لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-12, 05:46 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 







و كإن بـ صدرها حيزا فارغا لتملأه جلنار بوجع تغلغل من صوتها فتشبعت به شبكة الإتصالات ليصلها أخيرا ،
إعتقادا غبيا بادر ذهنها بإنه لو وزع بين جميـع من يستخدم تلك الخطوط لفاض أيضا

أجهرت حمدها لله لإنها لم تجبر لإن تغمس في وحل غمر ' زوجة أخيها ' ، و أهلها أيضا

دلكت صـدرها مكان ذلك الألم الذي شبت نيرانه فجأة ، لـ تشهق هواء المُكيف البارد .. فـ تختنق به !
كررت الكثير من الـ " ياربْ "
حتى شعـرت بعودة الأنفاس لطبيعتها " الغير طبيعية " ، عضـت شفتيها بـ ضعف و أمنية حمقاء تستولي على الخلايا الدماغية بـ أكملها

كم هو جميل لو أن لها قبضة من حديد .. تهشم بها أنف أخاها ، ذلك المغرور المتعجرف ذو الرأس المنتفخ بـ ترهات لا معنى لها

كيف سـُولت له نفسه أن يتعدى حدود الأدب و الأخلاق ؟ و الأهم .. الخوف من الله ؟
كيـف لم يفكر بـ مستقبل لـ فتاة ستنتهي حياتها بعد مصيبة أجرمها بحقها ؟! أ لم يخشـى عليها فضيـحة توصم جبينها لـ تنبذ الجميع من حولها لينفضوا بعـد الكثير من الإتهامات و الـ سيناريوهات الباطلة التي سـ يغدقونها بها ؟
يا الله !!
كم هو نـذل ،
تتحداه إن كـان قد شعر بلذة الإنتقام الحقير الذي إنتظرهُ بتشدق ، هي أكيدة بإن نـدم أكل أطرافه ،
لقد رأت ذلـك يوم عقد قرآنها ،
رأته بـ أُم عينيها .. لكنها لم تكن متأكدة بإنه أتمم الزواج و ذبح قلب جلنار بـ خنجر مسموم ،

يا إلهي .. كُنْ بعـونها
بالفعل هي تحـتاج رحمتـك يا الله .. فـ كُن بها رحيما ،
إرزقها القوة كي تكمل مسـيرة مليئـة بالضحايا !
و بالتأكيـد عليّ كـ عادته لا يرضى إلا أن يكُون في مقدمة الصفوف .. ليفوز هذه المرة أيضا وبدون أي منافسة .. ليترأس تلك القائمة المُلطخة بالدماء

إرتجـفت أوصالها خوفـا ..
يـارب .. إحفظه لي ، فـ إن خسـرته سـ تمطر سمائي دماءا بشرية .. دماءا كـ تلك التي تجري بـ عروقي ،
يكفيني والدي و شقيقي .. لـ تختتم خساراتي بـ علي
يا الله .. هو كل ما لدي من بعدك .. لا أنتمي لـ سواه و لو كرهت ذلك الإنتماء

ما بيني و بينه لا يعلمه إلا أنت .. فـ يا ربـاه . .إرفق بهِ و بي ، و لا تختبر صبري بـ فقده
يـارب

و كإن شيـئا نبض بـ النصف الشمالي لجسدها على طوله .. شـيئا شبيهـا بالـ وخز المتُـوجع !
و ذلك ما جعلها ترفع الهاتف مجـددا لتطلبه بـ أنامل مرتجفة .. و لكن فُصل الخط .. فـ إتصال قادم ينتـظر ردها ،
و لم يكن سِـوى من أية التي تعتذر منها بإنهم لن يستـطيعوا المرور بها اليُـوم . . فـ شئ ما إستـجد .. و موعدهم سيـؤجل الى الغـد إن شاء الله

لم تهتم بتاتا .. بل على العكس ،
فـ لم تكن بمزاج يسمـح لها أن تبـدع بـ تمثيل دُور تلـك الأنسة اللطيفة ،!

و ما إن أغلقت الخـط .. مُباشـَرةً عادت لتتصـل بـ أخيها و القلق يخنق انفاسها القصيرة ،
و يعتصر قلبهـا " الصلد " بـيدين من حديد .. كتلك التي تتمنـى الحصُـول عليها لـ تهشيمه !

تبـا لَهُ
أ قلبـاً يحمله أم حجارةِ مكسُـوة بـ فولاذ
تكـرهه جـدااااا .. و جـــــــدااااا !





.
.
.





منـذ الصـباح و شقيقته لم تكـف عن الـ ثرثرة فوق رأسه بـ خصوص توترها من تلك المُقـابلة ، لتـعود فـ تمني نفسها بـ قوة عرجاء مصدرها وجود شقيقها و رفيقه و الأهم .. شهادتها .. بالتأكيـد سـتنجح إن شاء الله

بعـد أن أثبت لها عُمـر بالأمس أهميتها عنده أصبحت عاجزة عن إزعاجه بـ دلال قد يؤثر سلبا على معاملته اللطيفة !
لا تُـصدق حتى الآن بـ إنها نجحت بإثبات أولويتهم بـالنسبة له ، فـ حتى لينـا .. تلك الحبيبة التي يدّعون .. لم تستـطع أن تزيحهم من قلبه الـصـادق !


تهتز ركبتاها بتوتر بالغ .. و كفاهـا يدلكان بعضهما بـ إرتباك جلي ، قطرات العرق تتجمع بين الأنـامل و في تلك الجداول الضيقة في راحتي اليـد !
كل حين ترفع أنـاملها لتتأكد من حجابها المرتب تارة ، و يـاقة سترتها الرسمية أخرى ،
فـ تهبط نحو البنطـال لتدعكه بـ قلق !

على حينِ غرة ثبتت قدماها عن الحركة عند ضغط سلطهُ عمر على ركبتيها .. فـ يأتيها صوته مـهدئا : على كيـفج ميااااسة يمعودة .. شحـده يقلج ممقبولة .. إنتي مؤهلاتج حلوة

ليعلق ألن ضـاحكا : وشنو مؤهلاتها إن شاء الله ؟

جحده عُمر بـ نظرة مهددة رافعا برأسه نحُـوه .. حيث يقف أمامهما : دلال و شقة و ضحك و عياط 24 ساعة .. بعد شتريـدون أكثر حتى تنـجح شركتكم التعبااانة ؟

لم تهتم بـ سخريته العارية .. لـ ترفع رأسها بـ عفوية نحو ألن ، محدثتهُ بـ توتر فتي : ألن الله عليك هوة شلونه ؟ شرير ؟!

إبتسـم متفاجئ ، فـ لم يتوقع منها هذا السؤال ، زم شفتيه و بهزة رأس خفيفة أجـابها : لـتخافين .. حبااب ، و بعدين أني موصيه عليج

لـ يعلق عمر : بإعتبارك الممول الرئيسي لرأس المال .. و لازم ينفذ كلامك

ضيق وِضح بـ صوت ميس : عُمممممر .. هاااي بدااال لتهديني .. إففف منك

سـحب كفها ليضـغط عليه بـ هدوء قائلا بكثير من الـلطف : حبيبتي صدق كذب .. شنو هالخووف .. مدا أعرفج ، قوي قلبج و إن شاء الله خير !

بينمـا الأخر فـ أحس بـ إبتسـامته تتوتر بعض الشئ ،
إنـسحب من المكـان .. متحججا بالذهاب نحو السكرتيرة ، ليسـألها عن الوقت المُـحدد للمقابلة ، مع الكثير من التوصية الودودة كي تستعجل إدخالهم !
شيئا غريبـا حدث اليوم ،
شـعر و كإن عُـمر سيتركها أمانـة عنده هنا ،
إنه لشعور لطيف .. فـ هو منذ زمن لـم يهتم بـ أحدهم ،
و لكنه مثير للخشية قليلا !
لا يعلم شيئا .. غير إن هنـالك تخُوف ما ، في مكـانٍ ما بـ عقله بدأ نوره ينبثق من اللا شئ !







.
.
.







وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا



إبراهيم ناحي / الأطلال





في هذه الأيام ، إعتاد على التقصير في واجباته تجاه عمله !
و لحسن حظه زملاءه تفهموا الأمر ، و نفعوه كثيرا بـ معاينات أنجزوها بدلا عنه
بالطبع لم يكن ممتنا لهم ، فـ بعضهم يوفون دينا له ، و الأخرون ينتظرون منه خدمات مستقبلية
بالضبط كحال أغلب التجمعات البشرية ، !


و كإن جذع هذه الشجرة قد سجل بإسمه في السجلات العقارية ، فـ أصبح هو مسـنده ، حين يرتفع مؤشر الحاجة لـ إستنشاق رائحة حريق ما
كـ شئ من الأدمان ، رغم علمه بإنه إدمانا يقتات على خلايا رئتيه بـ تباطئ

ذنبه يتحمله ، و يرتضيه ، لكن ما ذنب وريقات تلك الشجرة التي فتحت له ' أغصانها ' لتحمل هموما ثقيلة عن كاهله ؟
أجزاء معروفها معه نكرانا و إصفرارا يسود وريقاتها ؟

في خضم التفكير العميق ذاك ، أخرج هاتفه ، فـ حاجة ماسة تلك التي دعته للإتصال ؛
غدا هو موعد عودتها يتليه ذبحها بيديه هو من خلف الكفوف الأخر !

شيئا قد شعر به مسبقا ، عاد ليداهمه بـ إجتياح خارق للعادة ، وهو ما دفعه لـ حبسها تحت جناحه ، و كأي صقر لا يرتضي الى اعالي الجبال ، منازعا تلك النسـور الشرسة فوق هامات الجبال تارة ،
و الثعابين الجشعة التي تنتظر في الأودية بإنتظار أي ضحية تسقط امامها بعد عراك الجبابرة أولئك تارة أخرى

و ليـحافظ على موقعه ، منتصرا بتلك المعركة ، كان عليه أن يرفرف جناحيه بكل قوة له ، مهشما بذلك جسدها الصغير المتواري تحته بـ رعب و ضعف !
و كم هو صقر وضيـع ، حتى يغتال حمامة سلام بيضاء ، فقط ليكون في المقدمة

يعرف جيدا صوت جدته حينما تغضب ، و كانت اليوم في إحدى أسوأ حالاتها النفسية ،، لتكيله مقدارا أثقل من الضيق
طلب منها أن تعطيه ' بت قاسم ' ، فهنالك شئ ' مهم ' عليه إخبارها به ؛
و كما جهز نفسه مسبقا ، كرر الطلب لمرات عدة حتى إستسلمت أخيرا و فعلت ،


توقع أنه سيتناهى له الكثير من الإعتراضات ، لكن توقعه قد خاب ، فـ من دون تأخير وصله صوتها .. زوجته !
كانت مكسـورة ، مكسورة جدا و كان من السهل إلتماس ذلك

أبعد صورتها الأخيرة عن خياله الوقح ليبادر بالتحية ، بصوت غليظ كالعادة : شلونج اليوم ؟


كم كره معدته ، يبدو إنها تحتاج لغسيل ما ، علها تتخلص من هذه الجراثيم القذرة ، التي تجعلها دوما على أهبة الإستعداد للتقلصات المتتالية فقط عند سماع نبرة خائبة من أنثى !
الأكثر تأثيرا من صوتها كانت جملتها
: أحســن بهواية من باجر


صدقت !
فـ غدا ، بعد المساء ؛
و بعد إنتهاء حفل لينا و عمر ،، ستكون هنالك ليلة حافلة بإنتظار كليهما ،

بمبادرة أخرى : باجر تحضري من وكت ، لإن لازم نرجع قبل الـ6


لم تعقب ، و هو أكمل و كإنه لا نار تستعجلهما لتلتهما سوية : شلونها بيبي ؟ دتاخذ ادويتها ؟ و إنتي دتقيسين ضغطها ؟


بـ بصوت متآكل النهايات أجابت : ممكن أعرف شنو الشي المهم الي لازم تقوله ؟


بـ بطئ نطق و هو يرتشف دخان سيجارته إرتشافا متلذذا ، بالضبط كـ كوب قهوة تركية ذات بن خالص : أسـف لإن دمرتج ، بس جان لازم اخذ حقي


صمـت ذاهل ، فـ أنفاس متعالية ، ثم نبرة متوعكة : و أخذته ؟


بهمـس صارم : مبقى شي و أخذه


لـ تعترف : إنته أقسى من كل إنسان شفته بحياتي


زفر قاذورات السيجارة ، و بذات الهمس : لأ


جزمت بتهالك : جربتكم إثنينكم ، أبوية بوجه واحد ، بس إنته بوجهين


أ تعني لحظات تعاطف ' غريبة ' أفلتها لتلتقطها ؟
علق : اني ما اكتل ... أني أداوي


بضعف وصله ذكرته : الكتل مو شرط تسيح دم ، انته كتلتني بدون سجينة ، لو اني ممعتبرني من البشر ؟


صمـت ليبتلع كلامها بـ لقمة ضخمة ،
يراها من غير بني البشر ؟ كيف تفكر هكذا ؟
كانت و لا تزال ، كتلة من الغباء !!


إسترسلت برجفة دقت على طلبته بـ رتابة : يمكن لإن رضيت بكل شي سويته بية قمت تعتبرني لا شئ .. بعيدا عن ابوية ،، تتوقع شنو ردة فعل خطيبي من يعرف ،، بس يمكـ ـ


قاطعها وهو يعتدل مستقيما : انعل أبوه لأبوو عشيررته ، طاريه لتجيبيه على لسانج ، و بعدين شحده يسوي شي ،، هوة اني رايدها من الله حتى اشعل اهله


لتسخـر رغم نبضات تعالى طنينها : ليش إنته وين رح تكون وكتها ؟ هه لتنسى اني الي حصير بوجه المدفع


ليخفي حقائق لن تعرفها حتى يحين الوقت المناسب له : تدرين هالحجي لغوة زااايدة ، فـ سكتي احسنلج ، و بعدين مو صـوجي وحدي ، تذكري زين انو انتي الي ممنعتيني عن شي


رصاصات هي التي أطلقها ،، فـ دوت ببقاع الروح ، لتختفي أصداءها شيئا فـ أخر ،
و لم يعد هنالك صوتا اضافيا .. فحتى حشرجات النفس ، تلاشت
و علم وقتها إنه أصاب احد الاعضاء الحيوية ، لتلقى مصرعها منذ الآن
تبا
لم تكن هذه نيته ،، اراد نفخ الغبار قليلا عن جرحها لئلا يلكئها حتى الغد ، فقط حتى الغد ،، فـ حينها أوجاع أخرى هي ما ستؤلمها بحق ، لتنسـى كل ما حدث هناك !

فسيغيب حتما عن ذاكرتها ،
مع حقائبه المليئة بالثأر و الإنتقام ، و الحقارة
و لكـن ، هل ستغادره هي يوما ؟
هل سينسـى حياة قلبتها بلا إدراك منها ، ليتدلى رأسها أسفلا و تلوح قدماها في الأجواء ؟

هل سيستطيـع نسيان صدى كلمات لم تطرق أبواب قلبه من قبلها ؟
هل سيفعلها و ينسى الـ جلنار ؟
' زهرة الرمان الشهية ' !

بـ ذروة من الـ لا نسيان المتوقع نطق بـ : تدرين .. مرح أنسى الي صار ، للموت








.
.
.








بـ طريقـِهم عائـدين نحُو المنزل ،
منزل عمها !
فـ هي ليسـت كـ سائر الفتيـات .. فـ لا شقيقة أو أم ، أو حتى أخ يشاركها حفلة التسـوق هذه من أجل " إتمام المسرحية " أمام جمهور متحفز لتصيد الأخطـاء ،

حمدت الله على كل حال ، فـ قنوطها هذا .. هو من عمل الشيطان .. إستعاذت بالله منه مرارا ، وهي تتـابع الطريق بـ هدوء
كانت تجلس في المقعد الخلفي ، بعد نقاش متضاد بينها و بين أية .. الوحيدة التي شاركتها تلك " الحفلة "!

لم تستـرق نحوه و لا نظرة واحدة .. فـ هنالك همٌ ما يجثم فوق أنفاسها .. و يجعل كل شعور أخر يتلاشى من حزمة الأحاسيس البشرية
إلا شيئا واحدا لم تستـطع التغلب عليه .. و ليس من شإنكم معرفته ،
لكنه مزعجا حقا !
حاولت كثيرا دسه بين كومة ضخمة من القلق موجهة نحو أخيها ، لكنه يعود ليطفو بـحماقة متمركزا برأس تلك الكومة

طرق مسـامعها تعليق أيـة المُحبب بشإن الفُستان " البسـيط جدا " الذي إقتنته .. كـ رداء مُميز للحفل الإختتامي الذي سيُقام غدا ، الخمِـيس في منزل عُمر !




؛



يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا

وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا

وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا



إبراهيم ناجي / الأطلال



هُو الأخر لم يكن بمزاج جيد ،
فـ اليوم أحتدم بنقاش أشبه بالعراك مع شقيق زينب ، تلك المجني عليها ، و لن يكون إنسـانا طبيعيا إن لم يخدش قلبه ما حدث !

و لو كان الأمر يعود له لما جاء بـ أخته و ' زوجته ' اليوم ، إلا إنه لم يشأ أن يعيب صورة لها أمام عمها و عائلته ، فـ بالأمس فقط إعتذرت منها أية بسبب ذهابهم لمنزل ملك ، تلك العنيدة ،!

ما زال التجهم مرسوم فوق ملامحها ،، كـ سبيكة من حديد صهرت لتسكب فوقه فـ تعطيـه صلابة ممتازة !

و لتكون المياه عكرة أكثر من حولهم .. وجدها الأُخرى تعاني من كآبة واضـحة بـ نظراتها الشـاردة و صوتها الخافت !
لم يعرفها هكذا ،
كـانت دوما ما ترتدي من القوة قنـاع مزين بـ الجواهر الثمينة !
و الآن يجدها هشة كثيرا ، مجرد نظرات هي التي كشـفت له عما بها
حكّهُ قلبه كي يسألها عمن تجرأ و كدر جوها .. غيره
لكنه تحامل على ذلك القلب و تركه لـ يقضم بعضه بـ فمه !

أية هي الوحيـدة التي كـانت بـ الزهري من المزاج ، كم هي رقيقة هذه الفتاة .. !
هنيئـا لـ محمد بها

و هنيئا لهُ بـ المتعالية ذات الأنف المترفع ،
هنيـئا جدا !


إرتفع رنين هاتفه ليـقلل من وقع ذلك الصمت الكريه على الأجواء ، و ليتهُ لم يفعل !
فـ للصمت قيمـة عظمـى ، لا وضوح لها قبل أن تجلجل جلبـة حقيرة ، تتحـطم لـ عنفها الكريستالات النابضة أو الخامدة ، بين صناديق تسمى أحيانا بالصدور !

كان علي ،
بتلقائية رفع نظره ليبحث عن إنعكاس لـ صورة زمردتين إشتاقهما ، لكن مالكتهما كانت بخيلة جدا وهي تشيح بوجهها نحو زجاج النافذة

رفع الخط و صدره أرسل تنهيدة مرهقة ليتلاقاها الهواء من حوله بكرم ضيافة و ترحاب ،!
يده إشتدت حول المقود ، و عقله إمتلأ بالقلق ، حينما تهادى له صوت علي بـ توتر غير معتاد البتة : عمر ، إنته وين ؟


لتنتقل عدوى التوتر له ، فخرج صوته مشـدودا : شكو خير ؟


لم يشأ أن يذكر أسمه ، فقلق راوده لا يوده أن يراودها ، و علي لم يرحمه ، إذ زاد المعيار بإستخدامه نبرة خافتة : باوع ، أكو سيارتين ديمشـون وراية من طلعت من بيت ألن لهسـة ، قلبي يقلي ذولا جمااعة الكلب إبن الكلب قاسم


لم يكن هو ، و لكن عضلة لسانه بإيعاز من خلايا المخ ، و تقلصات من الحنجرة ، هم من تكاتفوا لإستخراج صرخة فزعة : شنوووو ؟؟ لك إنتتته ويييين ؟؟ ضييعهم ،، أوووقف يم حرس لووو شرطــة ،، عللللي تسممممع ؟


نسي أمر واحدة تتدلى ساقاها على جرف من جحيم ، لتداعب قدماها نيران احرقت جلدها و بدأت بتناول بقية أعضاءها تباعا ، الهلع اصابها و هي تتقدم بين المقعدين .. متبعثرة الروح و مشتتة الفكر : علللليييي ،، اخووووياااااا ،، عممممر شبيييه أخويــــة ؟؟


أوقف السيارة بسرعة على قارعة الطريق بذات الوقت الذي تحدث به علي عجلا : ميخاالف ،، هسة إسمعني ، خابرتك حتى اوصيك على لينا لإن كلشــي يصيييير ،، عمــر اذا مرجعــت فـ اختي امانة الله برقبتك ، سمعتنيييي ؟؟ دير بالك عليهاا و إتحملهااا ، لينااا ما عدها ورة الله غيرك سمعت ؟


و كإن تلك الوصية كانت كـ شعلة من قلب بركان ،، لتقترب من البركان الأخر فتفجره ايضا ، مد يمينه ليمسك تلك الأمانة ، و حول الهاتف لأذنه الشمال صارخا : إنتتته إسمعننني ، بسرررعة روح يم اي مركز لو مصييبة ،، عللللي دخيييل ربك لتسويهااااااا


و كإنه يعلم ما برأس رفيقه من ترهات بإمكانها أن تؤدي بحياته ببساطة ؛
لينا إرتفع صراخها و ذراعاها تتعاركان مع يمين عمر بالإضافة لـ ذراعي أية المفجوعة


إلتفت نحو تلك الثائرة بمحاولة عاقر لتهدئتها : لييين إسمعيني ، لتخاافيين ، إهـــدي مراااح يصير بيه شي إهـددددي


ذكرى مرة تلك التي إستعمرت عقله وهو يرى نحيبها و يستقبل ضرباتها الغير واعية ، حدث هذا الامر مسبقا ، و لكن بحال أخر ،، عند إستشهاد والدها رحمه الله !

ذلك الذي كان على الطرف الأخر رفع صوته متسائلا بنبرة أوجعت قلب عمر : لينااااا يمممك ؟؟ إذا يمك انطينياااهااا ،

ليستدرك بسرعة : بس قبلهاا ، عمــررر ،، جلنااار لترجع لأهلهاااا ، سمعتننني ، لترجعوها لإن يذبحوهااا ، افتهمـــت ؟


تبا له ، عليه الكف عن الحديث و كإنه سيموت ،
لا يعلم ما عليه أن يفعل ، صرخ فـ صرخ و من ثم صرخ ،
تفرقعت أصابع يمينه ليكسر الخنصر و البنصر إثر لكمات وجهها لمقدمة السيارة ،
و علي كرر توصياته للمرة الأخيرة قبل أن يعود ليطلب محادثة أخته !!

قدم لها الهاتف و يده ترتعش غضبا ، و هي إستلمته منه على عجل ، لتضع الحاكية فوق أذنها ، و تحدثت بـ جنون بدأ بمساس عقلها : علللللييييي ؟ علــــيييي شبييييك ؟!


لم تسمع له ردا ،، و أية بسـرعة حركت جسدها نحو الخلف لتحشره بين المقعدين ، ثم تقلب لها الهاتف حتى عدلت وضعه ، و لينا لم تكن وقتها بوعي يؤهلها لفهم شئ ،

ألم تخبركم يوما إن إحساسها قليلا ما يخيب ؟
و هاهي تلتمس بشاعة إحساس لم يغادرها منذ الأمس !

رفعت صوتها بعويل لم تستطع كتمه ، و لم تهتم للكم الهائل من الثبات الذي حطمته : علـــييييي ،، ويييينك ؟؟ قلللليييي وييينك ؟


ليجيبها بسلسلة جديدة من الوصايا السريعة أملا أن تنقذ لها مستقبلا ينتظرها ربما يكون من دونه : ليييين لتبجييين ،، سمعيييني زييين ، ديررري بالج على نفسسسج ، و سمعععي كلاام عمــر ،، سمعتتيييني ؟؟ شييقلج سوويييه ،، ليناااااا ،، حبيبتي إحتمااال يصير لي شي ، صيري قووية ، تسمعيييني ، أريييدج قوووية


النحيب الذي إنفجرت به أجبر أية على مشاركتها بمثيله ، وهي توسلته بصراخ مستميت ، لصوت لا يشبهها : لالالالا ،، لتقوول هيجييي ، إنتته ويين ،، إحنننة جاييك هسسسة


لتتقدم فتضغط بيدها المرتعشة فوق كتف عمر الذي إحمرت عيناه لهول الموقف ، و لسانه لم ينفك أن يتوسل الله كي يحميه : عمرررر ودينـااا ، يلللااا ودينـ


صرخة مليئة بالتوتر كانت من نصيبها من قبل ذلك المودع : ليييينااا قتلـــج لتبجيين و صييري قوووويييية ،، و بيبيتي لتعرررف شي ، ديري بااالج عليهاا و على جلنااار ،، و امممي ،، امــي هم ،، حبيبتي ،، لييين ،، لييييين ،، جاوبييني


رمت بالهاتف بقوة ليطير نحو المقدمة و يرتطم بها ثم يختفي اسفلا ، أجهشت بالبكاء الشديد ، و جسدها بأكمله يرتعش ، لترفعه عن المقعد و تعود فتضربه به بقسوة و صراخها لم يهدأ و لا لبرهة ،

ترجل عمر من مكانه ،، صارخا بأخته : أييية نزززلي و صعدييي يمهاا بسرعة


و مال بجسـده بداخل السيارة باحثا عن الهاتف و إستنجاداتها بالله تعالى تكاد تكويه
فـ وجد بدنه يشتعل و أدرك حينها إنه إنكوى بالفعل ،
ما إن وجد الهاتف أغلق باب السيارة ليحفظ أصوات الصراخ من أن تعبر حدودها ،، فيكرر الإتصال بعلي ، الذي اخبره بمكانه بالضبط ،، و حذره من المجئ مع أخته الى هناك قائلا بهادر الصوت : عممممرررر دم مصطفى ليهسسسة أشتمممه بيهااا ، لتخليهااا تشووفني اني هممم ، أني مضااامن شيصييير


علي بربك ،
ما الذي فعلته بك و بنا ؟
أ ترانا نحمل وجع كـ هذا ؟
أخطأت و رب البيت الحرام ، و ها هي أولى خطوات الهبوط نحو جحيم الدنيا الذي إستقبلنا بحفاوة


إتصل بألن مسرعا ، ليخبره الأخر بإن علي إتصل به و إنه مع شباب الحي خرجوا توا للبحث عنه ، و هذا ما أشعل قبس من أمل في نفس عمر ، ليعود متعجلا الى السيارة ، و هذه المرة صعد في الخلف بجسد مهدود لصدمته و رعبه الذي لم يخف ولو للحظة !
إن كان هذا حاله فكيف بها ؟

كان قد جلس بجانب واحد من جسده ، فـ ساقه الأخرى تسنده على إسفلت الطريق ، ليرفعها كل حين و يلقي بها مجددا وهو لا يعلم ما الاجدر به أن يفعل

هلوسات متعددة كانت تفلت من هذه القابعة قربه ، أكثرها جملا غير مرتبة كـ
' يااربي لااا يااارب اخوويييية لتاااخذه يااارب ،، عليييييي الممممن تعووفننني لترووووح ،، عممممر رح يمـوووت ، أخووويييية لحقوووا علييييه '


أدمته !
فعلتها اللين و أدمته ، فتوسلها وهو يسحبها من حضن إخته المنتحبة ليحاول ردعها عن الارتجاف قليلا وهو يضغط بها على صدره ليخنق صراخها المدوي : إشششش كااافي عيووني ، كاافي ليين ، كااافي حبيبتي كاافي ،، لتخاافييين ، الله يحفظه ، و ألن و ولد المنطقة كلهم طلعوا ورااه



دفعت به قليلا ، لتتوسله منقطعة الأنفاس : خلييي نروووح ، الله يخليييك خلي نـرووح


كفكف دموعها براحتيه قائلا و جمرات تلظى بـحنجرته : مقلي هوة وين ، بس خابرت ألن ، وهوة رايـ


صمت إثر ثورتها العارمة و هي تدفع بجسدها بعيدا عنه بعد أن دفعت كتفه هو الأخر لتلكأ جرحه الندي : ألــن مووو اخوووه ، و انتتته هم مو اخوووه ، أننني أختتته و انيي بس محروووق قلببببي ،، اخذنننني لـ أخوووويييييااااا


ترك مهمة إخماد ثورتها لـ شقيقته و ترجل مجددا ليعود في مكانه خلف المقود ، ليتصل بألن مجددا ، ثم حرك سيارته بـ سرعة ، تاركا خلفه كومة من الغبار المتطاير ، و عددا من الحصـى المتناثرة






.
.
.







سليما معافى
في ملحق متوسط الحجم ،
يحوي أغراضا معدودة ،
يقف بـ بنيته الضخمة ، مقابل لأخرين يفوقانه طولا و عرضا ، جداريين بشريين هو الوصف الاجدر بهما !

بسخرية ، تجري مجرى الدم بجسـده : وينه الي طلبني ؟


ليفتح باب ما كان موصـدا فيخرج منه ذيل فقط ، لذلك الكلب !
أمال برأسه هازءا ، فـ أتاه صوت من أمامه بغلظة : إنته علي صفاء ؟


زم شفتيه بـ إصطناع للتفكير : و منو إنته ؟ و شـرايد ؟


ليتقدم الأخر نحوه خطوات ، فيقف مقابلا له
جسـد يوازيه أخر ، و نظرات تتنازع فيما بينها ،!
إستطرق ذاك : تدري ليش إنته هنا ؟


ليتحدث بـ نظرات .. لا ود فيها : وين الي طلبني ؟


حتى الآن ، لم يجيب أحدهما الأخر ،
و كإن عراكا حرفيا فقـط هو أقصى ما يمكنه ان يحدث بينهما ..!

كرر علي : وينـه ؟


ليشخر الأخر بكسل : أني طلبتك


رفع كفه ليثبته فوق صـدره و بإبتسامة ملتوية : لا ، شكلك لعد غلطان و متعرف منو علي صفاء


كور ذلك قبضة يساره ، ليتقدم خطوة أخرى نحوه ، و بتهديد أسود اللون نطق ضاربا بصدر علي بمقدمة السبابة و الوسطى : إنته الي متعرف منو هشـام الـ ... ،، أو نقول تعرفه ، ؟


لم يتزحزح قيد إنملة ، بل هذه المرة رفع يده بموازاة رأسه ، ليحك طرف حاجبه بـرتابة ، و صوته لم يخلو من السخرية اللاذعة : تشرفنا إستاذ هشام ، وين عمك ؟


فيأتي الصوت من باب أخر قـد شرع ، و كإن باب أخر حل محله !
باب مكون من جسد بشري : علي صفاء .. بتي وين ؟


إبتسـامة علي كانت مليئة بغل ، فـ أنطقت هذا الـ هشام : شوف ، إحنة ندري هية يمك ، فلتنكـر ، قول وينها ، قبل لنستخدم غير أساليب


قهقه بـ لا صوت ،، و يعلم بإنه هكذا قد أحرق أعصابهما التالفة : بتك ؟ و منو قلك عندي روضة مال جهال ؟


تقدم هشـام تلك الخطوة ، لتحتضن يمينه عنق علي ، ضاغطا بإبهامه تحت ذلك الإنتفاخ المتمثل بـ تفاحة أدم : شووف يا إبن الكلب ، هالكذب موو علينا ، وصلتنا أخبار أكيدة إنو هية يمك


كم إستمتع وهو يتلاعب هكذا بهم ، كـ كرتين يدحرجهما ، بـ قدميه !
إبتسم ببرود و محذرا لـ هشام بنظرة معناها ' دعني ' ، و إلا ...!

لكن الأخر لم ينصت له ، فـ خطيبته تلك التي إختفت ، إختفت ليكون هذا الحيوان في موضع شبهة أمامه ؛
ضغـط أكثر ، حتى إحتقن وجه علي بـ إحمرار قاتم ، جعل الإبتسامة تضمحل ليحل محلها تكشيرة غص بها باحثا عن الهـواء ،

ليثني قدمه رافعا بـ ركبته ليضرب هذا الحقير ، فـ أفلته هشام و كل منهما إبتعد قليلا لشحن النفس بـ الجنون مجددا ،
قـاطع تلك العملية قـاسم بغضب عاصف : هشااااام ، أني مجاايبة نتكااتل وياه ، جايبة اتفااوض علمود بنتتتتي


شمخ برأسه ليقول بغلظة : و اني من وين اعرف بتك ؟ أو .. يمكن أعرفهاا ، بس منو قلك اقبل التفااوض


تلك النبرة المستهترة أكدت لهم بإن يده تلوثت بـ خطيئة سيندم على فعلها حتى يشيب رأسه ،
نفخ الرعب رأس قاسم ، ليخرج صوته شديدا : هشام ، أخذ الولد و اطلع


إعترض بدم يشتعل : لاا عمــي ويين ارووح ؟ هذاااا مااخذ بــت عمي و خطيبتي ، والله ميطلع منها سااالم اذا مرجعها


ليأتيه صوت علي وقحا : هاا ، يعني طلعت جبيرة .. يمكن تذكرتها !


: يا حيوااااان


كانت صرخة من هشام الذي فار تنوره ، لينقض على علي فيمنعه الجداران بأمر من قاسم الذي أراد أن يجابهه بمفرده
و ما إن خلا المكان إلا منهما ، تحدث قاسـم بخشونة يخفي خلفها خوفا مستميتا على فتاته ، إن كانت مع هذا الرجل قضت أيامها الفائتة ، فـ سترك يا رب !

: شقد تريد و ترجعها ؟


: و منو قلك رايد فلوس ؟


: لعد شتريد ؟ منصب بالدولة ؟ سفر برا وية توصيات ؟ قلي شتريد ؟


: دم
ثم أضاف : أني رايد دم ، دم بتك ، بدال دم خواتي ، و تعادلنا


إرتعدت فرائص قاسم ، ليتحدث بـ شدة أقوى : ياااا خوااات ؟ إنتتته منوو أصلااا ؟؟ و منيين تعرفنني ؟


بإقتضاب فاتر ، أجابه : خواتي ، بنات عبد الملك


سحب الدم بأكمله من رأس قاسم ، ليترنح التفكير به ، قبل أن يتوازن : إنته إبنه ؟


رفع برأسه بهزة خفيفة : ميشرفني ، بناته الي كتلتهم خواتي من أمي ، و عليه .. إنتهى الثار ، إنته ذبحت إثنين صغار ، و أني ذبحت وحدة ، المفروض تشكرني على الاقل تنازلت عن وحدة


هب الزعيق مجلجلا ليصطدم بالجدران و يرتد ليطرق إذني علي : والله العظيييم ، إذااا طلعت لامس منهااا شعرة أذبحــك ، إنتتته متعرررف شأقدر أسوي ، والله متعرف


لم يعبأ بتهديده ، بل عشق نظرة الرعب التي يحاول تغليفها بذلك الصوت المرهب : شعرة وحدة من شعرها الأسود ؟ لا ، صدقني وصلت للأكثر ،ههه و تتوقع الي مثلي ، يعوف وحدة مثـل بتك .. بحااالها ؟ نصيحتي لتدور عليهـا و إعتبرها ماتت ، لإن .. أكيد شرفك أغلى منها


لؤم عينيه لجم لسان قاسم ؛
ليعترف بذنوبه همسا ،
أمامه حيوان ،
إعتدى على حرمة إبنته ،
يـفخر بكونه عقرها ؟
أ لا يخشاه ليردد فوق أسماعه هذه الحيونة ؟
يخبره بـ إقتحام حقول الطهر بـ أقدامه القذرة ، و تدنيس ثوب العفة بـ أنفاسه العفنة ؟
لوث فتاته ،، لوثهـا !!
يارب ، ليس هكذا ،
ليست جلنار ، خذ بي ، و لكن كذب هذا الحقير
قسما برب البيت لن يترك له عظمة واحدة في مكانها
يقسم بإنه سيتمنى الموت و يتوسل لأجله ، سيتمناه ورب الكعبة !

صـرخ بغضب عارم متقدما بـ زئير من أقتحم عرينه من قبل غرباء ، سيمزقه ، النـــذل
إستسلم له علي ، تاركا له حرية التعبير عن الغضب ، ليتلذذ هو بـه ، راميا فوق أسماعه كلمات لاذعة تصف له بحقارة متقنة فتاته الطاهرة !
ليفتح الباب إثر السبائب و الشتائم التي يـجهر بها قاسم بأنفاس منقطعة ، دلف هشام مسرعا و متبوعا بالرجلين ، ليمسـكه إبن أخيه مزمجرا بالرجال : لزمووا هالحيوااان و ربطووا حلقه


إبتعد قاسـم و نفث وجعه بـ لهاث ، ليزيد : كسرووووااااا عظاااامه الـ**** ، مااريييد عظمة وحدة تبقى بمكاااانهااا ،، لك إبـــن الـ **** شوووف شلــ ـ ـ ـ .. آآآخ ،، قلبـ ـ ـ آآآآخ !


لـ وجود هشام قربه ، كان نعمة له ، حيث تلقاه قبل أن يخر أرضا ، و صراخ يتعالى من كل رجل ، لينعكس على جميع الأجسام الصلبة المتواجدة ،، فيجلجل المكان بفوضى !






.
.
.





نهاية الإدانة الثـَالِثةْ


حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 23-08-12, 05:35 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صلاتكمْ أولا أحبتيِ .. ثمْ تواجدُوا معيِ .. في


الإدانَة الرابِعَـة




الحب ليس رواية شرقيــــــــــــة --- بختامها... يتزوج الأبطــــــــالُ

لكنه الإبحار دون سفينـــــــــــــة --- وشعورنا أن الوصول محـــــالُ

هوان تظل على الأصابع رعشةٌ --- وعلى الشفاه المطبقات ســــؤالُ

هو جدول الأحزان في أعماقــــنا --- تنمو كروم حولـــــــــه.. وغلالُ

هو هذه الأزمــــــات تسحقنا معاً --- فنموت نحن....... وتزهر الآمالُ

هو أن نثور لأي شي تــــــــــافه --- هو يأسنا.... هو شكنا القتّـــــالُ

هو هذه الكفّ التي تغتالنــــــــــا --- ونقبّل الكف التي تغتــــــــــــالُ

لا تجرحي التمثال في إحساســـه --- فلكم بكى في صمته تمثـــــــــالُ

قد يُطلع الحجر الصغير براعمـاً --- وتسيل منه جداول وظــــــــلالُ

إني أحبك من خلال كآبتـــــــــي --- وجهاً كوجه البدر ليس يطــــــــالُ

حسبي وحسبك أن تظلي دائمــــاً --- سراً يمزقني وليس يقــــــــــــالُ



نزار قباني



و كإنما سيخ للشواء قد غرس بـ بطنها ، لـ يندفع بداخلها و من ثم يـلج من ظهرها من بين فقرات مهتزة ، جاعلا جسدها يتدلى فوق نار تلظى ، لا تستطيع الجلوس ، و لا حتى الوقوف
ركبتاها ترتجفان ، و قدماها تورمتا ، اطرافها العليا تعاني من إضطرابات غريبة ، فـ تارة تشتعل جمرا ، و أخـرى تتجمد بردا !

لا أحد بإمكانه التحدث بـ كلمة !
فـ الحروف تعمل كـ إبرة تنغز لسانها فتدعوها الى الصراخ الهستيري ، مطالبة بـ أخيها
كل من حولها من بني البشر لا يفهمون ، و لا يعقلون
و ببساطة لإن لا أحد منهم فقـد مسبحة عائلته غرزة فأخرى مثلها هي
فقط لو شعروا بما فيها ، لن يجرؤا عن النبس ببنت شفة !
إنها لا تبكي علي فقط ،
إنها تبكي الثلاثة ذكور الذين صلبوا حياتها في ما مضى بـ أوتاد غليظة تستند عليها خيمتها الرقيقة
و ها هو أخر تلك الاوتاد ، ينسحب ليتركها تهوي قاعا ، بوجـع يتأصل حنايا الروح ،!

من الصعب جدا أن تشعر بثقلك فوق كاهل أحدهم ، جدا !
فـ حينها تهم بالأنفاس حتى ، كيلا تتجاوز الحد المسموح ، فتخزيك ،
فـ كيف بمن مثلها ؟ تحتاج الصراخ حتى تنقطع أوتارها الصوتية ، بل و إلتهام الجدران لشدة الوجع الذي نخر عظامها
و لكن .. جدران منزلهم هي فقط ما ستشبع جوعها ، و ليست تلك التي لـ عمر و عائلته !
بعد تلك المكالمة ما كان من ذلك العمر إلا أن يأتي بها مع شقيقته لمنزلهم ، غير منصت لتوسلاتها تلك وهي تتمسك بالمقاعد كي يأخذها معه ، لم يشعر
هو الأخر لا يستطيع أن يفهم ما معنى أن يرحل علي ، لا أحد يفهم ، لا أحد
ساعتان مرت ، و لم يعد حتى الآن ، حطمت هاتفها بعد عدة مكالمات لا نتيجة ترجى لها ، و هاهي الآن تستوي ببطئ ، تنتظر منه رحمة
بل تنتظرها من رب البرية ، فـ هو أرحم الراحمين

لا ، إن بقيت هنا ستموت ،
عليها الاطلاع على اخر الاخبار ، خمسة عشر دقيقة منذ أن إتصل عمر بوالدته ، ليطمئن عليها فقط !
حيث إنه لا مستجد من الأخبار تحوي جعبته ،
إحتضنت كفاها بعضهما بعضا ، لترفعهما حتى فمها فتضغط فوقه مبتهلة و عيناها مرفوعة نحو الغطاء الرمادي ،، حيث تلك السماء البعيدة ، تتوسل ربها عز و جل أن يعجل بـ برقية الرحمة ، فـ بغيرها ستموت ، حتما ستفعل

قفز جسدها بمكانه حينما شعرت بلمسة حانية فوق كتفها ، لتستدير و بكاءها يعود فيطغي على الأجواء : خالـ ـ ـة ،، مخـ ـابر عمـ ـ ـر بعـ ـد ؟ خااالة أخـ ـ .. ـوية الله يخليـ ـكم


تلك الحنون كانت تجهش بصمت ، أصاب عمر بما فعل ،
و أصاب قبله علي حينما عرضها على شبلها ، فلا سامح الله لو حصل له سوءا ، لن تجد هذه اليتيمة أي صـدر يحتضن أوجاعها
و لا يد تكفكف دموعها ، لذا فهي تحتاجهم
رفعت بكأس الماء لمستوى فمها قائلة : أمي ادري ، والله ادري اخوج ، بس قولي يا الله .. محيصير له شي ،، دهاج شربي مي ، مو رح توقعين والله


رفضت بدفع الكأس قليلا ، لتتبعثر المياه فوق كف ' حماتها ' ، الإمتعاض بان بـ نبرتها المتذبذبة : ما أقـ ـدر ، بس أشرب ... أذب من راسـ ـي ' أتقيأ '


لتمد بالكأس نحو إبنتيها ، و بما إن أية تحمل بـ جنبات صدرها قلبا ضعيفا لا يقوى مواقف كـ هذه ، فـ تطوعت ميس بالتقدم لـ تأخذه من والدتها و دموعا متألمة تتجمع بـ مقلتيها بلونهما الداكن !
تعلم هي ما معنى الأخ ، و تعشق رباطها مع عمر و لا تظن أن هنالك علاقة أسمى من تلك التي بين اجساد جمعهم رحم واحد ؛
و برغم أن علي ليس شقيقا لهذه اللين ، إلا إنها تعتبره كل ما تبقى لديها ، و هذا ما جعل ميس متوجعة جدا لحالها

صـدقت أية عندما اخبرتها بـ ضعف لينا و حاجتها لوجود أحد حولها ،
هذه ليست المرة الأولى التي رأت فيها من امامها متعرية من رداء العنجهية و الأنفة ، فـ ما زالت الذاكرة تحتفظ فوق جدرانها بـ تفاصيل عزاء والدها و شقيقها
لكن هذه المرة تختلف ، فـ هي تتعلق الآن بحبل المشنقة ، لا تعلم أ سيمضون بـ إعدامها و تنتهي الحكاية أم إن عفوا ما سيصدر بحقها في اللحظة الأخيرة

دلفت المطبخ بسرعة تواري نحيبها خلف جدران التماسك ، فـ لن تزيد نار لينا إلا إشتعالا إن لمحت دموعها ،
وضعت الكأس بقوة فـوق الطاولة ثم إلتفتت بسرعة نحو الخلف ، لتجد شقيقتها تتبع خطاها ، و لكن بـدموع ظاهرة ، بل و مزودة بـ شهقات مريرة بين الفينة و الأخرى

همسـت بضعف : عفية تموت قهر ، ياربي ميصير له شي


صدمتها ردة فعل أية التي آثرت الجلوس أرضا و كانت لا تزال بملابسها منذ الظهيرة ، لتهتف الثانية ببكاء مرتفع : لج ميييس قلبببي إحتررق عليهاا ،، لج شلوون بيهاا إذا صار له شـي ؟ والله تمـ ـ.. يا ربي لا دخيلـك ، أحفظلهياااه يااارب





؛




أما هي ؛
فـ كادت تحفر جسد الحنون التي تحتضنها ،،
لم تفكر بوضعها ، و لا بـ حاجة لـ مغادرة المكان تسكن نفسها بعد هذا الصدر الحاني ، كم تتمنى لو كانت لها أما
أما تجمعها بـ علي !
لتعيش معها ذات الوجع الآن ،
على احدهم أن يشعرها بتعزيته الصادقة و لا أصدق من ألما يجتاح قريبا لهما
و كإنها تذكرت احدا ،، بإمكانه أن يفعل

فـ جرت بنفسها قليلا ، هامسة بـ نشيج : بيبي ، أريد بيبي


أم عمر هزت برأسها متفهمة للـ حاجة الماسة التي تعتري هذه المسكينة ، راجية من الله ان يخفف عليها وطأة الألم ، رفعت بيدها لتمسح دموعها الملتهبة ، متحدثة بـ عطف : ماما على كيفج ، هسة إنتظري ، بلكت يجي عمر و جايب اخبار ، لتخابرين الحجية و تخرعيها


لتجيبها بـ نبرة مكسورة و نظراتها التائهة تبحث في تلك الحديقة الصغيرة ، عن أشلاء شئ ما : أصلا موبايلي إنكسر ، محافظـة الرقم


أنزلت بيدها لتضغط فوق كتفي الفتاة : حبيبتي إنتي ، صيري قوية و قولي يا رب ،، لازم تصيرين قوية ماما حتى تقدرين تنتظرين رجعته سالم ان شااء الله


هزت برأسها رافضة ، و مستنكرة ذلك الحديث
قوية ، و من أين لها بالقوة ؟
من الممتاز أن جسدها يستند فوق قدماها حتى الآن ، عن أي قوة تتحدث هذه المرأة
الشئ الوحيد القوي بها هو عويلها ،
بإمكانها الإنتحاب حتى الغد .. و لـ بعده
و ربما حتى أن يعود !
و إن لم يعد ،، فهي أكيدة بإنه حتى الدموع ستجف ، و غددها الدمعية ستضمحل يوما بلا شك

تنبهت لـ صوت الباب يطرق مع رنين جرس مستقتل ، لتزلزل أرضا تحتها راكضة بـ تشدق مستجدي نحوه ، لم تفكر بإنها هنا مجرد ضيفة ، و من الممكن أن الزائر هو احدا يقرب للعائلة !
و لكن هل هنالك مجالا للتفكير في أروقة عقلها ؟
فـ سدت تلك الطرق الواصلة بين الأعصاب و خلايا المخ ، تاركة كل عضو يعمل مستقلا عن الأخر ، و من ثم ثورة عارمة من الـ لا سيطرة الحسية و الحركية لـ تعانيها

لطف بها الله حين كان القادم ليس سوى عمها ، ما إن رأته حتى إندفعت نحو الخارج و نحيبها علا ليفجعه !!
أمسـك بكتفيها بقوة ، و بحزم نطق : إشششش ، لينااا عمو سكتي ، بلا بجي ليش شصاير ؟ ، لتبجيــن و تتفاولين على أخوج


إذن هو يعلم ، سأل بـ تماسك أعصاب غبطته عليه : وين عمر ؟ مرجع ؟


هزت برأسها نافية ، لتلتفت حدو صوت والدة ذاك العمر ، التي شرعت الباب قائلة بتوتر بعد تحية جوفاء : ها ابو محمد ،، موصلوا لشي ؟


ليجيبها وذراعاه تلتفان حول إبنة أخيه المرتجفة البدن الرافعة رأسها نحوه بتشدق علها تلمح طيف طمأنينة بعينه : و الله يا أم عمر لهسة ملقوه وموبايله بعده مغلق

ليتقافز جسد الفتاة بمحاولة للهرب منه ، لكنه أحكم حبسها موجها الحديث لها : ليناااا ، انتي مو صغيرة ، صبري شووية ،، عمر و جماعته ديدورون ، و محمد هم لحقهم ، إن شاء الله يلقوه وين يروح يعني


تعالى بكاها لتجبره على تلطيف نبرته موطئا برأسه قليلا : عمو كافي ، صيري قوية شـوية و تحملي


إياهم و ذكر القوة مجددا ، حقا لا تعلم كيف ستثور إن فعلوا
قدمها لـ والدة عمر دافعا بها بـ عطف : فوتي جوة ، الولد هسة جايين و انتظرهم هنا


كانت كمـن تلقى ركلة ببطنه ، تشعر بالهوان ،
تريد منزلها ، و أهلها ، فليأتوا اليوم فقط ، تحتاجهم و الله تحتاجهم
فقط ليهونوا عليها مصيبتها و هم في منزلهم .. و ليحضروا لها الجدة ، و من ثم ليختفوا من جديد
إستغفارات نطقها قلبها ، فـ لا إعتراض على حكم الله ،
إستسلمت لـ وحدتها ، متوجهة بـ ' ذل ' إنعكس في خطواتها الركيكة لتدخل المنزل ، حيث تقف والدته ، فاتحة لـ ذراعيها ، و مستعدة لـ إلتقاط حزنها
إلا إنها هي من لا تستطيع رمي ذلك الحزن بإتجاه تلك المرأة ، لا يمكنها !
لكن ، لم يكن هنالك ألطف من اللطيف ، حيث أرسل لها من سترمي فوق ظهره أحمالها المثقلة بالـ كدر و الهم ، و لا يهمها لو أحنت ظهره ، فهو الوحيد الذي عليه أن يتحمل ما تفعله
و سيفعل !
ترجل من سيارته التي ركنها خلف سيارة عمها ، لتنتبه لـ ألن الأخر يصل المكان
والدة عمر تقـدمت لتخرج قليلا عن اعتاب الباب ، و صوتها إرتفع لـ يصل ولدها المتجهم وجهه : هاا يووم شسويتـوا ؟


كانت نظراته متناوبة بين عمها ، و والدته
و لكن بعد ما نطقته الأخيرة ، هربت نحو تلك المتكدس وجعها في وعاء أجوف كبير ، كم يود حمله بما يحتويه ليرميه بعيدا ، و إن كان هذا الـ بعيدا ليس إلا جسده
آثر السلام على عمها قبل أن يجيب ، تبعـه ألن المحرج من التجمع العائلي ، ليتكرر السؤال هذه المرة من قبل أبو محمد ، فـ إقتصر جواب عمر على ' بعد ، لهسة ماكو شي '


أرهف سمعه لـ نبرة دوما ما أعتادت أن تهبط بـ بقاع القلب ، إلا إنها هذه المرة مزقت شغافه بـ مهل ، لتجعل الألم أعظم : يعني شنـو ؟ كتلوه ؟


عمها إلتفت حدوها ليزجرها بـ لطف ، فـ نظراتها الباكية تـغمد سيف كل فارس بـ ساحة للقتال : لااا عمو شبيج إنتي ؟ قتلج ميصير له شي ان شاء الله ، إنتي لتخافين

: كتلووه ؟

كررتها بنظرات تتناقل بين هذين الرفيقين ، إعتادوا أن يكونوا ثلاث أضلاع لمثلث ، مختلف الأطوال ،
أ يعقل أن يتركهما مجرد زاويـة مليئة بـ مخلفات الماضي ؟
سامحا للعناكب أن تنسج خيوط بيوتها الواهنة هناك ، بين من تبقيا خلفه ؟!


عمر أجبرها على الصمت حينما أردف : لتخافين ، ميكتلوه و البنية عدنا

ليتدخل العم بـ حذر ، و كان ما نطقه هو ما عجزت والدة عمر عن الإفصاح به : يا بنيـة ؟


يبدون كـ أفراد عصابة ، هذا ما فكر به الرجل الخمسيني ، حينما اسرع ألن في تعديل تلك الجملة : قصده المريضة ، المريضة الي بالمستشفى ، أهلها مرح يـ

ليقاطعهم ابو محمد مجددا ، و بحدة : إنتو شدتحجون يا مريضة و يا مستشفى ؟
أصر بعد ان إستشف ذلك الكم من التوتر في حركاتهم : قلت يااا بنية ؟ و شنوو الورطة المتورطين بيها ؟ شكلكم تدرون منو أخذه أصلا


تبادل الثلاثة حديث سـريع ، بصمت ساكن !
ليقطعه عمر : تفضل جوة ابو محمـد ، و هسة نشرحلك كل شي


لم يـرض أي من الأخرين على قرار إشهار المصيبة ذاك ، و لكن على رجل ذو عمر ' كبير ' ان يتدخل ، عسى أن يكون هنالك حلا أرسله الله على لسانه !

وهو بعد أن إتصل بولده ' محمد ' و أخبره أن يعود بيته ، دلف المنزل برفقـة عمر و ألن ، تتبعهم لينا و ام عمر ،

و بـ مجلس يحمل من شهيـد بطل ، روحه ، جلس الجميع ، و بدأ عمر بـ قص الحكاية على الرجل ، مع تعقيبات مهمة من قبل ألن
المستقبل كان في غاية الدهشة مما علم توا ، القصة لها جذور متأصلة في سنوات مضت ، و حتى الآن أغصان تلك الشجرة الخبيثة تأبى أن تحترق بـ شمس تموز ، بل على العكس فتراها تزدهر أكثر
صمت طويلا تعبيرا عن صدمته من خفايا عن ولد أخيه ، الأحمق

ومنذ ان قرر التخلي عن السكوت ، قطع عرق الدم مع فتاة تجهش أعماقها : أخوج هذا زمااال ، إي طبه مرررض لعد خلي شوية يأدبوه ، و بعدين نتدخل !

أ هذا ما إستطاع قوله ؟
عضت شفتيها بقوة لتمنـع نفسها من قذفه بأبشع الشتائم ،
نعم قد يكون افلت ذلك الحديث بغير وعي ، أو لشدة الغضب من تهور و حماقة أخيها ، لكن مع ذلك فـهذا لا يعطيه حقا بـ التشفي

لـ تتدخل المرأة التي هي أيضا للتو إطلعت على تفاصيل تلك المشكلة التي إتخذها ولدها عذرا ليرفع بالفتاة فوق كاهله : لا على بختك ابو محمد ، مو حجاية هاي ، لعد نعوفه للولد بيد ظلام ميخافون ربهم و اخته هنا البجي عمى عيونها ؟


اجابها بشـدة رجل : يستااااهل ، و اخته هم زماالة و تستااهل ، لعد اكوو واحد يسكت على هيجي مصيبة ؟ المفروض من البداية تقلي

إستطرق محدثا تلك التي نمـى الحقد في فؤادها المتيبس : معرفتي تجين تحجيلي ؟ صارلج شقـد يمنا ، فهميني ،، بللا اخوج محد يقدرله لسانه زفر و اخلاقه *** افتهمناها ، إنتـي شنوو ؟ و الله صفااء خلف خلفة طايح حظها

هول كان أم ذهول ؟
لا يهم ، ما يهم فعلا إن الجميـع قد فقد القدرة على التفكير بعد ذلك التعنيف الـ زاجر ،
علق ألن بعد حين : زين ابو محمـد يعني شتريده يسوي و الرجال كتل خواااته ؟ يخلي إيده على خده و يسكت ؟

زمجر الرجل : لا يابوو ،، يروح يخطف بنية و يطيح حظهاا و حظ نفسه

بـ هدوء علق عمر ، بعد أن نجح في إستيعاب ' عدم الإحتمال المتبادل بين تلك الحبيبة و أهلها ' : ابو محمد ، قلنالك مخطفهااا ، عبد الملك هوة ابو المصيبة ، و لعبها صح من طفى ناره بـ إيد علي

اكمل ألن ، و لكن بإسلوب يناقض تعقل عمر : و بعـدين يعني بلا زحمة عليك ، إنته تلومه لإن مقلك ، زين إنته أصلا سألته ليش حط اخته يمك ؟ غير أكو مصيبة ورة الساالفة ؟ فدوة لعينك فكر شوية و تلقي انو انتوا الي مقصرين بحقهم و بنيتوا بينكم حايط

كم تشدقت لينا بعد صراحة ، أو وقاحة ألن
ليردف الرجل مغتاظا : همة الي قطعوا بينا ، شنسويلهم يعني

ذلك المحترم أبى أن يـجعل من نفسه متفرجا بعد موقف معادي من رفيقه : يا ابو محمد ، همة فقدوا ابوهم ، و مو احنة نعلمك بالصح ، و إنته ابو الصح ، يعني جان لازم تبينولهم إنو كلشـ ـ!

إستقام الرجل واقفا ليقطع حديث هذا المندفع : انتو شباب ، و متعرفون بقد الي اعرفه بهالدنيا .. و لو انو كلامكم قوي ، بس رح اعتبر نفسي مسمعت شي

عليه أولا ان يتقبل الصدمة جيدا و من ثم يحاول مساعدتهم قدر الإمكان ،
و لو إن الإمكان ذلك ، ضئيل جدا

وقف الشابان تباعا ، لتعترض ام عمر بـ خلق كريم : يمعود ابو محمد همة مثل ولدك و قلبهم محترق على اخوهم ، لتطلع و انته شايل بخاطرك منهم

إمتلأ وجه ألن إمتعاضا ، أدرك الآن لم علي لا يـستطيع مواطنة هذا الرجل ، و قربه منه بالفترة الاخيرة إقتصر على سبب خوفه على أخته و فقط !
أما ذلك المتحلي بصفات والدته ،، فـ أضاف : يمعود ابو محمد صدق كذب ، تفضل و خلي نكمل حجيينا ، نشوف شنسـوي

أجابه بـ ضيق : شتسوون يعني ،، قابل تروحون للشرطة تشتكون على قاسم الـ ؟ و شنو الاثباتات إنو هوة الي ماخذه ؟ و شنو الدوافع ؟ لإن صاحبكم الغبي بااايق بته ؟ حتى تروحون كلكم بشربة مي ، و أولهم هوة

حديثه المقنع أرغمهم على الموافقة الصامتة ،
إلا إن الفتاة قد تشعب الحقد في عروق اطرافها ، يتحدث بصيغة المخاطب فقط ،
فـ تارة ' تسوون ' و اخرى ' تروحون و تشتكون ' ،، أليس هو بـ عمه و هو الأجدر بإن يكون المتكلم ؟

إستطرد العم : وهية البنية هسة وين ؟ بعدها هناك ؟

إنسحب ألن من دائرة النقاش ، فـ أجابه عمر بالإيجاب ، ليقترح : لعد جيبوها و رجعوها الهم ، و اذا حجييكم صدق وهية ضمت القصة 5 سنين رح توقف وياكم هسة هم ، و تقول الصدق ، تقول لأبوها على عبد الملك و نشوف شيصير

ليدخل تلك الدائرة مجددا : شنو شيصير يابو محمد ، نقعد نجرب إحنة و همة يمكن يكتلوه ؟ بربك هذا هم حجي ؟

رمقه عمر بنظـرة تنبيه حادة ، تلقاها الاخر لكنه أبى أن يـكون خلوقا بهذا الوضع الحرج ، حيث إنه إستدرك : أو تدري شنو ، إعتبره ابنك و فكر شلون رح تحفر القاع حتى تخلصه ، و ميهمك لو كاتل عشرة ، المهم تخلصه و ساعتها مرح تلومنا

زجره الرجل : ألن بديت تتجاوز ، اني بعمر ابوك ، و بعدين لو ابني مثل هذا الزمال جان اني وديته لـ قاسم حتى يطيح حظه و يخليه يتوب يتعنتر

أكمل بحدته ذاتها موجها نظراته نحو تلك الهادئة جدا ، بتناقض شديد عن دقائق مضت : يللا لينا خلي نروح


بهذه البساطة ،
مزق جلدها بـ سوطه ، ليعود بتكلف يطلبها مرافقته لذلك المنزل
إن كان هو .. شقيق والدها ، لم يتكاتف معهم في هذه الأزمة ، فكيف هو حال بقية أفراد عائلته ، ' المنافقة ' ؟!

زمـت شفتيها بـ خيط رفيع لتقف و العبرة تكاد تأكل حنجرتها ،، بـ تباطئ تجر أنفاسها ، و جفناها المنتفخان يثقلان فوق قزحية خضراء ، محاطة بـ إحمرار قان
ام عمر الاخرى وقفـت لتقول بسرعة و يدها تمسكت بذراع كنتها : ابو محمد فدوة لعينك خليها يمنا ، البنية محتاجتنا حيل

ألـن هم بالمغادرة ، فيبدو أن نقاش عائلي لا دخل له فيه سيـبدأ ؛
و العم كان أكثر من إستحسن خروجه ليعلق : لا أم عمر إسمحيلي ، صدق همة عاقدين بس مال اعوفها يمكم بدون عرس فـ لا

أجابته بـ منطقية تاركة للفتاة حرية الحركة : و ليش لا يا ابو محمد ، قدام الله و رسوله عمر رجلها ، يعني ماكو شي يمنعها تبقى ، ' و بـ تمني صادق اردفت ' و إن شاء الله بس هالليلة ، و باجر اخوها يرجع و يفرح بيها

هائمة ،
في وجعها .. هكذا كانت !
هائمة لدرجة اللوذ بالصمت ، فـ البوح سيكون أكثر إيلاما ، كما تعتقد

الأخر كـان كـ هي ، صامتا
و لكن لأسباب أخرى ، يود ان يعلم اولا ما ترغب هي ، لإن ما تحتاجه فـ واضحا كـ قرص الشمس يتوسط كبد السماء
إلا إنه يشعر بـ أن رغبتها ، معاكسة لـ حاجة نفسها ، كما كانت دوما

اعقب العم : ام محمد و البنات هناك لتخافين عليها ، و باجر اذا تريـد تجي عود اجيبها ، بس بيته متبات
ليكرر امره لها : يللا عمو حضري نفسج


حركت رأسها هنا و هناك ،، تبحث بأنظار غائمة عن شئ ما تعتقد بإنهم يدعونه حقيبة !
ليتشنج عنقها فجأة .. حتى شعرت بـ رأسها يكاد يفلت ليسقط ارضا ، و ذاك لم يحدث عبثا وإنما عند سماعها حديث ' خطيبها ' الموجه نحوها : لينا ، انتي شتريدين ؟

و أخيرا ،، هنالك من شعر بأن لها لسـان بإمكانه التحدث بالنيابة عن نفسه ،
و لا تحتاج لألسنتهم و عقولهم لإتخاذ قرارات هي الأحق بإختيارها ؛
حملته فوق طاقته حينما رفعت برأسها رويدا ، لتجيبه متحكمة بـ ثبات صوتها من الاهتزاز : أريد أخـوية

لكنها فشلت بالتحكم في تلكما المقلتان ،
و على مرآى منهم رفعت بسبابتها و الوسطى لتحذف تلك العلامات الدالة على ضعف بات معجونا بها
إبتلع ريق وجعها ، ليغص به في حروف مشدودة : إن شاء الله يرجع ، خلي إيمانج بـ الله قوي

أضاف بجديـة بعد أن ادار برأسه ليحدث الرجل : ابو محمد ، حجي الوالدة صحيح ، مادام الله محللها تبقى بهالبيت ، معلينا بحجي العالم ،، خليها هنا ،، و ..

قاطعه العم : عمر ، هية مقالت شتريد ولازم تعرف اذا بقت هالليلة .. فهاهية بعد ، تعتبر نفسها مرتك و مترجع لا لبيتنا و لا لبيت ابوها

استعجلت والدته بـ التعقيب : هاهية عيني راايتك بيضاا ، و هية بتنا الله شاهد ،، اصلا هية تدري معزتها بقلبي ،، و ان شاء الله برجعة اخوها ساالم نسويلها كل شي تستااهله

إنحبس صوتها بداخل الحنجرة ،
لم يتصرفون و كإنها دمية لا رأي لها ؟
إنها لينا ذاتها التي لا تنصت لأحد غير عقلها
تلك التي حتى علي بـ شراسته لا يستطيع أن يكبح جماحها إلا بعـد مشاجرات قد يستخدما بها عنفا لفظيا
إذن ما حل بها ؟ لم تسمح لهم أن يتقاذفونها فيما بينهم كما شـاؤوا ؟

ولكن .. أوبإمكانها إبداء رأي ما ؟ كـ ماذا مثلا ؟ كـ رغبتها في أن يتركوها لـ تهم بالرحيل باحثة عن ذلك الوتد الغليظ الضائع ليسند لها حياتها من جديـد ؟
أم كـ العودة لمنزلهم بمفردها ؟ أو حتى الإنفلات من قيد عمـر ؟
ما دامت أراءها مستحيلة التحقيق ، فـ لم تدلي بها ؟!
ألم تقل إن البوح يفتق الجروح الصامتة بالسكون !

غادر عمها ، بعـد أن ترك لها سكينا في خاصرتها إثر كلامه ذاك ،، و خرج معه عمـر و والدته ، تاركيها في الصالة بمفردها ،، سامحة لنفسها بإن تنفث غبار الصمت من فوق عضلة لسانها ، فتدفع به ليلهج ذكرا للقهار ، فـ هو من سيخفف عنها وطأة هذا المصاب !



؛





أريحيني على صدرك

لأني متعب مثلك

دعي اسمي وعنواني وماذا كنت

سنين العمر تخنقها دروب الصمت

وجئت إليك لا أدري لماذا جئت

فخلف الباب أمطار تطاردني

شتاء قاتم الأنفاس يخنقني

وأقدام بلون الليل تسحقني

وليس لدي أحباب

ولا بيت ليؤويني من الطوفان

وجئت إليك تحملني

رياح الشك.. للإيمان

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك

أم أمضي مع الأحزان

وهل في الناس من يعطي

بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟

* * *

أريحيني على صدرك

لأني متعب مثلك

غدا نمضي كما جئنا..

وقد ننسى بريق الضوء والألوان

وقد ننسى امتهان السجن والسجان..

وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان

وقد ننسى وقد ننسى

فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان

ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان

زمان القهر علمنا

بأن الحب سلطان بلا أوطان..

وأن ممالك العشاق أطلال

وأضرحة من الحرمان

وأن بحارنا صارت بلا شطآن..

وليس الآن يعنينا..

إذا ما طالت الأيام

أم جنحت مع الطوفان..

فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان

وعشنا العمر ساعات

فلم نقبض لها ثمنا

ولم ندفع لها دينا..

ولم نحسب مشاعرنا

ككل الناس.. في الميزان






فاروق جويدة







جلست بتهالك على الأريكـة التي احتضنت جسدها منذ قليل ، بعد أن شعرت بـ إختلال توازن عنيف نفخ لها رأسها ، لا تعلم ما حدث و كيف رضيت أن تبقى هنا في بيت عمر من غير أي إستعدادات نفسية سابقة
و لكن كان عليها الإمتثال لـ حاجتها هذه المرة ، و تبا لكل رغبة تمنعها من البقاء قرب عمر الذي بالتأكيد مع ألن لن يتركا اخاها بـ مصيبته وحيدا ،
و هي أيضا يجب أن تكون معهم ، لإنها هناك ستبعد كثيرا عن موقع الحدث
شعرت بسائل ما فوق شفتيها ، برائحة مقرفة ، و بلزوجة عالية !
لم يكن دمعا من مآقيها ، هذا ما فكرت به بعجل ، رفعت وسطاها للتأكد من ماهيته ، لتكتشف إنه ليس سوى دما !!

أحنت جسدها حتى أقرب طاولة لتسحب ورقتين من المحارم و تنظف ذلك الأحمر المنبثق من أنفها ، يا الهي
على ما يبدو إن ضغطها إرتفع لدرجة إنفجار أحد الشعيرات الدموية ، تبا لك علي
أنظـر لـ ما تفعله بي !

رحمة من الله عليها بها حينما إختار ذلك الدم الفاسد أنفها كـ مخرج له ، فـ ذلك أفضل من ان يتخذ اذنها او حتى مقلتيها كـ سبيل للهرب
فكت وثاق رأسها بـ خلع خمارها ، لتترك أطرافه تتدلى على صدرها ، ثم أعادت برأسها الى الخلف قليلا ، حتى أسندته على ظهر الأريكة
نشيج خافت فضحها ، وهي تحاول السلوى قليلا عما تفوه به ذلك العم ، كيف طاوعه قلبا بين أظلعه ؟
نعم قد يكون علي يستحق ما يقال بحقه ،، و لكنه الآن في ضيقة ، و على الجميع أن يتوحد لفك أسره ، كم كرهته
كان علي محقا حينما أعتبره غريبا منذ البداية
هاهي تلوم ذاتها .. إذ لم تتفاجئ وهي تعلم جيـدا ما فعله بعد إستشهاد والدها ، ألم يأتيهم لطلب حقه في الورث ؟

و هي على هذا الحال ، شعرت بـ دخول ' أصحاب المنزل ' عليها ، فـ رفعت برأسها لتتصلب رقبتها إثر وجع مفاجئ ، بـ حركة سريعة وضعت اناملها امام فتحات الانف ، خشية من أن تتزاحم الدماء لتسيل مجددا
و لكن ذلك لم يحدث ،، وصلتها نبرة حنونة إعتادتها من قبل والدته : شبيج ماما ؟

هزت برأسها نفيا لـ شئ بها ، و من ثم إستباح البوح على دواوين السكون ، لتتحدث : خالة ، أسفـة والله ، أعرف ضـوجتكم بـ ـ ـ!

لتقاطعها بـ قلب الرؤوف : ماما انتي ليش تريدين تزعليني منج ؟ ترة هذا البيت بييتج ، إنتي الطابة ' الداخلة ' و إحنة الطالعين

توتر فمها ، لتهمس بدموع على مشارف الهبوط فوق بشرتها المتغضنة إحمرارا : لا خالة العفو ، و الله .. ما اريد أزعجكم ، بس تحملـوني شـ ـ!

دنت منها أم عمر لتشاركها الأريكة جلوسا ، ناطقة بكل ما يعتمل بصدرها : عمري كافي ، بجي ما اريد .. أخوج إن شاء الله يرجعلج سالم ،، و يفرح بيكم انتي و عمر .. و بعد حجييج هذاك ما اريد أسمعه إفتهمتي ؟

هزت برأسها بشرود ، فـ تدفقت دموعها تباعا ،
وهنا تارة
وضعفا أخرى
و فوقهم وجعا منتهكا لحرمة الجسد و الروح !

ستختنق قبل أن يعود علي سالما ، ستختنق و تموت
تشعر بجلدها يكويها بأشعة إخترقته حتى وصلت الأنسجة الداخلية و أذابتها ، و هاهي تنتظر عمر بـ دلو من الصبر فارغ ، تريده أن يعود لـ تعلم إن كان هنالك شئ خلف الستار لم يخبره لـ عمها
يجب أن يأتي و يطلعها على كل شئ ، حتى و إن كان ما يقوله سيـحطمها ، فـ وقوع البلاء أخير من إنتظار له !!

تنبهت لـ صوت والدته تحادثها بفزع و نظراتها مصوبة نحو كفها المحتضنة للمحارم : ليين ماما شنو هالدم ؟ شبييج ؟

هدأت روعها بـ : لا خالة مو شي ، بس خشمي طق دم

تجعد جبينها لتسأل : ليش أمي ؟ متعورة ؟

نفت بـ نبرة متكاسلة .. و هي تمسح خديها من بقايا دموع يبدو أن لا جفاف قريب لمنبعها : لا خالة بس ضغطي إرتفع يمكن

و قبل أن يصلها تعليق حماتها .. دلف عمر الصالة ، ليقف حدو الباب و أنظاره تصوب نحوهما ، ما إن رأته حتى إنتصبت بعجل ، لتتكلم بـ تشدق : معرفتوا شي لهسـة ؟

أجابها بـ هدوء : لا والله ، بس ان شاء الله خير ، أني و ألن رحنا لكل المراكز القريبة ، و قلنالهم إنو مختفي من يومين ، حتى يتحركون

هزأ صوتها و دمعة طفرت من بين أهدابها المبتلة : و يعني شيسوون ؟ خلي نروح لعبد الملك ، هوة يتصرف ،، مثل مورط أخوية يحلها هسة
لتستدرك بـ عجل : و نقووول لأمه ، لازم تعـرف حتى هية هم تضغط عليه ،، عمر .. أخوية لازم يرجع

جملتها الأخيرة تشبعت بالتوسل ، فـ إستدرجت قلبه ليـلين أكثر ،، تقدم نحوهما قائلا بعطف مشوب بتوتر : ميخالف ، إن شاء الله باجر نروح

إنهارت بالنحيب مجددا ، مضيفة : شنووو باااجر ؟ عمممر يكتلووه منا لباجر والله

كـ صغير يتماسك أمام ضربات الغرباء بشفتين متقوستين أسفلا ، على شفا حفرة من الإنهيار ، و فجأة يلمح والدته فيركض نحوها ليتوارى بـ حضنها باكيا ، شاكيا لها قسوة باخسي حق الطفولة ؛
متأكدا بإنها ستحتمل عويله المزعج بالنسبة للأخرين ، و ثقة تملأه بإن لا حق ضائع له و هو في جحر هذه الحنون

هذا بالضبط ما كانت تحس به !
عمر هو الوحيد الذي سيتحمل رعبها المجنون على أخيها

والدته ، قررت بـ داخلها أن تخلي لهما المكان ، فـ عند الحزن ، يحتاج كل نصف لإن يكتمل بـ نصفه ، و لينا تحتاج أن تصـدق قلب عمر ، ذلك سيضآئل من كمية الهم الجاثم فوق صدرها ، مانعا حجابها الحاجز من أن يؤدي وظائفه بالتقلص و الإنبساط المتوالي

هو تابع مغادرة والدته ، لـ يستطرق بعدها : لينا ، الشغلة مو بهالسهولة ، ترة حتى اذا قلناله ، رح ينكر معرفته بالموضوع ، و لو اعترف فـ رح يقول علي هوة الي اخذها بعدين و اختفى بيها ، و حقه ، إحنة لازم نفكر بشغلة ثانية

إهزت شفتاها ، لتعض السفلى لتثبتها ، و بإنفعال اجابت : شنو ؟

أشار لها لتجلس ، و إتخذ لنفسه مقعدا هو الأخر ، مضيفا : أحسن حل نجيب جلنار ، و نرجعها لأهلها ، و هية تبرئ علي .. بـس

: بس شنوو ؟

قابل لهفتها بما يقتل لها أمل ولد توا و ما زال بمهده : علي وصااااني مـ نرجعها ، لح علية انو مترجع

بـ البنصر و الإبهام بدأ بدلك مقدمة صدغه ، نظراته تشرد أرضا و جاء صوته محملا بالهم لـ يكمل : ما اعرف ،، علي متهور ، و ما دام قال لترجعوها يعني صاير شي ميريدنا نعرفه

انحصر الكلام بين حبالها الصوتية ، لتلتف حوله فتخنقه فتتركه يعاني الإحتضار ، قليلا و نجحت في فك اسره من قبضة تلك الحبال ليهرب نحو الخارج : عمـر هوة تزوجها ، أخـ ـاف .. قام يحبهـ ـ ـا ؟

انزل يده ليضعها فوق ركبته و هو يتابع أدق تفاصيلها ،
لا يعلم لم تذكر زينب ، أ تراها دعوة منها تلك التي قلبت حلما إنتظره الى كابوس ؟
لن يحتمل شئ كـ خسارة رفيق دربه ، شقيق له من دون دم مشترك و لا رحم واحد ، !

عادت لتكرر : عمممر ، يمكن صدق حبها و ميريدها ترجع لأهلها ، لإن اذا رجعت بعد هاهية ، مستحيل ينطوهياه

هز برأسه موافقا ، لقد توصل مع ألن لمثل هذا التوقع ، و لكن معرفتهم التامة بشخصية علي ، و قلبه المتحجر جعلهما يستبعدون فكرة تعتيبه باب الموت من أجل إمرأة
مهما كان ما يحمله بقلبه ، بالتأكيد لن يصل به لإن يرمي بنفسه في قبضة النهاية الحتمية

اعقب ظنها بـ المنطق من القول : لأ ، علي مو هيج ، اكو شي ثاني يخليه رافض رجعتها

توسـعت حدقتاها بـ هلع مفاجئ و كإنما منطقيته نورت بصيرتها العمياء ،
بالفعل ، هنالك شئ خفي وراء محاولة حمايتها ، وهي تعلمه
لو عادت جلنار ستقتل حتما !!
و لكن ، إن لم تعد .. أخوها من سيحتمل الذنب بمفرده ، و هو من سيقتل حينها

جفل قلبها لتقف متصلبة البدن : عمر ، معلييكم بيه ، باجر نجيبها و نرجعها ، الله يخلييك والله اذا مرجعت يكتلووه والله

امال رأسه بتساؤل : تعرفين شي منعرفه ؟
قـليلا وهو الأخر تذكر تلك المشاجرة التي حدثت في مطبخ منزل هذه و أخيها ، إستشفوا بها منه إنه قد أتمم زواجه بـ إبنة قاسم !
يا الهي ،
هم الآن بين نارين
إما أن يتركوه يصارع أسـدين جائعين و نهايته ستكون كـ أشلاء فريسة وقحة ،
أو أن يتدخلوا بإغراء أولئك الثائرين بـ فريسة أخرى .. سهلة المنال

أسنـد رأسه بكفيه بعد ان ثبت ذراعيه فوق ركبه ، توالت تنهيداته الحائرة ، بعد هذه المستجدات عليه الإتصال بـ ألن ،
علهما يجدان مخرجا و لو كان ضيقا كـ خرم إبرة

شعر بـ انفاسها تتعالى و هي تدنو منه بخطوات وجلة ، رفع نظره نحوها ليلاقي الدموع قد هاجرت المقل لاجئة الى أنحاء متفرقة من خارطة الملامح البائسة ، كـ الفم العابس و الوجنتين المنتفختين .. و أخيرا الرقبة المتشنجة !

إهتز بدنها فإحتضنته لتهمـس برتابة مضيعة نظراتها هنا و هناك : عمر ، الله يخليـك لتعوفه ..... و الله إذا علي يموت أموت وراه ، صدقنييي

ياللسخرية ، هذه الفتاة تعلم جيدا ما يمكن أن يهدد به
هي فقـط ،
و بـ قمة الوجع ، يسكنها غرورا قلة من يملكونه !

طأطأ بصره مردفا بـ غيظ : ليش يحتاج توصيني على اخوية ؟

هذه المرة إقتربت أكثر ، و خرج صوتها بحدة بعض الشئ : لا ، إنتته مدتفتهم ، أقلك أمووووت ، اصلاا ، أني بس أخته ، و هوة أخوية بس ،، و ما الي غيره إذا راح
لتضيـف بـعد صمته و لا إهتمامه بـ لهاث باكي : عممممر اهلي خلصووا ، تعرف شنو يعني خلصووا و مبقى منهم أحد غيره ؟؟ دفنتتهم واحد ورة اللاخ و بعد ما أقــدررر

إنتصب بـ كدر ، نعم يعلم جيدا ما يؤلمها و لا حاجة لإن تلقيه فوق أسماعه كل ذي حين ذابحةً شرايينه المنتـفخة بالدماء المغلية
علق بـ هدوء يتناسب مع خفوت نبرتها : إن شـاء الله ميصير له شي ،، و إنتي لازم تقوين نفسج بالايمان لينا ،، حطي كل الاحتمالات قدامج ، و توكلي على الله ، هوة رح ينطيج الصبر والقوة متدرين شلون

أثار حنقها بقوله ،، هددت مسبقا بأنها ستنفجر بوجه اي احد يذكر لها أي شئ عن القوة ، و هاهو هنا ليتلقى ما يثخن صدرها من الوعيد : لتقووول صيري قووية لتقووول ، كاافي حسـووا بيية ، عبالكم القوة شي سهل ،، شلون اصير قوية واني خااسرة ابوية و اخوية مكتولين ، و هذا الثالث راااح ركض برجله للمووت ،، قلي شلووون ؟

واجهها و أسنـد كفاه فوق كتفيها ليعصر عظامها البارزة بـ قهر مكبوت : إششش ، تعووذي من الشيطاان يللا تعووذي ، هذا هوة يريدج تيأسين من رحمة الله ، تعووذي منه بسـررعة

هزت رأسها نفيا و كإن عنقها التف ليكون عقدة مع نفسه فيخنق الصوت .. فتحت ثغرها تشهق هواءا ، لتزفره بسرعة لاهثة ، علها هكذا تنجح في فتح تلك العقدة لكن الفشل بقي حليفها لمدة ،

فقـط عيناها كانتا تعملان بجهد واضح ،، فـ إفرازات الغدد كانت ممتازة كما و نوعا ، مع إحتقان شديد للدماء في شعيراتها
كف دموعها بـ حذر مكررا : تعوذي بقلبج اذا متقدرين تحجين ، و إستغفري زين ،، هسـة تهدين

رفعت بيمينها لتفرك عنقها بـ شدة كادت معها أن تشنق نفسها ، لم يتوان عن سحب يدها لمنع ذاك الجنون الذي تفعله ، مشيرا لـ وضعهما الجديد : سمعيني لينا ، قبل كلشي لازم أسألج إذا تريدين تبقين هنا لو لأ ، إذا لأ ، فـ مستعد هسة أرجعج لبيت عمـج .. و إذا إي ....!

تبخـر الغضب ، ليحل محله حاجة عظمى لـ إلتقاط فتافيت الإنتماء ، لطالما شعرت بإن هذا الرجل لا ينتمي لـ إمرأة سـواها ، و ها هي رغم أنفها تنتمي له وحده ، و لسـوء الحظ ، لا حيلة لها على كره ذلك !

أكمل يعتصر كتفيها أكثر : لين ، إذا بقيتي اليوم ، أعرفي إنو عمج رافض رجعتج بعد .. يعني لازم تبقين هنا ، و تتأقلمين على حياتنا

إستطرقت و أهدابها تنسدل لـ تخفي عنه صدقا يود معرفته بـ النظر لتلكما المقلتين : لحدما يرجع علي ،، صح ؟

توجعت لشدة ضغطه ،
لم يأتيها جوابه حتى أفاق من سكرة الغضب تلك ، ليحررها قائلا : لحدما الله كاتب

فـ إستطرقت بـ وجل : و إذا مرجع ؟

قابل نظراتها المرتبكة ، بـ أخرى ثابتة .. ليهمـس ساخرا : أبتلي بيج طول عمري

لم يعلم ، أ يرتاح أم يضيق لردة فعلها حيث إنها لم تهتم لتعقيبه عن حديث قالته ، و إنما .. لـ عدم تعقيبه عن حديث لم تقله ! : يعنـ ـي أكو إحتمال مـ يرجع ؟

تغضن جبينه بإكفهرار ، ليجيب متمللا بـ إنتصاب جسده : لين ،، ' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ' ،، عوفي هالحجي الي ما منه فايدة ، و إدعي الله يحفظه و بس

تحـركت هي الأخرى خطوة فقط لـ تقابله مردفة : زين ، إنطيني موبايلك

كان قد أشاح ببصره عنها ، لتعود فـ تجبره على النظر نحوها بـ مفاجئة ، لتبرر : موبايلي إنكسر ، و أريد أخابر بيبي

بـ هدوء : وينه ؟

رفعت كتفاها وهي تجيب بخفوت : ما أعرف ، بالحديقة يمكن

هز برأسـه متفهما ، لـ يمد يده في جيبه ، أخرج هاتفه متمتما : مو تقوليلها و تخرعيهااا لين

نفت بـ ' تؤ ' صغيرة ، مده نحوها لكنه لم يسلمها إياه ، راقب إرتجافة كفها الممدوة ، ليثبتها بيساره بـ هدوء ، ثم أعاد الهاتف لـ جعبته ، و بدأ بتدليك كفيها بـ حذر : لترجفين ، إهـدي أول شي

رفضت أن تهدأ ، لتكرر بنبرة مكسوة بالـ وجع : أريد المـوبايل

شدد من إحتضان كفيها و عيناه تحاول جاهدة أن تسرق نظراتها ، و لكنها كانت سريعة جدا في تشتيتها ، لتحرمه لذة الإستمتاع بالتخفيف عنها
كررت : هدنننني و إنطيني المـوبايل ، أريـد بيبي ، أريدها تجي ، هية تحب علي ، و أكيد رح تتحملني ،، و تبقى يمي

يقال إن غضب الرجل ، يخمد سعيره بـ مجرد دمعة ، و هذا ما حدث معه ، إذ إنها تصر على إشعال فتيلة الغيظ بداخله ، لتعود فتـطفإها تارة بدمعة تطفر من مقلتيها ، و أخرى بنبرة مكسـورة
تفطر قلبه هذه الفتاة ، من دون أن تعلم ، بل إنها تعلم جيدا ، و تتكبر بـ دلالها !

أفلت يـدها ببطـئ ، ليحيط عنقها هذه المرة بيمينه ، دافعا بجسدها نحوه ، ليتلقفها صدره بـ ترحاب و تهليل ، همس بـ إذنها حالما حطت فوق نابضه الذي إحتفلت بـ هدوءه جميـع الأعضاء الأخرى ، مرددة أهازيج السعادة الوقتية : ابجي ، اذا البجي يريحج إبجي ، بس بالحجي لتخربطين بعد

دفع بها قليلا أكثر مضيفا بجدية : إنتي تدرين شنو علي بالنسبة إلي ، و تعرفين إنو مستعد أنطي روحي بس يرجع سـالم

: إنطيهااا ، يـللا إنطيها و رجعه إلييية

كان دوما كـ إسفنجة كبيرة ، بإمكانها إمتصاص الماء من حولها لتجفيف المكان ، و لا يهم إن إنتفخت هي !
تقبل قولها بـ شئ من الخذلان ، فـ همس مجددا : ميخالف ، بس إنتي إهدي

شعرت بتصلبه بعد قولها الذي ندمت عليه بعد اللحظة الأولى من النطق به ، لم يكن عليها التفوه بمثل تلك السخافات ،، ما ذنبه هو ليحتمل نتائج تهور علي ؟ ما ذنب أخواته و والدته ؟
إستطرقت راجية : انطيني موبايلك عمممر

ويحك يا قلب ، ويحــك
و لك أن تنبض بعد وقاحة ادلتها بحقك ؟
من مثلك عليه الكف عن الحماقات و ترك الأمر و النهي ليكون بيد العقل ، فـ هو حتما سيوصلني معك لـ بر أمان اقصيتني بعيدا عنه بـ هشاشتك و ' لينك '
أفلتها لـ يخرج هاتفه من جيبه ، قائلا : لين إذا الحجية عرفت رح يصير بيها شي ، لتنسين هية مرة جبيرة ، و مريضة و تعرفين شقد تحب علي

بـ إعتراف مصر : أحجي وية جلنار ، أقللها الصار .. لاازم تجي هييية و ترجع اخوووية

مرة أخرى مرت بباله وصيـة علي .. بحذافيرها ،
جلنار كانت إحدى المؤتمنات عنده .. إنها اصعب أمـانة يا علي ، أصعبهـنَّ

حاول ردعها : لينا .. علي ميريدها ترجع لأهلها .. مية مرة قال مترررجع .. لتقولين للبنية و تخليهاا تتخبل هنااك وحدها .. و أخاف تقول لـ بيبيـتج

إمتعض وجهها : لعد أسكت ؟ مرح تقول لبيبي لتخااف .. و لازم ترجع لأهلها حتى أخوية يررررجع .. إذا مرجع يكتلوه .. و بعدين أني بس رح أحجيلها شصار .. و هية تقرر شتسـووي .. و أصلا أني متأكدة من ردة فعلها .. " بجزم إستدركت " ترة هية تحبببه .. و أكيد حتخااف على حياته
ثم بـ صوت مرتعش النبرة أضافت : عمممر أني ممستـعدة أخسره علمود أي أحـد .. و ميهمني حتى لو هوة ميريدني .. " و بـ إنكسـار نادر ، قررت أن تعترف " أني أرييييده و أحتاجه والله

لم يبخس حقها في إنقاذ اخيها ، و إن كان هنالك من يجب ان يقدم كـ كبش فداء بدلا عنه ، فليكنْ .. و لكن عليّ كعادته كان له دوما رأي أخر .. يعارض به الجميع
فـكيف سيحل الأزمة هذه .. و هو يقف بمنـتصف طريق بين رأسين عنيدين لـ أخوين غير أشقاء ؟!
تقول بـ إنها تحبه ..كيف علمتْ يا ترى ؟
هل أخبرتها تلك الـ جلنار عن شئ ما ؟
و هل هذا فعلا ما جعل عليّ يوصيـه بحمايتها ؟!
لا يعلم .. تعقيدات علي و أخته .. أنهكته ،
و لم ينجـح حتى الآن بـ فك عقدة واحدة !
مدت يدها لتأخذ الهاتف بسـرعة و بذاتها تحركت للخارج مردفة : رح اجيب موبايلي و احط سيم كارتي ' شريحتي ' بموبايلك ، فـ حينمسح سجلك ترة

علق بـ : عندي الرقم محجوز علي 3 ، بس تعالي هنا خابري

بالتأكيد لا يضمن تصرفاتها ، و ربما وقاحتها مع تلك الضحيـة ، إبنة قاسم هي الـ بريئة الوحيدة في القصة ، فـ كانت و ما تزال قربانا لكل من يود الأخذ بثأره من غريم له

إلتفت حدو الباب المؤدي لـ ردهة الجلوس ، ليجد ميـس تقف متوترة الملامح ، وصله قلقها لـ يتطرق بـ إنهاك : امي وين ؟

تلاحقت انفاسها تباعا ، فـ أجابته بنظرات باحثة عن شخص ما : جوة هية دزتني اشوف شلونها لينا

رفع حاجبيه بـ فقدان حيلة : كل شوية شكل
ليستدرك بـ لطف مشوب بالارهاق : ميوسة حبيبتي حاولوا تصبرون عليها .. ترة هية عنودية حيل ، و هسة دتحس نفسها وحدها ،، فـ إنتوو ..!

أكملت عنه بتفهم : نصير خواتها ، أعرف عموري ، هسة ماما دتحجي ويانة ، إنته لتخاف عليها ، بس شوف نفسـك ، ميت تعب

بهزة رأس خفيفة أجابها ، ليتمتم : فدوة لعينج جيبيلي فولتارين ، جتفي هاج علية






.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 23-08-12, 05:37 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





فحبك كالطرق القروية في العالم الثالث نصفها مسدود,
والنصف الاخر يقود الى الهاوية!...


غادة السمان





إمتلأ صدرها رعبا ،، ما الذي هذت به لينا ؟
يا إلهي .. إختفى !!!
علي ،، من فعل بك هذا ؟
أ يعقل إنه والدها كما تتهمها أخته ؟
يا رب
لا ،، فقط لو سقط بيـد والدها لن يرحمه
تقسم بإنه سيمزق جسده إربا متفرقة ، ليرسل أشلاءه لـ أهله بدم بارد ،
يارب .. أرجـوك لقد أحسن لي و أنقذني مرارا ، فـ إنقذه يارب
إبعد عنه كفوفهم الـ ملوثة بدماء الأبرياء ،،
يااارب .. إحفظه لـ أخته ، و لـ ـ ـ ـي ، يــارب !

أغلقت الخط لتنسل بخطوات خفيفة موسدة الهاتف فوق صدرها المنـدلعة نيرانه ،، تشعـر و كإن أنفاسها تشابه تلك التي للتنين ، لا تعلم إن كان هو إسطورة ام حقيقة ، لكنها هي الحقيقة هنا ،فها هي تنفث لهبا متكدسا في دهاليز الرئتين

تهادى لمسامعها صوت المسنة تسألها عما حدث ، لكنها إحتفظت بنظام الصمت الذي إتبعته لأيام ، و من ثم دخلت الحجرة المخصصة لها
تلك التي شهدت على مصائب قلبها ، و إستسلامه الواهن !
فيها سلبت منها حياة كان من الممكن أن تعود طبيعة .. و لكن ، بلا قلب ، و لا روح ، عودتها كانت ستكـون كـ سابقتها ، و ما حدث هنا كان بإمكانه أن يلف بأوراق الجرائد المليئة بالترهات الكاذبة !!
كانت ستنجـو ، و ينجو معها ؛
أما الآن .. فـ لا صريخ مظلوم بإمكانه أن ينقذهما
يال خبث هذه الجدران التي لم تحاول أن تردعهما عن الهرولة في طريق أعوج ، ملئ من الحفر أكبرها ، فيعرضهما لـ تهديد الوقوع الدائم ، ليدفنا بـ لا علم لأحد !
تعلم لو إنها قاومته بـ شدة و شراسة كان سيتركها ،، سيتخلى عن سقي شجرة الإنتقام الخبيثة الجذور ، على الاقل كان سيقطع غصنها هي ، فيبعدها عن اياديه ،، لكنها هي المذنبة الأكبر ،
و ما فائدة لوم الذات الآن ؟
لم ينفع ندم النادمين احدا بعد فـوات الأوان ، لن يفعل سـوى سلخ جلودهم بـ أسواطهم الـ حقيرة ؛
تثخن قلبها لـ شدة الوقع ، سـ تصاب بالجنون إن لم تفعل شيئا ، لن تتركه ليتعلق ذنبه مع أخواته الثلاثة كـ سلسال من حديد منصهر ، فيلتصق في جيدها و نحرها ليـخترق جسدها و يذيبه
لن تتحمل أن تكون أحد أطراف المنكرين لإحسان قد فعله لأجلهم ، لن تسمح لـ والدها أن يـغتال أجمل ذكريات ستبقى حبيستها بقية الأمد ،
فتدندن على أطلالها أناشيـد الوحدة !!

رفعت الهاتف لـ تتصل بـ لينا مستعجلة ، لتثبته بشمال مرتجفة ، بما إن اليمين تستحق أن تمضغ الآن ، فـ لولا فعلتها النكراء لما خشيت أن تعود لهم راكضة بـ نعلين متهرئين ، أو حتى بـ قدمين حافيتين !
أما الآن ، فـ تريثت حتى إتخذت لها قرار سليم ، ليس فقط لإنها أحبته ،، و لكن لإنه يستحق التضحية
فقـد ضحى من أجلها كثيرا ، كثيرا جدا
و جاء وقت سداد الدين ، لن تخذله ،، كما لم تفعلها منذ سنين

ما إن وصلها صـوت لينا المنتحب ، تحدثت بـ تماسك مزيف : لينا ، الله يخليج باجر تعالوا رجعوني لـ بغداد ، لازم تجوون و ارجـع لأهلي ، إذا مرجعـت أبـووية يكتله والله يكتلـه والله !

حتى الآن لم ينجلي وقع المصاب يا جلنار ،
لم تجف المنابع الدمعية ، و لم يكف القلب عن اللهج بالدعاء
و تأتين أنتي ، لـ تفتقي الخيـط البالي الذي اخاطت به جرح صدمتها ،
ترتدين قفازا مسموما لأبيك فتجتثين قلبها ، لترميه تحت قدميك و تثقبيه بـ كعب علياءك و بـ أرجل كرسي ذلك الأب المتوحش !




.
.
.





يحرك أصابعه ببطئ ، فتفلت منه صـرخات متوجعة لكن صامتة ، !
إكفهر وجهه ، فـ تجعد جبينه ، و أنفاسه بدت متعالية ، لكن خافتة !
إستـرجع ما حدث في ظرف ثـواني بعد الإستفاقة ، حاول تحريك جفني يمينه للمباعدة بينهما ، و إبصار ما حوله
لكنه فشل
هز برأسه ببطـئ ، ما هذا !
تبا !
يديه مكبلتين ، و عينيه معصوبتين !!
جسـده يستند على مقعد بالكاد يحمله ، و يشعر بالأوجاع تهتك بـ كافة أطرافه
و كإنما شعر بـ أرجل رجالهم الفولاذية تسحق كفيه مجددا لمجرد الذكرى !
لم يقابل طيلة الـ ثلاث عقود وجعا كـ هذا

سحقـا لهم أشباه الرجال ، فـ لو كانوا رجالا حقا لما كانوا إستخـدموا كلابهم القذرة المسماة بالـ حراس الشخصيين في غرس أنيابهم في لحمه
و لما إستسهلوا عراكه وهو واحد ضد إثنين !
يظن قاسم ، الحيوان ، بإنه سيـنتقم منه بهذا الضرب الوحشي ، فـ ليتلحف جيدا و لـ يكمل أحلامه القذرة بعيدا عن فضاءه !
الكلب ،
لم ينكر إنه وراء قتل أختيـه ، تبا له و لـ أهله جميعا ،
و تبا لها هي أيضا ،، تستحق ما حدث معها فهي لم تقف بوجهه لـ تعلن له عصيانا على إستبداد ذبح به زمرة من البشر
بعـد أن عبر حدود الإستمتاع في ردة فعل ذلك الـ حيوان إمتن كثيرا لـ تلك الضحية ، نعم لقد جعلته ينتشي ، و يـبتلع ثأر أختيه إبتلاعا

شـعر بـ حركة ما من حوله ، فـ امال برأسه قليلا ،، كاتما أنينا نشأ في احشاءه الرخوة ، و تلك العظام التي هي أيضا تراخت !
ينتظر أن يأتيه أحدهم بـ خبر ما قد يثلج صـدره كـ موت ذلك الكلب المسعور ، و سيسعده أن يغادر الدنيا بعدها حاملا راية النصر و مقلصا من عدد السماسرة
كم تبدو فكرة لذيـذة ،، لذيذة جدا ، ليته يقضم أطرافها فقط

تحرك رأسه بيدين غليظة تفتح له عصبة حول رأسه ، كشر ملامحه إثر دخول الضوء المفاجئ لـ عينيه ، شخر قليلا ثم علق ساخرا بعد أن لمح الغريم : مـ مات و خلصنا ؟

شعر بتلك اليدين تكاد ان تخترق عظام فكه و هو يضغـط فوقهما بـ كل قوة إكتسبها طيلة سنين عمره
توسعت فتحتي أنفه و عيناه أيضا ، و تناهى له صوت إصطكاك صفي أسنانه ببعضهما ، و لشدة إحتكاك ناشئ بينما ظن إن قواطعه ستتآكل لا محالة ، ليهمـس الأخر بصـوت خافت ، كـ فحيح ثعبان سامة : يا إبن الكلب ، والله ، والله ثم والله .. موتـك رح يصير على إيــدي هاي ، شوفهااا زين و تذكر ، بس مو هسة .. من تاااكل *** و تقوول ويين البنيــة ، لإن إذا مقلــت ، رح تذووق السم ، تعرف شنوو يعني تذوقه .. و تتمنى تموت ،، بس مـ تموت

قاوم تلك القوة الدافعة التي يسلطها هذا الذيل الأعوج حتى سمع طقطقة بـ فقرات عنقه ، أجابه بـ عنجهية ، و لذة رغم وجع دق بمطرقته فوق كل عظامه ، حتى فتتها : ههه ، بطل ، إنته الي جنت خاطبهااا مو ؟

كم يستمتع برؤية هذا الحطب المشتعل بـ عيونهم الوسخة تلك التي إستمتعت بـ رؤية المسفوك دماءهم ، تراخت قبضة هشام ليجحده بنظرة مـرتابة ، فيقابله العنيد بـ شبه إبتسامة ، مضيفا ببطئ : الظاهـر عمك مقلـك شنو الي وقعه
لم ينجح هشام بتمالك نفسه ليسأل عن شئ ، و إستدرك الأخر بـ ذات السخرية : ها صدق ، احتمال الخبر شله ، و بعد ميقدر يحجي ، موو ؟

رد هشام هذه المرة كان بـ لكمة قـوية سددها نحو أنف هذا الحيوان ، يبدو إنه لم يستوعب بعد مالذي يمكنهم أن يفعلوه به ،، يستطيـع إقتلاع لسانه من أصله ، كي يكف عن التجاوز بـ حديث قذر كـ هو
ليلهث غضبا نقر صدغه : انته ناااوي تنكتل لوو شنو قصتك ؟؟ و عمي رااجعلك ، شوية يرتاح و يجي يراويك ياا قندرة تسووى

عاد المقيد في التعدي على حرمة المنزل رغم طعم الدماء المتدفقة داخل فمه ، و رائحتها المقرفة التي إختلطت بإنفاسه : هه بس شكلك متدري لهسة ، عود سأله ، ليفوتك الخبر هه

شدهة هشام جعلته يزيد مكاييل التعدي : أقلك إنته شمنتـظر ؟ عبالك رح تعرف مني وينها ؟ فهمته لعمـك شصار ، و ما اعتقد يريدهـا بعـ ـ ـ!

ليكف عن اتمام الحديث ،، و إكتفى بكتم صراخ قد يـثلج صدر هذا الثائر لـ عرضه ، تلقى الركلات و اللكمات بـ فيض من الإنتشاء النفسي
و هشام لم يستطع أن يهدأ ، بل تجاوز الإنسانية بـ رمي هذا المنتهك لـ شرفهم بـ قبضات تمنى لو كانت مزودة بـ قفازات من حديد
كم من المرات سقط بالمقعد فيعود هشام ليعدله ثم يـبرحه ضربات جديدة ، الى أن شعر بـ جروح يده تؤلمه ، ليبتعد و زئيره لم يفتأ أن يتعالى ، لم يخمد سعيره حتى الآن ، ركل سجينه ختاما ، حتى هبط قاعا مع مقعده على جانبه الأيمن ، و تأوهاته إختفت بتلاشي تقلصاته العضلية !






.
.
.








ليلـة إنقضت ، و لا تعرف أنى لها أن تفعل ، لكنها أكيدة بإن تهجدها لـ ساعات طُـوال قد قلل من تفاقم أثقال الـ رعب في جوفها ،
نعم .. قد تكـون تذوقت كؤوسا من مرارة الفزع ، لكـن فزعها الأخير كان الأكبر
لا تستـطيع تصُـور بقية حياتها وهي تـحمله بقلبها ذكرى مستباحة بـ سلاح والدها ،
إنه لأمر مستحيل .. سـ تكره أباها ، ستكرهه ، وهي لا تريد ذلك .. !
تتـربص خوفـا من أن تتحـقق كوابيس يقظة لم تفارقها منذ الأمس ، يا إلهي .. أرجوك .. أستـجديك و أتوسل إليــك .. ألا تفجـعني و أخته به ،
ربـاه .. أرجـُوك .. لا تـدعه لـ من لا قلب له ، أتوسلك يا الله

حـُذرت مسبقا من أن تُخبر الجدة بشئ ، لكنها لم تأبه ، فـ هي وحيدة . . ضعيفة ، و مرتعدة الفرائص !
لن تستـطيع إرتداء نقاب ما ليستر عُري خوفها ، لـ ذلك إرتأت إخبارها بـ حقيقة مُحرفة بعض الشئ ، وهكذا ستجد مبررا لـ قلق يطفح من مقلتيها
و ذلك التلفيق تجسد بـ إن أحـدهم قد هـدد علي ، و هُو الآن يختـبئ في مكان ما ، لذا فـ عليها العودة لأرض العاصمة .. لـ تـهرول لـ منزلها ، فـ قد يكون ذلك الـ " أحدهم " ليس سوى والدها .. و إن رآها .. بالتأكيد سـيترك علي و شـأنه

وها هما الإثنتـان ، تنتـظران مجئ لينـا و .. رفيقي سجانها .. ذلك الذي بات مسجُـون أبيها الآن ، كـ أضخم الإعتقادات
أغلقتا أبـواب و نوافذ المنزل الصغير ، لتنهيا فصُـول رواية لم تكتمل بعد ، و لم تشـأ أن تفعل !

أنين يفلت منها كل حين ، متبوعا بـ أدعية " باكية " تعبر حُنـجرة المُسنة ، تلـك التي فقـدت القدرة على الـ حراك بطبيعية بعد سماعها الخطر المحدق بـ عينين شرستين نحُـو حفيدها ، بل طفلها !
فـ لطالما عاملته كـ صغـير يتيم ..!
مُدلل لأبعـد الحدُود من قبلها ، و لو كـان بيدها أن تـفديه بروحها الـمتأرجحة على أرجـوحة الخُـوف الآن ، لـ فعلت
رن هاتفها معلنـا عن مكالمة في الإنتـظار ، و لم تـكن سوى من لينا التي كانت نيتها إخبار جُلنـار بإن تخرج حتـى نهاية البـستان .. فـ لا يود أحدهم أن تكتـشف الجدة شئ ما
و لـ كون زهرة الرُمـان تعاني ذبولا ذهنيا و وهنا بوريقاتهـا نسيـت أن تخبر لينا سـلفا بـ كذبة لفقتها لـ ترميها فوق أسماع المُسنة
و عندما رفعت الجـدة الخط .. بنفسها ، وصلها صُـوت لينا المتوتر ليبتر الخيط الفاصل بين الزيف والواقع : جلنار يللا بسـرعة إحنة وصلنـا .. طلعيلنـ..!

صمتت بـ صـدمة حين سمعت الجدة تقول بلهفة : وييييينكم ؟؟ تعااالوواا لباب البيـت لييينا .. أني هم جـااية ، يييمممة أريييد اشووف إبنـي

على الطرف الأخر ، أخفضت الهاتف قليلا لتعلق أنـظارها بـ عمر من خلال المرآة الأمامية .. مرتعشة بهلع : بيبـــــي عررررفت .. عمـررر تدري بيبي و تريد تجـي ويااانة !

كـان آلن يـرافقهم ، و يـجلس في المقدمة قرب عمر ، ليعقب هو مسرعا : دتبــجي ؟!

أجابتـه بـذات الإسلوب : لأ ، بس تقول تعالوا لـ باب البيت

تـدخل عُمر : إهدي إنتي و لتخرعيها .. و قوليلها زين جايين هسة

فعلت ما أُمرت بـه ، ثم مـرت الدقائق التالية بطيئة كـخطوات عرجاء تتكأ على عكازات من البلاتين الـنقي !
بـ تعليمات من ألن ، الوحيد الذي يـعرف الطريق وصـلوا المنزل المنشُـود .. لتـترجل لينا من السيـارة بسرعة خاطفة ، متبوعة بـ صرخات عمر و ألن محذريها من أن تُفجع الـجدة

لكنهـا هي الأخرى ، لم تـكن سُوى شبيهة لـ إبنة قاسم ، و لكن بطـريقة أسـوأ ، فـ ما إن ضربت على الباب الحديدي .. و قُوبلت بـ جُلنار التي تنتـظر خلفه .. صـرخت مرتجـفة : يـاللااا بـسرررعة خلي نرررجع قبل ليكتلوووه .. بـسررررعة !

: شنووووووو ؟؟ يكتلووون منوووو ؟

كانت صـرخة مـهتزة الأصُـول و متـبعثرة الفروع ، من قلب جدته !
لـ تركض نحُـوها لينـا .. دافعة بـ جسـد جلنار قليلا لتخلي لها الطريق ، هذه هي من تمنـت أن تـمضي الأمس بـ حضنها ، و إن توجعت .. لن يهم ، فـ هي الأخرى تتـُوجع لـ درجة قصوى
لـ درجة الأنـانية ، حاول الجميع أن يلملم شتات روحها بالأمس ، و واحد فقـط من نجـح بـ إلصـاق بعض من الأشلاء المُبعثرة .. و هي هنا تبـحث عمّن يكمل لملمتها !

الجدة دفعت بها صارخة : ولـــكم شكووو ؟؟ إبنننني شبيييه ؟؟ علييييي شبيييه ؟! ولج اخووووج ويييينه ؟

إستـدارت مصـدومة تحاكي جلنار بصمت . .لتـقابلها الأخرى بـ إرتعاشة صُوت : مقلتلها الصدق .. لينا شسويتي إنتي ؟ ياااربي

إثر الصُـراخ ذاك .. تقدم الرجلان نـحو الباب المُشرع .. لـ يتحدث ألن من مكانه بـ نبرة قوية : بيبي لتخااافييين عليييه ، مبيييه شييي

نقل نـظره لـ عُمر قائلا بـ غيظ : شقد ثووولة هاي ليناا .. عود صار ساعة نوصي بيها

برر لها تسرعها : ليش هسة أكو عقل براسها ؟ زين منهاااا واقفة على رجليها

تمتـم ألن : دروووح ، هسة شيسـكت بيبيته ، إحنه أعصابنا راح تنفـجر .. هالمرة تعالوا ..!

أصمته عُمر : ألن و سسسم ، هسة وكتـك

أشار له ألن : دفوووت سكـتهاا إنته ، يللاا بسرعة حتى نرجـع !

كـانت قـد تربعت أرضـا ، و عباءتها تـلتف حولها ، تصـرخ بالفتاتين غير مُصـدقة لكلام مزق أوعية الـقلب : ولكم إحجوووا .. ليييش سـاااكتييين ؟! علييي وييييين ؟

دلف عُمر ، فـ دنا منها لـ يجلس القرفصاء قربها : السلام عليكم ، حجية يمعـودة قولي يا الله .. مااا بييه شي ، متعرفين لينااا أم دميعة و خوااافة

مـدت يدها لتضغـط على ساعده بـ قوة متلاشية : أحلفك بـ الله العظيييم تقول الصدق ، إبنـي ويييين ؟؟ علاااوووي وييين يمممة عمررر ؟! ررررح يكتلووه ؟

بالإبهـام و الوسـطى ، ضـغط مقدمة عظـمة الأنف ، لـ يهمس بهـدوء : لتخـافين يا عيني ، إن شاء الله ميصير له شي .. قومي يا يوم خلي نرجـع لـ بغدااد و نشـ...!

قـاطعته صارخة بعـد أن أفلتت يده : ترييييدني أفووت بغداااد و ما ادري علي ويين ؟ من عمـــت عيني إذااا طبيتهاااا وهوة ماااكوو

كـانت تشعل فتائل الـوجع بـ جسدي الـ فتاتين من دون أن تقصـد ، فكل منهمـا تتمنى أن تملك أجنحة تنقلها حيث فقيدها ، او حتى ترزق بقدرة خارقة على الاختفاء و من ثم الظهور في موقع الحدث ، كـ ما إعتادت سابقا في أفلام الرسوم المتحـركة !

كانت تقف على مقربة ، ببدن يهتز إثر شهقات الرعب التي عصفت بها ، الجدة تـذبحها بهذا الحديث من غير أن تعلم ، تذبح أوردتها فالشرايين ، جلست لـ تسند قدها بـ ركبتيها المثتتين ارضا ، سحبت كف الجدة و بنبرة متوسلة : بيبي لتبجييين هيجي ، الله يخليييج لتقولييين رح يموووت ، الله يخلييج بيبي ، والله هسة نرجع جلنار لأهلها و هية تفهم ابوهاااا ،، لاازم يعرف انوو اخوية معلييه بيهاا ،، والله معلييييه !

هتفت الأخرى بـ عقل غير مدرك لـ وجع إقتحم بحصونه قلب الـ جلنار : الله يااااخذهااا ،، كللله منهااا ، الله لا ينطيهااا ولا ينطي ابووهاا ، رح يموتون ابنـيييي

مدت بيدها نحو عمر لتستند عليه مكمله صريخها المدمج بألحان باكية : وج سعيييـــدة ،، نعلعلااا أبوووج يا قشرة يا بت القشرررة ، ولج إبنننج رح يموووت و انتي فرحااانة بـ الـ **** عبد الملك و جهاله ، من تروحووون كلكم فدووة لطوووله ، يمممة علييي ، يممممة إبنني

أعانها عمر على الإنتصاب ، و هو يتابع حركات جلنار بـ إهتمام حريص ، إنها الأمانة الصعبـة ، و هاهو يضحي بها ، من اجل المؤتمن !
جلنار إبتلعت الكلام لترتشف الهم في أكواب مغبرة ، فـ يتعفن بـ جوفها و تفوح منه رائحة نتنة ، لا تحتمل !!
ركضت قبلهم خارجة من المنزل ، لتقابل ألن المنصت لكل الحديث ، حاول النطق بشئ ، لكنها منعته بـ كلمات تتزحلق من بين الشفاة المرتعشة : ألن ودووني بسـررعة ، لازم نوصل بسرعة ، الله يخليك

سبب هذا الرعب بات مكشوفا للجميـع ،، و ألن من ضمنهم ، لكنه قرر الإدلاء بـ أمانة علقت بعنقه و عنق رفيقه : ترة علي ميريد ترجعين ، وصانا علييج أني و عمر قبل ليختفي ، معليج بحجيي أي أحد ، إذا متريدين ترجعين فـ محد يغصبج ، و علي رجال و يتحمل

إرتعبت و هي تحاول جاهدة أن تفك طلاسم هذه الوصية ، مالذي ينوي فعله ؟ ألم يجبرها على الرضوخ لتوافق على أن ترمى بـ فم القرش ، اليوم .. الخميس ، كما إتفقا ؟!

فجإة وفي خضم رحلة البحث عما خلف الستار إشتعل قبسا ما في عقلها ، ليضئ تلك الدهاليز المعتمة ، سامحا لها أن ترى كل شئ كما الحقيقة !
إرتجف فكها الأسفل ، لتهمس محدثة نفسها بلا وعي من قبل خلاياها العقلية : عزة ، عزززة ، حيقلهم كتلني ، عزززة !

هذه الفكرة التي تبلورت فـ نضجت بـ عقلها بعد تلك الإضاءة الممتازة ، و هذا ما جعلها تهتف بـ هلع : الله يخلييييك خلي بسررعة نرووح ، الله يخليك

أشار لها نحو السيارة متحدثا : على كيفج ، و لتخافين .. و مثل مقتلج والله اذا متريدين ، محد يقدر يضوجج بحجاية ، بـس قـ ـ!

قـاطعته بـ هلع أكبر و تلك الافكار تنقسم طوليا و عرضيا ، لتتكاثر كـ بكتيريا مضرة بالصحة .. و مسببة للشديدة من الإلتهابات : لالالا ، والله اريييد اروح ، شلووون اخليهم يكتلوووه شلـوون !

لم تعتقد إن نهاية تلك الفوبيا المرضية الزاحفة لها سينقضي أجلها قبل أن تنتهي الحكاية كاملة ،، فهاهي تقف بينهم جميعا و لا خوف يسكنها منهم ، رغم إنهم لا يمتون لها بصلة
و لكن الخوف الأعظم .. كان من قبل رجال يحملون من دماءها الحصة العظمى ،!





.
.
.




سبب نكسته إقتصر على تفاقم أعراض الذبحـة الصدرية التي يعانيها كـ داء مزمن ، و إحتاج البعض من الوقت لإسترداد عافيته بعـد أن قامت تلك الحبة القابعة تحت اللسان بإنقاذ حياته
و ليتها لم تفعل .. فما حيلته بـ حياة يعيشها منكسا لـ رأس الكرامة و مرتديا لثوب العفة الممزق !
لا عيش يستهويه بعد أن تحطمت فتاته ،، بسببه و بسبب جشعا سكن نفسه و أبى أن يفارقها إلا بعد أن إهتزت الأرض من تحت قدميه ، لتجعله يتدلى من فوقها ، حتى هبط بـ مراكز لها
حيث درك الجحيم الذي يستحقه الأنذال أمثاله ، و أمثال ذلـك الحيوان المسمـى بـ علي صفاء ، لقد تعدى على أسياده ، و أشعل نارا بـ ثوب العرض ، لتأكله ، و من ثم تتركه بقايا رماد !

سيندم ، و الله سيندم بإنه إقترب من حرمات صغيرته ، وهو سينتقم لكل دمعة أنزلت من مقلتيي فلذة كبده بسبب جحش كـ ذلك المحتجز ، لن تتوقف بينهما يوما لعبة إراقة الدماء تلك ، فـ لا أحد يغمد سيفه بـ مبارزة ممتعة كـ هذه


كان بطريقه نحو القبو مجددا ، ذلك الكائن تحت مكتبه الخاص ، حيث به تقام بعض الاعمال اللا قانونية
تقابل مع إبن أخيه الخارج توا من هناك ، الذي ما إن رآه حتى حث الخطـى ليصله بلهاث و أثار الحرب الغير متكافئة تتجلى فوق مظهـره ، يبدو إنه لم ينم أمسه !

وقف أمامه ليشــدد من قول يكاد يمزق له بطانة معدته ، ليورثه قرحة عميقة لا شفاء معها : عمووو ، بســرررعة قلي هذا الـ **** شقلك و خلاااك تووقع ؟

زفر قـاسم بهم ، ليلقي بنظراته نحو الجثة العملاقة القابعة قرب الباب بـ صمت مهيب ،
و كإن صاحبها لا يرى و لا يسمع ، و لا يتكلم حتى !
كإنه أداة الكترونية ، زرها الوحيد هو الزنـاد المنطلق نحو الهدف المراد الخلاص منه

كرر هشام قولـه بغلظة و تتابع أنفاسه جعل عمه يعاني من أعراض أخرى قد تكون لنوبة جديدة : قلللي شقلـــك ؟ الحيوااان يقووول .... يقـ ـ ـ!

قطـع حديثه إتصالا ورد هاتفه ، ليخرجه بغضب و بنيته أن يغلق الخط لكن عمه أمره : جاااوب

كان من أحد الحرس القابعين امام القصر و فيما حوله كـ جنود يدافعون عن حمى بلادهم ، بالرغم من فساد يسود حكامها و شعبها ،
أخبره عجلا ، بإن ' إبنة الأستاذ ' قد عادت توا ، و هي الآن في الداخل !

لم تكـن ثورة طبيعية تلك التي ثارها وهو يتحرك سابقا خطوات عمه بعد أن أخبره بالأمر ، ليتبعه الأخر معصور القلب مسـود الوجه
كيف سيسمح لـ نفسه أن يراها بعد أن لوثها بـ قذارته ؟ أ سيمثل دور المغتال كرامة ؟
انفاسه تهدجت ، و إرتأى أن يتوارى خلف الـجدران ، فقط كي يسمع صوتها و يصدق وجودها حية !

و بالفعل ، أرهف السمع لبكاءها المقترن بعويل والدتها و نحيب اختيها ،، تمـزقت أغشية قلبه عند سماعها تسأل عنه متشـدقة ، ما الذي تريده من مجرم مثقل ظهره بـ أوزاره و أوزار كل من يعمل تحت إمرته ؟
أ تريد محاسبته على ظلم رد له عندما أحاق بها ؟

إرتفع صــوت هشام ليطغي فوق اصواتهم الحريمية ، صارخا بها بـ دم ثائر لا لومة لائم معه : ويييييييين جنننننتي ؟ بسررررعة احجـــي

ذهول فـ صمت كان تعبيرهن ،، ليعود فيهتف : جلنااااار جااوبي لا احرررق البيييت على راااسج ،، صاااارلج اساابيع مختفيـة وييين ؟؟ بليييلة العقد إختفيييتي و هسة من لزمنا الكلب ابن 16 كلب ترجعييين فهمينيييي هذاا شنووو يعنييي

تعالى بكاء صغيرته ، ليتوسله قلبه بالرفق ، فـ رفق ، ليظهر لهم من خلف احدى الابواب الرئاسية ، و انظاره تستحـي أن تبحث عن طفلته كي لا يرى أثار ايادي ذلك القذر موشومة فوق جسدها العفيف
هي ما إن رأت من عادت لتستجديه ، إنسلت من حضن والدتها لتستقيم ثم تركض نحوه بـ هلع ، تشعر بإن صدرها سينفجر بين الفينة و أختها
الترقب حلل لها خلايا المخ ، سامحا للـ جنون ان يسيرها ،، إرتمت فوق صدر والدها تبكي نفسها و تبكي علي !
تعلم إنها بعد قليل ستفقد هذا الرباط السميك الذي يربطها بهذا الرجل و قد تفقد معه حياتها ، و عزائها الوحيد إن ما حدث كان تحت إمرة الحلال ، و إن قتلوها ستكـون شهيدة بإذن الله !
فهي هنا لتدافع عن الحق ، تضحي بنفسها من اجل نجاته ، و من ثم عودته لأخته و جدته سالما ، أو شبه سالم !

والدها لم يستطع تقبل قربها هذا ،، بل يقسم إنه إستنشق بها رائحة ذلك القذر ، و كإن أنينها هذا يحكي له عذاب ليال قد مضت ، فتاته تدنست رئتيها بأنفاس حيوانية ، و تمزقت بشرتها بـ مخالب مفترس !
سيقطع له يديه بدلا من تقليم تلك المخالب ؛
حتما سيفعل

صـرخ بها هشام وهو يدنو ليسحبها من زندها فيهزها بـ غضب : جاوبيييني ، شـ صاااار بييينكم ؟

إذن لقد أخبرهم
و كإن رحم الاماني أجهض جنينه توا ، لتنازع ألما نفسيا حادا اثر فقده ،، آه ، لا تحتمل اوجاعا جديدة ، لم طعنتها يا علي و أنت تعلم بإنها تحمل بـ روحها جنينا لأمنية في ساعاتها الاولى ، حيث إنها تكونت بعد إتصاله الأخير
ليصـدم كل ما فيها عند صرخة والدها الموجهة نحو ساعده الايمن : هشاااام لو تحتررم نفسك لو تووولي بـرااا ، إنتتته تــدري بت عمك شريفة ، و اذاا صار بيها شي فهذا من الـ **** الي جــوة

تعالت الصرخات القادمة من اختيها و والدتها ، لم تفكر أي منهن بـ فاجعة كهذه ، رغم إمكانية حدوثها !
و إرتفع صوت هشام مجـددا ، ليستخدم سبابته في تهديدها : شوووفي ياا بت عمي ، والله اذا عــرفت انوو عندج غلطة صغيرة وصلتج لطيحااان الحظ هذا اذبحج بأيييدي سمعتتتي ؟

ليزمجر والدها فإرتعدت فرائص النسوة جمعا : هشااااام انجب و اطلـــع براااا ،، يااا ناااقص بت عمك اشررف من الشرررف ، بيك خير روح استرجل على الكلب ابن الكلب هذاااك ، هاهية روووح كتله يللا ، بتي و رجعت بعــد لاازم يصييير عبرة لكل حيوان مثلــه

لم يـخرج بل أضاف متحديا وهو يدفع بها بعيدا : لا والله ميموت قبل ليشووف حظ اخته طاايح و يذووق النار المشتعلة بـ صدري ، الااا اخليه يبوس رجلي حتى اعوفهاا الااا اخذهااا قدام عيووونه مثل ما لعب بشرفنااا

فهمت توا بإنه لم يخبرهم الحقيقة ، إحتمل طوفان غضبهم ليحميها من بطشهم ، أو ليتناول وجبة الثأر بـ أضافة منكهات لاسعة لحليمات اللسان ، لا يهم
المهم إنه أخفى حقيقة الامر ، ليوهمهما بـ نذالة بعيدة كل البعد عن شهامة تجري مختلطة بـ دماء عروقه !

لينقطع حبل التوازن
فيفيض الدلو بمياهه دفعة واحدة ،
و بـ صراخ لا يمت للعقلاء بشئ ، ركضت لتـرمي بنفسها تحت اقدام والدها ، منتظرة مصيرها الحتمي ، بعد جهادها هذا : لالالالا ، بااابااا لااااا ، ليناااا لاااا ،، علييي معليييه والله معليييه ، مســوواالي شيي والله مأذاااني ،، باابااا لتمووتووه ، والله مـ صاار الي قالكم عنه ، كذااااب ،، والله كذااااب ،، هـ ـ ـوة تـزوجني ، و مغصبني على شـ ـ ـي والله والله تزوووووجنننني


إخترقتني كـ " الصَـاعقة "
فـ شطرتنيِ نِصفينِ .. !
نِصفْ .. يُحبكَ و نِصفٌ .. يتعذبْ لأجل النصف الذي يُحبكْ


غادة السمّان




.
.
.


نهاية الإدانة الرابعةْ

حُلم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 28-08-12, 04:20 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


بسم الله الرحمن ْ الرحيمْ

صلاتِكمْ أولا يـا أحباب حُلمْ
و من ثمْ كُونوا معي و معهمْ
في

الإدانة الخـامِسةْ





أبا الفراتينِ قد شلَّ الأسى رئتي
ومن سواك يحطم قيد أحزاني
أنا ذهلت لصمتك يا أبا قلمي
وأغنياتي وأشواقي وألحاني
لا شاطئاك كم كانا ولا شفة
باست جراحي ولا مشفاك أشفاني
صفعت وجهي أهذا يا زمان أنا
سلمت للريح ساقيتي وبستاني؟

كريم العراقي


؛




لك عندي كلمه
لم أقلها بعد،
فالظل على الشرفة يحتل القمر
و بلادي ملحمة
كنت فيها عازفا.. صرت وتر

لـ محمود درويش







لم تكـن ثورة طبيعية تلك التي ثارها وهو يتحرك سابقا خطوات عمه بعد أن أخبره بالأمر ، ليتبعه الأخر معصور القلب مسـود الوجه
كيف سيسمح لـ نفسه أن يراها بعد أن لوثها بـ قذارته ؟ أ سيمثل دور المغتال كرامة ؟
انفاسه تهدجت ، و إرتأى أن يتوارى خلف الـجدران ، فقط كي يسمع صوتها و يصدق وجودها حية !

و بالفعل ، أرهف السمع لبكاءها المقترن بعويل والدتها و نحيب اختيها ،، تمـزقت أغشية قلبه عند سماعها تسأل عنه متشـدقة ، ما الذي تريده من مجرم مثقل ظهره بـ أوزاره و أوزار كل من يعمل تحت إمرته ؟
أ تريد محاسبته على ظلم رد له عندما أحاق بها ؟

إرتفع صــوت هشام ليطغي فوق اصواتهم الحريمية ، صارخا بها بـ دم ثائر لا لومة لائم معه : ويييييييين جنننننتي ؟ بسررررعة احجـــي

ذهول فـ صمت كان تعبيرهن ،، ليعود فيهتف : جلنااااار جااوبي لا احرررق البيييت على راااسج ،، صاااارلج اساابيع مختفيـة وييين ؟؟ بليييلة العقد إختفيييتي و هسة من لزمنا الكلب ابن 16 كلب ترجعييين فهمينيييي هذاا شنووو يعنييي

تعالى بكاء صغيرته ، ليتوسله قلبه بالرفق ، فـ رفق ، ليظهر لهم من خلف احدى الابواب الرئاسية ، و انظاره تستحـي أن تبحث عن طفلته كي لا يرى أثار ايادي ذلك القذر موشومة فوق جسدها العفيف
هي ما إن رأت من عادت لتستجديه ، إنسلت من حضن والدتها لتستقيم ثم تركض نحوه بـ هلع ، تشعر بإن صدرها سينفجر بين الفينة و أختها
الترقب حلل لها خلايا المخ ، سامحا للـ جنون ان يسيرها ،، إرتمت فوق صدر والدها تبكي نفسها و تبكي علي !
تعلم إنها بعد قليل ستفقد هذا الرباط السميك الذي يربطها بهذا الرجل و قد تفقد معه حياتها ، و عزائها الوحيد إن ما حدث كان تحت إمرة الحلال ، و إن قتلوها ستكـون شهيدة بإذن الله !
فهي هنا لتدافع عن الحق ، تضحي بنفسها من اجل نجاته ، و من ثم عودته لأخته و جدته سالما ، أو شبه سالم !

والدها لم يستطع تقبل قربها هذا ،، بل يقسم إنه إستنشق بها رائحة ذلك القذر ، و كإن أنينها هذا يحكي له عذاب ليال قد مضت ، فتاته تدنست رئتيها بأنفاس حيوانية ، و تمزقت بشرتها بـ مخالب مفترس !
سيقطع له يديه بدلا من تقليم تلك المخالب ؛
حتما سيفعل

صـرخ بها هشام وهو يدنو ليسحبها من زندها فيهزها بـ غضب : جاوبيييني ، شـ صاااار بييينكم ؟

إذن لقد أخبرهم
و كإن رحم الاماني أجهض جنينه توا ، لتنازع ألما نفسيا حادا اثر فقده ،، آه ، لا تحتمل اوجاعا جديدة ، لم طعنتها يا علي و أنت تعلم بإنها تحمل بـ روحها جنينا لأمنية في ساعاتها الاولى ، حيث إنها تكونت بعد إتصاله الأخير
ليصـدم كل ما فيها عند صرخة والدها الموجهة نحو ساعده الايمن : هشاااام لو تحتررم نفسك لو تووولي بـرااا ، إنتتته تــدري بت عمك شريفة ، و اذاا صار بيها شي فهذا من الـ **** الي جــوة

تعالت الصرخات القادمة من اختيها و والدتها ، لم تفكر أي منهن بـ فاجعة كهذه ، رغم إمكانية حدوثها !
و إرتفع صوت هشام مجـددا ، ليستخدم سبابته في تهديدها : شوووفي ياا بت عمي ، والله اذا عــرفت انوو عندج غلطة صغيرة وصلتج لطيحااان الحظ هذا اذبحج بأيييدي سمعتتتي ؟

ليزمجر والدها فإرتعدت فرائص النسوة جمعا : هشااااام انجب و اطلـــع براااا ،، يااا ناااقص بت عمك اشررف من الشرررف ، بيك خير روح استرجل على الكلب ابن الكلب هذاااك ، هاهية روووح كتله يللا ، بتي و رجعت بعــد لاازم يصييير عبرة لكل حيوان مثلــه

لم يـخرج بل أضاف متحديا وهو يدفع بها بعيدا : لا والله ميموت قبل ليشووف حظ اخته طاايح و يذووق النار المشتعلة بـ صدري ، الااا اخليه يبوس رجلي حتى اعوفهاا الااا اخذهااا قدام عيووونه مثل ما لعب بشرفنااا

فهمت توا بإنه لم يخبرهم الحقيقة ، إحتمل طوفان غضبهم ليحميها من بطشهم ، أو ليتناول وجبة الثأر بـ أضافة منكهات لاسعة لحليمات اللسان ، لا يهم
المهم إنه أخفى حقيقة الامر ، ليوهمهما بـ نذالة بعيدة كل البعد عن شهامة تجري مختلطة بـ دماء عروقه !

لينقطع حبل التوازن
فيفيض الدلو بمياهه دفعة واحدة ،
و بـ صراخ لا يمت للعقلاء بشئ ، ركضت لتـرمي بنفسها تحت اقدام والدها ، منتظرة مصيرها الحتمي ، بعد جهادها هذا : لالالالا ، بااابااا لااااا ، ليناااا لاااا ،، علييي معليييه والله معليييه ، مســوواالي شيي والله مأذاااني ،، باابااا لتمووتووه ، والله مـ صاار الي قالكم عنه ، كذااااب ،، والله كذااااب ،، هـ ـ ـوة تـزوجني ، و مغصبني على شـ ـ ـي والله والله تزوووووجنننني

جثم صمـت ثقيل فوق صدور الجميع إلا إياها ،، فـ أكملت نشيجها و هي تنحني نحو أقدام والدها مكسوة بـ عارها فـ ما حدث تلحف بـ ورقة متهرءة ثتبت الزواج ، فيها زوجت نفسها بـ نفسها

تستحق أن يقام عليها الحد ، هي أكيدة !
بلحظة إستطاع المنطق أن يطرق نواقيسا بـ دماغها المرهق ليجعل الكلام ينهمر كـ سيل جارف منها ، عليهم أن يفهموا الآن كل شئ ، فهم لن يسمعوها مطلقا مستقبلا : باااباااا والله صدقنــي هووة معليييه ، هذاا عبد الملك الـ ... هووة خطفنيي والله هووة و جماااعته ، و جاااان نااوي يكتلننننني ، بس علــييي نقذني والله واخذنننني ببيتهم يم اختتته ، بااابااا والله هذا الي صااار والله والله آآآه

تأوهات حارة ،، و صراخات متآكلة نهاياتها أشعرتها بوجود تلك الساحرة الشريرة الساكنة مياه المحيط التي ساومت حورية البحر بـ صوتها مقابل إعطاءها قدمين ، تستطيع معهما الذهاب لـ أميرها الوسيم
نعم من الممكن جدا إنها قد حضرتهم الآن لتسـلب منها صوتها و لكن للأسف مقابل ' لا شئ ' ، و إنما عقاب على سمعة لطختها بلا إعتبار لـ لحظة كـهذه !
إختنق بعنقها الكلام بعد تلـك الهزات المسلطة من قبل ذراعين بشدة الصخـر و تماسكه لإبن عمها الثائر ،، يتحرك بـدنها الضئيل إثر أسابيع من الخوف و المرض مع حركات ذلك الـ هشام
فتارة يميل شمالا ، ليعود يمينا إثر صفعة تحط فوق بقاع مختلفة من الوجه ، مزمجرا بأبشع الكلمات الدنيئة ،، و راميا سمعتها بـ سهام حادة الرؤوس من الإتهامات الباطلة
شعرت بأذرع مختلفة تحاول تخليصها ، تتشابك عندها لـ تبتعد منفصلة ، فترتبط كل منها في جسد ما ، والدتها و شقيقتيها إستقتلن عبثا أن ينقذوا لها ما تبقـى ، و لكن يبدو إنهن أيضا حصلوا على نصيبا لا بأس به من تلك اللكمات
من أتعس تلـك الاحاديث التي مرت فوق اسماعها مرارا من صـوته الزاجر ، هو إنها ليست سوى رخيصة باعت شرفها منذ سنين ، و هذا ما جعلها تعلقه كـ قميص بطراز قديم متوارث في العائلة ، فلا حيلة لها على رميه ، و ليست أيضا بذلك الشرف الذي يؤهلها لـ إرتداءه !
و الآن و بعد إستسلامها ، عاد ذلك العابث بـ شرفهم ، ليأخذها مجددا ، و هذه المرة من دون نية في إرجاعها ، فهما إعتادا الإنغماس في وحل المنكر ، حتـى أصبحا يتلطخان به بـ نهم حيواني و عقول ضائعة !!
ظلم و إفترى و تجبر ، و ما كان منها إلا أن تحتمل وزر مصيبة إقترفتها يداها
ودت لو تقدم لها اناملها كي ينفذ القصاص بحقها ، فهي قد سرقت نفسها و سمعتها و أهدتها لـ ذلك الذي لم يهتم بكل ما فعلت .. أو ربما إهتم و لكنه بالتأكيد غير مدرك لمدى إستعار نيران هذا الجحيم الذي جرها نحوه بسلاسل قيدت جيدها كـ شاة يحضرونها للشـواء !
أوليس عقاب السارق القصاص ؟
إذن فـ ليقطـع لها يد كانت السبب بكل شئ ،
و إن إستطاع أن يحـطم جمجمتها بالدماغ فليفعل ، لإنها المدبر الأول ، و الجاني المستتر خلف ظهور الأخرين بجبن لا مثيل له !
إضطر أن يلجم لكمته الأخيرة ، فيـكور قبضته قرب جسده عندما إهتزت الجدران بصـدى صراخ عمه ، الغبي !!
نعم غبي و هو يدفعه للإبتعاد عن هذه الخطيئة .. من في مكانه عليه أن يغسل عاره و يطهره بـ دمها فقط ، و ما هذا الضرب سـوى تعذيب بسيط نهايته يجب أن تكون إزهاق روح ، و إستباحة دماء قذرة لوثت طهرهم

و كإن مصابهم هو الأول من نوعه !
أعرضهم وحـده ما يثقب القلوب و ينخر الاجساد ؟! فيستصعبون إنتهاكه ، و يستسهلون سفك الدماء ، و دق الاعناق لمن يعتقدون إنهم ممسحة لأقدامهم القذرة؟!
أي منطق هذا الذي يسلكون دروبه ؟
ما بالهم بني البشـر ؟
أ نسيوا أن هنالك جبار فوق كل متجبر ؟
ألم يسمعوا يوما عن دين ينعكس فوق جدران الحق ، ليرد في نحورهم ، فيسقطهم سقطـة نكراء
يظنون بإنهم الأوائل بكل شئ ، حتى بـ الظلم و القسوة ، و تناسوا رب الكون الاعلى ، الذي مهما علوا و تجبروا في الأرض سيـبعث لهم من يرمي بهم من فوق أهرامهم الحقيرة تلك ، فيتتابعوا بالإنحدار نحو ما تحت الأرض ،!

هنالك عدل إلهي حاشاه أن يبخس حق أحدهم يوما ، و إن أمهل القيوم الظالم ، لن يهمله ، ألم يتتبعوا حكايات تليت بـ قرآن مبارك نزل على صـدر الحبيب المصطفى ' عليه وعلى آله و صحبه أفضل الصلاة و السلام ' ؟
ألم يخشـوا يوما تشخص فيه أبصارهم كـ أقوام خلت من قبلهم اذاقهم الله شر ما عملوا ؟
أم يظنون إن إسلامهم سيشفع لهم ؟
تبرأ الإسلام منهم و من أفعالهم القذرة تلك !
تبا لـ عقول فارغة أقفلت عن فهم الحق و ابصار عميت عن اتباع نور الاسلام قلبا و ليس قالبا فقـط !
رسولا طيب الخلق حسن الأخلاق ، صادق أمين .. هو حبيبنا و شفيعنا ، أ لا يستحون ان يتبعوا طرقا نهـى عنها بأمر من رب البرايا ؟
أم هم مستعدون الآن لـ مقابلة الله و رسوله ؟
إن الموت على شفا حفرة فقـط ، و عنده تسقـط الالقاب ، و تنهار الأكوام المالية التي جمعوها بـ إجحاف ، فـ تلتف ساق بـ ساق ، و من ثم الى الرحمن هو المساق !!
عندها يستوي في حفرة ضيقة المتعالي بدنياه ، مع غيره ، لا فرق بينهم إلا بتقواهم ، و بخشية تنبت في صدور الخاشعين من رب السماوات و الأرض
و لكـن ، كثيرون من يسمعون ، و قلة من يتفكرون
فـ سحقا لـ عقولهم الرديئة التي إستحلت الفناء على البقاء الأزلي

كان هو أحد أولئك الجبابرة ،
سفك دماءا ، و إستسهل ظلما ، و أبتلع اموالا من مكسـب ملوث بالحرام
غير آبه بـ أنها ستصير نارا تأكل له أحشاءه يوم لا ينفعه فيه ماله و لا جاهه الذي تبطر به و جر ذيول ثوبه متبخترا بسببه في هذه الفانية !
لطالما تمتع بـ كونه المتسلط المتعال ، فـ ثار بـ عقل غائب حينما جاء أحدهم و تلاعب به ، و ليس بـ أي طريقه ، و إنما بتلويث الشرف
كم تمنى صمتا منذ الأمس أن يكون ذلك مجرد ذبابة مزعجة تنوي إثارة ضيقه بالطنين فـ لا أداة لسع تملكها ، حينها سيستسهل دعسها بـ حذاءه ، فيصمت صوتها لـ يهدأ بال شوشته !
لكن حديث إبنته و جنونها المتقد وهي تجابه الجميع بـ شجاعة متناهية الوصف ، لتعترف بـ جرم مشترك جنته مع تلك الحشرة أكدت له إنه لم يكن ذبابة مزعجة ، و إنما بعوضة نجحت في إمتصاص دمه ، ذلك المعتق في جسـده منذ سنين ، و للأسف تم الأمر بـ مساعدة فلذة القلب
هذه التي تحمل ذات الفصيلة الدموية ، و لا شك إنها الأخرى كانت مصدرا لـ غذاء تلك البعوضة !

أمر الجميع أن يخرجوا ، تاركيه بمفرده معها ،، حتى الآن عقله يأبى أن يصدق ترهات نطق بها لسانها ، أكيدا هو بـ أنها ليست بـ فتاته بعد الآن ، فـ جاء من إقتحم قلاعها بـ جواده القذرة حدواته !
لوثها ، !
و هاهي تغير إتجاه مقود مركبة العذابات لتستقبلها في طريقها بدلا من المضي في دربه ، و ذلك بقولها إنه تزوجها
و كيف يفعل ذلك ؟ و أي حق يملكه ليأهله لفعلها ؟
و أين موقفها هي من الوضع ؟!
كررت قسمها بإنه لم يجبرها على شئ ، بمعنى إنها إرتضت دق الخنجر في ظهره هو ،
قدمت رجلا حقيرا عليه ،
هو من اجهد في تربيتها و اختيها حتى شاب رأسه !!
إعترض الجميع على قراره ، فـ هشام يود أن يستلم وسام الشرف بعد أن يذبحها بيده ، و والدتها و أختيها مزقوا أنفسهم توسلا كي يسمع منها قولا قد ينقذها من بطشه !

والدتها التي إرتمت فوق جسد إبنتها و الإثنتان ما زالتا تقبعان قرب قدمي قاسم إحتضنت صغيرتها رافضـة أن تفقدها أمام عينيها و النحيب النسوي صدع الجدران بحدتـه !
صرخت بين شهقات تنفصل تارة لتتصل أختها : ماا اعوووفهااا ، والله روحي بروحها ، شتسـووي بيهااا سووي بية قبلهااا ، قاااسم بتتتي متااخذها قدام عيني ،، إسمعهاااا اووول شي ، شووف شسووا شبييهااا الظلااام

هاج بالعارم من الغضب و هو يركلهما سويـة : انععععل ابووج لااابوو حتى قاااسم الي معــررف يربي ، و لااا اني تااالي عمررري يجي واحد كلب ابن 16 كلب يلعب علييية
أكمل مشيرا لـ ذلك المستشاط غيظا : لو هذاا الاثوول يجي و يحجي هالحجي الجااايف ،، أنننني ينقااال لبتتي هيجي ؟!

أنفاسه على وشك ان تختفي ، و ألم حاد سطا على صـدره ليرتد نحو اظلاعه من الخلف ثم يمتد لشمال ذراعه ، عليه الهدوء ، فـ ليهدأ ، لا يريد الموت قبل ان ينهي هذه المهزلة ، قبل أن يري عبد الملك و أتباعه من هو قاسم الذي تطاولوا عليه للمرة الثانية

نفـخ هواء صدره رويدا ، ثم نطق بـ شتات متماسك : سوسن قومي لا أحرق البيت بيج و ببناتج قووومي

لتدس أخر العنقود جسدها في بطن والدتها أكثر ، غير مستوعبة حجم الألم الذي تسببه بضغطها هذا ، فـ رعبها هذه اللحظة لم يترك لها مجالا للتفكير ،، كل ما توده هو إختراق هذه الطبقات الجلدية الكثيفة لتصل ذلك الرحم و تختبئ به متكورة على نفسها بذنوب تراكمت كـ الزبد في صفيحتها !
لكنها تخشى ذلك الرحم أيضا ، فقد يرفضها ثم يجهضها حية على غير العادة !
فهو لم يعتد أن يحتضـن شئ مدنس بذنوب بني البشر مثلها ، كل من فيه اطهارا ، بيض الصحف !

زمجر بعنف وهو ينحني ليسحب زوجته بعيـدا بعد أن نجح في السيطرة على وضعه الصحي المتأرجح : سووسن قوومي

تقافز جسديهما معا إثر قوته التي سلطها بتحكم ، و لكن الطبيعة الأموية ، و الفطرة التي نشـأت بها حواء جعلتها تغرز فتاتها بها أكثر ، غير مهتمة بنفسها و إن كان هنا مصرعها
فـ لتنتهي فصـول حياتها قبل أن تعتب باب هذه الردهة من دون طفلتها الكبيرة !
صوتها الـرافض تعالى بـ : ما اقوووم ، ماا اعووفهاا ، بااقييية يمـكم ما ارووح

أما تلك ، فـ كم توسلت أن تفقد الوعي بهذه اللحظة ، ليكون بداية لغيبوبة طويلة الأمد ، و إن تكن لأعوام ،، او حتى طول الدهر .. حينما إرتـدت خوذة الشجاعة ، و حملت سيفها لتدخل حربا خاسرة قبل أن تبدأ ، لم يـمرها خيط شك بإنها ستتعذب ، لكنها لم تعتقد بأن رعب ما سيفـطر دماغها ، لتزداد تعرجات سطحه أكثر !

مرهقا ، و متعبا ، و فوقهم ينزف ظهره بطعنة لا أثر لها ، و بـدم لا وجود له أو لرائحته النتنة !
حررها بـ تهالك ليبتعد نحـو احد الأرائك فيجلس فوقها بـ ثقله ، و كم تمنـى لو ينكث ذرات فقط من كومة ذلك الهم الذي إستفحل بـ بيادقه الحربية صدرا يحمل بين جوانحه قلبا واحدا لا أكثر ،

تحدث هشام حينما فهم إستسلام عمه لبقاء زوجته : خااالة عوفيها الحيوااانة ، شمدريييكم يمكن هية متفقة وياااه يجي يخلصهااا من هشاام الأثوول الي انتظرها سنين لو حتى ينقذها من مصييبببة مسويها قبل ، مثل مهية جاية تنقذه لـ عنتتر إبن شدااد

صرخت به بكر والدها بـ جفاء و بكاءها اضاف حشرجة خفيفة لـ نبرتها : هشاااام ، لووو تصير محضر خيير لو رجااءاا لتتدخل ، نريدك عون تطلعلنا فرعون ؟

أسكتها بهمجيـة و هو يستخدم سبابته التي يقال إنها سميت بهذا الإسم لأهميتها الرفيعة في التهديد و التنبيه و أحيانا السباب ! : محد هنا لااازم يتدخل غيري اني .. نسيتووا انو هية انهزمت بيوووم مهرناا ، نسيتوواا ؟ و هسسة جااية تقول متزووجة ،، و الحيواان الي جوة متونس و مفتخر انوو طيح حظنا و نزل راسنا للقااع ، و الله لو بيدي اذبحهااا والله ،، و محــد يقدر يوقف بوجهي لو ردت هسة افرغ المسدس براسها

بـ زئير يصلب الاوعية بدماءها صرخ عمه ليصمته : هشااام ياااحيوااان .. قتلك إحترررم نفسك لا اطيح حظك هسـة

حكه لسانه ليزمجر هو الاخر : طييح حظهااا هييية ، مو اني الي سوودت وجهك بين الناااس لا و بكل وقاااحة و استهتاار تقول مغصبني ، ' و بإنفلات أعصاب إشتدت حتى دنت من الإنقطاع ' من دنعل أبوووج لاابووه الكلب إبن الكلب ، أحرررقه والله احررقه وهسة تشوفوون ، إذا مـ جبت اخته و بت هذاك الـ **** عبد الملك ما اصير هشاام


طرده عمه مجددا ، ليـخرج معبرا عن غضبه الكاسح بضربة عنيفة على خشب باب تـؤدي الى الرواق و من ثم إختفى خلف باب المكتب ، عائدا لذلك القبو
تبعت خطاه زينة و روشن في الاختفاء ، و لكنهما أختارتا الارتقاء الى الطابق الثاني ، حيث اطفالهما يتواجدون برفقة المربية !
خشيت كل منهما أن تكون رائحة المصيبة قد فاحت لتصل انفاس تستنشقها الخادمتين او المربية ،، لا يودون ذلك الوشم ان يوصم جبين اختهما ليحملها عارا طيلة ما تبقى من عمرها

ما إن فرغ المكان إلا منهم الثلاثة ، تحـدث بهدوء على غير ما توقعت منه الاثنتان اللتان تتمسكان ببعضهما كـ صغيرتين ، و لا كإن صغيرتهما تقف على اعتاب العقد الثالث : هسـة تحجيلي كلشي ، تعرفين شنو يعني كلشــي ؟؟ شنو صار من اخذوج ولد الكلب ذاك اليوم ؟

كان وجهها مغمورا حتى الآن في والدتها ، و بعد ذلك الأمر بالشرح .. إبتعدت قليلا فقـط لتجيب بنبرة مذيلة بالـ وجع المرتعدة فرائصه : بابـ ..!

رفض سماع ترهات لا أهمية لها ، و بالذات مع هذه الكلمة كـ مقدمة : إلغـي ' تكلمي ' بسـرررعة ، و بابا بعد لتقولين ،، أني بتي متكسر ظهري .. متكسررره سمعتي يابت امج ؟ من دنعل أبووج لابوو حتى أمممج
و بنبرة افزعتها مع والدتها : الغغغغي يلللاااا




أَنا من أُولئك: مِمَّنْ يَموتون حين يُحبون،،


مَحمود دَرويشِ♥



.
.
.






بالكـاد يستطيـع سماع ما يقوله هذا الهائج ،
بل هو لا يسـمع حتما !
كم دلو ماء صبه فوق رأسه لغرض إستفاقة ينتظرها و لم يعد الأمر عليه بـ فائدة تُرجى ،
فـ عقل هذا الرابض فوق مقعده ما زال يهيم بـ مقدار الوجـع الناخر لـ عظامه ، فـ تارة لكتفيه و أخرى لـ شمال حوضه ، و حـتى مرفقيه !
برغم إستطاعته الشعور في الغضب الـمستعر بـ نظرات من أمامه ، إلا إنه لم يحرك إصبعا واحدا ، كـان هادئا لـ درجة الإستفزاز ،

أجبر على الخروج من لعبة حرق الأعصاب تلك ، غير مهتم بوجعه بعد أن سمع السؤال الذي وجهه هشام له بـ صرامة جازمة : إنته تزووجتها ؟

رف جفنه و إمتلأت نظراته بالصدمة ، أمال رأسه قليلا و كإنه تلقى رصاصة كادت أن تخترقه ، فـ نجح في الخلاص ،
لكن المحاولة كررت ، إذا عاد هشام ليصرخ به : جاااوبني ، الحيوااانة تقوول انته تزوجتها .. صح لوو لأ ؟

و كإنه الآن شك بالأمر ، فـ رجل وضيع كهذا المقيد بإمكانه فعل أي شئ ، و لا يحتاج ورقة ما كي ينفذ ما برأسه من قذارات !
بينما هو فـ شعر فجأة بخدر بـ أجفانه ، و بعدها إنتقل لـ أرنبة أنفه و من ثم لـ شفتيه !
عمر و ألن
ويل لكما مما فعلتماه ،، سيقتلهما ،
فليدعيا الله أن يظل عالقا هنا او يموت ، فإن عاد سيــقضي عليهما لا محالة ،، كيـف جاءا بها لـ هنا ؟
تبا لهما ، تبــا !
و لها هي الأخرى ، مالذي أجبرها على الرمي بنفسها تحت اقدامهم ؟
الغبية .. ستموت ،، سيقتلها هذا الحيوان ، او والدها !
سحقا لهم جميعا
و كإن عاصفة تلك التي ثارت على اوراقه المنتظمة فوق ذلك المكتب ، فـ تطايرت بخفتها حاملة معها نقاط متتالية يمشي على أثرها كي يتلذذ بإنتقامه !
لم يتبق إنتقام بعد الآن ،
فصل جديـد إبتدأ ، صار فيه هو من يخشى على دمهم ،
لن يقتلاها .. لن يجرؤ اي منهما على ذلك ،!
بالتأكيد قاسم الكلب لن يفعلها ، علم إنها بالنسبة له فلذة الكبد و مهجة الروح ، كان سيموت بسبب ما قاله هو عنها بوقاحة إستسهلها !
لم يتبق سوى هذا الحيوان الذي بالتأكيد سيحاول جاهدا أن يأخذ بثأر خمس سنين إنتظار
و لكن قاسم لن يسمح له ، نعم .. عليه أن لا يفعل

ما الذي فعله بحق الله ؟
لقد ربطها فوق سكة حديد بسلاسل و اصفاد ، ثم سلمها المفتاح ليذهب فيركب قطاره .. ثم يتقدم نحوها ضاغطا على دواسة الوقود المتمثلة بـ غله ومديرا المقود وهو إنتقامه ، بينما هي فبحماقتها تركت المفتاح يسقط من بين يديها لتنتظر مصيرا ربطته به !

تقدم منه هشام ليلتقط عنقه .. كما اعتاد ، مهددا : تدري إذا متزوجها ، عذابك رح يقل .. لإن يتقسم على إثنين .. فـ بدل الموت .. يصير غير شي .. بس إذا لأ ،، رح تضطر تشوف بعينـك اني شناااوي ، و مثل ما اخذت بت عمــي بيوم عرسناا ، والله أردلكياااهاا " أردها لك "

نبضت عروق جسده ، و شعر بحرارته ترتفع ليحاول تلطيفها بـ طرد الهواء من جسده ، حتى إقترب مؤشر التنفس من الذروة ،!
هذا الحيوان لن يتركها !


مارس هشام هوايته الاحب في الضغط تحت تفاحة أدم المتوسطة عنق هذا الصامت ، و لم تلبث طويلا حتى برزت أكثر

إزرق وجهه و جاهد نفسه كيلا ينطق بشئ ، عليه لملمة تلك الاوراق اولا ،، عليه ذلك
و من ثم سيقرر مساومتهم ،
لربما بـ سمعة قد يلوثها ، بحقارة !
مقـابل ..... حياتها !!









.
.
.





كان ينوي إعادتها مع الجدة لمنزله ، و لكن بعنادها هي ، و إصرار الجدة وافق على إيصالهما لـ منزل الدكتور صفاء ' رحمه الله ' ، فـ به تستطيعان التعبير عن مشاعر الرعب التي تتمالك كلاهما من دون حرج او خجل !
و ها هو يقف خارجا برفقة ألن ، ينتظران أي إتصال قد يصلهما من إبنة قاسم التي وعدتهم جميعا بـ أنها ستكون مقابل علي و لو كلفها ذلك حياتها ، فـ هي لا يحتاجها احد كما تحتاجه النسوة الثلاثة !
رغم إن أكبرهم قد أوجعت لها قلبها المتدلي بشرايينه من احد الجانبين و أوردته من الأخر فوق نار إستوقدتها بلهيب شهيق تستنشقه .. و بوجود حطب من أجود الأنواع متمثلا بأظلاعها المرتخية !

لا شئ حتى الآن و الساعة تقترب من الـ تاسعة و النصف صباحا ، مرت ثلاث ساعات على عودتها لهم ، و لا نبأ طرق أبوابهم المنتظرة بحذر
سعل ألن بعد أن مرت قربهما إحدى نساء الحي ، التي إستغربت وقوفهما هنا منذ أن خرجت قبل قليل للتسوق ، و ها هي تعود و مازالا هنا ، رغم إن علي غير موجود !
تعرفهما بالطبع ، فـ رغم إن عمر و اهله قد غادروا المنطقة إلا إن الطيبين لا ينتسون ، كما هو الحال مع الخبثاء ؛

ما إن إبتعدت إستطرق ألن المستند بجذعه على مقدمة سيارة رفيقه : أقلك هسة العالم شتقول علينا إذا بقينا هنا ؟ بللا اني هسة رايح للدوام بس إنته باقي محد من المنطقة يدري انته خطبت لينا ، قول على الاقل للرياجيل حتى ميستغربون جيتك

أجابه وهو يحرك هاتفه بتفكير شارد دافعا به بـ أصابع يمينه ' المتوجعة ' فوق راحة شماله ، ليكرر الحركة مرة تلو الأخرى : ما ادري ، يمكن أجيب امي هسة يمهم ، حتى محد يحجي

بعقلانية علق : اذا طول غياب علي لااازم اهل المنطقة يدرون

هز برأسه موافقا : إي صح ، هية عود اخليها تمر لأي وحدة من الجوارين وتقلها و همه ينشروها من يمهم
ثم أضاف بتجهم و يده تثبت بالهاتف : بس اول و تالي مارح يبقون وحدهم هنا ، لازم يرجعون لبيتنا ، ألن علاوي تحارش بناس ميخافون ربهم ، و اني ترة خايف على لينا حيل

إستفسر : و تتوقع هية تقبل ؟ لو الحجية تقبل ؟ وحدة اعند من اللخ ما شاء الله محد يقدرلهم غير ابو حسين ، طيح الله حظه شسووه بنفسه ،؟ لك عمر رح اختنق والله

اضاف جملته الأخيرة وهو يعتدل واقفا ، ليقابله عمر بجمـود غريب ، ثم يستطرق بـ تماسك : ألن دخيل الله إسكت ،، والله لو اشوفه هسة اشبعه كتل ، الزمااال شقد قلنااله بلا هالشغلة الطاايح حظها بس راسه *** محد يقدر يغير الي بيه

هز الأخر رأسه شاعرا بالهواء الخارجي من حولهما غير نقي فجأة ، و كإن نسبة الأوكسجين التي يحتويها ضئيلة جدا ، بل تكاد تنعدم !
إستطرق عمر بعد برهة : قبل لتروح الدوام مر على مستشفى .... و هناك إسأل عن الصيدلانية رنا ، هية حتساعدك بالإجازة مال لينا ، ألن لو تحفر القاع لازم تجيب الإجازة لإن طلعتها من البيت هسة أكبر غلط

وافقه بـ هدوء : أدري ، بس هية رح تقتنع ؟

بـ جزم اجابه : ليش هوة بكيفها قابل ؟ ' إستطرد ' بس انته فهمها الوضع لـ رنا ، ترة اكيد لينا مقايلتلها شي

صمت قصير ، ليقطعه ألن : زين هية رنا شنو ؟ من أسأل غير افتهم على منو ،، قابل رنا وحدة بالمستشفى

رفع بكتفه قاصدا اللا معرفة ، فـ نطق الأخر بـ تفكير : شفت الضابط الـ**** ؟ يعني مو لازم هسة يخابر و يسألنا ليش كذبنا و قلناله مختفي من يومين ؟ غير المفروض يروحون يسألون عنه بمقر عمله و يعرفون انو جان موجود البارحة و يقولون ليش ميصير براااسنه خيير!

قابل إنفعال ألن بتنهيدة مؤيدا في نهايتها : أدري ، اصلا اني البارحة فكرت انو احنا غلطنا بهالكذبة ، لإن هسة بعد ميصدقونا بشي ، اذا مشـكوا بينا كمتهمين

ليسخر ألن بـ قوة: إي هية هاي العايزة !!

و فجأة رن الهاتف بيد عمر ، ليرفعه مسرعا و نبضاته أبت أن تتـضائل بعد أن رأى الرقم المجهول الملح بإتصاله !!
لهج دعاءه صمتا أن تكون هي ، لتخبرهم بسلامة رفيقهما الأحمق

دنا منه ألن و ود لو يسحب الهاتف من يديه بعجل ، إلا إنه طردها من رغبة خطرة لتفر بعيدا عنه ، فهو يثق برجاحة و ركادة عمر اكثر من تهوره هو ، لذا تولى عمـر المهمة راجيا أن يكون هنالك خبر ما ، يرتق لـ من في الداخل جرحهما الندي ، و يقلل نزيفا لم يفتأ أن يتزايد .. و كإن تناسبا طرديا بينه و بين الوقت الماضي قدما غير مهتم بـ أياد تتمسك بـأذياله ضعفا و تتوسله الرفق قليلا
لم يختار اسرع وسائل النقل لأكمال مسيرته ؟
ألا يستطيع السير برويــة خطوة فـ أخرى ؟
أم هو يستمتع بالدعس على تلك الأنامل المتشبثة به بقصد او بدونه ؟
لو كانوا يودون إنقضاءه سريعا لفعلها و إختار التمهل مشيا ، مضيفا لمسيرته الكثير من الإستراحات المجانية تحت اظلال شجرة التفاح ، فـ يوقظوه بعويلهم المتذلل ليتثاءب و يعود مكملا غفوته تلك !!

كان رجلا من تحدث ، ليتفاجئ به عمر لـ لويحظات ، حتى عرف نفسه بالضابط مصطفى !!
إذن لقد أكتشفت كذبتهم الملفقة بـ غباء و تسرع
طلب منه الحضور الى مقر المركز ، ليخبره عمر بـ صعوبة الموقف ، و إحتياج العائلة لتواجده في الأنحاء ، فـ إكتفى الضابط بـ الواح مليئة بعبارات اللوم قرأها فوق أسماع احد المذنبين ، لينهيها بـ : تدري لو الشغلة طالعة من إيدي جان حولوكم للتحقيق بتهمة التلاعب على رجال الشرطة ، و إحتمال اكبر يقول بتهمة خطف علي صفاء !!!

رفع حاجبيه متقبلا الأمر بـ رتابة ، مثبتا نظراته على حفرة متعرجة في الإسفلت لطالما أزعجت سياراتهم عند مرورهم من عليها ، حالما أغلق الخط بادره ألن : عرف ؟

بـ هزء من وضعهم همس : ربك ستر ،
ثم أردف جارا بحدقتيه لتتابعان حركة ألن و هو يخرج هاتفه من الجيب العلوي لـ قميصه : أقلك إحنه لاازم نتحرك ، خوما نبقى واقفين ننتظر تليفون

حملق به ألن لبرهة و يده التي إحتضنت الهاتف تصلبت قليلا ، ثم أضاف : قلي شنسوي ؟

لتتحاور نظراتهم بحديث لم تجرؤ على ذكره الشفاه ، ففهم أحدهما الأخر صمتا ، ليشق جيوبه عمر : بس مو مال نروح طرق روحنا وبدون منقول لأحد ، رح اخابر ابو محمد ..!

قاطعه ألن مستنفرا وهو يكشر ملامحه بإمتعاض : دخلي يوولي هذا الناقص ،، والله البارحة لو هادني عليه جان طيحت حظه ، بللا لو محمد الفاااهي ' البارد ' سوااها مو جان حفر القااع علموده ؟ بس لإن هذا ما عنده لا اب ولا اخ عباله رح نعووفه تايه

هدأ من نار أدت لـ غليان أمعاء هذا الغاضب : على كيفك ألن ، موو قصـدي يجي ، بس ننطيه خبر على الاقل احد يعرف وين رحنا

ليتحرك ألن بسرعة نحو السيارة مرجعا هاتفه لجيبه : ديللا لعد خل نتوكل

أوقفـه بهزة رأس خفيفة مشيرا نحو المنزل ، بل لمن فيه ، فـ إمتقع وجه ألن مزمجرا بعد أن إنعدمت حركته : دروح قلهم حتى نولي

أشار بهاتفه نحو رفيقه بـ رفض لذلك الإسلوب البارد الذي يتحدث به : من كل عقلك نرووح و نعوفهم ؟ يااااابة صدق مرات تصير زمال

قذف الهاتف بإتجاهه ليلتقطه ألن بعجل مرتبك خشية أن يقع ، فـ تلاه الأول بـ مفتاح السيارة مستطرقا : اروح اقلهم يجون لبيتنا ، على الاقل منخاف عليهم ، وخلي الموبايل يمك اخاف احد يخابر

لو أستبدل الوضع بأخر لما توانى وقتها ألن من إرسال عبارات السخرية الى رفيقه العاشق .. لكنه الآن تفهم خوفه ليضيف : بس بسرعة يمعود

؛




هلْ أنتِ حَقًّا تَفهمينَ الحُبْ ؟

فَرْضًا بأنَّكِ تَفهمينْ

لكنْ مُحالٌ ..

أنَّ حُبَّكِ مثلُ حُبِّي

هل أنتِ حقًّا تَملِكينَ القلبْ ؟

فرضًا بأنكِ تَملكينْ

لكنْ مُحالٌ ..

أنَّ قلبَكِ مثلُ قلبي

***

دومًا أحِسُّ بأنَّ حبَّكِ كالعواصِفِ

قد يُطيحُ ولا يُبالي

دومًا أحسُّ بأنَّ حبَّكِ

ليسَ حُبًّا

إنَّما نَسْجٌ غَريبٌ من خَيالي

***

قَلِقٌ أنا

وأُلِحُّ دومًا في سُؤالي

حُبِّي أنا

ماذا يُمَثِّلُ في حَياتِكْ ؟

ماذا أضافَ لِذكرَياتِكْ ؟

إنِّي أُقرِّرُ كُلَّ يومٍ

ثُمَّ يَخْذُلُني قراري

إنِّي أموتُ ولستُ أدري

أنَّ موتي ..

كانَ مِن مَحْضِ اختِياري


عبد العزيز جويدة






تسلل عمر الى الداخل خلسة و كإنه لص يستسهل التعدي على حرمات الغير ، أو كـ من يطعن ظهر أخيه في دروب الثقة المنارة !
داعيا بظهر الغيب ان لا يراه احد من الجيران ، حتى يصلهم خبر إقترانه بـ مدللة هذا المنزل ، إبنة السلطان ، و أخت عنتر زمانه !

عندما إقترب من المطبخ ، دق نحيبهما فوق طلبته دقا كاد معه أن يثقبها ،
إشتـدت أعصابه ، لينادي خطيبته من دون ان يخطو الى الداخل : ليناااااا

كرر النداء مرتين ، و لم تستجيب سوى بالثالثة حيث قطعت لفظه لإسمها : ليـــ . . !

ليعلق حرفان نطقهما بـ جدران قلبها الممزقة ، فيندسا بين تلك التشققات بـ ضعف ، تنفس ببطئ حينما شعر بـ قلبه ينعصـر فتراق دماه في بقاع الصدر ، حيث هناك يحدث الطوفان !
كم يود إزاحة ذلك الجبل الراكد فوق كتفيها ، حبيبته ،، إختفت مقلتيها فلم يعد يرى منهما سوى بريق أخضر ، ممتزج بشئ احمر ،، فالأجفان تورمت لدرجة مريعة ، !
عويل الجدة لم يكف عن نقر رجولته ، ليحاول عبثا أن يقلل من وطإة مصابهما : شنو هالبجي ؟ لين يمعودة قولي يا الله ، خلي أملج بـ الله قوي وسكتي بيبيتج يا عيني ، خليها تهدا مو تزيدين نارها

همسـت راجية و كإنها صماء قرب مواساته : مخابرت ؟

أطبق جفنيه نافيا ، لـ تجهش مجددا بنحيب مفضوح ، دنا منها ليستقبل حروفها الغير واعية : احتماااال كتلووه هاهية و متريد تقوللنا

رفع بيمينه بمحاولة لتثبيت رأسها عن الإهتزاز إلا إنها صدته وهي تعود خطوة نحو الخلف : أو يمكن انته هم تدري بس مدتقوول

إستغرب هذا القدر العالي من التشاؤم ، لم يعدها ' لينة ' هكذا ، فيراها سهلة الإنصار ، لتختفي كل ملامح تلك المتعجرفة ، ما حجم هذا الذي تحمله بقلبها نحوك يا علي ؟!
هنيئا لك يا رفيقي ،
بالفعل أهنئـك !
بل أغبطك على هذه المكانة التي تحتلها بصغيرها المتكبر ، ذاك الذي أشقاني اعواما من الدهر ، و دعاني لـ أظلم بغير نية ،
فقط من أجل أن لا أجعلها تبتعد عن مصير أشعر به مقترن بإسمها منذ الأزل !
عجبه عليها و على تركيبة شخصيتها المعقدة .. كانت على خلاف دائم مع ذلك الـ علي و لايذكر يوما إنه رآهما متفقين ولو على التافه من المواضيع ، و ها هي تنهزم بـ أول معركة بين الحنين الأخوي المشوه للكبرياء و تلك السخافات الغبية المزينة لها
لو فرضنا إن الأمر قد حدث له ، لا سامح الله .. فهو متقين حينها من إنهيار شقيقاته ، و ذلك امر غير مستبعد .. فـ علاقته معهم مخلدة ، لا تشوبها شائبة !
حتى خلافاتهم ،، فـ يكون سببها أغلب الأحيان خوف يتبادلونه فيما بينهم ،، و على بعضهم بعضا !
اما بخصوص أبني الدكتور صفاء ، فـ ليسوا كـ باقي الإخوة .. دوما ماكانا كـ قطبي مغناطيس متنافرين بشحنتيهما !
ويشعر بإنه كـ قطعة حديد واصلة بين طرفيهما بـكل مودة

لو أخبر مسبقا بإنه سـيرى هذا الحزن متجليا على وجه هذه الحبيبة من أجل علي لـ رفض تصديق الأمر ، فلو كانت درجة التحطم التي تعانيها أقل لربما عقلها !
نجح الخوف بـ كسر شموخها الزائف ، بل تفوق في ذلك

لا يعلم لم فكر لـ وهلة لو كان هو بدلا من علي ، مالذي ستفعله يا ترى ؟
هل ترى بذرة يعلم إنها بين جوانح صدرها قد نبتت لتزهر بـ وريدات ملونة فتندفع نحوه بمشاعر يتمناها إن علمت بـ إن فقدانه ممكن ؟!

إستغفر ربه صمتا ، فـ هذه الافكار لا مكان لها الآن ، اطرق رأسه للحظة ثم عاد ليتابع تفاصيل الحزن الموشومة فوق خديها المتورمين ، تحدث بـ هدوء محاولا أن يوهج لها سراج الأمل الذي اأطفأته بنفخات من يأس تنتفخ له رئتيها : باوعيني ، هالحجي بطلي منه .. علي ان شاء الله ميصيرله شي ، البنية راحت ذبت نفسها بالنار علموده و ان شاء الله تقدر تساعده

لتبتعد الجفون تاركة المجال لـ نظرات لبوة شرسة تظهر فجأة مستصرخة بها لـ قلبه : محـد قللها تقبل تتزوجه ، مثل مدخلته بهالمصيبة تطلعه اني معليييية

جحدها بنظرة غاضبة ليفلت منه كلاما دوما ما كان ينحصر بين طيات الخلق الطيب و القلب المشتعل حبا : ليناااا .. ليش اخووج مثل البشر ؟ تقدر تقله لأ ؟ و بعدين لييش اذا قبلت تاخذه يعني يطيح حظهااا ؟ لتصيرييين أنااانييية مثل أخوووج ، فكري بحالهاا شووية ، احتماال اهلها يكتلوها و السبب علي

تقوس فمها أسفلا ثم إهتز بـ شدة ، لم يتعاطف معها ' ظاهريا ' فبقت نظراته حادة بعض الشئ ، لتهمس وهي تمد يمينها نحو كتفه لتدفعه رغم إنه بعيدا عنها و لكنها فقدت عقلها بعد هذه الصدمة التي داهمها بها بكل وحشية : لتصيييح علييية ، أنييي ماا اتحممل ، عممر مو هالمرة إنته ، و هاهييية إحنة نااس انانيين ، ياللا عووفناا شتريييد منننا

و كإن ثورة النبضات إمتدت لـ تشمل مواقع أخرى تناوبت بين الشرايين و الاوردة و ملحقاتهما ، شعر على أثرها بنقير متوالي في عروق رأسه لتكفهر ملامحه !
إستدارت لـ تلج المطبخ مضيفة بوهن جسد و روح : يللا روح ، رووووح إذا ترييد ، اصلااا اذا بقيت حتبقى تحجي واني ماابية حيل نفسي

إستوقفها بـ هدوء بعد إستشعر حاجة في نفسها تأبى أن تنطق بها : لينا اوقفي

إهتز كتفيها لتستطرق مرتعشة و مازالت توليه ظهرها مائلة بقدها نحو الأمام : روح عمـ ـ ـر .. روووح ، عوفني بأنانيتي و ان شاء الله اموت و اخلص من هالحيااة القشرة ، كلكم متتحملوني و اني هم ما اتحملكــم ، و لااا اريدكم ،، و حتى صديقك ما ارييده بعد

أدارها نحوه عنوة ليستقبل لكماتها الكلامية التي دعته رغم أنف قلبه لـ مواساتها بنظرات متراخية : اصـ ـلا هـ ـوة مدايـ ـرلي بال ، لـ ـو فكر بيـ ـة شـ ـوية جان مدخـ ـل روحه بهالمعمعة ، و لاا عبااالك أنـ ـي أختـ ـه ، و اني الثـ ـووولة أبجـ ـي عليه
لتستدرك مسـرعة و هي تقابل عطفه بـ نفور : اننني أصلاا مدا ابجي عليييه ،، دا ابجي ارييد بابا و مصطفى .. اريدهم لإن بس همة يحبووني ، و يخافون علية ، عمرري مبجييت من جانوا وياية ، بس علي تعبنــي ، والله تعبنـ ـي

لم يهتم بـكون ألن ينتظره و لا بإن مجيئه كان لغرض اخر غير دفع الوجع عن صدرها لئلا تقترب رائحته من قلبها الحبيب ، مـد يمينه نحوها ليجر بجسدها قليلا قربه ، غطى بكفيه وجهها المنتحب قائلا بهمس متعاطف : لج كااافي ، كاافي حتموتين من البجي ، عيوني اششش ، باوعيني شوية

قالها حينما اغمضت عيناها بوهن كارهة ما تفعله ، إنها تختلف عن تلك العنيدة ، لا تعلم أين إختفت تلك ؟ و لم هذا الضعف و الحاجة تقلص روحها فقط عند وجود عمر ؟
تقســم بإنها باتت تكره ذاتها بقربه ، لا تريد أن يلتمس فضلا يغدقها به بـ وافر عطاء

ساعات فقـط ، تلك التي إنقضت ، و لا يعلم كم دقيقة منها كانت فيها هذه الـ لقمة بـ صحنه ليتمتع بالنظر لها رغم فقدان الشهية الحاد التي أجبره الظرف على الإصابة به !
مسـح لها سيولها الدمعية ، بكف حانية ليأتيها صوته هامسا بقلب رحوم : و لتقولين علي مدايرلج بال .. إنتي تعرفين طبعه ، بس هوة يحبج لينا ، و يخاف عليج من الهوا ، ولا ... مجان جبرج ... على الزواج ، لإن يدري هذا احسنلج من القعدة ببيت عمج

عضت شفتها السفلى بقهر حانق ، و كإن رفيقه عاد ليتلو صفحة انطوت من ذاكرتها ، فيـجعلها متيقنة من درجة الغباء التي خطت اعتابه ، لم تبكيه و هو حتى الزواج فرضه عليها فرضا ؟!
تبا له
عليها أن تفرح ، فـ هو الآن واقع بشـر أخلاقه الخبيثة ، و تصرفاته المقيتة !
نعم يا لينا ، استمتعي بـ أهازيج الإحتفالات ، فـ كل يشمئز منه و هو يستحق أن يعاقب ؛

: جبرني لإن راد يخلص مني ، مو لأن يخاف علية

رددت ما مر ببالها بشأن ذلك الزواج ' الإضحوكة ' الذي قد يكون نعمة في الوقت الحالي ، فـ لولا والدة هذا الرجل ، و هو .. بعد الله لا تدري ما كان سيحدث لها
لن تحتمل بقاءها في منزل عمها محاطة بـ دائرة واسعة من اللا مهتمين من الأقارب ، فقـط فضول يدفعهم للسؤال عما حدث ، و حقارة تستهويهم للنبش في تفاصيل تلك القصة المثيرة

كان رأسها المحاط بخمار كحلي اللون يهتز إثر عبرات من أنين تتوجع بها ، ليحاول هو جاهدا ان يثبته ، ناقلا بالأفكار الإيجابية من راحة يده ، لرأسها : هسة انتي معصبـة ، شوفي نفسج كل شوية تحجين على احد ، منو بقى ؟ ' بمزاح فاتر علق '

في ذروة البكاء ، سخرت بـ قول قد قاله مسبقا و ظن إنها قد صمت عن سماعه ، !
ليحز سكينه اولا ، ثم يوصم جراحا فوق رداءها الرث ، فيزيده منظرها فقيرا ، مثيرا للشفقة : تعرف ، أني صدق أنانية و ميعجبني أحد و لا يهمني اي شي تسووه علمودي ، فـ لا تتعب نفسك بالحجي

أفلتها حالما تنافرت شحنتا جسديهما ، ليتركها تبتعد خطوات نحو الخلف ، نطقت بـ هدوء ، و هي تستزف اموال مدخرة لـ إقتناء ثوب جديـد يستر عري ضعفها : احنة باقيين هنا ، إذا عرفتوا اي شي خابرني بلا زحمة عليك ، و غير هالشي ، شكرا منحتاج منك شي !

برسميـة جامدة جاء حديثها .. و كإنها لم تكن ستذوي منذ قليل بين كفيه ، و لم تصفعها رغبة حقيرة للإرتماء فوق كتفه الـممزق ، لتمزقه أكثر ، و تنبش به في اظافرها حتى تفوح رائحتها المعتقة بـ دماءه !

هو كاد أن يفلت ضحكة هازئة ، شامتة بـ قلبه !
أ بعد كل هذه البشاعة ما زالت رغبة تسكنه ليتذوقها ؟ قرأ الإرشادات المرفقة بـ نظراتها ، مشيرة الى كمية الـ ' سم ' الذي انعجنت به و ما زال رغم ذلك مصرا على تناولها بعناد شرقي الأصول !
أدرك حينها أمرا ، إنه قضى عمرا يعاني نوعا من الإدمان لشئ لم يقترب منه سابقا ، و الآن و بعـد ان إستمتع بـ إستنشاق رائحته الشهية ، و إعتاد الإقتراب المحظور منه و ملامسة الصحن الحاوي له فـ لا يظن بإن إستطبابا ما سينفعه و لو تدخل اعظم الأطباء في محاولة علاجه و الإقلاع عنه !

لم يتحدث لـ برهة .. فعضلاته اجمع ما زالت تعاني من انقباض ملحوظ ، و بالطبع عضلة لسانه على رأس القائمة ،

و كانت هي الأوقح حينها ، و كإنها أعلنت حربا ما ضد الجميع ، و ارادت ان تنفث بـ غضبها في مكان ما من المعمورة .. أي مكان !
ليأتيها قلب هذا العمر كـ الأمثل بقعة للرمي بتلك الاحقاد ، لن تنسى يوما إنه ليس سوى خائن أخر ،
إرتضـى أن يقترن بـ غيرها فقط لإغاظتها ، و تهشيم رأسها الكبير .. ظنا منه بإنها تهتم ، لا يعلم بإنه لا يهمها ، أبــدا
فـ سحقا له و لتلك الحاجة التي تتوسلها الرفق بـ نفسها قليلا و تذوق الهناء بـ قرب شخص أثبت لها أن إجتماع الرجولة بالحنان قد يكون ممكنا في مجتمعنا الذي يمجد خشونة الرجل ، و إستبداده ، لترزق بـهذه الخلطة النادرة محظوظة واحدة من بين العشرات ،، بل محظوظتين .. عليها أن لا تنسى ذلك

إستخرجت منها صوتا متمهلا ، قائلة : صدق لتخلي مصيبة أخوية الأناني تأثر على حياتك ، و أسفة إذا أخذنا من وكتك ، ادري انو انته عندك وحدة تنتظرك .. روحلها ترة هية مو انانية هه

لم يجيبها ، فـ يبدو أن النقاش قـد دنا من موقع القنبلة الذاتية التفجير ، واحدة تستشعر أي حرارة قريبة لـ يلتهمها فتيلها ثم تؤدي بحياة الكثير من النفوس البريئة ، لتشـوهها بلهب حارق !

أما هي فـ لم تهتم حقا بإنها سـ تكون السبب الأول بالإنفجار ، فـ أكملت سخريتها : ليش هيج تباوع علية ؟ عباالك علي راح يعني رح اصير ضعيفة و اخليك تسوي الي تريده ؟ لااء .. أصلا أني .. أكرهك إنته و علي ، أكرهكم حيييل ،، حييييييييل !!

جسدها كان يرسل إنتفاضات متتالية ، لتهتز أطرافها بقوة ، و كإن تلك القنبلة لم تجد لها مخبئا سوى صدرها لتدفن به ، و ها هو الفتيل القصيـر ينقضي أجله .. و فاحت رائحة البارود لتخترق الأنوف بإستهتار تام .. و وقاحة لا مثيل لها !

إبتسامة مليئة بالأمل الخائب .. رسمت على ثغر قلبه ، و نسي إنه منذ قليل حاول ان يشعل بها قبس الامل ، لتجرجر أمله منه بـ وضاعة يبدو إنه لم ينتهي منها حتى الآن
بالأمس فقـط طالبته بـ أن يقدم روحه فداءا لأخيها ، و حاول نسيان الأمر ، و تكبير عقل ' قلبه ' ، أما الآن فـ هي تقدمه مع أخيها فداءا لـ وجعها ،!
: روحي قولي للحجية خلي تجي ، يللا دناخذكم لبيتنا عدنه شغلة ضرورية

قالها بالهادئ من الصوت مشيرا نحو باب المطبخ بحركة من رأسه الشامخ فوق عنق حنطي طويل .. ليصدمها شر صدمة ، فـ ظنت معها إنه يعاني من مشكلة ما في السمع ،، لأنه من غير المعقول بتاتا أن يكون بهذا الهدوء بعد ذلك الدوي المزعج الذي أطلقته تلك القنبلة !

إكفهرت ملامحه لتعطيه شكلا غريبا ، لا يليق به البتة ، ليستطرد : رنا شسم ابوها ؟

: ماجد ، ليش ؟

أجابت فـ تساءلت بـ ذات الشرود ، لا تعلم لم شعرت بـ رائحة ما تخنقها ، أيعقل إنها رائحة الدم الذي تلطخت به أظافرها عند إجتثاث كتفه المريض ؟
لم أحست بالوهن فجأة وهي ترى منه هذا الوجه الغـير متناسب مع الاخر الذي كان هنا لـ برهة مضت

بـ أمر بارد ، نطق و بذات الوجه الكريه : دوام بعد ماكو منا لحدما يرجع أخوج و يخلصني ، سمعي الكلام و بلا عناد ، ترة ما بية حيل افوت بخطيتج !

ثم ، كما جاء فجأة مناديا لها ،
إبتعد و لكن بـ حال أخر .. أشعرها بالجزع ،
و كإنها فقدت في هذه اللحظة الكائن البشري الوحيد الذي بقيت تتفاخر بـ كونه لن يمل حماقات تتفوه بها !
كان كالخيط الرفيع الذي يربطها بـ هؤلاء الناس .. لتقطعه هي بـ شفرة حادة نهايتها !









آهٍ على قلبُ هواه محكمُ
فاض الجوى منه فظلماًً يكتم
ويحي أنا بحت لها بسره
أشكو لها قلبا بنارها مغرم
ولمحت من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها محّرم
كانت حياتي فلما بانت بنأيها
صار الردى آهٍ عليّ أرحم




.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 28-08-12, 04:25 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




رغم إن الهاتفين معـه يجد نفسه منتظرا لخبر ما قـد يصله بـ أي وسيلة إتصال غير تلك التي تعتمد على الابراج الشاهقة ، و التي تتكور و تتشابك بها أسلاك غبية !
لها نفعها حين ، و مضارها أحيان !

فكما تنتقل خلالها الأخبار الجيدة .. هي أيضا الوسيلة الاولى لنقل المصائب ، و كذلك تعتبر الطريقة الامثل لـ إنحراف الزمرة الفاسدة من المجتمع ، إبتداءا بـ مراهقين يبحثون عن كتل وهمية من المشاعر تملأ لهم فراغ عاطفتهم
و إنتهاءا بـ أزواج يسمون بالخونة ، يهجرون زوجاتهم لـ إختلاس مكالمة محرمة مع من لا تحللن لهم !!

و بين هذا و ذاك ، يبقى الضمير هو الـ منبه الوحيد الذي يستفيق على أثر رنينه المقرف الكثيرون ،، البعض منهم يسخط منه و لكن يـنصت له بـ أذن مستترة خلف قبعة ضجرة !
و البعض الأخر يشكره لـ إهتمامه و إنقاذه من أن تتشابك مواعيد يومه ، ومن أن يخصم من مرتب يدخره ليوم لا ينفعه فيه حتى أثمن المعادن ، و لا حتى أفخم الحسابات في البنوك السويسرية !
فـ هناك .. مرتب واحد فقـط بإمكانه أن يقبل ،!
أما النوع الأخير ، فـ أولئك هم من يحافظون على غفوتهم بـذمة ، مهشمين رأس المنبه بمطرقة اللا تعقل .. و مكملين الغوص في بحورهم المعتمة


رفض حمام الزاجل وحتى الرياح وغيرهما من الوسائل التي أكل عليها الزمان و شرب أن ينفذوا طلبه ، بل تركوه مستندا بكسل على سيارة رفيقه مشدود الجسد بـ وتيرة من التوتر !
العصر الحديث لا يكتمل إلا بـ وسائل متحضرة .. فـ إن إنتظر عمرا تلك الوسائل الأثرية ، لن يملأ جعبته غير الفراغ !
رن احد الهاتفين على حين غفلة ، فـ إعتدل بلهفة قضت نحبها حالما قرأ إسم المتصل ، ' الوالدة ' !
تحرك قليلا من مكانه ، و بنيته مناداة ذلك الـ عمر الذي نسي نفسه في الداخل .. و لا يلمه على تأخيره ، بالتأكيد إن حروبا طاحنة تحدث معه ،، فلا واحدة منهما قنوعة ، كـ إبنة قاسم !
إلحاح ' الوالدة ' جعله يلامس الشاشة ، ليرفع الخط ، ثبت هاتف رفيقه على أذنه فوصله صوت فتي ، أبعد من أن يكون لـ والدة عمر !
كانت ' الو ' تلك التي طرقت اسماعه بـ أدب ، و ما إن سمح لها بالولوج ، دعت رفيقاتها من الجمل ، لتدخلن بتتابع عجول : هلوو عمور .. ها ماما تقول ويينكم شو تأخرتووا ؟ ألووو ؟ عمر ؟ الوووو ؟ عمـ..

بتر كلامها بـ لطافة هادئة : اني ألن ، منو انتي أية ؟


و كم رغب في أن يسمع الـ ' اي ' ، لكن رغبته لم تكن بشئ مهم امام رغبة الله ، فـ أتاه ذات الصوت بنبرة اكثر ركوزا : ها هلو الن ، لا أني ميس .... لعد وين عمر ؟


إنتقلت انظـاره نحو المنازل ليتابعها بـ ذهن غائب : هلو ميس ، يم بيت علي هسة احنة ، و عمر جوة وموبايله يمي ، محتاجيه ضروري ؟


سمعها تنقل الحديث بحذافيره لـ والدتها ، ثم عادت لـ تتلو عليه ما لقنتها به الاخيرة : لا لا .. بس دنشوف شصار ،، يعني لهسة مخااابروكم ؟


بزفرة تدل على صبر مفقود أجاب : لا و الله


و تكررت العملية السابقة .. لتقول له هذه المرة .. من على لسان والدتها : و لينااا و بيبيتها شلونهم ؟

رفع بكتفيه حائرا : ما ادري والله ، بس هسة جايبيهم إن شاء الله ، و شوفوهم


ردت بـ ثبات : اوكي .. شكرا ألن

تغضن جبينه بإبتسامة مستغربة ،، شعر و كإنه بطلا لأحد افلام الرسوم المتحركة و هنالك طفلة ما قدمت له تلك الجملة القصيرة ؛
أجابها بـ : العفو عيني .. تتدللون

لا يعلم لم تدغدغت أسماعه ، و كإن إبتسامته تلك ، نقلت كعدوى لمن هي على الطرف الاخر من المكالمة ، لتضيف بعجل : يللا باي

و أغلقته قبل أن يجيبها ،
تلك الشقية حسب قول أخيها .. تمتلك ذوقا عاليا مع الغرباء ،
و يكاد يجزم بإن عمر كاذب كبير و إنها تحمل خجلا في ثنايا شخصيتها و ربما شقيقها لم ير جوانبه حتى الآن




.
.
.


الحب في مدينتنا عورة يا عزيزتي
فإستري قلبك بـ فستان طويل

همسة أعجبتني !





بعد سرد تفاصيل القصة ، إنتهـى شئ ما بداخلها ، بل وكإنما إنمحى ماض يربطها بـ ذلك الرجل الذي لم يستخدم العنف في عقابها تقريبا ،، بل إكتفى بصفعات ثلاثة .. بعدد تلك الاسابيع التي غابتها !
أدركت من نبرته وهو يلومها على تلك الكارثة بإنه يتمزق وجعا ، كم أخبرها بإنه لن ينبذها لو كانت نهاية القصة ملفقة من وحي خيالها الراكض وراء فكرة الزواج ، و الـ ' ستر ' ، مؤكدا لها مرارا و تكرارا بإن لا شئ سيصيبها و هي في كنفه .. و لن يستطيع أحدهم مساسها بكلمة ، فقـط فـ لتقول له إن ذلك الحيوان أجبرها على ما لا تريد ، أجبرها على قهرهم !
و ياه على قهر الرجال
ويحها من قوة إكتسبتها في فترة وجيزة ، قوة جعلتها تعاديـه و لو من وراء ستار مثقب من كل جانب !
قبل إهداءها الصفعة الأولى هددها بـ إن لو كان الزواج حقيقيا سينتهي حينها مستقبلها في نظره ،، بل ستنتهي كلها من حياته !
و لـ غسل العار و من ثم الوضوء بـ دماءها هو النهاية المثلى لـ قصة تتناقلها الألسن
'' فتاة بلغت من العمر اعواما فوق الثلاثين ،، هربت في ليلة عرسها من إبن عمها مع عشيق سري ، تربطه معها علاقة محرمة منذ سنين ! '
سيناريو ممتاز لـ فلم مصري سبعيني الإنتاج ، التوابل الحارة من الـ إضافات كان لها الأثر الاكبر في نجاح الفلم و تسويقه !

كان والدها مصرا على إن تلك البعوضة التي إمتصت دمه و دمها تستحق العقاب ، برغم توسلاتها المجنونة لعدم قتله ، فهو قد أنقذها بدل الـ مرة ، مرات ؛

حبست بـ غرفة سفلى تقبع قرب غرفة والدها كـ عقاب مراهق بعد محاولة التسلل الاولى من المنزل بعد منتصف الليل لغرض نفث دخان سيجارة ، أيضا للمرة الأولى !
من وراء ذلك الحاجز الخشبي المسمى بـ باب ، كانت والدتها تجلس أرضا محاطة بـ شقيقتيها
يتراوح وجودهم بين الصمت فينة ، و اللوم أخرى ؛
أما هي فـ إكتفت بالأولى ، مع محسنات ' دمعية ' ، حتـى وصل من كانت تنتظره ، و من توسلتهم أن يأتي بسرعة ، أتاها صـوت روشن تتحدث هامسة بعجلة : جلنااار ، ويينج هيااته ' هذا هو ' عبد الله إجـا .. تعالي

كانت قد إتخذت السرير كمتنفس لأحزان ستلتصق بها كـ ظل في الشمس والفئ ،، حتى نهاية عمرها الذي أحرقته بيديها و لو قربت النهاية !
ما إن سمعت قول أختها .. غادرت السرير بـ سرعة لترمي بجسدها أرضا من خلف الباب ، فـ يخرج لهم صوتها بعويل هامس : عبــد الله دخيييل الله رووح شووفهم شسـووا بيه ، الله يخليييك ، روح لتخلييهم يكتلووه ، الله يخلييك

حاول زوج أختها تهدئتها بـ : يمعوودة جلنار على كييفج ، ميخاالف لتخافين ، هسة انزل احجي وياهم ، بس إنتي سكتي مرح يسوولج شي

لتصـرخ به إثر هلعا يأبى أن يفارقها : معلييك بية إن شاء الله امووت ، بس ارووحلك فدوووة سووي شـييي ، لتخلييهم يكتلووه .. إذا كتلووا اكتل رووحي والله !

كان تهـديدا مرعبا بالنسبة لهم ، فهم لم يعتادوا على هذه الفتاة .. إبنتهم بدلت ، أو غسل مخها بـ مادة ما جعلتها منتفضة طيلة الوقت ، قد يكون عقار سام عالي الجودة ذلك التي تناولته بغير عمد ،، و بجرعة زائدة !
فـ إنتشر بداخلها بسرعة لم تسمح لها بالتقيؤ للخلاص منه ، فوصل القلب و من ثم توزع الى كل أجزاءها حتى الدماغ ، فـ عطله ، و إتخـذه مقرا لممارسة جنونه
كررت بجديـة : عبد الله والله انتحرررر اذا سووله شي ، و رووح قوللهم هالحجيييي ، قللهم مـ رح تنتظركم تكتلووهاا هية تنتحر والله اذا أذوووه آآه !

ضربت الباب بـ صدغها ، مفلتة شهقات متفاوتة العبرة ، فـ واستها نبرة مضظربة لـ زينـة : جووجوو حبيبتي شنو عالحجي قولي يا الله حراام ، لتخافين ، عبد الله رااح ، و هسة يقللهم كل هالحجي ، إنتي بس إهـدي

فـ غضبت لتستنفر : لعــد الي ديسويه ابووج مو حراام ؟ يريـد يحررق قلب اخته و بيبيته بدم بااارد ؟ شوووكت رح يقوم يخااف الله ؟ مو كااافي كل الي صاار بية من ورة مصاايبه هوة و إبن أخوووه ، و بعدييين لييش متصدقوني والله تزووجني والله

هذت المرة والدتها من تحدثت بـ غصات ابت ان تخرج لتريحها : كااافي ماما ، إهـدي ، رجل اختج يخاف ربه و مرح يخليهم يسووله شي ، و احنة كل شوية نصيح ابوج و نحجي وياه ، لتخافين الله موجود ، إن شاء الله ميصيرلكم شي و ابوج يحبج ، مرح يأذيج ، لتصدقين من قلج يرجعلج ترة بس حتى تخافين .. إشششش كافي ماما سكتـ ـ

فقـدت أعصابها لـ تصرخ بإنهيار تام .. أكد لهم أن جسدها تشبع بذلك السم بل وفاض من فمها و أنفها وحتى أذنها ، فلم تعد فرق بين الصواب و الخطأ : و منوو قلكم اني خااايفة على نفسييي ؟ أني خاايفة عليييه هووة ، مستعـدة أموووت علمووده .. ماما .. و الله مخلاا أحـد يأذيني ، والله مخلااهم شلون اني اصير السبب بمووته ما أقـدر والله اموووت لو سووله شي

جمل تحوي ذات المعنى ، لكنها تختلف بـ إختلاف ما ترتديه من كلمات مختلفة ،
ستـجن .. وجودها هنا ، رغم علمها بإنه في الأسفل يعاني من ركلات و لكمات بسببها ، ولو بنسبة بسيطة كان بمثابة غرس مخيـط عملاق في صدرها ، و إخراجه من الخلف لتكرار الفعلة ، ثاقبا بطريقه كل ما يراه ، فتارة رئة .. و أخرى معدة ، و حتى القلب لم يسلم ،، بل لـ هشاشته كان الأكثر تأثرا ، فـ تفتت من ثقب واحد !

همسـت روشن بحرارة و إنفعال : اششش نصـيي صووتج ، ترة بس يسمعوج هسة يجيبون حراسة هنا وبعد منقدر نحجي ويااج

لتستطرق باكية و مثبتة لهم كونها لا تهتم بأي مصير تؤول له : إنتي خابرتيهم موو ؟ قلتيلهم هوة هنا ؟

أجابتها الاخرى بصبر ،، فقد تكون هذه المرة الثانية بعد العشرون التي سألتها : إيي خابرت عمر صديقه و قتله ،

لتستوقف استرسال شقيقتها بـ كثير من الرعب .. عندما شعرت بـ قبضة قوية تعتصر قلبها : عززززة ... عزززة كتلوووه . لج مااماا رووحي لحقييييه روووحي ابووس ايييدج ، او تعالووا كسـروا البااااب ، كسروه خلي ارووح انييي

نداءات هي ، و توسلات تعلم انها لن تجدي نفعا
فـ هذا المنزل ، يملكه رجل لا تثنى له كلمة ، و هي حطمته !
تنتـظر قصاصها ، على قدر يغلي ماؤه ، و لكنها لن ترتضي
أن يقتص ' زوجها ' على جرم ليس بجرم !

في خضم إرتفـاع نبضات القلوب ، و مشارفتها على تفجير تلك العضلة ، بـما تحويه من شخُـوص و دماء ، تعالت صـرخات من خلف بابها المُوصد
فـ إنتفض جسدها بـ وهن !
لقد إنتهى ،
علي قُتل ،
جرجرته لـ هنا حتى ثكلت له أمه !!
أطـالت النظر لـ أنـاملها ، و رغبة مجنـونة حتمـت عليها إقتلاعها من مكـانها ،
فتكتم بها صـراخها .. على رجُلها ،
و لـ تترمل بـ صمتها .. !
قبل أن تقدم على تنـاول وجعها ، سمعت نداءات خافتة بـ إسمها ، لتدعوها بـ دس إذنها بجانب فتحة المُفتاح ، فـ وصلها توتر رَوشن : لتخاااافييين ، ماما مابيها شي ، بس رح تسوي نفسهاا متـخربببطة ، جلنار .. تسمعيني ؟!

لم تفهـم أي شئ ، لتضيف أختها بـ عجل : عبد الله رح يبـقى يم علـ..ـي ، و إحنة نقول لازم ماما تروح المسـتشفى و نخليهاا تجلب بـ بابا ، يبقى هشااام نخلص منه و بعـــدين إنهزمه ، إفتهمتتتي ؟ رح عبد الله يهزززمه لـ علي !







.
.
.






يقف الجميـع بـ خطين متوازيين ، و متقابلين ..!
من يلمحهم يدرك إن لقاءهما يوما في نقطة هو لأمر مستحيل
أو ، فـ لنقل ممكن .. و لكـنهما سيشطران بعضهما البعض لا مُحالة ،
أول من قـطع صمـت توارى الجميع خلفه .. هُـو صـراخ صدرَ من أقدم الحناجر المتُـواجدة بينهم ، واحدة بـ جدران متهرئة ، لا تحمل هكذا مصـاب ،
حينما أخبراها بإنهما سيـأتيان لـ هذا الرجل ،. أصرت أن ترافقهما ، فـ ليست ممـن يصمتون منتـظرين فرج يأتيهم على حين غفلة ،
بل ممن يسعـون بشراسة .. متكلين على مالك المُلك !
جاء صُوتها مهتزا إثر إهتزاز تلـك الترددات فـوق الحبال المتراخية : مثل مـ ضيعتلي ابننني تررجعه ، عبد المـلك .. والله العلي العظييييم ، إذاا علي مــرجع لحظننني أرووح للشرطة و أشتكي علييك و على مرتك و على ولدك .. و دنعل أبووكم لاابوو اليخااااف عليكم

مسـك عضدها ، أحد سندي حبيبها المفقود ، لـ يتحدث الأخر بـ غضب وصلها فـ قشعر لها بدنا ضئيلا : محـــد جاااان يدري بيهااا يم علي غيييركم ، مثل مووصلتوا الخبر لأبوهااا ، لااااااازم ترجعوووه .. و لاا والله ننـفذ كلااام الحجـييية .. و شووف كم شااهد رح يشهد ضـدك .. وكتها قوول للكرسي مع السلامة .. لإن اذا انفتح ملفك رح يلقوون بلااوي

إنـدفع نجل المُخاطَب خطوة للأمـام مهددا : تااكلووون *** ، رووحووا سووا الي تريدوه ، أبوية اشررف منكم و من امثالكم يا **** ، و اذا محترموا نفسكم هســـة نجيبلكم الي يعلمكم الاحترام

ليتحـدث عُمر هذه المرة : الاحترااام نعرفه قبل لنشوف اشكااااالك .. و لتتوقع رح نصدق لعبتكم الـ **** هاي ، غصبااا ماعليكم هســــة تطلعوه من هالمصيبة مثل ما إنتو دخلتوه
: إنتووو شدتحجوون ؟ علي وين ليييش ؟ منوو ماااااخذه ؟؟

بتر الحـديث بـ كلام امه !
لـ تصرخ بها والدتها بـ جزع : الله لااا ينطييييج إن شاء الله .. حرقتييي قلبي بيييه ولج ، مقلتي هذااا إبن بطـــنج ، بدييتي عليه الغريييب من طاااح حظج على هالعملة ، طااح حظج و حظي على هالخلفــــة

أن تُسب إمراة على مشارف الخمسين أمـام هذا الحشد ، هو لأمر مُخزي ، فـ كيف الحال لو كانت تستحق ذلك السباب ؟!
تلكأت بـ كلمات مبعثرة و هي تلتفت نحو زوجهـا و إبنه : هاي شكو ؟ ليش علي ويين ؟ إبنـي ويييين ؟!

كان كـ عادته ، يـحب أن يتمادى مع من يراهم يستحقون : هسة تذكرتي إبنـج ؟ لو مو إنتي مجااان عرف هالشكولات النجسة

: ألــــــن !

نهره عمر ، لكنه تـابع بحدة : لو وقفتي وياااه من البداااية مجـاان وصلنا لهالحااال ، مجـااان هذااا النعاال و ابوه دقوا بيه النااقصة .. لإن يخاافون عليج . .بس إنتي طول عمرج مبينتلهم إنو همة أهم منه !!

من أين يعرف كل هذا ؟
وعلي لم ينـطق يوما بـ مشـاكل عائلته ، بل كان دوما ما يسخر ، و يسخر فقط !!
إستلت نفسهـا من صدمة أخرستها ، لـ تمسك كتف " إبنها " فـ تديره نحوها : سرررررمد .. علييي ويييين ؟؟ هذوولاا شديحجوون ؟

بـ وقاحة ، و نـشوة لا يعرف معناها غيره .. نطــق : قاسم لقاه و أخذه . و هسة ذولا مسوين روحهم سباع و جايين يتعاركون ، و إحنة شعلينااا بيه ؟

ليتدخل لأول مرة محدثا والدة زوجـته ، و مواريا توتر إشتد وقعه في دواخل العقل ، إن وصل قاسم لـ علي ، سيـصله قريبا بالتأكيد ، علي سيعترف و سـ يكـون هو القادم .. ستنهار مملكته العُظمى بلا شــك : أم سـلااام .. معلييج بحجي هالزعـااطيييط ، أني معلييية بيه ولا وصلت يمه ، هوة راد البنية و عفتلهياااه ، بعـد مشفته من يوومهااا !

علق عُمر بـ صُوت متغلظ : انتتته الي جبت البنية ، و إنته الي لااازم هسة بمكااانه .. ميهمنااا إن شاء الله تروح تسـلم نفسك إلهم للشرطة لأي مكااان ، معليناا المهم علي ميصير له شي !

بـدأ الخوف ينسج بخيـوطه الغليظة أكفانـا ملطخة بـ الدماء ، على عدد أفراد المنزل ، أصبح الجميع تحت التهديد ، و السبب تهور علي الأحمق و عدم تقدير خطورة الأمر حق قدره !
ما بينه و بين قاسم لم يهدأ يوما ، و لن يفعل !




.
.
.



أُسدلت الستـارة الألهية لـ تنجلي الشمس حاملة معها هموما ، و منفرجـة بمغادرتها كربا ، كل بأمر من الواحد القهار !

كـانت أنفاسها تتبعـثر في المكان .. شعرت إن الحجرة صغيرة جدا ، بل ضيقة !
لا تعلم أ الحجرة هي السبب .. أم إنها هي من إنتفـخت خوفا و ترقبا ؟!
و كإنها أرسلـت عدوى المُغامرة لكل من في المنزل ، فـ هاهم جميعا يـتكاتفون ، من أجل إتمـام مهمة علقوها على صـدورهم كـ واجب بحق ذاك الذي انقـذها لهم بعد إذن الله و رحمته
لم تتـوقع أن تفعلهـا أختاها يوما ، و تعاكسـان أمر أصدره والدهُنّ .. و لكنهمـا فعلتا ذلك بكامل من الـهمة !
رجت الله بـ جهر تارة .. و صمت أختها أن يـمرر كل شئ بـ سلام ، فقـط لو يخرج من سور هذا المنزل ، تستـطيع حينها أن تتقبل وجودها في هذه الغرفة الخانقة ، أو حتـى تحت الثرى ،!

دقات خفيفة على الباب ، دعتها للحركة مسـرعة نحوه ، فـ أتاها صُـوت زينة بـ توتر مستميــت : جلنـااار ، أقلج هذااا شنووو ؟! عزززة مينحمل

إبتسـمت بلا شعور وهي تدفع بـ دموعها من على خديها بـ رجفة : الحمدُ لله ياااربْ .. يعني شفتيه ؟ الله عليج شفتيه ؟ يعني عاااايش ؟

أجابتها الكبرى : إي عاااايش عايش ، و شفته .. و ياريت مشفته .. قلب الدنيا على راسنااا ، إحنة مصدقنا على الله هشاام و الحراس شـربوا الجاااي و ناموا .. وهوة بخبااله رح يقعدهم .. سمعيني المفتااح مال الغرفة يم بابا ، فشوفي.. هسة عبد الله رح يحطلج درج يوصل للشباك ، و إنتي طلعي منه ، لازم تنزليله بســررعة و تقنعيه يطلـع .. عباااااله بابا ديلعب وياه

همسـت بـ غير فهم : ليش ؟ هوة ميريـد يروح ؟

صمت قصير ، قـطعته زينة بـ تنهيدة : يقول ميروح بدونج !


؛





عيناك كنهري احزاني
نهري موسيقى حملاني
لوراء وراء الازماني
نهري موسيقى قد ضاعا
سيدتي ثم اضاعاني
الدمع الاسود فوقهما
يتساقط انغام بياني
عيناك وتبغي وكحولي
والقدح العاشر اعماني
وانا في المقعد محترق
نيراني تأكل نيراني

أأقول احبك يا قمري
آه لو كان بإمكاني
فأنا لااملك في الدنيا
إلا عينيك واحزاني
سفني في المرفأ باكية
تتمزق فوق الخلجان
ومصيري الاصفر حطمني
حطم في صدري ايماني
أأسافر دونك ليلكتي
يا ظل الله بأجفاني
يا صيفي الاخضر يا شمسي
يا اجمل اجمل الواني

هل ارحل عنك وقصتنا
احلى من عودة نيسان
احلى من زهرة غاردينا
في عتمة شعر اسباني
يا حبي االاوحد لا تبكي
فدموعك تحفر وجداني
إني لااملك في الدنيا
الا عينيك واحزاني

أأقول احبك يا قمري
آه لو كان بإمكاني
فأنا إنسان مفقود
لا اعرف في الارض مكاني
ضيعني دربي
ضيعني اسمي
ضيعني عنواني

تاريخي؟مالي تاريخ
اني نسيان النسيان
اني مرساة لا ترسو
جرح بملامح انسان
ماذا اعطيك اجيبيني
قلقي؟
إلحادي؟
غثياني؟
ماذا اعطيك سوى قدر
يرقص في كف الشيطان

انا ألف احبك فابتعدي
عني عن ناري ودخاني
فأنا لا املك في الدنيا
إلا عينيك واحزاني


نهر الاحزان
نزار قباني





المكان مُوحش جدا ،
تتبع روشن بخطـى ترتجف ، أبردا هُو و نـحن في بداية تمُوز ؟!
ما إن وصلتا العتبة ، إلتفتت لها شقيقتها هامسة : يللا عمري ، بسـرعة !

هزت بـ رأسها مرتبكـة ، ففسحت لها روشن الطريق ، لـ تدخل هي !
جـاءها صُـوت عبد الله على يمينهـا : هيااااتهااا جتـي !

لـ تلتفت مـسرعة نـاحية المصدر ، فـ فغـرت فاها صـدمة لما رأته ،
شعرت بـ قدميها تنصهران ، فـ لا تستطـيع حتى الوقوف ، مالذي فعلوه به ؟

كـان جالسـا أرضا بعد أن فك هذا الـ " عبد الله " قيد وثاقه ،
عرف نفسـه بـ " عديله " ، و هذا يعني إنهم إستسلموا لـ زواجه من بنتهم ، و كإن الأمر يشرفه !
و لكن أيـــن هي ؟ أ ما زالت حية ترزق ؟
لم يصـــدق ما تفوه به من ترهات تـخص إنقاذه ، و من يكون هو ليقدم له هذه الـخدمة الـمترفعة ؟!
يضحي بـ حياته و يهدد إستقرار حياته مع زوجته فقط من أجل غريب مضطهد ؟
لكن أختيها همـا من أقنعتاه بـ إنهم فعلا هنا ليسـاعدوه ، حاولوا ثنيه عن طلبه .. لـ رؤيتها ، لكنهم فشلوا
فـ هو لا يضمن بقاءها على قيد الحياة مع حثالات من المجتـمع ، على رأسهم هشـام !
كان يجفف وجهه بـ فوطة جـاء بها عديله ، بعد أن أحضر له دلوا من الماء ليغسل به جراحه ، و فجأة سمع كلامه الأخير ، لـ تتصلب يده بلا شعور و عينه تختفي خلف الـقماش الناعم ، ببطـئ أبعد المنشفة و كإنه يستشعـر مكيدة لـه ،
و لكن حـالما رآها شعـــر بتقلصات معـدته تتسـارع بـجنون ظن معه إنها سـتفلت من موقعها ، و قد تسـقط في مكان ما بين الأحشاء الأخرى !

تيبسـها لان شيئا فـ أخر ، لتتقـدم برتابة نـحوه ، و فجأة بـدأت تبكيـه ضُعفا و خوفا ،
ماذا سيــــحدث لو إستيقظ هشام أو عاد والدها ؟
حينها ستـحدث مجزرة بشرية لا مُحالة
غطت فمها بيمينهـا لتتـقدم أكثر ، و ما إن وصـلته تهاوت قربه بـ جزع ، لم يتــحدث .. و إتبعت خطاه !
و كلاهما لم يهتما بـ مغادرة عبد الله .. و تنبيهه الأخير بشـأن الوقت ،
كانت هي من بادرت بالحديــث بعد أن لمحت الدماء الملوثة قميصه ، بالإضافة لتـلك الخدوش الـمتعددة فوق وجهه : هـ..ــاي شسـ..ــووا بيييييك ؟!

تابع تلك الكــدمات حول عينها ، و عند الذقن ، من تجرأ و مد يده عليها ؟
تبا لهـــم .. نسيـوا إنهم هم السبب بما وصلته هي ، بل تناسوا ليعلقوا ذنبهم في رقبتها فيخنقوها به

صر على أسنانه .. فـ شعر بألم في عظام فكه ، لكنه تحامل على نفسه و عنفها : ليش جيييتي ؟؟ مو قلتلهم ليرجعووج ؟ زمااايل إنتوو ؟ جم مرررة قلت لعمممر ميجيييبج .. فهميني ليييش جييييتي ؟

فلت منها نحيب مرتفـع لـ تصرخ به و جسدها يقع أسيرا لرعشة مجنونة : لعــــــــد تريييدني أعوووفك تمووت ؟ إنتتته شنووو ؟ ماااعنــــــــــدك إحساااس ؟ إذااا إنتته ماا عندك فـ لينا و بيبيتك مو مثلك .. أني مو مثلك !

: بيبيتي عرفت ؟ الله ياااااخذكم منوو قللهاا ؟ لا صدق مطاااية " حمير " لكـــــم بيهااا ضغط و سكر .. تريدوها تمووت ؟

: علـ..ــي والله حرام عليـ..ــك

جر معصمها بقـوة ، فمالت نحوه لـيتدلى رأسها أسفلا ، و عويلها إرتفعت نبرته : سمعيني .. تقومين هسة .. و تروحين وية رجل أختج .. خلي يوديييج لأي مكـاان .. المهم لترجعييين هناا ، و إنسييي أهلج لإن مرح يعوفوج عايشة

ثبتت كفها أرضا لتسند جسدها ، ثم رفعت رأسها نحوه لـ تقابل أمره بـ لون مخطوف : و إنته ؟

: أني باااقي .. إذا أروح حيأذون لينا .. أني متأكــــــــد ، فلااازم أبقـ..ـ

لاا ، لاااااا .. إذاا تبقى يكتلووك .. والله هشااام يكتلــك .. همة قاالواا .. قالوولي إلي .. يكتلووك والله ، إنته رووح .. و أخذ لينااا و إنهزموووااا

الهيستيريا التي عانتها دفعته لـ خنق صـراخها بـكفه ، متابعا المكان حوله : إششش .. سكــــــتي .. نصي صووتج ليجي أحد

دموعها إنسابت لـ تغسل يديه ، و كإنها تطـهره من ذنب ظلمها ، لتـلبسه ذنب أخر ، حيث إرتعشت معدته ، و شعر بـ عصافير تزقزق بها ، ثم تبدأ بنقرها من كل جـانب ،
فتقرصه لتثير شئ ما كريه في جســده بأكمله ،
ليست المعـــدة من تضـخ دما ينتشر لباقي الخلايا .. إنه القلب !
تبا .. لا يعقل إنه يعاني من تقلصات بـ نابضه طيلة هذه الفترة بسبب هذه الإمرأة
أبعـدت يده لكي تتنـفس ، فالـبكاء لم يسمح لها بإستـخدام أنفها لـسحب الهواء ، ثم همسـت بعد أن شعرت بنظراته تختـرق جلدها .. ليتكدس تأثيرها هناك : علي الله يخليك روح ، أبوس إيـــدك رووح

لم تشعر إنها ما زالت تحتضن يده سوى الآن ، فـ نفذت ما توسلته به ، لـ ترفع كفه و تقبله بـ إنكسار نفخ قلبه بمشـاعر مجنونة : رووووووو...
إنكتـم صوتها عندمـا دفع بها لـ صدره ، ضاغطا عليها بـ قوة و فيض من المشاعر يعتمل به ، مشاعر لم يعتقد بإنه يحملها
العديد من القبلات أغدق بها فوق رأسهـا المغطى بخمار داكن اللون ، و كإنه هكذا سيمتص منها وجعا .. كان له يد في إشعاله !
همس قرب إذنها بـ جدية : إششش .. سمعيني ، إذا تريديني أروح ، تجين .. لإن إذا بقيتي يكتلوج إنتي هم

دسـت بـ رأسها فيه أكثر ، مختلسة قطرات فقط من جرة العشق التي ستـصوم عنه مستقبلا ، و لعجبها إنه لم يمنعها .. بل شد ذراعيه حولها متمتمـا بنبرة صلبت عمودها الفقري : جلنـ.ــ.ـ.ــار .. حرامات إنتي .. بت قاسم !!




.
.
.


نهايةْ الإدانَةْ الخَــآمِسةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 04:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية