لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-12, 10:13 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





أحببتُ فيها كلَّ شيءْ
الحبَّ ، والأحلامَ ، والقلبَ الوفي

مازالَ يَجمعُنا معا هذا الجنونُ حبيبتي

سيظلُّ يَجمعُنا معًا شيءٌ خَفي

يا أجملَ الأحلامِ في عُمري

ويا عطرًا يَفوحُ بأحرُفي

قد تَختَفي هذي الجبالُ
وتختفي هذي البُحورُ

ويختفي كلُّ الوجودِ بأعيُني

لكنَّ حبَّكِ مستحيلٌ يَختفي

لو أنَّ مِلكي في الوجودِ بأسرِهِ

عيناكِ ..

واللهِ العظيمِ سأكتفي


لـ عبد العزيز جويدة






بعد إتمام كل شئ ، أصر عمها ' أبو محمد ' بإنهم جميعا معزومين في منزله على الغداء ،
هي كآنت تشعر بكل شئ حولها كـ سراب ،
لقـد وثقت بقيد عمر و انتهى الامر ،، وافقت على تحطيم بناية السعادة المزيفة الأسس الخاصة بزوجته
تلك الضعيفة التي حاولت جاهدة ان تبين العكس و فشلت !!

اما هو ،
فـ ظن أن مفتاح السعادة سيسلم بيده حينما يعلنهما الشيخ زوجان و لكن كان ظنه اثما ،
فـ هي لمحة واحدة تلك التي رمقها بها ، و علم وقتها إنها كانت تبكي طيلة الطريق ، فـ عيناها متورمتان ، و ملامحها بشكل عام تتلون بالقرمزي ،، و لون العباءة الأسود قـد زاده إنتباها !

لم يرد على مباركة عمها و ولده ، و لا حتى على آلن ، بينما علي ، فبادر برمقه بنظرة خاصة ليقول عندها : هسة صارت وره بأمانة الله بامانتك


كانت تلك همسـة خافتة لم يسمعها الأخرين ، و يبدو إنه هو الاخر لم يسمعها إذ انه لم يعقب بشئ قول رفيقه ،
عندما أصر عمهما على عزيمته شعـر بالضيق ، فهو الآن لا يود سوى الإبتعاد مع الورقة التي بيده ،

عند السيارات الأربعة المركونة تباعا وقف الجميع ليتوادعوا بشكل وقتي لحين اللقاء في المنزل ،
إبتعد العم و ولده محمد اولا ، و من ثم آلن بعد أن إعتذر من علي ، فطلبه ان يخبر عمه بإنه لن يستطيع الحضور ، فالعمل بإنتظاره !

كانت حركة مقصودة منه حينما إستذكر ليـقف قرب سيارته ثم ينادي علي بحجة سؤاله عن شئ مهم ،
فما كان من علي إلا أن يلبي الدعوة فترك لينا مع عمر و والدته

تقف كالبلهاء بينهما ، عادت لترتدي نظارتها و جبينها متغضن ، فالإحتراق الذي تشعر به لابد أن يطفأه شئ ما ، بينما شمس الصيف و حرارة النسائم لا تفعلان سوى العكس
شعرت بيد والدته تصغط على كتفها من الخلف ،، فـ إستدارت يمينا ببطئ لتقابلها .. فـ تحدثت بـ عطف : أمي تريدين تجين احنة ناخذج بطريقنا ؟


هزت برأسها رافضة ، لا تستطيع التحدث ،، فالدموع على مشآرف التساقط


إنتزعت نفسها من العباءة لتسلمها لـ ' والدة زوجها ' بإمتنان خجل : خالـ ـة .. شكـ ـرا


استلمتها منها ام عمر لتتحدث بجدية و كانت هذه المرة الثانية التي تنتبه لدموع الفتاة بوجود ولدها : تتدللين ماما ، و من اليوم صرت امج صدق و شتريدين أمري ،


بلا شعور وضعت يدها على صدرها لتدفـع به نحو الداخل ، تشعر بقلبها يكاد ان ينفجر ليلطخ الجميع من حولها ،
علي .. لقد دمر حياتها !

حاولت النجاح في إلقاء التواء صغير على جانب شفتها قد يعتبر بسمة الا انها فشلت ،، فـ استطردت الحنون : ماما تعالي فوتي للسيارة و انتظري اخوج شكلهم مطولين بالسوالف هوة و آلن ،


سعلت بـ صوت مختنق الانفاس : لا خالة ، هسة اروح ، إنتي صعدي خطية حارة


حاولت ثنيها عن العناد الا انها لم تغير من قول نطقت به ، فأثارت والدته تركهما معا علهما يصلان مرسى يصفان عنده مراكبهما العسكرية لإعلان هدنة من بعد تفاوض ، فـ هي لم تبتلع الطريقة التي يتنافر بها جسديهما طيلة الوقت ،

في حين ان الفتاة تكتفت بغيظ و اوداجها تنتفخ بـ غضب منتحب ، لو سمحت له بالفرار لـ هز قلوبهم القاسية

لم تظن يوما إنها هي ، إبنة الدكتور صفاء ، تجبر لتكون بمثل ماهي فيه الآن ،
إنه لـ وجـع يستأصل الأحشاء فيـستوطن بها بدلا من الدماء ، أنى لها أن تعيش كـ عالة عليهم ؟
لا تعلم ، و لكن ما تعلمه جيدا إن هذه هي حياتها سواء في منزل عمر ، أو منزل عمها !
و مع عمر ، على الاقل هي اكيدة من مشاعر تلظى جوفه بصمت و إن حاول إخفاءها

للمرة الأولى وجـه لها الحديث اليوم ، ولكن لو لم يتلطف و يفعل لكان أفضل ، فأثار قهرا أكبر في نفسها بـ إسلوبه البارد حد الصعيق وهو يـستطرق : ليش البجي ؟


عن اي بكاء يتحدث ؟
أظنها ستكون لينة كـ إسمها و تهديه الفرص للتشمت ؟
رفعت بـ عنقها الطويل رأسـآ عنيدا و هي تجيب بـ صوت متماسك : منو قال بجيت ؟


امال برأسـه قليلا ليضيف بعد أن خلع نظارته .. ليثبت لها ثقته ببكاها : قبل لتجون ،، هيجي مقابلة ؟ جان قلتي لأ وفضيتينا


لكأ جروحها الندية تلك ، فـ هبط كتفاها بأول محطة قابلتهما ، إبتلعت شتائم تود قذفه بها ثم القت بنظراتها شمالا و صوتها يحتد : الظاهر حضرتك انته الي معاجبك و تريد تذبها براسي ، والله اني مقتلك شي ، إنته الي طلبتني ترة ، و اذا عصبي علمود مرتك ...!

عادت لتلقي نظراتها نحوه فـ بان لها احمرار أذنيه فـ خافت لكنها بالطبع أنهت ما تود قوله : ترة مرح تتغير حياتكم و اتوقع انته الي قلت هالشرط ، بالإضافة لكون كل شي مؤقت


انتفخ صدره بـ العديد من الاحاديث التي لن تجد لها مكانا في الافق لو انطلقت ، لو كان الامر بيده لـ سحبها الآن ليحبسها في مكان ما و يفرغ فيها كبت السنين ،
كم يود خنقها عله يشفى غليلا يستعر به ؛

أوليس الرجال قوامون على النساء ، إذن هو بالتجريح أولى ، فـ إستند على صندوق السيارة الأمامي ليراقب الشارع ببرود فريد لمثل من هم في وضعه : طبعآ ، محيتغير شي ، لإن اني حاليا ما اريد ،، الا اذا اني ردت شي ثاني ، فـ أكيد محتقدرين توقفيني

إستطرد وهو يلتفت نحوها بخفة و حاجباه معقودان إثر الاشعة الشمسية : و على فكرة من اليوم اعتبري نفسج بت كفاح ، اختي يعني و شتريدين حتى لو جنتي ببيت عمج خابريني


فغرت فاها لثانية ثم إستوعبت الامر ، فـ سعلت لتميل برأسها و الدفوف تقرع في صدرها ،، إنتهى الأمر ، مدة الانتظار اقتربت من اللحظات الاخيرة و ستتفجر مكنونات صدرها بلا شك

هنالك سـراج إشتعلت انواره في قلبه حينما رأى الغضب يشتعل بملامحها المحمرة ، يا الهي
ألطف بي ، أكاد لا اصدق إنها اخيرا اصبحت ملكا لي ، و بالتأكيد لن افعل حتى أمســك دليلا عمليا بيدي ،

تناهى له صوتها المتعجرف ، و الذي لن يطول كثيرا ، و سترى : على فكرة ما اعقد عقد محكمة اني


ليشخر بـ سخرية : وليش يعني ؟


رفعت كتفها بـ لا مبالاة منفعلة : شنو ليش ، تريد ينكتب يم اسمي مطلقة بعدين ؟


زفر بـ هم ،
يبدو أن الحلم هذا لن يكون سوى كابوسا يعانق راحة بالي حتى يخنق انفاسهآ .. تمتم بهدوء : أني اصلا مناوي اعقد بالمحكمة


صفعة مجددة توسدت خدها ، لتسعر بـ داخلها قدورا من الماء المغلي فتصب على فؤادها الضعيف فتصهره

تبا لك عمر
أقسم بإنك ستندم
كانت ستفلت منها كلمة تتمنى قولها منذ الازل إلا إنها شعرت بإن تسرعها لن يكون سوى فعلة تشابه تذمر الأطفال ،


تقدمت خطوة لتفتـح الباب الذي تقبع بجانبه والدته تراقبهم من المرآة الجانبية ،
القت عليها تحية الوداع ، فهي ستعود للمشفى فهنالك ما ينتظرها ، و على الأرجح لن تراهم حين عودتها ظهرا ؛

شعرت بعضلات ظهرها تتقلص لـ ثقتها بـ نظراته الحادة تتابع ردة فعلها ، لم يبدو عليها الإهتمام وهي تغلق الباب لتتحرك من أمامه بـ خطوات متزنة !





؛






كَسرْتِ القلبْ

وكسرُ الحبِّ لا يُجبَرْ

وإن أُقتَلْ

قتيلُ العشقِ لا يُقبَرْ

وقلبي ..

بجذعِ النخلةِ العَجْفاءِ لا تُثمِرْ

سنصلُبُهُ ، ونتركُهُ على الشاطئْ

لينقُرَ وجهَهُ الأملسْ

هنا نَورَسْ

وأصواتٌ لهُ تَهمِسْ

تُجرجرُها خيولُ الشمسِ قادمةً

مِن الأطلسْ

ومَلْكٌ فوقَها يَجلِسْ

سيأتيهِ ويمنحُهُ

من التيجانِ ، والملكوتِ ، والأنفُسْ

وحورِ العِينِ ، والأنهارِ ،

والأشجارِ ، والنرجِسْ

ويشربُ مِن هنا الكوثرْ

ومَلبسُهُ مِن السُّندُسْ

وتمشي حولَهُ أبدًا ..

ملائكةٌ لهُ تَحرُسْ

هنا الجناتُ للعشاقْ

بها الشهداءُ مِن عشقٍ ،

ومن شوقٍ

تدورُ عليهِمُ الأكؤسْ

وأنتَ بجنةِ العشاقْ

فلا تَشقى ولا تَعرى

ولا تيأسْ




عبد العزيز جُويدة




مسافة قصيرة تفصل بين سيارته و سيارة آلن ، لذا تركها تصلهم بمفردها و لكن بمتابعة منه ،
بدا عقله غير متيقن بإن ما حدث هو الأسلم ، و لكن تبا لذلك القلب الفرح ،، و كإنه طفلا صغيرا حصـل بعد حرمان طويل على قطعة الحلوى الضارة بأسنانه ،
يا لين ،
لقد حطمتي بـ حياتي الكثير ، و لو كنتي هبطتي من سلمك المترفع لكنت اول من يتلقفك اسفلا ،
و لكنك حتى الآن تعتلين مكانا لا يليق بقلبك الصغير الذي احببته منذ صباي ، و اعلم بإنك بإذن الله ستفهمين موضعك الحقيقي و تخطي نحوي ، و لكن ما لا اعلمه هو ما انا فاعل وقتها ، فعلا لا ادري !

صعـدت السيارة بعد ان رميت السلام من مكاني على الثلاثة الاعزاء بصوت جهور ، لـم تلتفت نحوي أبـدا و بصراحة لم انتظر منها الأمر
ما إن شغلت المحرك وصلني صوت والدتي المتغدق شعورا بالأسف : تتذكر بيوم عقدك على زينب ، جانت الفرحة ملامتني

لتزفر تعبا ارهق روحها الطاهرة و هي تتابع الطريق : المصيبة محسيت بالراحة غير هسة ، يااارب سااامحني ، بس موبيــدي ، والله مو بيدي ، بس حسيتك ارتاحيت و الدم رجع لوجهك من يمي عبالك روحي ردت


كم كان لكلماتها وقعا مميـزا في عقلي لتغير أفكاره الاخيرة تلك ،
اذن لست انا الوحيد الضائع ، هاهي الحبيبة تغرق معي بذات الدوامة العنيفة لتتلقفنا معا ،
كم أتمنى لو لي قلبا من صخر ، كـ علي ،، أستطيع به الإفصاح عن كل شئ لـ زينب ، فـ أترك لها خيار رسم سير حياتها بعد اذن الله ،
إلا إنني لا أستطيع خدش روحها الشفافة ، فهي لم تكن سوى رقة أسعدتني ، لم اعذبها بذنب لين ؟
تلك التي عندها قلبي يتحول لـ جمرة ، فلن يكف يوما عن احراقها كل حين حتى تشتعل هي الأخرى ، لين الغالية !
حبيبتي !


أجبتها بـ شرود : يوم انتي بس ادعيلي ،، ادعي والله كريم يفرجها من عنده


لتعود فـ تقول : شلون ما ادعي يا ماما ، والله طول وقتي ادعي و استغفر ، إن شاء الله ربك يسامحك ، لإن هوة ادرى بالي بقلبك

استطردت بعدها : صدق يوم علي شبيه ؟ شو عبالك أكو شغلة جبيرة صايرتله ، مسألته شصاير ؟


ويــحك علي ، ألم يكفيك ما حدث ؟
فها انا اصبحت نسيبك كما تمنيت و خططت دوما ، و حتى الآن أراك كما انت ،
تنبذ الجميع من حولك رغم حاجة بنفسك لهم ؛

قلت ما انويه : إن شاء الله ببيت عمه اشوفه ، لازم وحدنا حتى افتهم القضية ، لإن اني هم دا احس عنده شي


هزت برأسها بتفهم لتردف بـ صوت خفيف : عمر ، يوم اريد اقلك شغلة مهمة


حولت الانتباه بأكمله لها : خير عيوني ؟ شصاير ؟


بذات التخافت اجابت : أريدك تاخذني لفد صايغ ،، خلي نشتريلها حلقة خطية ، على الاقل قدام اهلها تلبسها
لتضيف بحدة غريبة : عمر انته مناوي تعوفها فلتلعب وياهة عبالك جهال ، ترة حتى الله ميقبل ، الزواج مو وسيلة رد دين و انتقام امي ، الزواج ستر و غطا للاثنين ،، و مدامك تريد البنية صدق لتحرق قلبها ، بعدين تندم ابوية انته


و كإنها سمعت احاديثنا تلك ؟
همهمت : الي تشوفيه صح سويه ، بس يوم دخيلج طلعيني من الموضوع ، قوليلها لازم تلبس الحلقة قدام اهلها علمودهه هية مو علمودي ،

و اضفت الاهم : و عيوني فدوة عوفيني اسوي الي يريحني ، و بعدين الله كريم


حاولت التحدث و لكنني قاطعتها بـ سرعة : كااافي كفاح ، قلنا عوفينا وين متوصل بينا خل توصل
إستطردت بـ ابتسامة ساخرة : صدق شخبار ملك ؟ معرفت لهسة ؟


لتبتسم هي الاخرى و انساقت معي نحو مجرى اخر للحديث : اختك لو تدري جان هسـة حرقتك


هززت رأسي متفهما : حقها ، ان شاء الله اليوم اروحلها العصر ، بس خلي نرجع من بيت ابو محمد


لتكمل علي : اي والله يوم زين تسوي ، لإن انته تدري بيها من خوفها عليك هيجي تعاندك ، بس عمر أمي قلها تحترم بت الناس من تجي ، مو تفضحنا يمها ، إنته تعرف اختك لسانها متبري منها





.
.
.
.







تلقت إتصالا من قبل خطيبة اخيها ، تلك الرقيقة ، لتبارك لها حملها ، برغم ذلك الاسلوب الهادئ اكثر من المعتاد من قبل المتصلة إلا إنها كانت تزين كلماتها بـ مصطلحات لطيفة

أخذتهم الأحاديث حيث شفير الخطر ، حينما سألتها ملـك بتمكن : و انتي زوزة شخبارج ؟ كملتي تحضيراتج ؟ والله لو مجنت حامل جان فرفرت بيج السواقة


وصلها صوت تلك باهتا : تسلمين حبي


عادت لتضيف من الفكاهة حسا : لو تستحين تراويني شتشترين لأخوية ؟


لم تجبها زينب و ملـك إلتمست ذلك التغيير ، فـ ثقلت نبرتها بفطنة : شنو هالسكوت ؟ زينب قوليلي شكو بينج و بين عموري ؟ ترة من زمان حاسة اكو شي و شقد سألتهم بالبيت محد جاوبني ، فهميني شصاير بينكم ؟


اصابت الصدمة صوت الفتاة فـ أختفى ، قليلا و إستطرقت : معقولة متعرفين شصاير ؟ والله عبالي تدرين


ليشتـد عصب التوتر فيقترب من الانفلات : شنو ؟ شصاير ؟


أفرغت كبت الليالي الموجوعة وبنبرة تتكفن بالحزن اردفت : شنو ؟ هه .. عمر حيتزوج ، ' و بسخرية ' اخوج حيتزوج علية !!


لتنتصب واقفة و نبض قلبها بإرتياع : شنوووو ؟ عزززة بعيني .. صدق والله ؟؟ زين ليـــش ؟ و منــوو ؟


تمتمت بضعف قاتل : اخت صديقـ ـ ..!


لتشتعل النفس بـ نيران حقد و غل ، إرتفع صوتها ليصم جدران الغرفة التي تحويها
هذه التي ضاقت لتخنق أنفاسها
كان تصرخ لدرجة افزعت زينب : شنوووو ؟؟ ليناااا ؟؟ عزززة بعييينهااا ، سووتها سووتها و اخــذته ، الله يااخذ روحهاا ان شاء الله !


جـمد الدم بعروق الأخرى لـ تبتسم مفجوعة ، همسـت غير مصدقة حديثا سمعته توا : شنو ؟ لأ ، ملك ، حرام .. هوة قال اخوها بمشكلـ ـ!


لتقاطعها بغيظ نافر : يااا مشكلــة ؟ شلوون هيجي يسوي شلوون ؟ وانتتي ؟ شقلتيله اكيد رفضتي ، زينب خلي يزعل كم يوم ويرضى معليج بيه



كانت تلتهم الهواء من حولها غضبا ، فلا تستطيع التنفس بشكل طبيعي ، كيف تتنفس بعد كل ما سمعته ،
سحقا لقلبك الاحمق يا عمر ، تبا لك و لهآ ،
ألم تقل بإنك لن تفعلها ، كيف سولت لك نفسك لـ ذبح هذه البريئة ،
كيف جعلت نفسك ظالما بـ حق زينب ؟
لقــد أثبت إدانتك يا عمـر ، أثبتها بجدارة

تلحف الوجوم صوت زينب وهي تستشعـر مصيبة عظمى تدنو منها ، ماذا يخفيه عمر ؟
و ما بالها أخته لـ تكون بهذا الغضب ؟
يا رب ، كن معي


فلتت منها حروفا قصيرة : بـس ، قبلنا ، يعني ، بابا قبـل !


صرخت بها تلك مهتزة الصوت : لج شلوون تقبليين ؟ زماالة انتتي ؟ لج هاي رح تاااخذه منــج ، عممممر يحبهااا ، من يومممه يريدهاااا بس هيـة مقبلت قبل ، وهسسسة الخانم عجبها ، شلووون قلبه نطاه وهيجي يسوي شلوون ؟

زفرت نارا تشتعل بـ رئتيها مكررة إستغفارات حارة : يااربي دخيييلك شنو هالبنيــة ؟ الله ياااخذها مثل ما اخذت قلب اخوية الله ياخــذها دمرت حيااته


إختنقت الأنفاس بصدر زينب و سقط الهاتف ارضا ليضرب بقدمها الحافية ، فلتت منها شهقـة مصدومة و قلبها ينقبض بتقلصات متعددة و متوالية ،
خرت أرضا بلا شعور و دموعها بدأت تسيل بـ روية ، بدا الكون حولها حالك السواد
كم كانت مغفلة ، يا الهي
لم تظن ان للأمر ماض ،
صدقت قوله بـ نية طيبة ، بل غبيــة !
إرتضت أن تحافظ على مستقبل يجمع بينهما فقط لإنها صدقت حديث تلك المزيف بإنها لن تؤثر على حياتهما

إذن هي تـوده ،
تنوي الفوز به ،، و فعلت !
أخــذته منها
هو زوجها هي ، كيف كانت بالبلاهة التي تسمح لغيرها ان يتقاسمه معها
يااارب
لم لم تنصت لأختها ؟
كم اخبرتها بإن ما تفعله ضرب من الجنون ؟
كم توسلتها ان تمتنع عن التنازل ؟
كيـــف سمحت له بطعنها هكذا كيــف ؟

تبا لك يا قلبي ،
فـ هذه طعنته تدمي مضجعي المتبثعر وجعا لحال ألت إليه
عمـر .. كيف تمكنت من إجتثاث خنجرك بتجاويفي هكذا
لم لم تكن صريحا ؟
و ما كنت تنويه ؟
أ تزهق روحي و تنتهي مني لإني لست سوى سدا متصدءا بينك و بين من تهواها نفســك ؟

عمــــر ،، حسبـي الله و نعـم الوكيـل عليـــك
فـ أنت اليـوم نجحت بتحطيمي لاتساقط ارضا فـ تفتح الدروب بينكما ،
اذهب لها و تهنـأ بـ بنيان تشيده فوق حطامي
و لكن كن على ثقة بإن دعوتي المظلومة لن تخيب !





.
.
.




يجتمعون في موقف سيارات المنزل لينهال إثنان منهم على ثالثهم بأبشـع الكلمات و أشـد التعنيفات ،
لم يصدقا جنونا فعله ،، بالتأكيد هنالك ما مس عقله ليجعله ينكح فتاة مختطفة من قبله من دون علم أهلها ،

لم يكن المجئ في نيته إلا بعد أن أخبره ذلك الأحمق عند نكاح أخته بإنه هو الاخر فعلها ، و لم يتمكن من إمرار الموضوع من غير نقاش جاد و بوجود الذراع الثالثة للمروحة التي يشكلونها سوية

و ها هو يقف امامه ليقابله بتلك النظرات النارية و صوته يـهمس فحيحا : علي ، اذا مطلقتهااا اروح اني لأهلها و ادليهم على مكااانها ، خلي ياخذوها و يخلصووها ، يابة هاية وراها بلاوي سوودة ، إنتتتته زماال ؟ قلــي إنتتته زمااال ؟؟


لتفرقع أصابع الغضب في نظرات علي الذي تقدم ليضرب صدر آلن يبعده عنه : آلن اكل *** ،، انتته لتتدخل اصلا ، مالك دخــل شسوي زيين ،


ليقف عمر حائلا بينهما فيدفع بصـدر علي قائلا : هــي ، صوووتكم فضحتونا


هذه المرة وقف ليعطي كلا منهما جانبه و ساعداه يمتدان نحوهما ليبعد بينهما : هسة مو وكت عركااتكم ، خل نشوف حل للمصيبة


ليلطم علي يده فيبعدها : إنته وخـر ، و هم ما الك دخل ، أني دا اقلكم بس حتى يكون احد عنده خبر ، بس مرايد رأي واحد منكم ، أني سويتهااا و خلص الموضوع و بعد محد عليه بية


ليتقدم آلن مجددا و هذه المرة فلت منه الصراخ بشكل تلقائي : لعــد هاهيية حنوولي إحنة ، و بعد لو تحتررق هم لتخابرنا و لتقلنـ ـ!


ليسكته عمر بعد أن استخدم قبضة يساره ليشد ساعد رفيقه : آلن صوتك يمعود هسة يطلع عمه و تكبر السالفة


ليـثور الاخر اكثر : ميطلع ، خايف منه قابل ؟ أصلاا صوجي دا احجيلكم ،، و هااهية بعـد ياللا اسفين استاذ آلن بعد مندخلك بشي


ليجحده الاخر بنظرة و هو يحاول التملص من عمر : إيي لعد شنو ، بس بالمصاايب تخابر ، و لازم محد يقلك هذا غلط و لا الدنيا تقلبها على رااااسه ،، يابه من طييح الله حظك و حظنا احنه الخايفين عليك


ليدفع به عمر بعيدا و هذه المرة إختار ايقافهما عن الاقتتال حتى و إن اضطرراه للمشاركة
فـ علي فعلا قذف بنفسه في دائرة الموت الاحمر و هاهو يستعند كعادته ،
خرج صوته مشدودا وهو يتابع صدر آلن يتناوب بالارتفاع و الهبوط ، و علي يقف جانبا بصمـت و كإنه لا بلاءا خسف به : كاافي عاد قولوا يا الله ،، صدق كذب ، جهااال انتوو ؟

ليستدير نحو علي : علي روح قول لعمك خلي نطلع نروح لبيت آلن و نشوف شنسوي


رفض آلن : أني معلية ، ما ادخل بمشاكل مالي دخل بيها


ليقاطعه الغريم في هذا النقاش : و منوو قلك اريد منك حل ، دطير و بعـ ـ !


ليصرخ الأول ثائرا ، و يحاول ثالثهم التستر على فضيحة ستلم بهم .. و يحمد الله إن الجميع في الداخل و أصوات المكيفات الهوائية بالتأكيد ستغطي على اصواتهم المرتفعة
وهم في خضم شجار رجولي بحـت فتح الباب الرئيسي لتهرب نظراتهم نحو القادم و فوق رؤسهم الطير !

نقلت أنظارها بينهم متعجبة جمعهم هنا ، هذه المشاجرات والصراخات قديمة ، و تعود لـ 20 عام مضى ، و مكانها ليس هنا ، و إنما في شارع حيهم !
مالذي يفعلونه ؟

حاولت التكتم على توترها وهي تتقـدم بعد أن اغلقت الباب خلفها : السلام ، شبيكم ؟


لم يرد تحيتها غير آلن ، الذي تمتم بعدها بـ غيظ : شبينا يعني ؟ سوالف اخوج تخلي بالواحد عقل ؟

حولت نظراتها لـ علي غير مستفهمة ، فبالتأكيد إنه أخبرهم بشأن فعلته الشائنة تلك ،
سعلـت قليلا لـ تلتفت محدثة آلن ، فهو الوحيد الذي لا تنفر منه حاليا : والله قولوله ، ميرتاح الا لما ابوها يفرغ المسـدس براسـ!


أسكتها علي بأعصاب مشدودة و هو يتقدم ليخرج من المنزل : انتي فوتي جوة بسـرعة ، و بعد محد منكم اله علاقة بية و بالي اسويه ، شيصير خلي يصير


ليتبع خطاه عمر قائلا بمنطقية : علي اعقل والله العظيم رح تودي نفسك بمصيبة


نجح باللحاق به ليديره نحوه ضاغطا على كتفه و لينا تخشبت قربهما خوفا من جسديهما المنفعلين : إسمعني بس ، أدري بيك والله تريد تحجي ، فلتـأذي نفسك و خلينا نـ ..!


سل نفسه من رفيقه ليبتعد عنه خطوة ثم و بحركة حقيرة دفع بكتف إخته نحو عمر لتتقدم بشكل فجآئي مصحوبة بصرخة مخنوقة من حنجرتها الجافة : إنته هاي صارت مسؤوليتك ، أما اني فـ محد عليه بية


ليتركهما كـ تمثالان من الشمع متجمدان بلا شعور اي منهما ، يضغط بكفه فوق كتفها حائرا ، لو لم يمسكها لـ كانت قد سقطت ارضا ، و هذا محوى القصة بالضبط ،
علي رمى بها بلا تقدير لمشاعرها المتحطمة ، و لكنه احس بـ ضعفها فحاول مواساتها بـ ضغط الخفيف ، إلا إنها همست ليتركها : عوفني





.
.
.



نهَآية البرَآءآت العِشرُونْ



أولسنَآ فِي محكمْة لمُقآضآتهمْ ؟
ألمْ نستطعْ الإمسآكِ بخيُوط الأدلة ضِدهِمْ ؟
فـ هكذآ قررتْ معكُمْ و بُوجودِكمْ أنِ نستأنف محآكمتهمْ
و هذهِ المَرةْ .. سـنثبُت إدآنتهمْ ،
و الشهُودْ لنْ يكُونوآ إلآ أنتمْ



إنتظروآ الأجزآء القآدمةْ .. كـ إدآنآتْ

تحيآتي
حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 03-08-12, 08:32 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

لي عُودةْ بـ إذن الله لبقية آلردُودْ


/






بِسمْ اللهْ الرَحمنْ الرحيِمْ



إغتنموآ عَشرةْ المغفرةْ أحبتي ِ
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]

ثـم كُونوآ معيِ لنستخدمْ أدلتنآ .. و نستشهدْ بِشهـاداتنا عندَ مُقآضآتهمْ
لـ نخُوض سُـويـا فيٍ


:


الإدآنةْ الأُولَـى







تغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ
بيديكَ تحمل وردةً مبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني
ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني
وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ



الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني


فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني
أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنانِ




كريم العراقي





دلفت المطبخ و أنفاسها تتـلاحق بإنفعال ،
سحقا لك يا علي ،
لم لا تقدر حرمة دماءنا المشتركة ؟ ، تلك التي لم تعصمها من اخطاءك
قل بربك أنى لي أن اتماسك و انا اجد ظهري الذي استند عليه يـرمي بي كـ حملا ثقيلا لتتلقفني ايـادي الغير ، و إن كان رفيق عمرك
كيف تسمح لنفسك ان يكون أخرا أحن علي منك ؟

كم أكرهك ، فقط لو تعلم !

لا تعرف كيف رفق بها عمر و تركها لتفلت من امامه و آلن ، لكنها ممتنة له و جدا ،، على الاقل كان افضل من اخاها الاحمق
ذلك الذي رمى بنفسه في قبضة قاسم تاركا له نفسه ليعتصره حتى يـريق دمه ، فيقابله بإبتسامة تحدي تزيد من إصرار الثاني لـ ينهيه

إحتوت جسدها رجفة كريهة حينما تهادت لها اصوات خطوات الفتاتين ، اللتين ما إن وجدتاها حتى بدأتا بـ مباركتها بـ شئ من الحذر ولم تلمهم لذلك
فـ من الطبيعي جدا ان يستغرب الجميـع خطبة و عقد بهذه السرعة ، و لرجل خاطب سلفا !!

كانت متماسكة حد العجب من ذاتها و هي تقذفهم بأدعية لتكونا التاليتين ، الامر الذي جعل زهراء تتحدث بـ حدق : بس لينا ، امه كللش تحبه ، تموت عليه ، فإذا تريدين تكسبيه و تاخذيه من الاولى صادقي امه


إبتلعت حديثا كادت تتقيأه بفعل ما سمعت ، و إشمئزت ملامحها وهي تهز برأسها إعتراضا ، لتكمل الاخرى : زهورة لج شنو هالافكار الشيطانية ؟ و بعدين امه مبينة حبابة اصلا يعني ماكو داعي للخطط


رفعت اناملها لتفتح خمارها بكسل و حوارهما يصلها لتستقبله بـ إنصات بخيل

زهراء لم تكن الا اكثر اصرارا على رأيها : إيي صحيح هية حبابة . بس منو يقول خواته همين ؟ وهسة تلقيهم مصادقات خطيبته هذيج فلازم من هسة تحط بعقلها فد اسلوب تتعامل بيه وياهم


لتفلت التساؤلات من سهى بحيرة فضولية ، محدثة لينا التي إتخذت لها احد المقاعد كـ شئ يحتضن خيبتها و ضيقها : لينا ولو حتضوجين ، بس يعني ،، شلون قبلتي عليه ؟ يعني .... يروح يجي هوة واحد خااطب ، والله أول مرة اسمع بهيجي شي ، صدق الرياجيل مالهم امان


لتـناقشها تلك بعجرفة خفيفة : إحتمال ممرتاح وية خطيبته


فـ كانت اشد عنادا : هوة إشـ شاف منها حتى ميرتاح ؟
لتكمل قاصدة لينا : مقلتيلي ، يعني صدق اني ما اعرفج بس بهالايام افتهمت شخصيتج وادري بيج مو سهلة الاقناع ابد ، و مبينة يعني سوري اذا ميعجبج كلامي بس مبين عليج ميعجبج العجب ، فشلون ؟ هوة .. أكو شي بينكم من قبل ليخطب ؟


بينما هي فـ كانت يدها تعبث بالحقيبة وهي تتظاهر بالإنغماس في البحث عن شئ ما ، فلما انتهت تلك من حديثها حل صمت على المكان ، فحتى الاخرى لم تتمكن من التعقيب عن شئ ، أو قد تكون هي أيضا تنتظر الإجابة

و على عكس المتوقع إختارت ان تبتسم ساخرة وهي تستطرق من دون ان تجيب عن سؤال قد سئل : وشنو الي خلاج تشكين إنو بيننا شي ؟


رفعت تلك كتفاها بـ حيرة لتجيب : إنتي ، او كل الموضوع على بعضه ، يعني خطوبة و عقد بنفس اليوووم ؟ ويين صايرة هاي


ارغمت نفسها على التفهم مجيبة : لا مو بنفس اليوم ، هوة صارله هواية خاطبني من علي ، وعلي مقتنع ، بس مثل مقلتوا شغلة انو هوة خاطب جانت موقفتني ، ومن اقتنعت علي استعجل لإن ميريد اغير رأيي


لتستطرد زهراء بـ حماس الفتيات التافه بالنسبة لمن تحاكيها : همم ، عفية اخوج يجننن ، حقج تقتنعين ، اتوقع اذا قلتي لأ يلطج برااجدي ' كف ' ، صدق رجااال


فتنهرها اختها لتحافظ على حدود لم تعبرانها مسبقا : وجججع زهراء ، عيب !


لم تكن الا هازئة و بشدة : لا صدق حجيها ، بس حبيبتي اريدج تعرفين هوة مو يجنن ، و انما ...... !
إحتارت بأمرها ، ثم إرتأت الحفاظ عن صورته امامهما ، فإستقامت بإرهاق قائلة : هوة يدور مصلحتي


تظن هذه المغفلة إن الرجولة تكمن في فرض الرأي و السيطرة ، بالتأكيد هذا الامر مهما في الرجل ، و لكن عليه ان لا يتجاوزه لـ يصل حدود الغطرسة و الطغيان ، فمهما علا سيكون هنالك دوما من هو أعلى منه ، و عليه أن يتذكر ذلك جيدا ، و يرفق بالقوارير اللاتي تحتمين بظل جناحه ، كـ هي ، و تلك الغبية التي اختارت ان تستسلم لشباكه !
إحساسها ينبؤها بـ شئ تحمله جلنار لرجل ما ، و لكنها لم تعلم يوما من هو ذلك الذي نجح في إحتلال اراضيها ، و الآن و بعد موافقتها على الزواج من علي ، بدأت دائرة الشكوك تكبر لتمتلأ بجسده الضخم

همت برفع الرداء الطبي مع خمارها و حقيبتها بعد ان رمت محتوياتها بداخلها مجددا لتستوقفها سهى بـ لا مبالاة : صدق لينا بسرعة بدلي و نزلي ، ترة ام عمر بعدها هنا ، و منتظرتج


كيف غاب الامر عن بالها ؟
بالطبع ما زالت هنا ، فـ إبنها في الخارج ،،
اخرجت زفيرا حارا من أعماقها ثم اعادت حاجياتها على الطاولة متمتمة بـ تعب : بس اغسل وجهي و اروحلها ، مو مال اتأخر


لتتحدث زهراء بـ بسمة لعوب : عفية بدينا نسمع كلام زهوورة و نطبقه


فلتت منها ضحكة ساخرة قصيرة ، لتردف بعفوية : لا والله ، بس ابنها برة ،، و إحتمال يروحون فلازم ما اتأخر


قاطعتها سهى بإنفعال طفيف : ابنهاااا ؟؟ إسمممه عمر ،، خطيبج ، حبي مو صدق تصادقين امه و هوة تعوفيه لخطيبته


لم تجبها بغير بقايا تلك الإبتسامة فـ تستطرق زهراء : و اني البارحة دا اقول شعدها هالمرية جاية ، طلعت خطابة ، بس صدق لينا ' إبنهااا ' على قولتج شلون صار اليوم ؟


توا تتذكر ما حدث بالأمس ليتغضن جبينها سخرية و إنزعاجا ، فعلا ، لا تعلم ما حل بكتفه ،
و لكن من الاكيد إنه بخير و إلا لم يكن سيتمكن من القيادة ، إذن لا داعي للقلق
فـ هنالك الكثير ما يحتاج للقلق بشأنه بحق ، !

هزت رأسها لـ تردف بـ لطف : الحمد لله احسن


و لأول مرة تشابغها زهراء ، فتكون معها على سجيتها ، و كان الامر بشأن ' الحمد لله ' التي نطقتها : هلووو عيني بدينا نخاف عليه و نحمد الله على صحته


يبدو ان الحديث لم يعجب اختها التي قالت : زهراء كافي لغوة زايدة انتي شعليج
فـ تكمل محدثة لينا : اوكي ، و بعدين تعالي تغدي ، لإن بقيتي بس انتي ممتغدية


رفصت بـ ذوق بارد وهي تتحرك حرة من كل الحاجيات خارجة من المطبخ : شكرا ، ما اشتهي


و ما إن إختفت تحدثت زهراء : شبيها قالبة الخلقة ؟


فـ ما كان من سهى الا ان تقول بـ سخرية : شبيها يعني ؟ ليش اكو وحدة تفرح بهيجي زواج تعيس ، صدق هية شايفة روحها و تتعيقل ، بس الصدق اخوها ما اعرف شلون يفكر ،، يعني الله عليه شلون ينطي اخته لصديقه و هوة خاطب ، حتى لو جان احسن واااحد بالدنيا


لتعترض الاخرى : دنجببي ، إنتي شفتيه شلونه ؟ يجنن ، أصلا يسوى راسها ، طبيب و حلو و مثقف .. و من حجي امه مبين حباااب ويخاف الله


لتهز رأسها ساخرة : حييل حباب ، بحيث خطب على خطيبته ، إففف عفية معقوولة اكو هيجي شي ؟ وبعدين حضرتج شنو هالنفاق ؟ قدامها ضحك و سوالف و وراهه تحجين عليها


لتجيبها بلا اهتمام : مو نفاق ، مجاملة اسمها !


وهنالك ، من وراء جدار واحد ، إرتسمت نظرة من السخرية بحدقتيها وهي تستعيد خطواتها نحو الحمام ،
هذا رأي ابنتا عمها ، اذن ما ستكون يا ترى أراء اخواته ؟
و خطيبته و ذويها ؟
ينتظرها الكثير من الحروب لتقاتل بها
و الاكثر من الامواج لتؤكل بمياهها ،،




.
.
.





إني أحبك .. دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري

إني اقترفتك .. عامداً متعمداً
إن كنت عاراً .. يا لروعة عاري

(نزار قباني)





تركاه ليفعل ما يشاء و لم يتدخل اي منهما لإيقافه ،
فـ عمر كان واثقا بإن هنالك ما يشغل رفيقه و جدا ، شئ
ما يسيطر على تصرفاته الحادة
قد يكون ندما يأبى الإعترآف به !

بينما آلن فـ كان مشتعلا بغيظه لحال تلك الضحية التي ساقتها نذالة والدها نحو جنون علي !
ما ذنبها هي لتدفـع دين ابيها ؟
كيف له ان يحطمها هكذا ؟!

بعد شتائم طويلة قذف بها علي بظهره غادر المنزل فـ عمل ينتظره ، بينما عمر فـ إستصعب امر دخوله مجددا وهذه المرة بمفرده ،
إرتأى الاتصال بوالدته كي تـأتيه ليعودا للمنزل ، و هنا حدثت الطامة حينما طلبت منه ان يدخل كي يلبس عروسته خاتمها و أيضا كي يتحدثا بشأن مستقبلهما !!

أمـزاح هو ؟
لم يشتر الخاتم سوى للخلاص من تأنيب ضمير والدته ، و هو لا يود لإبنة السلطان ان تفهم إهتمامه بالشكل الصحيح ،
عليه أن يجعلها تتذوق كأس الجفاء الذي عتقته لـ سنين عدة في دولاب صدره ، فقد تجرع منه الأكثر و لم يتبق به سوى القليل في القعر لترتشفه رويدا ،، و لتتلذذ بـ مرارته !
لا يعلم مالذي تفعله والدته ، لكنها على الارجح بدأت تهوي بذات المنحدر الذي سقط منه منذ زمن ، و يبدو ان حبها لتلك التي كانت يوما ما صغيرة ، قد تأجج ليجعلها تسهو عن جريمة يقوم بها كلاهما في حق ضحية معمية عن الحقيقة !

حآول إقنآعهآ في العدول عن تلك المسألة إلآ إنها لم تكن إلآ بـ إصرآر أعند ، و لآ يعلم سببآ لذلك !
طلب منها الخروج ليدخل معهآ .. و هآهو ينتظر قرب الباب مولي المنزل ظهره والضيق يضغط على صدره كـ مشد قوي
إنتظآره لم يطل كثيرآ ، حيث تهآدى أحب صوت لقلبه مبآشرة ، فلم ينتظر المرور عبر صيوان و ثم قناة سمعية ليـهبط فوق طبلة الإذن ، ، كما الاصوات الاخرى .. فـ بأنانية إختآر أن ينزل في موطنه الأم .. ذلك الذي لم يسكن يومآ من قبل سواه !

: عُمر ،

ليس لك أن تلآمَ يآ قلبآ بعـد مآ تشعر به ، إفعل ما شئت .. و حطم أواني الأخلآق و الإخلآص و الوفآء أمآم انظآر الجميع ، لآ يهمك سوى أنت
كن أنآنيـآ .. فـ حجتك عآدلة ،
و ستُنصَـف يومآ مـآ .. صدقني !

إلتفت نحوهآ بهدوء لتخترق قلبه سهآم و رمـآح لآ تُحصى لو حآول عدهآ ،
إحتبست أنفآسه بصـدره ليتقدم مرتديآ قنآع البرود الذي إلتصق بملآمحه مآنعا تخلجآته من أن تبدو عآرية ،

حتى الآن لم يستوعب ظهورهآ أمآمه من دون حجآب ، ترفع شعرآ ليس متأكدآ من لونه بعـد ، فـ لم تكن سوى لمحة وآحدة تلك التي أثبتت له أن حلم العُمر .. قـد رزقهُ إيآه الله ليكون وآقعآ أجمل من كل الرؤى
وجـد صدره يهتف بـالـ " حمدُ لله " سرآ ، مهمآ حدث .. سيصمد ، فمن الآن هذه العنيدة الشرسة أصبحت له ،

دخلت الصآلة لـ تثبت مكآنها تمسك له وكرة الباب ، و لمآ وصلهآ دفـع بالخشب أكثر فـ أفلتته هي لتسبقه ، إستقبله عمهآ بسـرعة بـ : هآ عموور ؟ الشباب صدق طلعوآ ؟

كآن قد أخبر وآلدته بالأمر .. و يبدو إنهآ أعلمتهم لذلك خرجت ' زوجته ' بلا حجاب لتناديه !
يارب لك حمدا لا يحصى ابــدا

هز برأسه خفيفـآ ليجيب بـ صوت مثخن بالـهدوء : و الله يـآابو محمد آلن شغله ينتظره ، و علي يمكن خآبره دكتور ويآه رآيده بشغله . . و آني دآ آنتظر آلوآلدة .. هآ يوم ؟؟ نروح ؟

لم يجلس حتى و كان بنيته أن ينسل من ذلك الطلب بملتوية من الاساليب ، تآبع نظرآت وآلدته الملومة ، وهي تستطرق : أمي هسة نروح . بس !

قآطعهآ أبو محمد : لآ أم عمر وين رآيحين ؟ عيني خليكم على العشآ

لـ تكمل زوجته بـ ذوق : إي صحيح .. إحنة هسة أهل .. و بعد مآكو بيننآ رسميآت

لتختنق الفتآة بزفرآت أبت أن تغآدر حنجرتهآ المتقلصة ،
تتمنـى ان تصآب بسبآت مآ في هذه اللحظة .. ولآ تفيق منه إلآ بعد شهور .. أو سنين ، إلى أن تنتهي مدة الحكم الذي أصدره أخوها بحقها .. في سجـن عمر ، و تحت أعراف عُمر .. و بداخل حيآة عُمر المعقدة !


جلس بعد إصرار الرجل المحترم كما يراه هو ، و بالطبع ليس كما يراه ذلك الناقم على كل الخلق

نظراته ارسلت إشعاعات لوالدته كي تنهي هذه المهزلة ، و لكن يبدو إنه لم يجد الإرسآل ، أو إن هنآلك خطأ حدث بالفضاء لـ يبعث تلك التهديدات لهذه التي تبتلع صمتا و تتجرع مُراً
رفعـت أنفهآ شآمخا .. لن تكسر ، و إن حاول فسـتتلوى قليلا بين يديه لتفاجئه بـ تشكيل بهي أخر حتما سيصعقه

تحــديآت هي مآ تحدث بينهما .. فـ كلآ يهدد و يتوعد ، يتبعثرآن بذآت الدوامة ، و كل منهما يعد أن يخرج أولا منتصراً

والدة الرجل الذي إقترنت به بدت في غآية اللطف وهي تمسـح على ذرآعهآ .. فـ منذ أن دلفت الصالة و هي طلبتها ان تشآركهآ الأريكة .. بجلسة بين العروس و وآلدة عريسهآ
و كإنهم إنـاسا طبيعيين .. ألآ تكف هذه الطيبة عن تمثيل مسرحية فاشلة أمام اهلها ، فليظنوا ما يظـنوا .. لا حآجة لأحد أن يداري عن شئ أمامهم ..!

لـ تصدمهآ على حين غفلة حين تركت ذراعها لتـدس يدها في حقيبتها مخرجة مُكعب أحمر من القمآش رمى على صدرها ثقلا جديدا .. لا قدرة لها على الإحتمال .. يبدو ان المسرحية بدأت تعرض على نطاق أوسع

حدثتها بـ لين الكلام .. ذلك الذي يزحزح الثقل قليلا عن موضعه : لين أمي .. و الله مو مقامج .. و جان المفروض إنتي تروحين ويانه و تختارين الحلقة الي تعجبج .. بس أني جبتلج نفس حلقة أية .. لإن احسكم نفس الذوق !

لم تظن إنها ستوضع بهكذا موقف .. و أمام الجميع ، تبعثرت الكلمات خجلة .. و ذليلة فوق لسآنها فتدفع به ليتحرك قليلا .. على رحلات الحروف ان تنطلق قبل فوات الأوان .. لكنها فشلت !
هزت برأسهآ خفيفا بعد ان إلتفتت نحوه ، فما كان منه إلا إن قابلها بـ نظرة تحدي متسآءلة


تودها حربا باردة يا شبل وآلدتك .. لك هي إذن !


رسمت إبتسـآمة طفيفة على شفتيهآ لـ تنطلق الرحلآت هذه المرة بـ سرعة و جلبة و كإن المركبات قد زودت بـ أجود انواع الوقود : عيوني خآلة تسلمين .. أصلآ ماكو داعي تـ...!

تدخلت زوجة عمها : لآ حبيبتي شنو ماكو داعي .. إنتي متريدين لا خطوبة و لا شي .. حتى حلقة متلبسين ؟؟ وين أكو هيجي شي !

جمـد دمهآ بالعروق لتتيبس بأكملها ، فـ تحدثت والدته بسرعة : حبيبتي من يوومج بسيطة و متحبين الشكلياات .. عااقلة و رززنة .. عباالك اية بنتي سبحان الله ، بكل شي تتشابهون


كانت تلك لفتة فطنة جدا منها كي تبعد الشبهات و لو بمقدار إنملة عن زواج يحمل من الغرابة إسمها و مضمونها

عادت ام محمد لـلتعقيب : لا بس ميصير هيجي .. و مو بكيفها .. بنات عمها يسوولها حفلة .. إحنـ...!

هذه المرة قررت الـ تحدث .. عليها أن تضـع حدا لكل ذلك ، فلآ طآقة إستيعابية لخلاياها العصبية تسمح لها بتقبل هذه السخافة : خالة أني أعرف شأريد .. و عادي هالسوالف متزيد ولآ تنقص

لـ يقآطعهآ العم : بس تفرحج يآ عمو


هزت برأسهآ سـآخرة .. نظرتها تقابل عمها .. و صوتها يـتخذ سبيله لقلب ذلك الصامت : عمو الفرح مو بهالشغلات .. أهم شي راحة البال

ضحـك بخفة ليحدث عمر : شفت شلون بنيـة انطينآك .. مرح تتعبك طلعات و طبات " دخلآت " .. بنية عاااقلة

إبتسـم بـخفة و عمها حادثها هذه المرة : بس هذا ميعني نخليج بكيفج .. شنوو قابل بايرة إنتي ؟ شو تخبلين ماشاء الله


هذه المرة قرر الـ نطق .. فـ لا نهاية لنقاشهم إن لم يتدخل : ابو محمد إن شاء الله عالخميس نسوي قعـدة ببيتنـآ و نتشرف بيك و ببآقي الأهل

بعد جملة عمهآ .. بُني صُرح صغير للثقة .. من دور واحد .. ليعود و ينهدم بـ هبة ريح بعد قول هذا المتبلد

ربما بعد تلك العزيمة عليها أن تنفذ الحكم ، و تنتقل لمنزلهم ،
أ تراها أخطأت بالرضوخ لعلي ؟
فـ مالذي سيتغير عن هنا ؟
بالعكس ، هنالك عليها ان تتقاتل مع الجميــع طيلة الوقت ، فـ الفكرة المتبلورة في رؤوسهم عنها ليست صالحة بتاتا ،
و لكن ما نفع عض الأنامل الآن ، فـ فأس عمر قد وقع فوق رأسها و إنتهى الأمر
عليها ان تتكبد مشقة الصبر ، ستثاب أجرا بإذن الله ، و بنفس الوقت .. سـ يحل بها عذابا لإثم إقترفته بـ حق زوجته ؛
يارب ، إرحمني ، فـ أنت أرحم الراحمين يا الله


إستتب الوضع أخيرا ، وإنتهى الإجتماع بمسك خانق للأنفاس حينما طلبت زوجة عمها من عمر أن يلبسها خاتمها ،
بـ تمالك اعصاب حسدها عليه الجميع إختطفت العلبة من والدته لـ تخرج الخاتم الذي كان بالنسبة لها كـ بدلة الإعدام الحمراء تلك ، و لكن لآ إعداما في قصتها ، و ستكافح لأخر رمق بأنفاسها كي لا يكون الحكم مؤبدا ايضا ، و لكن ما يؤرقها هو كم من السنين التي ستقضيها مرتدية تلك البدلة ، أو بالأحرى هذا الخاتم !!!

إرتدته بنفسها محدثة والدته بهدوء وهي تمد بيمينها نحوها : حلو ؟


لم يكن من والدته إلا أن احتضنت بكفها مجيبة بعبرة على وشك الانهمار ، فـ قلبها يعتصر الما لحال هذه الفتاة : حبيبتي ايدج حلته


إبتسمـت بوهن بالغ ، و قطرة واحدة إستطاعت ان تهرب من بين اصفاد هدبي مقلتها اليمين ، تمنت لو كان الجميع اعمى كي لا يلاحظ احدا منهم ضعفا صير صوتها مجرد هدهدات خفيفة و بدنها يستسلم لحضن والدته : تسلمين خالة


همسـت بـ أذنها بما ارسل الإصفرار الى ملامحها بجيوش مستبدة ، ثم إبتعدت لتستقيم واقفة : يللا عيوني احنة نترخص مضل وكت والبنات بالبيت وحدهم


وقف الجميـع تباعا ، و تبادلت النسوة التحايا الهادئة فيما بينهن ، والرجلين كذلك
بعدها والدة عمر اجبرت لينا على الخوض في غمار حرب نفسية جديدة حينما تحدثت بـ جهور : لين امي تعالي شوية اريدج


طيلة الوقت من بعد ان خنقت اصبعها بتلك الحلقة الذهبية وهي تتكتف كيلا يلمح خاتمه بـكفها بعد اعوام من العناد و التكبر ، لم يبق لها سوى ماء وجهها و عليها ان تحفظه من ان يراق ،
يا الهي ، كل هذه الافعال لا تمت بواقع ستعيشه بصلة !


دلفت خارجا مع والدته قبل الجميـع ، لتتحركان نحو الباب الرئيسي بخطى مبتذلة من قبلها ، و محملة بالذنب من قبل والدته ، و المسرحية تأبى أن تنتهي رغم إنفضاض الجموع الجماهيرية من حولهما

فإستوقفتها والدته بـ إمساك زندها ، لتخرج بعد ذلك ظرف صغير بني لتدسه في كف الفتاة بحبور متثاقل : أمي هذا مهرج ،

صدمت وحاولت سحب يدها لتضغط امه بقوة اكبر رافضة اي نقاش قد ينسل من بين شفتي كنتها : اشش و لا حجاية زايدة ، قتلج اتي بنتي ، و الي ارضاه لبناتي ارضالجياه


لم تستسلم وحاولت بصوت تملؤه العبرة : خالة الله يخليج لأ ، إحنة اصلا ارتباطنا مو طبيعي ، الله يخليج ماكو داعي ، و اذا احتاجيت اقلج بس هسـ ـ


قاطعتها بإصرار : تاخذيه و تطلعين وية بنات عمج و تشترين الي تريديه و تسكتين وحتى اذا تريدين اني اطلع وياج ماعندي مانع ، و بعدين ترة هوة مو قد مقامج ، بس انتي ادرى بالظروف


فلتت دمعتان متماسكتان من مقلتيها : خاالة ما ارييد ، مااا احتااجه ، اصلا ماعندي شي ناقص ، الله يخليج والله ما احتاجه ، خااالة زواجي من عمر مجرد صورة .. الله يخليـــج لتخليه يصير حقيقي ، اني ما رح اخرررب حياته ،، دخيل الله لأ


اصدرت قرارها الاخير و هي تسحب بيدها خالية : والله والله والله يا لين اذا ما اخذتي صدق ازعل منج ،، قتلج انتي مثل بناتي و ما اريد اظلمج ، حطيه يمج هسة يا ماما شحتخسرين ، بقيه حتى قدام بيت عمج عيب و حيقولون شكو بينكم ، والي بينج و بين عمر بينكم ، و لتبقين تقولين لأ ولأ ، البارحة قتلج كلشي بيد الله و يمكن تتغير حياتكم وانتو متدرون



لتكملا طريقهما نحو الباب و الفتاة تشرد في افق من السكون الجسدي والحسي ، حتى ظهر عمر قادما نحوهم بـ خطوات رجولية واسعة ، ابتلعت ريقا كاد ان يخنقها عندما استطرقت امه : وهذا الحلو هم اجه ، فدوة تروح له امه رافع راسي


وجدت نفسها بمفردها امامهما ، و كم كرهت شعور الذل الذي تلبسها ،، لدرجة إنها بدأت بمسح أنفها بمقدمة سبابتها و كإنها تحاول اخفاء الاحمرار الذي غزاه ، فـ تضمر بنفسها البكاء و تكتمه


بينما هو فما إن وصلهم حتى فتح الباب قائلا بـ جفاف خفيف : يللا يوم

لتستوقفه بـ لطف : يوم أوقف ، انتو هسة مو صغار ، و بطلوا من عنادكم عبالك متعاركين ، باجر عقبه تصيرون ببيت واحد يا امي ، على كيفكم وية نفسكم


إرتأت الافضل بإختيارها هذه الجملة ،، فلم تقل ' على كيفكم وية بعض ' ، إذ إنها تعلم إنهما الاثنان يكبحان جماح شئ يـعربد في الصدور خشية ان يفضح امره ، فـ تنتهي الحرب ، و هما لم يزالا يمتلكان متاعا بوسعه أن يحطم الغريم
تنآفرت شحناتهما بـشدة و بشكل واضح ، فتكلم مقاطعا أمه : يوووم ، شنوو هالحجي هسة

لـ تجيبه بعد ان شبعت نظراتها بـ شحوب وجه الشابة : لعد شوكت ماما ؟؟ شـوووكت ؟؟ لازم من هسة تحطون النقاط على الحروف .. لآزم تعرفون شلون تتعاملون سوة ، عُمر .. أمي هاية حيآة مو لعب

تأفأف بضيق كتم على صـدره و بدأ يستشعـر ألمآ يهتك بـ كتفه ،
يآ أهلآ .. هذا مآ كان ينقصه ، أن ينتهي مفعول المسكنات التي أخذها صباحا ،
أدار وجهه بعيدا ، و وآلدته أكملت تحدث الصامتة : لين انتي شنو رأيج عيوني ؟؟ مو هسة تفتهمون شلون تتعاملون أحسن ؟

قبل أن تتمتم بشئ تدخل : يوم دخيل الله باعي المكآن الي احنا بيه .. هسة مال حجي ؟؟

إبتسمت بـ هدوء و اردفت : زين يوم .. زين ، هسة حعوفكم .. بس خلوآ ببالكم ترة الي تسووه حرام .. عبالكم ممبين شي .. بس مبين حييل إنتو واحد شايل بقلبه من اللآخ .. و هذا الشي لازم ينتهي .. لإن عيييب !

نظر لهآ شـرزآ : يووووم ؟؟

ضحـكت بـخفة لـ تسحب لينا بعدهآ فتحتضنها بـ حبور ، و اعادت كلامها السابق في أسمآعها همسـا ، شعرت بتصلب الفتاة بين يديهآ و ربتت على كتفها بعدها لـ تودعها بـ لطف شديد
إحتبست أنفـاس لين عندما نظر نحوها ليحادثها بـ هداوة : ممحتاجة شي ؟


كورت قبضتها فـ وسدت بها منتصف صدرها بـ حركة بطيئة ، هزت رأسها نفيا و صوتها يرفض الخروج ،
كم أوجعت قلبه ، يعلم بإنها مكسورة ، يعلمه كما يعلم حبها المتغلغل بـه ، إلا إنه لا يستطيع نسيان ما تسببت و ما تزال تتسبب به من حطامات جسدية و معنوية له


أردف وهو يشرع الباب لوالدته : إذا احتاجيتي خابري


زفرة حارة تلك التي فلتت من صـدر امه حينما لوحت بخيالها صورة تلك المستغفلة .. مسكينة انتي يا زينب ، و لكن قلب ولدي لا يحتمل جورا اخر من عقله أو حتى ضميره
شبل والــده ابتلاه الله بحب هذه اللين و أرهق بـها ، فـ إرفقي به و أعذريه
و سامحيني لسكوتي على ظلم احاق بك !





.
.
.






وقالت: سوف تنساني

وتنسى أنني يوما

وهبتك نبض وجداني

وتعشق موجة أخرى

وتهجر دفء شطآني

وتجلس مثلما كنا

لتسمع بعض ألحاني

ولا تعنيك أحزاني

ويسقط كالمنى اسمي

وسوف يتوه عنواني

ترى..ستقول ياعمري

بأنك كنت تهواني؟!

فقلت:

أتيتك والمنى عندي

بقايا بين أحضاني

ربيع مات طائره

على أنقاض بستان

رياح الحزن تعصرني

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس..ألحاني

أحبك نشوة تسري

وتشعل نار بركاني

أحبك أنت يا أملا

كضوء الصبح يلقاني

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

ولو خيرت في وطن

لقلت هواك أوطاني

ولوأنساك ياعمري

حنايا القلب..تنساني

اذا ماضعت في درب

ففي عينيك..عنواني


فاروق جويدة






منذ مـدة لم يـمر هذا البيت ، و الآن و بعــد أن ضاقت به الاماكن لم يجد نفسه الا وهو يترجل من السيارة في موقف منزل ابيه ،
كم إفتقد عبق هذه الجدران ، و تفاصيل البناء
حتـى صوت حذاءه فوق الرخام يشتاقه ،


سحـب نفسآ طويلا جدا من تلك السيجارة القابعة بين وسطاه و السبابة ،
لم يشعر براحة كهذه منذ زمن مضى ،
تعسـا لتلك السجينة ،، لقد دمر كيانها بالأمس ،
توسلته الرأفة ، التعقل
إلا إن هنالك ما كان يستعر به ،، و لهول المصيبة ، لم يطفأ حتى الآن ، بل زادت السنته الملتهبة لتصل ما لم تصله يوما من خلايا دماغه

الغبيـــة ،
إعترفت له بـ ضعفها ،، و حبها !!
حمقاااء ،، لم تتماسك ، لم تدفع الأذى عن نفسها ، بل مرغت بـ بقلبها في تراب الكبرياء ،
انى لها ان ترتضي توسله للحفاظ على صورته ببرواز الشهامة و الرجولة بعينها ؟
بل انى له التغافل عن ذلك الاستجداء ؟
يعلم بإنها ممتنة لكل شئ فعله لأجلها فبعثر حياة عائلته بكاملها لإنقاذها من بطش و قتل و هتك عرض ،
لكنه لم يتوقع أن تغوص بـ مشاعرها نحو الاعمق من البحور فتجعل منه رجلا تعشقه
أو رجل مثله يستحق أن يعشق ؟

الحمقاء ، تبـــا لضعفها و سقمها ،
بل تبـا له و لما فعله ، ستكرهه ،، بل كرهته !
بالتأكيد فعلت ،
فـ بعد شائنة الأفعال تلك تركها تغرق ببحور من ندم و رعب ، كان بدم بارد و جسد فاتر ، وكإنه إعتاد القتل هكذا
يا الهي ، لقد قطع شرايينها بمشرطه الطبي و بالتأكيد إتقن رسم اللا مبالاة لوجعها على محياه الصارم

لكن ما دام حيا لن ينسـى قلبها الذي فطره ، أ سيتمكن من إعادتها لذلك الجائر بعد كل هذا ؟
أبستطاعته تقديمها كـ بقايا ذنب لـ ينتشي امام نظرات ذلك الرجل الحقير ؟
ستكون حينها صيدا سهلا لـ كلام القاذفين ،
و رصاص الثائرين ،
و لـ صفعات المنتفضين لشرفهم

تبا له ،
ألم يفكر بذلك مسبقا ؟
بل فكر ،، لكنه اعتقد إنه سينال راحة بال و هناء بـ إسترداد القليل من حقه ،، و بـ رش الطرق امام قاسم بـ إحمرارت لن يتجاوزها مستقبلا


قــذف بجســده فوق اريكة المطبخ ، و اختنق صدره لكثرة الدخان الذي ملأه بشكل مفاجئ ،، منذ مدة طويلة لم يحتاج ان يـحرق رئتيه بهذا السم البطئ القتل ،
إلا إنه الان يشعر به كـ عقار مخدر ، و موسع للاخاديد العقلية ، فلربما تنجح بذرة فـكرة ان تمر لتنبت في صدغه فـ تنقذه من حيرة يشيعها الصمت ،

بلا شعور فلتـت من حنجرته ' آخ ' غريبة ،
أتراها للنـدم ؟ أم للألم ؟
وفي الاطياف المتعددة ، وجدها تتلألأ بحدقتين تفيضان دموعا تنهمر فوق خدود متهوجة الإحمرار ، و الذراعان تحاوطان جســد يرتعش بإستماتة ،
أخبرته إنها لن تكون سوى عثرة في حياته ، عليه ان يتجاوزها من غير ان يلامسها ، فقــد تسقط في قاع اغبر ، لتلتصق به ابدا

فـ هنالك حياة تنتظره ، و أخريات تتمنينه زوجا ، فليصطبر قليلا فقط ، لكنه لم يرد غير ثأره

لم يفكر بها ، و لن يفعل !
ليست سوى بإبنة لقاسم ،
دامها كذلك ، لم ربطت نفسك بها يا علي ؟
لم اوثقت معصمها في رباط ينتهي بـ طرف سبابتك ، لتلفه حولها بروية حتى تدنيها منك بحقارة ؟
أ لم تشمئز من والدها ؟ أونسيت من هو ؟
قاتل اختيك ،
كان عليك تركها لـ عبد الملك و إبنه ، فهما الاحق بالثأر ،
لكنك ابيت إلا ان تتخذ دور البطولة كـ عادتك
و لكن ، أيفعلها البطل المنقذ و يخنق روح السجينة بـ وسادة ريش ؟


تبا لي
كيف سأنســآها ؟
و هل سأفعل ؟
و هل سـ أتمكن من تركها تبتعد لتعود احضانهم القذرة ؟
إنها زوجتي الآن ، كيف افلت وثاقها لتـرجع لمن اعادي ؟!

يا رب ،
ترى ما هو حالها الآن ؟
أما زال الالم يستفحل على كل المشاعر ؟
أم الكره نجح بنسج خيوطه في شقوق قلبها المنفطر ؟
أ وصلت مرحلة الحقد ؟ أم ما زالت احاسيسها كما هي و ما زلت لها كما انا ؟ منقذها الدائم بعد إذن الله !

و إن كنت ، هذا لن يغفر لي خطيئتي بحقها ،
ستـطفو فوق سيول البراكيين بكرهها يوما ، و ربما لن يكون هذا اليوم سوى الخميس حيث تعود لهم

تبا ، أما آن الآوان لمعدتي كي تتوقف عن الإنقباض ؟
و لكن ،، اهي المعدة ؟
و هل تقبع في اعلى يسار الصدر ؟
أم إن هنالك شئ اخر يحتل تلك البقعـة ؟
أذكر محاضرة التشريح جيدا ، و اعلم ان التقلصات تلك ليست سوى لمعدتي ، و ربما بسبب الجوع !!
نعم ، أنا متأكد مما أقول ، معدتي تستكين مكان قلبي و إنتهى ،



سحقــا ،

أكان من الواجب ان يسحقها هكذا ليتهشم هو الاخر بعد رؤياها بقايا متبعثرة ؟
و ليزيد الطين بلة ، قدم اخته اليوم لرفيق عمره بطريقة اقرب ما تكون كـ سد فضيحة !
رضي لها الذل
و لكن على الاقل الحياة بعد إذن الله

هي من تبقت له ، و بالتأكيد لا حل للحفاظ عليها غير الرمي بها على كتف رجل ، و ليس اي رجل ، و إنما عمر !

فهو الوحيد القادر على امتصاص كل سـوء يتنفس من حوله ، ليشهقه بصدره ثم يزفره خيرآ ، و فوق ذلك هو من تمناها دوما ، و سيكرمها
عليه أن يفعل و إلا سيفقع له عيناه ،
إن لم يلقى حتفه قبل ذلك !


إرتفع صوت هاتفه بنغمة مملة جعلته يـسحب دخانا ملوثا مجددا ، لا يطيق التحدث مع أي إنس بشر
جاء هنا كي يستفرد بـ نفسه فيدمي بسوطه جلـده الشديد ، عله يشعر قليلا بشعور تلك الضحية
لم تكن إلا ضحيتهم اجمع ، والدها و عبد الملك ، و الآن هو
و لتجعله يـ يضرب بقسوة أكبر غير آبه بوجعه الجسـدي قامــت بحفر صدره في محراثها لـ تدفن بجوفه مشاعرها الغبية !
توسلتــه بحبه الذي يسكنها كـ جنين معاق إن بقي في رحمها لن تكون النهاية مرضية ، فسيقتلها معه بلا شك ،
لذا كان عليه إجهاض ذلك الشئ ، كي ينقـذ قلبها ، حتى و إن تألمت لفقدانه بداية ، لكنها بالتأكيـد هي المصلحة التي تحتاجها و لا تستطيع رؤيتها و ذلك الجنين ينبت بين أحشاءها ليلوث لها التفكير المنطقي و العقلاني ؛


يبدو ان لا كللا اصاب المتصل ، حيث إنه اعاد كرته بشكل مقرف ، كشر ملامحه بـ تعب فأخرج الهاتف من جيب قميصه و من غير ان يكلف نفسه عناء الكشف عن المزعج اغلق الهاتف فرماه بلا اهتمام قربه

زفر هما توســد صدره بإرتياح و كإنما وجد افضل الاماكن ليجثو فوقها مستمتعا بزفرات الإنسان المحترق بـ غضبه و بشعور يدب كـ دب نمل في شرايينه ،

سعل هذه المرة بشكل اقوى فـ ابعد سيجارته ليـطفإها بتلك المنفضة فيصدم بعدد لم يتوقعه من اعقاب قد دســها في فمه منذ قليل ،
كل ذلك الدخان لم يستطع ان يهدئ من حرقة معدتــه ،
لعنة الله على شياطين صورت له الراحة بعد ثقب قلب تلك الفتاة ، أو بالأحرى الإمرأة !
إمرأته !

يارب ، ما الحل الامثل الآن ؟




.
.
.






إنزوت على نفسهآ في تلك الغرفة لـ تعيد مشاهدة احداث اليوم الذي لم ينته بعد ،
لقـد أصبحت زوجة لذلك العمر شرعآ ،
رغم إن القآنون لم يربطهمآ حتى الآن و ستكافح جيدا كي لآ يفعل إلآ إنها بحكم زوجته و إنتهى الأمر ..
يآربْ .. متى ستنتهي فترة الأمتحان هذه ؟
و هل ستنجح في النجاة من تلك الدوامة المليئة بالنساء من دون أن تخدش ؟
نـــعم هي و الحمدُ لله تملك من القوة التي تسمح لها بـ الإنقضآض .. و لكنها هشة أحيـانا كثيرة ، كـ الآن مثلا !
تريد أن تتوسد صدر أحدهم و تفرغ ألما مزقها من وحدة تعـانيها و سـ تبقى ذليلة تحت جناحها حتى إشعار أخر ،
و فوق كل شئ ذلك الخوف الذي نبتت نبتته بـ عقلهآ ، علي الـ مغآمر ،
قد دمر نفسه و جلنار معه
كيف فعلهآ و نكحها هكذا كيييف ؟!
ألم يفكر من هي ؟
أ لم يتذكر أختيه اللتـين لم ينفك عن تذكيرهآ بهمآ كلما إشتد خيط غضبه ؟
لم سـمح لنفسه أن ينسـى والدها ؟
و ما هي نهاية هذه المأسـآة ؟
يـآربْ عفُـووك .. إرحمه و أغفر له

لـقد ظلم الفتآة معه .. و عرض حيآتها للموت و هذه المرة على يد أهلـها ، تـبا لـ ثورته التي اعمت بصيرته .. فـ ظل يتخبط في الطرقات يـضرب هذا و ذاك بـ عصا من فولاذ غير مُدرك تمـاما لأوجـآع أرهقت أجسـآدهم ،
ولا آبه لـ شخوص الضـحـايا حتى ..!

حطم الجميع بتعسـفه ،
إبتداءا منهآ و عمر و زينب و الآن جلنـار !!
فـقط كي يـجابه ذلك الظآلم المسمى بـ قاسم
تبـآ لجورك علي ، تبا لك !

أخرجت هاتفها من قلب الحقيبة لـ تقرر بسـرعة الإتصال بـ رُسل ، تحتاجها و جدا .. عليها الفضفضة و إلآ ستختنق بـ كلماتها ، فلآ تستطيع ابتلآعها ولا حتى قذفها بعد ذلك

و كإنما تلك كآنت تمسك بـ هاتفها و تنتـظر المكالمة على حرارة شبيهة بتلك المنبعثة من الجمر ، فـ ما إن همست لينـا بـ " ألوو " وصلهـا صوت رُسل منفعلآ : هااا لييين عُممممري ؟؟ شسوويتووآ ؟ بشرري

زفرت بـ ضيق مكتوم : هاهية عقدنا

لـ تصـدم بـ الـفرحة التي ملأت صوت رفيقتها ، وهي تبارك لها بـ غباء .. و كإنها إحدى المتفرجين ولآ تعلم شيئا عن الابعاد الحقيقية للقصة : عمممممرررري .. مبرووووك .. لج مبروووك .. آوويييلي صدق هسـة قلبي إرتـااااااح ، الله يبشرج بالجننننة


فـلتت منها مسبة صغيرة : زمالة إنتي ؟؟ شنو هالفرحة الي يسمعج عبالك زواج طبيعي


لتتحداها تلك : والله لو مليون زواج طبيعي . ميجون بحلاة هذا .. لج هذااا عُمر الي يموت عليج .. مو بعدج تحسيه يحبج ؟ و صدق هوة جتفه شلون صار هسة ؟


أجآبتها بـ شرود : ما اعرف والله ، بس جان ديسوق يعني احسن


لتضحك تلك بتشفي : يا عيييني ، والله شكله ما رح يطول الوكت و انتي الي تقومين تركضييين وراه من الحب


بإستنفار اجابت : رسل يا حب دخيل الله .. تعالي شوفي المصآيب


هدأ صوت الأخرى : خير حبي ؟ شصاير

زفـرت بـ قهر : علي .. إتزوج جلنار !!

و كإنمـا شبحا جاء على غفلة لـ يخطف بصوت رُسل ، لم تستطـع النبس بشئ و لينـا أكملت : لج القصة تشيب الرآس والله ، مـا ادري اخووية شلون يفكر .. هذا إذا يفكر أصلآ .. طيح حظ البنية .. و الله طيح حظها

لـ تهمس تلك بعد معآناة : يعنـ.ـي .. زوآج .. صـدق ؟ لو بس عقـد ؟

توترت بـ حق وهي تجيب : ما أعرف .. الله يستر ، بس هوة طول الوكت جان عصبي اليوم .. قلبي نااااغزززني


لـ تردف رسل بسرعة و قلق : خابريهآ ، عززة ، لينااا خابريهااا


هزت برأسهـا حآئرة : ما اعرف .. مستحية منها والله .. شقلها يعني ؟؟ رسل .. إذا هوة هيجي حالته لعد هية شلونها هسة ؟ والله ما بيه أحجي وياهه

لـ تكرر بإصرآر مرتجف : لآزم تخابريهآ .. حراااااام عليج .. يعني فوق هم أخوج .. هالمرة انتي .. عفية حبجي !

أكملت بصوت اقوى : زين إنطيني رقم بيبيتج أخابرها أني .. الله يخليج .. قلبي صار نار عليهاااا

لـ ترفض : لآ حياتي لأ .. بيبي رأسا رح تقول لـ علي و حيعرف اني قتلج على كل شي .. فدوة مابية حيل وجع راس

بـ قهر حقيقي : لععععد شلوون ؟؟ تعوفيها وحدها بالهم ؟

بـ فقدان حيلة أجابت : لأ هسة شوية و أخابرها . بس خلي استوعب كل الي صاير ، اليوم والله متت تعب ، رُســل مختنقققة والله مختنققققة !



لـ تـرسم بريشة فنان مُـبدع ، أمل من الوآن متداخلـة فوق لوحة حيآة رفيقتها العنيدة ،
هنـآلك رشفآت من راحة إستشفتها في صُـوت لينـا .. و لكن صوت الكبريـاء و الإعتراض يعلو فوق البقية ، لـ يطمسها بـ تخاذل بين أكوام الأنفـاس الثقيلة
تشعـر بإن رفيقتها تحتـاج أن تكون صادقة مع نفسها .. عليها ذلك .. فـ هذا الرفض الذاتي لـن يفعل سُـوى إحراق قلبها و دفن رُفـاته في جرداءٍ الأراضي






.
.
.



لو تعرفينَ حبيبتي

أنا كم أُحبُّكْ

ما كنتِ قد فكرتِ يومًا

في خِصامي

لو تعرفينَ حبيبتي

أن الهَوى

قَطعَ الطريقَ على غَدِي

لتظلَّ ناري في عِظامي



***

لو تعرفينَ حبيبتي

أنا كم أُحبُّكْ

لنذَرْتِ قلبَكِ

للذي أعطاكِ عُمرَهْ

لو تعرفينَ حبيبتي

أن الحياةَ بغيرِ حبِّكِ

ألفُ مُرَّةْ

قلبي يَدقُّ ، وكلَّ ثانيةٍ يدقُّ

يقولُ : إنكِ

أنتِ عمري

ألفَ مَرَّةْ

لو تعرفينَ حبيبتي

أن الذي أعطاكِ سرَّهْ ...

القلبُ أصبحَ في يديكِ

وصارَ مِلكَكِ

أنتِ فيهِ ..

ألفُ حُرَّةْ

***

لو تعرفينَ حبيبتي

أن الذي بيني وبينَكِ

مستحيلٌ أن يموتْ

فأنا أحبُّكِ في الكلامِ ،

وفي السُّهادِ ،

وفي السكوتْ

عبد العزيز جويدة





طيلة الطريق و ذراعهُ تإنُ وجعـا ، و شعورآ مقرفـا بـ رائحة الدم يداعب أنفاسه كل حين ، حآول إخفاء ذلك عن والدته ، حتى وصلوا المنزل حيـــث إنه ركن السيـارة خآرجا ليترجل قبلها مســرعا باحثا عن دماءٍ تلطخ قميصه ،
حمد الله إنه لم يجد اي أثـار قد تفجع شقيقاته او والدته التي إنتبهت لـ حركاته الغير طبيعية و هو يفتـح الباب الرئيسي لها : يووم شبيك ؟!

هز برأسه بطيف بسمة : ماكو شي .. بس شوية جتفي يوجعني

خافت : إسم الله يوم .. دفوت بسرعة أمي اخذلك مسكن

دفعته لـ يدخل قبلهـا ، و فعل .. !
خلع قميصه وهو يسير بـ الموقف الأمامي و قبل أن يصل باب المطبخ صُـدم بـ إعصار يخرج بوجهه ليجعله متسمـرا مكآنه ،

كـآنت ملك .. بـ صوت ثـآئر هاجت بوجهه : عُمـــــرررر .. جييييتوووآ . .وييين جنت يا افندي وييين جنننت ؟؟ هاااا ؟ إنتتته شحتسوي ؟؟ تريد تـاخذهاااا ورة كل شيييي ؟؟ متخاف ربك بـ زينب ؟؟ مقلت هآية المسكينة شعليها أظلمها ؟

لتتـدخل والدتها مقـآطعة : إشششش .. سكتي يوم شبيج قولي يآ الله .. و إمشي فووتي فضحتينا .. هسة الجيران كلهم يسمعون صيآحج فووتي

كـآنت انفاسها تتسـارع بـ غضب فادح .. تود اقتلاع قلب أخيهآ من مسكنه الصدري و إعادة تحديثه بـ إضافة برامج جديدة لـنظامه وحذف تلك السابقة الملوثة بالفيروسات .. فـ هذا وحده ما سينسيه تلك الخبيثة ، المتعجرفة
كم تـمقتها ، الحقيرة ،
تعرف جيــدا كيف تدير العجلة بـ الإتجاه الذي تودَه .. !


ولجت قبلهم و صراخها لم يتوقف ، أما هو فنظر لوالدته بـ تعب : هاي منو قللها ؟!


لتجهر بإستغفارها وهي تهز برأسها نافية علمها بالموضوع ، دخلا بعد ملك التي كانت تنتظرهم و الغيض يقدح بنظراتها ، بوجود شقيقتيها و ابنتها ،
إستوعبت بعد ذلك تقلص ملامحه بوجع لتقول نافرة : شبييك ؟


زفر بضيق ، و كإنما الاستمتاع بـ تلك الورقة القابعة بجيبه هو إثم يستحق العقاب عليه ، و لا عقاب افضل من لسان أخته السليط

سحب احد كراسي الطاولة ليرمي بجسـده فوقه و ملامحه مكفهره : ملك ، ترة روحي وااصلة لخشمي ، سوااالفج هاي بطلي منها ، و لتبقين تنبشين عن المصاايب


والدته الاخرى جلســت على مقعد اخر و اشآرت لـ أية : يوم جيبيلنا مي ، اويييلي متنا حر والله

ثم حولت نظرها لبكرها وهي تخلع عنها خمارها : انتي شبييج ؟ جاية من هناك بعركة ؟ وبعدين منو قلج ؟


لتلتفت نحو بنتيها الاخرتين بإتهام ، فـ هزت أية رأسها بنفي ، و ميس تكلمت : والله احنة معلينة ، أصلا فجأة جتي و بس تتعارك


زادوا من أجاج نارها بهذا الكلام ، و كإنها مجنونة او متبلية ، او كإنما الامر تافه و لا يستحق ثورتها ،
ذلك لإنهن لم تعشن الوجع الذي عاشته هي معه ،

تفوهت بالمبتذل من الحديث : لاااا والله ؟ عبالك مخبلة و كلكم العقاال ،، و الله محد مخبل غيركم


ليصمتها هو : ملك وووجع ، شبيج هايجة على امة محمد ؟؟ و بعــدين هاي اخر مرة هيجي تسوين ، و حجييج اصلا ميفيد وانتي تعرفين


لتصر اكثر : الي اعرفه انوو انته زماااال


صرخت بها والدتها هذه المرة بعد ان ابتلعت الماء بجرعة واحدة : ملــك


هتفت مكتومة الانفاس : ليش تسكتوني ؟ ترة مدااقول غير الحق ، هالبنية حرام تجي ببيتنا و تصير منا و بينا ،، حرام نذبح زينب المسكينة علمودهااا ،، شلون نطاك قلبك تقلها اريد اتزوج عليج شلووون ؟؟


بهتت ملامح والدته : وانتي شمدريج ؟


نظرت لأية بسرعة فما كان من اية الا أن أقسمت بـ خوف : ماما والله معلينة و لا قلنالها شي


قلق اثارها من تخوفاتهم لـ تهمس : إنتو ليش مخترعين عبالك اني الظالمة ؟ وبعدين ليش هوة شكو ؟؟


أصمت تساؤلها بـ : ملك .. أني عقدت على لينا وخلص ،

لينقل نظره بين شقيقآته الثلاثة : إحتمال بعد كم يوم تجي يمنا .. بنات فدوة لعينكم ما اريد مشاكل .. البنية لآزم تحس نفسها ببيتها ..!


لتضيف والدته : اية و ميس عاقلات ويدرون بهالشي و يعرفون ظروف البنية ، بقت بس ملك
هذه المرة ثبتت نظرآتها نحو ملك بتهديد : يوووم .. الي فات مات .. و اصلااا البنيـ...!

قآطعتهم بـ صرخة : شبيييييكم ؟؟ و زيييييينب ؟؟؟

فرك جبينه بـ إرهاق ، ثم ربت بقوة على فخذيه ليستقيم بعدهـا و الكلمات تتقاذف منه بـ هدوء : زينب قابلة ، و اهلها قابلين

لـ تتحدآه : زين أوقف .. آنته حتتزوجها صدق لو تبقيها لحدما تخلص مشكلة أخوها ؟ بإعتبآرك إبتليت بمصآيبه صايرله أخ .. و ياارييته يستاااهل

لتتدخل والدتهم : ملك مدتلاحظين إنو بديتي تتجاوزين .. هاية حياته و هوة حر بيهاااا .. شيسووي خليه يسـوي

أطآلت لسـانها لشدة غضبها : لا والله ؟ هاي عود آنتي الدينة الي تخافين ربج ؟ تقبلين يكسر قلب زينب !

عندما لاحظ اسلوبها المتدلي من جرف الادب عنفها و بشدة : وجـــــــع .. إحترمي آمممج


ثم ترك لهم المكـان بـ صمت متبوعا بـ نداءات إخته المستـمرة ،
لم يهتِــم ، يود أولآ الإطمئنان على جرحه ، و من ثم الإتصآل بـ علي
عليه رؤيته للوصول لحل قد ينقذ حيـاته من مصيبة فـاحت رائحتها النتنة ،يجب أن يطلقها قبل حدوث شئ لآ يحمد عقباه
علي المتهور الأحمق .. من الضروري أن يتعقل ولو بمقدار ذرة ، فـ هكذا ستنتهي حيـاته قريبـا

تغضن جبينه بإنزعآج من صوت أخته التي لم تكف عن صرآخهآ و تذمرها ، ألم تمل ؟!
نعم تخـآف عليه .. و لكنه ليس ذلك الشـاب المندفع ذاته ، لقد تغير ،
نضـج قلبه .. و إن بقيت بعض أجزآءه فتية ، إلآ إن الكثير منه قد كبر .. و فهم ،
و الآن من عليه أن يخـاف هو حبيبته ،
برغم إنه أكيد بإنها هي الأخرى قد تسلـحت بـأفضل الدفاعات التي قد تحتـاجها عند هجومه ، لكنهآ بالتأكيد لن توازي مـا يحمله لها مستقبلآ
لين .. يـا حُلمآ آرق مضجعي لـ عقود ،
هل أصبـحت واقعـا بعد طيلة إنتظآر ؟
إرتديتي خآتمي يـا حُلمي ، أو تعلمين بإن مـآ كآن أسعد مني سوى الخاتم
قـد يكون هو الأخر سعدَ لأجلي ،
كم تمنيـت الربت على كتفك يـا عُمري فقـط لأجعلك تشعرين بإنني موجود لك و أن لم أظهر ذلك ،
سـ أكون دوما الـرجل الذي تحتآجين إليه .. دوما !
إن شاء الله
و لكن إغفري لي عذابات سـ أسلطها على قلبك ِ أولآ
و سـامحي ثـأرا عليِه أن يطفأ بـ مـاءكِ
مصـآصة دمـاءي ، كم أتمنـى أن يهديك الله و أنا للصلاح
و يرحمني من ذنب إقترفته لأجلك بحق من لا ذنب لها سوى الموافقة على عـاشق لكِ
مُتيمٌ بكِ ،
كم أمقت قلبي أحيـانا ، لـ يثير شفقتي أخرى !
قد عانى الكثير .. و عليه ان يتنحى عن العمل .. بإجازة وقتية .. فـ يترك الـ خيط و المخيط لـلعقل و المنطق ،
فـ ها أنتي بتِ لي .. و لآ شئ سيحول بيننـا بعد ذلك إن شاء الله
لا شئ سوى .. كرامتي .. و كبرياءك !

أو ترينهم أشـداء ضـد ما ينبض في الصـدور ؟!




.
.
.





(1)
وأخافُ يوْمًا
أنْ أُحِبَّكِ فوقَ ما تتحمَّلينْ
وأخافُ أن ألقاكِ نَهرًا في دُموعي
وأخافُ أن ألقاكِ يَومًا في ضُلُوعي ..
نَهرًا من الأشواقِ ،
نَبْعًا مِنْ حَنينْ
وأخافُ أنْ ألقاكِ شَمسًا
دِفْؤها لا يَستكينْ
وأخافُ يا قََدَري الذي
قد خُطَّ مِن فَوقِ الجَبينْ ..
من بَعدِ أن أهوى هَواكِ تُسافِرينْ

(2)
وأخافُ يا عُمري أنا
يَومًا تُفرِّقُنا السِّنينْ
بالرَّغْمِ من أني أخافُ وتَعرِفينْ
قَلبي يُحِبُّكِ
فَوقَ ما تَتصوَّرينْ
ما زِلتِ في قَلبي وعَيني
تَسكُنينْ
يا أجملَ الأطْيارِ تَشدو دَاخِلي
يا مَوجةً نامَتْ بِحِضنِ سَواحِلي
عَيناكِ أجمَلُ من حُقولِ الياسَمينْ
وأخافُ يَومًا أن أُحبَّكِ
فَوقَ ما تَتوقَّعينْ
فالعِشقُ عِندي
غَيرُ كلِّ العاشقينْ
عِشقي أنا كالنَّارِ ،
كالإعصارِ ،
كالزِّلزالِ ،
كَالبُركانِ ،
عِشقي ثَائرٌ ..
لا يَسْتَكينْ
عِشقي كَسيلٍ جَارفٍ ،
نَهرٍ يَصُبُّ مَشاعري في الآخَرينْ
عِشقي عَطاءٌ دَائمٌ
فَإذا طلَبْتِ الشَّيءَ كانْ
وإذا طلَبْتِ العُمرَ هَانْ
لَكِ دَائمًا ما تَطلُبينْ
يا مَن مَلكْتِ الرُّوحَ ،
والقلبَ المُعذَّبَ بالحنينْ
رِفقًا بمِنْ تَتَمَلَّكِينْ







الم يكفيهم الـطرق على شـاشات هواتفهم ليصلوه ، فـ أصمتهم بإغلآق هاتفه ليزعجوه هذه المرة بالطرق على باب المنزل ؟
أنى لهم أن يعلموآ إنه هنا ؟!
تبـا .. لا أحد يود تركه بمفرده ، حتـى حقوق جلد الذات غير معتمدة بمجتمعه ، يودون تخريب كل شئ حولهم ،

تكـاسل وهو يتـحرك نحو النوافذ الطويلة .. تلك التي رسم عليهآ الغبـار بفرشـاة مبعثرة الـ شعر ،
لمح رأسيهما من فـوق الـبآب .. فـ إبتسم سـاخرآ ، و من يكون غيرهما لـ يملئان جُوه بـ شعور الإختناق فوق كـآبته التي تـأكل أطراف حويصلآته الهُوائية

خرج ببطـئ و سيجـارته لم تفآرق يده رغم علمه بـ نفورهمـا الشديد منهـا ،
مـآ إن سحب المقبض دفع آلن الباب ليدخل اولآ قـائلآ بـ إنزعاج : زماااااال إنتتته ؟؟ صااارلنـآ سااعتييين ندق عليك .. ومبقيينا مكـان مرحنـاله ، بيبيتـك قالبه الدنيـا عليك

رفـع حـآجبه و بقي متمركـزآ في موضعه وهو يستـسخف ثورة رفيقه ، لـ يـدخل عمر بهدوء فيغلق الباب خلفه مردفا : لتصدقه .. رأسـا عرفنا إنته هنـآ .. بس ليش غالق موبايلك .؟ ترة بيبيـتك كل شوية تخااااابر .. ما اعرف شعدها !

و ما الذي سيكون بجعبتها غير تسـاؤلات عن حآل تلك التي تركهـا فجرا بمفردها ؟
سخر عندما تذكر وضع جدته حين نـاداها بعد الصلآة كي تـعود للمنزل سريعــا .. بالتأكيد فهمت ما حدث .. إذن مالذي تريده الآن ؟
أينقصه حديثها هي الأخرى ؟

دخل خلف الإثنين .. لـ يجد آلن مشمئزآ من المكـان وهو يـتآبع المنفضة و بـقايا الدخآن في الأجواء ،
أدآنه بسرعة : من شووكت حضرتك رجعت تدخن ؟؟ لو من حسيت هاي آخر أيـآمك قررت تـبيعهـا ؟

نفـخ هواء صـدره وهو يسدل ستـائر جفنيه ، لآ يود العرآك الآن .. جلده لم يستعد عافيته بعد

عُمر تدخل بـ روية : آلن .. مجآيين نتعارك .. أقعدوا خلي نشوف جآرة

ليـعترف بلآ إحسـاس : مالها جارة عمر .. و قوول لـ صاحبك .. عنده حجاية براسها خير خلي يقولها ما عنده خل ينجب ، ترة والله رووحي واصلة لخشمي ومابيه آتعااارك


هزأ آلن بـ حدة : حقك يـآبـة .. مسـ..!

قـآطعه عُمر مسرعآ : آلن والله إنته تتحارش .. يمعود قول يا الله .. هسة وكت خبالاتكم ، مو كافي فضحتونا هنااااك ؟!


تقدم آلن نحو الأريكة ليجـلس متهكم الملآمح من غير أن يعقب شئ عما قيل ، رفع بالهـآتف من قربه لـ يشغله بهدوء و هو يردف : شوف بيبيـتك شتريد هسة .. يمكن صاير بيهم شي ،


عقد حـآجبيه و هو يقترب لـ يمد يده مطآلبا بهاتفه : إنطيني شو

ما إن إستلمه همهم بـ تفكير : شنو خابرتكم إنتو ؟


أجـآب عُمر : إي خابرتني ، ديللآ شوفـ...!


تبآدل النظرآت مع رفيقيه حينمآ تعالى صوت النغمة المملة ، إبتسـم سـآخرا و أجآب المتصل موليهما ظهره : نعم ؟


جـآءه صوت جدته تشتعل غيظـآ : هااااااي ويييينك ولــك ؟؟ وييييينك ؟؟ نعلعلاااا اهللللك .. ولك عليي شمسووي بالبنييية ؟؟ قلي شمسووي بيهاااا ؟؟ ولك مخفت ربـــك ؟؟ لك موو عندك آختتت ,, فهمننني شلون وياااك هااا ؟؟ آلووو ؟؟ آلوووو ؟؟ علـــــــيييي ؟؟!


أخرج صفيرآ حـآدا من أنفه : هااا هاااا شبيييج ؟؟ و بعدين شسوويت ؟ دخيل الله عوفيني بحالي


لتصرخ من جديد : اعووفك بشنوو ؟؟ ولك هسة آنته شفرقت عن الكلب الحيوان عبد الملك .؟ قلي شفرررقت ؟!

سحقـآ
لقد أخبرتها بكل شئ ،
هدأ صوته لـ يحقق : و هذا شجآبه بالنص ؟


صم إذنه صيآحها .. بالفعل وقتهآ أصـابه القلق من أثار جـانبية قد يتسبب بها هذا الغضب : شنووو شجااابه ؟؟ بعدك تكذب علييية ؟؟ شايفنييي قشممر قلت خلي آمشي قصة براااسهااا .. لا و الثولة هيية الي مشت وراك مثل العمياااا .. مشـــت و خلتك تطيح حظها و حظ اهلهآ . . و حظظظظك إنتته هممم ، و هسسسة ورة موقع الفاس بالراااس جتي حجتلي كل شششي


عآد أدراجه نحو الطآولة لـ يؤدي بحياة هذه الضحية الجديدة في المنفضة .. مرددآ بـ ثبات : بيبي يمعودة على كيفج .. ضغــطج رح يرتفع و مآكو يمج آحد .. إهـــدي شووية


لـ تصر بـ حرقة قلب : تخااااف علييية ؟؟ هسة صرت تخاف ؟؟ و مخفت من ربك بالي سويته بهالمسكينة ؟؟ شوووف .. هسسسسسة ترجع لديـآلى ، تعرف شنوو هسسسة ؟؟ البنيية رح تموووت من البجــي .. و لك وآلله حتى عيون مبقتلهآ .. من رحت لهسة تبجي .. خاف الله يوووم .. تعال طيب خآطرها شوية .. و الله تكسر القلب



دعس بـ عقب السجآرة بشدة ثم إعتدل واقفا و يقينـا يعلمه أن الرجلين يتابعان تفاصيله بدقة .. لذا كان عليه الحذر ،
سعـل بخفة لـ يردف : بيبي بـاجر تخلص أجازتي .. لازم اداوم .. الخميس إن شاء الله جاي


لـ تصرخ من جديد : ياااا خميييس ؟؟ ولك تمووت منا للخميس والله تمووت

لـ تهدأ وتيرة الصُـراخ تلك حتى تلآشت .. فـ بات الصوت مرتجفا قلقا : يمة شسويت بنفسك أروحلك فدوة , يوم وآلله ابوها ميخليك عايش . .ولك ليييش حرقت قلبي هيجي ليييش ؟


دلك جآنب جبينه بـ إرهـاق .. ثم ولج خـآرجـا .. سيفضح أمره إن بقي أمـام عيونهما المستذئبة ،
و ليس هو من يكون فريسة سهلة لأحـد

حـاول تقبل وجعها بـ هدوء : بيبي .. دخيل الله مابية حيل للحجي ، بس إنتي إهدي .. وقولي يـا الله .. و إن شاء الله ميصير الا الي يرضيج


بـ يأس أردفت : ميصير الي يرضيني .. و لآ رح يصير ، آخ آآآخ .. آخ منك و من بلآوييك . .و أني أقول ليش جابني .. و لينـا المسكينة وين ؟؟ فهمني ؟؟ خايف عليهاا و موديها يم عمامك ليروح ابو البنية ياخذها و يطيح حظك و حظهآ


عربـــدت بصدره العشرات من الخيول العربية الأصيلة ، فـ ضربت أظلآعه تباعا حتى صيرتهم أجزاء صغيرة ،
قبضة يده المتكورة كـادت أن تفلت من ساعده وهو يـجيب : بيبي كااااافي .. و لينا ببيت عمي .. و .. هسة مو وكتها بعدين أقلج .. بس !


لتقـآطعه : شنو بعدين ؟؟ زوجتها لصديقك ؟؟ هااا ؟؟ خربت حياة أختك همين ؟؟


إستغفر بـ صوت جهور : بيبــي .. ترة طلعتي رووحي .. كافي صيآح و ديري بالج على صحتج .. و .. روحي شوفي البنية .. لتروح تموت



إستدرجته : تموت ؟؟ و اذا ممـآتت ، مو أحسن ممآ ترجعها لأهلها و يكتلوك و يكتلوهااا ؟ خليها على الاقل بس هية تموت .. و قبلهااا جآوبني .. شسويت بأختك الثوولة ؟؟ علي دير بااالك تزوجها لوآحد متزوج .. حرام عليك مرته شنو ذنبهااا ؟؟


زفـر بـ حرآرة : زوجتهآ بعد .. خلص الموضوع ، و عمر خوش عمـ..!


قاطعته : إيي أدري خووش عمر .. و يسواااك و يسوى راااسك .. على الاقل خايف على امه و خواته مو مثلك .. تشمر أختك منا و مناااك


إستطـرد بسرعة : شوفي اذا مسديتي التليفون رح أسده أني


بإستفزاز مُزعج طرق رأس شياطينه : سده .. هوة بس هاي باقية .. حتى صدق يخلف الله على خلفة سعاااد و تربية سعـاد


فرك وجهه بفقـدان صبر .. وخيط للتحكم بالاعصاب كاد أن يفلت قسرا ، إنها تنوي الاطاحة بـ لجام الكبح ذاك فيترك له و لشياطينه الاحقية كي يـبدعوا بـ الدناءة ،

هذه المرة عادت نبرتها لتهتز بـ ضعف : إسمعني ،، ما اكون بيبيتك ولا اعرفك اذا مجيت اليوم


اكفهر وجهه بـ ضيق : باعي الساعة ببيش ، رح تصير بالـ8



ليأتيه حديثها لاذعا : و اذا ؟ قابل خايف


ليقرر اثارة قلقها : مخايف وانتي تدرين ،، بس انتي متخافيين علية ؟


لتجيبه بـ مقت : واني شعلية ؟ خلفتك ونسيتك ؟ شو امك الي هية امك مدايرة بال .. تشوف كل هالمصايب و تسكت ،، فأني شكوو حارقة قلبي


إبتسم بسـخرية ،، إنها محقة ، و لكن موجعة بعض الشئ ،، تعايره بـ لا إهتمام تغدق عليه به والدته ، تلك التي سببت بـ بناء صروح الجليد حول مشاعره
فـ بات عنده الضعف مخجلا
و الإحساس بالغير معدوما
و أما الحـب فقد كان محرما

إذ كيف يحب وهو لم يكن محبوبا من الشخص الوحيد الذي حبه يتغلغل الاعماق بفطرة بني البشر ؟

عاد صوت جدته يعبث بالمحضور من الاسلاك : ها ؟ محتجي ؟ يعني اروح لخوالك و اقلهم على مصيبتك السووودة ؟


حذرها بقلق لمثل هكذا تهور : ديررري باالج تسويهاا ،، بيبي اذا سويتيها رح تكبر ،، و محد وااقع بيها غير البنية ررح تنفضــح


اصرت : ليش هية صغيرة حتى اكبرها؟ لو هسة قمت تخاف عالبنية ؟


زفر بحدة وترقب يحتدم بـ وقاحة مع نبضات معدتـه ، ما بالكم تستغربون ؟
نعم إنها معدته و هو اعلم بجسـده منكم
قليلا و تحدث : زين انطينياهه


استنفر صوتها : أقله مدتحجي ويااية ،، هالمرة تريدها تحجي وياك ؟ صدق متستحي


كان كمن يقتل قتيلا ليقف بأول صفوف تشييع جنازته ، يعلم ذلك جيدا ،، كرر طلبه بإقناع اكبر : حتى لو متحجي ،، على الاقل اني اقلها كم حجاية اسكت بجييها بيهم


و كانت صفقة مغرية ،، و برغم كونه مجرد عرض ولا ثقة بـ مقدمه إلا إنها يبدو قد رضيت ،، حيث ان خشخشة حركتها في ذلك البيت الصغير وصلته ، بعد ذلك تناهى له صوتها من بعيــد و كانت تحادث الضحية المجار عليها ،
لم يفهم شئ من تلك الذبذبات البعيدة ،، إلا إنه فجأة إستثقل ما بصدره من اعضاء .. فشعر بها تتدلى على شفير النيران لتصلى الحميم
أخرج من جيبه علبة السجائر بيد واحدة ، فـ إختار احداها ليضعها بين شفتيه المزمومتين بـ أنامل متقلصة .. ثم اعاد العلبة مكانها ،، ليخرج الولاعة هذه المرة فـ يشعل سيجارته بذات اللحظة التي وصله به أنين خبيث
ذاك الانين ، تبا له .. علم منذ زمن كيف يتخلل عقله فيخدره ، تاركا للجنون نصيب في التمسك بزمام الامور ،

رمى بولاعته في جيبه و سحب نفسا حادا من سيجارته ليملأ صدره بـ دخان قاتل ،،
فرك منتصف جبينه بـ كسل و صوته تردد ليتسلل بثبات الى اسماعها : مو كافي بجي ؟

شعـر بتقلص عضلات جهازه التنفسي و كإنما قد كان مريضا بأحد الإلتهابات الحادة فور سماع شهقتها تلك ، انهيار بروج السيطرة على الذات تبين له بذلك النحيب ، إذ إنها اكملت البكاء مستفهمة بكلمات متقاطعـة : هالمـ ـرة تتعـ ـ ـارك لإن قلـ ـت لبيـ ـ آآه ،، شتسـ ـوي اكثـ ـر يعنـ ـي ،، اصـ ـلا بعد ميهـ ـم شـ ـي


ضغط على الهاتف ذو السمك الرفيع حتى شعر بإنه قد يتحطم ،، فـ خفف الشد الجسدي ليتحول لـ معنوي ، حين وجد نفسه صامتا امام ما تتفوه به من حماقات ،
فـ أكملت هي بحرقة القلب ذاتها : شكووو مخاابر ؟؟ انتتته تدري انـ ـ ـوو انــي استـ ـآهل ؟ لإإن كلـ ـه منـ ـ ـي ،، أني سكتتـ ـ ـلك ، خليتـ ـك تتفرعـ ـن .. جنـ ـت متـأكـ ـد حتى لو رجعـ ـت لأهلي مااا اقللـهم عليـ ــك ، لييييش ؟ لإن زمااالة و حيوااانة


بشـراهة سحب نفسا بشدة فتقلصت عضلات صدره و القصبات بشكل مفاجئ و عنيف رافضة هذا الكم الهائل من السموم التي اندفعت مرة واحدة لداخله ،،
سعل كـ وسيلة دفاع من قبل جسمه فـ أبعد الهاتف قليلا و عيناه تحمران لـ ضغط إرتفع تلقائيا ،

اعاد الهاتف لموضعه و قبل ان يجعلها ترشقه بـ رماح التأنيب تلك تحدث مسرعا : الي صار مو حرام حتى تموتين نفسج ، و اهلج ميقدرون يسوولـ ـ


لتصرخ به بـ هادر من الصوت و مشتعلة من المشاعر : إنتتته شنوو ؟؟ متحسس ؟ لييش يعني انوو اتزوج من دون علمهم مو حرااام ؟؟ والله اكبر حراام والله ،، و حقهم لو يذبحووني ، و رح يذبحوك انتته هم آآه

شعر بها تختنق بـ شئ تود قوله ،، فـ تباطئت حشرجة أنفاسها ،، لتهمس بعد حين : ترة ما ارجعلهم بعـد ، و اذا جبرتني اعوف البيت واطلع ، أصلا بعد ماكو شي اخاف منه


صـدم بالفعل ،، فـ وجد لسانه يتثقل بالحروف إلا إنه يأبى التحرك ، و كإنما تنميلا اصابه ،
زفر دخان صدره و كإنه معه زفر المخدر الفارض عليه الصمت ، فـ أصدر بعدها سيلا مقنعا من الاحاديث : و تبقين طول عمرج هيج ؟ هذا هم حجي ؟


أجابت بضعف : لعد ارجعلهم بصخاام الوجه ؟ لا والله ما اسويها


فرقـع المغلي من ماء صدره ليحذر : انتي متزوجة


إرتفع بكاءها مجددا ،، لتردد : و انته قلت لو لينا تسويها رح تذبحها


اشتدت اعصابه اكثر : بس انتي مو بيدج ،، كل الي صار من وراية


فـ فلتت منها كلمة واحدة صلبت جسـده الضخم بأكمله : ليش ؟


لم يجد قولا يـعلق عليه خطأه ، فـ عادت تتسآءل متوسلة : بس لو افتهم لييش ؟ تريد تنتقم منه و تحسسه انو خسر بتتته زين اكتلني احسسن ، والله لو مخليهم يكتلووني احســن من هالمذلة

لتشرأب أنفاسها تباعا : بس تدري ، خليتني اكرهه ، صدق صرت اكره ابوية ، لإنو لو مو هوة ظالم جان رب العالمين مسلطكم علية يمكن دعاوي المظلومين الجوة ايده خلتني لعبة بيدكم


أن تضعه بذات القائمة السوداء مع أولئك الإنتهازيين و السماسرة لأمر يثير حنقه ، ود لو يفرغ فوق أسماعها غضبه ، إلا إن ذرة من الشفقة سكنت قلبه ليتركها و شأنها فـ هم بها يكفيها بل و يفيض كيلا !


عادت لتتحدث : دخيل الله بعـد إنسى وجودي ، و اذا بيبيتك تريد ترجع لبغداد عادي خلي ترجع ، واني ..... انـي ، ما اعرررف


ليضيق الكون و يصير بمقدار ثقب إبرة امام مرآها ، لتنهار مجددا بـ نحيب : عللليي ليييش هيييجي سووييييت بييية ؟ ليييـ ـ ـش ، قلـ ـي شحيصيـ ـر هسسسة ؟!


حاول إسكاتها بـ صوت مرتفع بعض الشئ : خلــص كااافي بجي ، الي صار صار ،، و ... اذا .. تريدين ، ارجعج لبغداد ، و .. اقعدج بشقة ،، لحدما القي حل وو !!


قاطعته بـ غل : بالنسببة الك الي صار صار ، أما اني انتهيييت ،، و ما اريييد منك شي ، بس اكفيني شــررك


تنازع العقل و اللا عقل فيما بينهما ،
فـ أيهما سيكون الاحق بالـ نصر في مثل هذا الموقف ؟
تحدث بعد برهة : اني هسـة دا افكر بحل ، و مرح اخليج هيج .. سمعتــي ، أريد أذل ابوووج ، بس ولا مرة ردت أأذيج ، و عمري ما رح افتخر بدمعة بجيتيها من وراية !


صمتت ، فـ فعل المثل !
ثم ... صوت إنقطاع الخط هو ما فصل بين انفاسهم المتعالية ،

أنزل الهاتف ليشرد فكره في الحديقة امامه ،
لقــد حطمها ،، و هنالك شئ صغير ،، قد تخدش به إثر ما فعل





.
.
.




نِهَـآيةْ الإدآنة الأُولى



حُلمْ



[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 11-08-12, 02:00 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بِسمْ اللهِ أبتدأ


بآركَ الله لنآ و لكمْ عشرةْ العتق من النآر و رزقنآ فضل ليلةْ القدر يآربْ
أحبتيِ .. عندْ الـفرآغ فقـط .. كونوآ معي





الإدآنة الثآنية



أتفاءل رغم الأحزانْ
وأمامي دجله عطشانْ
وطني ينبع بالخيرات
وأنا عريان جوعانْ
جدّي سنَّ شرائعَ كبرى
وأنا أحيا دون أمانْ
كم من عيدٍ مرَّ وراح
وليالينا دون صباح
الفتنة بدل الأفراح
خطفٌ ودموعٌ وهوانْ
للمخبز ذهب الأولاد
أخبرني من حيّاً عادْ؟
عيسى محمود آزاد
فمتى نضحكُ يا بغداد
والقلب حديقة أحزان؟

**

كريم العراقي






يجلسـان متقابلين على الأرائك و الافكار الجديدة تتناوب بين عقليهما ليفصحا عنها بسرعة ، من دون اي محسنات لفظية او منطقية علهما ينجحان بـ حل قد ينقذ رفيقهما المتهور ،

لم تكن اي من تلك الافكار متكاملة المحوى ولا حتى المظهر ، لذا لم يكفا عن الاستنجاد بأخرى ، حتى اصابهم القنوط اخيرا

صمت كلاهما قليلا ليستطرق بعدها آلن : تتوقع ليش تزوجها ؟


لم يجبه ، و لكن نظرته فعلت ، فإبتسم بـ سخرية معقبا : و ملقى غير بت ' كتااال خواته ' على قولته حتى يحبها ؟


اعترض الاخر : مو لدرجة الحب ، عاد انته لتسويه فلم هندي


قرر إستفزازه : لا طبعا ، اصلا اني ما اعرف بهالسوالف خليت الحب لاهل الحب ، إنته ادرى


علم منذ البداية بإن الحديث سيساق لهذا الجرف ،، فـ هزة واحدة كفيلة بأن تهوي به اسفلا ، لم يهتم بمتابعة الحوار ،
عكس آلن الذي أحب اللعبة : مسووين نفسهم بس همة وبس ، و بعدين من حبوا الدنيا انقلبت على روسهم


تبا لك آلن ، تعشق التطاول بـالمزاح ،
استند برأسه على مسند الأريكة فـ صار يتابع تقاسيم السقف مجيبا بدون اهتمام : آلن ترة مو مال شقة هسة والله


اصر اكثر : و منو قال دا اتشاقة ؟ ، أصلا لعلمك اني حاس بعلي متغيير من اول مطلعت البنية من جديد ، و من قارنته بتصرفاتك إفتهمت شنو الي مغيره ، ' بسخرية اردف ' سوودة علية حتى هوة الي مينجرع مقدر يقاوم قلبه


هزء عمر إلا إنه لم يستطع السيطرة على إبتسامته معيدا بثقل رأسه فوق عنقه : تدري انته صاير زعطوط ، إحنة بيا حال و باوع سوالفك التافهة


هو الاخر إبتسم ولكن بإلتواء : قصدك هوة بياحال ، لإن حضرته ميريدنا نتدخل


أجابه : ها ، لعد صارلك ساعة تدور على حل المن ؟


رفع كتفيه بلا مبالاة : قلبي رهييف ميتحمل ، المهم ، هسة قلي ،، شنو رأيك بفكرتي ؟


ليهز رأسه مستفهما : يا وحدة منهم ؟


استطرق : الاولى و الاخيرة ، يطلقها و يجيبها لبغداد وهية ترجع لأهلها ، وتقللهم عبد الملك الي جان ماخذها و فضت خلصت


بـ روية اجابه : هوة هذا الافضل ، بس فهمني اذا هيجي شرح يستفاد علي ؟ إنته متعررفه قابل ؟ هسة يقلك دم خواتي و ثارنا و قاسم لازم ينذل ومن هالسوالف


استطرق : اقلك بعد شيريد يسوي ، بنية مخطوفة بيوم عرسها و اختفت 3 اسابيع ،، ترة هسة صايرين علج بحلق العالم ، و هذا كافي


وضح له : لا حبيبي هذولا محد يعرف بمصايبهم ، يدسدسوها بينهم ، بس قول الحمد لله لإن هية المسكينة مالها ذنب


هز برأسه متفهما باللحظة التي دلف بها علي المطبخ ، تفوح منه رائحة السجائر المقرفة بالنسبة لآلن الذي يعاني من ربو مزمن ،
إكفهرت ملامحه ليستقبله : ها ؟ شبيهم ؟


لم يجبه بل إقترب ليتخذ لنفسه مقعدا قرب عمر ، تبادل الن نظرات الغيظ مع عمر الذي طلبه ان يكظمها لوهلة ففعل ، قليلا ثم إستطرق علي : متريد ترجع لأهلها بعد الي صار


صدم الاثنان و آلن افلت الكلام بلا شعور : ليش يا ناقص هوة شصار ؟ شسويتلها انته ؟


حذره بـ : ألن اكل *** واحتررم نفســك ولتتدخل بالي ميخصــك


ليصرخ الاخر بعد ان هب واقفا : يااا نفس الي احترمها ؟ جان احترمت نفسك انته ، مو بس فالح تاخذ الناس بصياحك ،، و احنة دنقول لازم تطلقها ،بس اذا حضرتك متزوجها صدق فـ *** بيك و برااسك ، طبعا متريد ترجع بعد ، شتقوووللهم اذا رجعت ؟


ليستقيـم علي و الشرر يقدح من مقلتيه ، فما كان من عمر الا ان يقف هو الاخر تحسبا لأي شجار ،
و بالفعل قد تعالى صوت علي مزمجرا : آلن انتته معلييك ، قتلك لتتدخـل ، شنو زماال ؟


فلتت اعصاب الن ليتقدم منه : انتته الزماال ياحيواان ، موصوجك صوجنا احنة الخايفين عليك يا****


منذ الامس و هو ينتظر شخصا كي يفرغ به غيظه من ذاته ، و الاحمق هذا قدم نفسه على طبق من ذهب ،
عمـر تركهما مع الشتائم التي تقاذفاها وهما يتناوبان بـ اللطمات ،
في نهاية الامر وحينما وصل بهما الشجار ذروته قرر التدخل .. فـ دس بجسده بينهما و وجهه مقابل علي فدفعه بصدره بقوة لتهتز وقفة الاخير ثم يثور مجددا فـيرمي بقبضته القوية فوق كتف عمر الذي صرخ بـ وجع و هو يتلوى مبتعدا !

صـدم علي فـ ثبت مكانه و آلن ركض نحو المتضرر و السباب لم يتوقف نحو المضر الذي تسآءل بحدة : شكووو شبييه ؟؟


كان منحنيا للاسفل و يساره تمسـك اعلى ذراعه اليمين كاتما اصوات الوجع التي أنت بالمنطقة ، ابتعد عن ألن بقـوة حين حاول الاقتراب منه ، احتاج لبرهة كي يستعيد تماسكه وهو يستقيم امامهما : تدرون ماكو زمال غيري لإن دا افاكك بينكم ، طبكم مرض ، خلي واحد يدمي اللاخ اني شعلية ،، آخ !


بقعة الدم التي لونت القميص دعت علي لإن يفجع : لك شنو هاي ؟ قابل ضربتك طلقة !


ليصرخ به الن : هوة البارحة مضروب بدرنفيس ياحيواان


ليـقابله علي بصراخ ينفي علمه بالامر ، و استمرا حتى إبتعد عمر ليلج خارجا و يده ما زالت تتوسد كتفه بـ وجع ،
و قبل ان يصل الباب الخارجي رن هاتفه بطنين ازعجه فوق صراخ رفيقيه ،
وقف قليلا فأخرجه بهدوء ، كانت أخته أية ، أجابها بركوز يـضمر خلفه الألم : ها ايوش ؟


جاءه صوتها مبتورا لشدة التوتر : عمر انته وين ؟


تراخى صوته : قريب ، شكو ؟


لتجيبه بـ ذات التوتر : تعال للبيت بسرعة ، هاي زينب و امها جوي و شكلهم ميبشر بخير !








؛








حالما وصل المنزل اكفهرت ملامحه أكثر من ذي قبل ، و كإن اليوم يأبى أن يـرحل ، تاركا أخر ليزحزحه من رزنامة الـعمر ،
مليئا بالتناقضات كان ، بدءا بـ ترقب نهاره ، لـ إرهاق ليله ،
و كي تكتمل مسبحة المواجهات عليه الآن أن يقابل زينب !

هنالك في الأفق الطاهرة يلوح ذنبه ليدنسها ، مـزق رسمة الاحلام التي أبدعت بها تلك الـ بريئة ، و هاهو يتكاسل عن تحمل العواقب

دلف المنزل من الباب المؤدية للمطبـخ ، فعليه أولا تبديل قميصه الملوث بـ الدماء ، تبا لـ علي الغبي !
لقـد أشعل فتيلة الوجع القصيرة بـ كتفه مجددا ، و لشدة تعب هذا اليوم تراه شعر بالألم بـشكل مضاعف لما احسه امس

قابل ميس و أية تجلسان متقابلتين على طاولة الطعام و كإنهما تترقبان حضوره منذ الأزل ،
ميس إستقامت بسـرعة ما إن رأته لـ تهمس عجلة : هاااي شبيه قمييصك ؟ عززة ليش دتنزف ؟


أشار لها لتهدأ ، و هو يستفهم : بعدهم هنا ؟


هذه المرة أية من تحدثت وهي تتابع امارات التعب البادية على ملامحه : إي ، بس عمر ترة امها صدق معصبة ، دير بالك


فك الازرار العلوية للقميص وهو يكشر بـ وجهه هازا رأسه بتفهم خفيف ، سأل مجددا : ملك وين ؟


فتطوعت ميس بالأجابة و هي ما زالت تراقب اثار الدماء : راحت لبيتها



خيرا فعلت !
تحرك مارا بالممر المؤدي للسلالم و افكاره متوقفة ، اتعب عقله اليوم ، و عليه هو الاخر ان يأخذ إجازة قصيرة ،
لم يفكر بشئ ، و سيترك كل الامور لـ وقتها !





؛




عندما انتقل صوت خطواته الى الدور العلوي تحدثت ميس بـ ضيق وهي تلتفت نحو تلك التي مازالت قابعة فوق مقعدها : اقلج والله اني مقهورة على زينب ، خطيــة ، شنووو ذنبها بنص هالهوسة ؟ و هاي لينااا الخبيثة ، عفيـة من قبل واني من الله اكرهها ما اعرف ليش وهسة عرفت


تركتها تكمل جملتها ثم اختارت ان تتبع خطى والدتها و اخيها ، فـ اردفت بـ تعقل : لينا معليها بشي ، الصوج صوج زينب ،، المفروض هية متتنازل عنه ، لو تحبه صــدق متتحمل اي وحدة تقترب منه ،، والله اني لو محمد يفكر بس بهيج فكرة اقلب الدنيا على راسه


اصابها الضيق اكثر : يعني لإن فقيرة صارت متحبه ؟ هية مراادت مشاكل ، ولتحاولين تقنعيني لينا معليها ، المفروض هية متقبل تخرب بيت احد حتى لو اخوها مات مو بس دخل بمشكـ ..!


لـ تقاطعها أيـة بـ منطقية : اولا هالحجي حرام ، و ثانيا فـ شوفي ، مهما يكون زينب اذا انفصلت عن عمر عدهه امها و ابوها واخوها وخواتها ، شوفي شقد ماشاءالله ،، بس لينا ماعدهة بعد الله غير عمر ، ما عدهه لا اب ولا ام ولا حتى اخوان تفضفضلهم لو تذب حملها عليهم


بـ نرفزة فتاة عشرينية استطرقت : لعد تذب حملها على اخوية و تكسر ظهره وتخرب بيته ؟
إستطردت بسرعة : و ها .. بعدين عدهاا علي ، لتنسين


بذات الاسلوب المتفهم اجابت : يعني متعرفين علي شقد مكروه ؟ و ماما قالت هوة داخل بمشكلة و خايف على اخته


لتعود فتقاوم ذلك القبول الخفي : ايي يبقيها ببيت عمامهم ، احنة شعليناااا ؟


إعترضت : حرام عليج ،، تخيلي نفسج بمكانها ، والله تقهر ،، يعني انتي مستعدة تبقين ببيت خوالي عمرج كله ؟


لتستفهم الصغيرة : و لييش عمري كله ؟ أكيد تنخطب و تتزوج


بثبوت في مستوى الصوت المقنع استطرقت : ترة المفروض تعصبين على عمر ، لإن هوة الخطبهاا ، شبيج انتي و اختج تحجون بس على بت العالم ،، قابل هية خطبته ؟


لتجد سببا جديدا للظغينة : إيي ذكرتيني بـ ملك ، شفتيها شلون عصبت على عمر و ماما ، أني متأكدة اكو شي بينهم بس محد ديقول ، و حجي ملك الي ديخليني اضوج منها اكثر ، يعني اكيييد تعرف عنها شي لذلك مموافقة عليها ، مو بس علمود زينب

وجدت إن أفضل الحلول هو الإعتراف بذنب إقترفته منذ مدة ، بلا سابق من الإصرار ، بل كان خطأ غير متعمد البتـة ،
عل ما تلقيه فوق مسامع شقيقتها يفلت سكين الحقد المرفوع بكفها و المجهز لذبح رقبة تلك الدخيلة ،


مالت برأسهـآ نحو الامام لترسل حروفها بهدهدات خفيفة : ميس .. ترة عمر .. يحب لينا


و كإنما تلقت صفعة لتـثبت مكانها صامتة ،، أستطرقت بسرعة أية : شوفي والله مو قصدي بس قبل فترة سمعت عمر يقول لماما انو يريد يخطبها ، و بوقتها ماما حجت عليه و عصبت و زعلت


لتجد القليل من الصوت فتهمس به : إي والله ، جنت اسألهم شبيهم ميقولون


لتكمل الاخرى و هي تراقب الممر لئلا يظهر شقيقهم و ينسل لأسماعه الحديث : اي و من الحجي افتهمت انو هوة يحب لينا من قبل ، بس ما اعرف ليش مخطبها ، و هسـة إنخطبت و علي موافق لإن لازم يزوجها و يأمن حياتها و عمر شاف نفسه مديقدر يعوفها لإن بعده يريدها و يحبها !

و بشرود اضافت : تعرفين يمكن اسبوع اني مريضة من الي سمعته ،، تتذكرين من جتي ملك و لحت تريد تعرف شبية ، هوة جانت هالشغلة شاغلتني ،، حتى محمد لاحظ تغييري بس قدرت اضم ' أخبأ ' الموضوع .. بس هسة قتلج حتى لتلومين بس لينا ، عمر هوة الي رايدها


ثم ابتلعت لهاثا سريعا و كإنها نجحت بإنهاء مهمة مستحيلة ، لم تتوقع ان تنطق بذلك السر الذي عاهدت نفسها ان لا تبوح به ، إلا إن غيظ ميس اجبرها على نكث ذلك العهد
فـ لربما هنالك سعادة تختبأ خلف ستار الزواج الصوري الـمتسم بالغباء الذي انعقد بين العمر و اللين !

و كإنما إسمها جاء ليصف النابض بصدر عمر ،
فحتما هو لين القلب ،
بينما إسمه .. فلا صفة تشركه بها .. حتى الآن !


فلت تساؤل من بين شفتي اختها جعلها تدرك فقدان حلقة في تلك السلسلة ،، لتبقى متدلية النهايات تنتظر من يتفضل عليها بتقديم ما فقد للوصول للإرتباط الحقيقي : زين إذا يحبها و هيجي رايدها .. ليش خطب زينب من البداية ؟ يعني احنة من يومنا نعرف علي و اهلها ، اكيد لو طالبها من ابوها الله يرحمه او حتى من علي جان محد قال لأ ، فليييش مرادها ؟ طبعا اكيد ملـك تدري ،، لهذا تكرهها

لتستطرق بسرعة : و بعدين هوة شيريد هسة ؟ يعني يريد يتزوجها بس هيجي علمود تبقى يمنا وبس ؟ لو علمود تصير مرته صدق ؟ زين ليش ماما قالت رح تقعد يمنااا بنفس الغرفة اذا جتي ؟ و حتى عرس و هوسة مرح يسوون ،، فهميني شنو هالتناقض ؟ لو يحبها على الاقل يخاف على مشاعرها و يعاملها مثل اي بنية دتتزوج !


عادت بجسدها خلفا لتدفع ظهر المقعد بصمت ، و ميس اكملت : عفية شنو هالدوخة ؟ بس هسة ضجت اكثر ، كرهت عمر ،، لييش خطب زينب و ورطها و هوة يحب غيرها ؟ حرااام عليه


هزت برأسها موافقة على حديث نطقت به هذه الثائرة : اي ، زينب انظلمت والله ، بس هم صوجها ' ذنبها ' ، جان لازم متسكت عن حقها


علقت برعب وليد فكرة استحضرها عقلها فجأة : تتوقعين زينــب عرفت انو يحب لينا ؟؟ لهذا جايين هسة و معصبين ؟


لم تجب سوى بهزة رأس طفيفة ، فلسوء الحظ
هذا ما فكرت به منذ قدومهم ،
و الأتعـس .. إن هنالك خاطرا خبيثا بدأ يستفحل بداخلها ليجعلها تتمنى لو إن قصـة زينب مع عمر تطوى سريعا بـ كف زينب ، متمنية لقاتلها حياة هانئة مع إمرأة يحبها
و هذا المنطق !!
فـ عجب على أنثى ترتضي أن تكون الثانية بقلب رجلها و هي تمتلك حرية الطيران بعيـدا نحو فضاء أخر !!

وجدت إنها تتمنى صمتا أن تتبادر لذهن تلك الضحية اثارا سلبية موجعة قد تحطم فؤادها مستقبلا ، فـ اي إمرأة إن ربطت بمن لا يتمناها ستكون مجرد .. زوجة لعام ، و من ثم أما لأعوام
حيث يبدأ ثقب بينهما بالتوسع سريعا فيصير فجوة بحجم مجرة ، تفصلهما ليكون هو غارقا بكونه ، الخالي من كل شئ إلا أولاه ، تلك التي لم يحصل عليها يوما
فكيف سيكون الحال لو إنه حصل عليها ، و أصبحت الاخرى مجرد كتاب على الرف ، يأتيه بـ كسل ، فيتصفح أوراقه بذهن شارد ،، و عقل غائب ، و قلب يود أن يخترق الصدر ليمسك بيد مالكه فيـأمره برمي هذا الكتاب و الذهاب للتلذذ بـ كتابه الأول ،
ذاك الحاوي على اول ابجديات العشـق ، و اخرها
ذلك الذي لا يملله التصفح به ، و لا التقصي بين جنبات حروفه عن تفاصيل قد يجهلها البشر

فـ بعد كل ذلك ، كيف لا تتمنى أن تبتعد زينب ،
لتجعل نفسها الكتاب الوحيد .. بمكتبة من يستحق قراءتها !





.
.
.



سكينُ غدركَ بالحشآ يتربعُ
سلمتْ يدآكَ بقدرِ مآ أتوجعُ
حذرتُ قلبي من هُوآكَ و نآرهِ
لكنَ قلبيِ لآ يرى أو يسمَعُ

مآذآ بعـدْ ؟




تغطي بدنها بـ عباءة من هدوء ، و عيناها تترقبان الباب المشرع بـاحد شقوق تلك العباءة ،، اي بـ شديد من التوتر تنتظر إطلالة الرجل الذي اصبح بفترة وجيزة محور عالمها ؛
تود لومه ، عليه الاستماع لأنينها المتوجع إثر طعنته تلـك ، عليـه ان يتألم مثلها بالضبط ، بل و أكثر ، فهو الظالم هنا و يجب أن يعاقب ذاته

عرفته طيبا و ذا قلب رؤوف ، أنى له ان يكون ظالما كما يصفون ؟
كيف سولت له نفسه أن يجتث بيمينه سكينة غرسها مسبقا بظهرها المحني ؛
بعد عزمه على نكاح أخرى و اعلانها موافقتها و مباركتها ، تجد إن تلك من كانت الاولى دوما و ليست هي سـوى إمرأة ارتضاها بعد ان فقد امله بحلم قديم ،، و ما إن لامست خيوط الحلم واقعه الأصم القى بها من فوق كتفه راكضا وراء واقعا يحمل له الحياة التي تمناها منذ الأزل !!

ألم يفكر قط بها ؟
بـ مشاعرها و قلبها ، و الاهم من كل شئ بـ سمعتها ، تلك التي ستتقاذف ألسنة الفارغين لتجلدها إن طلبت الانفصال عنه بدافع دم الكرامة الثائرة لذلك الاستغفال ؟
ام ان بصيرته عميت الا عن اثار اقدام الحلم فوق رمال حياته الجرداء ليترك عقله و أولوياته وراءه فيركض خلف تلك الوصمات لـ كعبي ذلك الحلم ؟
و رغم وجودها كـ واحة نقية المياه ، تنتظره بخذلان أن يلتفت حدوها و لو قليلا ، علها تجتذبه بـ بريق مياهها الطاهرة ، و بـ إنعكاس شمس التفاؤل فوق سطحها الصافي !

هه ، فما غايته بـ واحة يرتشف منها عند العطش المهلك فقط إن شرعت امامه ابواب جنته بالارض ؟
بالتأكيد سيهرع فرحا ليدلف مكانا كان له فيه خيالات عاشقة ، فليست بشئ يقارن امام بساتين و سهول اللين !

إحتبست انفاسـآ مقضومة النهايات حينما دخل بـ هيبته الى الصالة ، يسبقه صوته الـ راكز وهو يحيي بـ : السلام عليكم


ردت النسوة التحيـة ، و هو إتخذ لنفسه موقعا استتراتيجيا للـتحكم بالجلسة و الجالسات ،، سأل والدتها عن حالهم ، و استشف الضيق من إجاباتها القصيرة

قرر الخوض بالمواجهة على أمل أن تكون الأخيرة لهذا اليوم حينها التفت نحو زينب قائلا بهدوء : شلونج ؟


لم تطأطئ رأسها خجلا ، أو تهرب بنظراتها بعيـدا ، و حتى نبضاتها لم تتغير نمطيتها ، أفعلا نجح في انبات الكره بقلبها الصغير ؟
تكتفت مجيبة بـ ثبات : مو زينة ،، و بدون رسميات و مجاملات ، عمر اني جاية اقلك شغلتين ، و لازم تسمعهم ، و هاي قدام امك و امي ، اول شي اني غيرت رأيي ، ما اقبل تاخذ هاية اخت صديقك


و توقفت عن الكلام لتقرأ تقاسيمه و تبحث جيدا بين أكوام الأنفاس عن صوت يخترق سكونها المنتظر ،
لكن ما سمعته كان صوت والدته التي اجابت عنه : يووم زنوبة قولي يا الله شنو الي غيرج ؟


لتطلب منها رفيقتها بكثير من الـخذلان : فدوة لعينج ام عمر ، خليها تقول الي تريده .. و الافضل نعوفهم وحدهم


لم تزحزح نظراتها من على الكتلة المتصلبة امامها ، طالبته هو بالكلام ففعل ، حيث كان صوته مشدودا بعض الشئ : جاوبي امي


رفعت كتفاها لتبين لا مبالاتها المصطنعة : فكرت ، و شفت ماكو ' عاقلة ' تقبلها على نفسها ، ماكووو !


ودت والدته ان تبقى بجانبه ، تعطيه دعما يحتاجه بشدة ، إلا إنها اضطرت أن تخرج مع رفيقتها لتتركاهما بمفردهما ، و قلبها يستشعر زعل هذه الصديقة التي لسوء الحظ لا يمكن لومها على ما تفعله !


ذهبتا الى حجرة الجلوس ، لتتقابلان بصمـت كاتم للأنفاس ، فـ كانت هي خجلة جدا ، و رفيقتها لم يبدو عليها سوى الرفض لقربها !
بينما الأخران ، فـ عادت الفتاة تختبر صحة ما سمعته بـ صوت خلا من الضعف : و إذا إنته حيل مضطر تتزوجهآ ، فـ لازم تطلقني ، يعني اختار ، يا اني .. يا هية


اطبق عليه السكون ،، فـ إرهاقه عسر عليه الحديث ، زفر بصوت مجهد ليجيبها بتعقل : غير افتهم شبيج يا عيني ؟!


اصرت : ما اقلك قبل لتختار ، ' و بنبرة أشد حدة ' عمر .. أني لو هية ؟


بطبيعة الرجال الازلية ، هنالك إستصغار دائم بأفعال النسوة ، ناقصات العقل و الدين .. اللواتي هن أمهاتهم ، و زوجاتهم و بناتهم اللاتي ستدخلهم الجنان ؛

لذا فـ هو لم يستطع فهم اهمية الاجابة بالنسبة لها ، فها هي تنظر له بـ ثبات متهالك ، تود أن تكذب كلام ملك و تطمئن بصدقه ،
و لكنه كان بخيلا جدا في ذلك ، و هذا ما جعلها تضعف ، فـ تحدثت بـ توسل هذه المرة : إنته حتختارني صح ؟ عمـر أني مرتك على سنة الله و رسوله و حرام عليك إذا ظلمتني ،، و اكيد مرح تضحي بية وانته بعدك ممرتبط بيها



ضغط فكيه ببعضهما ، ليقول بعد ذلك بلطف ومحاولة للتفهم : مجبرتج على شي ، إنتي وافقتي و ابوج هم وافق ،، زينب صدقيني متمنيت تتأذين من وراية


لـ تصدمه بتساؤل متلهف : و لو قلت لك هسة لأ ، هم رح تأذيني ؟


تغضن جبينه و نبضـة سرقت من صف النبضات على يد خفيفة لـ لص محترف ، اجابها بعد حين : زينب .. هالحجي بعد ميفيد ، اني عقـدت وخلص الموضوع


تهاوى قلبها لدرك من جحيم ، عبرت عن صدمتها بشهقة مرة بمرارة القهوة العربية ، بشكل تلقائي شقت الدموع طريقها فوق خدها الشاحب ، دلكت صدرها بـ كثير من الإختناق : بهالسرعة ؟ عمـر .. آآه

زم شفتيـه نادما ،
لم يتمنى يوما ان يحز سكينه فيذبح عنق الرحمة ،
لكنه و للأسف فعل !
لم ينجح في الخلاص من حب طفلة صغيرة ،، كانت له الكون بأسره لعقود

استقام من مكانه ليتحرك نحوها بخطوات راكزة ، و نظراته تنصب على إرتعاشة كفها وهي تمسح تلك الدموع المنسابة ،
جلس مجاورا لها فـ شعرت بثقله يجثم فوق انفاسها ، و توسلته صمتا ان يغرب عن وجهها الآن ،
لكنه أبى ..!
بل سحب راحتها اليمين و تكلم هامسا : أعرف انتي مقهورة ، بس زينب لتحمليني ذنب اني ممسويه ، إنتي وافقتي من البداية ، ولتقولين اني تسرعت لو شبسرعة ، إنتي تعرفين علي واقع بـ ـ.


قاطعته بنفور لتسحب كفها منه بقوة و ارتجافة صوتها كانت تطرق فوق ابواب الذنب برأسه : لتقووول علي ،، اخوها معلييه ، و مصيبته هم معليها

لتكمل بـ غل و جسدها يبعث حرارة استشعرها : إنتتته واحد كذااب ، تعرف شنو يعني كذاااب ؟؟
ابتلعت ريقها من بين ذلك النحيب لتكمل ورأسها يهتز كل حين : تذبهاا براس علي و انته انته الي رايدهااا ،، اذا تحبهااا لييش خطبتني ليييش ؟؟ فهمنـي شنو جنت اني ؟؟ غورتها بية فترة و هسة هية اقتنعت بيك وهاهية استفاديت مني و خلصت مهمتي ؟


تصلب كتفه و يده تهادت فوق ركبته ليقبضها بـ قسوة ؛
تبا .. من أين علمت بالامر ؟
ظل يتابع تخلجاتها وهي تفصح عن مكنونات صدرها بذاك الوجع الثائر ، فكإنما تدق مساميرا بقلبه بببق وهي لا تعلم
كم كره ذاته !!
يا الله ، كيف سيكون عقابي بعد فعلتي هذه ؟
يارب ، لا تفجع قلبي بإحبتي كما أفجعت قلب هذه المنتحبة

إستطرقت بـ تفكير شارد و مازالت تنوح بغل وحقد : والله جنت حااسة حيصير شي ، رغم انو جنت مرتاحة وياك بس قلبي جان يقلي انته مو الي ، مو بيـدي ، آه ،

لتلتفت حدوه مكملة : فهمني ، شنو ذنبي بقصتك الفااشلة ؟ شعلية اني ؟


بتفهم اجاب : لتبجين وقولي يا الله ، إنتي ليش مكبرة الموضوع ، إعتبري نفسج مساامعة شي ، زينـب والله العظيم كل الي تريديه تحصلين عليه ،، و اذا قصرت وياج بشي ذكريني


هزأت و بقوة ، و بذات النبرة الباكية دقت مسمارا جديدا : واذا قتلك اريد قلبك ، وهذا حقي


إبتسامة سخرية لاحت على طرف فمه و هو يحاكيها : والله محد غيرج يستاهله ، و لو بيدي جان كله صار الج ، بس والله العلي العظيم يا زينب الج معزة بقلبي بس الله يعرفها ، فلتستعجلين ، و لتلوميني على شي مو بيدي


تحدت ضميره الحي بـ : تريدني اساامحك ؟


بـ صدق طمئنها : حتى لو سامحتيني ، أني ما رح اسامح نفسي لإن عذبتج وياية


إبتسمت بإلتواء و هي تسحب ببعثرة كومة من المناديل الورقية من العلبة امامها ، فكرت قليلا ثم إستدارت نحوه من جديد ، ثم .. خاضت بلعبتهآ : بس مسامحتي رح تساعدك انو تسامح نفسك ، و اني مرح ارتاح الا لما توعدني إنوو زواجك منها يكون وقتي و على ورق بس ، مثل مـ هية قالت


عربـد الصراخ بـ تجاويفه ، و كاد ان ينطلق من بين شفتيه إلا إنه كبح لجامه بـ عنف ،
نعم هي مجروحة و هو الجارح ، إلا إنها بدأت تتمادى ،
و عليها ان تخرس قبل ان تتطاول اكثر على رجولته ،
فقرار إتمام زواجه او انهاءه يعود له بمفرده

كررت : لازم أأمن مستقبلي ويااك ، مدام تحبها الها يعني حكون لاشئ ، فلازم تطمني انو ورة متخلص مصيبة اخوها تعوفها لأ....!


أسكت نحيبها بـ تحكم : زينب ، ابقيها على ذمتي اعوفها هاي شغلة راجعة الي ، و انتي من انطيتيني الـ اوكي بعد ميحقلج تحاسبيني او تطالبيني بشي ،، و كوني على ثقة انتي مو لا شئ ، بس لازم تعرفين قيمتج يمي


لتسخـر وهي تستخدم المحارم لـ تجفيف تلك الخدود المنتفخة : بقيت بيها قيمة إنته
لثواني تسلحت بأحد الاقنعة الانثوية المتسمة بالدهاء ، و إن خسرت الحرب او إنسحبت بخذلان ، عليها على الاقل ان تشب فتنة بين صفوف العدو ليسقط هو الاخر

إلتوى فمها بـ خفة لتهمس : صح الي قلته ، مو من حقي اتدخل ، بس تدخلت ،، و رحت بنفسي لضرتي المبجلة ، هه قبل لتصير ضرتي طبعا ، و أكدتلي إنو زواجكم على ورق بس ، و إنو محيطول غير لحدما تنحل قصة أخوها


امال برأسه قليلا و غيظ بدأ يشع بنظراته الحادة ،
الغبية لين ، ألم تكف عن حماقاتها و الطعن بظهري ؟
الم تكتفي بـ طعنة الماضي التي لم تندمل بعد ، لتعود فتهديني أخرى الآن ؟

لا ألوم سوى احمقا يختبأ بين رئتاي يغفر لها كل زلاتها ، او بالأحرى خطاياها بحقي
أ يسمى حبا أن أسمح لها بـ لكأ جروحا هي سببها أم جنونا من نوع خاص ؟

سعل بخفة ليبعد الحشرجات قليلا من حنجرته التي لسعت توا بلهيب أحشاءه
تبا لك لين ،، تبا !
تنفس مغتاظا ثم استطرق : و لهذا وافقتي ؟


بثقة مهزوزة الأسس جاء صوتها ليزيد من تلك الألسنة الملتهبة : إي


هذه النقية تثبت له يوما فأخر إن ما فعله لأجل تلك اللقمة لم يكن جديرا بها ابدا ،
برغم إنها لقمته هو ، إلا إنها ليست بمذاق مستساغ لـ بشر ، فكيف يبتلعها وهي كالسم و رغم ذلك تبدو إمارات التلذذ الحقيقي فوق ملامحه ؟
لعن الله شياطينا تأبى أن ترقد لتتركه خالي البال من اللين ولو قليلا !

إذن جنونا هو ما يحدث معه !

هز برأسه ثم اردف : من تقررين شتريدين بمستقبلج لتخلين قرار غيرج يأثر عليج ،، لازم تحددين شتريدين ، و خلي الناس هية تغير قراراتها علمودج ، فهمتي ؟


إعترفت بـ تعاسة : هالحجي يحتاجله شخص قوي


بلطف اجاب : و انتي قوية ان شاء الله


نفت قوله بـ هزة رأس وهي تستقيم بذات اللحظة ، ليتردد همسها المخذول فوق حبالها الصوتية المتهرئة : عمر ، والله حرقت قلبي ، و بس اقلك حط نفسك بمكاني ، تخيلها هية طلعت تحب غيرك ، وكتها صدقني محتلومني اذا قتلك احنة ما عدنا مستقبل سوا


لم يتزحزح من موضعه محملقا في ارتعاشة يدها تارة ، و شفتيها المتقوستين أسفلا تارة اخرى
تغضن جبينه مجيبا : لتستعجلين ، و أخذي وكتج بالتفكير ، زينب .. مبقى كم شهر عالعرس


إبتسمت ببؤس واضح : ماكو عرس ، و ..
إستطرقت وهي تخلع خاتمها امام نظراته الغاضبة : و هاي حلقتك رجعتلك ، حتى تعرف اني محغير قراري ، جيتك و تمنيت تنفي حجي ملك و تقلي اختي كذاابة ، لو ممفتهمة الموضوع ، او تقلي نسيتها من عرفتج بس الله راد يرجعها لحياتي ، بس إنته ابد مو يمك ، فالأحسن نبتعد


ليرى قدها يميل نحو الطاولة امام ناظريه لترمي بالخاتم من علو ،، فيستدير في حلقة بيضوية مصدرا جلبة خافتة على زجاجها ،
كان يتابعه بنظراته ، و رنين يزعج عقله الباطن بذكرى مرت عليها الاشهر ، اليوم الذي البسها به هذا الخاتم ذاته ،
سقط منه حينها عندما جاءت مصاصة دماءه بـ فستانها الأحمر لتسلب من عروق يده دماءها ، فتراخـت اصابعه مفلته الخاتم ليتدحرج أرضا ، و ها هي الآن أصبحت السبب في تدحرجه بعيدا على زجاج شفاف كـ قلبها ، إلا إنه الأخير مهشم الآن بالتأكيـد

وقف بـ إرهاق جسدي مذيل بأخر نفسي و هو يتابع حركتها السريعة و هي تـدفع بحبات الدمع من على سطح بشرتها ،
تحدث بـ تعقل في محاولة لإسترضاءهآ : زينب ، قولي يا الله .. و قعدي سمعي الي اقولـ ـ..


قاطعت حديثه بنبرة مذلولة : اكيد يا الله ، شعدنا غير الله ؟ ، بس الله يخليك لتناقشني

أشارت بهزة من رأسها نحو كيسين متوسطي الحجم يقطنان ارضا قرب قدميها : و المهر هذا جبناه ويانة ، حتى تعرف إنو إحنه مقررين و خالصين ، و حتى بابا موافقنا ، و باجر يريدك علمود اجراءات الطلاق





.
.
.





لقد مرت ليلتان تلكما اللتان لم يداعب الرقاد جفنيه بهما ، و كإنه يثقل مكيال العقاب الذاتي الذي يسلطه على نفسه ،
حالها كيف هو .. ؟
و ما عساه ان يكون غير ذل و هوان و قلب مشطور لنصفين متكافئين بالوجع
إلا إن احدهما يحتوي من الضعف ما يناهز العشرون ضعفا للأخر ،
فالأول هو الذي جعلها تعترف بـ ما يجتاحها من شعور امامه ، لتستجديه به ، فيصم اذان التعقل عن السماع بكل جبروت ندم عليه الآن !

يقوم بدوراته المعتادة بين أسرة المرضى بذهن مسافر الى أبعد فضاءات الكون ، بل يتعداها افاقا !
كم من خطأ طبي بسيط قد فعله في الساعات المنصرمة ،
رغم إنه سلفا قد قام بتربية الدكتور علي بنفسه ، و أحسن ذلك ، فلم يسمح يوما لمشاكله الشخصية بالتطفل على حدود عمله ، بل و لم تتجرأ يوما على التقرب من اعتاب باب المشفى !
إلا الآن ، فـ يجد المصيبة قد وصلت مقر عمله قبله لتنتظره فوق ذلك المقعد بجلسة متحكمة ، رافعة ساقا فوق الأخرى و خنجر بنصله الحاد يتزحلق بين اناملها المنتهية بأظافر طويلة تصطبغ بالأحمر الدموي ، دم ضحيته ربما !

فكلما قرر السهو عمدا ، تلكزه بـ مقدمة النصل كي تنهض الذكرى الكريهة فتخنق عقله عن المضي في المصائب الصحية لمن يتوسدون البيضاء من الملاءات !

سحقا
لن يحتمل ان تكون حياته متأرجحة على حبال غليظة ، التي و ان غلظت لن يتغير حالها عن كونها مجرد حبال

لم يكن بهذه القسوة على احدهم من قبل ،
نعم هو بلسان سليط ، و تعليقات لاذعة ، و احيانا بـ سوط يدمي الجلود
إلا إنه لم يكن قاتلا يوما ،
و هو أكيـد بإن روحها قد وئدت بيديه
و عفتها غرست بتراب قدميه ،
صحيح ما حدث كان مغطى بلحاف الحلال ، إلا إنه تخطى حدود العيب !
يشعر بنجاسته ،
أودعته نفسها لثقة عمياء كانت دوما سببا في إثارة عجبه ، فلم يفعلها معه احدهم من قبل
و الاهم ، لم تفعلها هي مع أخر
لن ينسى يوما ذلك اللقاء المشؤوم يوم اختطافها الثاني ،
يومها طلبت منه أن يأخذها و يقتلها بنفسه و لا أن يبقيها مع عبد الملك و ولده ،
و هو نفذ الطلب بحذافيره .. فقتلها !

تبا ،، فقط لو يستطيع نسيان وجعها قليلا ، او السلوى عما تعانيه الآن لكان بألف خير

إنسل من واجبه المقدس بـ تبادل اجراه مع أحد الأطباء المقيمين ليدلف خارج المبنى الخانق بروائح الأدوية و المنظفات تلك التي تضيق عندها الانفس

أسند ظهره لجذع نخلة نمت بـ إستفراد في هذه الارض الخالية الا من اعشاب قصيرة ، لا نفع لها سوى الزينة !
التناقض الأعظم ، يكمن بكونه يصر على إتمام اللعبة حتى النهاية ، فلم يجازف بدق وتد بقلب ضحيته كي يتخاذل الآن عن الإستمتاع بـ إذلال ذلك الحقير

شعر بحاجة نفسية بحتة لإحراق شئ ما ، كـ سيارته ،
أو هاتفه
أو ربما رئتيه ستفيان بالغرض ، بـ سيجارة وقحة تتوسد اصبعيه مثلا !







.
.
.






لا تعلم من اين جاءتها هذه الطاقة لتعمل بهذا النشاط الذي افتقدته في الاونة الاخيرة ، لدرجة انها تلقت الكثير من التعليقات المضحكة من قبل الدكتور صادق !!

تشعـر بشئ غريب يحاكي خوفها من المستقبل ، شئ قريب من الإطمئنان الذي غاب عنها منذ سنين ،
و كان لرسل الدور الكبير في اعادة برمجة عقلها نحو المنطق الغائب
كم ودت لو كان الوضع مختلفا !
أ هو ندم ذاك الذي يزعج سكونها احيانا ؟
بالطبع لا ، فهي ما زالت مصـرة عن موقف سابق و رأي تبعته بـ ثبات ؛
لم تكن حينها مخطئـة ،، ربما صغر سنها لم يسمح لها بالتحدث بمنطقية مع اخته ، فظهرت امامها بصورة الفتاة الغنية المتعجرفة ، الا انها بالتأكيــد لن تغير من قرارها لو دارت بها عجلة الزمن الى الوراء !

وهي على حالها ، تجرد المجموعة الجديدة من الادوية ، ارتفع صوت في المكان قرب نافذة الصيدلية تناغم معه صوتان اخران ،
أحدهما لـ زجاج علبة الدواء التي سقطت منها فتحطمت
و الاخر لقلبها الذي كثيرا ما يـفعلها و يصرخ فزعا عند تواجد هذا الرجل !!

تداخل صوته مع صوت دكتور صادق و هما يهدءآن من روع غزا ملامحها فشحب لونها على إثره
سعلت بإحراج وهي تنحني ارضا لترفع القطع المهشمة و السائل اللزج للدواء إلتصق بيدها و ترك اثرا على بنطالها الحني اللون بعد ان تبعثر عند انكسار العلبة ،
شتمت نفسها بغيظ هامس و الدموع تجمعت بمقلتيها ، لا تريد ان تكون هكذا بوجوده
تمقت هذا الشعور المتطفل الذي يستوطنها ،
عليها ان تكون اقوى من ذلك ،، فحروب تنتظرها بمنزله ، و لا بد ان تكون محملة بأجود انواع العتاد !

و هي على حالها سمعتـه يحادثها بكل وقاحة صدمتها : لينا ، بس من تخلصين تعالي شوية


شعـرت و كإن ظهرها قسم لنصفين من نظرات الدكتور لها ، بالتأكيد هو الاخر قد فجع من هذا التطاول الواضح على حدود الرسمية الطبيعية بين اي منتسب في هذه البناية و اي طالب !
و بالتأكيد علم ان علاقة ما تربط بينهما ؛


ما إن إختفى من خلف النافذة علق الدكتور : لينا ، هذا مو طالب هنا يطبق ؟


إزدردت ريقها و خرج صوتها مزدانا بتاج الخجل : إي دكتور


ليضيف بإهتمام ابوي : من وين يعرفج ؟


عضت شفتها بقوة أوجعتها و بذات الوقت قبضت كفها قليلا فـ جرحت بأحد قطع الزجاج لتهتف بـ ' أي ' رامية بمحتويات يدها أرضا مجددا
تحرك الدكتور مقتربا منها قليلا : ها بابا تعورتي ؟ غير على كيفج يا عمو


إبتسمـت بزيف و هي تدلك مكان الجرح ثم تتحرك نحو احد الادراج لتخرج حقيبتها ،
اخرجت منها احدى المحارم لتمسح نقاط الدم التي سالت وهي تجيب عن سؤاله الذي هربت منه ، فلا تود ان ترسم الشكوك حولها : دكتور ، عمر الي اجة يصير صديق اخوية ، و جيراننا


لترتح نظرة الرجل العطوف فـ يتمتم بـ تفهم : ما شاء الله مبين خوش ولد


توسلت الابتسامة الباردة لترتسـم فوق شفتها ، لكنها أبت !
ليعود الرجل فيقول : روحيله عمو شوفيه احتمال محتاج شي ، و هسة تجي ام حسين تنظف القاع


هزت برأسها معترضة بخفة : على الاقل اشيل الكزاز عموو ، و خلي هية تغسل الدبق ' اللزوجة '


و بالفعل ، أنهت مهمتها لتتوجه بعد ذلك الى الخارج و قلبها عاد لصراخه الغبي عندما لمحته يقف على مقربه ، مع ياسمين !!!
ما الذي أتى بها الى هنا ؟
ألم ينتهي دوامهم منذ مدة و هم الان بإنتظار ظهور النتائج ؟
أم إن هنالك موعدا خفيا بين الاثنين ؟
فـ كيف علمت إنه هنا لتأتي هي الاخرى ؟
تبا لهما الاثنان ، فليحترقان معا !!

قررت العودة من حيث أتت ، و ليذهب مع طلبه الى الجحيم ، لكنها و بعد تفكير قصير إرتأت أن تستغل وضعه هذا
فـ بإمكانها الآن ان تظهر امامه مرتدية رداء الكبر خاصتها الذي يجب ان تحتمي به ؛
بالإضافة لأمر أخر يدعوها بشدة لإن تقترب من هذا الموعد المبجل ، عليـه ان يعلم انها ليست كـ زينب ، و لا غيرها
حتى و إن كانت علاقتهما غريبة بكل تفاصيلها ، يجب ان لا يستغفلها امام انظارها
و ما هذه الحركة السخيفة بـ مناداتها اولا ، ثم الذهاب للقاء هذه الدمية البشرية ثانيا ؟
أ يعتقد بإنه سيثير غيرتها بهذه الطريقة ؟
أم إنه لا يعلم بإن ما تحمله من ثقة بالنفس تعادل اطنان ما تحمله هذه الأنثى التي تحاوره من جاذبية عظمى ؟

إقتربت منهما ، لتقف خلفه شامخة بأنظارها نحو الاعلى : عمر







؛


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 11-08-12, 02:07 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





يَرتدُّ صوتُكِ

والمسافاتُ البعيدةُ

والصدى

والحبُّ يسقطُ فوقَ قلبي

مثلَ قطْراتِ الندى

هيا ادخلي قلبي تعالَي

كالبريقِ وكالحريقِ وكالرَّدى

يا أروعَ الأحبابِ

إني قد تَعبتُ مِن النِّدا

قلبي بظهرِ الغيبِ كانَ

ومِن ضُلوعِكِ قد بَدا

مرَّتْ أصابِعُكِ النحيلةُ فوقَهُ

سقطَ الغمامُ

ولاحَ لي كلُّ المدَى

أنا ما عرَفتُ العشقَ قبلَكْ

لكنْ بِحُبِّكِ ..

دبَّ في أوصالِ روحي وابتدا

عبد العزيز جويدة







هبـطت حروف إسمه في بقاع الروح ، بعد ان تجاوزت عتبة القلب بكل سلاسة ، و كإنها إعتادت الهبوط هناك كمستقر سرمدي لها !

إستدار نحوها و ما إن لاحت له وقفتها المتعالية تذكر الأمر الذي جاءها له ، فقابلها بجمود واضح ، و ياسمين تحدثت بـ نظرة مغرورة : أوكي عمر عيني ، كمل شغلك و اني هنا منتظرتك !


تعالى صوت أنفاسها ، و هو اكيد بذلك ، فوصله زفيرها الحار جدا و هي تلقي بنظراتها بعيدا ،
جميلة .. بل رائعة و هي غاضبة !
تبا لك يا قلب ، تبا

إنتظر إبتعاد ياسمين التي قابلها صدفة ، فيبدو إنها تنوي تطوير ذاتها بالدوام الغير رسمي في المشفى المدارة من قبل والدها لحين ظهور نتائج الامتحانات و بعدها نتائج التعيين حسب نظام وزارة الصحة

كانت هي من تكلمت أولا لتجعله لا يفكر الا بها : خير عمر ؟ صاير شي ؟


يود إلتهامها !
هذا ما فكر به لحظتها
فقط لو تعلم كم يعشقها هذه الغبية ،
لدرجة إنه إرتضى الظلم لـ زينب !


تحـدث بعد حين : تقدرين تاخذين اجازة زمنية ؟ لازم نحجي برة


لتسخر و هي تتحداه بنظرة ملتوية : أها ، و الأخت الي دتنتظرك ؟ لو عادي عدها تنتظر بالساعات ؟


لم تكن غيرة ، هو اكيد من هذا
لكنه غضب الانثى المتفردة ، تلك التي تعشق كونها تلامس الجبال بشموخها
و بالتأكيد ستعادي اي تل يحاول التطاول عليها بـ تعال مهزوز !

رسم البرود بـ ريشة مبدع في نظرته وهو يجيب : بسرعة روحي اخذي زمنية ، الشغلة مهمة


لم تنزعج من اهماله سؤالها ؟
تبا لهما الاثنين ،
تحدثت بخيلاء : سوري ما اقدر ، ماكو احد بالصيدلية


رفع حاجبه متحديا ، فلقد رأى ذلك الصيدلي توا
ويحها ، الكاذبة
قرأت ما يعنيه ، و لم يرف لها جفن ، الا بعد ان قال بـ غلظة : ماشي لعد ، اليوم العصر اجي لبيت عمج ، و مناكة نطلع


توتر فمها و حتى عقدة حاجبيها وهي تستطرق : بس منتأخر


أشار برأسه نحو الصيدلية و حاجبيه يرتفعان و تحتهما رسمت نظرة كسولة ضيقت عليها الخناق ؛
و قبل أن تتحرك خطوة تحدث : بسـرررعة

لبت طلبه ،
و من خلال نافذة الصيدلية اخبرت الدكتور بضرورة خروجها لقرابة الساعة فـ والدة ذلك الطالب تودها بأمر ما ، سلمها هو حقيبتها مع موافقته اللطيفة على الإستئذان

ما إن عادت نحو عمر أشار لها من جديد نحو البوابة الخارجية ، و فهمت الامر ، فسبقته الى الخارج
إتبعها بخطوات هادئة ، مرتاحة نوعا ما ،

بعد ذلك اكملا طريقهما متقاربين حتى وصلا سيارته في المواقف ، شعرت بجسدها يخدر عندما تخيلت جلوسها معه في سيارته بمفردهما ، و ليس هنا تكمن المشكلة ، و إنما بكونه اصبح زوجها شرعا

ركبت السيارة بحركات متماسكة ، و جبينها متغضن بإنزعاج !
بينما هو فـ كان يشعر بالإستكانة ، رغم كرهه لأفعالها ، هاهو يعشق قربها
ما إن ابتعد عن الزحام القريب من المشفى تحدث وهو يرتدي نظارته الشمسية : رح نروح لـ أيس باك


اجابت بـ : أوكي


لم يستغرق الامر طويلا ، بعدها كانا يتقابلان على طاولة صغيرة في احد المقاهي ، سألها وهو يرفع قائمة المثلجات القابعة امامه : شتريدين ؟


هزت برأسها معترضة : عمـ ـر ، الله يخليـك احجي الي عندك ، ما اريد اتأخر


اجاب و عينه تتابع الانواع المتوفرة : لازم نطلب


و فجأة هب واقفا ثم تركها مفردها ليتوجه نحو المحاسب ، علمت إنه حدد المشتريات من دون حتى الرجوع اليها ، او سؤالها عما توده لمرة أخرى !!

قليلا و جاءها بـ كأسين من المثلجات ، رمى بجسده فوق المقعد و قدم لها أحدهما ، لم تحاول الرفض ،
تشعر بإن تنورا يستعر بها وهي تترقب حديثه ؛
ما بالها ؟ أ جنت ؟
يا الهي ما يحدث غير منصف بتاتا !!

وضعت الكأس فوق الطاولة لتستطرق : ها عمر ؟ و بعدين ؟


هو الاخر ترك كأسه ليقول : شوكت شفتي زينب ؟


تدلى فكها قليلا ، لتدير لسانها بداخله بتفكير سريع ، ثم عادت بظهرها تسنده على المقعد قائلة : أها ، و حضرتها متحملت و رأسا قلتلك ؟


ازدادت حدة صوته و هو ينطق : لين


ابتلعت لعابها بـ جفل ،، لا حق له كي يناديها هكذا
ما زال غريبا عنها ،

عاد ليقول : و مو بس هاي ،، قلتلي حضرتج شحاجية


رغم شحوب لونها تحدثت بأنفة ممزوجة بشخصيتها : شحاجية ؟ ما اتذكر


اخافها غضبه وهو يهددها بنظرات متوحشة ،، ليقول بعدها بـ صوت متماسك : شوفي ،، لازم تعرفين شغلة ضرورية ، و تمشين عليها بالملي ،، الي بيني و بينج ، ميطلع بعـد لأي كائن يا لينا ، طير بشر ميعرف شيصير ،، و اذا عرفت انو قايلة لأحد اي شي والله العظيم تشوفين غير وجه


لتهزأ بـ عناد : المفروض تشكرني انو قلتلها الي لازم تسمعه و إلا جانت رح تتعارك ويااك و تزعل ، و بعدين اني مقلت غير الحقيقة ، و هية الوحيدة الي من حقها تعرف كل شي بحذافيره


إبتسـم بـ ضيق : أولا، إنتي مقلتي الحقيقة ، لإن محد يعرف شحيصير باجر عقبه غير رب العالمين ، و ثانيا ميصير تحجين بالموضوع من جانبج بس ، و اتوقع تعرفين انو هذا قرار مشترك

لم تستطع إستيعاب هذه الرصاصة !
كلمات والدته عادت لترن فوق طبلة إذنها ،
' لين ماما انتي صرتي مرته هسة ، و رتبي نفسج و حياتج على هالاساس '
أ يعقل إنه ينوي فض الاتفاق بهذه السرعة ؟

ثم رفع حاجبيه ساخرا و إستدرك : او ليش منقول حضرتج قلتيلها هالحجي حتى تضمنين موافقتها ، و هيجي رح تخلصين من موضوع ضرغام


رف جفنها بـ صدمة !
هزت برأسها نافية و الصدق يطفح بنظراتها ، ثم تقدمت بجلستها على طرف المقعد و تحشرج صوتها لتهمس : والله مووو ...!


قاطعها بـ هدوء : ماكو داعي تقولين شي ، أني دا افهمج شغلة وحدة ، لاازم يا لينا تسمعين الكلام و الا تصير مشاكل ما الها اول من تالي


عادت لتسند ظهرها الى الوراء و قررت الرد بهجمة ترتد لصدره فتخلخل ثبات هذا المعلق في اعلى يساره كما فعل بها توا : أوكي ، بس قلها للاخت خلي شوية تقوي قلبها ،، ماكو داعي الحجاية و الثانية تقلكيااهه


ليتقن فن ازعاجها : زينب طيبة ،، و متعرف تكذب و لا تمثل


إرتعشت شفتاها فعضت على السفلى لتثبتها قليلا ، بعدها أشارت نحو المثلجات : تاكل لو نروح ؟


وقف من غير أن يجيب و رفع هاتفه و مفتاح السيارة من فوق الطاولة قائلا : الي انقال يتنفذ


فعلت المثل و رفعت حقيبتها على ساعدها اليسار ، ثم رفعت الكأسين سوية : عود انطيها لـ فقير احسن مما يذبوها ' يرموها '


إنتظر منها هذه المبادرة و صدمته لفعلها ، إذن هنالك بذرة طيب بإمكانها ان تسقى لتكون النبتة التي يتمناها ، و لكن الصدمة الأكبر كانت حينما لمح يمينها تخلو من الخاتم ،
ليقذفها بـ : وين حلقتج ؟


هبطت بعينيها حيث ينظر و زارها الارتباك كـ ضيف ثقيل الظل ، رفعت رأسها لترى نظرة احرقتها لـ إستعارها
شعرت بجسدها يتقازم شيئا فأخر حتى إختفى نهائيا من امام هيئته الضخمة !
إرتعشت يديها بمحتواها فـ أضاف و هو يعيد الهاتف مع المفتاح مكانهما : إنطيني وانتي شيلي الغراض


استلم منها الكأسين و إستطاع ببراعة النفاذ من تأثير لسعة كفيها المنجمدين إثر برودة المثلجات ، و هذا ما كان واضحا على إحمرارهما
و قبل ان يتحرك تحدثت لتنهي سوء الفهم الذي قد يصل به نحو المجهول : لازم بالبداية استوعب الفكرة ،، بعدين اقدر البسها بالدوام


ليتحرك قبلها بعد ان رماها بـ ' إستوعبي قبل الخميس ، و ببيت عمج لبسيها بلا استيعاب ' .. صوته كان اجوفا جدا ، لدرجة كتمت انفاسها !
قلب الطاولة فوق رأسها و ذهب
فشعرت بإن المواجهة الاولى كانت من نصيبه ، تبا
عليها ان تتحلى بالشجاعة اكثر ، و إلا لن تسامح نفسها ابدا

تحركت خلفه وهاتفه مع مفتاح سيارته محتضنان بكفيها ، و عند خروجهما أشار لها نحو السيارة المركونة جانبا : قعدي بالسيارة هسة جاي


عبر الشارع امامها ليقدم الكأسين لأحد المتسولين ، فغضت ببصرها عنه عند رؤيته يخرج محفظته من جيب بنطاله
فليتصدق بينه و بين ربه
يستحق الاجر !

تحركت نحو السيارة و جلست مكانها قرب السائق و هي تستكشفها للمرة الاولى بمفردها ،
حينها رن هاتفه الذي اسكنته حجرها ، و عندما رفعته تجعد جبينها لرؤية إسم تلك الضعيفة تتصل !

و قبل ان تفعل اي حماقة سمعت ضربات على نافذة السائق لتفزع بـ صدق ، حيث انها لو تكن سوى في عالم اخر غير هذا و إقتحمه عليها بصورة مفاجئة ،
كعادتها كانت قد اغلقت الابواب عليها لـ خوف غريزي نشأ معها منذ الصغر ، فمالت بجسدها لتفتحه له وما زالت نبضاتها تتدافع إثر روعتها تلك

ما ان دلف شعرت بـ فقدان الاوكسجين من المكان الضيق ، و تمنت بـ غباء ان تفتح بابها لتترجل هاربة من غضبها منه و من هذه التي تتصل
لمحت يده تمتد نحوها فـ مدت له الامانتين دفعة واحدة و شعر هو كإنها قد ضاقت بهما ذرعا ؛
فـ هز رأسه ساخرا من حركاتها السخيفة لـ توقف إنبثاق افكاره تلك بـ : خابرتك زينب


ليكشر ملامحه دليل على النسيان : اووه شلوون نسييت ،، لعنة الله على الشيطان


و هذا ما جعل تجاعيد جبينها تزداد حدة و هي تلتفت نحو النافذة و تخبئ غيضها داخل صدرها بـ لف ذراعيها امامه
و ما كاد ان ينطقها عنوة هي تلك السرعة التي قاد بها و هو يعيدها حيث اتت ، بعد أن سمم بدنها بالـحديث و الافعال
و حينما وصلوا مقر عملها و قبل ان تترجل التفت الى الخلف و سحب لها كيسا ليقدمه لها بـ عجل : هاي امي دزته حلويات من ابو عفيف ، و قولي لبيت عمج اني جيت جبته


و ما إن اخذته لتنهي حوارا لم يفتح استطرق : و حجي اليوم مينسي ، مو بنات عمج هم تكتين يمهم كل شي


ترجلت بـ غيظ ثم التفتت نحوه بشئ من التحدي : متجي تشوف ياسمين ؟ خطية تلقيها دتنتظرك من زمان


أشار لها لتبتعد موضحا إستخفافه بقولها : سدي الباب بسرعة مستعجل


لتغلق الباب بكل ما امتلكت من قوة بوجهه ، و لم يهمها لو تهشمت السيارة بمن فيها
البليـــد ، زير النساء !
تكــرررررهه حــد اللا حـــد






.
.
.








قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا

إبراهيم ناجي






عندما توأد الأحلام بسكينـة عمياء النصل ، لا نزف معها إلا ألم يكب فوق العنق الطويل لتخنقه بدل ذبحه !
كمن ينتظر قطار الموت على قارعة الطريق ، يستجديه المرور بهذه المحطـة فهنالك ركابـا يودون الرحيل الأبدي ، بل و يتمنونه
فلا رحيم غير الله ، هو من يعلم بخفايا الأمور و ظواهرها
هو من يطلع على كل صغيرة و كبيرة
وهو بالتأكيد من سينصفها بعد ما حل بها ،

فـ يارب .. خذني إليك و إعتقني من هذه الدنيا ، فلا حاجة لي بها بعد الآن

سـولت لها نفسها بإرتضاء الذل بذلك الزواج ، فلم تلمه وهي الاجدر بإن تلام ؟
هي من وافقت على المجئ الى هنا طوعا ، و من ثم الصبر لإمتلاكه الغير شرعي ، و اخيرا للزواج منه
هذا يجعلهما على نفس المستوى من كفتي الميزان الذي يقيس ذنوبهما بهذه الجريمة السـوداء !

تكب جسدها فوق الأريكة المتواجدة في الصالة الصغيرة بـ إستلقاء ملتوي ، تتابع تفصيل القماش المكون للمقعد ، فـ وجهها يقابل ظهر الأريكة ، و تولي العالم اجمع ظهرها
ربما لكونها تستحي أن تنظر للجميع و الخطأ يوشم جبينها باللون الأحمر ، او قد يكون هذا حالها منتظرة به ذلك القطار

نحول جسـدها يبعث بها شعورا كريها من الضعف ، فحتى القوة الجسدية تفقدها الآن ، و لا حول لها سـوى النوم ، و كإنها إن فاقت ستـجد إنها لم تكن إلا تعاني من كابوس طويل بعض الشئ ،
كابوس مؤلم و مخيف !

إرتعش جسدها إثر شهقـة لم تستطع إبتلاعها بسولة ، فلتت منها ' يارب ' معبرة عن حالها المتوجع لتتلوها أخر
تعلم إنها بحاجة ماسة لإن يمس جبينها الأرض بسجدة طويلة تفرغ بها كبتا لا طاقة لها على إخفاءه أكثر ، لكنها تخجل من مقابلة ربها الذي رزقها بعقل كامل ، يميز جيدا بين الابيض من الأسود ، لكنها و للأسف أعمت بصيرتها لتلج في الرمادي الزائف الذي صورته لنفسها !
كيف تستحي من مقابلة ربها و لا تخاف الموت ؟

شهقة أخرى كانت من نصيب حنجرتها و هذه المرة مذيلة بـ نحيب محترق ، غمست وجهها بقماش الاريكة الخشن الملمس و صوتها يتعالى بلا إستحياء
لن تستيقظ المسنة الآن بعد أن أخذت أدويتها لخفض ضغطها المشارف على الـ18 ،
لم تشعر بالذنب وهي تخبرها بالأمر ، إذ كان عليها الافصاح و الا لإنفجر شريان برأسها ،
و لربما كانت توفيت .. لكن أوليس هذا ما تتمناه ؟

حشرجات صوتها إزدادت وهي تحتضن قدها اكثر لتدسه في القوام الإسفنجي بضغط أكبر ، الا يمكن ان تدفن بعارها هنا من غير ان يعلم احد عن مصيبة جنتها بيدها ؟
يدها الخائنة
تود قطعها
فهي التي وقعت على عقد النكاح ،
تبا لك يا يدي ،، لم إستمعت لـه ؟ لمن تكونين اخبريني بربك ؟
أنتي يدي انا ، و كان عليك الولاء لي ، و ليس له !

رفعت يمينها لشفتيها لتباعد بينهما و تثبت الإبهام بينهما و بين عظام الفكين بشكل أدق ، لتعض اناملها تباعا ، ودت لو تقتلعهم لفعلة نكراء اجتمعوا للقيام بها ضدها ، كـ إنقلاب الشعوب ضد قاداتها ،
إلا إن هذه الأنامل بعد ذاك الإنقلاب بالتأكيد هي الأخرى تريد الإنتحار ،!





؛





كفي التألم

واهجعي

تعب الزمان فلن يعي

عبثا ترومين الصباح وصبح سعدك

قد نعي

عيناك

باهتتان في لجج الظلام المفزع

تتلمسان عواصفا

سوداء لما تهجع

حلمان

قد هربا من الماضي البعيد المفجع

وتأرضت نجواهما بتوجع

بلند الحيدري





حلا يجب ان يوضع ، ليرسم خطا مستقيما بين الحياة و الموت ،
كفاه تهربا من مواجهة ينتظـرها بتشدق ، و بقاءها عنده لن يزيد وضعها الا سوءا ،
تحتاج أهلها حولها ، و إن أنكرت ذلك او هلعت منه ، عليها ان تحاط بهم لتسهو قليلا عن ايام انقضت في الذل و الرعب

عصر قلبها بيمينه ، و لا أحد غيره مسموح له لفعل هذا ، و إن خافت العودة و المواجهة ، عليها ان لا تفعل وهي معه !
خطته إكتمل بنيانها ، و هو هنا ليـرد لها رشفات من أمان تحتاجها ، كما سلبها راحة البال و الثقة العمياء ، عليه على الاقل ان يعيـد الاولى لها ، فهو أكيـد بإن الثانية لن تعود و إن افنى جهده كله لها !

في المدخل الصغير خلع حذاءه بتعب ومن ثم تقـدم بخطى مرهقة و كسولة نحـو الصالة ، يود تحديـد الخطوة القادمة و ما يفعله عند رؤيتها ؛

عند وصوله البـاب إضطربت النبضات بإنفعال لتتدافع بقوة متداخلة مع بعضها و مكونة الكثير من العقد صعبة الانفكاك ،
جسدها الطويل يعتكف فوق الاريكة بصورة ملتوية ، و الصمـت يلفها كـ صمت المكان من حولهم ،
رف رمشه لشهقـات منفصلة بدأت تفلت منها بين الفينة و الأخرى فيهتز قدها على طوله إثرها
و شك ضعيف تراءى امامه ، هل تراها سمعت ضربات معدته المتعالية ؟
قليلا و توارى التماسك خلف جدران سميكة ، فلم يبق سوى ضعفا يسكن الأحداق .. ليتمثل بدموع تسيل ، و شهقات إتصلت برباط ثخين

و كإنما نحت جسـده باكمله ليثبت ارضا ،
ها هو يأتي ليشيع جنازتها بكل بجاحة ،، يا الهي
لم يشعر ببكاءها هذا كـ سكين تقطع نياط القلب ؟
تبا لها
عليها ان تتوقف عن البكاء حالا و إلا سيمزقها لإرب متفرقة ،
كم هو حقير ، أيرضاها لأخته ؟
لكن والدها يستحق
انت قلتها يا علي ،
والدها و ليس هي !

عاد خطوة للوراء لينسل من هذا الجلد الذي تسلطه عليه بنحيبها ، فيكفيه ما فعله هو بذاته في الساعات المنصرمة
إستدار خارجا و مازالت ضربات معدته تتعالى بـ لا نمطية

و قبل ان يخطو عتبة الباب شعر بحركتها خلفه ، ليلتفت بعجل ، يود إلتهام وجعا كان هو سببه من ملامحها التعيسة !
عندما رأته شعـرت بـ شعر رأسها يتيبس بإكمله ، و رعشة أرعبتها سرت على طول اطرافها الاربع !
عمودها الفقري انتصب و كإن تيارا كهربائيا صعقه ، كل هذا و الدموع ابت ان تتوقف قليلا ؛

بضعف اكتسح كيانها رفعت كفها لحذف تلك البقاع المبتلة من فوق خديها ، و بذات الوقت تعصر مقلتيها من ماء يسكنهما ، عليها أن تبعد هذا التشوش من امام بصرها ، لتتأكد من كونه هو امامها و ليس مجـرد أمنيـة حمقاء تتنفسها


هو إستدار بكامل جسده ليتابع حركاتها المصدومة ، شحوب وجهها و ذبول نظراتها يتناقض جدا مع تلك الوقفة المستقيمة المتحدية ،
دوما كان ممن للمشاعر لا يقدرون ، 20 عاما و يزيـد لا يذكر إنه بهم قدم لأحد ما حضن يسحب فيه وجعه !
حتى عند إستشهاد والده و مصطفى رحمهما الله ، لم يكن حينها الرجل العطوف على وجع اخته ، بل كان عاجزا عن التصرف بطبيعية كـ سائر البشر ،
فالشعور الانساني يخلق به ضعفا يمقته ، و الآن يشعر بالعجز من جديـد

و كإنه دهر مر و كلاهما في الصمـت متلحف ،
شق احد اطراف تلك الدائرة الكريهة المحيطة بهما بقوله : جاي دا ارجعج لبيتكم


لتمـزق الدائرة بأكملها اثر لا مبالاته الحقيرة ، أشعرها بإنها رخيصة جدا
بل جدا و جدا !
هجمـت بـ غضب باكي : قتلـك ما أرجع لو تمووت ،، تعرف ، صوجي اني الحيواانة خليتك تتجاوز على ابوية ، بس اني ابوية اغلى من روحي ، تعرررف شنو يعني اغلى من روحي ، و مستعدة يسمع خبر موتي اني اغلى بناته و لا يشوفني بهالحالة ، مستحيل اكسره اكثر ، والله ما اسويهااا ، هوة بس اني يحبني صدق ، شلوون اطعنه بظهره و اعترف له


لا تعلم بإنها هكذا قدمت له هدية بحلة بهية مغلفة و مزينة ، و لما فتحها لم يجد سوى نقطة ضعف ذلك الحيوان !
جيد
لتكون الغـاية تستحق تهشيم قلب الوسيلة التي تقف امامه بعلياء متفطر الواجهة


كررت بعناد ذكره بتلك الايام الاولى بعد هربها ، يعترف .. إشتاقها ! على الاقل لم يكون يومها الوحش الذي سلب براءة سجينته : ترة هالمرة صدق ما رح تقـدر تجبرني ، رجعة لأهلي ما ارجـــع


هدأها بـ صوت خافت : صوتج لترفعيه ، و عناد ما اريد ، انتي اول و تالي محتبقين عمرج كله محبوسة هنا


لتجابهه بقوة لم يستلطفها بتاتا : رجعة ما ارجع ، و حضرتك حترجعلي كل اوراقي ، و تنطيني فلوس تكفيني انو اروح لاربيل ، هناكة رح ابدي حياتي من جديد


كانت الجملة الاولى التي نجحت بقولها متصلة و من غير فواصل دمعية ،
لا تعلم من اين ارسلت تلك الفكرة لعقلها ،، لكنها و بعد ان رأت لمحة من الدهشة في عينيه هنأت نفسها

عادت لتردف : و الافضل هسة تكمل كلشي ، حتى تاخذ بيبيتك وياك من ترجع ، لإن هية مريضة و اني ما بية حيل نفسي ، و ما اقدر اروح لبيت خوالك حتى اوديها اذا صارلها شي لا سامح الله ، فـ إنته حلها بسرعة


تود دق عنقه بمسمار عملاق ، لتنصف تفاحة أدم هذه التي تتمركز به ، فقد تكون هي السبب بصمته !
لم لا يناقشها ؟
أينقصها صمته الآن ؟
عليه تحمل غضبها و قهرها ، عليه تهوين الامر قليلا
و ليس كما فعل سابقا بعد مصيبته ، حيث تركها بـ نحيبها النادم كـ خطيئة !

صرخت هذه المرة بـ فقدان صبر ، و للأسف تهدجت نبرتها : جاااوبننني ،، لتببقى سـاااكت ، قلـ ـ ـي إييـ ـ ـييي ، قلـ ـ ـي بعد ما اشـ ـوف اهلـ ـ .... ،، أم م م ـ ـي

لتخسر تلك الزائفة من القوة فتعود لتبكي بقلب محترق : علـ ـي ليـ ـش ، هيـ ـجي سـ ـ ـويت ؟ لييييش خليتنـ ـي اكره نفسـ ـي ؟ ليـ ـ ـيييش ؟!



كم هي حمقاء ضعيفة !
تلومه لإنه كرهها بذاتها ؟
و هو ؟ ألم تكرهه حتى الآن ؟

إعتكف بسكونه ، و أشعل فتيلة غضبها ، لتصرخ وهي تتقدم نحوه : الله ينتقـم منـ ـ ـ..!


أصمتت نفسها بنفسها ، ويل لقلبها الذي لا يحتمل مكروها قد يصيب جلادها !
أكملت طريقها تنوي الخروج من المكان الذي ضاق عليها إلا إنها صعقـت حينما شعرت بقبضة كالفولاذ تمسك ساعدها لتمنعها من اتمام الحركة
شعرت بشلل مجنون يصيب كافة عضلاتها ، حتى حجابها الحاجز ابى ان يتحرك ، فضنت الهواء تعفن بداخل رئتيها ،
فـ سعلت بقوة كردة فعل تلقائي قامت به قصيباتها الهوائية حتى استكانت !

و كم حاولت سحب ذراعها منه الا إنه كان قاسيا جدا ، و لم يلتفت لضعفها
أ قلب ذاك الذي يستكين به ام صخرة ؟
كانت تشك بكونها مضخة دماء فقط لكنها الآن اكيدة بإن حتى المضخة قد تليين أحيانا و تكون الطف مما يحمله بين جنبات صدره !


اما هو شعر بوخز شـديد في ' معدته ' جعله يضغط على يدها بلا إدراك ، لتستخدم يدها الأخرى في خربشة ذراعه كي يفلتها : وخـ ـ ـر ، شتريـ ـد منني بععععد ؟ وخر لااا اصييح و اقعد بيبيييتك ، وخررر علييييييي


لم يهتز ، لربما كان ينتظرها كي تأخذ بثأرها منه ، نعم يود إستفزازها لرؤية نتيجة عمله ، إن اوجعته سترتاح قليلا ، فـ هو الادرى بالثأر و نيرانه و ما يخمدها من رمال جائعة

وهي الأخرى كإنما تحينت فرصة كهذه ، فإستخدمت أظافرها الغير مقلمة لدسها في جلده و هي تتابع دخولها العسير ،
ما إن شعرت بـ هزة ذراعه إثر الوخز سحبت يدها بسرعة و كانت ستبكي لرؤية قطرات دماءه ،

لم تهتم بوجعه ؟
تبا له ، هذا لا شئ مما فعله وعليها الفخر وهي ترى بقايا جلد له ودماءا تدس تحت اظافرها
ضغط على ساعدها مجددا ، ليهمـس بـ خفوت : إنتي لازم ترجعين


رفعت رأسها لتنقل نظراتها من اناملها لوجهه الكريه ، المتعجرف !
تمنت لو بإستطاعتها غمس اظافرها بعينيه هذه المرة ، قد تتمكن وقتها من رفع تلك الغشاوة التي تجعله يرى الناس صغارا امامه و امام مصلحته الشخصية

ضغطت فكيها لتجيبه بحدة : خلصت مهمتي ؟ هاهية اخذت الي تريده ، و بس باقي تكسر قلب ابوية حتى ترتاح ؟


ليبتسم ساخرا ، و وجد علي يظهر من جديد ، و لا يعلم من الاخر الذي تحمل حماقاتها طيلة الدقائق الماضية : بالضبط ، خلصت مهمتج .. و بعد ما احتاجج بشي


كانت يمينها هي المسجونة بقبضته ، فـ رفعت يسارها بلا شعور بمحاولة يائسة لصفعه ، لكنه كان بالمرصاد فـ أمسكها بيساره ،
و هكذا اصبحا متواجهين ، و ايديهما متشابكة بعلامة الضرب !

او الـ X ، تلك علامة الخطر المعروفة ،
نعم .. فـ هما كـ وقود و عود ثقاب ، و لا إقتران بينهما الا و حريق يولد !
أ وهنالك حريق أكبر في الغيب ينتظرهما يا ترى ؟


هزت بذراعاها سوية و بقوة كي يفلتها و صراخها تعالى : وخــررر ، عوووفني ،، آآه ، كاافي عـ ـووفني


كاد ان يلطمها على فمها لتتوقف عن هذا الصراخ الغبي ، إلا إن شخص ثالث تواجد ، جدتـه التي آثرت الدخول في هذه اللحظة ، فلا يجب أن تنتظر أكثر و مصيبة اخرى على وشك الحدوث ، تقدمت خطوات صغيرة و صوتها يأمره بحدة : عوف البنيــة


افلتها بسرعة ليس تلبية للطلب ، و إنما لوجودها المفاجئ ، إستدار ليراها فـ ما كان منها الا ان أشاحت ببصرها نحو الفتاة و بخلت عليه بـ نظرة واحدة : تعالي بيبي


تحـركت الفتاة من خلفه لتقترب من الجدة ، و هو لم يكف عن التهامهما بـ عينه !
و لشدة دهشته احتضنت جدته ' زوجته ' محدثتها بلطف : أمي لتخافين ، محد يلمسلج شعرة واني وياج ، و ما اروح لبغداد اني هم اجي لأربيل ، و ناخذ لينا ويانة


ليرفـع بصوته ساخرا ، و تمللت استقامة جسده : اي و منو يخليكم تفترون بكيفكم يم الغربة ؟


تحدثت المسنة من غير ان تتعب بصرها ليبتعد نحو جسده الضخم : ليش شبية صغيرة اني ؟ مشينا وراك شحصلنا غير الاذية ؟ حجاية وحدة بعد متحجي


ليـثور : يابة والله العلي العظيم ، إذا معفتي هالحجي الزايد لا اجرها هسة من شعرها و اشمرها على ابوها شمر و شوف منو يقولي لأ


رخيصة
رخيصـة
رخيصـــة !!


و هاهو يثبت الامر اكثر فأكثر ،

تحدثت جدته و جلنار تبتعد عنها لتقف مجاورتها : حتى بطلقة وحدة براسك يطلع روحك


ليهزء كعادته : عادي ، المهم اطيح حظه قبلها


امامها ، يتحدثون عن والدها و كإنه احد رجال المافيا ، إنه لشعور مؤلم ، مؤلم لدرجة البكاء !
يا الهي ، صبرك

إستطرق بعدها بجزم : هية اول و تالي ترجعلهم ،، خوما تبقى هنا


لتجيب الجدة : مو مرتك ؟ غصبا ما عليك تبقى


حبست أنفاسها بذل ، يود الخلاص منها و كإنها شئ قذر ،
' مرته '
نعم إنها زوجته ،، لكن شتان بينهما و بين الطبيعين من الأزواج !!

توسلت الله ان يمنحها التعقل بهذه اللحظة ، و لم يخيبها رب السماوات كـ عادته ، فهو الرؤوف بعباده الضعفاء
ما الذي تفعله ؟
تستمر بالغوص في وحل اهدار الكرامة هذه ؟ بالطبع لا
فكفاها ما حدث ، بل و فاض
فلتعود لأهلها ، و لتخبئ ما حل بها ، حفاظا على حياة والدها ، فهو لن يحتمل شئ كما حدث لها
رغم بطشه .. لن يحتمل وهي أكيدة

عليها فقط ان تلملم شتات نفسها الذابلة و من ثم تعود ،
رفعت بكتفاها و زفرت انفاسا حارة لتلحقها بـ : خلص ، أرجع بس مو اليوم .. الخميس ،

و بحدة اضافت : و بابا ما رح يعرف بأي شي صار هنا


و قبل ان يعاكس قولها بقول أقوى استطردت : و لا والله العظيم ما ابقى هنا ، و لو تقلب الدنيا هم متلقيني ، و قتلك البارحة ، ما عندي شي اخسره فوق الخسـرته








.
.
.












كـ أي أم أصيب صدرها بـ شظية ليقتسم فؤادها لـ أجزاء تلتصق ببطانة الجسد ، ما عدا جزءا واحدا ، ذاك الذي ضاع منها
يمتاز بـ كونه ضعيفا و غضا ، نديـا كالفاكهة
و نقيا كـ سماء الربيع
جزءا ملفوفا بـ فستان من الفرح صمم ، و من السكر لونه !
أو هذا ما ظنوه
حتى خربش وحش الواقع بأظافره فوق سعادة وهمية اختلقوها لأنفسهم ،

لربما لم تكن سوى رد صفعة لأحدهم
كـ الرجل الكبير ؛
لكن تلك الصفعة لم تحطم فكه بمفرده ، و إنما هشمـت عظام الأسرة بكاملها ،، حينما أدركوا ان البياض قد يكون لون فستان الزفاف
و لكنه بالتأكيد أيضا لون الكفن !

فـ كفنت أحلامهم من ثلاثة أسابيع اندثرت من العمر ، بأيام عجلة ،، هذه التي تمضي جريا و كإنها تسابق الريح غير أبهة بنهايات لـ بشر ينتظرون الوقوف قليلا لرشف جرعة راحة فالسقيا بماء الفرج !


فقدت القدرة على الحركة الذاتية ، و ليس لعيب جسدي ، و إنما النفسي هو ما حطمها !
فلذة كبدها ، و أخر عنقودها سرقت بـ سواعد سوداء الى قعر المجهول ، و لم تستطع كف الأذى عنها كما تفعل دوما منذ أن ولدتها لهذه الحياة بعد إذن الله
لم تنجح في إنقاذ صغيرتها العروس ، و أخر فرحتها

لـتقتل السعادة في مهدها ،، فتدمي ملاءات سريرها الوردي ، و يتربع السيف بتعال فوق صدرها !

كم تنزف وجعا عند كل أذان يمر و ابنتها مجهولة المصير ، لا تريد مالا و لا صحة ، لا تريد نظرا و لا حتى سمعا !
و فؤادها أيضا مستعدة لإن تخسره فقط كي ترى فلذة قلبها و تقر عينها بها لمرة واحدة ،
النوم بات من الأماني التي لا تدرك سوى بالأدوية المندفقة لـ اوردة الجسم بحقنة طبية ، إلا إن الليلتان الماضية لم ينفع معهما أي عقار

فكما يقال قلب الام لا يخطأ إحساسا ، و هي أكيدة بإن مكروها حدث توا لفتاتها ، لم تترك أحدا في المنزل إلا و أغدقت عليه بشتائمها و غضبها الأعمى ،
كلهم مسؤلون عن ضياعها ، و المسؤل الأكبر هو زوجها

لم يكف يده عن أذى يرميه بدم بارد فوق أكباد الضعفاء بل و حتى الأقوياء ، أولئك الذي اضمروا له شرا فإنتصروا بحرق فؤاده بإبنته للمرة الثانية !


جرت من بين كومة الأحزان تلـك على صوته الشديد وهو يلج الغرفة التي اعتكفت بها منذ غياب القمر عن مساءاتها : سوسن .. هاية التراجي مال ...... جلنـ ـ ـار ؟!


تقطعت أنفاسه وهو يحاول نطق إسم فقيدته ،
حبيبته المدللة ،
قرة ناظريه !
هنالك أمل شع سراجه في طرقات حالكة ، هذا ما شعر به حينما أرسل احدهم هذه المصوغة في ظرف محكم الاغلاق ، مع رسالة نصية تدين الجاني
أولا عليه التأكد من كون هذا القرط يعود لإبنته ، و من ثم ، سيتمنى ' علي صفاء ' الموت و لن يدركه !

تلك العاكفة على سجادتها استقامت بجوع قاتل لإي خيط قد يصلها بحبيبتها و دموعها التي دوما تعتب مشارف الاجفان عبرت سدها لتسقي الوجه الشاحب : وينهاااا ؟

أخذت منه القرط المنفرد الذي معه ليتعالى معه نشيج البكاء و هي تتوسل بلا شعور : إيييي ،، اييي ماامااا ،، هاااية ترجييية بتتي ، والله هااي تراجيهااا ، جاانت لابستهااا بيـووم المهر ، ايييي اوييلي ماامااا !


لتتمسـك بساعد زوجها و العويل يأبى أن يتوقف : قااااسم رجعلي بتـــي ، قاااسم اريييد جلنااار ،، مثل ما اخذتهااا رجعهااا



إعتاد تلك التلميحات المباشرة لكونه هو الجاني الأول بالقضية ، و لكونه صاحب السلطة هنا ، فكان دوما ما يعنفها لأجل هذا الامر ، إلا الآن .. فهاهو يصمت ليسحبها بقوة فترتطم بصدره و يعلو للمرة الاولى صوت عويل من نوع اخر
عويل رجل يعلم إن شرفه و عرضه و حتى روحه يتدلون من على جرف الجحيم
لتصلاهم النار واحدا تلو الأخر عقابا عن خطايا انزلها بقلوب كثيرة ، !

فقـط لو تعود فتاته سليمة ، يقسم بإنه لن يعود لـ وكر الذئاب ذاك ،، بل لن يقترب من عتبته ، يقسم
فقـط لو قر الله عينه بجلنار المعذبة !
و لكن بالطبع لا توبة تكون قبل إحقاق الحق الذي يستحقه الحيوان المسمى بعلي صفاء
الدكتور !
دقائق فقط و كافة المعلومات ستكون عنده عن حشرة تطفلت على منزله لتلسع أفراده كافة ،
سيرى ذلك الطبيب كيف سيكمل مشوار عمله بعـد ما فعل







.
.
.


نهآيةْ الإدآنة الثآنيةْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 15-08-12, 05:43 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


رزقني الله و إيآكم أحبتي فضل ليلة القدر ،
و كُل عام وآنتم بألف ألف خير ، أعادهُ علينـا باليُمن و البركةْ

،



الإداَنةْ الـثآلِثَةْ



غدا وبعده....وطني ستطوي صفحة المحن
تعود نواريس النهرين تزف مواكب السفن
وتختم أم أيوب نهاية رحلة الشجن
نعانق بعضنا بعضا و نردم هوة الفتن
فقدنا نصف أهلينا دفعنا باهظ الثمن
فمن جيل إلى جيل علينا لعنة الزمن
بلينا يا بني و طني بحكام بلا فطن
وأن الأن أن نبني عراقا أمن السكن


كريم العراقي







تتأرجـح النفوس على حبل فاصل بين الخير و الشر ، فـ تارة تميل يمينا ، فـ يبدو أصحابها كـ أطفال بريئـين ، و اخرى شمالا ، لتقارن تصرفاتهم بتلك التي للشياطين !

و من منا من يمكنه أن ينجح بـ عبور ذاك الحبل من دون ان يتمايل بتخبط ؟

فـ كذا كانـوا هم ،
زمرة من بني البشر ، لهم وجهان لـذات العملة !
يتمايلون هنا وهناك بتخبـط و تخوف من السقوط المهلك
فالأسراف باللين يـعصرهم ، و بالقوة يكسرهم !
و لا إستقامة تفلح لمواجهة الأخرين ، فـ الدهر كفل تغيير بني أدم ، ليجبر المستقيم ان ينحني قليلا كي يكمل مسيرته



؛



لم تشـأ الذهاب حيث دعتها والدته بالأمس ، فـ حرج من الوقت هذا الذي تمر به ، تشعر بكل من امامها يحمل معه إحدى الكاميرات الحمقاء ، ليلتقط لها صورا بالطريقة التي ترضي ذهنه !

و لم تجد احدا حتى الآن إستطاع ان ينجح بإقتناء كاميرا غير تقليدية ،
واحدة تستطيـع الكشف عن دواخل النفس و خواطرها
حتى الطبيبان المرتبطة بأحدهما دما و بالأخر شرعا لم يحاولا أن يستخدما أجهزتهما الحديثة لـ معرفة من هي اللين !
بل ربما كانا الاقسـى

جرت من ظلمة بؤس تلون افكارها إثر صوت رفيقتها المستكينة امامها ، تلك التي لاذت بصمت قصير بعد أن أخبرتها عن خطوبتها التي تمت ، ولم تقطعه إلا بـ إستنكار جازم : يعني ، هسة إنتي مخطوبة ، و لواحد خاطب !!


بإبتسامة ساخرة امالت برأسها قليلا ، ثم مدت بساعديها فوق الطاولة لتتشابك الانامل بينها ، و كإنها هكذا تحمي قصتها من ان تهاجم من قبل أحدهم
بعدها إستطرقت بذات الوجه المغلف ببشاشة مصطنعة : و لازم انتي تقولين مبروك


لتنعكس البشاشة و لكن بصورتها الحقيقية على ملامح الأخرى لـ تجيب : و الله من ناحية الـ مبروك ، فمليون مبروك يستي ، بس يعني ، أعذريني .. مدا اقتنع إنو إنتي تقبلين بهيجي شي

لتردف شارحة و تلك تقابلها بـ هدوء باسم : يعني شوفي ، خطاطيبج شيبوا راسي قبل راسج ، فإتوقعت يوم الي تقبلين ،، اكيد حيكون هذا فوول اوبشنز ، و هسة تصدميني بوااحد خااطب ؟ اييي لتبااوعيلي هيجي و انجبي


لتضحك الاخرى بخفوت : شحجيت حتى انجب ؟ ومدا أباوعلج بغرابة ، أتحفيني أنسة رنا ، غردي و بعدين اقلج ليش قبلت


ليطفو الحماس بصوت رنا و هي تقترب برأسها نحو الامام : ذيييرز أ ريزن ؟ لااا عيوني لا ، إنتي الي حتتحفيني و تحجين ، يللا ، ليش قبلتي ؟


ببسـاطة و كإن الأمر بغاية اليسر بالنسبة لها أجابت : يحبني


لتستنكر رنا و ملامحها انزعجت بوضوح : ضرغام هم يحبج ، شنوو الفرق يعني ؟


رفعت حاجباها و تنهيدة غبية استطاعت الهروب من بين حروفها المتزنة : لإن اعرفه ، و اعرف اهله ، و احب امه ،، همم ،، مو كافي ؟


إستفسرت : وهوة ؟ تحبيه ؟


إستنطقت رنا بسؤالها شئ ما غير اللسان ، أوغيره بإمكانه التحدث ؟! : لأ طبعا ، بس قتلج ، مقتنعة بيه ، و بعدين هوة جواريننا من زمان ، و بابا الله يرحمه يعرفه كولش زين ، و علي يعتبره اخوه ، يعني بين قوسيين هوة الانسب


لتعترض الأخرى بعقلانية : يعني لينا إنتي فد وحدة متناقضة بشكل ، وهسة يللا عرفت هالشي


سحبت ساعداها من مكان توسداه بأريحية لتضع كفا فوق كف وتسندهما هذه المرة على ركبتها اليسار ، وعنقها مال يمينا بإستفسار ، لتستطرق رنا : قبل فترة قتلج على إبن خالتي سويتيلي قصة


كعادتها تلتزم بالدفاع عن موقفها بثبات : لتقارنين أصلا ، حبي عمر دكتور ، و مو قصدي أستصغر إبن خالتج طبعا .. بس كل إنسان و إله نصيبه بالحياة و طبعا ميصير نقارن عالم و جاهل و حتى رب العالمين همين رافع من قيمة العلماء


لم تعقب رنا ، فـ من امامها أصابت أم الحقيقة بقولها


أضافت لينا بـعد أن إلتمست موافقة صامتة ارسلت بنظرات رفيقتها : و إحتمال تقولين هوة مو بيده مكمل تعليمه ، صح اني وياج ،، بس إنتي هم مو مجبورة إنو تربين جهالج بين عقلين مختلفين تماما ، و بعدين إنتي عبالج حيسعدج ؟ حبي الرجل الشرقي طول عمره شايف روحه ، و اغلبهم بس تحجين وياهم حجايتين يقولون انو همة قوامين علينا ، ولازم نسكت و نمشي وراهم حتى لو رأييهم غلط .. فـ هالشي حيخليه دائما يحس بالفرق الي بينكم إذا بس ناقشتيه بموضوع صغير ، و حيخلقلج مشاكل من جوة القاع


لم تنكر إستحسانها لتلك المحاضرة ، و الأخرى إستغلت الأمر لتسهب : و بنهاية المطاف محد واقع بيها غير الاطفال الي صعب يتأقلمون بين عالمين مختلفين و عقول ممرتبطة بالتفكير


زمت بشفتيها إعجابا : أفحمتيني والله ، ' و إستطرقت باسمة ' هسة انتي نشف ريقج و اني رفضته و خلص


لتبتسم الاخرى ببرود ، و أضافت رنا : و حضرة الدكتوور عمر اكيد ماشي على قانون الشرع محلل أربعة ، بااجر عقبه ياخذ عليج وحدة و اثنين و يربعكم


لتفلت من بين شفتيها ضحكة لا إرادية ، الحقتها بسعال خفيف و لكن أثار تلك الجريمة إلتصقت بـ بريق عينيها البارزتين لإرتداءها هذا الخمار الزيتوني اللون ،


رنا قابلتها بإبتسامة شقية لتهمس : تضحكين خاتون ، خير ؟


لترفع حاجبيها و بصوت متشدق بالسخرية الضاحكة اردفت : لا هيج ماكو شي ، بس لتخافين لا يثلث و لا يربع


لتقول تلك بعجب : بس مثني ،، و انتي عااادي عندج !!


زفرت هواء صدرها و شعرت بأنفاسها كـ ريح صعيقة ، أجابتها بعدها بـ منطقية : اروح ارجع اني الثانية ، مو احسن من الـ..!


جملتها بترت عند إرتفاع رنين الهاتف بـ نغمة رسمية ، لتعتدل بجلستها ثم أخرجت جهازها من جيب البنطال ، رفعت نظرها نحو رنا ما إن رأت المتصل
لتستفسر رنا : عموري ؟


بـ عفوية اجابت : هههه أخت عمور..!


لتبتلع ' ياء ' التملك التي كاد لسانها الخائن ان ينطقها ، يعتلي إعتقاد ما على منصة التفكير بـ بإن هنالك اخر خلف هذه الزلات الكلامية ، فـ هي واثقة اشد الثقة بولاء لسانها !!
إذن من الخائن المتخف ذلك ؟ إن كشفته لن ترحمه مطلقا

نظفت حنجرتها بسعال قصير ، ثم رفعت الخط ، ليأتيها صوت أية بلطف : ألوو هلوو لين


بسمة خفيفة داعبت فمها لتجيب : هلوو حبي ،، شلونج ؟


بذات اللطف جاء ردها : تمام والحمدلله ، انتتي شخبارج ؟


تشعر بالإنزعاج من مراقبة رفيقتها لها ، فهذا يجعلها متوترة من أن تصطاد أخطاءها بسنارة ترميها تلك الرنا بكل تبجح ، خرجت نبرتها هادئة أكثر ، و الإبتسامة لا تزال متقنة الرسم : الحمدلله على الله ، ' و بمحاولة لطرق ابواب الحديث ' همم شكوو ماكو ؟


لتزداد حماسا : اكو حبي اكو ، شووفي قلب بدون نقاش أني و ميس جايين وية عمر عليج العصر ، نطلع شوية و انتي اشتري كم شغلـ ..!


لتقاطعها بشئ من الجدية و لم تهتم لتحيين تلك الصيادة لزلات قد تقع بها : لا لا لا ،، حبي قلت لخالة ما اريد ،، يعني ميحتاج و ..


لتهم أية بمقاطعتها هذه المرة : حبي ماكو اعتراض ، و البارحة حجييج وية ماما لما قلتلج فات و مات ، أما هسة فأني عنيـدة ، و ما رح اخليج غير لما تجين .. فلتحاولين ترفضين و تتعبين نفسج ، النتيجة وحـدة صدقيييني


زمت شفتيها بنفور ملقية بنظراتها نحو رنا التي همست بإهتمام : شكوو ؟


أشارت لها بيدها كي تنتظر قليلا ، ثم اغلقت الخط من بعد أن إطمئنت أية من رضوخها
انزلت الهاتف على الطاولة امامهما ، ليأتيها تعليق رنا مداعبا : شنوو طلقوج ؟


بشرة وجهها تجعدت بكاملها و جاء صوتها الأخر مستنفرا : و ليش يعني ؟


لتضحك الأخرى وهي تراقب استنكارها : شنو ليش دباعي وجهج مضروب مية راجدي ' كف'


أغاظتها فعلا و لم تجد تعبيرا اقوى من أن تخرج لها مقدمة لسانها معلقة : سخيفة









.
.
.





على الجانب الأخر ، ما إن اغلقت الخط إلتفتت حدو والدتها قائلة : مام قبلت


لتهز والدتها رأسها برضا و نظراتها مصوبة على الباذنجانة التي بين يديها تحشوها بمهل : عفية ماما


تدخلت الثالثة المستندة بطولها على باب الثلاجة و التي لم تكن راضية بتاتا عما يحدث : و انتي بكيفج تقولين ميس هم تجي ؟ أني بصراحة مو مثلج و ما اخوون زينب


توقفت يدا والدتهما عن العمل ، لتراقب ردة فعل أية التي إستدارت لتقابل شقيقتها : حتى لو متجين مواقفة عليج نروح اني و عمر


ضاقت عيناها لتحولهما نحو والدتها : ماما شنو هاي ؟ فهموني شمسويتلكم هاي البنية ؟ و الله حرام عليكم فكروا شوية بزينب


زفرت أية بـ غيظ متمتمة : صايرتلنا ملك اثنين


و والدتها أضافت وهي موقفة عملها لحين إنتهاء المناورة : ميس ، مو يومية نعيد بنفس الحجي ، من تجي البنية هالسوالف مال جهال ما اريدها


علقت أية : يا جهال ماما ، عمرها 22 بعد شنوو


صححت هي : 23


لتبتسم أية بمنتصف النقاش المتنافر : هذا الي همج ؟ دنشوف باجر عقبه شلون تقومين تبجين اذا كبرتي يوم


لم تهتم بالتعقيب عن الامر ، فما يجري حولها احوج لإن تتحدث بشأنه : هسسسة شلوون ؟ يعني تريدونا نكون طبيعيين والوضع كله مووطبيعي ؟ والله مترهـم ' متضبط ' !


بإقناع إستطرقت الوالدة : تحبين أخوج و تريدين سعادته مثل كل اخت ؟


اعترفت بـ سرعة : أموت عليه والله ، ليش هوة عمر مثل الاخوة حتى نقارنه بيهم


لتضيف والدتها بحنية تدفقت من بئرها المملوء حبا لهاتين الحاضرتين ، و اولئك الغائبين : اي والله ، تروحله فدوة امه .. عمره مسوى شي لنفسـه ، جان شاب هستوه و مغرته الدنيا و إشتغل و عاف دراسته علمودنا ، و حتى زينب قبل بيها لإن شافني مقتنعة بيها ، و لإن مجان ناوي ياخذ لينا


تشـدقت الاثنتان لتتمة الحديث ، علهما يصلان تلك الحلقة المفقودة من القصة ، لكن والدتهم خيبت امالهما حينما توقفت عن الحديث قليلا ، لتضيف شئ غير ما تنتظران : و هسة الله كتبله يفرح بيها ، يعني ميس قابل انتي مقهورة على زينب اكثر مني ؟ لو مستحية من اهلها اكثر ؟ والله اني احـس قلبي محروق عليها بس شبيدي واسويه ، اعرف ابني يحب لينا ، أدري بيه يتمناها من قبل ، ليش أقله لأ عيب و حرام و هوة لا عيب ولا حرام


لتضيف أية بعجل : شفتي مو قتلج يحبها


لتستفسر والدتها : و إنتي من وين عرفتي ؟


اجابت بـ خجل احمر له صيواني أذنيها : مـ ـ .. مبييين


لكن ميس تدخلت : كذاابة ماما سمعتكم تحجون انتي و عمور


إبتسمت بخفة وعادت لتنهي عملها موضحة : لعد مدام تدرين لازم متلومين لينا ، لومي اخوج لإن هوة الي يحبها


لتعلق بضجر وهي تتملل بتلك الوقفة : من امداااه لهيج حب


ضحكت أية و والدتهما علقت : دياللا قوموا ساعدوني ، الدولمة يرادلها شغل و حضراتكم ذبيتوها كلها براسي

الدولمة ' محاشي شبيهة بورق العنب '



وهم في غمرة عملهم ، سألت ميس : كفوووحة ، أقلج ملك ليش مقابله على لينا ؟ و هية اكيـد تدري بدساايسكم هاي و تعرف بعمر افندي يحبها


أية الأخرى بقيت تتتظر بلهفة جواب والدتهم ، فما تنطق به سيكون مربط الفرس !
إلا إنها للمرة الثانية لم تجعلهما تفلحان بدهاء حاولتا التزود به : تشوفها متناسبه ، و مقهورة على زينب هم ،، و كااافي حجي عن هالشغلة و اشتغلوا


ردة فعلهم الصامتة دعتها لتسترسل مستنكرة : للغوة الزايدة جاهزين ، و بس اقللكم شيلوا خاشوقة ' ملعقة ' كل وحدة تتحجج ، ذابين كل شي برااسي ، و أرجع و أقول حجي بهالموضوع ماريد إفتهمتووا ؟؟



ضحكة قصيرة افلتتها أية كي تمتص الإحراج الذي تلبسها بينما ميس علقت بغيظ : شدعوة عيني خاتوون رأسا عصبتي


فتغنت عنها أية بمناكشة : شصار شدعووة شقلناالج على كلمة الدنياا قلبتيهااا


ليطير غيظ ميس مكملة : قلناالج يسلملي جمااالج و المشيية الحلوة التمشيها ، هلااا


و تحمسـت أية فإستخدمت ملعقتين لتضربهما ببعض مصدرة طنينا مزعجا : شصاااار ؟


أكملت عنها ميس بصراخ و تصفيق طربي : شـدعووة ؟


ثم أكملتا بتناغم غير منتظم : شصار شدعووة شقلنااالج هلااااا



لترسما الابتسامة النابعة من أعماق الوجدان فوق شفتي أرملة ، تشتاق كثيرا من يذكرها بأولويتها في حياة اولادها
كشئ من التملك او الانانية الفطريـة !
تحتاجهم كـ بلسم يهدأ أوجاع جراحا عميقة ، لا ظن معها بالشفاء التام

و هن ، مع شقيقهم ،، كانوا دوما .. من البلسم أنقى

و لتكتمل سعادتها بتلك اللحظة ، سمعوا صـوت بوق سيارة شبلها الغالي معلنا عن تشريفه المنزل ، بـ همس اجهرت : الله يحفظك يا امي ولايحرمني طبتك ' دخولك ' علية


و كعادته ، هو من ترجل ليفتح الباب الخارجي و من ثم ادخل السيارة ليغلقه خلفه ؛
لم يكن كمصدر إزعاج لأحد مسبقا ، بالفعل .. هنيئا لـ إبنة الدكتور صفاء قلبا نقيا كـ قلب ولدي ، و أخلاقا مترفعة و متحفظة كالتي يملكها


دلف المطبـخ بوجهه المحمر إثر الحرارة العالية التي تجلد بها شمسنا ، وقابلتـه ميس بـ غنج اعتاده : يممة يخبل حتى وهو عرقان و حران هم يجننن


إبتسم بخفوت : السلاام عليكم


و مد يده الحاوية على اكياس يبدو إنها حاملة للخضروات نحوها . تلك الشقية : ديللا اخذي الغراض من الحلو ، لإن مو بس حراان ، ميت حر


كانت ستأخذهم لولا إنه حدث والدته التي سألته عما معه بعد ردها السلام : لقيت واحد يبيع سمـج جدييد مبين ، و جبتلكـ..!


لتنسحب ميس نحو الخلف بخطوات سريعة : ويييع و تريدني اشيله ، شقد مكروه صاير وياية


نهرها : وجع ، نعمة الله هاي إحترميها


لتتقدم أية بطلب من والدتها لتحمل اثقالا خفيفة من اخاها معلقة بـ إبتسامة : أختك لوقيية


ضحكة قصيرة كانت رده اعقبها بـ : بعدها صغيرة خلي تتدلل علية شعندي غيرها


لتهدد : هااا بدينا بالتفرقة العنصرية


تركها ليتحرك متوجها من المطبخ نحو الحمام مارا بالممر الحاوي على صالة مفتوحة : انتي عندج محمد يدللج


ضحكت خجلة لترفع بصوتها وهي تتحرك نحو المغسلة الخاصة بالصحون فـ تضع الاكياس فوقها : مكذبت ميس صااير مكروووه


فترة قليلة تلك التي إختفى بها ليعود مجددا وهو يمسـح وجهه المبتل بفوطة علقت حول رقبته بعد ان خلع قميصه الملئ بالعرق ،
كان يرتدي فانيلا تضغط على جسده فبدا و كإنه مصارع بتلك الهيئة الخشنة بالأخص مع الجرح بغرزه الثلاثة في كتفه ، كان جدا يثير الإزعاج


جلس على احد المقاعد ليتبادل مع اختيه و والدته اخبار ما حدث اليوم من مستجدات ، و من ثم و كإنه تذكر ، فقصد ميس بحديثه : شعشبوونة ، باجر إن شاء الله اخذج للشركة الي يشتغل بيها ألن عندج مقابلة


لتعلق أية ضاحكة : هلوو عيني طقووق ،، صرنااا موظفين و بشركات اهلية بعد شنريـد


السعادة إرتسمت ببريق نظرات ميس التي انفعلت بشدة : أوووي حياااتي عمووري والله شكراا ، هسة يللا ارتاحيت ، عفية قعدة البيت مقرفة


ليكمل و كإنه جهز المفاجأة لبعد تناول كأس الراحة التي إسقاها له المنزل : صـدق طلعت نتائجنا


لتصرخ الثلاثة امامه بـ أصوات متفرقة و بكلمات مبعثرة لم يفهمها لكنه اكيد من معناها ، فضحـك ليهدأهم : على كيييفكم ياابة لتخافوون ، الحمدلله تقاديري كلها بين الجيد والجيد جدا


إرتفعت أصوات التبريكات بإسلوب نسائي مضـحك ، فتارة تعلو زغاريد ميس ، و أخرى ضحكات اية الرقيقة ، و لكن الأجمل كانت تلك الدعوات لوالدته التي تركت قدرها يغلي متوجهة نحوه لتقبل جبينه بـ إمتنان شعرت به : يعني هاهية خليتني أم الدكتور ؟ من فدوة تروحلك امك


إستقـام بصعوبة و ضمها بين ذراعيه و نابض بصدره أبى أن يهدأ ، يشعر أنها أحدى أجمل الفترات بحياته ، فهاهو يتلقى نعم الله واحدة تلو الأخرى
مزينة بـ أثمن رحمة لا يدركها الكثيرون ، بل بها يسخرون ، و هي رضا والدته ،، هذه التي شاقت كثيرا في حياتها ، و مازال ذكر الله يتردد حمدا و ثناءا في لسانها !
كم هي إمرأة مثالية ،

لتقاطع ألفتهم ميس راكضة لتخرج من المطبخ : ارووح أخابر ملـك


قاطعها من مكانه : لتخاابريها ميااسة إنتظري ، أني هسة أتغدا واروحلها ان شاء الله


فـ تحدثت أية بإستغراب : ويين ترووح ؟ نريد تاخذنا لبيت عم لينا ناخذها و نروح نشتـري ملاابس ، مال قعدة الخميـس !


إبتسامة والدته وهي تبتعد عنه أكدت له بإن نبضاته المتسارعة قـد وصلتها ليفضح سره العلني أمامها عاريا ، إبتسـم هو الأخر محرجا و حك طرف حاجبه : ماشي اوصلكم و اروح لحدما تكملون

عاد ليجلس مكانه الاول مضيفا بـ لا مبالاة إفتعلها : زين هية تدري ؟


هزت برأسها موافقـة : يب ، بس شلعت قلبي لحدما قبلت ، يا الله عنيييدة !


إبتسامة أخرى كانت من قبل قلبه الذي خفق براحـة حقيقية ، يشعر وكإن هما ما كان يجثم فوق انفاسه المستميتة فيخنقها و قد أزيح الآن و إنتهى الأمر !

ليعود شيئا ما فيخطف منه بعضا من تلك الراحة حينما إستفسرت والدته : يوم رحت لبيت زينب ؟


هز برأسـه إيجابا وهو يفكر بـ نهاية حتمية قررتها تلك الزينب !
يشفق عليها جدا
فـقد كلفها الكثير بـ إقحامها في حياته بلا ذنب لها
و لكنه لم ينوي يوما ان تصل الامور الى هذا الحد ، فـ حينما عقد عليها ، بقرارة نفسه قرر أن يكـون مخلصا لها ولو كان ذلك أشبه بالإنتحار البطئ بالنسبة له !
و لكن أراد الله أن يفيض برزقه عليه ، فـ أعاد تلك الحبيبة لـ تكون أمامه بـ وجع يحتاج من يداويه

و من الاحق بإن يطيب جراحها الندية ؟
بل و يتوجع بدلا عنها أيضا ، أليس هو ، و هو فقط ؟

لكن ولـ سوء حظه و حظها ليس بإستطاعته أن يبدأ بالإستطباب من الآن ، فـ عدته غير متوفرة
وعليه أولا أن يذيقها مرا اذاقته له ، و من ثم يحتويها لـ يكونا لبعضهما دواءا ، كما كانا دوما داء !


عاد لواقع يزدان بـ أفخر مساحيق التجميل ، حينما عادت والدته لتحدثه على سرد التفاصيل : زين امي محاولت وية أبوها ؟ و شقلك ؟


أجاب وهو يتابعها تتحرك بين قدورها بـ عجل : قتله يفهمها موقفي ، و قلي حيحاول


لتتدخل أية : زين هوة شنو رأيه ؟


فيأتيها الرد من تلك التي عادت توا : شنو رأيه و خطيب بنته يقله اني احب غيرها ؟


ليغيم الوجوم على الأجواء ،
فلا قطرة مطر تثقب السحابات وتهرب أسفلا لتريحها من مياه تملأها ، و لا شمس صيف تربض لتبخر تلك المياه من قبل أن تـسيل !
قليلا ثم رذاذ مطر إنتشر لـ يبل الهواء الجاف
ليصدم شقيقتيه بحديثه الجاد : ميس ، أتوقع ما إلج علاقة بالموضوع ، ماااشي اني مدللج و محترم شخصيتج ،، بس لتتجاوزين !


حل صمت بهتت له الوجوه ، ثم أردف مكملا بشئ من الهدوء : أني من عقدت عليها نيتي أساعد صديقي ، وغير شي محد منكم يتدخل بيه ، خواتي على عيني و راسي ، بس لكل شي اكو حد ، فـ لتزعلوني منكم


لـ تهمس أية بتوتر : عمر اني شقلت ؟


أجابها بهدوءه ذاته : أني مدااحجي عليج ايوو ، بس خواتج ديتدخلون هواية ، و هذيج هسة اذا رحتلها تسويلي عزة اعرفها ، بس على الاقل قاعدة ببيتها و خلصان من لسانها ، فما اريد ميس تصير مثلها ، و بعدين ملك عدها اسبابها بس ميس لأ


إسترسل موجها الحديث للصغيرة : اني ما اريد مشاكل باجر عقبه ، تكفي المشااكل الي براسي ، فـ إنتو من هسة رتبوا اموركم ، إعتبروها اختكم و انسوا انو هية مرتي


لا يعلم كيف إستطاع كبح الإبتسامة بـ لفظه ' مرتي '
حمد الله سرا ، فـ ها هي نعمة راحة البال توسع له مجاريه التنفسية لـيزفر مرتاحا ،

للمرة الثانية ، كانت أية كـ قارب نجاة لشقيقتها من زوبعات محرجة .. فـ جاء تعليقها كـ كمادة باردة تمتص حرارة الوضع : همم اليوم الكل واقف عالحجاية ، و لازم كل شوية نغني شصااار شدعووة شقلنااالك !!


إبتسـمت والدتهم التي آثرت الصمت سلفا تاركة لولدها حرية التصرف و وضع الحدود لحياة تنتظره ، فـ واجب عليه أن يوضح لشقيقاته ما سيحدث بوجود تلك الدخيلة بالنسبة لهم

علق عمر بـ طيف إبتسامة مائلة : عيني ماا عاااش من يقلب الدنيا عليكم ، حبيبات اخوهم لازم شوية يتحملونا خوماكوو شي

و إستطرق مشيرا لـ أية : أما إنتي ،، فكل البلاوي من جوة رااسج


لتخرج من حنجرتها شهقة عنيفة محركة رأسها يمينا تارة فشمالا أخرى و نظراتها تستجدي الرفق من والدتها او حتى ميس ،، تلك عديمة الإحساس ، ما كان عليها ان تقف بجانبها مطلقا فهاهي توليها ظهر المعونة

ضحك بخفـة إثر تعليق والدته : عمممر شوف وجهها صار اصفر لييش هيجي وياها ولك ؟ رح تغص
و أردفت تحدثها : يووم ترة ديتشااقة مبين عليه متعرفين سواالف أخووج


عاد الدم ليتدفق بالشرايين الباهتة لـ جسد أية ،، أما ميس فـ فلت كلامها المعاتب بـ دمعة تكاد تسقط بفعل الجاذبية او بفعل الضعف بتلك اللحظة : يعني عبالك بس اية بتج و تداافعين عليها ، أما اني فـ حتى لو يطيح حظي هم عاادي


نادى إسمها وهو يستقيم بعد إستناد يمينه على طرف الطاولة : مييييس

ثم تابع هروبها من صلحه بـدلال كان السبب الاول بتنميته هو وحده ليحدث والدته بذات العتب الذي داهم صوت صغيرته : يوم ليش هيج ويااهة ؟ ترة دتخليها تغار


إبتسـمت بلطف و أثار الذنب ترسم بحركاتها المتوترة و هي تتابع طبيخها : عمر اختك دلوعة و متتحاجة ، و بس إنته الي تقدرلها


أجابها بـ كثير من الحنية : يووم صغيرة ، عوفيها تتدلل ، إذا إحنا مندللها لعد منوو يدللها !


يشعر بإن واجبه يحتم عليه أن يغدقها بحنان فقدته صغيرة ، حنان أبوي خالص ،!
ما نفعه إن لم يسعدها ؟
و إن كانت تتغنج قليلا ، فلتفعل
فهي تستحق !


ترك المطبخ بعد أن جحد أية بنظرة جانبية ، و كإنما يهدد حزبها المكون منها و والدته من أن تؤذيا منتسبي حزبه ، و المقصود بهم ميس لا غير


وجدها تجلـس على السلالم بهيئة مثيرة للشفقة الكاذبة و يدها تعبث بهاتفها الـ زهري اللون ،
علق بـ شقاوة : عود الحلو ميبطل زعل ؟ زين و هاي اليوم اني جايب خوش تقادير و لازم تداريني ' تهتمي بي ' مو تتزعلين واجي أصاالحج


لم تعره إهتماما فـ كرر : إحتمال اطلع من الأوائل


زمت بشفتيها تمنع إبتسامة الفخر من أن تهرب منها لـ يتلمسها ، إستنـد على الجدار بظهره عندما علم إن قصة التراضي ستطول نوعا ما : و هسة ؟ نبقى متزاعلين و باجر منروح للمقابلة ؟!


هنا فقـط ، رفعت رأسها نحوه لترفع حاجبيها بغيظ : خو إنته متصدق ،، تريدها من الله


إبتسامة طفيفة داعبت فمه ليتحدث بلطف بالغ : والله ؟ اني هيجي ؟


إبتلعت ريقها لتهمس بشئ بغير أوانه و لا حتى مكانه ، و لا تعلم كيف فعلتها و تعدت حمراء الخطوط مجددا : عمر ، إنته تحب لينا صدق ، ومدام تحبها هيجي رح تأذيني علمودها ، اصلا بس قلت حجايتين رزلتني ' أنبتني '


تغيرت نبرته للشدة بعض الشئ ، و إعتدل جسده بـ ضيق وصلها ،فأخر شئ قد يتمناه هو تقصير بحق شقيقاته من أجل من لا يستحق : هالحجي الزااايد ما اريد اسمعه ، إنتي تعرفين شنو انتو بالنسبة الي ،و محد يسـوى أزعلكم علموده
ثم إستطرق بمنطقية : وبعدين انتي ليش تعتبرين حجيي قبل شوية علمودها ؟ أني الي قلته هوة الصـح و الي اريدج تمشين بيه لصالحج ، هية ما الها دخل بالموضوع ، و لتزعليني منج بهيج حجي مرة لخ ميس


إستشعارها زعله لم يكن امرا مستساغا ابدا ، خصوصا بيوم مميز كـ هذا ،و لكن هذا لم يمنع محاولتها لإختبار صحة حديثه : زين لعد خلي نروح كلنا اليوم لـ ملك و ناخذها و نروح لفد مطعم بمناسبة نجاحك


شخر هازئا : و تسامحيني حضرتج ؟


بـ نظرة ملؤها الدهاء قابلته صامته ، ليهز برأسه مبتسما : دنشوف قلبي الي مينطيني ازعلج وين نهايته وياج


وقفـت بسـرعة لتنزل الدرجتين الفاصلة بينهما ثم إحتضنته بـ حب بالغ : حياااتي شقد أحبك



أجمل ما حدث ، إنه نجح بالحصول على علامة إمتياز بهذا الإختبار بعد أن وافق على تلك الفكرة و لم ينبذها بسبب خطيبته الجديـدة و وعد بينها و بين أية
هو بالتأكيـد قد تذكر الأمر ، إلا إنه لم يذكره !





.
.
.








يكاد التوتر يأتي بمصـرع خلاياه العصبية ،
لم يتوان عن قذف من حوله بشتائم قذرة لـ لا شئ يستحق !

فقـط كونه ينتظر ضربة مؤلمة لذلك المتعجرف لشئ يدعو للغضب الأحمر .. فـ حتى الآن لم تصله أي أخبار تثلج صدره المحتقـن بغيظ داكن اللون
كـره بينهما عتق بـ أزمان مضت ، ليرتشفه كلاهما رويدا ، إلا إنه ربما كان الأسرع في إكمال كأسه ، ليتبعه بأخر و أخر ، حتى إمتلأ جسده بأكمله و فاضت أطرافه

أعمى بصيرته حقدا إستأصل كل خلية ببدنه ،، بعد أن أكل معه و شرب ليكون معه شيئا واحدا ملتحما !
رغم إحتدام الصراعات بينه و بيـن صـوت متهدج ، ضعيف يأتي
من أواخر الحنجرة ،، و يظن بإنه هو ذلك الذي يسمى ضميرا !
حاول ردعه عن مأسآة جديدة قد تعاني منها الأسرة ، و بصراحة لم يمسسه الأمر ؛
فـ ذلك المتعالي ليس من بـقية أهله بطبيعة الحال ، و لن يتألم لمصيبة تحيق به غير والدته !
و هي فقـط من كانت كـ سد حصين بينه و بين الإنتقام المبكر لـ كرامة أهدرت كثيرا بلسـان حقير كـ ذاك
و رجولة تشوهت بـ اللاذع من التعليقات الساخرة !

و لكن بعـد أن إنتهت الصراعات إكتشف أمرا غفل عليه دهرا ، لم قد يخشـى حزنا سـ يعصف بـ زوجة أبيه و هي لم تشعرهم يوما بإن إبنها بالنسبة لها شئ نفيس .. كـ أغلب الأمهات ؟!

و هكذا ، إنخفضت كفة الميزان ، ليتأجج السرور الشيطاني ، دافعا بالنفوس البشرية لإن تزهق أرواح الرحمة ، واحدا تلو الأخر !
فلا رابط قربى ، و لا حتى عطف إنساني ، أو إخوة بدين الله باتت تنفع لإجتثاث خنجر دق بـ صدور تلك الأرواح


الأحمق قاسـم ، ألم يكتفي بذاك القرط كي يصدق ما أرسله من معلومات ؟
تبا له ، ألا ينوي البحث عن إبنته و الإنتقام لها ؟ تلك التي أخذها ذلك المتخفي برداء طبي ، و في حقيقة ذاته ليس إلا متشرد
رماه والده على ظهر والدته ، فتنحني الأخرى لتتركه يسقـط بأدغال الحياة ، فيكافئ بـ لقب لا يستحقه بتاتا !
طبيب !!!
تبا له ،

عليه الهدوء ، فـ قد تريث كثيرا حتى كشـف عن أمر ذاك القرط الذي وجده بـ الصالة السفلية عقب إختفاء ذلك الحيوان مع الفتاة ؛
و عليه أن يتحلى بـ رزمة صبر صغيرة فقـط ، فلم يتبق شئ و تتهافت عليه اللذة اللاذعة
لم يبق شئ مطلقا !







.
.
.





إنى احبك آه ما أقسى النهاية
قد كنت عندك ليلة ثم انتهت كل الرواية
هذا جنين الحب احمله قتيلا من ترى ارتكب الجناية
الله يعلم اننى يوما وهبتك كل ما عندى وصدقت الحكاية
ان كنت عندك ليلة قد كنت فى عمرى النهاية والبداية
والله يهدى من يشاء وليس لى سر الهداية








تستكين بإستلقاء متكور فـوق سجادتها ، و بكاءها يتناوب بين عويل منتحب حينا ، و دموع صامتة حينا أخر !
فـ كلما شعرت بضيق الخناق فوق عنقها ، صرخت حنجرتها تطالب يدها بإن تبعد عنها ما يكتم أنفاسها المتهالكة ، لتصرخ بـ إستنجاد ' يارب ' ، فيخدر الألم قليلا .. لكنها تعود فتنبش في ذاكرة الـذهن ، لتحصل على ما لا يسر ،، فـ تصرخ مستنجدة مجددا !


تستخدم طرف الرداء كـ محرمة لتجفيف دموعها و سيلاناتها الأنفوية .. حالها لا عدو يسر له ؛
فـ بشرتها تشـققت لـ دعكها المتواصل من قبل الكثير من المحارم ، و تجمع الترسبات الدمعية المالحة فوقها زاد الوضع سـوءا و شبه تفاعلات حساسية تفعلت في المنطقة لتلونه بإحمرار قان !

سمعت نداءات الجدة المتكررة من الخارج ، لكنها لا تقوى الوقوف لتلبية ذلك ، إنها تتوجع !
بل تشعر بـ عبورها اميال فوق مستوى الوجع

سمعت ذات يوم إن وجع الولادة هو أعظم الأوجاع الجسدية يسبقه الألم المنبعث إثر الأحتراق التام !
لكن لم لم يتحدث أحدهم بشأن الأوجاع النفسية ، و ما تسلسلها ضمن قائمتهم المبجلة تلك ؟ كان عليهم الإستطراق لهذا الموضوع الفائق الأهمية بالتأكيد

فـ أوقات كثيرة يكون الإنسان قد يأس من الشفاء ليرمي بنفسه بـ عجل في قبضة الشيطان منتحرا !
و منه الى درك من جحيـم والله أعلم ؛

أوليس ألم كهذا يستحق أن يذكر ؟ على الأقل كـ مواساة لهم ، هم المكتوم على أنفاسهم لدرجة التهالك

نبرات الجدة بدأت بالتعالي ، و التغيير ، و هذا ما أجبرها على الإعتدال بجلستها ، لتنتزع الرداء من حولها بإستخدام يسارها ، فكف يمينها تعاني من تشققات و إنتفاخات كثيرة بعـد أن بدأت تستخدمها كـ منتفس لذلك الكبت
أو كوسيلة لعقاب أناملها الخائنة على جرم إقترفته بحق نفسها !

تركت السجادة مع الرداء المبعثر فوقها كما هما ، لتتحرك بخطى ضعيفة نحو الخارج و عينها تنتقل تباعا بين انامل يمينها ، لـ ساعد شمالها .. حيث ذاك الخط الرفيع الذي كان منذ إسبوع جرحا بسكينة حملتها عند محاولة هرب فاشلة لربما كان بإمكانها إنقاذ حياتها ، بدلا من هذا الذي جنته بيدها !
إستغفرت بـ إنكسار ، حيث صرخ بها رائد يترأس البرج السليم الوحيد من أبراج عقلها ليذكرها بقوله تعالى ' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا '

لكنها كانت مذنبة ، بل مذنبة جدا !
و هي تحتقر ذاتها لـ ذلك الذنب ، فـ هنالك الكثير من الأخطاء بإمكانها أن تصلح
إلا صيانة النفس ، و تثمينها ، فـ إن أرخصت هي ذاتها ، لن تجد من يقيمها بغلاء تستحقه !
لن تفعل


مسـحت بأطراف أنامل يمينها المتوجعة ، ذلك الجرح الباهت ، و كإن جروحها تواسي بعضها بعضا !

وصلت المطبـخ ، حيث قدم منه صوت المسنة ، لتجدها تجلس أرضا و الهاتف بيمينها ، تحدثـت بحدة لا تستطيع التخلي عنها : صار سااعة اصيحج ليش متجااوبين ؟ متقولين هاي مرة جبيرة يمكن صار بيها شي ؟


من دون أن تضغط على مخارج الحروف أجابت وهي تلتمس ' الصحة التامة ' لمن تواجهها : جنت أصلي


لم يعجبها ردها ، لكنها لم تعط لأمر غيظها إهتماما أكبر من حجمه ، فـ الفتاة محقة بإن تحبس ذاتها بشرنقة الأحزان تلك ،
من مثلها .. كان الرحيم بعونها !

تحدثت بما توده : خابرتني مرة ابني ، تريد تجي هية و بناتها يشوفوج
و لم تعطها فرصة لإدلاء إعتراضها حيث إسترسلت : قلتلها مريضة و متقدرين تطلعيلهم ، بس لحت ، فروحي سبحي و عدلي نفسـ ـ

لتقاطع حديثها بائسة ساخرة : حتى أبين العروسة الفرحانة ؟ بيبي دخيل الله خليني بظيمي ، ما اريد أشوف أحـد و لا احد يشوفني ، هية يومين و تخلصين انتي هم مني ، فـ تحمليني


و قبل أن تستنطق الجدة أضافت جلنار بـ إرهاق متوسل : الله يخليج بيبي ، الله يخليج


هزت المسنة رأسها تفهما ، لتهمس بـ شعور بالذنب اللا مجدي نفعه : شبيدي عليج و اشيل عنج الظيم ؟ بس صوجج إنتي ، لو قايلتلي من البداية والله جان ملزملج شعرة وحدة


أعقبت جملتها بإستغفارات حارة ، فـ ' لا ' نفع لتلك الـ ' لو ' بعد ما حدث !

كانت جلنار على وشـك المغادرة للعودة لتلك الزنزانة الباهتة الأنوار و المتشققة الجدران ، إلا إن العجوز رفعت صوتها لتستوقفها : تعالي قعدي يمي أقرة على راسج ، تعالي بيبي !


شعرت بأنفاسها تتوالى ضعفا مستكينا بعجرفة في ثنايا الروح ، فيجبرها على الموافقة
وجدت شيئا من الراحة و هي تتوسد فخذ الجدة بدلا من الوسادة ، كم إشتاقت لحضن بشري !
بشري !
بشري !

فـ ذلك حينها كان شيطانا و كفى بذلك تشبيها !!!

أخر من شعرت به يحسها فعلا كانت أخته الغير شقيقة ، لينا !
هي الأخرى تعاني هما من نوع أخر ؛
و لكنه بالطبع لم و لن يكافئ ما حدث معها ، و ما زال يحدث

على الأقل لينا تعلم بحب من يودها أخاها أن تقترن به ؛
أما هي ، فـ كانت ذليلة لدرجة الإشهار عن مشاعرها له ، متوسلة قلبه الرأفة ، و عقله التفكير ، لكنها لم تفلح بـإستجدائاتها
و ليس كل نفس لهواها حاصلة !

و هي هكـذا ، تستمتع بلحظات دفء صادق تفتقده رن قرب إذنها الهاتف ، فـ إبتعدت قليلا عن حضن الجدة و ملامحها منزعجة


المرأة المسنة رفعت الهاتف قائلة : رجعي يوم نامي ، هاي لينا


لترفع الخط محدثة تلك الوحيدة ، المحتاجة جدا لإن تكون بدل جلنار
لم تنعم بحضن الجدة سوى مرات قلائل ،
و لكن من مثلها تعاني حرمان الأحبة تقدر جيـدا معنى وجودهم !

تبادلتا حديث قصير ، لتبادر تلك اللين بـ إخبارها عن موضوعها المخبئ ، و ما كان من الجدة سـوى أن تصرخ غاضبة و معنفة لها ، كيف سلمت رقبتها لذلك الاحمق الذي لم يفلح بتسيير مركبه ، و ها هو يأتي ليغرق مركبها هي الأخرى أو على الاقل يعرضها للغرق !!

جلنار إنكمشت على نفسها قرب الجدة ، و شتائم الغيظ التي تقذفها نحو علي تكاد تبكيها ، نعم يستحق ،، يستحق أن يؤنب و يعنف
هي أكيدة بإن الله لن يضيع لها حقا برقبة كائن من كان ، لكنها تخشى أن يكون إنتقام ربها بـ لينا
فهي ليست سوى ضحيـة أخرى له ،
و لكن .. هذا ما سيجعله هو من يقع بشرك أفعال جنتها يداه
أوتحتمل أن يمسه سـوء ؟
لا .. لن تفعل !
كم هو حقير قلبها ، لم لا تستطيع التبجح امام ذلك الحب العفن ؟
لقـد أرغمت جسدها بأكمله أن يعاني من خطيئة المذنب الوحيد بها هو ضعف مصدره نابضها الأحمق !

كم تستحقر نفسها امامه ،
ليتها كانت تحمل شيئا من قوة لينا و وقاحتها أمام حق تراه لها !
ليتها

صدمت أفكارها بـ أرض صلبة حينما أحست بـ إهتزاز جسدها على يد الجدة ، إلتفتت نحوها متساءلة ونظرتها ما زالت شاردة ، لتقابل بالهاتف الممدود نحوها : لينا تريدج


إستلمته بهـدوء ، لتجر الصوت جرا من أعماق الحنجرة بعد أن وسدت الهاتف صيوانها : هلو لين


وصلتها نبرة خفيفة ممن تتنفس هواء بغداد و أيضا يضيق بها : هلو جوج ، شلونج ؟


إرتعشت شفتاها ، فـ عضت على السفلى بـ وجع !
يا رب ، الحديث مؤلم ، والله مؤلم


ليتهدج صوت الأخرى : والله ما أعرف شأقلج ، صدق قلبي يوجعني علييج والله


حاولت كتم بكاءها بـ الضغط بـ مقدمة أناملها فوق شفتيها القرمزيتين إثر الرغبة الشديدة بالبكاء ، و لينا أضافت : والله قتله يطلقج ويرجعج ، قتلــه ، بس مديسمع كلام اي احد ، حتى ألن و عمر هم حجوا ويااه ، بس ميقبببل ، جوج تحملي ، إحنا نبقى نلح عليه
و بـ كلمات مخنوقة إستفسرت : بـ ـس ،، إنتو صـار بينكـ ـم شـ ـي ؟


و هنا ، أدخلت اناملها مجددا بفمها ، لتطبق عليهم فكيها بـ حدة و نحيبها يعلو ، أفزع الأمر الجدة التي سحبت ساعدها بقوة معنفة : عزززة بعيني شدتسووين بنفسج ؟


أنتحبت أكثر و تركت الهاتف يذوي أرضا و هذه المرة هي من قامت بالمبادرة الأولى ، حيث إرتمت على صدر الجدة صارخة بلا شعور : رح أمـوووت بيبي والله حموووت







.
.
.



 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 07:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية