِباعِهِ
..إنَّ الجنونَ طبيعةُ الأنهارْ
..مادُمتِ قد أحببتِ يا مَحبوبتي
..فتَعلَّمي أن تلعبي بالنارْ
..فالحبُّ أحيانًا يُطيلُ حياتَنا
..ونراهُ حينًا يَقصِفُ الأعمارْ


..نزار قبانى





.
.
.












تجلـس منزوية على ذاتها في تلك الغرفة الصغيرة ، المتواضعة جدا !
الجـدة و بقيت في منزل إبنتها بعد أن رافقت عمر و ألن الى هناك ، و حينما إتصلت بها أخبرتها بـ أن ذلك ما يتوجب حدوثه ، فلا يجوز أن تضيق على اهل عمر ، و تواجدها هنالك أفضل فـ تستطيع مراقبة كل ما يفعله الحقير عبد الملك ، بالإضافة لـ تأثير مباشر تسلطه نحو تلك الإبنة !

لم تفكر بها و لا بحاجتها الهستيرية لشخص ما غير ساكني هذا المنزل ، إنها لا تستطيـع تقديم كؤوس الهم لهم و إجبارهم على تناوله بـ لذة كما تفعل هي !
لا تستطيع و إن طالبوها بذلك و هم يتجمعون حول مائدتها البائسة ،
واحد فقـط من صبت له كأسا عملاقا ، لكنه لم يأت و ترك مكانه على رأس الطاولة فارغا !
منذ ان رمت جملة الكره تلك امامه و هو لم يعد كما كان ،
فلم يهتم بها مطلقا بعد ذلك العراك ، تركها تأكل و تشرب تلك الوليمة الضخمة بمفردها ، بل و أتى لها بـ أطباق جديدة ، ليجبرها على الإستمتاع وحيدة بتلك الطاولة المزدحمة !

يقول بأنها و اخيها أنانيان ،!
من الأناني الآن بينهما ؟
ها هو يتركها لـ تلتهم اطرافها وجعا غير آبه بكل ما يحدث ، فـ بالطبع أولوياته أهم و زوجته الحبيبة هي أولى تلك الأولويات !
كم تكرهه ،
إنها تغرق في بحور الخوف و التشتت .. و تعلم كما هو بالضبط أن لا غطاس بإمكانه إنتشالها من هناك غيره ، و هو ايضا يغرق .. و لكن في واحات من الحب مع تلك الغبية

يبدو إنه يود ان تكون أنثاه غبية ، فـ تتمسك به بـ أنيابها ليرتد اليها مهما إبتعد !

تكرهه ، تكرهه جدا ،
و لم تذق للندم طعما بعد ما قالته ، يستحق أن يعلم ما تشعر به نحوه ، إنها لا تطيق له وجود
الخبيث
البليـد
الخائن !

مرة أخرى ، عانت من النزيف الأنفوي ذاك الدال على إرتفاع ضغط دمها .. و كيف لا يرتفع وهي تشعر بـ فوران موقد يصلي بدماءه محل قلبها الضعيف !

شعــرت بقدوم أحد الى الغرفة ، فـ أصيبت بإحراج تام كادت معه أن تطلق صرخة مكتومة بـ طرف الحنجرة على وشك أن تغص بها ، و كإن شريط تلك المعاناة التي عاشتها في منزل عمها يعاد تشغيله مجددا ، و لكن بهيئة أخرى
و بـ إنكسار أكبر
إنكسار لا يوازيه شبيه !

طرق خفيف داعب خشب الباب .. ليدعوها للـنطق سامحة للطارق بالولوج ،
صرير مزعج ، و من ثم ظهرت من الفوهة تلك اللطيفة ، شبيهة والدتها ، يبدو إنها كانت خجلة وهي تستطرق مشيرة بـ هاتف ما في يدها نحـو تلك القابعة فوق سرير منفرد حديث الإقتناء ، و كما أخبروها فـ هو لها : لينا ، هاي علي


بـ خطوات معدودة صارت قرب أية لتـستطرد الأخيرة : بسرعة أحجي ويـ ـ!


لم تكمل إذ إن لينـا أخذت الهاتف منها و نبضاتها ترتفع بلا هوادة ،، لن تصدق حتى تسمع تلك النبرة الكريهة و ذاك الصوت الخشن الذي لطالما إستنفرت منه و من أوامره التعسفية
همسـت وأطراف الأنامل تشد طرف خيط من أمل ، و دعوة بظهر الغيب إنسلت من بين جوانح القلب : علـ ـ..!


: إيي هاي اني ، شلوونج ليين ؟ حبيبتـي تسمعيني ؟ لييينااا سمعيني لتخاافين عليية .. شوفييي مابيية شي ، دتسمعيين صوتي ؟


لتصـمت قليلا ،
و من ثم تجهـش بعويل منتحب !
إنهارت القوى و أفلتت الأنامل طرف الخيط ، لتهوي أرضا مع صاحبتها ،
لم تشعر بوجـع إحتكاك ركبتيها بالأرض ، و لم تسمـع حتى ما تتفوه به أية ، و لا حتى والدتها التي دلفت الآن !
بل لا تسمعه هو أيضا

تركت الهاتف ليذوي من حضن كفها المرتعش ، لتغطي وجهها و تكمل نحيبها بـ شهقات متوالية ،
صدرها لم يفتأ أن يرتفع و يهبط بسـرعة ، و جسدها ينتفض محله كل حين ، لم تخطط لإن تكسر أمام أحدهم يوما
و لكن يبدو أن الرياح تخالف أشرعة سفنها هذه الأيام ، فـ باتت لا تعلم إن كانت ستنـجح بالعودة يوما لتلـك الـ ' أنفة ' !

إنتشلتها من وحدتها الموحشة تلك ذراعان تمتلكان من الحنية القدر الذي لم تذقه منذ أعوام خمسة ، و يزيد .. منذ أن فقـدت أغلى رجل في حياتها ،
لا تدري بأي حق داهمتها ذكرى إستشهاده ؟ أينقصها حزنا فوق أحزانها الآنية ؟
أم إن مكيال البؤس قـد توسع ، ويحتاج الى الكثير لملأه ؟!

ذكر الله قد تلي فوق أسماعها بنبرة متهدجة ، و وجدت نفسها بلا شعور تستعمر صدر هذه الحنون و هي تغص كل حين في الحديث الذي تود النطق به ،
تتمنـى لو بإستطاعتها إيصال رغبتها إليهم من دون تلك النعمة التي نملكها و لا نثمن قيمتها العظمى ،
من دون أن تفقد طاقة ما لتستخرج صوتا مسجونا في دهاليز ضاقت من العبرات ،
تـأوهات فقط ، هي ما إنسلت من بين شفتيها و بلا نية منها ،!

على حين غرة ، إنتشـر ذلك الصوت الفخم من حولهم ليصطدم بكافة الأجسام من حوله و من ثم يرتد نحوها هي ، فهي من يرسل حديثه اليها

بعد أن تكفلت أية برفع الهاتف من على الأرض و تحويل السماعة الى الحاكية الخارجية خرجت من الغرفة تاركة والدتها مع ' زوجة شقيقها ' بمفردهما و الهاتف ثالثهما ، فـ هي لا تهوى رؤية المنتحبين !

لم يكن يسيرا على اللين ان تسمع قوله وهي تغطي فوهة إحدى أذنيها بـ صدر حماتها ، فـ إرتأت الإبتعاد قليلا فقط ، و بدنها مرتخية عضلاته .. لذا لم تتمكن من رفع الهاتف مجددا ،
كانت نظراتها منصبة نحو الأسفل ، و أهدابها ثقلت بـ كم لا بأس به من القطرات الدمعية الملتصقة بأطرافها ، و التي تتناثر كـ حبات من الندى فوق سطـح أوراق التين بـ فجر باكي !


: لينااااااااا ؟ جاااااوبببي ،، لج بسـرررعة لإن رااايح


: وييين ؟


تلك الجملة كانت كـ قشة قسمت ظهر بعير ، أين يذهب أيضا ؟
أ يريدها ان تفقد صوابها كليا ؟
هذا الإنسان غير معقول !

ليصلها صـوته ثابت النبرة : لتخااافين ، و ركزي شوية ، أني طلعت منهم هسة و رح اختل بمكان ، بس ما رح أقدر اخاابرج مناك فليظل باالج زيين


ليست طفلة ، و لا حتى بلهاء كي تصدق هذه الأكذوبة البالية ، علقت بـ عجل و بنبرة متهدجة : علييي لتكــذب علييية ، أنني مووو صغيييرة ، قليي شحيسوون بييك ؟ حيكتلوووك ؟ قلـييي الله يخليييك


سكون ثقيل الوزن و واسع الفضاء ،
و من ثم نطق : لا حبيبتي محد يسوويلي شي ، عود ..... هية هم تخابرج ، و عرفي اخباري منها زين ؟


هية !!
لم يستصعب لفظ إسمها ؟
أ لإنه ثقيل على النطق تراه لا يود إرهاق لسانه به ؟
أم إن المشكلة تكمن فيه هو ، حيث إنه لا يستطيـع تقبلها في حياته كـ واقع !
فـ كل ما حدث له معها لم يكن سـوى كابوسا يحتوي على بعض الخيالات الـهانئة ، و يزدان بـ لحظات من اللذة الوهمية


إنتهت صلاحية الدموع ، فـ أبعدت آثارها لترجوه بعد ان غيرت وضع السماعة ، و من ثم رفعت بالهاتف نحو أذنها : علي لتكذب علية ، و ليييش عود هية تعرف انته وين و اني لأ ؟ الله يخليك قلي حترجع لبيتناا الله يخلييك


أجابها بتعقل و منطقية لا يتصف بهما وهي أكيدة من ذلك : لا بابا مدا اكذب ، و هية تعرف لإن رجل اختها رح يساعدني ، مثل موصيتج شيقول عمر سوي ، و ديري بالج على نفسج ، لتطلعين إذا هوة مو وياااج ، لين ما اريدج تداومين سمعتي ؟


لو كان المتكلم يملك صوتا طبيعيا لـ كانت سـ تغرق في بحور تلك اللفظة الأبوية الخالصة !
لكن مع اخوها فكل شئ يختلف ، فهو لا يسمح لأحد أن يذوب بـ حروفه طالما للسانه القدرة الخارقة على فض ذلك الشرود بـ سيل جارف
بابا !
كم إشتاقت لإن يداعب هذان الحرفان شفتيها ،
فـ اللسان لا دخل له بنطق أول حرفين في اللغة متصلين بـ كلمة شقية ،

كرر : طمني بيبي ، ديري بالج عليها و قتله لعمر باجر ياخذج يمها ، لينا حبيبتي .. بوسيلياها ، و اذا قدرت اخابرركم و احجي وياها عود اخابر ، إنتي هسة ديري بالج على نفسج ، زين ؟


: زيـ ـ ـن ، بس إنتـ ـه لتنسـ ـى أنـ ـي هنـ ـ ـا منتظـ ـرتـ ـك ، علـ ـي ، إذا مـ ـرجعت أموت


زفرة طويلة تلك التي وصلتها ، و شعرت بها تثقب لها طبلتها بثقوب متعددة ، ليـنهي المكالمة بـ كلام نادر الإنسلال من بين قيود احكمها على نفسه و مشاعره منذ الصغر !
و كإنما جمع كل الأحاسيس البشرية ثم لفها بورق مسلفن ، فـ أدخلها علبة ضد الصدأ ، حيث إنه سيستخدمها طويلا ، و في نهاية الامر أودعها تحت جليد أحد القطبين ،!

: لينا ،، أخاف عبالج أذيتج من جبرتج على عمر ، صدقيني هوة أحسن واحد ، هوة بس الي يتحملج ، بس إنتي غيري نفسج ، لازم تتغيرين و إلا تخسريه ، و إنتي ماعندج غيره ورة الله ، أني يمكن اطول ، سمعتيني ....... ' عيوني ' ؟


: يللا الله ويااك


أغلقت الخط من دون أن تسمح لنفسها سماعه أكثر ،
هل فعلا يعتبرها كـ ' عيونه ؟ ' أم إنها كلمة تدرب عليها ساعات طوال فقط كي يلهيها عن بشاعة غيابه ؟

إحتضنت الهاتف بكلتا كفيها و هي تتابع هذه الرابضة ارضا امامها ، تـراخت نبرتها لـ تعترف : أسفـ ـة خالـ ـة ، يمكـن رح اضوجكم بهالبجي و يمكن تتشاءميـ ـ..


لتتوقف عن اتمام الحديث عندما نهرتها حماتها بلطف تحتاج أن ترتشف القليل منه بين إبتلاع تلك اللقيمات العديدة من التعاسة : ماااماااا كااافي ، كم مررة قلتلج لتحجيين هيجي و تزعليني منج ؟ لج امي اني علي و ألن اعتبرهم ولدي ،، هذولا اخوانه لعمر ، و أني هســة قلبي صاير مثل النار على علي ، بس شبيدي و اسويه يا امي ؟ سوودة عليه


ببسمة متلاشية كانت تتابع صدق حديثها ، فـ هدوء نسبي أصاب قلبها إستـنطقها لقول : إسم الله عليج خالة ، أعرف بيج قابل تقليلي ، بس إدعيله الله يخليج .. خااالة انتي خوش مريية ' مرة ' فـ الله يخليييج إدعيله و إن شاء الله الله يفرج عنه و يخلصه


بـ إنفعال متعاطف تحدثت : آمييين ياربي آميين . و لتخافين امي ، طول وكتنا ندعيييله ،، و هسة مداام تطمنتوا عليه عايش و يحجي يعني ممسويله شي ، فـ أكيد هسة إتفق وية الولد حتى ياخذون الشرطة للمكان الي هوة بيه


كانت منشغلة بـ إبتهالات هامسـة ، و كفيها لا تزالا تضغطان على القطعة الإلكترونية العائدة لـذلك البليـد ، وقتها ظهرت أية مجددا ، قائلة بالكثير من الرقة : لينا حبيبتي بس الموبايل عمر يريده ، إذا متحتاجيه


سكيـن ما ، بتمرس و حقارة بدأت تحز نفسها حول حبالها الصوتية المتدلية ، فلم تتمكن من النطق بشئ و لكن فاض سيل من البركة الدمعية في عينها اليمين و هي تمد بالهاتف الى مستوى أية

غير إنه تخلى عنها هنا ، و إبتعد عن التواجد بمكان تقطن فيه ، ها هو يسحب منها هاتفه الغبي ، الكريه
و كإنها تحتاجه !
إنتفض جسـدها بشدة ، فسقطت تلك السكينة تاركة الحبال حرة مجددا ، فـ إستغلت الأمر لتهمس قاصدة تستوقف أية بـ صوت باك حاد : عفيية خليييه يصلـح مووباايلي ، اذا متصير عليه زحمة


والدته كانت تراقب كل تخلجاتها ، لكنها لم تنجح بإستشفاف أي شئ ، فهي تائهة بـمجرة من حزن ، سببها كل الرجال من حولها .. فـ والدها و مصطفى لم يكن لهما خيار ، بينما علي .. و الآن عمر الذي بـدأ يشهر إنسحابه من مسؤليتها ، إختارا أن يتركاها تعاني بمفردها ، فهي لم تقدر يوما أهمية أي منهما في حياتها !


لم تستطع إلقاء اللوم على ولدها بعـد أن أخبرها أن تهتم بكافة شؤون هذه المدللة ، فهـو الآن مشغول بـ أشياء أخرى و لا ينقصه تعامل فظ من إبنة السلطان !
له كامل الحق بـ أن يمل ،
لكنها تشعر بـإن من امامها تحتاجه بشدة ، لا تعلم و لكن ذلك الفؤاد الذي يتفعل لا إراديا عندما يختص الأمر بـ من كان يوما ما جنينا صغيرا يقطن أسفله أو بما يتعلق به ، يخبرها بإن عناد اللين و عنجهيتها قد ضاعا منها في منتصف الرحلة !
لتبقى الآن فارغة من كل شئ إلا من طفولة كانت دوما ما تقربها من هذه العائلة






.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 04-09-12, 09:46 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 









بـ سخرية يتابع ' عديله ' وهو يعيد ترتيب المكان لئلا يكتشف الحقير أمرا خفي !
علق الأخر بتوتر وهو يتحرك هنا و هناك : ريحة الجكاير شلون أوخرها


أجابه بلا إهتمام : عوفها ، همة جماعته ريحتهم *** كلهم سكاارة ' مخمورين ' منو يدري هاي منيش ' من إيش '


توقف لبرهة ، ثم إلتفت نحو هذا الساخر المقيد مكانه ، ليتساءل بـ جدية : اقلك إنته صدق مخاايف منهم ؟


رفع حاجبيه نافيا ، ليكمل عبد الله بـ إنفعال : ترة ذولا والله ميلعبون ، إذا عمي شوية هدأ فـ ترة هشاام مخببل ، والله يحـررق الدنيا على رااسك و راسها ، يمعـود ترة صارله سنين منتظرها تجييه متزوجة و بهيجي طريقة يعني مو بس ينتقم لكرامته ، شرررفه هم ضاع ، لا و إنته تعاااند و تقول ممتزوجها ، ، فكر بيها و تعررف أنو حقنا خايفين عليك و حتى على جلناار ، و ترة اذا قلت الصدق عمي رح يعوفك صدقني ، بس إذا بقيت مصر إنو متزوجتها فـ الله يستر


هز رأسـه بـ هزء : يعني شيقدر يسوي عمك الـ **** هذا ؟ خليـه يتووسل شوية و ينذل ، بلكت كلها جم يوم و يموت و يخلصنا ، ' ليستدرك ' بس مداام نااقص فـ كل شي ميصيير بيه


الاخر كان مصدوما بعض الشئ ، فهو لم يعتد أن يقابل أحدهم بهذه الوقاحة !
كل من يراه يبجل والد زوجته تبجيلا ، رغم وضوح افعاله الشائنة في بعض المواقف .. هو لم ينغمس في هذه البؤرة و مصائبها الا الآن ، رغم إن والده و أشقاءه من منظميها ، لذا لم يكن جديرا في التصرف بهكذا موقف !

لاحظ حركة علي الغير مرتاحة فـ نطق : ايدك دتوجعك ؟ تريد افتحها شوية و بعدين اسدها ؟


رفض بـ ' تؤ ' خافتة ،
في الواقع فخذه هو ما يؤلمه ، رغم إن هذا الرجل قد حقنه بـ ثلاث أبر مسكنة للأوجاع إلا إنه حتى الآن لم يشف تماما !
تبا لهم ، هشموا له عظامه ، سيقاضيهم بالتأكيد فقــط فلينجح عمر و ألن بإقناع رجال الشرطة بإن قاسم ليس الا وغد لا يستحق مركزه المرموق
يعلم جيدا بإنهما لن يفعلا ، فـ بالرغم من إن الجميع على دراية ممتازة بـ فساد هذه الطبقة إلا إنه لا شريف يقف كـ سد منيع امام التطاولات المستقبلية ، فكيف يفعلون و جميعهم يتناوبون مصالح شخصية ترفع بهم لأعلى الدرجات الدنيوية !

لا يعلم ما نهاية هذا الذي يحدث ،
هل سيترك رقبته لهم ، مقدما لهم بيمينه خنجر الذبح ؟
و تاركا خلفه أختا و جدة لا تريان الحياة من دونه ، و إن أنكرت الأولى فهاهي تكاد تموت رعبا من غيابه ، و لم تغب عنه راحة غمرتها حينما أخبرها بقصة الهروب تلك !
صدقت كذبته كـ طفلة بريئة ترتسم إبتسامة الحماس فوق ثغرها لـ قرب عودة والدها الضابط ذاك الذي فقد في غمار إحدى الحروب المتعددة التي خاضتها البلاد

سيكون جبانا إن سمح لهم بقتله و يترك طفلته تنتظر وحيدة و إن إجتمع حولها كل من في الارض ، لم يظن يوما أن لتلك العنيدة المغرورة هذه المكانة الكبيرة في قلبه ، كاد أن يختنق بـ دخان سيجارته وهو يتلقى توسلاتها المنتحبة تلك ، و كإنه ينقصه هما فوق همه

و لكن مالذي يتوجب عليه فعله الآن ؟ و ما ينويه و هو هنا مقيد بلا حراك ؟ يستقبل اللكمات و الركلات بكل رحابة ، ألم تسد تلك الجرعة ضمأ جسده للإنتقام ؟
أم إنه يـود أن يملأ بطنه بـ مياه دجلة و الفرات حتى يبتل ريقه الجاف قليلا ؟

ماذا عن تلك الـ زوجة ؟
إنها تبكيه جداول من وجـع و خوف ،
أثبتت له بجدارة بإنه لم يخطأ مطلقا حينما وصى بها رفيقيه ،
فـ كما يقلقه امرها ، يفجعها امره !


جر من دائرة الشرود تلك إثر نبرة عبد الله التي تغيرت : علي ، أني ما اعرفك و لا شي ،، بس نصيحتي الك فكر مرة لخ ، او بدون متفكر ، قووم هسـة و روح لأهلك ، بعد منلقى هيجي فرصة ترة ، انته هسة وصيت اختك متطلع ، فـ تلحق تروح و عود انته بعدين ضبط أمورك واخذ اهلك و سافروا


بـ إستصغار علق : و أعوف بيتي و منطقتي علمود جلاااب ؟ و الله اصير انكس ' أتعس ' منهم اذا هيج ، وحتى لو اخذت اهلي ، تبقـى هية ، اعوفلهميااها حتى يطلعون حرقتهم بيها ؟


بهدوء اجابه : لتخاف عليها ، ابوها روحه من الدنيا هية ، و هشاام مرح يوصللها مدام ابوها حاميها

لم يتم الحديث بينهما ، فـ بتر بـ صوت بوق سيارة
ليصرخ عبد الله بـ جدية : عليييي ، خليني افتتتح اييدك يمعوود


رفض بـ أعصاب مشدودة : خليني ، وانته اطلع بسرعة بس صيحليااه ، اريد أحجي وياااه عدل





؛





رجل لـ رجل !
و هدوء فقط ما يدور حولهما ،
لم يتكلم منذ أن ولج المكان ، و الأخر استقبله بـ صمت مفكر غير آبه بهذا المحمول بيد غريمه
يعلم بإنه لن يقتله بـ صمت ، إن قرر فـ سيختارها حربا اولا !

بقيا هكذا حتـى تحدث فجأة : عبد الملك رجل امك ؟


يتقزز ، و يقرف ، و تتراقص الشياطين أمامه على قدم واحدة حينما يذكر ذلك الرجل بهذا الاسلوب ،، يكره ذاته ، و اوقات كثيرة يلوم والده فـ هو من طلقها ليتركها تـقترن بـ ذكر لا رجولة فيه

يبدو أن قاسم لم ينتظره ليجيب ، فـ أكمل بجزم : إنته متزوج بتي ، بس بدوون علمي ، و بدون رضاها ، و هذا يعني انته ما الك شي عدنا ، أخااف عبالك اذا ناسبتني رح تلزمني من الايد الي توجعني ، إنسـى


سخر بنظراته و لم يعقب ، فعاد قاسم ليكرر : إسمعني ، ' حرك ما بيده بـ هدوء ' هذا كاتم صوت ، بطلقة وحدة هسـة اخلص عليك


ظاهريا لم يهتم ، و لكن جوهره قـد تيقن إن وقت اللهو قد أفل ، و حان الآن موعد التعقل ، فـ إستمراره بهذا العناد لن يؤذي أحدا غير أهله !
مكالمته الأخيرة مع اخته قد هيضت أشجان خمس سنين عليه ، لتجعله يكتفي من تلك الرشفة الصغيرة ، لن يطمع بـ سقيا من انهار إختلطت بـ دماء الأبرياء

يا دجلة ،
كم من برئ رمي بك بـ دمه يا ام الخيرات ؟
هل تذكرينهم يا غالية ؟
أم إبتلعتهم الذكرى كإبتلاع أسماكك لهم ؟
كلا لن تفعلي
فـ إنك أوفى من أن تنسيهم يا قطعة الفؤاد ، لن تنسين دماءهم الطاهرة التي امتزجت بك بملحمة إسطورية ستبقـى معلقة فوق جدران التأريخ
دجلة ،
كـنتي كـ أم ثكلت ، و طفل يتم ، و زوجة رملت
كم نزفتي بهم و لأجلهم يا سيدتي الجريحة ، و لا زلتي تفعلين !


غزا افكاره صـوت قاسم مهدد : هسة تحجيلي كل شي ، بالضبــط ، أريد أعرف شصااار ببتي من يوم الي اخذتووها


أجابه علي : إسألها


: سألتها ، و حجيها غير عنك ، تقول متزوجها و انته تنكر ، زين منو الكذااب بيكم ؟


لم يرد ، و الأخر إستفسر : إنته شناوي ؟ راايد تموت لو شنو قصتـك فهمني ؟


قابلا بعضهما ليفتح كلاهما دفاترا رتبت في دواليب الدهر ،
إبتدأ بـ قراءة أول سطور الدفتر علي ، حينما أستطرق : ترة استرجلت وياااهة مية مرة ، اعتبرتها اختي و خفت يضيعوها رغم انو انته تستااهل العقاب ، بس قتلك اعتبرتها اختي و رجعتها ساالمة ، و جييت انته و تحاارشت من جديد ، لك جهااال ، بنااات صغاار ، فهمني شنو ذنبهم


: الحيواان عبد الملك ابووهم


: و بتتك هم انته ابوها .. فـ لتجي تقول ليش و لييش ، انتوو كلكم زمرة *** و شووف النهاية نااس تنهش بنااس


عرف كيف يلجم فكيه عن الحراك .. بحروف فقط !
و عاد ليضيف : و هم وراهااا حميتها من ايدهم الوصخة ، رغم إنوو انته كاااتل خواتي ، تعرف شنو كااتلهم ؟


أكمل بروية : بس اصير مو رجاال من ظهرر رجاال اذا عبرتلكياهه وخليتك عاايش حيااتك عادي ، اي واحد بمكااني لازم ينغصلك عمرك ، و لا عباالك اني ندمان ،، و الله لو يرجع الوكت هم ارجع و احرق دمك بيها مثل محرقت دمي ، و هسة حبيبة قلبك صارت مرتي ، تعرررف شنو يعني مرتي ؟ قدرت اخليها تكرهك كره العمى ، سمعتني ، مررتي الي محد يدري بيها مرتي تكرهك ، و إنته هسة لااازم تتوسلي حتى استر عليك و على سمعتك الجااايفة و اعلن زواجنا ،، تتوسل و تنذل


بدت إمارات الغضب على ملامح الرجل الخمسيني ،

ذلك الرجل الوغد الذي لطالما يشار اليه بالبنان في مجالس مليئة بحشد لا بأس به من مهوسي السلطة و ممتـصي دماء أبناء تربتهم .. كيف لا يثنونه وهو قدوتهم المثلى ؟!
فـ شبيه الشئ لا ينجذب إلا إليه
لذا هم لم يتجمهروا حوله فقـط لإنه الأجدر ليكون سيدهم ، و إنما لكونه الأمثل لهذا المنصب في الوقت الحالي

فـ هم عند أول مفترق لطرق يسلكونها معا ، هناك حيث يقابلون الجديد من السماسرة ، سيستبدلونه إن إقتضى الأمر و ألزمتهم مصلحتهم الوضيعة

و من مثله لا يرتضون تلك المهانة التي يرجوها علي ، بل لا يقربون حدوها
بغلاظة و عنفوانية بحتة هدد : تاااكل *** و تطلقها ، و لا عباالك اريد تستر عليها ، اي من طبهاا مرض ، هية جابته لنفسهاا ، خليها محبوسة عمرها كله و النااس الي تهددني بيهم رح اقلهم ماتت ، بتتي مااتت



.
.
.


وأُقسِمُ أنني بالرَغمِ من هذا الذي قُلْتُ

فَمازلتُ الذي كُنْتُ

ولا قَلبي تَغَيَّرَ لَحظةً عَنكِ

ولا يومًا تَغيَّرْتُ

وأنَّ جميعَ ما نَسَبوا ..

إلينا مِن تَصاريحٍ

بأنَّ عَلاقَتي مَعَكِ

غَدًا تُنهى ،

وأني لم أكُنْ أهوى ...

تَقاريرٌ تَولاَّها وُشَاةٌ حقدُهُم أعمى

فمازِلْتِ التي أهوى

بِرَغمِ جَميعِ ما قالوا ..

وما قُلْتُ


عبد العزيز جويدة





كان في طريق عودته من المسجد بعد إتمامه صلاة العصر ، و كل ما حوله يشعره بـ ضيق أنفاسه فتراها لا تصل رئتيه .. بل تكتفي بمرور كرام على قصباته و فقط !
لا يعلم مالذي يجب ان يفعله فوق ما فعل ؟
يشعر بالعجز التام ،
علي تورط مع من لا يقدر عليهم غير القادر ، فـ إن يشأ يهد الأرض من تحتهم بـ رمشة عين
و إن يشأ يبقيهم إبتلاءا للناس و إختبارا لقوة صبرهم و تمسكم بـ أيمان نابت في القلوب !
ساعات عديدة مضت قضاها في مركز الشرطة ، يحاول إقناع الضابط مصطفى بـ ضرورة الحصول على امر بـ تفتيش منزل قاسم الـ !
و كم شعر بالفخر من هذا الرجل الذي كاد ان يجن وهو يرسل برقيات لمن هم بمراكز ارفع منه كي يـساعدوه ،
فعلا لو خليت قلبت !
و لكن رجل واحد ، و هدف واحد قد لا يرسم بينهما خطا مستقيما ، بالأخص لو إن عدد العراقيل اضعافا مضاعفة ، وقتئذ لـن يتمكن ذلك المنفرد ان يصل ضالته ولو طال الوقت

وعده بإنه سيسعى أكثر و أكثر ، فهو قد تمسك بالقضية و صدقها ، و لكن ان يصلوا قاسم و يـطأوا أرض منزله إنه لأمر جلل ، و لن يتفاعل الكثيرون من اجل حدوثه ، فإن فعلوا و ظهر لهم بهتان هذا المدعي سيقدمون انفسهم حينها فوق أطباق من نحاس لـ قاسم و رجاله

كان المسجد قريب من المنزل ، فلم يذهب بالسيارة و إنما سيرا على قدميه بغية إستنشاق القليل من الهواء ،
ما إن ظهر له المنزل كبت الهم فوق صدره اكثر ، تلك التي تلافاها جدا يعلم إنها تحتاج وجوده ، لكنه لم يعد يحتمل اسلوبها المتعال ذلك الذي كان ينوي ان يصقله من قبل ، و لكن مشكلة علي و إختفاءه دفعه لإن يغلف نيته بـ ورقة رقيقة ثم يودعه يمين الصدر ، فإن أخطأ و حفظه في اليسار بالتأكيد لن يتوانى ذلك الاحمق الساكن هناك عن لفه بـ كومة و رميه في أقرب سلة للنفايات !

دلف المنزل بـ هدوء و بـعد أن أخرج هاتف ' جديد ' ، من سيارته المركونة خارجا ،
ترك هاتفها في متجره ، سيحاول اصلاحه فيما بعد ، عندما يفرغ إن شاء الله ،
فالآن عقله مشوش ، و هو لا يود لـ ذلكما الشابين العاملين معه رغم امانتهما العمل به ، بما إنه يعود لـ مصاصة دماءه فـ هو فقط من يملك الحق في العبث به و بكافة أشياءها !

ولج المطبـخ المشرع بابه ، لتصله أصوات فوضى متفرقة ، تغضن جبينه منزعجا حينما تعرف على نبرة ملك ،
لن تلجم جماح ضيقها و هو لن يصبر عليها هذه المرة ، ذكر نفسه بضرورة تمالك اعصابه ، فمهما حدث شقيقته تود له الامثل
و إن اغضبته فـ ذلك لأجل مصلحته التي تركها جانبا متفيئة بظل شجرة ليتابع المسير خلف حلمه رغم ألسنة الشمس الشديدة الحرارة !
ما إن دلف حجرة المعيشة حتى شعـر بتقلصات بين جنبات الصدر ، كانت هناك تشاركهم الجلسة بلونها الباهت و قدها المائل على مسند الأريكة بإهمال ، لفتت إنتباهه البيجاما التي ترتديها ، إنها لـ ميس
!
فـ أية تصغرهما حجما !
كانت لمحة فقط ، و جعلت حاجبيه يرتخيان بـ راحة خفيفة
لم تغير من وضعها و كإن وجوده لم يكن بالشئ المذكور بعكس جميع من في المكان ، و أولاهن مينا التي ركضـت لتأتيه عجلة : خالووو عموووري


التقطها بـ سرعة فرفعها عاليا لعدة مرات ثم أحتضنها معلقا : عيوون خالوو ، شووو سمنانة حبيبة خالهاا


شعر بكافة النظرات النسائية تتعلق به ، نظر لشقيقته الكبرى ، لتستقيم الأخرى و تثبت محلها ، فـ إبتسم بخفوت و تحرك مع إبنتها نحوها ،
إحتضنها و قبل رأسها بلطف ملقيا تحية طيبة على أسماعها ، و قبل أن يبتعد همس قرب أذنها : ديري بالج تتخبلين ، زين حبيبـ.. آه


إبتعد خطوة نحو الخلف و نظراته ترسل إبتسامة كسولة ، تارة نحوها و اخرى نحو كتفه اليمين ليـستطرق : ترة متعوور اني مو مال هيج ضربة


جحدته بنظرة قوية : لتكذب ، انته باليسرة متعور


إبتسـامته إنتقلت لـ طرف شفته و هو يتركها متحركا نحو الأريكة الطويلة التي تستكين فوقها ميس ، تلك التي علقت بـ غيرة وهي ترى قبلاته المتكررة لـ إبنة شقيقتها : عووفهااا عممر ، بااوعها حتخنقك صاايرة فييل


لتتدخل ملك بـ ضيق : إنجبي ميس لتصيرين زعطوطة

من لا شئ تشعر بحساسية تجعلها ترغب بـ حك جلدها و لسانها بسبب وجود تلك الحقيرة ، ذات الانف المتعال ، تستحق كل ما حدث لها ، و لكن كان على عمر الاحمق ان لا يحتويها الآن ، إن شقيقها ساذج و أحمق و مغفل أيضا !


أية و والدتها شعرتا بتصلب لينا منذ قدوم ملك ، و بصمت تمنت الاثنتان ان تتغيب عن جلستهم ، و لكن يبدو أن هنالك تحدي واضح بين اللبوتين ، و كلا منهما ترفض ان ترتدي رداء الاستسلام الجبان
أما الآن و بعد مجئ الشبل الذي تقاتلتا من أجله ، إستنفرت كل منهما ، و دخلت بقوقعة صمت طبيعي بالنسبة للينا ، و غريب جدا بالنسبة لملك

: وووجع بت ملك نزلي من اخووية كسرتي ظهره


بمحاولة لطيفة للتهدئ من نرفزتها : ميووس حياتي ممضوجتني لتخافين


: شنوو ممضوجتك دشوفها شلوون تتحرك عباالك قرد


لتتدخل ملك بحدة ، و هي التي تنتظر ان تجد وليمة لتلتهمها بهذا الغضب : انتي القررد
ثم أكملت قاصدة والدتها : شنوو ماما بعد منجي اني و بتي ؟ شو صايرمحد يتحملنا ، لو احد غير النفووس !


: ملـــك


كان رد والدتها التي فهمت جيدا ما يحدث ، وما تقصده بكرها العنيدة ، اما اية و ميس فـ إرتعبتا من قول أختهما ،
و ذلك العمر لـ سوء حظه لم يكن خبيرا بـ أساليب النساء و قراءة الرسائل المبهمة بينهن ، فلم يهتم للأمر و اكمل عملية دغدغة مينا وهو يغمز لـ ميس كي تهدأ !

اما تلك الساكنة ، فـ تمنت لو يأتيها ملك الموت بهذه اللحظة ، فينقذها من هذا الهوان الذي تشعر به ،
المصيبة إنها لم تحسه مطلقا و لم تسمح لاحد طيلة الربع قرن الماضي أن يتجاوز على شخصيتها و عنفوانها
وهاهي الآن مستسلمة لإنها مجرد ضيفة ثقيلة ظل !
: صدق عموور شخبار زوز ؟ الحقيرة اليوم خابرتني تقول مشترية الفستان ، وتقول يجنن ، شفته انته ؟


الجميع كان يعلم بـ إنتهاء ما بينه و بين تلك الـ زينب .. إلا هي ، فـ ما سمعته رسخ بـ دواخلها في العمق ، لكنها احتفظت بـ هدوءها ذاك بـ براعة

عمر و والدته جحدا ملك بـ نظرة صارمة ، لكنها لم تهتم ، بل و أكملت : صدق تقوول القااط الي عجبك وماكو القيااس جابوه اليوم و هسة يمهم بالبيت فـ عود مر أخذه ، بس وخر هالتكشيرة قبل لتخترع العرووسة و تعوفك مصدقنااا قبلت بيك يمعوود هههه


غصت بـ أنفاسها و كانت على وشك أن تسعل لكن رحمة من الله تلك التي جعلتها تحتمل و تحفظ كبرياءها من أن تخدش امام حقودة كـ ملك
ما زال مستمرا في التحضير لـ زفافه و اخي مصيره مجهول ؟
أ يعقل إنه صدق قصة هروبه و سيكمل حياته و كإن لا علي كان فيها ؟
وهي ؟ ما الذي ستفعله هنا ؟ سيأتي بـ زوجته و تكون هي الفراشة المتطفلة أم ماذا ؟ فـ لتكن ، و لتمتص رحيقه حتى أخر قطرة ، فتتركه خالي من كل شئ لـ تلك الغبية التي ما زالت متمسكة به

تبا لـ ملك و لـ أخيها .. إن فكرت لحظة بإنها ستذلها فستكون مخطئة جدا ، حتى و إن كسـرت ، لا زالت هنالك نهايات حادة كـ شفرات بإمكانها تشويه تلك الانفة الكاذبة لشقيقته ،

تناولت عمر بنظراتها الباردة لتجده مشغولا جدا بتبادل الهمسات مع الطفلة ، ودت لو تثور بوجهه وتخنقه الآن ، و كإن لا شئ حدث ، فها هو يكمل حياته بـ طبيعية غير مهتم لمن يدعوه بـ رفيق عمره ، ياله من كاذب و مخادع !

بل ىسحقا لـ علي الذي ابدى الجميع عليها ،، و ها هي بمفردها تتفتت كـ حصاة تحت إطارات مركبة حربية !!

قررت اللعب بـ شقيقته ، كم تكرهها ، فـ إختارت الطف طريقة ممكنة لتتحدث قاطعة حوار لم يخلق ، فـ ملك رمت سمومها و الجميع إختار الصمت بعد ذلك : عمـرر


تصلب ظهره و هو يرفع برأسه قليلا ليستقبل منها نظرات متوترة مليئة بالعتـاب ، منذ متى لم يتكلما ؟
منذ تلك الحرب عند منزلهم على ما يظن ،
يده التي تحتضن الصغيرة برزت فيها العروق الخضراء ، لتلقف ظهورها ميس المستكينة قربه ، و كم أوجعها قلبها عليه ، فـ أرسلت نظرات مبهمة لـ أية التي تقابلها ، و الأخيرة ما إن إنتبهت لذلك التشنج حتى إحتضنت جسدها بـ رعب ،
أ يعقل أن ما بقلب عمر يدعى حبا ؟
لا تعتقد .. بالتأكيد هنالك درجات أسمى من الحب قد دهسها شقيقها فـ وصل الاعلى ،
مع ميس كونت فريقا للبحث وراء عمر و تصرفات عمر ، و وجدتا بإنه كثيرا ما يعاني من تصلبات جسدية حينما تذكر هذه الـ لين ،
و الآن هو يعتبر كـ أفضل مصدر للكشف عن العشاق ، و لو قورن به محمد لوجدت بـ إن ما يخالج خطيبها بوجودها لا يتجاوز الإعجاب فقط !
وهي التي لم تفتأ أن تغتر بـ كونه يحبها ، هه ، إنها الآن فقط بدأت تتعرف عمن يحبون حقا

: موبايلي


سبعة حروف فقط تلك التي إستطاعت تهريبهم من بين فكيها المتشنجين
فـ ابعد هو الطفلة قليلا عن صدره ، ثم أخرج هاتفا ما من جيب قميصه ليقدمه للصغيرة قائلا : حبيبتي رووحي وديه لـ خالة


' خلخاالة ان شاء الله '
كانت همسة ، و لكن إهتمت قائلتها بإن تكون مسموعة ،
لتردع والدتها هذا التطاول من أن يزداد اكثر : ملك قوومي وياية أرييدج بشغلة


إعترضت بـ إيماءات صامتة ، لـ ترمقها والدتها بتهديد واضح ، فلم تجد لها عذرا ، لتستقيم مرسلة للجميـع نظرات حارقة !
قبل أن تغادر المكان وصلتها نبرة تلك بـ نبرة هادئة : مو مالتي هذا


لم تستمع لبقية الحوار ، فـ والدتها إستفردت بها لـ تهددها مرارا و تكرارا من أن تزعج تلك الـ ' يتيمة '

إنها أفعى سامة ، لن تتوان عن لدغهم جميعا ، فقط حينما تحين لها الفرصة المناسبة ، لم لا يفهمون ذلك ؟
أ يريد ذلك الاحمق ان يكرر مأساة ماضية بـ طريقة ابشع ؟

اما في الداخل ، فـ اجابها بـ جفاف هادئ ، و هو يفتح إحدى ذراعيه ليستقبل مينا من جديد : إستخدمي هذا لحدما اشوف ذاك يصير لو لأ ، إذا إنتي يومية كاسرته منو يقول بعد يشتغل


حرث في تربـة العقل ، لتظهر لها جذورا خبيثة متأصلة فيها منذ ازل سرمدي ، و لكن إنعدام السقيا هو ما جعلها يابسة عطشة ، تنتظر أي كريم يتفضل عليها بـ رذاذ فقط كي تزهر ، أو هنالك أحدهم في الجوار ؟ أم إن الإنتظار سيطول حتما ؟!

كم هي نادمة على تلك الخسائر التي قدمتها بعد موضوع إرتباطه ذاك ، فـ لن تنسى يوما السبب وراء تخديش طلاء جدارها و تشويه خشب مكتبها ، و لا حتى تحطيم زجاج الهاتف الذي ذكرها به ، و كإنها نسيت !

إكفهرت ملامحها لـ تعترض : بس اني اريييد موبايلي ، أرقاامي بيه

تدخلت ميس بـ لطف : محافظتها بالسيم كاارت ؟


بشئ من العدائية : لأ محااافظتهاا ، اني اريييد موباايلي ، إذاا متقدر تصلحه قلي حتى اشتررري غيره


كاذبة غبية !
بالأمس أخبرته بإن الارقام منسوخة في الشريحة ، لتأتي اليوم منكرة ، أغضبته بـ تلك الوقاحة وهي تود أن تقتني واحدا بنفسها : قتلــج استخدمي هذااا لحدماا اشوفلجيااه ، هسة اني بياا حال اقعد اشوف شبيه ما بيه


: ليش بياا حال .. شو هياتك ولا داير بااال و بس تضحك و دتحضر لعرسك هميين !


سكون عام ، و من ثم غادرتهم بعد ان تركت له الهاتف فوق احدى الطاولات بشئ من العنف !


: عمـ ـ ـر روح وراها خطيية ، ملك هوااية ضوجتها ، لهذا عصبت


كانت أية أول من تتحدث ، ليستوقف عتاب على شفا الظهور : عوفيها ، هسة شوية و تفك وحدها ' تروق '


قالها و هو يرفع بالصغيرة من على فخذيه لينزلها ارضا ،
بعدها إستقام ليتوجه الى الخارج بإستخدام باب المدخل الثاني للمنزل بعد ان رفع الهاتف بيمينه ،!
ظل يحرك سبابته على ظهر هذا الصغير الذي ظلمته هو الأخر بـ تصرفها الوقح ، و زفرات بطيئة تلك التي يفلتها كل حين


: رجعننني لبييييتنا


إستوقفته تلك الجملة ليلتفت نحوها بـ تفاجئ ، من أين أتت
لـ تتلاعب بـ نبضاته بـ تملك هكذا ؟
اهتز صوتها وهي تكرر جملتها بـ عزم أكثر و نظراتها مشوبة بالكثير من الوجع : أرييييد أرجججع لبيتناا ،، و هسسسة


آه يا أنتي ، فقـط لو تعلمين ما تفعلينه بي
بربك أخبريني من أين حصلت على هذه القدرة الخارقة لتعصفي بي جسدا و روحا ؟!
أخبريني كي أجد حلا ، ولو مؤقتا لـ مشكلة بدأت تقربني من الهلاك

أشار لـها لتدخل و ملامح وجهه تكفهر : فوتي لينـ ـ!


بترت امره بـ إرتجافة سيطرت على جسدها : وديييني لبيتنا بععد ما اتحممل ابقى هنااا ، و إنته ابقـى و توونس بين اهلك وحباايبك ، إذاا متااخذني انني ارووح تكسـيييي



.
.
.









أتمت صلاتها منذ ساعة و فوقها النصف و لكنها حتى الآن تختبئ خلف الرداء و ترمي بقدها فوق السجادة بـ إرهاق ، وضوءها كان عن طريق استخدام علب مائية متعددة يبعثونها لها عبر النافذة ، فـ لا يزال حكم السجن منفذا بحقها و لا تعلم إن كانت ستحصل على الافراج الذي تنتظره ، و الاهم من ذلك حرية زوجها الحبيب أم تبقى مجرد ' أوهاما ' علقت في السحب الخالية وفاضها من الغيث !

كم كررت توصياتها المجنونة على اسماع زوج شقيقتها ،
توسلته بدل المرة عشـرات أن يكون هو الدافع عن زوجها اي مصاب ، وعدها بإنه سيفعل ، لكن طبيعته الأليفة تحكم عليها ان لا تكون كـ أنثى عنكبوت تنسج لها بيت واهن و تأثثه بالأمل ،
كم من ساعة مرت و حتى الآن لم يمرها والدها و لم تصلها اي اخبار عن ردة فعله بعدما علم ما فعلوه متكاتفين من أجل إنقاذ نسيبه أو لنقل غريمه

إتصلت بـ لينا بالأمس قبل أن تعود لحبسها هذا و كررت الأمر نهار اليوم و لكن هاتف الاخيرة لم يفتأ أن مغلقا و حينئذ لم تجد بدا من الإستسلام !
لقد زودت بـ هاتف الصغيرة سنا ، لتدسه تحت اكوام من الأفرشة المرتبة في الدولاب ، سـ تستخدمه في وقت لاحق ، لتطمئن تلك الشبه ثكلى بإن فقيدها مازال يمتلك لسانا لاذعا ،!

لم تكن تنوي تغيير وضعها ، فهكذا هي تشعر بشئ من السلام الداخلي ، فـ سبحان من كان اسمه و التضرع اليه من أفضل العقاقير المشافية ،
فهي لم تزل ان تستغفـر الله و تحتسب اجرها عنده ، تعلم إن الصبر من اصعب الإختبارات التي نزلت على بني البشر ، و الله تعالى أحبها جدا فـ بلاها ، و هي تحاول جاهدة ان تنجح

فجأة تصلب جسدها أرضا و كإنما إلتصق بـ قاع مغناطيسية بعد أن إبتلعت سبائك من حديد ، فـ صرير الباب هذا لا يعني سوى أمرا واحدا
إن من يحمل المفتاح الاول ، و الاضافي هو من دلف الآن ، ليرد الباب خلفه ،
و من ثم ، تك .. تك
أغلق ، و صوت سلسلة المفاتيح تنسل منه
كادت ان تبتلع لسانها لـ شدة ما إزدردت ريقها وهي بهذا الإستلقاء الجانبي ، شعرت بـ جسدها يتبلل عرقا بشكل سريع و مثير للدهشة ، و كإنما حان وقت العقاب !
لم لم تأتيها أي من أختيها لتخبرها اولا عن مجيئه ؟ على اقل تقدير كانت سـ تستعد نفسيا ، و ترزم الجمل لتحتفط بها في علب مليئة بالمواد الحافظة منعا لـ إنتهاء صلاحيتها

جسده الطويل الممتلئ غطى على كل ما في المكان ،، لتضيق انفاسها و يشتـد كل عصب فيها .. حتى كاد أن ينقطع أحدهم عند سماع نبرته الجافة : قووومي شووو


بسـرعة و إنتفاضة غير مؤقتة إعتدلت جالسة وهي تثبت نظراتها ارضا ، علق بـ سخرية : مستحيية تبااوعين بوجهي الي صخمتيه ؟ لعد اذا هيجي ليييش كسرتي ظهري ؟ ولج ليييش مو اني ابوج ؟ فد يووم قصرت وياااج ؟ أخررر عمري تسويني مضحكة ؟ ولج أخـر عمرري يجيني حيواان يعلمني الصح من الغلط ، فهميني شسوي بيج و اسويه

ود لو إن تلك الحيلة تنطوي عليها و يستطيع إستدراجها للهرب من جرم لم تقترفه يداها ،، ما زال متمسكا بأمل ضعيف بإن كل ما فعلته كانت به مجبرة ، و ما زالت تثبت له بـ وقاحة بإنها الاوفى لذلك الحيوان !


: إذبحني ، بس وراها توب ، أروحلك فدوة توب


اخر ما توقعه أن يكون هذا قولها ، فـ إشرأبت أنفاسه و صمت ، و هي كمن كان ينتظر اللون الاخضر لينطلق ، رفعت برأسها قليلا فقط حتى يتبين لها وجهه القاسي ، ثم همست بـ إنكسار لم تحاول إخفاءه : الله يخليـك بابـ ـ


: أنععععل ابووج لابووو بابا .. إنتتي خليتي بيها بابا ،، شو سويتووني خرخاااشة يمكم ' ملهاة للأطفال تتكون من علبة كروية تحتوي على الغرز مصدرة للضجيج : ) ' ،

إسترد أنفاسه ليكمل : أمج الحيوواانة خلتني اروح ويااهه و انتوو حضراتكم صرتوا حزب ضدي ،، فووق متجين تبوسين ايدي و رجلي حتى اسامحج تخلين الكل يوقف ضدي ؟ بت الكلب قلييلي شسووا بييج و صرتي هيجي ؟


نفت بـ إهتزازات متتالية لـ رأسها بطريقة هيستيرية إقتضت ان تحبس أنفاسها المتآكلة ، ليأتيها صراخه مجددا : لج قلييلي شلوون اذبحج و اغسسل عاري شلون ، و بعدييين هذاااك النقــس ' نجس ' شمسوويلج وهيجي خاايفة علييه ؟ ليش متقولين انو هوة جبرج ليييش ؟


ببكـاء أسفر عن راحة خفيفة : لإن هووة مجبرني ، مجبرررني

كلام والدها يوحي بـ إنه ما زال حيا حتى الآن ، لعن الله شياطينه ، لم لم يهرب ؟ ، بعناده تمســك ببئر الإنتقام مانعا اي احد ان يقترب و يغرف لنفسه دلوا ، بل إحتكره لنفسه فقط

ضيق الخناق من حولها علها تستسلم و تعترف بإنها بريئة : لعد حجي هشااام صدق ، و إنتي طلعتي مهزومة وياه .. وهيجي ذبحج و ذبحه حلال


زحفت برعب حتى وصلته و هي تتعثر كل حين بـ هذا الرداء الذي يلفها كـ كفن فيجهزها لعملية الذبح تلك : لالالالا والله لااا ، ما اعررفه والله بابـ ' صمتت لئلا يثور ثم إستدركت مسرعة ' بس عرفته من أخذني من بيت عبد الملك قبل ، و هسة هم !


لم يبعد قدمه التي إنكبت عليها تتوسله : أرووحلك فدووة عوفه با.. والله مسواالي شي ، بابـ ـ.. أختته وحييدة ، ما الها غيرره اذا مات .. أبوه و اخووه كتلوهم قبله ، عووفلهيااه اروحلك فدووة ، والله جاان يقدر يعوفني لعبد الملك يكتلني لو يطيحون حظي جمااعته ، بس والله حط نفسه بوجه الموت علموودي والله


: هه و انتي هسة رايدة تموتين علموده ، و لازم اصدق ماكو بينكم شي قبل ؟


: والله والله والله ما بييناا .. الله يعمييني اذاا اكذذذب ، بااباا اروحلك فدووة لتحرق قلب بيبييته .. بيهاا سكر وضغط والله تمووت اذا سويتله شي والله


لم يصدق ان من امامه هي فتاته العاقلة ، تلك التي اندفعت لـ تدخل سلك المحاماة رغم إعتراضه ، فلم تكن ذات شخصية مقنعة يوما ، كثيرا ما امتازت بـ الإتزان المدلل بإعتبارها اخر العنقود لذا لم تشعره يوما بإنها على اعتاب الثلاثين ، دوما ما كانت طفلته الحبيبة ، كانت !
و رغم انف لا انسانيته ' كانت ' تتفوق في الحصول على الكثير من الاهتمام و الحرص
لقد حـز اطراف شخصيتها في السنين الاخيرة من اجل ان تناسب المهنة التي اختارتها لتـختبر قابليتها على الذبح في ظهره !


اما هي فـ كانت كـ أعمى يتخبط في ارض ليست بأرضه ، جنون و هيستيريا و فوقهم الكثير من الترقب ، تكاتفت كافة المشاعر لتسفر عنها كذبة في غير اوانها و لا مكانها ، و كإن شيئا ما بداخلها هو ما إستنطقها ، شئ صغيرا .. ربما بحجم نطفة !
كانت كــذبة لم تحسب لها حسابا من قبل ، و لم تعتقد بإنها ستكون اول عقدة في تكوين كرة من النسيج الملتف بعضه فوق بعض : لـ تيتم ابني بابا ،، الله يخليييك لـ تيتم ابني و ترملني !


و كإن كفاها كانا كـ مقبسا اتصلا بالكهرباء لتصعقانه بـ تيارات مستمرة اجبرته على ركلها بقوة كي تبتعد عنه و هو يشعر بجفاف حلقه و ذلك الالم الصدري المندفع بجنون نحو ظهره عاد ليهتك جسده ،
الذبحة مجددا ، !
صـرخ بلا شعور وهو يتلوى وجعا : ذبحتيييني ، وللللج ذبحتتتتتي ابوووو .....


: بــــاااابـــااا






.
.
.








نهايةْ الإدانةْ السَـادِسة

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 12-09-12, 01:36 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ

،

قبل كُل شئ
إدعوا معي لـلمرحومة بإذن الله والدة الغالية " عذرا يا قلب "


• اللهم اغفر لها وارحمها , وعافها واعف عنها , وأكرم نزلها ووسع مدخلها , واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازها بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا , اللهم أن كانت محسنة فزد في حسناتها وأن كانت مسيئة فتجاوز اللهم عن إساءتها , اللهم افتح أبواب السماء لروحها وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك ياأرحم الراحمين, اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها , ومحبوه وأحباؤه فيها إلي ظلمة القبر وماهو لاقيه , كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به , اللهم يمن كتابه , وهون حسابه , ولين ترابه , وألهمه حسن جوابه , وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه.

×
عذرا يا قلب ،
أيتها العزيزة الغآلية .. و الله إنفطر قلبي عند سماع الخبر ، و لكن لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
إنا لله و إنا إليه رآجعون ، تفنى الخلائق و هو باقِ حي لا يموتْ
أسـأل العزيز القدير أن يغمد روحها الجنة .. و يـلهمكم الصبر و السلوان ،
يـاربْ ، والله أعجز عن كتـابة التعزية ، و لكنْ هذا العمر مهما طال ،
أعتذر لكِ إن أنزلت الجزء و الله أعتذر ، و لكنْ دُعاء لها بـظهر غيب إن شاء الله ينفعها ،
و أطلب بإسمي و بإسم كل الرفيقـات . .من كل ان يمر دعاءا صـادقا لها ،

روحْ نـادرة ، رغم الخبر الذي نصف قلبيِ ،
شُكرا على التنبيه .. و باركِ الله لكِ يا غالية
،



صلآتكمْ أيهآ الأحبة ، لا تجعلوني و الرواية سببا في تأخيرها و العبادات ، أرجوكمْ
،
في
؛


الإدانة السـَابِعَةْ


،





مَنْ أخبرَ بِنتَ السلطانْ

أنِّي وَلْهانْ ؟

مَنْ دَسَّ بِعيني هذا الحُلمَ

وقالَ : احْلُمْ

بشَريطَةِ أنْ يَبقَى حُلمُكْ

طَيَّ الكِتمانْ ؟

مَنْ أبلَغَ جُندَ السلطانْ

بالقَبضِ عليَّ

وأنا المُتَلبِّسُ بالحُلمْ ؟

والحُلمُ جَريمةْ

ففقيرٌ مثلي إنْ يَحلُمْ

يَحلُمْ بِفقيرةْ

مَنْ جرَّأَ عيني ؟

هل عينُ الفقراءِ تَليقْ ..

بمَقامِ أميرةْ ؟

سَيِّدَتي عفوًا

ما كانَ القصدْ

ما كنتُ أُدَبِّرُ أنْ أحلُمْ

بَلْ كانتْ عيني تَخْتَزِنُكْ

كي أُغمِضَها

حتى إنْ ضاقَتْ أيَّامي

آخُذْ مِنها

مَعذِرَةً يا سيدتي

ما كانَ القَصدْ

عَفوًا . عَفوًا

ما كانَ القصدْ



عبد العزيز جويدة



اما في الداخل ، فـ اجابها بـ جفاف هادئ ، و هو يفتح إحدى ذراعيه ليستقبل مينا من جديد : إستخدمي هذا لحدما اشوف ذاك يصير لو لأ ، إذا إنتي يومية كاسرته منو يقول بعد يشتغل


حرث في تربـة العقل ، لتظهر لها جذورا خبيثة متأصلة فيها منذ ازل سرمدي ، و لكن إنعدام السقيا هو ما جعلها يابسة عطشة ، تنتظر أي كريم يتفضل عليها بـ رذاذ فقط كي تزهر ، أو هنالك أحدهم في الجوار ؟ أم إن الإنتظار سيطول حتما ؟!

كم هي نادمة على تلك الخسائر التي قدمتها بعد موضوع إرتباطه ذاك ، فـ لن تنسى يوما السبب وراء تخديش طلاء جدارها و تشويه خشب مكتبها ، و لا حتى تحطيم زجاج الهاتف الذي ذكرها به ، و كإنها نسيت !

إكفهرت ملامحها لـ تعترض : بس اني اريييد موبايلي ، أرقاامي بيه

تدخلت ميس بـ لطف : محافظتها بالسيم كاارت ؟


بشئ من العدائية : لأ محااافظتهاا ، اني اريييد موباايلي ، إذاا متقدر تصلحه قلي حتى اشتررري غيره


كاذبة غبية !
بالأمس أخبرته بإن الارقام منسوخة في الشريحة ، لتأتي اليوم منكرة ، أغضبته بـ تلك الوقاحة وهي تود أن تقتني واحدا بنفسها : قتلــج استخدمي هذااا لحدماا اشوفلجيااه ، هسة اني بياا حال اقعد اشوف شبيه ما بيه


: ليش بياا حال .. شو هياتك ولا داير بااال و بس تضحك و دتحضر لعرسك هميين !


سكون عام ، و من ثم غادرتهم بعد ان تركت له الهاتف فوق احدى الطاولات بشئ من العنف !


: عمـ ـ ـر روح وراها خطيية ، ملك هوااية ضوجتها ، لهذا عصبت


كانت أية أول من تتحدث ، ليستوقف عتاب على شفا الظهور : عوفيها ، هسة شوية و تفك وحدها ' تروق '


قالها و هو يرفع بالصغيرة من على فخذيه لينزلها ارضا ،
بعدها إستقام ليتوجه الى الخارج بإستخدام باب المدخل الثاني للمنزل بعد ان رفع الهاتف بيمينه ،!
ظل يحرك سبابته على ظهر هذا الصغير الذي ظلمته هو الأخر بـ تصرفها الوقح ، و زفرات بطيئة تلك التي يفلتها كل حين


: رجعننني لبييييتنا


إستوقفته تلك الجملة ليلتفت نحوها بـ تفاجئ ، من أين أتت
لـ تتلاعب بـ نبضاته بـ تملك هكذا ؟
اهتز صوتها وهي تكرر جملتها بـ عزم أكثر و نظراتها مشوبة بالكثير من الوجع : أرييييد أرجججع لبيتناا ،، و هسسسة


آه يا أنتي ، فقـط لو تعلمين ما تفعلينه بي
بربك أخبريني من أين حصلت على هذه القدرة الخارقة لتعصفي بي جسدا و روحا ؟!
أخبريني كي أجد حلا ، ولو مؤقتا لـ مشكلة بدأت تقربني من الهلاك

أشار لـها لتدخل و ملامح وجهه تكفهر : فوتي لينـ ـ!


بترت امره بـ إرتجافة سيطرت على جسدها : وديييني لبيتنا بععد ما اتحممل ابقى هنااا ، و إنته ابقـى و توونس بين اهلك وحباايبك ، إذاا متااخذني انني ارووح تكسـيييي

بتنهيدة فقـط قابلها ، و تكاد عينه تعشى بتأثير ذلك الضياء المشع حزنا من مقلتين كـ الزمرد ،

: بعد ما اتحمممل احححد ، رجعنني لبيتناا ، أني قووة طايقة نفسي


كررت قولها بـ عبرات أوشكت أن تخنق أنفاسه ، و مع ذلك إلتحمت ملامحه كـ جبل من جليد ، لا يعلم اي جدران كونكريتية هذه التي أحاطت بـ جوانب القلب و قعره فالسقف ، لتتحد اطرافها فتصنع نعشا له .. ثم تتركه معلقا بين الموت و الحياة ، بشئ ما يشبه البرزخ ،!
لم يدفن ، و لم يخلى سبيله عل أمرا ألهي يجبره على العودة الى حلبة المبارزة الطاحنة ضد ما يسمى بالعقل ،!

ردة فعله الهادئة أجبرتها على الإصرار ، و هذه المرة بـ لمحة من تحدي : حتى لو ترجعني لبيت عمي احسسن ، على الاقل محد يذب سموومه علية

توسعت حدقتاه مهددا ، لكنها لم تهتم ، بل زادت من مكاييل العناد في خلطتها ، و كعادة نشأت معها منذ نعومة أظافرها ، تمسكت و ثبتت على الموقف الاول

: لتباوعني هييجي ، يعني اسلووب اختك حلوو ؟ أني بياا حال و هية تحجي هالحجي التااافه ، والله أني ممستعدة اتحمل نفسيتها الززفت

كانت تعلم بوجود خائن ما يختبئ فيها ، مستترا خلف زلات اللسان ليلبسه ذنبا ليس بذنبه ، و يبدو إنه قرر تكرار لعبة الإختباء تلك ، تبا له ، فقط لو تعلم أين يختبئ ذلك الجبان و من يكون ، ستعتصره حتى تثقبه بأناملها مئة ثقب ، و من ثم تعود لتعتصره مجددا حتى تريق دماه ، فـ تبقيه كـ قماش بالي جل نفعه يقتصر بـ مسح الأرضية القذرة
فهو كثيرا ما يجرها نحو جرف الهاوية ، ليجعل من حولها يتلصص لما تخفيه خلف هذه الشخصية المتمردة !

سحقا له .. فليست هي من تنطق بهذا ، خلايا الدماغ مهذبة جدا و لن تتعد خطوطها الحمراء ابدا لترسل إيعازات حقيرة للعضلة الطويلة المسماة باللسان ، نعم ليس العقل من أمرها بـقول

: لااا و فرحااانة تقول حضرتك دتحضر لعررسك ، يمكن عبااالها حتضووجني ، مع العلم هييية اكثر وحـدة تدري اني مـ ميييتة علييـ ـ

: يعني أني الي ميت عليج ؟ وبعدين إنتي متمليين من هالحجي ؟


إلتصق لسانها بسقف حلقها فـ صمتت !
تقسم بإنها أوشكت ان تشم رائحة غريبة في المكان ، رائحة لشئ ما يحترق ، بل و يتفحم ،
حتى فرقعة دماءهما المغلية تهيأ لها بإنها تطرق اسماعها بـ عجل ،

بعد ان فقدت الثبات لبرهة ، تغنى بـ عقلها موال شجي
يذكرها بكل ما فعله بها هذا المحترق غيظا الآن ، لم تخافه ؟ إنها لا تفعل سوى سداد دين بينهما ، أوليس هو من إبتدأ عندما دفع بها من على كتفيه لتلقفها رحمة الله متمثلة بحجر والدته ؟
لن تهتم لما تفوه به ، إنه مغتاظ و يود إشعالها بـ نار تصليه ، تبا له
لو فكر بإنه هكذا سيكسر غرورها المشبع بـ هيامه
حينها سيكون مخطئا ، مخطئا جدا !

لن تصدق حروفا غبية ما زال هنالك كومة متكتلة تسمى بالإحاسيس ، تلك التي تقسم لها كل حين بأن هذا الرجل المشتعل متورط بها حد المصاب

وقع إختيارها على أفضل شئ بإمكانه فض الحديث ، قبل أن يبدأ هو بنـفث أنفاسه المعجونة بـ مياه من نار فيجعلها تلتهم تلك الوليمة اكثر : ببيتكم بعد ما ابقى ، وديني لبيت عمـي

و لإن شيطان ما مس قلبه فجعله يغور في ظلمة حالكة قرر أن ينسى كل نبض له ، ليرد قولها بـ أبشع : بإعتبار عمج ميت عليج ؟ شو هوة قال اذا بقت بعد ما اريدها و انتي بقيتي ، و الحجية هم راحت لبتها وعااافتج ، أما اخوج فـ أول من راح ، يعنـي قعدي هنا و حمدي الله اكو ناس ديتعبون نفسهم علمودج و بطلي شووفة النفس هاي

يعايرها !
عمر ، ذاك الذي يتشدق قلبه لـ رفة جفنها ،
من قاتل لـ إنقاذها من جور علي و غطرسته ،
من نكحها رغم أنف أهله و زوجته ، يـعايرها بلا إنتماءها ؟!


: وسوالفج التافهة وية ملك طلعيني منها ، إفتهمتي ؟

كادت ان تقضم السفلى من شفتيها وهي تحارب من اجل الإستتار برداءها الملكي ، فطر قلب كاد ان يمزق ذلك الرداء فيدعوها للصراخ به و العويل ،
أ نسي من تكون ؟
تكتلت الصدمات في دهاليز الاعصاب ، لتسـدها مانعة اي إيعاز من العبور ، لذا بقيت على حالها
تقف قبالته و نظراتها تتوه في عينيه غير مصدقة وحشية تعامله !
أ يود إنتقاما منها ام ماذا ؟
يريد فقط كسر ذلك القلب ، فـ وجع الفطر لم يكفيه ، و هاهو يكمـل بذات الهدوء رغم نظرات تتقد شرا : فوتي جوة ، رايح اشوف موبايلج الي كااتلة روحج عليـه

دوما ما إنتظرت أن تثلث جراحا علمها بـ دراية منه و إصرار في حنايا الروح ،
فـ أولها خطوبته ، و ثانيها رغبته بكون عقد قرانهما صوريا ،!
و هاهي الثالثة تأتيها لاهثة عجلة فتتوسد صدرا منتفخا بـ تكدسات الوجع و الترقب ،
شدة الإتقاد المشتعل في أعصابها نفعها ، فـ نحى كومة الصدمات جانبا ، سامحا للقليل من الرغبات بإن تصل الفكين و ما يحويان ، لتجيبه بحـدة و جسدها يتقلص حتى كادت الشرايين فالأوردة تتمزق لتفجر كل ما تحويه من دماء باهت لونها : أصلاااا اني ما ارييد بيت عمي و لا علي و لا اي احــد ، هسـة ترجعني لبيتنا ،، و بعد خلقتي متشوفهااا ، وشكرا الك و لأهلك الي تعبوا نفسهم علمودي

رعشة واحدة لم تصيبها ، وتيرة صوتها ثابتة من دون اي تخلخل ،
نظراتها نـارية حاقدة لم يخبو ضياءهما كـ سناء شهابين منطلقين من مجرتين !
تلك المقلتين ، يا ويلهما
لعن شياطينا تتراقص طربا لـ ذنب إقترفه بحقها ، رغم كل ما بينهما ، هي أمانة !!
كيف تجرأ و خانها منذ البداية ،؟
لسانها ، تبا له فقـط لو يصمت سيكونان بخير معا
فهو لن يسمح لها بالتجاوز ، لن يخرسه عشقها و لو كانت على مخدع الإحتضار ،
لكنه يتألم ،، تبا لـ قلبه الذي إنكسر بعد ما نطقه ، كيف أطاعه لسانه و فعلها ؟
إنها تتوجع و تحتاجه ، و هو يعايرها بـ ذلك الإحتياج ؛
و الأدهى و الأمر إنه يحتاجها أكثر ، أكثر من أن تستطيع عربيته البسيطة أن تعبر عنه ، ود لو يتجمع البلغاء و الفصحاء ، و حتى أفخم الشعراء فيستفتيهم بأمره !
أولئك الذين راقصوا الحرف بـ وزن وقافية ، حتى تسخر لهم كـ خادم صغير كي يتلاعبوا به كيفما شاؤوا ، فقـط ليفجروا بركان عشق أشقى أفئدتهم !

كـ مجنون ليلى ، أو كـ عاشق عبلة ،
او ذلك الغارق في هيام سلمى !

جميعهم أرضتهم العربية ، فـ إستباحوا الصمت و أعلنوا ،
أما أنا فـ لا أستطيع !
بربكم أخبروني ما أفعل و أنا في عز المصائب أشتهي وصلها و قتلها ، مالذي يتوجب فعله من قبل رجل مثلي ؟

أراها تنزوي في قوقعة لتغلق فكيها فوقها كـ لؤلؤة ثمينة ، ثم ترمى في أقصى بحار الشرق ، هناك حيث لا مستقر سوى القاع ، بين صخور عتيقة الأمد ،
و أنا أقف صامتا أتابع حربا جديد نشأت بين القلب و العقل ، حتى كدت أفقد صوابي !

بصوت هادئ خافت تحدثت ، فبعد المسافة بين قاع البحر و بين شاطئ يطئه بقدميه عظيم : إذا متوديني اخابر ألن يجيني

تمنـى لو إنهم إختفيا من هذه الأرض حتى يقابلها فوق غيوم بعيدة لربما هنالك يصيبه البرق بسناه حتى يستحث القلب للبوح ، او حتى لو إنه يغوص كي يجتثها من تلك القوقعة فيشق صدره نصفين ثم يعلقها فوق الفؤاد ، الذي سرعان ما سيلتهمها بفمه ، حتى تعود لتستكين فوق عرشها الصغير

عندما شعرت بإن لا احد حولها بإمكانها الإستنجاد به تذكرت ألن ،
ويحك يا عمر ،
و تقارن نفسك بـ قيس و عنترة و زهير ، أتظن بإنهم فعلوها و مزقوا قلوب محبوباتهم ؟

هم بالحراك خطوة نحوها راميا الهاتف بجيب قميصه ، و لـ تصدمه ثبتت من دون أي رفة هدب ،
يتمنى أن يحتويها يقسم إنه يفعل ، لكنها هي من تجبره بوقاحة ان يكون لها شبيها ، رغم إن ما يفعله ليس من شيمه مطلقا
ليس عمر من يخدش قلب أنثى ، كيف لو كانت بجروح نازفة ؟
كيف لو كانت لين ، عشقه السرمدي ؟
فقـط لو يقتلع ذلك اللسان و يبدله بأخر ، شبيه لما لـ زينب ، أو حتى ياسمين !
و لكن هل سينفع حينها ؟ يظن أن العقل و القلب هما من يجب أن يستأصلا و يبدلا فورا !

جفلت حينما مسك مرفقها ظنا منها بإنه سيربع الثلاثة بـ مد اليدين !
لكنها إستكانت حالما إستشعرت الرفق في لمسته وهو يدفع بها قليلا متوجها معها للداخل ،
حث خطاها البطيئة ، و ما إن دلفا حتى غادرت ميس و أية المكان ، بعد أن تلقيتا رسالة مبهمة من نظرات شقيقهما ، لتتبعهم الصغيرة بخطى خجلة !

لم تشعر بالإحراج من الفتاتين .. فـ يكفيها الكم الهائل من المشاعر المفتتة للأعصاب و التي سببت تكلس عام أودى بكل الخلايا ليمنعها من استيعاب الاحاسيس المتطفلة و التافهة كالإحراج من إنها تساق بيـد شقيقهما !

حينما خلت الحجرة إلا منهما ، جرت ذراعها بعيدا عنه لـ تكرر طلبها بصيغة أخرى : دخيل الله اني منااقصة هم ، تشردت من بيتنا ، الشغل و عفته ، و حبسة بالبيت و انحبست فمـناااقصة مشااكل ، أني قلبي خلصان وديني لبيتنا او اخاابر ألن ، إنته تدري اذا خابرته حياخذنـ ـ!

: حتى اكسر راسج و راسه

تحدته بـ جدية : و ليش إن شاء الله ؟ لا ترحم و لا تخلي رحمة الله تنزل ؟ دا اقلك إنته وديني

: لينا عقلي ، تروحين هناك وحدج و تريديني اسكت ؟

: على اساس اني هسة مو وحدي !

بـ ثبات نطقتها ، و لكن دواخلها تلقت شظايا إنكسار الروح ، حتى تشوهت قلبا و قالبا ،
تمقت الضعف والله تمقته ،!
لكنها أرهقت و قواها تبخرت لترتفع سماءا حتى تلقتها السحب بـ ترحاب ، ظنت إنها ستمطرها قريبا ، فيعود الحق لأهله ، و لكن يبدو أن سحبها الكثيفة كانت بخيلة جدا فـ إحتفظت بقوتها هي ، لتجعلها شامخة الرأس متوسلة قطرات فقط ، من حقها المستباح كرها !

أما هو فـ توقف التفكير عنده ، كم تتوجع هذه العنيدة ، لم لا تقل إنها بحاجته و تنتهي ؟ لم لا تعترف بإن جميع من في المنزل لا يكفونها رغم حرصهم على إعانتها ، لإنه ينقصها ، و يهملها !
يقسم أنها لو فعلتها لـ غسل ذاكرتها من ترهات قد تفوه بها منذ دقائق ، لكن معها تثمن المستحيلات السبع ، فليست هي من تلكئ كبرياءها و إن كانت سـتذوب عطشا لـ رشة إحتواء
و لم تخيب ظنه فتاته ، لم تخيبه البتة ، فسرعان ما ألبست قولها ثوب البشاعة بـ : عايشة بين ناس لا طايقيني ولا طايقتهم و مجبورة اتحمممل و اسكـ ـ

: كااافي عااد ، يعني شلون ؟ شقد ما ارييييد امشي وياج عدل تجين عوجة ، كافي يا بت الناس ، ترة اني هم روحي وااصلة لخشمي عباالج بالي صافي حتى اقعد اواسييج كل شوية ؟ لسانج المسمووم هذا سكتييه

: روووح للـ حجيها ينقط عسل رووح شمبقييك هناا يم سموومي ؟ الله ياااخذني و يخلصك من الهـ ـ

: ليناااا خللللص ، كاااافي لغووة زايــدة

فار تنوره و ثارت فوهات براكينه لتسيل احجار منصهرة فـ تكوي جسده .. تدعو على نفسها الغبية ، أمام ناظريه ، و قرب أسماعه ، و حول قلبه !
إن لم تخف الموت فـ أنا أخافه ،
كيف تحلو الحياة من دونها ؟
أي عسل أتذوقه بعيدا عنها ؟ أنا أتناول سمها بغير ذي شبع ، و هي تغدق بغير ذات بخل
لكن إلا إياها ، فـ لتصمت و لا تتحدى عاطفته المحمومة بـ بشاعة كتلك

إهتزت شفتيها إثر صرخته ، و تقارب الحاجبان بقوس متعرج ، إبتعدت عنه فـ الدمع على وشك الهطول وهي اقسمت أن لا تبكيه .. و أمامه !!
لن تفعلها

إستوقفها بـ هدوء نسبي حط رحاله على صدره : لتسوين بنفسج هيجي ، ترة علي زين ، هسة هوة مهزوم ، قبل شوية خابرتـ ـ


: لتكذب

تنهـد بـ حرارة ، لا يعلم مالجدوى من الكذب هنا ، هي ليست بـ صبي أبله !
سكن قلبه لـ ثوان و هو يتابع تكشيرة ملامحها و هي ترفع براحتها لتلامس بأطراف الانامل صدغها ؛
أسدلت جفنيها بـ تهالك معقبة على حديثه بـ نبرة مهتزة كذبا : قتلك اني ميهمني علي ، هوة ذب نفسه بالنار خلي يااكلهااا ، ' و بهمهمة ضعيفة ' آه راسي ، حتى قلبـ ـ ـي

باعدت بين الجفنين لتكمل بـ إرتجاف ، و محطمة لكل كرامة تحاول صم فمها عن الإفصاح : عمـ ـ ـر يوجعنـ ـي ، حيـ ـ ـل ، كولـ ـش حيـ ـ!

: إشششششش

بادرها وهو يتقدم لها ، ليحتويها للمرة الثانية وهي أنثى متكاملة ، بعيدا عن تلك الطفلة الشقية المغنجة ، يا الله .. كم يشتاق براءتها ، يشتاقها حد الوجع

طوقها أكثر علها تستطيع حفر صدره و الإستغناء عن تلك القوقعة به ،
والله سيحفظها بـ همة أكبر ، لم لا تفهم !

شعر بها تستكين كمن تلقى فاجعة ، مسح على شعرها فتهادت له وناتها المنكسرة ، أحس بإعتراض أعلنه جسدها ، لكنه لم يستجيب ، فهي دوما ما تعارض إحتياجها
أ لم تقل بإنها تعيش هنا بمفردها ؟ ألم تتوسله بصمت أن لا يتركها تقضم شطيرة الهم بكاملها ؟
كيف له ان يدير ظهره ؟ و الله لا يقدر !

: ترة إذا بقيتي هيجي تتمرضين ، إهدي شوية و قولي يا الله ، لينا .. روحي إقري قرآن شوية ترتاحين

: اريد اروح لبيتنا

بنبرة مختنقة أتاه الرد و أنفاسها المشتعلة تصهر صدره بروية ، حتى شعر بتمدد الأظلع العوجاء إثر الحرارة المتوغلة بـ إنسياب سهل عبر جلده فاللحم !

: ماشي

: و أريد موبايلي

: ميخالف

: و أختك بعد لتحجي وياية

: هم ميخالف بس إنتي إهـ ـ ـ!

لم يكمل ، فما فعلته أخرسه و شنج كافة العضلات و حتى الهيكل العظمي ، لم يستوعب بعد إحساسه بأرنبة أنفها التي تداعب صدره بـ أنفاس لاهثة !
ويحك يا عمري .. ألا تكتفين بشئ أيتها الـ أنتي ؟
و تلوميني إن أفصحت بأنانيتك ، كوني محلي ليوم واحد و أحكمي عني

لم يبث به الطاقة من جديد سوى رنين هاتفه ، لم يبعدها عنه و ليحتفظ بها بـ يسار تلفها ، فاليمين تحركت لتخرج الهاتف من جيب البنطال ، و تغضن جبينه عند رؤية المتصل !
' أبو محمد '

جرت بنفسها بحركة منزعجة و خجلة ، و حالما إبتعدت خطوة حتى بعثرت النظرات هنا و هناك بملامح مكفهرة ، فـ صداع غريب دق رأسها من كل جوانبه ؛
بـ نية للهروب من حقارة الموقف حركت ساقيها نحو الباب الداخلي ، ليـأتيها صوته الـ راكز من خلفها : تحضري و خلي وحدة من البنات تجي وياج




أنا أعتَرِفْ

أنِّي انكَسَرْتُ أمامَ عَينيكِ الجَميلةِ

ثُمَّ عاوَدَني الرجوعْ

لَم أستَطِعْ أبدًا مُقاومةً فعُدتُ

رَغمَ الشعورِ بأنَّني مَخدوعْ

عُمري بِدونِكِ لَم يَكُنْ شيئًا سِوَى

وَهْمٍ ،

سَرَابٍ ،

حِيرَةٍ كُبرَى ،

دُمُوعْ

إنِّي لأسألُكِ الإجابَةْ

هَلْ كانَ هذا الحبُّ قَتلاً ..

أَمْ شُروعْ ؟



عبد العزيز جويدة


.
.
.





" علم الإنسان ما لم يعلم "
تفكروا في أيات الله قليلا فقط ، و ستزف من أعماق أرواحكم ' سبحان الله ' صادقة
حبة صغيـرة بعد إذن الله لها القدرة على إنقاذ حياة إنسان يصارع الموت ، سبحانه وتعالى جعل لكل شئ سببا ،
لكن إن جاء وعد الله الحق ، و إنقضى الأجل لا شئ سـ يحول دونه إلا بإذن واحد أحد ، فرد صمد !
هذه المرة كانت كـ سابقاتها ، ولكن العلاج تطلب بعض الوقت ، و ثلاث حبات بدل الواحدة ، و هاهو يستلقي على سريره الملكي و حوله وجوه واجمة بعضها ، و أخرى متوترة !
تلقى تعليمات الإهتمام بـ صحته و الإبتعاد عن ' كل خبر قد يسوءه ' من قبل طبيبه الخاص ، بلا أدنى إهتمام قابله ، و بداخله تعربد الإسود مع أشبالها ؛
حامل !!
إبنته حملــت من دون زواج ، أو لنقل من دون إشهار ؛
مرغت رأسه في الوحل ، و ستدفن سمعته بعد ذبحها بحد السيف ، كيف سمحت لذلك القذر أن يتعدى على حرمتها ؟
أي زواج وضيع ذاك الذي أوهمها به ؟
الحيــوان ، النــذل ، والله سـ يرى مصيرا أسودا ينتظره
يظن إنه هكذا سيجبره ليتخلى عن إبنته له ؟
ليست إبنته ، تلك العاقة هو برئ منها ليوم يبعثون ،
من باعته و سمعتها و كل أهليها من أجل جرذ حقير لا تستحق أن تنال شرف كونها إبنته
سـ يريها هي الأخرى المعتمة من الأيام ،
كم أوجعت قلبه ، كيف لها أن تخون ثقته و حبه ؟
ألا تعلم بإنها نقطة ضعفه الوحيـدة ؟
سحقا لها و لـ يديه التي ربتت على رأسها مرارا ،
سحقا لـ حجره الذي إحتواها كل حين ، و لـ قلبه الذي إنعجنت به منذ أن تعالت صرختها الأولى خارج رحم والدتها
ليتها أجهضت !
يا ليت ذلك الرحم لفظها منذ أن كانت بشهورها الأولى ،
كم مزقته فعلتها ؛
آه يا إبنتي ، لم أظن يوما أن يرد كيدي بإحداكن
والله ما ظننت !
لم لم تتبعي خطى أختيك ؟ لماذا لم تكوني كـ زينة ؟!
زينة ، تلك التي مزقت قلبها لأشلاء و انا أبعدها عن زوج لطالما أحبته ،
ويحك يا قاسم ،
أو ذنب إقترفته بحق إبنتك مع مروان رد بـ نحرك بـ شقيقتها ؟
آه على شقيقتها

' توووب '
تراه مجرما صغيرته ،
الكلب أقنعها بإنه مجرم !!
صدق القول حينما قال بإنه جعلها زوجته ، و غرس بها كرهه هو ،
سحقا له و لقلب ينبض بين جوانبه ، سينهيه بيديه قريبا

لم يغير من وضعيته حينما وصله صـوت الطبيب قائلا كمحاولة جديدة عسى أن يغير رأييه : استاذ قاسم ، صدقني خطر عليك البقاء بالبيت ، لا سامح الله اي ارهاق ثاني ممكن يسببلك جلطة ، مو بس قلبية ، إحتمال دماغية لإنو ضغطك حيييل صاعد و لتتوقع الابر الي اخذتها ممكن تنقذك من مشاكله

تدخل ذلك الواجم : عمي ترة الدكتور حجيه صح ، اني موجود هنا لتخاف ، إنته روح إرتااحلك جم يوم

نظر نحوه ، و حديث صامت دار بينهما ، قطعه عبد الله المتوتر ، فـ علاقته مع هشام تتأرجح على ضفة الجحيم بعد ما فعله : اي عمي ترة حالتك هالايام كولش متدهورة يمعود دروح و لتحط بالك هنا

: طلعوا برا

الإحراج رسم بتصرفات عبد الله و هو يخرج مع الطبيب الذي إمتقع وجهه بضيق ؛
تاركيه مع زوجته و إبن اخيه الذي تساءل حالما خلا المكان : شـ وقعك ؟ الكلب إبن الكلب قلك شي ؟

بـ هم ثقيل أجابه : طلعوا كلكم ، بسرعة

زوجتـه حاولت ثنيه عن ذلك العقاب الذاتي وهي تجلس على طرف السرير محاولة بيأس أن تقلل من عنفوان وجعه : قاسم اروحلك فدوة على كيفك وية نفسك ، ترة قلبك بعد ميتحمل وقعة لخ ، والله ميتحمل ، خلي هشام ياخذك للمستشفـ ـ

: إنتو زمايل ؟ مو دا اقوول ولوو برااا

إرتعدت فرائصها وهي تستقيم كمن لدغ توه ، توسلته الرفق بـ دموع اعتادت عينيها كـ منبعين ، و هاشم أردف بهدوء : فهمني شوقعك حتى اعرف اتصرف

: معليك بيهم ، هشااام ، لتوصل يمه و لا يم الحيواانة ، خليهم الي ، سمعتني

نصف شياطين الارض تجمعت لتوسوس في رأس هشام الذي حاول ان يخفض صوته فـ وضع عمه الصحي لا يسمح له بالتطاول : يعني مسوين مصيبة جديدة ؟ ' و بنبرة مهددة إستطرق ' ميخاااالف ، ميخاالف

ليحذره قاسم بـ وضوح : هشام ، ترة هية بتي ، إنته إطلع منها ، والله العلي العظيم إذا سويتلهم شي تشوف الي عمرك مشاايفه والله

الصدمة شلت مؤقتا خلايا الدماغ المسؤلة عن النطق ، ما به عمه ؟ هل جن ؟
يهدده أن لا يدنو منهم بشره ؟
أليس هو من فقد التي خطط سنينا لإن تكون له ؟
تركته من أجل حيوان شوارع ؟
لوضيع سلمت نفسها التي منعتها عنه هو رغم كل ما فعله لإجل والدها !
و الآن تأتيهم كـ قطة مرتعبة فقط من أجل أن تنقذ حياة فارسها المغوار ، الحقيرة

هو أكيد بإن ما بينها و بين ذلك الحيوان ليس حديث العهد ، و إن أقسمت أمامه مئات المرات بإن لا علاقة قذرة جمعتهما مسبقا سيـكذبها
ليس مغفل ،!
فقط لو يعلم أين من الممكن أن يلتقيا ، لأعادهما لذلك الموقع المتسخ بقذارة تفوح من جسديهما و نسف بهما الأرض ،

خرج من الجناح الخاص بعمه ، لـ يقف مطولا قرب باب الحجرة التي تضمها .. كم تمنى لو يحطم الباب فوق رأسها .. القذرة ؛
تبا لها و لـ والدها الاحمق الذي ما يزال يهتم بها رغم إنحطاطها و يأمره بالابتعاد عنها ، هه
أويظنه سيتقبل المصيبة و يصمت كـ النساء ؟ تبت يداه إن فعل !

والله سـ يدك صرح الطهر من منزل ذلك الحيوان كما هدم صرحهم والله سيفعلها و أمام ناظريه ،
إنتبه لـ نبرة زوجة عمه القلقة وهي تمسح وجهها من فيض الدمع : هشااام ، وخر منااا ، و اسمع كلام عمك معليك لا ببتي و لا بإبن الناس

رفع حاجبه ساخرا و أعاصير تلك التي تعصف أحشاءه ، تحرك مبتعدا عن المكان و بخطوات صغيرة حتـى تجهم وجهه بـ حدة و توسعت عيناه غير مصدقة لـ رؤيا قديمة مرت بخاطر الذاكرة الآن ،
ذلك الحيوان !
تعرفه منذ ان كانت في الأردن ، نعم .. يذكر جيدا إنه رآهما معا منذ شهور مضت ، حينما شاركته المصعد رغم إنها لم تفعلها مسبقا ،
أ يعقل إنها كانت تشارك ذلك المنحط الشقة ؟!
تبا لها ، لا يعقل هذا ، و أين والدتها و شقيقتيها من كل ذلك الإنحراف ؟
لكنه رآهما معا ،
و طيلة الوقت يومها كانت متوترة قلقة !
إذن ما فكر به منذ البداية هو الصواب ، هذه القذرة قد باعت نفسها لذلك الحيوان منذ زمن
لذا كانت ترفض زواجهما بجنون ، مبررة بـ كونها تعاني من صدمة نفسية ، و هم الاغبياء صدقوها ليتركوها تنفس عن تلك الصدمة في بحر الرذيلة ،!!

أو ربما كان قد تزوجها منذ ذلك الحين ، و قصة الإختطاف تلك ليست سـوى كذبة ملفقة و مسمارا علقوا عليه جريمتهم من تلابيبها !

ومن الممكن أيضا إن عبد الملك غير متورط في القضية ، و هما أستغلياه !
ماذا بشإن أختيه ؟ يقول إنه هنا لينتقم
سحقـا .. سيجن ،
إن لم ينفس على غضبه الآن سيفقد أحد بروج عقله !
توجه خارجا من المنزل ليقابل عبد الله امامه ، لم يهتم لـ وجوده ذلك الاخرق الحيوان ، فـ لتنتهي مصيبتهم و سيلحق مروان و هذا المسمى بـ علي
كلهم بمصير واحد ، كلهم !

وصل سيارته المركونة بـ ساحة المنزل ليرمي بجثته بها ، واني و علا رنين هاتفه مصدرا جلبة في السكون ، رفعه حالما علم من المتصل ، ليوجز له الاخر عناوين أخر أخبار يتقصونها : استاذ اخته لهسة مشفناها ، و مندري وين ، بيتهم مسدود و مبيه احد ،

شتم و سب و لعن ؛
و الأخر تقبل الامر بـ لا تذمر فـ عملهم حتم عليهم تحمل نباح الكلاب المسعورة ، و بعد أن فرغ فيه كبته سأل بصراخ محذر : و بنت الـ**** عبد الملك ؟ هم مشفتووهااا ؟


: شفناها سيدي ، بس الظاهر أبوها خايف لإنو حراستها مشددة حيل

إبتسم بشكل مفاجئ : حلوو ، كولش حلو ، جيبوها ، عدكم يومين بس و اريدها يمي

يبدو إن عبد الملك يرتعد كـ فأر محتبس في عرين الأسد !
إذن قد أخطأ بتنبؤه السابق ، ذلك الـ **** يشاركهم جريمتهم و ليس مجرد شماعة لتعليق الذنوب !






.
.
.



[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ



إبراهيم ناجي




مالذي فعلته ؟
لم تعتقد بإن والدها سيـسقط إثر كذبتها تلك ،
أرادت فقط استجداء الرأفة من قلبه رغم يقينها بإنه خال الوفاض منها !
هو من يتم سنا ، فما فرق غيرها ؟
لكنها ظنت بإن الفرق يكمن بها هي ، لن يجرؤ على جعلها تعيش معاناة زينة
تلـك التي ما زال مخدعها باردا كالصعيق ، لا يدفيه غير دموعها الحارة ، إعتزلت الرجال من قهرها ، و هو لم يجبرها على الاقتران بأحدهم مجددا ، و لا تعلم إن كان هذا تكفيرا عن جرمه أو لإنه حتى الآن لم يجد ساعده الأيسر ليقيدها به !
فـ الأيمن ما زال ينتظر الصغيرة ، و سينتقم لـ إستغفالها له ،
لا لن يفعل .. والدها لن يسمح له بالإقتراب منها ولو بلغ ابواب الجنون و حطمها أيضا

والدها ، كم كانت تراه مثاليا ،
و كم تغنجت بـ قول كل فتاة بأبيها معجبة ، كان لها احد كنوز الدنيا الفانية ، لكنه كنز باق !
تمنت ان تورث عشقه لأبناءها فالأحفاد !

لو حدث له شئ لن تسامح نفسها ،
منــذ أن أختطفت و حالته الصحية في تدهور مستمر ، و هي التي كرهت علي لـ عدم إهتمامه حينما نقل لها خبر أول نكسة أصابته هو الحبيب تجدها تلوثت به لـ تفعل المثل ،
بل و تكون السبب المباشر و القبيح في تلك النكسة !
يا الهي ،
ستموت لو أصبحت سببا في خسارته ، لن تحتمل أكثر ،
همومها تكاثرت بإنقسامات سريعة ، جيل بعد جيل حتى شعرت بالكثافة السكانية لتلك الهموم بـ كل اجناسها من الاوجاع و الخوف و القلق ،
آه ، متى ستشرق الشمس و تنقضي هذه الايام ؟
أو إنها لن تفعل و ستعلق هي كـ غريب يجلس على شاطئ الماضي ،

حدقتاها لا ترى سـوى ظلال القمر ، و إنعكاسه في مرآة عكرة تسمى بحر !
تداعب المياه المليئة بالرمل الجزء الاسفل من جسدها بـ شئ من العنف ، علها تستفيق لـ يراكض الحياة و تجاري بني البشر ،
لكنها صامتة ساكنة !
فقط تقلب بين دفاتر تأريخها الذي أمتلأ فجأة بأحداث مجنونة ، لتجعلها تستسخف كل حدث سابق ،
و تتبرأ من كل ما هو قادم

فوق سرير منفرد تحتضن قدها المنطوي بعضه فوق بعض بـ ذراعين ترتعشان ، معدتها تتلوى و قلبها يتقلص بتناوب مع الإنبساط
جرت نفسها لتغادر السرير ، جلست أرضا قربه متوجهة نحو القبلة بقلب خاشع مـتوجع
خرت ساجدة و ما إن لامس جبينها الأرض الباردة هربت دموع المآقي من بين أصفاد الجفون لتتساقط تباعا متجمعة ببرك صغيرة

يا إلهي
إرفق بي فـ لا طاقة أحملها بعد و أنت أعلم ما بنفسي
لم أرد أن أطعن ظهر أبي ، والله لم انويها ، و كيف أفعل وهو من أمرتني بأن أطيعه في كل امر إلا الكفر والعياذ بك
نعم عصيته و أوجعته و لكني متوجعة أكثر
إلهي ، علي لا دخل له ،
كيف أظلمه معي و الظلم ظلمات يوم البعث ؟
لن افعلها و اثكل والدته ، و إن فعلتها بأمي !
كان معي خير الرجال ، و سأكون معه خير النساء بإذنك أنت
فقط أمددني بالصبر على المصاب ، و قوي قلبي يا رحمن ، إلطف بي و به !
إلطف بـ جدة لا ترى في العمر غيره ، و أخت يغنيها هو عن الكون أجمع ، يارب

و أبي يا إلهي
أمدد بعمره حتى يأتيك تائبا
و يناديني مسامحا ،
أرجوك ربي لا تقبض روحه إلا و أنت راض عنه ، و لا روحي إلا و هو راض عني بعد رضاك
أرجوك يا مولاي ، إني أحبه فـ أحبه و تب عليه أتوسل إليك يا رحمن يا رحيم
قد كان خير أب ، فـ إجعله خير مؤمن ، يا رب
أسألك بـ أحب أسماءك إليك أن تعفو و تصفح ،
يا رب انت عفو كريم تحب العفو فـ أعف عنه يا رب ، يارب ، يارب



.

.
.





لماذا تغلقينَ البابْ ؟

ومن قالَ ..

بأني أطرقُ الأبوابْ؟

أنا لا شيءَ يمنعني

ومهما كانتِ الأسبابْ

فلا حرسٌ سيمنعُني ،

ولا بابٌ ،ولا بوابْ

***

أنا العطرُ الذي ما بينَ أنفاسِكْ

أنا الوجعُ الذي يسري بإحساسِكْ

أنا الحزنُ الذي يكسو

جمالَكِ حينما هلاَّ

أنا الرفقُ المعلقُ في سماءِ القلبِ،

والفجرُ الذي طلاَّ

أنا الآتي من الأحلامِ

والعمرُ الذي ولَّى

أنا النارُ التي تجتاحُ شريانَكْ

أنا الظمأُ المخبَّأُ في حنايا القلبْ

أنا النسماتُ تمتدُّ ..

كفرشاةٍ

لترسُمَ بعضَ آياتِكْ

أنا الليلُ الذي يغفو على صدرِكْ

ليسمعَ صوتَ أناتِكْ

أنا الصبحُ ..

كطفلٍ في الهوى يحبو

على أرضِ انفعالاتِكْ

***

أنا العبقُ الذي يمتدُ داخلَكِ

أنا أعنابُ بستانِكْ

أنا البركانُ في جسدِكْ

فيا عجبي

لحدِّ الآنَ تحترقينَ في نارٍ

وتأبى حرقَ فستانِكْ

أنا الشوقُ المخبَّأُ في وسادتِكِ

أنا العطرُ المعتقُ في زجاجتِكِ

أنا كلُّ الظنونِ لديكِ ،

مصدرُ كلِ خاطرةٍ على بالِكْ

**

لماذا تغلقينَ البابْ ؟

ومن قالَ

بأني أطرقُ الأبوابْ ؟

أنا الحرفُ ..

بكلِ كتابْ

وعندي جنةٌ وعذابْ

ملوكُ الأرضِ تخشاني

ويحسبُ لي جميعُ الناسِ

ألفَ حسابْ

ومن كوخٍ إلى قصرٍ

جمعتُ ..

في الهوى أحبابْ

أنا الحبُ

أنا الشوقُ

أنا العشقُ

أزورُ القلبَ في يومٍ

بلا أسبابْ

لماذا تغلقينَ البابْ

ومن قالَ

بأني

أطرقُ الأبوابْ ؟



عبد العزيز جويدة






أوقف السيارة امام منزل شامخ ببنيانه ، و كإنه يخبر الجميع بإنه كان صرحا لـ أحد السلاطين العادلين ، أولئك الذين لا يكررهم الزمن ،
ذاك الذي أغتيل ظلما ، فـ تبعثرت عقبه القلعة بمن فيها ،!
رحمة من الله عليه ؛

الاعمدة الشاهقة التي تنتشر على اطرافه كانت أربعة ، قد تكون رمزا لـ عدد ساكنيه ،
أيتوجب عليها الآن ان تـندك ارضا ؟ فـ ذلك البنيان يخلو من بني أدم ، كل منهم قد تلقى مصيره ،
و حتى من ما زالت لقمته مستمرة في هذه الدنيا أجبر على الإبتعاد عنه !

تنهيدة قصيرة زفرها وهو يلتفت بـ هدوء خلفا ، فـ وجدها تتطلع الى المنزل بحسرة إنبثقت من نظراتها الجامدة ،
إرتعش قليب قلبه حينما طأطأت بنظرها ثم رفعته لتستطرق مستجدية مقلتيه : أريدهم ، عمر اريد اهلي ، أريد بيتنا والله

لم تشعره بإنها توا فقدت الثلاثة ؟!
أ يعقل أن تراكم الوجع يجتث كل مصيبة مؤرخة من تحت انقاض الزمان ، ذاك الذي ولى من دون أي تمهل ؟
تمنى لو إن أية من حضرت معهما بدل ميس ، فـ الأولى اجدر بإن تربت على الكتوف ،
هز برأسه بمحاولة يائسة لـ كف الحزن من عدستيها البراقتين : قولي إنا لله و إنا إليه راجعون

إهتزت شفتيها و حاولت جاهدة أن تحتفظ بفيضانات المآقي بالداخل ، لكنها فشلت ، إن الشوق يجرفها لترغب بتقبيل كل بلاط هذا العزيز الغالي ،
آه يا منزلنا !
آه يا أبي ، و الله خسرت كل طاقاتي ،
ما عاد بي من جهد لأستنزفه ،
أبتاه .. صغيرتك وحيـدة ، تعاني من إختبار صعب بل صعب حد الإستسلام ،
أين أنت مني ؟
ما عدت أذكر منذ متى لم تطرق بابي الراحة ، أ سمعت بإنني بخيلة بإكرام الضيوف ؟ أم إنها لا تهوى الإقتراب من أبواب مصدءة ، متآكلة الأطراف لغياب مالكها ؟
قل لي بربـك هل سأنجح في هذا الإختبار ؟ أم إن فشلي سيكون جما فيقترن بفقد نجلك الغالي ، ذاك الذي لطالما كان مميزا بقلبك و إن حاولت إخفاء الأمر ؛
ربما كانت والدته هي السبب ،
كم امقتها لولاها لما ضاع أخي ، لما بقيت بمفردي متشردة من منزل لأخر ،
أستغفري الله العلي العظيم يا أنا ، إستغفري ربك فـ كله إختبار ، إياك و القنوط يا لين

ولكن هلكت قواي ورب الكعبة ، هلكت و لا أمل بـ نجاتي سوى ان يكرمني الله بصبر لا نهاية له
يارب ، خذ بيدي و أنزل سكينتك على صدري ، فـ أنا متعبة جدا !
آه يارب

: يللا نزلوا

زفرت هما لتعود فـ تشهقه ، لا سبيل للفظه بعيدا ، لاسبيل ابدا .. فتحت بابها لتترجل بخطى مرهقة ، تقدمت عمر و شقيقته ، لتفتح الباب الخارجي بـ مفتاحها ، و لكن يبدو أن شئ قد علق فلم تستطيع إدراته بداخل الفتحة ، لتأتيها على حين غرة كف ممتدة من فوق كتفها ، فـ تنفذ المهمة بدلا عنها !
حبست نفسها بداخل رئتيها حتى إنتفختا ، و شعرت بتصلب جسدها بأكمله ، و لم تزفر ذلك الكبت حتى إبتعد عنها ؛

دفع بالباب فـ دخلت أولا بـ حركة هادئة ، أكملت الطريق حتى الباب المؤدي للمطبـخ ، فإلتفتت حينها لـ صوت مواء متقطع ، كانت ستقفز هلعا لـ قرب هذا الكائن الصغير جدا و المغطى بالشعر الأشقر المتداخل مع الأبيض ، لكن نظراته البريئة الناعسة جعلت نفسها تميل الى الشفقة ، يكاد يكون بحجم قبضة كفها ،
أي بحجم عضلة القلب الذي شرع بابه على مصراعيه فـ سمح لهذا المخلوق أن يتربع به بـ تملك !

إستدارت على عجل نحو ميس التي تراجعت حتى الباب قائلة بـ نفور و عطاسا مزعجا يصدر منها : عووومر طردهاا ، أتشوو ، اني عندي حسااسيية عمـ ـ آتشوو

لم تستطع كبح ضحكتها ولو إنها قصيرة الأطراف ، فـ شعت نظراتها بتألق وهي شعرت بذلك ، لكنها سرعان ما جمـدت مكانها و تجهمت ملامحها بـ فزع عند شعورها بذلك الشعر الناعم يدغدغ
اصابع قدمها الظاهرة من الصندل الصيفي ، إبتسامة لطيفة من عمر حثتها على الهمس بـ رعب : عمـ ـ ـر

إقترب منها بـ هدوء مستطرقا : لتخافون شبيكم ، خطية هاي هستوهة جاية للدنيا

جلس القرفصاء عند هذه الحبيبة ، ليمد بيمينه فقط و بـ ' لين ' لا يشابه لينه رفع الكائن متمتما : سبحان الله ،

لينا ألصقت ظهرها في باب المطبخ لـ لحظات ، ثم مالت بجذعها نحوه لتتابع تملل الصغيرة بين كفيه : أووووووي ، شقد صغيرة حياااتي

: يا حيااتج يمعودين وخروها منكم ترة والله ارجع للسيارة

ضحكت لينا مجددا فـ أشرق وجهها بـ نور غريب ،
دوما ما تكون الدمعة على الخد الباسم بطبيعته كـ احد العجائب ، و مع لين فـ كانت ضحكتها الصادقة هذه بمثابة المعجزة
إستقام عمر فـ فعلت مثله وهي تكاد تطير فرحا بما تراه من تثاؤب هذا الكائن و كإنه طفل صغير ، رفعت بـ نظرها فجأة نحو عمر لتتحدث بحماس انساها كل ما حولها من تعاسة : هههه اوووي شووفها شلون تتثاوب يـ ـ ـ

إبتسامته اللطيفة صفعت خدها ليعود الى حالة الوجوم الأول ،
عليها أن لا تنسى ما قاله منذ ساعات ،
عليها ذلك !
لكن هذه المهمة كانت صعبة و هي تتشدق لمتابعة القطة ، و رغم ذلك حاولت بجهدها اكمله أن تتجاهله وهي تلتفت نحو الباب كي تفتحه مستطرقة بـ جدية : زين هاي وين أمها ؟

: عممممر ، نززلهااا و تعال اشمرهاا برااا ، والله ما اتحمملهم

إستدار نحوها ليـؤنب بـ لباقة : ميوسة شوفيها حرام عليج ، هاي اذا حطيتها برا رأسا الجهال ياخذوها و يلعبون بيها ، ترة هاي كائن والله يحاسبج عليها

إشتعل قبس من حماس في ظلمة اللين ، لتضيف على حديثه وهي تلج المطبخ : اسويلهاا حليب ؟

: اي

: عوووماااار شنوو إييي ؟ عززة !

: هههه ، تعالي فوتي ' دخلي ' بسرعة

إتبعت ميس إقتراح خطيبة أخيها بعد شق الأنفس و بعد الكثير من الأزمات الأنفوية ، رغم إن عمر أخلى لها الطريق قليلا
و ما إن دلفت حتى اغلقت الباب مسرعة وهي تتذمر بصوت مرتفع : شنو متحسون اقلكـ ـ آتشوو آآآح

كم تعشق شعور الإنتماء ، بل كم تعشق هذا المنزل بجدرانه و أرضيته وحتى السقف !
ظنت إنها لن تستعيد طاقتها بعد ما حدث ، إلا إن شيئا ما بني منذ دقائق في اعماقها ، فوق أنقاض حصونها المهدمة

بـ طيف راحة حدثت ميس التي ما زالت تعاني من نوبات العطاس بفترات متباعدة : اذا تريدين روحي للحمام غسلي وجهج

بإمتنان تحركت الأخيرة نحو الرواق المؤدي للحمام ، فهي تعرف هذا المنزل و كثيرا ما كان يبهرها بـ هندسيته الراقية ،
بينما لينا فـ إستغلت غيابها لتخرج فـ تطمئن على الصغيرة ، قدماها التصقتا ارضا و هي تتابع تلك الهالة من الحنان المحيطة بـ عمر ،
يجلس على الإرجوحة حاملا القطة بيمينه لتتوسد بطنه ، ثغره الباسم أرسل ذبذبات مدغدغة لخلايا العقل ، حتى أرسلت إيعازاتها لتنعكس شبه إبتسامة فوق شفتيها الجافتين ،
لم لا تستطيع ان تتذكر سيئات قالها منذ دقائق طويلة ؟
كيف إستطاع أن يخنق ذلك الغيظ قبل أن تفجره بـ وجهه ؟
أ يعقل بإن لـ إحتضانه الحاني ذاك دخلا ؟
أشعرها بإنه الاقرب ، لا تعلم غير إن هنالك الكثير قـد تغير بداخلها و بسبب إعتذاره المبطن !

حينما شعر بوجود أحد ، رفع رأسه و ما زالت ملامحه مرتخية ، مزاجها الصافي لـ هو نادر ،
من السخرية أن يترك مصيبة علي ليهتم بـ قطة صغيرة ، فقط كي يرضي صعبة المراس ، أميرة هذا القصر العاجي ،

: اوووي حيااتي جوعاانة

نطقت بذلك و هي تتقدم نحوه بـ كامل اللا وعي ، فـ رؤية الصغيرة وهي تفتح فمها مرارا داعسة بـ وجهها في قميص عمر لهو أمر بغاية الروعة ، و من الممكن جدا إن كبتها يجعلها ترغب بأي شئ ليشغلها ولو سخف

أردف عمـر متسائلا : ليش مسويتي حليب ؟

: ما عدنا ، عفية روح جيبلها الله يخليك

أجنت ؟
أم أستبدلت ؟
فـ التي يهواها و أقترن بها تكاد تدفن في الصدر قطعة من إسفنج و ليس قلبا !
أما هذه فـ أمست تثير عجبه
رد عليها و ما زال عقله شاردا : شلون أروح و اعوفكم ، هسة أخابر ألن يجيبلها
إستطرد محركا بالقطة بعيدا عنه لإنشات فقط : تشيليها ؟

فزعت لترتد خلفا خطوتين : لالالا ، إنته شيلها اني بس اباوع عليها

ضحك من دون أن يصدر اي صوت ، ثم تابعها وهي تعود لتتقدم نحـوه فتجلس على الطرف الاخر من الارجوحة ، كبت إبتسامة كادت أن تفضحه لإنه أكيد من إن ردة فعلها لن تكون لذيذة ،
أشقت قلبه هذه اللقمة ،

: هممم شأسميها ؟ ' لتستطرد ' صدق هية بنية لو ولد ؟

ثم صمتت حرجا ، فشتته بـ إسلوبه المحبب : بنية

أخرج هاتفه بيساره من جيب البنطال ليعد عنها الخجل فإتصل بـ ألن ، قليلا و وصله صوت الاخير بـ كسل : ها عمر ؟

: السلام عليكم ، أقلك إنته بالبيت ؟

: وعليكم ، هستوني ' للتو ' وصلت ، رايد شي ؟

: فدوة جيب حليب الـ ' ' من الاسواق و تعال لبيت ابو علي ، أني هناك

: حليييب ؟ شتسوي بيه ولك ؟ بس لا لينا جابت ؟ ههههـ ـ

: أكل ***

: هههههه أسف والله بس من ضوجتي ، لا صدق شتسوي بيه ؟

: احطه بخشمـك

: ههههههه والله حلو من تعصب ، هاي شنو الظاهر مخبلتك الاخت

: كافي عاد هي حيواان ، يللا بسرعة تعال !

أغلق الخـط بوجه رفيقه و كانت هذه من النوادر ، وحتى هذه الرابضة قربه إستغربت فعلته ، تعلم بإنه يختلف عن علي و ألن ، الغضب الصبياني ليس من شيمه ،
أبعدت عن نفسها الاستغراب و مدت بسبابتها بعد أن ضمت بقية الأنامل وهي تشتاق ان تتلمس شعر القطة فقـط ، و لكنها عند اللحظة الاخيرة سحبتها بوجل ؛
لتصدم بعمر يحول الصغيرة الى يساره و بيمينه يمسك معصمها فيقدم كفها بـ رقة : ترة متخوف ، و لا حتسوي شي

ضحـكت ملئ شدقيها و هي تشعر بالملمس الناعم ، و من بين تلك الضحكات ولت دموعها هاربة ، فـ مسحتها بـ يدها الأخرى و تكاد بشرتها تضئ من نظرات عمر المهتمة بـ تفاصيلها ،
بحركة ملولة رغبت ان يفك يدها ففعل ، و عادت لتسند ظهرها على الارجوحة و فقط تتابع القطة بصمت !

كانت ترغب بالمجئ لـ تحطيم الاواني و تكسير النوافذ عل غيظها يخف ، و قهرها يتناقص ،
فهذا منزلها و ما تفعله لا يخص غيرها ، و لكن ارسل الله لها هذه الصغيرة لتفجر بها كل طاقة سلبية تنفخ قلبها و الروح

: عمرر اريدهاا ، من نرجع للبيت أخذها وياية

تنفس بعمق هازا رأسه بالايجاب ، إستسلمت فتاته لقدرها و لمكوثها عندهم ، يال روعتها و هي مسالمة !
إلتفت كلاهما نحو نافذة الصالة ، و حتى القطة إذ إن أذناها إستشعرتا صوتا ما فـ تمدد صيوانهما ، إبتسم عمر لرؤية الاكفهرار على ملامح شقيقته و هي تحاكيه من خلف الزجاج الذي تطرقه بـ غضب : عوفووهااا و فوتوااا ، عايفيني هناا مثل المخبلة و إنتو براا

ضحكـت لينا بـ هدوء و هي تجيبها بـ سلاسة : مندخل ، تريدينا انتي تعالي

أن تضمه لها بهذا التملك له أمر مثير ، كاد أن يقضمها والله ، يعلم إن نفسيتها في هذا المنزل تتقلب حسب اهواءها ، من قبل و قرب هذا المكان حدثت معركتهما تلك ، فـ كان مزاجها ازرقا ، و الآن يعيش معها السلام لإنها هادئة
الى متى سيستمر بـ غرف مكاييل الصبر و شربها كاملة عند وجودها ؟ هل سيأتي يوما تقابله برد الدين الكبير الذي لو يشاء أن يخنق عنقها الطويل لـ فعل ؟!

و ذات كأس الصبر مع عصارة من زهرة العشق إرتشفها ليـهمس و انظاره على القطة : لين ، قبل شوية جنت عصبي

لتقاطعه بسرعة و كإنها تنتظر منه هذا القول : الله يخليك لتحجي خلص

أصر وهو يـرفع برأسه نحوها : لتعصبيني بحجي متعرفين معناه حتى ما أضوجج ، إحنة مندري شقد رح نبقى هيج فلازم نعرف نتعامل سوى و بهدوء

بنظرات حيارى إستطرقت : و أختك الخاتون ؟

تنهد بـ لمحة إنزعاج : قتلج معلية بيكم حلوها بينكم ، ما اتوقعج ضعيفة و متقدرين تدافعين على نفسج

بهدوء إحتضنت جسدها لتتمتم مغيرة دفة الحديث نحو مسار اخر : علي صدق انهزم ؟

بـ تماسك نطق : إي ،

: والله ؟

: عبد الله و خوات جلنار ساعدوه

: عممممر والله ؟؟

: والله ساعدوه

: بس ما إنهزم

: لأ

و أنت تنـوي إكمال حياتك غير آبه به ؟
ويل لك يا قلب ،
ستنصهر يوما ،
لا لن تفعل فهذه القطة الصغيرة تحتاجك ، نعم !
بمثل ما تحتاجها أنت يا قلبا بت أجهل تفاصيله الدقيقة

حولت نظرها نحو الباب المؤدي للشارع حينما رن الجرس ، لتلمح أعلى رأس ألن و وصلها عجبه وهو ينظر لها مع عمر ،
لم تهتم بـ ذلك ، و إستقامت بعد عمر الذي تحرك مع الصغيرة ليفتح الباب لـ رفيقه ، تأخرا عند الباب لعدة دقائق ، و ما إن دلفا شعرت بتوتر كلاهما ،
كادت أن تتقيأ وجعا وهما يتقدمان نحوها من دون ذلك الشاهق الذي لطالما كان يرافقهما بـ نظراته الساخرة و لسانه اللاذع ، كم تفتقد وقاحته

نظرات فقط هي كانت الحديث بين الرجلين ، حاولت قليلا ان تتماسك وهي تتقـدم خطوة نحوهما مردفة بعجل حتى قبل أن تجيب على سلام ألن : علي بيه شي ؟

إستغرب الإثنان و عمر تساءل : شنو ؟

فلتت اعصابها فجأة : كلش متوترين ، الله عليكم اخوية ماات ؟

نهرها عمر : ليناااا ، قلنا قولي يا الله ، كلشي ماكو بس الن شايف سيارة غريبة بالمنطقة ، يمكـن جماعة قاسم دتراقب البيت ، يللا فوتي

ثقل لسانها و إختنق صوتها ، تحدث ألن بهدوء مادا بـ كيس يحمله نحوها : هذا الحليب ' ليضيف بـ لطف ' علمود هالبزونة رايديه ؟

لم تجبه ولم تتحرك حتى ، ليحثها عمر : لتخافين يمكن مو اكيد ، بس اريد سلااح ، علي عنده جوة مو ؟

أضاف تساؤله بعد أن جلس القرفصاء ليضع القطة في احد الزوايا ، و كانت هي تتابعه بـ شرود قاتم !
لا ، ليس مجددا ؛
لن يكون هذا المنزل طائر شر ، لن يجرؤ و يفعلها !
إستغفرت الله ، فـ التطير من المحرمات ، و بهدوء إستلمت الكيس من ألن لتستطرق : فوتوا جوة ، الله يخليكم

كادت أن تتراجع عن قولها حينما رافق خطاها عمر ليـدلف المطبخ بـ ' لا رسمية ' يتبعه ألن ،
يبدو إنها فعلا اصبحت زوجة لـ عمر ، ذاك الذي يرتبط بـ أخرى !
نطـق هو حالما اصبحوا في الداخل وهو يتابعها تسكب الحليب في أحد الصحون الصغيرة : عوفيه هسة لينا روحي جيبي المسدس

كادت أن تسكب العلبة بما فيها لشدة توترها ، يريد أن يأخذ سلاحا فيخرج و من ثم لا يعود ؟
يريدها أن تنصب حفل تأبين لـ روحها التي ملت فقد الرجال ،!

علقت بـ إرتجافة : ما عدنا سلاح

ليتحدث ألن : عدكم لينا ، دوري زين

إستدارت نحوهما و الصحن الصغير بيدها المرتعشة ، قدمته لـ عمر قائلة بإصرار : مااا عدنااا ، اخر مرة صار تفتيش بالمنطقة و فتشوا البيت الحرس الوطني فـ علي ما اعرف وين ضمه ' خبأه ' يمكن بسيارته

عمر اعطى الصحن لألن و الأخير فهم إنه يريد الانفراد بها ، فإستلمه ليخـرج كي يطعم القطة ، رآها متكورة حول نفسها فظهرت بحجم كرة التنس ،

حالما إقترب منها انحنى واضعا الصحن امامها بهدوء كي لا يفجعها فتهرب .. إبتسـم بغريزة عطف بشرية و هو يتابع حركتها الخجلة وهي تتقدم من الصحن الدائري ، شمته قليلا ثم عجب من إرتشافها الحليب بـ نهم !

إستقام جسـده و فكر أن يبقى هنا حتى ينهي عمر حديثه مع لينا ، فـ نقل بنظراته على جدران المنزل ليتابع تفاصيله بكسل ، حتى ثبتت عند تلك الواقفة خلف احجى النوافذ ، تستند عليها بجانب جسدها وهي مطأطأة الرأس و طرف شفتيها ترتفعان بإبتسامة صغيرة ؛
لا يعلم لم إبتسم هو الأخر لكنه سرعان ما شعر بـ ثقل غريب يجثم فوق صدره و كإنما صخرة متماسكة قذفت عليه ليتلقاها فيترنح من دون سقـوط ،
ما الذي يشعر به ؟ إستدار موليا المنزل ظهره وهو يفكر بعقلانية ، ألن إنتبه .. إياك و الخطوط الحمراء ،
تعلم إنها ليست كأي خطوط ، بل شرارات من لهب !
إنتبه كي لا تصفعك كف الندم بعد حين ، إنتبه


أصاخ السمع لـ صـوت زجاج يطرق ، فإلتفت مجددا و الاستغراب غطى ملامحه ليجدها قد فتحـت النافذة لتكلمه بـ لطف غير رسمي : هلااو الن

وجم وجهه لـ ثواني و من ثم إنفرد ليرد : هلااو بيج

بإنفعال طلبته : حباااب الله يخلييك طردهااا لهاي البزونة عفيييية

تغضن جبينه لينقل أنظاره نحو الصغيرة ، ثم رفع رأسه نحوها مجددا ليردف متسائلا : ليش ؟

بـ حركات شقية نوعا ما اجابت و هي تكشر بأنفها : لإن عندي حسااسيية من هالسوالف

إبتسم شاعرا بـدغدغة في خلايا المخ ، متناسيا امر ذلك الوابل المجهز للإندفاع نحوه بهجمات متتالية : سواالف ؟ زين انتو وين لقيتوها ؟

بذات الإنزعاج تكلمت : هسة ذبهااا ' أرميها ' برا و بعدين أقلك ، الله يخليك ألن ، والله اصلا البزازين يسوون داء القطط

ما زالت البسمة تعتلي الثغر ، ليدنو من الصغيرة برقة ، جلس قربها ليتحدث بـ صدق : حرام عليج صغيرة ، انتو شوية و ترجعون لبيتكم شعندج وياها عوفيها

تذمرت بـ نبرة لم تصله و هو أدار رأسه حدو الباب عندما شعر بـ مرور سيارة تتحرك ببطئ في الفرع السكني !
وقف بـ وجل و أشار لها بذراعه لـ تغلق النافذة و عينه منصبة في الاتجاه المعاكس لها حيث الباب الرئيسي : سدي الشباك هسة

إعترضت : ألن ذبهاا اول شي

صرخ بها بإنفلات أعصاب : قتتتلج سـدي الشباااك بسرعة يللا

فعلت ما أمرت به بملامح متجهمة ، يبدو إنه سيخنقها إن عملت معه بذات الشركة ، مزعج !
اما هو فـ إقترب من الباب بخطوات حذرة ، متهورة بعض الشئ ، لم يضع بـ باله أي إحتمال ، كل ما يشغله هو ان يعرف من هو صاحب السيارة ،



؛



هنالك حيث إنفرد بها ، تحدثت هي حالما غادرهما ألن : متطلع ، و لا تااخذ اي شي ، عمـر بابا طلع و مرجع ، الله يخليك منااقصة أني

تفهم جروحها فأبعد اصابعه عنها لئلا يلكئها ، بتفهم إستطرق : على كيفج ، بس لازم نطلع خوما نبقى محبوسين هنا ؟

توتر فمها لتردف بـ ألم مفاجئ : عزة يخوفون ، هسة موتوه لأخويـ ـة واللـ ـ

بتر ساق الوجع المتأصلة جذورها في ثنايا الروح لتتفرع في كافة الحواس ، كشجرة زقوم خبيثة ، : إششش علي مابيه شي ، قبل شوية خابرت عبد الله رجل اخت مرته و قلي

طالبته بـ إرهاق : زين اريد احجي وية جلنار ، الله يعلم هسة شمسوين بيها اهلها

هز رأسه بتفهم و أخرج الهاتف بعدها إتصل بـ عبد الله ، لم يطل إنتظاره ليأتيه صوت الأخير ، و بعد مكالمة قصيرة جدا أغلق الخط ليرد على نظراتها التائهة : ميقدر هسة ، شـوية يرتب وضعه و عود هوة يخابر
إستطرد حينما إستندت على طرف المغسلة و يبدو أن شئ ما أصابها : شبيج ؟

إبتلعت ريقها الجاف هازة رأسها نفيا ،
مابها ؟
فـ تارة صداع و أخرى غثيان !
ما الأمر ؟ هل علي مهم لدرجة أن يؤثر على صحتها أيضا ؟

تقدم نحوها ليكرر بإهتمام متوتر : لينا شبيج ؟

مدت يدها بإتجاهه مجيبة بكسل : بس دوخة ، ما أعرف

إستدارا حالما سمعا صوت الباب الرئيسية تفتـح ، غادر المكان على عجل و وتيرة الترقب إشتدت ، ألن الغبي كيف خرج بمفرده !
لينا تحـركت بعده بسرعة وهي تناديه ، لكنه إلتفت لينهيها عن إكمال السير : فوووتي بسرعة و قفلي الباب

ليس مجددا !
لن تعيش تلك التجربة مرة اخرى ،
لن تحترق سنينها الخمس القادمة !
والله لا تستطيع
يارب ، يارب
لم تنفذ أمره ، إكتفت بالوقوف بمنتصف الحديقة و جسدها ينتفض مكانه ، إلتفتت لـ ميس التي اتبعت خطاها قائلة بإستغراب : شكو ؟ وين راحو ؟

: ما كو شي

لم يطول الإنتظار ليدلف عمر ، فيقول و ما زال واقفا عند الباب : لتخافين ، هذا الضابط مصطفى

خرج مجددا و بدل من أن ترتاح تقلباتها ، غليان معدتها إزداد ليدفعها أن تركض نحو المطبخ فتدخله و منه الى الحمام !




.
.
.




منذ ليال ثلاث و الفوضى تعم أرجاء المنزل ، الحراسة مشددة جدا ، الجميـع مستنفر و هو اولهم ، ينتظر الـ ' تأشيرة ' لـ جوازه مع عائلته ، ذلك السفر الذي خبأ موضوعه عن والدة زوجته ، إن علمت بإنه سيهرب بـ أهله تارك ولدها سـ تجن قهرا و لربما تسرع بإنقضاء اجله بـ قتله هي
تظن هذه العجوز بإن خوفه الاكبر من عبد الملك ، لا أحد يعلم بأن المصائب لا تأتي فرادا .. فقد فتح ملف مغلق منذ سنتين عن تفجير إحدى دور الدولة ، و التي كان له يد فيها مع بعض المجموعات المتطرفة
عليه إستباق الوقت ، تبا !

صراخه عربد في المكان و هو يحادث إبنته في الهاتف ،
الغبية أخبرها أن تنهي أشغالها في بيت عمها على عجل و تعود ،
إلتفت حدو باب المكتب حيث ظهرت له العجوز بـ قوامها الهزيل ،
قبل أن يقول شيئا صرخت به : عبد الملــك ، مقعععد ولدك يمك و ابني مااكوو ، تررة صارله 4 اياام يمهم ، ولك وليدي رح يرووح و انته سااكت

: عمممة مو سااكت ، مدتشوفيني دا اخاابر كل شوية ، إبنج اثول ذب نفسه بالنار علمود مرررة ، لتذبين بلوته براسي ، هوة من يومه رااايدها


: ولك نعلعلاا قلبك و قلب مرتك ، و ابني اشررف منكم كلكم ، و هوة اخذ البنية جييف ' لإن ' هوة رجاال وخاف عليهاا منكم ، اوييلي على ابننني المقرود اوييلي
و بتهديد أردفت : اسمعني زييين ، أني ام و قلبي محرووق ، اذا مرجعتليااه و الله ابقى ليل نهار ادعي على ولدك لحدما تتلقااها بييهم

: عمممة دخييل الله هسة اني بياا حاال ، تررة روحي وااصلة لخشمي

: لعد اني حاالي زين ؟ قلبي ضايع و اني هنااا ، مرتـك ويين ؟

بزفرة خشنة اجابها : فووق

لم تبتعد ، بل بقيت تتابعه وهو يرد على الاتصال الذي ورده ، قليلا و هب كـ أعصار عنيف جعل قلبها يهبط أرضا و كادت معه أن تسقط هي الاخرى



.
.
.






يتمايل جسده على المقعد الرث ، ذراعاه تتخدران لكثرة الـوجع ، كرر محاولاته العاقر في أن يغير من موضعهما لـ سنتيمترات فقط و لكن لا نتيجة ايجابية نجح في الحصول عليها
يستمـع لإستفزازات ذيل الكلب هذا بإذن صماء ، يقسم بإن من امامه على وشك ان يقتلع رأسه من محله بسبب البرود الذي يواجهه به !
لا يعلم كم يوم مر وهو هنا ،
لا شئ طبيعي سواء من مأكل أو مشرب أو نوم !
و لا حتى صلاة بإنتظام !
فـ اوقات محددة تلك التي يساعده بها عبد الله لـ إستخدام دورة المياه و الوضوء ، و يكون ذلك ليلا حيث يغط الحيوانات في نومهم

و كان حينها يقضي صلواته جالسا على الارض ، فـ جسده يعجز عن الوقوف حاليا !

عبد الله خير رجل ، لا يستحق ان يناسب زمرة من حثالة المجتمع ، كان قد حصل على نسخ من مفاتيح القبو و الاصفاد ، لا يعرف كيف و لكنه فعلها ، و من الاكيد لم تكن المهمة سهلة !

اصاخ السمع لضحكة حقيرة قذفتها حنجرة هشام بعد ان تلقى معلومات ما عبر هاتفه المحمول ،
نظراته القذرة و الخبيثة سببت تشنجا في كافة عضلات هذا الرابض على ذلك الكرسي المتأرجحة أطرافه ، شعر بـ خطر يداهم سكونه ، لتقلب الأية فيكون هو محل اولئك !

لا يا الهي !
لن يستطيعوا الوصول لـ اختي ، تركتها عند عمر ، لن يهلمها و لو كلفه الامر حياته ،
يارب إنهم كتل من قذارة ، فـ إبعد أياديهم النجسـة عن لينا يا الله


حالما أنهى المكالمة توجه لأحد الادراج الواقعة ضمن دولاب ضخم يملأ بكتلته المكان فيخنقه ،
كان علي يتابعه وهو يجهز سلاحا أخرجه للتو ، و بريق الخبث و الوضاعة يتألق في نظرته الدونية

جسده متهالك حد اللا شعور ، ايام بلا شئ يدخل الجوف سوى بضع رشفات من مياه الحنفية و لقيمات صغيرة من فطائر يجلبها عبد الله بإمكانها ان تقضي على كل طاقة قد خزنها مسبقا

وقف هشام امامه بإستقامة و الابتسامة تعلو وجهه الكريه ، ليرمي قنبلة موقوتة ، من دون أن يشعل فتيلتها : تدري ، خواتك جانوا حلوات ، خطية !

تمسك بالصمت ، و تمنى فعلا أن يأتي عبد الله ليفك وثاقه ، حينها سيقاتل هذا الحيوان و إن كان مسلوبا من كل قوة !

: اريد اقلك فد مفاجأة حلوة ، تريد تعرف منو كتلهم ؟

توسعت حدقتاه و هربت منه شتيمة عنيفة ، الشعيرات الدموية إنتفخت جميعها لـ تغزو عينيه الدماء الحارة حتى اوشكت على الانفجار و قتله
اكمل هشام عملية الاستفزاز تلك و هو منتشي جدا بـ غضب علي المتمثل بـ تقلص عضلاته كافة : همم بس تعرف انقهرت عليهم .. خصوصا الضعيفة بقت ترررعش خطية

: يااااااا **** ، لك والله مووو رجااااال ، والله ، لك فكنننننني

يسود وجهه الاحمرار القاني ، فيبدل بشرته البيضاء بـ أخرى و هو يحاول جاهدا ان يتخلص من تلك الاصفاد ، لكن بلا نتيجة
النذل
الحيوان
القذر !
سيقتله ، والله العظيم سيقتله
الحر بالحر ،
لن يتركه متبخترا في هذه الدنيا ،

الاخر تعالت ضحكاته رغم تطاولات علي الكلامية وهو يكاد يسقط من على المقعد ، كم شتم و سب ، و لم يتلق من هشام سوى التشفي و البرود !

حتـى أشعل فتيلة تلك القنبلة ، هو بنفسه و هو يكرر شتائمه البذيئة فيختمها بـ : موو رجااااال ، لك والله مووو رجاااااال انتتته ، فرحاان بشوااربك يا ****

: هسسسة اعلمك منو الـ ' مو رجال ' يا حبيب امك !

لحظات فقط ،
و فتح الباب المغلق اكثر الاحيان ، ليرمى من فوهته جسد ما ، فيتلقاه هشام بسرعة ،
ببطئ أداره نحو هذا الرابض على مقعده و يكاد رأسه يتفجر غضبا

: علييييييي

لم هو ؟
ألا يكفيه ما حدث من اجل إمرأة ، لتأتيه أخرى فتتعلق بـ قاربه المتآكل ؟ لم يعد بحوزته اي مجداف لإنقاذ احدهم او حتى نفسه
إقترب الغرق ، و ها هو يرى مصيرا حالك الظلمة ينتظرهم بحفاوة تحت أعماق البحار ليكونوا فريسة سهلة الالتهام من قبل القرش الجائع !

شعر بخدر يسري بـ جسده أكمله حتى انامل قدميه ،
ثقل لسانه و نظراته منصبه على ذلك القذر وهو مثبت السلاح خلف رأسها ،
سيقطع يده القذرة التي تحتضن خصرها ، سيفعلها !
تبا ، لن يسمح له بـ أن يقتلها هكذا
لن يجـرؤ ،
يا رب ، أرجوك ، والدها نذل و يستحق المهانة لكنها فتاة ،
إلهي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، يارب إحفظها

: عووفهاااا ، عووف البنية و تعاال سوي بية الي تريده

: ههههـ ، و الله الي اريييده مموجود بيك ، بس هاي ' الحلووة ' ماشي حالـ ـ

: لك **** عووفهاااا ، والله اذاا لمستهااا احرررقك ، لك خاااف الله

: و انته مخفت الله من اخذت بت عمي ؟ العين بالعين و البادي اظلم

: بت عمك مرررتي ، هشاام عوووفهااا ،

بعد الانغماس في دلو الجنون ، كرر بهستيريا و اعصابه على شفا حفرة من التمزق : عوفهااا و شترريييد انطييك ، دخيييل الله عوووفهاااا ، لك قاااااااسسسسسم

تداخلت صرخته مع صـرخة تلك الاسيرة حالما شعرت بـ قذارة بدأ يتبعها هذا المجرم ،
ضحكاته تتعالى كل حين رغم صراخ من حوله ،
كانت نيته أن يذله بأهله و امام ناظريه ، وفعلها ،

لم تستـطع هي ان تدفع السوء عن نفسها رغم محاولاتها المستميتة ،
كاد أن يصيبها الخرس لشدة صراخاتها التي تقابل بـ اذان صماء ، فـ هي التي كانت شيطان اخرس يوما ما ، رضت لـ والدها و شقيقها أن يأتيا بـ فتاة ، و رمتها زور ، ها هو كيد لها يرد في نحرها ، و لكنه كيد عظيم !

تقافز علي مع مقعده و هو عاجز عن انقاذ إمرأة من بين أنياب ذئب بر حقير متعطش للدماء ، كاد ان يلتهم لسانه و هو يكرر صياحه فـ تارة ينادي عبد الله و اخرى قاسم و حتى جلنار !
و بين كل إسم و أخر يصرخ من أعماق الروح بـ ' ياااارب '

شعر بتمزق جلده عند رسغيه وهو يستقتل لـ فك وثاقه ، لزوجة الدم بدأت تضايق كفه و مع هذا لم يتحرك القفل عن موضعه قيد إنملة ، حنجرته تقرحت لكثرة الصراخ و امنية بالعمى غطت على كل امنية اخرى في نفسه ، إلا واحدة ، وهي قتل هذا الحيوان : سااااااارة ضربيييييييه ، لك عووفهااااا يا حيواااان عووووفهاااا وصييير رجاااال

لشـدة حركته و جنونها تهاوى بكرسيه جانبا بعد أن كسرت إحدى اطراف المقعد البالي ، لتـغرس النهاية المسننة فـي فخذه لتستوقف ملامسته للأرض ، فبقي معلقا كـ رجولته الآن !
صــرخة ألم ، أنهت كل قواه ، مع دمعة قهر فلتت من مقلته اليسار لترثي الطهر المستباح ،
و تحتفل بتأبين القلب المسلم
بعـد أن ذبح الضمير الحي بـ خنجر النجاسة
فحمل فوق نعش مغلف بالدولارات الامريكية
ليدفن هناك ، في أحد أهم خزائن البنوك العالمية
آه يا قهر الرجال !



.
.
.



نهَآية الإدانة السـابِعةْ


حُلمْ



[/U][/COLOR]
[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 19-09-12, 10:35 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بسمِ الله و على بركَـةْ الله و رسُوله " عليه أفضل الصلُوات و السلامْ "
الصلاةْ ثُم الصلاة ، ثمْ الصلآة
أرجووكمْ
و بعدهـا كُونوا معي ومعَ

أممووولة
نجلآآء الريييمْ
رذااذ المطررر
وردة الزيزفون
Manila
فطوومة أم عبد الرحمن
بيآض الصُبحْ
شبيهة القمر
رووحْ نـآردةْ
mehaty


فس



الإدانَـةْ الـثَـآمِنةْ



إن العالمْ أحوجْ ما يكُون لـ رَجُل بتفكيرْ مُحمدْ " عليهِ الصلآة و السلآم "
هذا النبي الذيِ لُو تُولى أمر العالمْ اليُومْ
لـ وُفِقَ في حَلْ مشـاكلُنا بما يؤمنْ السلامة ْ و السعَـادةْ التي يرنُو إليها العآلمْ

جُورجْ برنـاردْ شو




في أوطاننا ،
يكون الرجـل ' سلطانا ' ، يأمر و على جارياته التنفيذ ، بقلوب منفطرة !
يستبيح قلب هذه ، و روح هذه ، فـ جسد تلك
إن أرهق عليها أن تتحمل غضبه ، و ربما تطاول لسانه أو يده
و إن أرهقت ' تلجم فكيها ' و ترضيه بما تشتهي نفسه !
أغلبهم قد نسيوا تعاليم رسولنا الاعظم ' عليه افضل الصلوات و السلام ' ،
يعرفون من الدين كونهم ' قوامون على النساء ' ، تاركين القوارير من دون رفق !
ويحهم ،
يقهرون بهن رجالا !
فـ تارة زوجا و أخرى أخا و لربما ولدا ،
يقطعون ألسنة الـ ' رجال ' بالتعدي على حرماتهم ،
بئس قوم هم ، و بئس ذكور لا يقربون الرجولة بشئ ، و لا يعتبون أبواب صروحها حتى

تشبهوا بـ آل فرعون و إستباحوا أرواح النساء و أعراضهم ، مزقوا ثوب الطهر بـ مقصات من رغبة حيوانية ، أو إنتقام حقير
فـ تعسا لهم و لـ من تشبهوا بهم ،
و ويلهم من هول يوم عظيم ، !

عجبا ؛
أين هم من تعاليم ديننا الحنيف ؟ أين هم من صوت الضمير الإنساني ؟
فعلوها المرتزقة قبلهم ، و إنتهكوا أعراض بنات امتي ، لكنهم كفرة ، كلاب تربط رقابهم بـ أطواق متصلة بسلاسل تنتهي بـ معصم أمريكي حقير ،
ذاك الرفيق الدائم لـ من هو أرذل و أكثر سفالة من الصهاينة ،
وصل بـ رجال امتنـا الحال ليستبصرون منهم قدوة بدلا من الحبيب الهادي ؟
شر إقتداء ذاك الذي أبصروه ورب الكعبة ،
سحقا لهم و لـ عروقهم الملوثة بأقذر أنواع الحب ، حب الذات ، ذاك المشوب بـ جنون السلطة و عشق المال !
تبا لمن جمع ماله و عدده ، وعده الله بنار الحطمة ، ألا يتفكرون قليلا بأياته ؟
أم إن الاقفال التي اوصدت عقولهم منعتهم من الإقتراب من كتاب الله الكريم ؟
خسئوا في الدنيا قبل الأخرة ،
و لـ عذاب الأخرة أعظم و أكثر تهويلا لو فكروا بمقدار ذرة فقط ، !
و طوبى لمن إستعجل التوبة ، قبل أن تلتف الساق بالساق !


؛




إذا مر يوم ولم أتذكر
به أن أقول صباحك سكر
فلا تحزني من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئًا تغير
فحين أنا لا أقول أحبك
فمعناه أني أحبك أكثر


نزار قباني






تتلحف بـ غطاء خفيف ، و ذكرى الكابوس تعود لتراود ذاكرتها المتصدئة ، غطت فمها بكفيها المرتجفتين بمحاولة تعيسة لـ كتم شهقات الرعب و الخوف بذلك العنق الطويل ،
شريكتاها في الحجرة تنعمان بنوم هانئ تحسدهما عليه ، و لإن عليها أن لا تزعج سكون منزلهم أكثر قررت كبت نحيبها بها ، و إن غصت به !
شعرت بتبلل الوسادة بدمع مآقيها المنتفخة و ما حولها من الأنسجة ، حرارة أنفاسها ترتطم بقماش الوسادة لتعود فتلفح بشرتها المحمرة ، كادت أن تجن بعناءها المنفرد هذا ،
الخائن ذاته أرسل ايعازاته للعقل حتى يغلف لها فكرة حقيرة مضمونها التوجه لمن يشعر بها و يحسها رغم صمت و سكون يلفهما سويا ،
رفضت ذلك الامر بـ خذلان قلب حينما مرت امامها كلماته التي عايرها بها ، فكتمت الأنفاس البطيئة في المخـدة أكثر حتى شهقت هواءا ملوث برائحة القطن ، لتبعد برأسها مسرعة فتسعل بصوت خافت !
دفعت بالغطاء بعيدا عنها و رغبة جديدة تجتاحها لم تستطع مقاومتها ، لتغادر السرير بخطى متعثرة بسبب الظلام الحالك المحيط بها ، ما إن باتت في الرواق المضئ حثت خطاها مسرعة نحو الحمام الموجود في الدور العلوي ، لتدخله بقدمها الشمال بعد جهرها بدعاء الدخول الى الحمام ' اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث ' ، و من دون غلق الباب خلفها ركضت نحو المغسلة لتنحني نحوها بـ ميلان مجهد و من ثم تتقيأ سوائل المعدة الحارقة للمرئ و الحلق !

بعــد دقائق خرجت مترنحة و تكاد تسقط أرضا لشدة الدوار همست بـ ' الحمد لله الذي حفظني و عافاني ' بعد أن خطت بيمينها خارجا ،
لا تعلم ما بالها هذه الايام ، ليست على طبيعتها الصحية أبدا ، آه و ذلك الكابوس لا يترك لها عقلا لتفكر به ،
يا إلهي ، شقيقها سيموت !
تعلم ذلك ، إنها تستشعر الخطر الشديد ، يارب أتوسلك أن تحفظه لي
تمنـت أن تغسل خوفها بوضوء صادق و من ثم تبخره بـ صلاة تهجد طويلة ، و لكنها للاسف غير طاهرة منذ الامس !
بـ خفين ترتدي احدهما عكس الأخر ، تحركت خطواتها المضطربة نحو تلك الغرفة المضاءة انوارها ، لتتخذ بابها مصدرا للضعف ، تختنق و تود ان تراه لتنفيس ذاك الكم الهائل من الهم
لا تعلم ما الذي يحدث لها ، تشعر بـ رغبة قوية للتمسـك بعمر و كإن لا أحد سواه يعيش حولها ،

بالأمس فقـط جاء عمها و عائلته محاولين تخفيف وطإة الحزن من على قلبها المفجوع ، لكنها و للشديد من الاسف لم تستطعم لذة من تلك الزيارة المواسية ،
تبا لإحساس يكاد يمزق حبالها الصوتية و هي تنتظر المواساة الحقيقية ممن يستكين خلف هذا الباب ، قد يكون نائما بهناء ، او إنه يحادث خطيبته هاتفيا !
أم مشغولا بأخيها و بـ حزنها ؟
لو لم تكن الساعة تقترب من الثانية ليلا لـ خرجت الحديقة حيث تقطن ' سوكي ' ، طفلتها الغالية ،
حيث أنهت جارة ام عمر الطبيبة البيطرية اللقاحات المستحيلة الإستغناء لئلا تصاب إحدى فتيات المنزل بـ داء القطط !
و رغم إعتراضات ميس المتكررة لم تلق بال من عمر و والدته فـ قد تبينا حاجة شديدة بنفسها لـ تلك الصغيرة ؛

مسحت بأنامل مرتعشة دموعا تتقافز فوق خديها من مقلتين بائستين وهي تشعر بـ ضغط تسلطه رئتاها على جدران القلب حتى تكادان تعتصرانه بينهما ، أوجعها صدرها ليحثها الالم على ضرب الباب بمقدمة أظافرها ، و سرعان ما ضمت اناملها لتقبض كفها ثم تخفيه خلف ظهرها بتوتر ،
إختنقت أنفاسها حالما شعرت بـ حرارة تشع من الفتحات الضيقة المحيـطة بالباب الخشبي ، إنه يقترب ، و هي تحترق
تبا . ما بالها ؟!

عادت خطوة نحو الخلف حالما شرع الباب ليظهر من خلفه بملامح مكفهرة وهاتفه يتوسد أذنه ، بانت الصدمة عليه وهو يسعل بخفوت ، ليمسح بـ نظراته الحائرة جسدها بأكمله حتى إستوقف عيناه ذلكما الخفين المتعاكسين !!
إنتفضت أطرافها لتكشر إستنفارا ، فـ على ما يبدو إنه مشغول البال بمكالمته الغرامية التي لا يستغني عنها و لا عن صاحبتها !
سحقا له ، كم إحتقرت ذاتها وهي تقف امامه عارية بحاجة تسكنها لـ وجوده ، و كإن ساعات النهار الطويلة لم تكفي أنانيتها لـ تزعج سكينة ليله أيضا ،
فـ لتخزن لذاتها أسبابا أكثر ليعايرها بها مستقبلا ،
تغضن جبينها لتبتعد بـ خطوات ركيكة نحو الخلف ، ثم إستدارت عائدة بـ أمل مذبوح على غير قبلة لـ غرفة الفتيات ؛
لكنها شعرت بالنار تدنو لتحرق قفاها ، و من ثم لسعة من احد الالسن أصابت معصمها ، لتستدير بفعل فاعل متعجب !
أوجز ختام المكالمة بـ ' مااشي ان شاء الله من الصبح أني يمكم ، مع السلامة ! '
ليتساءل بـ هدوء مهتم و نظراته تفتش عن أسباب هذا التواجد الغريب : تريدين شي ؟

بـ عناد إعتاده و ببعض الأوقات يزعجه سحبت يدها من قبضته بـ حركة سريعة و مغتاظة لـ ترد بـ غضب : ما اريييد منك شي

لـ تتركه واقفا يتابع عضلات ظهرها المتشنجة وهي تفرغ كبتا قهرها في العصبية من الخطى ، تود ان تشق الارض ثم تدخل يده بين الشقين ، فتعود لتلصقهما حتى تتمزق أصابعه الخبيثة المتلبسة شرا ،
لم لا ترغب بتصديق رغبته في إتمام حياته الطبيعية بعيدا عنها و علي ؟
لم لا تزال تثق بإنهما الأهم بالنسبة له ؟
أهو داء الغرور المتوارث في دماء آل صفاء ؟ أم منطق عقلاني بحت يثبت لها بأن رجلا كـ عمر لن يكون تافها و هائما في مغازلة عروسه و رفيقه مجهول المصير ،
إزدوجت المشاعر بين الرغبة لوجوده و الحاجة لقطع يده ، لتثقل كفة الأخيرة ،
نعم يستحق ذلك ، أليس ذلك قصاص السارق ؟ و الـ عمر قد سرق منها الغالي و النفيس ، وجودها بمنزله أخذ منها الكثير و لا تعرف وسيلة لإسترداد ما فقدت !

ظلت مولية له الظهر حتى أغلقت باب الغرفة خلفها ، ثم إنتـزعت خفيها قرب الباب لتلتمس الطريق نحو سريرها بـ مساعدة نور هاتفها الحبيب المرتبط بالشاحن !
عادت لتستلقي بـ إجهاد نفسي ، و تحمد الله إن الدوران أعتقها فلا ينقصها هو الأخر الآن ،
شخبطة فوق شاشة العرض الخاصة في الذاكرة عادت لـ تشغل لها موقف مرت عليه دقائق قليلة !
لم يتبعها و لم يصر على معرفة حالها الغير متزن ،
كم تكرهه ،
لم كل ذلك الغموض و كل ذلك التناقض ،
أنجحت تلك الانثى في عبور ضفافه الخطرة و المملوكة من قبلها هي لتستلقي فوق صخور جزيرتها أخرى بـ قدها المتغضن بإنوثته !

: عمممر أكررهـ ـك ، أمـ ـوت منننـ ـ !

كتمت صوتها في الوسادة و معه انفاسها اللاهثة لتخترق جفاف البشرة قطرات ندى تكونت في غير ميعادها ، فـ فجر ببسمة طفل ما زال بعيدا عن متناول الأنفس الملتاعة

و قريبا ، حيث هنـاك ، إحتضنت إحداهما هاتفها بقـوة و أوشكت على فضح نفسها بتلك الإرتجافة القاسية إثر ما سمعته توا ،!
أمور هذيين متدهورة جدا ، و هي لا تعرف كيف تمد بـ كف المساعدة إن كان من امامها يستعففون بـ حدة طباع و كبرياء قواميس اللغة ترفض أن تدنو من وصفها



.
.
.



صياح و صراخ إرتفع وقعه من تحت الأرض ليدب في النفوس كـ دب حوافر الخيل العربية في ميدان السباق ، محملا بـ هالة من فزع و رعب سرعان ما تلتف حول قلوبهم فـ تغشيها ،

تتراكض النسـوة بفزع ، و تراتيلا من دعوات تلك التي تنطلق من بين الشفاه المرتجفة مرسلة نحـو رب السماء و الأرض
خوف و رعب أرهبهم !

غادر سريره بعـد أن جاءته الصغيرة ' سنا ' ، تشكوه بكاء والدتها و جدتها في الخارج ، أمواج التوتر تلاطمت لتصفع تماسكه شيئا فـ أخر حالما غادر الجناح و اصاخ السمع لـ ضجة غريبة تحدث حوله !
لم يبتعد عن الباب القابعة بجانبه ، تلك التي تختبأ خلفها الـ حامل ؛
ود لو يدخل الآن ليدق عنقها و من ثم يفصله عن جسدها ، حتى تفارقها روحها و ' نطفة ' حقيرة لم تسكن بروح بعد
ليس هو من يرتضي بالذل ، ليس قاسم من يذبح عنق عرضه بـ تلك الدناءة و يصمت !
و لكن أولا و قبل عملية التمزيق تلك عليه معرفة ما يحدث هنا ، صرخ متحركـا ببطئ ، فجسده مرهق ، و الاكل الـ ' صحي ' لم يسعف عضلاته المرتخية : سووووسن ؟ ويييينج سووسن ؟ زيييينة ؟

من خلف باب مكتبه ظهرت له بكره و الرعب لـون ملامحها بفرشاة باهتة ، ربما تعود لشبح ما كي تكون النتيجة بهذا الشحوب المفزع ،
ما إن لمحت إستقامته الملتوية إنتفض قلبها لـ تتوسله متقدمة نحوها برتابة : باباا الله يخلييك مفتااح السرداب وييين ؟ هذاا هشااام مدري شديسووي جووة


إنتفخ رأسه بالغضب ليتحرك نحوها : أ يا حيوااان يا هشاام ، مو قتله معليه بيه ؟ مووو قتله اني إله


إستوقفته برعب مفجوع ، و هي تفرغ ما بجعبتها من وجع ، فتسكبه بـ كؤوس مغبرة ، لم تنفض عنها أتربة ست أعوام ، و دماء ثلاثة .. منذ عملية إغتيال زوجها ، أو طليقها الحبيب : اروووحلك فدووة على كيفك ويااه ، بابا ، لتخلي اختتتي تصيير مثلي ، أرووحلك فــدوووة لترملها و لتييتم إبنهاااا ، بتي كاافي والله ، كاافي و زاايد


أبعـدها عن طريقه و جسـده يتلقى صفعات من كف مستترة بقفاز سحري ، رائع في الإختباء : زييينة وخري لا احررقج قبل أختج

تمسـكت بكفه لتنحني فوقها فتقبلها ومن ثم تبللها بـ سيولها الدمعية ، ساكبة ما تبقى من الزجاجة في كأسه الأخير المتفطرة جدرانه : لالالالا ، إنته بس شووف حاالي ترضاااها تشوفها مثلي ، بابا خليييه ، سجنه عذببه بس لتمووته الله يخليك


أحاط كفها بـ كفه المتغضن جلدها ، ليعصرها مفرغا بها كبت غيظه ، و بـ إنكسار رجل همس : لج طيييحت حظـييي ، أختتج طييحت حظظظي ، متزووجة بكيفهاااا ، لج ويين اكوو هيج زوااج ، ولج اختتج حاامل بالحرااام


فزعـت و كإنما قرصها شيطان ما ،
قول والدها مهول ، من المستحيل أن تفعلها جلنار ، هي متزوجة ، لقد تزوجها ذلك الرجل زواج شرعي !
بـ حركات سريعة مرتاعة نطقت : لااا ، موو حرااام بابا موو حراام واللـ ـ


: عللللة من الله ، لج بدوون موافقتي ، بدوون علمي ، متزوجة بلااا ولي مثل بنات الـ **** ، هذاا إسمممه زوااااج هذااا ؟ فهمييني


: الشيييخ تكفلهاا ، بابا الله يخليك لتقول الي صار حراام ، لتقوول


: لييش ابوهاا مييت حتى شيخ يتكفلها ؟ من انعععل ابوهاا لابووو ابوها الكلبة بنت الكلب

ليجر بيده بقسوة مكملا : وخررري من قدااامي لا هسسة اذبحها قداامج و اراويج الحراام الصدق ، بناااات الـ *** طلعوا كلهم يعرفون الحراام و اني ما اعرفه


تحــرك ليتركها واقفة بـ بقايا وجع ، مسحات فقط ، و لكنها مركزة
و كإنها تحمل اللذة الأكبر من ذلك المشروب ، لترميه بـ قفا هذا الجائر كمحاولة أخيرة لـ إسقاط مؤشر جبروته لما دون الصفر : لتكتله مثل مـ كتلت مروان بابا ، كافي عليك يتمت سنا بإيدك ، و الله كافـ ـ ـي


تخشبت جثته لـ يتصل برباط وثيق كعبي قدمه مع بلاط الارضية ، فـ يلصقا جسده المنتفض محله ، تاركيه يعاني من صدمة ألجمت الفكين بلجام من حديد منصهر توا ،

و كإنما خنجر ذاك الذي يشعر بنصله غرس في عظم الكتف ثم دور به حتى فتته فتراخت الأذرع بـ فجيعة صماء !
تعلم ،!
إبنته تعلم بإنه المسـؤل الأول عن كون صغيرتها يتيمة !
و لكن كيف ؟
من ذا الذي أخبرها بإنه لم يكتف بطلاقها و حرمان الطفلة من والدها ، بل تجرأ و إنتهك روحه فـ أودعت عند بارئها لتعاني صغيرتها من حرمان أبدي ؟
بكره البارة ، تشم به رائحة دم والد إبنتها و ما زالت تقبل رأسه كل عيد ؟
أنى لها الصبر أمامه ؟ كيف أعتقت ذلك الهم في وعاء صدرها و صمتت ؟ كيف ؟!
وهو ؟
ألم يستنشق تلك الرائحة النتنة لذلك ' العصير ' المعتق ؟
سحقا له من رجل ،
إن كان للفشل إسما أكثر وقعا لكان ضئيلا بحق نفسه ، ضئيلا حد الـ لا وجود
فـ بالرغم من إرتفاع مناصبه ،
و إنحناءات رؤوس الضعفاء ، و رغم تلك الكفوف ' الرفيعة ' التي صافحها ، يعترف الآن بـ فشله الدامي أمام فتاتيه !

شعر بـ صداع مفاجئ حول جمجمته بأكملها ، حتى إنتفخ وجهه و الأطراف ، غثيان عنيف إجتاحه ، مع الكثير من الخدر في أكثر من منطقة ،
ثقل اللسان ، و تشوشت الرؤيا ،
لا لم تتشوش كليا ، فهاهو يرى جرائمه متتابعة
قضايا متعددة لـ إختلاس عوائد الدولة
إبتزاز ، إختطاف ، و إغتيال العشرات لأسباب مرضية أنذاك ، كالحفاظ على المنصب ، و الإرتقاء بدرجات السلطة !

' لتكتله مثل مـ كتلت مروان '
رنت كـ ناقوس للتنبيه قرب أذنيه ، حتى إستفاق من سباته الطويل بتثاؤب كسول ، مطالبا جسـده بالإستماع لخلايا العقل الموجهة لأول مرة منذ عقود ... نحو الـ صواب !



؛




انا امرأة قررت ان تحب العراق

وان تتزوج منه امام عيون القبيلة

فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق

وكنت احني يدي بطين العراق

واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق

انا امرأة لا تشابه اي امرأة

انا البحر والشمس واللؤلؤة

مزاجي ان اتزوج سيفا

وان اتزوج مليون نخلة

وان اتزوج مليون دجلة

مزاجي ان اتزوج يوما

صهيل الخيول الجميلة

فكيف اقيم علاقة حب

اذا لم تعمد بماء البطولة

وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة

انا امرأة لا ازيف نفسي

وان مسني الحب يوما فلست اجامل

انا امرأة من جنوب العراق

فبين عيوني تنام حضارات بابل

وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل

فحينا انا لوحة سومرية

وحينا انا كرمة بابلية

وطورا انا راية عربية

وليلة عرسي هي القادسية

زواجي جرى تحت ظل السيوف وضؤ المشاعل

ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل

وماذا تريد النساء من الحب الا

قصيدة شعر ووقفة عز

وسيفا يقاتل

وماذا تريد النساء من المجد

اكثر من ان يكن بريقا جميلا

بعيني مناضل

***


سعاد الصباح






: زيييييييينة ، تعااالي الله يخليييج

كانت تنوي التحرك خلف والدها و لكن نداءات شقيقتها المستقتلة دعتها للتوجه نحـو بابها بـ قلب متفتقة جراحه ، حتى صار له الكثير من غرف التهوية للتنفيس عن أمور كادت أن تفجره لشدة التخمة !

: ها جلناار ؟

: شنوو هالعياط ' الصراخ ' ، شكوو ؟ عليييج الله قليلي ، بابا سـوالـ ـه شي ؟

: لا ، لتخافيين مابيه شـ ـ

: علييج الله لتكذبيين ، قلييلي الصدق ويينه بابا ؟ نزل يمه ؟

بفقدان حيلة إعترفت : جلناااار ما اعرف والله ما اعرف ، هشاام ما اعرف شديسـ ـ ـ

لتبتر إنهمار السيل الكلامي لأختها بـ صراخ مرتجف و هي تضرب الباب بـ كفيها : فتحييييه ، فتحووولي الباااب ، الله ياااخذه لهشااام ، زيييينة عبدالله ويين ؟ صيحيه الله يخليج

ذعرت شقيقتها لتدنو من الباب حتى كادت تلاصقه وهي تهمس بها مهدئة : إشششش ، سكتي قتلج ماكو شي و بابا هسـ ـ

عادت تلك لتثور : قتلج طلعيييني ، رح أطلللع من الشباااك ، بس حطيلي الدرج بسرعــة

بتوتر جسد و صوت سألتها : متقدرين تنزلين بدون درج ؟

كانت الغرفة في الطابق الأرضي ، و لكن نافذتها تطل على إنحدار واطئ في الفسحة المواجهة للمنزل ، لذا إستصعب عليها هذا الأمر : لأ ، أووقع ، الله يخلييج ساعدييني

هزت برأسها قليلا ثم زارها الاستيعاب ليخبرها بشأن ما يفصل بينهما ، لترد هامسة : هسة أحطلجياه اذا مـ لقيت احد برا ، بس .. جلنـ ـار ، سمعتي حجي بابا ؟

وصلتها النبرة مبتورة ، فالـ هلع جم ، و الجسد بات خاويا إلا من وهن كريم : يا حجي ؟

بـ جدية و الفرائص ترتعد همسـت و كإنها لو رفعت النبرة لـ لقيت خبر قد يمزقها : يقول زواجكم بااطل ، لإنو بدون ولي امر ، الي صااار يعتبر حراام

لتجيبها الأخرى بسرعة و كإنها إستنكرت و إستصغرت القول : زينة دخيل الله يعني بابا يعرف أكثر من شيخ الجااامع ، قتلــكم الشيخ هوة صار الولي ، ' لتستطرق مسرعة ' ديللااا تعالي حطي الدرج الله يخلييج

ثقل بعمر دقائق أجبرها والدها على حمله منذ قليل ، و هاهي الصغرى تدفع به بعيدا ، و لكم إمتنت لها !
ثوان فقـط لتصلها إضافة مجهدة من تلك الحبيسة : اذا بابا هيج يعرف بالحلال و الحرام ليييش بعده يمشي بهالطريييق ليييش !

كان تساؤل أصم .. و كإنه لم يصل قلب الكبيرة و لم يدقه بـ وتد سميك ، إكتفت بـ قول : إدعيله الهداية ، انتي هسة بشدة و ان شاء الله دعائج مقبول ،

لتستعجلها الاخرى بجنون : الله يخليييج تعالي بسرعة



؛





ما مَعنى أن يكُون الرَجُل رَجُـــلْ .. في بلاد فقدتْ رجُولتها ؟
ما معنى أنْ تكُون المرأة ، مرأة .. في بلادْ أن يكُونْ المرءْ فيها " أُنثى " ،
عليِهْ أنْ يدفَعْ الثمنْ غاليِـا

واسيني الأعرجْ





مغتصب بأرضه !
شعر اليوم بمعنى أن تكون بلادك محتلة ، و تراب أجدادك معتد عليه ؛
شعر بالجزع و الوجع ، قهر حتى الإختناق !
مسلوب الإرادة و الرجولة ، مكتف بقيد أدمى معصميـه ،
علم أن الخسائر ستكون فادحة ، لكن بـ هذه الوضاعة ، لم يفكر أبدا ،
أراد أن يتصف بصفاتهم و يقابلهم بجنس العمل ، فهم قتلوا اختيه ، ظن بإنهم سيصمتوا ، بل و يكتفوا بعذاب بحقه ، لكنه أخطأ ، و النتيجة أشنع وصفا ، و أثقل وزنا ، و أعمق ثقبا للقلب !
هو من أوصل نفسه لهذا الوضع المخزي ، هو من فعلها !
و لكن ما كان عليه فعله ؟ يتركهم يخوضون ظلما في الارض من دون ان يحاول قمع بطشهم ولو بتعريض عنقه للجلاد ؟
أيجب أن يصمت الرجل لئلا يقهر ؟
من أين جاءوا بهذه الدناءة ؟ ألسنا مسلمين ؟
مالذي أبقوه لمرتزقة امريكا ؟
يشعر بتمزق رجولته و شرفه و روحه !
دنسـت بغداد اليوم امامه ، وهو رابض على مقعده الحقير

إنتشى الحيوان بـ ويلاته ، دمر أرضه و عث فيها الفساد برفقة من هم من شاكلته النجسة و هو راض ، أين هم من حديث المصطفى عليه و على اله و صحبه أفضل الصلوات و السلام بـ أن كل المسلم على المسلم حرام ، دمه و ماله و عرضه ؟!
سفكوا الدماء
و إختلسوا الاموال
و هاهم ينتهكون الأعراض
تبت أياديهم ،
تبت !

فـ لتصمت هذه الضحية ، و لتتوقف عن نداءه ، فهو مشلول ، عاجز و مكبل !
ما تفعله لا نتيجة له سـوى دق رأسه بـ قضيب من فولاذ ، ليهشمه فيتبعثر و من ثم يعود ليجمعه فيهشمه من جديـد ؛
أناتها تلك ، آه عليه و عليها

يارب ، يــــارب ، أنت معها ، أمددها بالصبر ، الصبر الكثير يا إلهي
و إمددني بالعمى و بالـ صم !
أمددني بفقدان تام لـ ذاكرتي ،
تبا لي ، تبــا لإنتقامي و لـ دمي الثائر ، تبا لرغبتي في إحقاق الحق ،

صـوت الجلبة من خلف الباب لم تكن سوى حطبا لناره ، سينشر غسيل فضيحتها ،
سـ يعلمون أجمع بـ فداحة ذنب إقترفوه بـ صمتهم كـ شياطين ، و قد يكونوا كذلك الآن ايضا !
لا يريد أحدا بعد الآن ،
لو إستقدموا المجئ بـ دقائق لـ كان سيرحب بهم ،
آه على زمن الخرس ، علينا إبتلاع الظلم و إن كان كـ أشواك تلتصق بـ جدران الحلق فـ المرئ !
يصبون لنا في حفل تأبين فجيعتنا أكواب من زقوم مغلي ، لتساعد على إبتلاع ذلك الظلم بـ سهولة !!
يغتصبون أراضينا وعلينا أن نصمت ، و لم ؟
لإن الكلام .. يجعلهم يحرقونها بـ من فيها !!

الألم الذي إسبتد بجسـده جعله يصارع الموت بـ جزع ، لا يريد الموت الآن ، على الاقل حتى يعلم نهاية هذه الضحية ؛
تعالت الاصوات من خلف الباب لتغطي على صوت عويل ابنة عبد الملك .. و صراخ ذيل عدوه بها لتصمت مع صفعات لابد من إكرامها بها !
فجأة ، شـرع الباب ، لتملأ جثة قاسم الفتحة ، ذاك الذي ما إن لاح له المنظر الحيواني المخزي صرخ بـ إبن أخيه و قلبه يكـاد ينفجر بـين الرئتين ، ليمزقهما و ما حولهما من الاحشاء : هشاااااااام يا حيواااااااان شسووووويت ؟!!

إبتعد هشام بسـرعة ململما ذاته و جسـده يشتعل غضبا ، لاحت له الرؤوس القصيرة لـ زوجة عمه و روشن اللتان تقفان خلف عمه و شعر بـ التوتر حينها ،
ظهر عبد الله من العدم و اغلق الباب خلفه مانعا الحرس من الدخول ، و ما إن لمح الخزي الحادث شعر بإنصهار ساقيه و كاد يغشى عليه من هول المصاب ، لم يستطع إرسال رمق للمكبـل بـ مقعده ،
بل شعر بإشتعال روحه هو ، فـ كيف بـ علي ؟!

زوجته سبقت والدتها وهي تركض نحو المجني عليها الملتوية على جسدها حتى تستر عريها و فضيحتها ، لا شئ يدل على كونها حية سـوى إنتفاضة هستيرية لبدنها المدمى بخدوش حيوانية !
إنتزعت خمارها بلا وعي منها و هي تنتحب و دعوات حارة تلك التي رمت بها ابن عمها الحقير ،
غطت الفتاة وهي تحاول إحتضانها و لكن الأخيرة إستنفرت قربها و عويلها يزداد وطأه و لم تكف عن مناداة علي ، تارة بـ أنين ، و أخرى بـ صياح مكتوم !

مصيبة عظمى شلت الجميع مؤقتا ، لا احد يعرف ما الأجدر لفعله ؟ إنها فتاة !
دنست طهارتها في منزلهم ،
شاركوا بـ ذبحها من دون علم أو دراية ؛
كبيرهم كان مرتجف البدن ، معصور القلب ، تائه العقل !
خيل له إنها صغيرته ، هاهو يراها متكورة على نفسها و قدها يهتز بإستماتة طالبة الرفق من هذا المقعد ، لكنه يأبى إلا أن يكون حيوانا بشريا !
إلتفت بـ عجل الى الوراء إثر صوت الارتطام الذي حدث ليجد زوجته ملقاة أرضا بلا حراك ، و كإن روحا فارقتها للتو ،
لم يدنو منها بل إستدار نحو هشام مزمجرا بأبشع الالفاظ الشاتمة : ياااا **** ، الله ياااااخذك ياااا **** على هالسوااية الطاااايح حظهااا ، الله ياااااخذك

إستغل نسيبه الاول الامر ، ليتقدم من هشام فيلكمه على أنفه لكمة رجل شرقي غيور رغم شعوره بالدوار العنيف : ياااحيواااااااان ، لك شلوووووووون ، شلـ ـ

زمجر هشام وهو يدفع به و يمسح نزيفه الانفوي بـ قميصه الممزقة ازراره : اكل *** يااا **** ، بس باااقي علييية الـ **** ،،
ليستطرد محدثا عمه بذات الغضب : وانتتتته اسكتتتت لتصييير شررييف هسة براااسي ، إنتته علمتني اخذ حقي حتى لو احرق العالم ، و هذا الكلب إبن الكلب اخذ بت عمممي ، و جان لااازم يذووق النار الـ بيية

: أنععععل ابوووك لابووو حتى ناااارك ، الله يااااخذك يا حيوااان ، منووو صخم وجهههك و قلك سوووي ، البنييية بتتتي و اني بكيييفي اذبحهاا ، الله يفضحــك ياااا نقــس ' نجس '

: والله ماكوو نقس غيررره ، و خلي يشوووف الذل ، و بعد و بعععد قدااامه ذل اقووى من اجيييبله اختتتتـ ـ

: يا حيـواااااااااان ، عببد اللـــه تعاااااال فكني

قفزه بالمقعد سبب غرس ذلك النصل الخشبي بفخذه أكثر ، ليصرخ متوجعا بـ شدة ، إنهمار النزف أدى لـ أصابته بـ دوار حالك اللون ، فـ الدم كله قد غادر رأسه متوجها نحو الأرض ليـنهمر كالسيل من ذلك الشق المرعب !
عبد الله المتوجه نحو والدة زوجته تركها لـ يتحرك راكضا نحو علي و الآن فقط إستطاع اختلاس النظر له و هاله ما رأى ، فـ حث الخطى مسرعا شاعرا بقلبه يهبط حتى يسار قدمه : هااااي شنووو ؟ شلووون طبت ' دخلت ' ؟
إستدرك بعجل بعد أن بدأ يستشعر إغماءة قريبة تلوح قريبا في إرتخاء جسد الـ علي : لــك علي إسمعننني تحمممل شووية

: فـــــك إييييدي

: وخـــر من عنده عبد الله

كان ذلك امرا صارما من قبل قاسم المتأكد بإن الدماء ستغطي ارضية المكان اكثر حالما يحرر يدين هذا الجرذ

لكن عبد الله لم يهتم لوجود أحد غيرهما ، و لم يفكر بـ عمه و بعقاب بإمكانه أن يحط فوق رأسه لو خالف جبروته ، لإنه سيستقيل الرجولة و الإنسانية لو إرتضى بالصمت المنكسر و إتباع أوامر المتغطرسين بـ هوان

أخرج مفتاحه المخبئ جيدا بأحد جيوب بنطاله و فك مسرعا اوصاد علي ، ليحاول الاخير الوقوف على رجله اليسرى ، فاليمنى إنتهت صلاحيتها منذ اليوم حسبما يبدو !
أسنده عبد الله صائحا به : أوووقف شوووية ، قلللي شسووي ؟ أطلعهااااا ؟

: بسررررعة !

لينحني بسرعة فيمسـك بالخشبة و جسده متصلب لشدة التوتر ، قد ينهي الرجل لشدة الألم ، و قد يكون الاخير مخطئا بشأن إخراجها ، عليهم الإتصال بالمسعفين !
صرخة علي و ثقله الذي يرمي به على ظهره أجبراه على سحب طرف المقعد بـ لا إدراك و صوت تمزق الخلايا إستقر في رأسه حتى كاد معه أن يخر مغشيا عليه .. رمى بأداة الغرس تلك بعيدا و هو بحاجة لمن يسنده ، لا أن يسند ؛ الدم الغزير دفع بالصراخ ليهرب من حنجرة روشن التي تحاول بـ والدتها ان تستفيق !

ببطئ إستقام زوجها وهو يحاول جاهدا ان يسنـد جسد عديله بكل ما أوتي من قوة ، ليهمس الاخير بأذنه جزعا : اريد سلاح ، عبد الله دخيل ربك إنطيني سلاح

: علي ، شوف حالتك ، على كيفك ، ترة متقدرلهم والله متقدر ، اذا هد عليك رياجيله يشرحوك والله العظيم

برأسه ضغط على كتف عبد الله لتشتد حدته و لكن بنفس درجة الخفوت : ليش اكو تشريح اكثر من هيج ؟ جيبلي سلااح من هذيج البوفية ' مشيرا بحركة من رأسه نحو الدولاب الذي أخرج منه الكلب سلاحه منذ قليل '

و بـ نبرة متراخية اردف : و طلع البنية منااا ، اماانة الله يمك خليتها

جلجل صوت قاسم في القبو ، حتى ضاقت بهم الجدران : عبد اللــــه عووووفه ، عوفه و تعااال طلع النسوااان

ليشد علي من قبضته فوق ذراع عبد الله الصامت ، فـ تكلم اخيرا قاصدا زوجته التي نجحت بـ إعادة الوعي لوالدتها : رووشن أخذي البنييية و طلعووا بسررعــة

لن يترك هذا المفجوع بمفرده ، !
بالتأكيد سيغمى عليه ، لا محالة !!
عجب لوقاحة هشام الذي لم يهتز طرفه لـ عظيم المصيبة ، بل إكتفى بـ تعليقات حقيرة يرمي بها بين الفينة و اختها
روشن نفذت كلام زوجها بأنفاس تكاد تخنق بعضها لشدة اللهاث ،
لم تعتقد بإنهم سيذوقوا يوما طعم الدم هكذا ، أو حتى يستنشقون رائحته بـ ذي قرب !
حاولت بالفتاة كي تغادر معهم إلا إن الأخيرة رفضت وهي تتمسك بالأرض بجنون ، من تحت خصلات الشعر المتبعثرة كانت تسترق النظر لـ علي الثائر و نحيبها يعلو لـ مظهره
يكاد يفقد صوابه ، أم إنه فقده فعلا و إنتهى الأمر ؟

إنتفضت لـ صرخة قاسم الـ ' ' ، بزوجته يأمرها بجلب أي عباءة تستر الفتاة !
تسترها !!
نعم تحتاج لإن تستر فـ هي نصف عارية لباسـا ، أما الحرمة فقد أنتهكت و صار عريها مفضوحا ، آه على وجع الحرمات المستباحة

آه على نزيف بـغداد بعد تفجيرات أبناءها المتواطئين مع الرؤوس العليا ،
آه على دماها النازفة في الشوارع ،
كم شهيد و شهيــدة رموا أشلاءا على مبانيها و حدائقها و مدارسها ؟
الله يا وجعك يا بغـداد ،
والله لو نزفت العيون بدل الدموع دماها ، ما أوفتك حزنا يعصف بها و يقصف عمر رؤيتها ،
كـ برادة من زجاج أعمت عيوننـا وجعا عليك و حزنا على رؤياك محمولة فوق نعشك الدموي !
القلب مختنق من عبراته و هو يحصي أعداد الاكفان المحمرة بدماهم يا ارضي الحبيبة ؛
آه يا عراق الكبرياء ، آه يا أرض الشدة و الأشداء
و كإن العراقي يرفض السلم و الهدوء ، و كإن احفاد صلاح الدين الايوبي يجابهون الرخاء !
إعتاد العراقي على الخوض في مضامير المعارك حتى صار القتال يجري مجرى الدم بشرايينه ، و من ثم الاوردة فيصب بالقلب المحتضر ، الذي سرعان ما يحتضن نفسه لئلا ينتهي عمله ، ليعود منبعا لعشق الحروب !

و لكن ضعفاء النفوس ، أحفاد المنافقين من المسلمين ، لا ينفكون عن نهشه ، يودون لو إن اجله يتقدم ، فيمسي العراق سحيق !
تبا لهم و لـ رغباتهم الحقيرة ، و رغما عن أنوفهم العوجاء لن نزل نقدم أرواحنا فـداءا لتربة أسقتها دجلة ، و رواها الفرات .. فـ ما أحلى الشهادة في سبيل الوطن ؟
ما أحلى أن يموت مدافعا عن اهل ارضه و تربته تربة الانبياء و الاولياء ؟!
هنيئا لك يا أبي ،
هنيئـا لأهليكم و أخوتكم ، هنيئا لـ سيداتنا الشهيدات ،
طوبى لكم عقبى الدار إن شاء الله !



؛

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 19-09-12, 10:42 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




لا تندمي..

كل الذي عشناه نار سوف يخنقها الرماد

فالحب في أعماقنا طفل غدا نلقيه.. في بحر البعاد

وغدا نصير مع الظلام حكاية

أشلاء ذكرى أو بقايا.. من سهاد

* * *

وغدا تسافر كالرياح عهودنا

ويعود للحن الحزين شراعنا

ونعود يا عمري نبيع اليأس في دنيا الضلال

ونسامر الأحزان نلقي الحلم في قبر المحال

أيامنا في الحب كانت واحة

نهرا من الأحلام فيضا من ظلال

والحب في زمن الضياع سحابة

وسراب أيام وشيء من خيال

ولقد قضيت العمر أسبح بالخيال

حتى رأيت الحب فيك حقيقة

سرعان ما جاءت

وتاهت.. بين أمواج الرمال

* * *

وغدا أسافر من حياتك

مثلما قد جئت يوما كالغريب..

قد يسألونك في زحام العمر عن أمل حبيب

عن عاشق ألقت به الأمواج.. في ليل كئيب

وأتاك يوما مثلما

تلقي الطيور جراحها فوق الغروب

ورآك أرضا كان يحلم عندها

بربيع عمر.. لا يذوب

لا تحزني..

فالآن يرحل عن ربوعك

فارس مغلوب..

أنا لا أصدق كيف كسرنا

وفي الأعماق.. أصوات الحنين

وعلى جبين الدهر مات الحب منا.. كالجنين

قد يسألونك.. كيف مات الحب؟؟

قولي... ... جاء في زمن حزين!!

فاروق جويدة





الإغماء قارب على الانتصار هنا ، فـ دماءه النازفة أوشكت أن تغلب تلك التي إحتضنتها الأنسجة خوفا من هروبها هي الأخرى ، عبد الله خلع قميصه ليجلس على ركبة واحدة تلطخت بالاحمر اللزج الملون للارضية ، ثوان هي و صاح بعمه طالبا الرفق : عمممي دخييل الله خلي نوديه للمستشفى ، رااح يموووت

: موتتهم ان شااء الله الـ **** ، عووفه يا نـ*** عوووفه شكوو حارق دمك علييه ، لو هسة يطلع صاااحبك و متفقين على عمي

كان الصوت قادما من ذلك الـ متشبه بالخنزير ، مسخ الله ملامحه البشرية ليبدو وضيعا مقرفا لدرجة الغثيان !

قاطعه قاسم بقرف من رائحة الدماء التي ملأت رئتيه ، هه و يطالبه الطبيب بالراحة ! : من دنعععل ابوك لابوو حتى عمك يا **** يااا عديييم الشرررف
ليستدرك محدثا عبد الله : نزززله بالقاااع ، هســ ـ ـ

: علييييييييييييييييي

صرخة فـ لطمة على الصدر و إهتزاز قدمين فـ دوار !
هرب الدم بأكمله للساقين عله يسندهما و يثقل من وزنهما لئلا يرتخيان ، تاركا الوجه شاحب شحوب الموتى ؛
جالت بنظراتها المرتعبة في المكان ، لتثبت على ذاك الجسد المغطى بـ خمار عريض !
لم تفهم شيئا ، لم تعد ترى او حتى تسمع !
لكن اللسان كان رحيما و لم يخذلها ، لترسل إستجداءها لـ والدها المشتعلة نظراته نارا متقدة : بابـ ـ ـا ، لـ ـ ـ أ ، لـ ـ ـ أ

إستنفر جسد هشام ليصرخ بها قبل والدها مجازفا في الإقتراب نحوها : منوو طلعج ياااا كلبببة ؟ صعععدي لا هسسة ادفنننج هنااا

زجره والدها مهددا : هشاااااام الله ياااااخذك انجججب


لم تعره إهتماما ، بل تقدمـت بخطى قصيرة بعد أن أسعفتها أقدامها حتى وصلت الضحية و لسان حالها يصرخ بـ ' يااارب مو ليناااااا ' ،
تمنــت الموت هنا ، و الدفن على ان ترى تلك الصغيرة في موقف كهذا ، و أمام اخيها ، هذا الحبيب
لا تعرف مالذي شعرت به لما تبينت ملامح الفتاة ، أهي راحة غمرت الروح لكون أفكارها المنساقة حول اللين خاطئة ، أم فجيعة لـ كونها فتاة ذاقت الويلات هنا !
لم تكتشف من هي ، لترسل بـ توسلها الراجفة نبرته نحو ابيها : بابـ ـ ، منـ ـ ـو ؟

: بت الكلب ابن الكلب صااااااحبكم عبد الملك ، شلوون متعرفيهااا !

سخرية هشام وهو ينقل الخبر كانت السبب الاعظم في شق جيب الحزن ، حتى تتقاطر منه الدموع الملتاعة ،
إبنة غريم والدها !
مالذي فعلوه بها ؟
مياه المآقي إنسابت فوق خديها و هي تلتفت نحو ابيها لتصرخ به من أبعد نقطة في الأعماق ، تلك الصامدة امام الكثير ، لكنها إنهارت الآن و صورها هناك في منزل عبد الملك تعود لترتسم أمامها بكل شراسة : هااااي شسوويتووووو ؟ يا الله يا الله شسويتووو بيهاااااا ؟ شلووووو ..... آآآآه الله لااا ينطيييكم إن شـ ـ ـ

: أكلـي *** يا ****

صفعة من كف هشام الواقف بالقرب أخرستها ليتلقى فكه قبضة عمه القاسية : هشااام اطلللع برااا قبل لا ابتتتلي بـ دمممك

: لييش اطلللع ؟ لإن دا احجي الصــدق ؟ بييك خيررر اضرب بتك بدل لتضربني هاااي الي لبستتتك قروون

ضربة أخرى كانت من نصيبه و لكن وابل الحقارة لم يتوقف من أن يقذف من لسانه القذر ، و هي إنكمشت على جسدها قليلا لتنحني نحو سارة بمحاولة ' بائسة ' لكف الوجع قليلا : سـ ـوولـ ـج شـ ـي ؟

إرتفاع النبرة الباكية و الضربات الموجهة من رأس الرابضة ارضا نحو القاع اكدت لـ جلنار تخوفاتها ، ليزداد بكاها و هي تتابعها بقلة حيلة ، ما عساها ان تفعل ؟
ما الذي حدث هنا ؟ تجزم بـ أن معركة ما قد حدثت و اخرى على مشارف الحدوث !!
إبتعدت خطوة عن سارة حالما تقدمت روشن بالعباءة مع زينة المصعوقة من جليل الواقعة ، لتصطدم قدمها بـ شئ ثقيل ، أخفضت رأسها لـ ترى ما هيته ولم يكن أكثر من مسدس مزود بكاتم صوت !

نظرات هشام كانت تتابعها و ما إن لمح مراقبتها لـ سلاحه صرخ بها محذرا وهو يقترب : ديري بااالج تلزميـ ـ ـ

صمت حينما تحدته و هي ترفع بالمسدس بسرعة لتوجهه نحوه و كلها ترتجف من الإرتياع ، يعلم بإنها لا تقوى إستخدامه لذا إستمر بـ تقدمه نحوها و نظراته تهددها بوعيد مستعر ، لكنها سبقته لتركض نحـو زوجها المخبئ رأسه بـ كتف عبد الله الذي صاح بـ هشام بـ جسد مرتعش بغضبه : انتتته شنوو ؟ متشبببع دم ؟ كااافي ارررحم نفسسسك

ما إن وصلت عنده و لامست بـ قدميها الحافيتين لزوجة الدم حتى خرت أرضا بـ جزع ، تراخى المسدس من بين الاصابع ليفلت هاربا من يدين غير واعية لـ خطورة تحتضنها

كان مائلا بـ جسده و مستندا بـ ثقله أجمع على كتف عبد الله ، و لكن رؤية ذلك الهدف أبعدته عن الاخير ليجر نفسه خطوة واحدة مميلا بجذعه أسفلا حتى رفع السلاح و من دون أي إضافات كلامية ، و كإنما يضغط على مفتاح تشغيل مصابيح الإضاءة ضغط الزناد بعد أن صوب المسدس نحو ذيل الكلب ليقطعه .. و يعزي كلبه به !
صرخة و إثنتان فـ عشرات ،
تلك التي إنبثقت من حناجر جميع من حوله ، لكنه أبى إلا أن يثأر لـ عرضه الذي أستبيح امام أنظاره الجبانة ،
نعم جبـانة و وضيعة !
كان عليها ان تنقذ الوضع و تحرق ذلك الـ ... بمكانه بشراراتها ، لكنها اخفقت ، و خذلته !
ويل لها ما زالت تبصر رغم كل ما غشاها من كتل دموية على مر السنين ،
و أخر خيط دم رآه كان القشة التي قصمت ظهره لينسى إنسانيته ، و ليركل بـ عمله المقدس نحو الجحيم ، و لـ يصمت ضميرا يذكره بقسم إتخذه منـذ اعوام أسلفت
الرصاصة الأولى كانت من نصيب رجولة إفتخر بقذارتها ، و الأربعة الاخريات تتابعن لـ تخترقن غضاريف ركبتيه ، و مرفقيه !!

فـ ليعش عمره عاجزا كما سيفعل هو !
بمثل ما مزق رجولته و كـبرياءه و قدرته امام رؤيته تلك الجريمة ، مزق له أثمن ما يملكه ، و ليدعو الله جهرا فـ سرا بالموت ، فإن لم يمــت الآن ،
سيـبدأ عقابه الفعلي !

شخصت أبصار الجميـع و بـهتوا من شـر تلك الفعلة ، ليشرع الباب على حين غرة ، فيظهر من خلفه رجال قاسم بـ نية ' معتمة ! '
بذات الوقت و بعـد أن ' سترت ' في العباءة جرت بـ قدها الممتلئ بـ تفاصيل ذكرى قذرة من زينة و روشن ، لتركض بلا إدراك بإتجاه علي فـ تختبأ خلفه و هي تتوسله أن يهربا !
لويحظات تلك التي فصلته عن ثورة قاسم و رجاله و صراخ هم به الجميع ، متوجهين نحو ذلك المسجى أرضا بدماءه ، و جسـده ينتفض كمن تنتزع روحه من أخمص القدم
عويل النسوة تداخل مع الصياح الذكوري ، ليفاقموا رغبته في الابتعاد عن هذا الواقع ، فيحـرك شماله رغبة منه للتمسك بـ عبد الله الجامد محله بشئ من الصدمة المتوقعة !
ليقترب حدوه الأخر خطـوة ، سامحا له بالإرتكاء عليه ، و هامسا بـ شرود : لك قااسم رح يكتتتلك !

بـ بقايا وعي أجابه : سارة بـ أمااانتك ، لوو صارلي شي رجعهـ ـا لأبوها الـ ****

صراخ كبيرهم اجبر زوجته و إبنتيه على المغادرة بعد أن حمل هشام من قبل الرجال ليـنقذوا له حياة على وشك أن تنتهي ، و لكم يتمنى علي ألا تفعل !

: جلنااااااار ، طلعععي منااااا بسرررعة

إرتعدت الفرائص و صورة ابن عمها ما زالت تعلق في جدران الشبكية لتمنعها من رؤية شئ اخر بوضوحه المعهود ، لكن تكرار تلك الصرخة من والدها أجبرتها على فهم مصيبة يخطط لها !

: عبببد اللـــــه يا اثوووول عوووفه لهالـ **** و طلعععها هااي الثوولة قبل لا ابتلي بيهااا

سيقتل علي ، سيقتله لا محالة ؛
و هو لا حول له و لا قوة على المواجهة ، قاتل إبن عمها سيمــوت الآن
ذاك الحبيب الذي غاصت في أعماق بحور جنونه حتى غصت به و إبتلعت مياهه رغم سعال متواصل كاد أن يصيبها بمقتل !

و لكن إرتياعها عليه تبدل بأخر .. منه حينما علم هو نية والدها المتقدم نحوها ، يريد سحبها خارجا حتى يستفرد به ، فيـأخذ بـ ثأره بعيدا عن انظارها !
رفع بـ سلاحه مجددا و هذه المرة يصوبه نحـو قاسم ، الغريم الأول ؛
إن كان ذلك الذيل قد ذبح أختيه ، فـ ليس إلا سكينة نجسة ، و قاسم هو اليد التي إحتضنتها لتنحر الصغيرتين !

الرابضة أرضا ، كادت ان تحفر الارض بيديها و تحضر قبرها البائس ، ليتها نجحت في الهرب هناك ، حيث كان بإستطاعتها النجاة من كل هذه الدماء ،
لـ كانت الآن ' بنت ' لم تزل طاهرة بنظر والدها ، و نفسها !
فـ أصبحت تبصر الاجرام بذاتها ، و كإنما هذ العطر المعبق بـ دم و بارود هي الأساس في رشه هنا و بينهم ،
ذكرت نفسها بـ ' ذنب لو ' لتستغفر بـ نبرات متعالية ، تكاد تفقد خيط التعقل الرفيع المتبقي !
أسندت اطراف بيضاء مرعبة لشدة الشحوب الدموي أرضا لتعينها على الوقوف ، لتتزحلق مرة تلو أخرى إثر دماء تغطي البلاط ، دماء غاليها ، هذا الذي لن تراه بعد اليوم ، ميتا كان ام حيا !
إنتهت فصول حكايتهما الدموية منذ الآن ، و لكنها لن تتركه ينحني أمام المشاهدين بمفرده بعد أن أدى دوره البطولي ، بل هي من ستفعلها لـ تسدل بعدها الستـارة فوق ركام العمر الجميل

إستطاعت أخيرا ان تستقيم ، لتكون بمنتصـف طريق بينهما ، فـ على طرف والدها ، و الأخر علي متبوعا بـ إبنة عبد الملك الثابتة مكانها بفعل إمساك عبد الله لها !

: طلعي براا

هذه المرة جاءها الأمر من الرجل الاخر ،
هذا الذي يتعمد أن يناديها بـ لا شئ !
لـ تجلجل المكان صيحة من قاسم : جلناار طلععي بسررعة ، عبد الله يا حيوااان طلعهاا عااد

حاول بـ الضحية للتحرك بها لكنها أبت بإستنفار و هي تستقتل متمسكة بـ طرف قميص علي من الخلف : لالالالا ،، عليييي ما ارووح !

إستدار نحوها و جسده مائل شمالا و تجهده المقاومة لـ لحظات فقط ، قد تكون عمرا بالنسبة له : ساااارة طلعععي بسررعة ، هسسة يرجعج للبييت

بهستيريا إلتصقت بـه و لكن ما إن خلخلت توازنه إبتعدت ليسنده عبد الله ، و ليزمجر هو مجددا : عبــد الله طلعهم بسررعة

لسان ثقيل و نظرات تائهة ، تكاد تشعر بـ ملك الموت يقف في مكان ما ، منتـظرا الامر الالهي لـ سل الروح من احد الاجساد ، او من جميعها !

: طلعي

رفضـت الانسياق ، فـ تحرك عبد الله بـ سارة الى الخارج ، و بنيته العودة لـ الاخرى ، تلك التي تقدمت بـ ضعف خطوات نحو احد الجحيمين ، الذي سرعان ما هددها لتقف مكانها ، لكنها أكملت المسير غير أبهة بـ تلك الفوهة الصغيرة الموجهة نحو صدرها ،
بـ توسل ركيك ، و المحاجر تأبى أن تذيب التجمعات الدمعية و تحررها نطقت : لأ ، الله يخليـ ـ ـك عـ ـ ـوفه ، هـ ـذا أبـ ـوية

: جلنااار طلععي ، لك عبد الله وييينك تعااال اخذهااا

ردا على رعب والدها المترقب رصاصة تخترق جسدها ، صرخت وهي مولية له الظهر ، و الملامح تكـاد تحفر بـ حدة وجعها ذاكرة رجل يود قتلها هنا ، قبل والدها : ما ارووووح لمكااان ، ما اعووفكم تتكاتلون و اسكـــــت

: وخري من قدامي ترة اضرربج

: أضررب

ذلك التحدي دفع به من شرفة التماسك ، ليجهز السلاح ، غير مدرك لخطورة يقترب منها : ترررة هسسسة مستتتعد اكوومج هنا جثثة وابووج فووقااج ، فـ وووخري من قداااامي

بإصرار أكبر و هي تتمسـك بـ مقدمة المسدس لتضعه يسار الصدر حيث نابضها المثخن بـ لوعته : أضرررربني وخلصننني ، أضربنني والله ارتااح تعببت ارييد اروح يم رب كريييم

: جلنااار وخررري ، سمعي الكلام و وخري باااباااا !

هو الذي تبرأ منها ، امامها و من خلفها ، و لكنه كـ أي أب يرى فلذة الكبد في مواجهة الموت ينسى كل شئ إلا حب نشأ في حنايا القلب و انعجن به منذ الاحتضان الاول لمخلوق صغير لطالما كان يخصه

اما الأخر فـ يعلم بإنه قد يتهور و يفعلها بالاخص بعد استفزازها هذا ، لـذا حرك الفوهة ليسندها فوق كتفها مستخرجا حروفه بـ شدة إعتادتها : الله يااااخذج و ياااخذ اليووم الـ شفتتج بيه !

' سب الدهر حرام ' ، لكنه لم يكن بذي عقل حينها ، لتقابله بـ جمود غريب ، متبوع بـ خطوة نحوه : ابويـة لأ ، أكتلني قبله إذا تريد

شعرت بـ دواره و كإنها هي المتضررة ، لتسنده بـ ضعفها و قلة حيلتها ، سامحة لتلك الدموع بـ أن تهرب خلسة من بين الاهداب ، لا تحب ان ترى احدهما ضعيفا
لطالما كانا بشدتهما يزعجانها ، و لكن لكلاهما عشق يخصه بإنفراد ، و عشقها لـ هذا الـ علي حتم عليها إحتضانه و لو كان الموت يدنو منها راكضا

إشتعل قلب والدها ليحث خطاه المترقبة نحوهما : انتي شدتسوين ؟ اقللج طلععي هذاا مخبببل

بالفعل ، كان حينها ' مخبل ' ،
فما إن عاد له وعيه الذي فقده لـ ثوان ، حركها امامه لتقابل والدها مثبتا بـ فوهة المسدس بجانب رأسها !
شعـر بإرتجافة جسدها و هي تلتصق بـ ظهره و كإنما تطلبه الحماية من جنون قد يبعثرهما ، إلتمس رعبها و لم يهتم ، بل تشدق لإن يفعل ما نواه عبد الملك منذ الأزل ، و لكن .. أ يعقل أن يفعلها بعد توهانه في بساتين الحقد المزروع بـ صدره ضد والدها و إبن عمها القذرين ؟ أم إن شجرة طيبة نبتت بينهما لتصلهما بأغصان متشابكة ستشفع لها ، و تعيد له رشده !

بـ غضب هادر أردف قاسم و الرعب يكاد يفتت رأسه : دييير باااالك تسويهااا ، والله أذبحححك ، والله اذبببح اختتك و الله العظيييم !
ثم إستطرد باحثا عن عبد الله بحدقتين تكادان تسقطان ارضا : عببببببد الله وييييينك يا اثووول ، ' ليستدرك بـ هستيريا ' عليييي والله العظيييم تترحم على روحك اذا طخييتها ' لمستها '

ليشخر علي بسخريته المعهودة : تهدد و بتتك جوة ايدي ، فهمممممني طييينتك يا حيوااان

: علي لأ ، لتخـ ـ ـوفنـ ـ ـ

: خاااااافي ، خاافي مثل مخااافت ساارة ، خاافي مثل مطيحووا حظهااا ، قوليييلي اهللج شنووو ؟

تأوهت ألما من غرسه الفوهة بـ جانب جمجمتها شاعرة بإنها على وشك أن تسحق : آآه ، راااسسسيي

بزفرات حارة هددها و ما زال بين الصحوة و الإغماءة : سكتتتي لتخلييني افجرره لرااسج صدق

توسلته مرعوبة من أن يفعلها ، معرفتها بهذا الرجل اثبتت لها بإنه لا يستصعب اهول الامور ، و لا يقدر أثمن النعم البشرية المحاط بها : عليييييي

أفلتها على غرار ما فكرت به و صوته يكاد يصم أذانها : الله ياخذج و ياااخذ علييي ويااج

و لتثير عجبه و سخريته بذات الوقت لم تبتعد عنه بل إستدارت لتواجهه مجددا ، مستجدية الرفق من قلبه المصقول بشفرة من القسوة فكيف به أن يكون بعد ما حدث و بعد ما رأى ؟! : عليي كاااافي أرووحلك فدوة ، شووف شسوويت بهشاام ، هاهييية الله يخلييك كااافي والله حمـ ـوووت

وعـد بـ نار لم تخمد بعد ، و لن تفعل دهرا : وخررررري من قدااامي عاااد ، خلص حساابي ويااج بقى ابوووج الـ ****

شهقة مرعوبة و بكاء مرير ، ثم أنين صامت !
بمكر أنثوي غلبته ، كما ظنه هو ،
فـ إن إستطاع دق عنقها رغم بكاها ، لن يلمس لها شعرة بهذا الانين الحقير الذي لطالما كـان سببا في تهييض حاجة ما في نفسه ،
كادت أن تستنطق شئ ما وسط حريقه المستعر ، لكن الألسنة اللهبية إلتهمته بـ نهم حتى إبتلع بلا أثر خلفه ، ليعود فيزمجر بـ ذات الغضب : ترة ما اريييد اضربه قدامج ، ما ارييد اصيير مثل الكلب ابن الكلللب ابن عمممج و ارااوييج شنوو يعني تصيرين عااااجززززة

: اللـ ـه يخليـ ـ ـك

: الله ليخلييني إن شااء الله ،

و أنهى جملته بـ إطلاق رصاصة وجهها الى السقف ، كـ منبه شديد اللهجة ، و لكن إرتعاشة جسدها و صمها لأذنيها هكذا افقده صوابه أكثر ، ليجرها نحوه بقسـوة حتى إرتطمت به ، و سرعان ما اسندته بعد ذلك القلق من أن يسقط ،
أنزل يده الحاملة للمسدس بجانب جسده ، ليحمل سكينا فيدسه في خاصرة الحب !
فـ يجتثه مرة و إثنتين و ثلاثة حتى رآه ممزقا أمامه كـ الرث من القماش ، بيساره أمسك حنكها ليختلس انهاء المسرحية التي رجت أن تشاركه البطولة فيها ، ليخيب ظنونها السخيفة بفحيح افعى : الله ياااخذج ، و يااخذ عبد الملك الي عرفنني بييج ، عرفتي هسة ابووج شنوو ؟ تأكدتي إنو هوة كلب إبن 16 كلب ؟ هذااا الي خاايفة عليه مجرررم ابن مجرميين ، صدقتي هسة كل حجاية عليه ؟ خلللص ، بعد الي يربطج بـ تااااج رااس اهلج انتتهى ، رااح أطلقج يا بت قااسم الحيواان و اخلص من هالعاائلة الـ ***

طعنة في الوريد ، بل في الشريان الأبهر ، لا بل في منتصف القلب لتشقه نصفين !
نعـم فـ هو فقط ما يستطيع الإجتياح بجيوش الوجع هكذا ، هو فقــط ما بإستطاعته أن يمـزق أجنحة النورس الجميل ، محرما عليه حتى متعة الحلم بالطيران !
طأطأت رأسها بـ روح متهشمة أجزاءها ، لتأن مجددا و بـ شهقات عالقة وسط الحنجرة ، على نهج شبيه لطفل تيتم توه !
لم يود فعلها ؟
تدرك جيدا أن هنالك نهاية حتمية ، و لكن لم يستعجلها ؟
لو إنتظر والدها ليجبره فقط ،
علي ، أوجعتني بحق ربك العظيم ،
أدميت قلبي بـ وصل و جفاء و الآن فراق !
قل لي بربك من أين لك بـ قسوة فرعونية كـ تلك يا رجلا ادمى نحري بقيده الحديدي ،
ليفصل سلسلته الآن و القيد ما زال يخنقني ، أيها الاناني المشبع بالثأر ،
مالذي اقترفته من ذنب لتجعلني دوما سد دين يدينونه لك ؟
سكنت بي لـ أنهم إقترفوا بحقك خطيئة ، لتغادرني بعد خطيئة أكبر !
لم لا تقدر كم التشويه الهائل الذي أصبت به جسدي بعد أن غزيت دهاليزه بـ فرسك الجامحة ؟
كم أكرهك ..
بل كم أتوجعـك ،!
والله اتوجع كما لم افعلها من قبل ، آه علي و على مصير سلمته لك راضية بقدري الموحش ؛
أتوسلك ان ترد لقلبي فراغه ، أريد ذلك الحيز الذي كان يملأه اللا احد منذ سنين ، أريده بشدة لأغرس به أهلي فـ أنساك !
أ أنساك ؟
والله لن افعلها حتى ساعة هبوط رحلتي الدنيوية لأحط في كفني العزيز ،
لم ارتدي معك الابيضان يا حبيب الروح ، لا أبيض الزفاف و لا الموت !
فـ ها نحن ذا نرتحل كل بـ طريق له منفرد ، و كنت دوما الشرقي الذي يختار له و لها ، و لـ رجل مثلك لن تكون لك سوى إمرأة طائعة ، بل مغلوبة بالحب
مثلي !!
علي ، والله اتوجع !
جد لي حلا قبل ان تتركني مدمنة أصارع نفسي و أقتلها بـ حاجة تتغلغل بي لـ جرعاتك الخبيثة ،
كيف سـ أعيش من دون إرتشاف سمك المرير ؟
أخبرني بربك كيف سـ أكون بعدك ، و هل لك ان تتخيل ألمي و أنا بـ حاجة لـ تذوق السم و لا القاه !
آه ثم آه ثم آهات على وجعـــي
ردني إليـــك أرجـووك ، ردني فـ أنا لا يمكن أن أكون من دونك !

: يللا طلقهاااا من دنععععل ابوووك لابووو عبد الملك الحيوااان الي جاابك علينااا

شخص بصرها و تلون وجهها بالأصفر السقيم ، لترفع برأسها نحوه و المقلتان تكنزان اللآلئ الباهظة ، و قبل أن ينطق بها نهته بـ نظرة تشدو أعذب ألحان العشق العراقي المجنون !
شعر بـ نصل طرف المقعد يغرز به من جديد ، ليميل بجسـده نحو الأمام قليلا ، بجسد متراخ و عقل تائه بين الصواب و العاطفة !

في خضم هذا الألم ، وصله صوت سحب زناد سلاح ما ، ليرفع برأسه قليلا و لكن جسمه ما زال منحنيا بلا سيطرة عضلية ، لم يصدم بـ هيئة قاسم واقفا قرب دولاب الأسلحة ، و مصوبا نحوه بـ أحدها
ما إن لاح لها منظر والدها مع السلاح شهقت مرعوبة لتقف أمام علي بـ دفاع مستميت : لالالالا ،، لااا باابااا عزززززة ، باابااا ارووحلك فدووة لااا

ليصرخ بها والدها و مس ما يخترق رأسه لـ تكبر به فكرة قتلهما سوية و دفن عاره !
و لكن هيئة إبنة عبد الملك منذ قليل عادت لترتسم امامه ، فـ دفعته لـ طرد ذلك المس بـ زمجرة و عنفوان .. إلا فتاته ، لن يسمح بأن يصيبها مكروه ولو قدم عنقه فداءا لها

: جلناااااار وخررري من قداااام هالنققققس ، وخررري

: مااااا .. باباااا الله يخليييك عوووفه ، كااافي والله مووتتووني ، والله رووحي رح تطلع كـ ـ ـااافي دماااااية كاااافي مشبعععت

مـدت بذراعيها خلفها و كإنها تود إحتضان حبيبها من أن يقتل بيد هذا الغالي ، شعرت بـ ثقل جسد علي الذي رمى بـ سلاحه ارضا ليسند رأسه على كتفها بـ ضعف !
إنتفض قدها الضعيف لتنهار وهي تستدير نحوه بـ جزع و الفجيعة تكـاد تخنق صوتها التالف ، حاولت إسناده بكل ما أوتيت من عشق موزع بين الحنايا بـ عدل إلهي كريم ، محملقة بـ عينيه حتى كادت تلتهمهما ، و ما إن أسدلت جفونه و إرتخت عضلاته حتـى إحتضنته اكثر لتسقط معه نحو القاع و دماه أغشت كلاهما ،
جلست بـسرعة لتنحني نحوه بـ جنون و بمحاولة أكثر جنونا للـوصول الى إستفاقة نبض قلبها الذي إستوقفه سقوط حبيبه الغالي ، صفعات خفيفة ضربتها على خده و إنفعالها الهستيري أجبر والدها على الصراخ لمن في الخارج ليسعفو ' إبنته ' من جنون احاق بـ عقلها المتزن !

عبـد الله كان اول من حضر ، ليقترب منهما و شكل الدم افجعه ظنا منه أن عمه قد أصاب نسيبه برصاصة قاتلة !
فـ مظهر الدم المحيط بهما يؤدي بـ ذهن أفصح العقلاء نحو جحيم اللا وعي
حاول أن يسحب جلنار من ذراعها المحتضنة وجه زوجها لتضرب يديه بعنف متذبذب بين ضياع العقل ، و موته ! : وخـــررر ، كلكــم الله لااا ينطيييكم إن شاء الله ، دمرتووووني ، الله ياااااخذكم ، الله ياااخذ هشااام الكلب ، الله ياااخذه ، اكرررهكم ، ضيعتوووني

صراخها المستقتل أزعج الساكن قربها ليتباعد جفني عينيه فيرى ملامح الفجيعة مرتسمة بـ أعذب صورها في نظراتها المغشية بدمع القلب مخلوطا بـ ذاك المعصور من خلايا الروح !
حرك شفتيه بـ نبرة خافتة ، مصرا على كونه البطل الوحيد هنا ، لإنهاء هذه المسرخحية الهزلية : بت قاسم ، و علي .. لازم ينتهون ، شفتي نهاية اللعب ،، بس هاهيـة .. إنتي طـ ـ

بكفيها المبتلين ' دما و دمعا ' غطت ثغره متوسلته الإنسانية : لالالالا ،، لااا مااا ..... لتقولهـ ـ ـا ، عليييي اني احبببببك والله أحبببك والله لتعووفنننيييي ، أمـ ـ ـ ـوووت اذاا عفتنننييي

أطبق جفنيه مجددا ، ليتركها تصارع بمفردها وجع افتقاد الروح و إنقطاع خيط تمالك النفس و ثباتها ، هنا في أرض إحتضنت جلل مصاب ، و عظيم وقع !




إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا...
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا ...
وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا
إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا...
وقالَ بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا ...
سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها...
وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها ..ونُرضيها...
فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها...
وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟


فاروق جويدة


.
.
.



ما لعينيكِ على الأرض بديلْ
كلُّ حبٍّ غيرُ حبِّي لكِ، حبٌّ مستحيلْ
فلماذا أنتِ، يا سيدتي، باردةٌ؟
حين لا يفصلني عنكِ سوى
هضبتيْ رملٍ.. وبُسْتَانَيْ نخيلْ
ولماذا؟
تلمسينَ الخيلَ إن كنتِ تخافين الصهيلْ؟
طالما فتّشتُ عن تجربةٍ تقتلني
وأخيراً... جئتِ يا موتي الجميلْ
فاقتليني.. نائماً أو صاحياً
أقتليني.. ضاحكاً أو باكياً
أقتليني.. كاسياً أو عارياً..
ولقد يجعلني سنبلةً خضراءَ.. أو جدولَ ماءْ
وحماماً
وهديلْ

***

اقتليني الآنَ
فالليلُ مُمِلٌّ.. وطويلْ
اقتليني دونما شرطٍ.. فما من فارقٍ
عندما تبتدئُ اللعبةُ يا سيِّدتي
بين من يَقْتُلُ.. أو بين القتيلْ

نزار قباني


نصف ساعة و تكبر المآذن منادية لتلبية الواجب المقدس ، و ما أجمله حينما يلامس الجبين بقعة الأرض و الشمس تختبأ خلف ستارة الظلام !


تقلب في فراشه للمرة الخامسـة بعد الخمسين و هو يكاد يعنف نفسه لشدة الأرق الذي أصابه رغم إرهاق جسده و حاجته الملحة للنوم ،
غدا امامه يوم طويل جدا ، و خطر ، فـ حسب قول الضابط سيقتحمون المنزل إقتحاما و من دون مذكرة تفتيش رسمية ؛ و لكون منزل ذلك المترأس أحد اهم الكراسي يقع في منطقة مجهزة امنيا فـ خطورة الوضع تزداد بـ قيمة عشرة أضعاف !!

عليه ان يريح جسـده و عقله و لو لـ دقائق ، و لكن أين الراحة منه و هو يشعر بـ عجز تام تجاه علي ، و أخت علي
تلك الهادئة جدا على غرار ما إعتاده منها ، و لكن يبدو أن ' سوكي ' لها قدرة عجيبة على إمتصاص الشحنات السالبة من رأس حبيبته العنيدة ، و الدليل على ذلك هو تصرفها الغريب منذ ساعات ، فـ ذلك لـ كون رؤيتها لتلك القطة مستعصية في وقت متأخر من الليل عادت لـ تجابهه بغرابة !

فرك شعره بـ شدة وهو يتنفس بـ بطئ منتظم ،
يا ترى ما كان ما توده حينما طرقت بابه ؟ أ تحتاجه ؟
لم تنفك ان تكرر تلك الفكرة في باله ، لتعود فـ تطمس تحت كومة المقلقات بسبب إنشغاله بـ موعد الصبح القريب ،

ثبت ذراعه اليمين فوق عينيه و أفكار لا حصر لها تراوده ، يشعر لثقل هم على كاهله بإن خشب السرير لم يعد يحتمله و يكاد يقترب من الإنشطار
صرير الباب الخافت دفعه لـ إبعاد ذراعه و النظر بعجب نحو المزعج لـ خلوته العقلية ، و من ذا الذي يقتحم عليه الغرفة من دون إستئذان و بهذا الوقت ؟، إنتصب جالسا حالما تبين شخصها و هي تقف منتحبة كـ من أخبر توه بـ موت أحدهم !
إستفزت قلقه ليغادر السرير مسرعا ، فيقف امامها بـ فزع ، همس متوترا : ليناا شبييج ؟

: كتلوووه ، علييي ماااات

: شنووووووو ؟!

: أقلك كتلووه ، أني شفتتته يحتررق ، عمررر ليش مسااعدته لييش ؟ جاان يصييحك و يصيح ألن و بابـا ، بس محد سااعده ، عفتووه وحـده ليييش ؟

فهم إنه كـابوسا قد زارها من ذكر والدها ،
أرعبته بحالها المنتكس و هي تقف بـ قدمين حافيتين ، و زرقة الأصابع واضحة فـهو لم يطفأ نور الغرفة بعد !

: إشششش تعوذي من الشيطاان هذا حلم ، ليين إهــدي

: حلللم بس حيصير حقيقة ، إنتوو مدايريله باال ، شووفك دتكمل حيااتك عاادي ، إنته لييش ماكو بقلبك رحمممة ، عمر علي ديمووت و انته هنااا

إرتفاع نبرة صوتها دفعه لـ أسرها هنا لـ الستر على فضيحة معركة على وشك البدء ، سحبها من عضدها لتدخل معلقا بتوتر : لتخافين انتي هسة سكتي ،
ليستطرد بعجل : البنات نايمين

حاولت التملص منه و أنفاسها اللاهثة تصطدم بـ وجهه عند حركتها المتهورة تلك التي تهدف بها للإفلات من يده : عوووفني .. وخرر عوفنننيي ، خاايف على نوم خواتك و اني ما اعرف اذا اخوية نايم لو مييت

سكن حراكها بعد أن أدخلها الحجرة ليغلق الباب خلفهما ، و لكن دموعها لم تزل تتساقط بـ كريات ندية ، و الفجر يعدها بـ إبتسامة خفيفة لا تكاد ترى بعين مجردة
حررها ليعلق بـ هدوء : إنتي الى متى تحسين انو اني عايف الموضوع و ساكت ؟

: أني مدا احسسس دا اشووف ، حتى الن مثلك بس يمكن احسن منك على الاقل ميبقى قاعد الليل كله مخابرات ' إتصالات '

: مخابرااات ؟!! ، جاان الضابط مصطفى ديتفق وياية نروح اليوم لـ بيت قاسم

: والله ؟

: والله العظيم

: يعني جنت تحجي وية الضابط ؟!

: ليناا شبيج لعد وياامن ' مع من ' احجي ؟

: إسـأل نفســك ، ' لتستطرق مغيرة وجهتها لئلا تدوس أحد ألغام هذا الحقل الخطر ' بس أني أريييد أخوووية ، قلبي يقوول كتلووه واللـ ـ ـه ،

بتعاطف همس وما زال يبعدها ، فهي تقف قرب الباب و هو بمنتصف الغرفة : لتتشائمين يا عيني مو حجيتي وية جلنار و ريحتج

بـ عصبية باكية ابعدت الشعيرات الملتصقة على جبينها و الوجنتين : أوول البارحة حجيت وياهاا ' قبل امس ' ، الله العالم شصاير هسة ، عمـ ـ ـر حمـ ـ ـوت إنتتته ليييش متحس بيييه ؟

دنا منها بـ خطى هادئة ليكمل عنها المهمة بـ لطافة معهدوة و ملامحه تضيق بـ مبهم من الاحاديث بين زمردتيها و شهابيه : إششش ، صوتج ، على كييفج شووية ، شلون ما احس بيج والله حاااس بس إنتي مدتصدقين إنوو اني مستعد اخسر نفسي علمود علي

سابقـا أوجعته بـ أمنية تستوطن بها ؛ و لا يهمها ان قدم نفسه فداءا لـ علي !
أما الآن فـ بشئ من تخوف نطقت بعد إن ابعد يده من وجهها منهيا لوابل من أحاديث إستنطقت لغة العيون ، قربه يصيبها بشلل مؤقت تنكر ذاتها عنده ، فهي ليست بـ هي والله : لالا ، مو تجازف بنفسـ ـك ، بـ ـاجر خطر مو ؟

هاهو ينجح ، اول الغيث ليس سوى قطرة ! ، و غيث صغيرته سيـأتيه يوما بفيضان وهو أكيد ، فـ إنهيارها بعد علي أثبت له مرارا بأنها ممن يموتون حاجة ، و لكن صمتا !
فـ البوح يفقدهم هيبة الشعور ، و يبخس حقوق نوابضهم المشتعلة ' بخرس '
صحح لها بـعد إنتشاءه بـ لمسة راحة : اليوم مو باجر

بـ توتر و قلق أردفت مصرة : عمممر اقلك خطرة صح ؟

ليجيب بصدق و لحملقته فيها شعر بـ حمرة تلون خديها غير تلك التي سببها البكاء : لتخافين إن شاء الله ماكـوو شي ،

رفعت يمينها بقبضة صغيرة لتوسدها القلب ، علها تخفف من شــدة نبضاته ،ذلك المجنون ما الذي يهذي به بتلك السرعة ؟ أيظن بإنها تفهم بلغة القلوب ؟ أحمق !
همسـت بخفوت : إنته رح تروح ؟

أردف بتنهيدة صبر فهمتها بـ عدمه لـ ' لا ثقة عمياء بينهما ' : إن شاء الله

إسـتدارت مسرعة بنية الخروج و عادت لحالها الاول عند إقتحامها غرفته ، إستوقفها محاولا التخفيف من إضطراباتها النفسية : لينا لحظة

إستكانت موليته ظهرها ليـستطرق : رح يأذن بعد شوية تريدين تبقين هنا لحدما يأذن و تصلين وبعدين تنامين ؟

إحراجها من عدم المقدرة على الصلاة دفعها للموافقة السريعة بالإضافة لـ ' غاية في نفس يعقوب ' فإستدارت نحوه مجددا ، أما هو فـ إنشرح صدره و بان الإرتياح على وجهه ، ليشير لها نحو مكتبته : تريدين تقعدين هنا ؟

من دون كلام توجهت حيث المكتبة و كإن شيطان ما تخلى عنها لأيام عاد ليتلبسها ، و بمنتصف الطريق إستوقفتها رغبة شديدة للتقيؤ ، لتجعلها تغير وجهتها نحو الباب و كف تغطي فمها و الأخرى بطنها !
إرتدت على عجل احد احذيته المصفوفة جانبا لتغادر الغرفة بـ صوت مزعج فـ قدماها الصغيرتان لا تستطيعان حمل حذاء رجولي لـ ثقله ، تبعها متعجبا ، و قلقا ، و كان باب الحمام مشرعا امامه ليدعوه الولوج ، وقف خلفها متساءلا : شبيج ؟ محتاجة مساعدة ؟

لم تجبه بل إكتفت بـ إنهاء عملها الممزق لـ بطانة أحشاءها الداخلية ، و بعد أن إغتسلت إلتفتت لتخرج قبله و في الرواق خلعت حذاءه و برغبة لـلهروب من تحقيق قد يفتح ملفه توجهت ' حافية ' نحو غرفة الفتيات ، و تعلم بإنه لن يفعلها و يأتيها هناك فـ تفيق شقيقتاه بتساؤلات لا اجوبة لها ،
من الجيد أن والدته تقطن في الدور السفلي ، فلو كانت هنا لـ إستيقطت بسبب الضجة التي إفتعلتها !
إستوقفتها عن إتمام طريقها ذراعه التي امتدت امامها ، ثم توجيهه لها نحو غرفته ، كانت فعلا بحاجته فـ لا تريد زيارة من كابوس اخر ، دلفت الغرفة و هو خلفها .. و ما إن صوب الضوء نحوها أصيبت بدوار ' سببه قلة الاكل لا اكثر حسبما تظن ' ، لكنها إستطاعت التغلب على تأثيره ظاهريا ، و بعدها توجهت نحو السرير مجيبة عن تساؤله المتكرر عن سبب ذلك التقيؤ : ما ادري شبية ، بس اتوقع مستبردة !

اقنعته الإجابة ، و لكن توجهها لـ سريره إستوقد في صـدره حطبا من الأظلع ! ، عوجاءه جلست بـ رتابة على طرف السرير معلقة بـ ' صوت مغرور ' : إنته حتبقى قاعد لـ صلاة الفجر ؟

يتابعها متعجبا هذا التطفل ، ألا تكفيها وسائد القلب لتتوسد مخدعه و تتلحف بـ اغطيته ، لعنة الله على شياطينها : مباقي شي ع الاذان ، شنو تنامين ؟

لم يستطع كبح السؤال ، فـ ما تفعله يثير العجب ،
ألا تعلم أي حدود تلك المرتسمة بينهما ؟ ما بها ؟
إن كان أمره لا يهمها فـ تراها لا تشتعل بـ قربه فـ قربها يكاد يصيب القلب بـ إغتيال !

حاولت عدم متابعة نظراته المتعجبة ، بل إكتفت بـ الاستلقاء و دوارها يختفي تدريجيا ، ليعود لها رشدها و لكن بعد أن أصبحت الغفوة على مشارف الاهداب ،
إستصعبت مغادرتها ، لا يهم فـ لتبق هنا الدقائق القادمة و من ثم تغادر حالما يذهب المسجد .. !

: اسد المكيف ؟ ' أطفأ '

: إييي ، شوية باردة

فعلها و من ثم توجه لـ مكتبته ، متخذ المقعد كـ سرير غير مريح ، الأنانية المغروسة جذورها في روح هذه الحبيبة تأبى لها إلا أن تشاركه حتى أشياءه الملموسة ، حاول غض بصره ، ليشغل نفسه بـ إغماض جفنيه عبثا يحاول النوم و النار تستعر بـ موقده

دقائق هي و إرتفع رنين الهاتف معلنا عن المنبه لـ صلاة الفجر ، إنتصب واقفا ليتوجه نحو السرير حيث يوجد ، ظنا منه إن النوم قد غلبها و لكن فاجئته بحركتها المنزعجة و هي تبحث بأجفان مطبقة عن مصدر الإزعاج بيديها ،
لتجد الهاتف تحت الوسادة ، و بـ تملك وقح كشرت ملامحها فتفتح عينيها لرؤية سبب الأزعاج ، أغلقت المنبه و لكنها لمحت تنبيه من نوع اخر لـ 3 رسائل واردة غير مفتوحة
مدت بالهاتف نحوه بـ ملامح مكفهرة ، و عادت لتدفن نفسها تحت الغطاء و ساقاها تهتزان توترا عظيما !
يبدو ان تلك الـ ' بريئة ' لم تكتف بمكالمات و مواعيدا لتجهيز زفافهم ، بل هاهي تقتحم خلوته كل حين ، مزعجة غبية !!

: كااافي تهزين رجلج

لم تهتم ، و بعناد زادت من سرعة تلك الحركة ، لتشل ساقها اليمين فجأة بعد إستخدامه يده اداة للنهي : هالحركة إذا تعودتي عليها تسويلج جلطة

لم تخرج رأسها من تحت الغطاء و لو انها أوشكت على الاختناق بعطر لطالما إستنشقته به ، فـ الإختناق المختبئ بـ جبن أفضل من ذلك المبهرج بـ قوة زائفة أمام مرآه !
قليلا و إبتعد عنها معلقا : رايح للجامع ، اذا تريدين ابقي نامي هنـا بس اول شي قعدي صلي لإن مرح اررجع و اقعدج

إختلست النظر نحوه ، و رغبة حقيرة تستوطنها لتدفعها نحو منعه من الاقتراب من الهاتف ، الكاذب يود الهرب من تواجدها للإتصال بتلك الجميلة ،
و ما يزعجها حقا هو إصراره على إنه مشغول بـ مشكلة علي
المخادع البليـد الخائن ، فـ حتى علي لم يسلم من خيانته !
لمحته بعملية الاختلاس تلك يغير ملابس نومه ، لأخرى ، و من ثم إستنشقت عطره المركز بعد أن رش نفسه حتى الإغتسال ،
أ يعقل بإنه إستغفلها و سيذهب لمقابلة زينب ؟ !
تبا له و لـها فليفعل ما يشاء ،
الخائن !

أما هو فـ ما إن غادر الغرفة ، تلقى إتصالا من ' عبد الله ' يخبره بـ ضرورة التوجه لمستشفى الـ ، فـ علي يقطن هناك !!

و ذاته رنين الهاتف كان بمثابة الدليل القاطع لـ خداع ذلك الـ عمر و خبث نفسه و القلب بالنسبة لمن قضمت طرف الغطاء قهرا !





.
.
.




نهـايةْ الإدانة الـثَـآمِنةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 04:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية