كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
بسم الله وعلى بركة الله الرحمن الرحيم
كل عام و أنتم في احسن حال بقرب الاهل و الاحبة
و اعاده الله علينا و عليكم مغفور لنا مرحومين برحمة الرحيم
؛
نحن في رمضان احبتي ،،
فأقيموا صلاتكم و صيامكم و تقواكم
لتكونوا معي قليلا في المتوافر من الوقت
البَرَآءَةْ التاسعـةْ عَشـَرْ
أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي..
أحبيني ..
بكل توحش التتر..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحضري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
***
أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفا..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها..
بعيدا عن تخشبها..
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
***
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
اسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
[/COLOR]
نزار قباني !
؛
فلم يزل حبك ملء العين والضمير
ولم ازل مأخوذة بحبك الكبير
ولم ازل احلم ان تكون لي ....
يا فارسي انت ويا أميري
سكـون !
تمضي بعض الأيام و كإنها لم تكن ،، فـ الذريع من الفشل يتلبسها حينما تخبئ فرشاتها و محبرتها عن لوح الذكرى ،،
فتمضي دونما بصمات !
وهكذا نقص يومان من العمر لـ أولئك الذين يستوطنون أراض زراعية تحت سطوة ثآئر الدم ذاك ،!
لم يتقابل معها منذ يومين ،، حيث المشاجرة العنيفة تلك دبت بينهما ،، الافكار تراوده كي يعيدها حيث تنتمي ، و لكن سرعان ما تعود لتتلاشى في أفآق مشوبة بـ ببقايا صور متحطمة البرواز ،، متهشمة الوجوه
فـ هنالك فتات إبتسامة ، و حطام نظرة ،، لتشقق بشرة ،!
كل ذلك يعود لبريئتين راح دمهما سـدى ، و الثالثة كادت أن ترافقهما لولا العناية الالهية التي رمـت به في طريقها ليكون طوق نجاة يقدم لها فرص متجددة للتمسـك برمق الحياة
وتيرة الأعصاب تشتد حتى تتنافس مع نقر مضخته الهرمية الشكل تلك القابعة في أحدى جوانحه ، غدا عليه العودة ، فيكفيه الأربعة أيام التي قضاها هنا بلا عائـد ذو فائدة ؛
بالإضافة الى إن رصيده من الإجازات بدأ بالتناقص ،، فلم يتبق له سوى يوم واحد ، و هو الغد !!
و منذ الحين ، حتى غروب شمس الإثنين عليه أن يكون قد أنهى مهمته بأتم وجه ،، فيحسم الأمور ليتجنب هذا الشتات المبعثر له و لأخته ،، يكفيه ما حدث ،، و يقلقه ما سيحدث
أكيد هو بإنه لن يفلت من قبضة القذر ذاك ،، فـ حتما ستطئ قدماه الشائنة أرضه الطاهرة ،، و لكنه حينها لن يجعل للموت مهابة ،، فـ موت الأحرار هو الشهادة بيد ظالم ؛
لم يتبق شئ حتى يؤمن مستقبل أخته ،، فيحطم مستقبل الأخرى !
لا يهم ،، فهي لن تموت بكل الأحوال ،، و عليها أن تحمل عرفانه كـ تاج فوق رأسها الفارغ ،، و حتى إن لم يحتمله لثقل فضائله ، عليها الصمود عنوة ؛
أنف والدها سيمرغ ،، و كبرياءه الشنيعة تلك ستطعن .. اما شرفه ،، فـ سيزهق بخنجر أعمى البصيرة ،، و لكن بإتجاه القبلة و بطريقة الإسلام !
ما دام ليس قاتلا ،، لن يكون سـوى حقيرا ، بثوب أمير !
بذرة صغيرة كانت مدفونة في أراض قاحلة ، و لكن انعصار السحب لتفرغ ما بكتلتها من امطار سقت تلك الصغيرة لتكبر فـ تتكتل بالثمار !
بالأمس عاد الفلاح ليعلم ما هو قرارهم ، و يحمد الله إن مزاجه كان هادئا ، فـ تقبل سؤاله بهدوء فريد الوجود ،، أخبره بإن الفتاة مخطوبة ، و لكنه لم يقل له ذلك سلفا !!!
فحادثة الخطوبة ليست الا وليدة لتلك البذرة الصغيرة ،، كم هي فكرة حقيرة التي إستفحلت على البقية لتصفع هذه فتركل تلك بعيدا عن طريقها ،،
فهي من تستحق التتويج بلقب الملكة ، هي ولا غيرها !
و بها سيحقق إنتقاما ينتظره لما سبق ، و ثأرا لما سيحل به ،، فـ ذلك القذر لن يكتف يديه بعد أن يلمح ثوب الطهر مدنس ،،
كم سينتشي وهو يراه ذليلا مكسور الجناح مطأطأ عنق الكرامة ليذبحه بذات الخنجر الاعمى نصله ،، وقتها سيكون الألم سيكون مبرحا !
أما هي ،، فعليها أن ترد الدين
فهي بالتأكيد تدين له بالكثير ،، و حان وقت الاسترداد ؛
و ما أفضله من دين يسد حينما تعلق دهرا بقيـد عـدو ، فحتى و إن عادت لحجر ذلك النذل ، ستبقى ابعد ما يكون عنه ،حتى أن تنقضي أجالهم
دلف البيت بعــد أن توصل أخيرا لحل يرضيه ،، و يـسترضيه
حكم عقلا تمرد كثيرا حينما اعترضت لفائفه عن ارجاعها ، فـ واقع الامر يحتم عليه إعادتها ،، بكل الاحوال هو لن يأسرها طيلة العمر ،، لن يوقف حياته و أشغاله أكثر
و إن علم أحدهم بوجودها سيـكون ما فعله دون جدوى ،
لذا عليه الإسراع بـ التنفيذ ، و لا قيد سيحكمه
ما إن اتخذ له احدى الارائك مقعدا إرتفع صوته لينادي جدته ،، تلك المسكينة !
فعلا بدأ يستشعر عليها إمارات تطور المرض ،، وهو لن يسمح لنفسه ان يكون سببا في إيلامها جسديا ،، يكتفي جدا بـ معاناتها النفسية إثر عناده و رأسه المتصلب
عاد بـ نبرة اكثر فخامة و سلطة يكرر نداءاته ، مذيل طلبه بـ ' خليها تجي وياااج '
أخرج هاتفه من جيبه ذاك ليستخدم الإلهاء وسيلة حتى يلبوا له نداه ،، قليلا ثم جاءت جدته لتقترب منه ، شاركته الجلوس بالمضن من الجسد ،، لتلج إبنة القذر فتقف قرب الباب بملل ،، أنصت لـ قوة صوتها وهي تتكتف : نعم ؟
بإلتفاتة صغيرة كان بإمكانه أن يراها ليرمقها بما تقفل به فمها من نظرة ، إلا إنه لم يفعل ذلك ، بل قال بضخامة حنجرته : هسة نطلع ،، فلبسوا عبييكم !
الإستنفار ولى بعيدا لتعتدل مسرعة وهي تهتف : راااح نرررجع لبغداااد ؟؟
هذه المرة أدار رأسـه ليتابع تخلجاتها بدقة و صوته يهمـس بكبر : لأ ،، رح نروح للجامع
تغضن جبينها لـ تنقل بأنظارها نحو الجدة مستفهمة ،، قابلتها المسنة بذات الإستفهام و سرعان ما استجوبت حفيدها : ليش يووم ؟؟ شعــندك ؟!
إستدار هذه المرة نحو جدته ليخرج صوته صارما : اوراقها كلها عندي ،، و راح اخذها حتى نعقـدلها
لتصم الجدران ذبذبات شديدة الأثر و متكررة عقب صراخها الغير مستوعب لهول المصيبة التي تفوه بها : نعععععم ؟؟ والله ما ارووح لو على قص رقبتتي ،، لو هسة تذبحني هم ما اروح ، أحنننة ما اتفقنا هيجي ، مستحيييل تسويها و تنهي حياااتي و ما رح اسمحلك لإن مو بكيفك
عديــم القلب هذا سيحرقها يوما بقلة إنسانيته ،، و كإنه رجل آلي لا يفعل سوى ما يأمره عقله الخبيث ،، فلا حيز متوافر لتسكنه المرهف من الأحاسيس البشرية ،
ثبت كفاه على ركبتيه ليستقيم مع زفرة حارة منبثقة من أنفاسه المتبجحة ، فهي لا تفعل سوى الإنزواء بأصغر الدهاليز الداخلية ، و كإنها تعلقت بحب أنسجته و تجد المغادرة عبء ينهيها ، لذا هاهو يقذفها بعيــدا عنه بلا اهتمام يلمس ، أوهكذا حال أحبته ؟!
لم تخطو خلفا ، و تماسكت رغم سطوة جثته التي ارعبتها فعلا ، خرج تحديها مزيـن بفطرة نسائية من العناد : مرح تخوفني بشي ، قتلك شأسوي ، والله اقول للرجال عن الموضوع كلـه !
و تهدد أيضـآ ،، لأمر ممتع هي الحرب مع أنثى تستأجر القوة المزيفة لبعض الوقت ، فتفر تلك هاربة حينما تصدم بـ شبيهتها الحقيقية ؛
رسم بإتقان إبتسامة جانبية حول فمه وهو يشد حروفه لتصلها بأقوى حلة : تقولين المن ؟ للي يااخذج ؟ ماااشي قوليله مو مشكلة
كم تود النفاذ بجلدها قبل أن يزهق مشاعرها نحوه بيديه ، سيخنقها يوما بالتأكيد ، و لكنها ستحاول الفرار قبل أن تتم الجريمة هنا ، عندما يكون ما يزال جزءا لا يتجزأ من حياتها المتعكرة الصفو ؛
تمسكت بعروة النجاة من سجنه الظالم و هي تهدد بسبابة يمينها : أني مو لعبــة يمممك ، و الاتفااااق خلص ،بححح ،، مااكو شي يمنعني ارجع وحدي
ليشخر هازئا و انظاره تتمحور حولها ، إلا إنها لم تدنو من قدها ،، افلت الكلمات بجدية ساخرة : يللا رجعي ، إذا صدق مسوية نفسـج طرزان رجعـي ؛ و مو بس تخافين تدقين علية .. دقي على هذاك الكلب الي تحبيه ، إبن عمج البطل ، خليه يجيج ، يلللاااا !
صرخته الأخيرة دفعت بها لتنكمش بخوف ، نظراته لم تكن جدية المحوى ، لن يتركها لتذهب بمفردها بالطبع لن يجرؤ ، فـ جهاز تحكمه الآلي لديه الكثير من أزرار الشهامة المتفعلة أوتماتيكيا ، !
عادت لتتسلح بعناد الانثى : ما اطلع ،، مثل مجبتووني هنا رح ترجعوووني
هنا فقــط تحدثت المسنة بضجر : ترة مللتوني و طلعتوا روحي ،، كل يوم عركة و بالاخير كلشي ماكو ،، ' أني نير و انته نير و منو يسوقلنا الحمير ' و رح نبقى هيجي إن شاء الله ؟
نير ' متصلب الرأي . عنيد '
مجمل حديثها كان يدعو لرسم إبتسامة فوق الشفاه ، فقولها لا يدل سوى على إستصغار شجاراتهم العاقر دامها اعتادت اللا نهاية مما يجرانها عنوة على سماعه و التدخل به ، لذلك إرتأت الصمت ، و حضورها لن يتعدى منعها لوجودهما منفردين !
لتشير لها الفتاة : بيبي دخيل الله احجي وياااه ، عزززة ، مو بكيفه يزوجني ،
ليستمر بـ لا مبالاته : أوراقج يمي ، و أقدر اجيب اي بنية تغطي وجهها و توافق على الزواج قدام الشيخ
لترتعد فرائصها ، تشوهت حروفها و هي تهمس : لأ ،، بـ ـآطل ، واللـ ـه
ليطمئن شياطينه قائلا بجزم : لا مو باطل ،، و بعدين انتي عرفتي منو رح يعقد عليج ؟
جف حلقها وهي تقرر بسرعة ما ستفعله ،، أ تقتله أم تقتل نفسها ؟ عليها فعل شئ قبيل ان يدق بـ فأسه رأسها !
و كإن هنالك ما ينقصها ، لتتحالف النفسية مع الجسدية من الألآم حينما شعرت بتقلصات اسفل بطنها و بجانبي الظهر ،
مرحبا بتلك الإلتهابات مجددا ، يبدو إن صومها ذاك رد عليها بالمرض كعادتها !
هو أردف بعد صمت ، و هذه المرة ثبت نظراته نحوها : إذا تريدين تشترين حريتج ، تجين هسة وياية ، و تقبلين على الزواج ،، و اخذيها مني وعد ، نهاية الإسبوع انتي ببيتكم !
المقابل شديد الاغراء ، رغم إنها لا تمتلك دهاء النساء ، إلا إنها ليست بغباء الاطفال ، فـ تساءلت بـ سرعة و حدة : تزوجني و بعدين ترجعني ؟ لععد ليش هاللفة كلها ؟ رجعني و فضها ،، و أصلا منو قلك الناس لعبة ، منو يقول الرجال رح يعوفني ،؟!
رفع كف يمينه ليستشف الحرارة بها وهو يثبتها فوق عنقه ليدلكه برفق ، نظراته كانت متمركزة نحو نقطة على الأرض ليقول بصوت شارد : يمكن يغير رأيه ، ليش لأ
و قبيل ان يستمتع بصراخها اضاف : بس اني دا اقلج ، أخذيها مني كلمة رجال ،، الخميس انتي ببيتكم ، ها ؟ ترة انتي الربحانة بهالاتفاق
تكاد تجن ، أ تشتري حريتها منه بـ دخولها قفص اخر لسجان لا تعرف عنه شيئا ؟
أ باتت عودتها لأهلها بهذا العسر ؟
يارب ، خذ بيدي فلقد اخذ مني التعب مأخذه ، و لا طاقة لدي للمضي في دروب جررت لأسجن بها كـ شاة منتزعة الصوف شديدة الخوف !
استجدت التماسك و كان لها ، ولكن بـضعف واضح : عززة ،، ماكو هيجي شي ،، الله يخليك اعتقني لوجه الله ، ' بنبرة ذليلة إستطردت حينما ادركت خطر الاسلاك الشائكة التي دنت منها ' علـ ـ ـي والله العظيم تعبت أرحمني !
لم يكن بوسعه الحديث كيفما يشاء ، فجدته هنا ، و عليه ان لا ينسى ذلك ، و لكن تلك النبرة أزعجته
فهو اعتاد العراك المستمر ،،و لا يعجبه الرضوخ ، هذا ما فكر به حينها !
لمس في نفسه غيظ ليرد : انتي رحمي نفسج و وافقي
لـ تصرخ هذه المرة غير مصدقة : شنوووو ؟؟ تريد تخبلني ؟ أواافق اتزوج واحد عمري مشايفته ،، و ما اعرف مصيري ويااه ، ومنووو قال يرجعني لأهلي؟!
هز رأسه بهدوء و هو يعود ليجلس و كإنه شعر بأن للحديث اطالة : يرجعج ، أخذيها مني
لتقاطع المسنة صمت الحيرة الذي كفنها بـ : علاوي و منو هذا بيبي ؟ منو يريد البنية ؟ ولييش رايدها و بعدين يرجعها ؟
تصلب جسـده بأكمله إثر كلمة ' يريد ' ،،
انها خاطئة ،، و من المقرف ان تنسب له ، فهو لا يريد سوى إحراق والدها ثأرا .. هذا فقط ما يريده و ينويه !
دمه الذي فار في عروقه دعاه لـ إسراع وقت الحقيقة ، حيث أدار بوجهه نحو الجدة ليجيب بـ ذات إسلوبه الهازئ ، مع الكثير من الغموض : أني ،، لازم اعقد عليها
ليكمل بفلسفة كاذبة هدفها إقناع جدته التي وسعـت عيناها بصدمة : و قبل لتقولين شي ،، دا اقلج لازم لإن اذا رجعت لأهلها رح يحرقوها لحدما تقول وين جانت ، و على يا اساس مقعديها يمنا؟ على الاقل أذا اجوا و سألونا نقول جنا عاقدين ، و بعدين الله كريم !
تهادى له صوت ضربة ما ، فأنزل برأسه قليلا ليلمحها بطرف عينه تستند بظهرها على الباب ، لم يحاول قول شئ ، تركها لتستوعب الأمر قليلا
و لم يتفاجئ حينما تحركت بعد حين نحو الباب المؤدي للحديقة هربا من وجوده ،، او بالاحرى لتدعوه من اجل حرب طاحنة بعيدة عن انظار و أسماع المسنة
كان الضيق قد خط خطوطه المتعرجة فوق جبينه ليقف منتصبا ،، جاءه صوت جدته النافر : انتتتته من كل عقلـك ؟ ترييد تااخذهااا ؟؟ إنتتته تعررف اصلها من فصلهااا ؟؟
عندما هم بالحراك وقفت بتعب لتصرخ وهي تشعر بانهيار طاقتها : ولك وييين موووولي ؟؟ اوووقف و فهمننني شلون تااخذها وانته تدري وراهه مصيبة تروح بيها رقب و تنهدر بيها دماااية ،، عليييييي
ظهره كان يواجهها ، زفر بـضيق ؛
هذا ما كان ينقصه ،، صداع يأتيه من جدته المرعوبة ،، استدار واضعا احدى يديه في جيب البنطال ليهمـس بـ ' أعوذ بالله من غضب الله '
قلب عينيه بملل من محاضرتها التي كان متأكدا من سماعها قبل إقدامه على تلك الفعلة ،،
طال حديثها و كثرت إستفساراتها و هو لم يكن الا نسخة أخرى لـ أبي الهول ، !
في النهاية قرر ختم جدالها مع ذاتها : بيبي البنية اعرفها ، و اعرف شنو هية ، و لتحاولين تمنعيني ، لعد تريدين ارجعها و يكتلوها ؟؟ عود ترجع و اطلقها انتي معليج بالموضوع و لتفتحيـ ـ ـ
ضغـطت فوق صدرها لتهتف به : اكل *** ،، إنتتته محححد يقدر يقلك لأ ،، عبالك انته الجبير ،، ولك خلي حرمة لشيباتي ،، و هالشغلة متسويها لو على قص رقبتي
أشار لها جهة المطبخ قائلا بإبتسامة بآهتة : إخذي سجينة حادة حتى بسرعة تقصيها
لم تستطع اتمام الشجار فـ ها هو يتقدم نحوها ليقبل رأسها على حين غرة .. لقطات مسروقة من بشريته بإمكانها سل الغضب بعيدا ، فليس لها القدرة على سحق قلبها الحنون
تركها ليخرج بخطى تـدلك الارضية لبطئها ، تاركا لتلك الفترة التي تحتاجها حتى توافق على قراره !
فلا مجال لها لترفض ، قدم لها المفتاح لفك اوصادها ، ولكن عليها الدنو قليلا لتلتقطه !
؛
وإني احبك ..
لكن ..
أخاف التورط فيكِ .. التعلق فيك ِ .. التوحد فيكِ
وإني احبك
فقد علمتني التجارب ..
أن أتجنب عشق النساء ...
وموج البحار ..
لـ نزار القباني
اقف خارجا و انا بالكاد استطيع ان استقيم ،، فـ جسدي متكأ بكامل ثقله على الجدار و الدوار يعمي بصري ؛
لا اعلم ان كان ما قاله من وحي الواقع ام خيال هو ، لكني متأكدة بإنني سأفقد عقلي ان لم اجد احدا يسلفني الصبر و القوة ؛
و هذا ما دعاني الى المناجاة بصوت جهور بغير ادراك حسي : ياااااارب ،، يـــآآآرب !
شعرت بقلبي و كإنما يقفز من موضعه ليصطدم بالجدران المبطنة لصدري فيعود ليرتد مكانه خائبا ،، لم احتج الى الذكاء الخارق حتى اكتشف إن الجاني قد اقترب ،
إنكمشت لا اراديا و تيبست الدماء بعروقي و انا اراه يلج الحديقة ليتقدم قليلا نحو الامام حتى تمركز امامي ؛
كنت لا ارى سوى قفاه ، و رغم ذلك كنت اشعر بنيران تشتعل به لتلسع جسدي السنتها ،،
آه و كم تمنيت حينها احطم رأسه المتعجرف ، الحقير ، فقط لو اعلم غرضه و ما يصبو اليه بإقتراحه الخبيث كـ هو !
تلك المتيبسة من الدماء قد تهشمت اثر حروفه اللاذعة : سمعي زين ،، اني مال اعوف ابوج بدون لا احرق قلبه كذب ،، و لو عندج اخو جان والله العلي العظيم معفته بحااله ،، بس المصيبة كلكم بنااات و رد الدم ثقيل ،، بس هذا ميخليني اهدى و لا يطفى ناري ،، أبوج لااازم يتعذب !
ليشخر بسخرية طفيفة وهو يردف : و بما انو حضرتج اقرب شي جوة ايدي ،، فانتي رح تكونين الدين الي لازم يسدده .. ' بعد صمت إستطرق ' يعني ،،، نعقــد ،، و تبقين كم يوم هنا لحدما ارتب شغلة لينا و بعدين ارجعج
كلمة واحدة هي ما نطقت بها : و بعدين ؟!
حرك قدمه اليسرى قليلا ليعود فيثبت ، و بصوت ملئ بالفخامة أجاب : و لا شي
كررت : و لا شي ؟
إستدار ليوضح : مو سهلة على ابوج بته تتزوج من وراه ،، و تهرب وية واحد بنظر العالم طبعا ،، و بعدها ترجعله معلقــة ،، و تبقى هيجي طول العمر لا بسما و لا بقاع .، لا و فوقاها مهزومة بيوم عرسها لإبن اخوه ،، ترة مصيبة .. صح ؟
هبط فكها السفلي لتهرب منها الحروف برخاوة و تلك المقلتان اصبحتا كـ بركتان بعد غيث غزير : و حياتي ؟
رفع كتفيه بلا مبالاة و كفاه يختبئان في تلكما الجيوب الثابتة على جانبي البنطال : هذا الموجود ، يعجبج يعجبج ميعجبج فأني راااجع لبغداد باجر و انتي هربي انتحري احترقي شتسوين سووي ،، بس لتصيحيني من تعثرين ،، بعد معلية لو يحرقون اهلج .، كفيت و وفيت وياج و بقت يمج
بصدق إستطرقت : تعرف هيجي شيصير بسمعتي ؟
ببساطة اجاب : أصلا سمعتج خربت من زمان ،، و اتوقع الزواج حيحسنها ميصقطها ' يخربها '
استطرد بنفور : و صدق ترة جان اقدر اجبرج تاخذين ابو جاسم ، بس مرح يفيدني ، أني اريد اذل ابوج ، و هذا رجال فقير من البداية رح يعوفج و يستسلم لإن وراه كومة لحم برقبته ، أما اني فما عندي شي غير ابوج !
كم هو حقير ، يود إذلال والدها و يفخر بقوله ، تود تمزيقه و لكنها لن تفعل سوى التمسك بما يحاكيها به عقلها ، فلا مجال يسع العواطف الآن ،
عليها مجاراة سفالته
تبا له من رجل ، تبا !
حاولت إبتزازه بـ : و لينا ؟ متخاف عليها ؟
بنبرة باردة اجاب : لينا رح تتزوج ، يعني ماكو شي لا وراية ولا قدامي
ادارت بوجهها نحو اليمين لتقول بعزم آني ، فلو تأخرت قليلا قد تتراجع بهلع : ماشي ، بس اوراقي جايبها ؟
تخشبت عضلات صدره فـ بهت لونه لقلة الاوكسجين المستنشق ،، إمتلاء جوفه بغازات عليها ان تطرد جعله يختنق ، فسعل بصوت ضخم افجعها ليشير لها نحو الباب الداخلي : موجودة ، يللا لبسي عباية و خلي بيبي هم تجي دنروح
إستطرق قبل ان تختفي : و شمتحجي لتجاوبيها ، خليها مصدومة هسـة
ما إن خلا منها المكان حتى إستوعب ما قالت ،،
اهذه ذاتها التي هددت و وعدت حين أخبرها بخطبة محترمة من قبل أبي جاسم ؟
أ نفسها التي تحججت بكل بجاحة بحب إبن عمها النذل ؟
أ هي ذاتها هذه الراضخة الراضية ؟
أيعقل ؟!
لقـد أدارت بدفة تفكيره نحو شواطئها ، فلم يعد هنالك غيرها لـ يستولي على اساطيله !
.
.
.
أكملت تنآولهآ لقطعتين آلشُوكلآه وهي تشعر بآلكثير من الإنتشآء .. حآولت عدم آلتفكير بشئ ، فـ ليس هنآلك مآ يستحق ارهاق خلايا المخ ، ليس الآن على الأقل ، فهنالك من الوقت اطوله . .و من المصائب أعظمهآ في الإنتظآر
تفآجأت بتلك المكآلمة الغريبة لـ رقم بعيد نوعآ مآ ، !
" أية " ..!
لآ أية تعرفهآ و تحفظ رقمهآ غير أخته ، مآلذي توده إذن ؟!
رفعت الخط بوجل قليل و هي تمسح بمنديل أطرآف أصآبعهآ من تلك البقع آلبنية ،، خرج صوتهآ هآدئآ كعآدته : ألو ؟؟
ليصلهآ صوت الفتاة : هلوو لين شلونج عمري شخبآرج ؟؟
بذآت الوجل أجآبت وهي تستشعر شيئآ خلف المكآلمة : حيآتي الحمدُ لله .. و إنتي شلونج ؟ خآلة و البنآت شخبآرهم ؟
لـتجيبهآ برقة : الحمدُ لله زينين ، آمم .. لين حبي إنتي هسة موجودة ببيت عمج ؟؟
آلتقطت أنفآسها بقلق : إي حبي موجودة .. خير ؟!
عآدت رقة أية لتنآغي أسمآعهآ : كل خير عمري .. بس هسة مآمآ جآيتكم .. همم يعني ياريت تحضرين نفسج لإن تستحي من بيت عمج و متعرفهم
إنتصبت بسرعة و صوتهآ يتقطع : هـآ ؟؟ أأآآ .. . .آووكـ..ـي . .مليوون هـ..ـلآ ، منتظررررتهآ ، بس أول متوصلون سويلي مسد كول
لـ تقول أية : حبي بس هية و عمر جآيين .. إذآ هآي عمر يدق عليج لأن هية يمكن مخلصة رصيد !
إفلتت أنفآسهآ بعجل و هي تغلق الخط بعد القصير من السلآم ، لـ تشعر بتقلصآت معدتهآ تلويهآ ألمآ ،
مآ هذآ .. ؟!
إنه مزعج !
تبآ لك عمر و لكل مآ يتعلق بك و بـ رفيقك الأحمق المسمى بأخي ،
أنتم سبب بعثرتي هذه !
مرت الدقآئق ببـطئ لم تعتآده قبلآ وهي تنتظر مصير يُحآك لهآ بـ سنآرة علي ، و كرة عُمر الصُوفية ، و بيدين متجعدتي الجلد لوآلدته ،
أعطت خبرآ لزوجة عمهآ و بنآتهآ ، لـ تدلف المطبخ بغية تحضير بعض العصائر و المعجنات ، والقلق لم يتوارى خلف اي ستار ،، بل كان مكشوفا لكل من يحاكيها
؛
لم أستطع أن اكون طبيعية بنسبة واحد بالمئة و أنا اقابل والدته بمفردها ،، كان الأمر شديــد الوجع لقلبي ؛
شعرت بنظراتها المتهمة ، رغم صوتها الحنون الذي اعتدته في اللقاءات البسيطة ،، نعم ، أنا أكذب ،، رغم قولي بإنني لا أهتم بمن يعلق على بشاعتي في تلك الصورة فأجدني اخشى سماعه ، بل و رؤيته حتى
كم هو مقيت موقفي ، فأنا قاتلة مع سبق الإصرار لروح زينب ،، و لكنني لو كنت مكانها لفضلت ان اقتل الان على يد احدهم بدلا من ان انتحر مستقبلا على يد ذاتي !
زوجة عمتي و ابنتيها لم تجلسن معنا طويلا ، فـ ذوق الضيافة من شيمهم ،، فعلموا ان هنالك ما يجب ان يقال بيننا و على انفراد
الخمس دقائق الاولى كانت بمثابة حز نصل السكين لذبح خروف العيد امام مرآه !
بعد تلك المجاملات دخلت هي بصلب الموضوع بطيبة من شيمها : لينا امي ،، إنتي اكيد عندج خبر من علي عن الموضوع الي جاييتج بيه ،، حبيبتي انتي ، والله العظيم و ما الج علية حلفان لو ابني مخاطب جان الفرحة مشالتني ، بس انتي لازم تقدرين وضعي ، أم حسن صديقتي ، و اني هسة الاحراج دياااكلني من ورة الموضوع بس شسوي ؟ كلها قسمة !
ازدردت ريقي بصعوبة و انا اجيب : خالة ، أني ما رح أأثر على حياتهم ،، و اللـ !!
فوجئت بها تسكتني بـ تنبيه اخافني : أبببببد لتقولييين هيجي ،، و حلف بهالموضوع لتحلفين ،، إنتي متعرفين شصاير باجر عقبه ، إحتمال كومة اشياء تتغير
ارعبني قولها و لكن بدا علي التماسك و انا اردد : لا خالة فدوة لعينج ، أني اصلا محاطة الزواج ببالي ابد ، بس الوضع حسااس و انتي اكيد تعرفين كلشي ،، و ياريت اذا تقوليلي بالضبط شنو ردة فعل زينب و اهلها ؟ خالة عيوني والله مابية حيل مشاااكل ،، هية مرته و من حقها تعرف انو اني وياه ماكو بينا شي غير الورقة الي تسمحلي قدام رب العالمين ابقى يمكم
لأستطرق بصوت متآكل الأطراف : ولو اعرف انو رح اخربط حياتكم كلها ،، والله خالة اعرف و مستحية حيييل ، بـ ـس ،
توسلت الدموع ان تقاوم قليلا و تطيل انفاسها الخجلى لئلا تفضح قلة حيلتي ،، لكنها رفضت و قررت الوشي بي ، خائنة هي !
ابتسامة صادقة ارسلتها لي والدته وهي تناديني لأجلس بقربها : أمي تعالي يمي
و حالما نفذت طلبها شعرت بذراعها الدافئة تلتف حول كتفي لتقربني لها اكثر وهي تكرر على اسماعي : هالحجي ما اريد اسمعه ابببد ، لين إنتي بنتي الرابعة الله شاهد ، أو نقول الخامسة لإن زنوبة همين فدوة لعينها تجنن ،، بس انتي غير ،، يمعودة متتذكرين شقد جنتي وكييحة من جنتي صغيرة ؟ و منو ساعد ابوج الله يرحمه بتعليمج انتي و المرحوم مصطفى الصح من الغلط غيري اني ؟
أن تنسب رحمة الله لأعزاءها الشهداء شئ محرق للأوصال ، تحشرج صوتي و انا أرد بضعف : أعرفج خالة ، وين اكو مثلج ، بس .. رح أضوجكم والله ، و أني متأكــدة ، اكيد محد رح يتقبلني من البنات واني بنظرهم بقت اخوهم من مرته ،، بس تحملوني شوية ، بس شوية والله يفرجها !
أن أتعرى امام احدهم من ثوب الكبر و البخترة لهو امر اقرب الى الكوابيس ، إلا إنني فعلتها اليوم و لا أعلم هل لـ قلب هذه المرأة دخل في الامر ؟!
اتراي رغبت بـ تزيين صورتي المشوهة بإطار من ذهب ؟
علي أجتذب احدهم !
شعرت بيد والدته الحانية تمسح فوق رأسي لتهمس بـ نبرة التهديد السابقة : هالحجي بيني و بينج بس ، و محد رح يعرف عنه ،، إنتي ملازم تحسسين احد انو هوة متفضل عليج ، إنتي حتصيرين مرته لعمر ،، على ورقة على كتاب على اي شي ؛ مرته مثل زينب ،، و الكل لازم يتعود على الفكرة ،، و اني اول وحدة احتاج اتعود
لتسكت برهة فتكمل بعدها : ليش اكذب واقلج اني راضية ، لا والله يا امي ،، اني الي ما ارضاه على بناتي ما اقبله على بنات الناس ،، بس اهل البنية و هية موافقين ،، فهاهية ، إن شـاء الله التساهيل من ربج ، و بالنسبة لخوات عمر انتي تعرفيهم ، و علاقتج بيهم حلوة ،، أني حفهمهم سبب الزواج ، بس هذا مو يعني انتو لازم تحددون حياتكم بدون تجربة ، لينا امي ترة نية الطلاق من قبل العقد حرام ،، فلازم تشيليها من راسج و تحطين ثقتج برب العالمين انو هوة كاتبلج الصالح ان شاء الله
لتجزم و انا ابتعدت عنها قليلا و قشعريرة أمست تسري بأوردتي : و ترة عمر خوش عمر ، مو لإن هوة ابني بس هذا الصدق ، عمر ينحط على الجرح يطيب ، و ترة ما رح يأذيج و لا يأذي زينب ، و هوة مو اول من تزوج اثنين
و كإنها تنوي أيصال فكرة ما ؛
كـ إحتمالية تحول الزواج لـ واقع ؟ هذا مستحيــل ،
فـ أنا لن ارتضي بناء حياتي فوق حطام احدهم !
و ما مصيبة الزواج الباطل تلك ؟ يا الهي ، رحماك
اصريت على موقفي : لا خالة دخيل الله ما الي حيل اشيل ذنب بت العالم ،، خلي رجلها الها بالعافية و الله يهنيهم ،، و اني ممحتاجة منكم غير تتحملوني كبنتج و أخته لعمر !
لم افهم سبب نظراتها الآن ، و كإنها عادت لتلقي اللوم على كاهلي ،
سحقا لك عمر ،، من أين آتيت لتعبث بتماسكي كيفما شئت و ها انا اقف امام والدتك معصوفة الوجدان ، مشققة الفؤاد ضعفا !
و سحقا لعلي معك ، فلن اسامحه يوما على كل ما أجبرني الخوض به ، أبـدا !
.
.
.
يا لَيتنا لَم نَلتَقِ
وبَقيتُ طُولَ العمرِ أبعدَ ما أكونْ
يا لَيتنا لَم نَلتَقِ
مجنونةٌ
وإذا بقلبي مِثلَها مجنونْ
مَن ذا سيُنقذُنا معًا
"روما" وراءَ حريقِها "نِيرونْ"
وأنا وأنتِ كألفِ "نيرونٍ" معًا
في كلِّ شيءٍ نحنُ متَّفقونْ
لو أنَّنا لم نلتَقِ
ما كنتِ أنتِ ولا أنا سأكونْ
لـ : عبد العزيز جويـدة
لا تسألوني عما فعلته ، أعلم بأنني قـد اقدمت على عبور عتبة الجحيم الدنيوي بتوقيعي على تلك الورقة ،، مزوجة نفسي لـ رجل اعرفه و لا اعرف عنه شيئا !
أقدم ذاتي بذاتي لـ غريب عني
فأغير لقب البكر الى متزوجة !!!
أ جننت ؟ نعم قد أكون فعلت ، بل بالتأكيد
كيف سأعود لهم بعد فعلتي النكراء هذه ؟
و لكن ما كان علي ان افعل و ليس امامي خيارا اخر للعودة لكنفهم !
هنالك الكثير من العصافير التي تتشاجر بمعدتي ،، هذا ما اشعر به و نحن في طريق العودة للمنزل الريفي الصغير ؛
لكن لكل عصفور هنالك منقار ،، و به بدأ يمزق بطانتها الداخلية لأشعر بطعم الدم و رآئحته ايضا !
طيلة الطريق كان الصمت يخالج الجميع ،، فـ جدته أكيدة انا بكونها تعايش الرفض الأخرس
اما صمتي فـ هو لصدمتي مني
و بالنسبة لـ سكوته فلا اعرف ما يكون وراءه
لم اظن و لا بأبعد خيالات المراهقة او حتى الطفولة ان اعيش مغامرة كهذة ، و ها انا قد فعلت !
تجرأت و اعطيته قيدي ليضيق الخناق حول عنقي اكثر ، و لا أظن بإنه سيكون منصفا و لو للحظة بحقي
و لكن لا يوجد حل امامي سوى هذا ، فسعيره لن تخمد يوما ، و إن كنت انا حفنة التراب التي ستقضي على القليل من الالسنة سأكون ممتنة للأمر ، فلا فضل لي عليه .. بل هو من تملأني افضاله من قمة رأسي حتى أخمص قدميي !
ما إن وصلنا نزلت جدته حانقة لتغلق الباب خلفها بـ غيظ وهي تتذمر من كل شئ حولها ،، سبقتنا للداخل و في الحقيقة انا من فضلت التباطؤ بخطواتي
عندما ترجل بعدي قال بحدة صلبت عضلات كتفي : صبري هالايام على بيبيتي ،، مبقى شي و نخلص منج !
لم اعطيه بالا و انا الج لحديقة المنزل و جسـدي ينتفض من قرب صار يدنو اكثر من الطبيعي !
و كإنني صفعت بكف عملاقة لأصحو بعد فوات الاوان على جريمة إرتكبتها بحق نفسي و اهلي
كيف طاوعته على قتل والدي ؟
بل و على اجهاض جنين السعادة في رحم حياتي ؛
لأتبعها بعملية إستئصال جزئي لذلك الرحم فلا اعلم ما ينتظرني بعده من اجنة قد تنجح في المقاومة بداخل رحم مضمحل !
قبل ان ادفع بالباب الداخلي اتاني صوته متمردا على كافة الحدود التي وضعتها لمشاعري ما إن سجلت نفسي بإسمه ، ففاض قلبي خوفا من مجهول رميت به : يكون احسن تحبسين نفسج و متشوفينا وجهج منا لحدما اروح
أ زادت معايير الوقاحة لدية ام يتهيأ لي ذلك ؟
ما به لا ينفك عن قذفي بأبشع الكلمات و بنبرات مشمئزة ،،
يبدو إنه يفهم رضوخي ضعفا ،
إستدرت لأحاول منعه من التطاول اكثر ،، و انا اشعر بـ الدوار يجتاح كياني بعواصف : أوامر ثانية حضرة الدكتور ؟!
الوقاحة قد إستفحلت لتشمل نظراته ،، ما به ؟
أ يعقل أنه ينوي قتلي ؟! و هكذا سيفعل ما يشاء فهو زوجي !
لطفك يا الهي ؛
ما الذي قمت به ؟
الدكتور علي ..اصبح زوجي !
ذلك الشاب المندفع بشهامة فريدة بين أقرانه ،، هذا الذي استحال رجلا بـ شكلا مهيبا و طلة مرعبة !!
هذا الوحيـد الذي إستطاع أن يضرب على نافذة قلبي بحصاة صغيرة فيحطم زجاجها ، ليتسلل بخفة السارق لداخله !
غير آبه بدمائي التي أريقت بخدوش ذلك الزجاج ؛
هذا الاناني المستبد و المتغطرس !
يريد تكبيلي بيديه مدى الحياة ، فقط لإغاظة والدي ، و إهانته !
والدي .. أ وتصدقون بإنني بدأت امل من دور المحاماة ،، و حمدا لله انني لم امارس المهنة على الصعيد الميداني ، و لا أظنني سأفعل
فبها سأرى كافة الناس من مذنبين و مظاليم ، و انا فعلا لا اجيد الدفاع ان كنت مؤمنة بخسارة القضية !
سئمت حديثه عن والدي بتلك الطريقة لدرجة انني بدأت أترك له الساحة كي يستمتع بسبابي عسى أن يهدأ ،، و لكن ما يحدث لا يزيدني سوى تأكيدا بإنني قد رميت بجسدي تحت عجلات مركبة عسكرية ضخمة !
ستدهسني لا محالة لتصيرني طبقة خفيفة تلتصق بـ أرض الواقع الأغبر
أنا و هو لا نكف عن اللعب ،، و لا أعلم إن كان هنالك نهاية لتلك التسلية المرة ؛
لم يهتم لسخريتي و أشار نحو الخلف قائلا بإقتضاب : فوتي
و قبل أن استدير ضاقت نظراته وعيناه تسمرتا ورائي لتفلت مني نظرة رعب سريعة : شكـ ـو ؟
رمقني بنظرة خاطفة و عاد بإنظاره حيث كانت فوصلني حينها نبرة الجدة تشتعل بالخصام : بعد ميحتاج ابقى يمكم محرم ، رايحة لبيت سلام شوية و اجي !
منزل ولدها لا يبعد بالكثير ، فالجدران تلتصق ببعضها ؛
لم يحاول ان يعترض وهو يراها تتحرك بكيس الدواء الخاص بها و الذي يبدو إنها دخلت توا لتأخذه ، من الواضح إنها ترغب بالمراضاة !
آثرت الصمت و انا اشعر بقلبي يتقافز مجددا ،، فـ لم يكتفي بتلك الاورام التي حصل عليها إثر إنعكاسه بالجدران تارة و الاضلاع أخرى
قلبي الأحمق !!!!
بل قلبي المحظوظ ،، فـ ها انا اكتب بإسم من مزقتني حاجتي اليه !
أ أحبه ؟
بالتأكيد ، إلا إنني لم اصل لمرحلة العشق ، و قربي منه لن يفعل سوى ركلي بقدم ذلك الجائر حتى أسقط بتلك الحفرة الحالكة الظلمة ،، أصرخ فلا مجيب ، و أنتحب و لا سائل !
لأشتاق ولا ملبي !
كيف سأظل معه بمفردنا ؟
يا الهي ، إني اخشى على نفسي ضعفا لا حيلة لي على إخفاءه
فـ أنا لا ادري ماهي نيته . و ما خطوته القادمة ، و لم يتحدث مطلقا بشأن ما سيحدث بيننا ، أو ما لن يحدث ،، و لكن علي ان أضع فوق الحروف نقطها من الآن ،، و إلا سأخسر أبي برصد حاقد
تمسكت بزمام القوة وانا ادلف قبله ،، ليتبع خطواتي حتى اغلق الباب خلفه بجلبة جعلت جسـدي يقفز بخفة و بلا شعور
تحرك نحو الاريكة بكسل وهو يأمر بعنجهية : ميت جوووع سووي زقنبوت !
بادرت بالتأنيب الجاف : إحتررررم نعمممة الله قبل لتطير من قدامك ، غيرك ملاقي ياكل
رفع حاجبه الأيسر ليرمقني بشر احمر : شنو ؟
لم تكل عزيمتي و انا اكرر : الي سمعته ،، ' إستطرقت مغيرة لدفة العراك نحو وجهة اخرى ' وبعدين انته قلت متريد تشوفني فرح اولي للغرفة و انته سوي الي تريده
ليجيب ببساطة متناهية وهو يجلس بـ كسل : لعد شكو اخذتج ؟ غير مرة تشوف احتياجاتي ؟
أ لم اقل بإنه وقح جدا هذه الليلة ؟
رفعت كتفيي بـ سلاسة : لأ طبعا ، الي صار بس حتى ترجعني لأهلي ، و رجاءا لتحاول تخرب علية الهدوء العايشته ،، خليني بهالجم يوم اخلص من وجع الراس
ليرفع طرف شفته بسخرية : لا ؟ ما شاء الله طلع لسانج ، و الحمد لله هسة اقدر اقصه من غير ما احد اله حجاية وياية
بحدة و إستنفار رددت : حتى أكسر ايــدك !
نعم تجاوزت ، بل كثيرا ،
و لكن ليس لتلك الدرجة التي تدفعه للانقضاض علي بخطوتين فيقبض بكفه الكبيرة فكي في محاولة خبيثة لتهشيمه
لفحتني انفاسه الحارة وهو يهمس : هالحجي وين جان قبل ؟ شو جنتي فاااارة خايفة ،، هسة ناوية تطلعين على حقيقتج ،، فعلا العرق دساااس ،، و الماعنده اصل متصيرله جارة ' حل '
حاولت إبعاد كفه بكلتا يديي و لكنني فشلت و شعرت بالمقل تتنازع في فيضاناتها ،، فترطب تلك الخدود العطشة ،
فلتت مني شهقة عسيرة بسبب ضغطه و انا اتوسل الله ان يرفق بي ؛
نظراتي شتتها بين ازرار قميصه و الوانه ،، و انفاسي الأخرى تتلاحق رعبا و شعورا بالضيم ،، همس بفحيح و هو يشد من قبضته : لو بيدي هسة اخنقج و افرح قلبي ، بس تعرفين ،، مرتي غصبا ما عليها تتعدل ،، و تنسى منو ابوها لإن العرق البينكم مقطوع على ايدي ان شاء الله !
إنتهى شحن الصبر على الوجع لدي ،، فتوسلته بضعف : كـ ـافي ، و الله يـ ـ ـووجع
شعرت به يخفف من قبضته لتتلاشى تدريجيا و صوت انفاسه يتعالى و هيأ لي إن عضلات صدره ستنفجر بوجهي لتشوه ملامحي المجهدة !
أبتعدت خطوة للوراء و انا اتمرد على الخوف و يميني تمسح اثار الفيضانات : هاااي اخرر مرة اسمحلك تمد ايدك علية
و كإنني اشعلته مجددا ،، فلم اعي الا و ذراعي على وشك ان تقلع لرفعه لي من جانبي الايسر : اذا تريدين ابتلي بيج و ادفنج هنا عيدي هالحجي
عادت الدموع لتملأ المآقي و عاد هو ليتركني بشئ من العنف
تحركت مسرعة نحو المطبخ و انا أشعر بحجابي يخنق أنفاسي ، لو كان الأمر بيدي لتركته يزأر حتى يرهق ، من غير أن افعل له ما يود !
يارب ،
ما الذي أقحمت نفسي به بوعي غير مدرك ؟
لقد نبشت قبري بنفسي ،، سـ أدفن حية
و إن رحمني والدي فـ هشام لن يفعل ، بل سيتشدق بإنتقام يصلني انا ايضا !
فلست سوى ابنة عمه المتكبرة التي علقته ذليلا لأعوام طوال ؛
و فوق ذلك كله ، لن يتركاه و شأنه ،، سيـقتلانه بلا شك ،،هي تعرف والدها جيدا ، و قد فعلها مسبقا و قتل زوج اختها ، فلن يتوان عن تقـريب سيفه من عنق خاطفها !
يا إلهي ،
أرعبتني الفكرة فعدت سريعا حيث كنت من قليل لأجده يطلب أحدهم بهاتفه النقال ،، لا أعلم كيف شعر بي و لكنني متأكدة بإنه لم يكن سعيدا بعودتي
جائني صوته متمللا ولم يرفع رأسه عن الجهاز : شكو ؟
زفرت بقلة صبر ،، لأهمهم بشئ لم يصله ، بعدها إستطرقت : تدري بابا رح يكتلك اذا عرف بالي صار ، والله يكتلك
ليشخر ساخرا : ليش هوة شصار ؟ تر لهسة بعدج بته ،، مصرتي مرتي صدق حتى يكتلني ، عود دنشوف وكتها هوة و ذاك النعال ابن عمج شلون يقدرون يخلصوج !
لأشعر بدماء جسدي تهبط قاعا فتتركني مملوءة بحيز فارغ فقط ، الدوار احتدم مع الإرتياع الذي حاصرني بعساكره ،، ما الذي يهذي به بحق الله ؟
لن اسمح له أن يعاملني كـ لعبة يستمتع بها كيفما يشـآء ، لن أسمح أن أهان و أساق نحو مذبحتي ذليلة ؛
أضاف بنظرة مبهمة : و ترة هوة ما رح يعرف الا اذا انتي قلتيله
لأحاول أن اتخلص من بقايا اثار تلك الكلمات التي التصقت بطبلتيي اذني و أنا اجيبه بحزم : تدري انو اني ما رح احجي ،. بس انته رح تقله ،، اني متأكدة ،، عباااالك هاية بطولة انتو تذب روحك للنار برجلك
ليحاكيني بـ زهو خادع : النار اني ، و ابوج الي حيحترق على فكرة ،، و بالنسبة للموت ،، يا هلا بيه إذا رح اصير شهيد مثل كل اهلي ،، تعرفين الناقصين امثال ابوج ايدهم قذرة ،، و الكتل يمهم زلاطة ،، و هالشي ينطيني امل انو رح استشهد !
فغرت فاهي عجبا ،، ليخرج صوتي متكسرا لشدة الوجع : حـ ـ ـرام عليـ ـك
انهى الحديث بسرعة : روحي من قدااامي ، بس اشوفج اتذكر ابوج الـ**** ، فوووخري قبل لا احرق البيت بيج !
قبضت كفي بقوة و أنا اردد بـ غضب احرق لي فؤادي الضامئ لتلك الدماء الخائنة التي فضلت أن تنزوي في اقدامي : الله يااااااخذني و اخلـــص ، والله متتتتت مووو عيششششة هااااي
.
.
.
لو أننا يوما نسجنا عشنا
عبر الأثير على ربى الأزهار
لو أننا يوما جعلنا عمرنا
بين الظلال كروضة الأشعار
لو أننا عدنا إلى أحلامنا
سكرى نناجيها مع الأطيار
لو أننا صرنا خمائل أسدلت
أهدابها فوق الغدير الجاري
لو أننا طفلان في أحزاننا
ننسى الحياة على صدى مزمار
لو أن حبك عاش يسكر من دمي
ويصول كيف يشاء في أفكاري
لو أن قلبك ظل مرفأ عمرنا
نلقي عليه متاعب الأسفار
لو أننا عند المساء سحابة
ترنو إلى همس الهلال الساري
لو أننا لحن على أنغامه
نام الزمان وتاه في الأسرار
لو أننا.. لو أننا.. لو أننا..
ما أسهل الشكوى من الأقدار..
لـ : فاروق جويدة
تقفآن مع زوجة عمهآ قرب البآب الخآرجي و همآ تتبآدلآن التحآيـآ الأخيرة بإنتظآر مجئ عُمر ،
آلشعُـور بالهدوء النسبي كآن يسيطر على مشآعرها بأكملهآ ، إستبشرت خيرآ بـ حضور هذه الإمرأة بالقلب الأكثر طيبة على الأطلآق
مآ إن تردد على أسمآعهم بوق السيـآرة خآرجآ تقدمت هي لتفتح الباب مختبئة خلفه ، مودعة وآلدته بلطف صـآدق ، لحظآت فقط و إنهآرت جدرآن التمآسـك التي بنتهآ منذ أيـآم سلفت ،
حيث إرتعبت من صرخة الإمرأتين امآمهآ ،
إختفت أمه بعد أن ولجت الى الخآرج بصرخآت مصدومة ،،
شعرت بقدمآهآ تلتصق أرضآ .. و عينآهآ تثبت على زوجة عمهآ لتهمس خآئفة : خآلة شكـ ـو ؟؟
لتنطق الأخرى و هي تدفع بآلبـآب أكمله ليفتح : مآ أعرف خآلة .. ما اعرف بس الولد غرقان بدمه !
فلتت شهقتهآ وهي تغطي فمهآ بـ كفيهآ المرتعشتين ، يآ الله !
مآ حل به ؟!
من غير أن تتأخر لـ ثآنية ركضت نحو المطبخ لتسحب لهآ غطآء رأس يعود لزوجة عمهآ فـ تلف به شعرهآ بـ إهمآل ثم تعود بذآت السرعة للخآرج ،
حينمآ وصلت كآن الباب مشرعآ ، فـ رأته وآقفا قرب سيارته و هو يهدأ من روع وآلدته ،
أصآبتهآ سهآم ضعـف .. أترى أحدهم سيتذكر أن يهدأ روعهآ هي أيضا ؟ أم ستبقى تنتظر هنآ منسية آلوجود ؟!
لم تحتمل الإرتضآء بآلوقوف بلهآءَ تنتظر أحد مآ ليتلطف ، فتقدمت لتلج خآرجآ و قدمآها تثقلآن شيئآ فأخر
هُو رفع عينه بإتجآههآ مآ إن نبضآته تخلخت بـ زوبعآت مستمرة ،، لمعت عينآه وهو يـوسـد كتفه المـوسوم بـ شق عميق ، و كإن هنآلك من غرس نصلا بهِ ، قآصدآ
كآنت الدمآء قد تسربت لتغطي بقع عريضة من قميصه ، إقتربت من وقوفهم الثلآثة وهي تـهتف برعب : هآآآي شنوووو ؟؟ !
لـ ينهرهآ بـ وجع وهو يلتفت ليراقب الفرع الساكن : فوووتي جوووة وين طآلعة هيجي ؟!
كآنت ترتدي بيجآمآ بـ أكمآم قصيرة ، و الإيشآرب يغطي شعرهآ بشكل جزئي ، إزدردت ريقهآ بـ جفآف غير مهتمة بصراخه : شلوووون تعورت ؟!
فرك رقبته ليقول بـحدة : قتلج فوووتي هسة .. !
دلفت لتقف قرب البآب و هي ترآقب تقآسيمه المتألمة بـ إعتصآرٍ في صدرهآ ،
رفعت صوتهآ تحآكيه : روووح للمستشفى بســررررعة
عآد ليرمقهآ بـ نظرآته الشرسة ، فـ فآجأته بقول : تريد أجي أسووق ؟!
نعم ، يود ذلك .. فلآ يستطيع تحريك ذرآعه اليمين بأكملهآ ،
و يسـآره لم تكن يومآ بثقة تؤهلهآ لـ تقود سيآرة تقبع بهآ أغلى الأروآح ، وآلدته الحبيبة !
مآ حدث كآن عن طريق الخطأ عند فزعته تلك لمرآهقين يتشـآجرآن بـ قذآرة قريبا من الحي الحاوي هذآ المنزل ،
لم يكن ينوي رسم الفجيعة على ملآمح وآلدته إلآ إنهُ لم يكن أمآمه خيآر .. فهو قريب من الفرع السكني .. و كآن مجيئه هنآ هو الأفضل ،
فـ علي غآئبآ ،
و ألن في عمله البعيد جدآ عن المنطقة ،
و القيادة لم تكن سوى تعذيب حقير بحق جسده
عند مبآدرتهآ تلك ، تكلم : عمج موجود ؟؟
لتجيبه المرأة التي تبين إنهآ زوجة عمها ذآك : لآ أمي مموجود . . دفوت جوة غير قميصك لحدمآ أخآبره
فـ تقآطعهآ تلك مبتعدة : لأ .. لتدخل .. هسة ثوآني و جآية !
و بآلفعل لم تكن سوى ثوآني تلك التي فصلت بين حضورهآ ، و حضورهآ !
فـ هي و إن غآبت يكون طيفهآ سـآكنآ بأوردتي فآلشرآيين فيـصر على تذكيري بهآ ،
خرجت تستر نفسهآ بعبآءة مآ ، كبيرة بعض الشئ عليهآ و هي تتعثر كل حين بـ حركآتهآ السريعة للوصول قربي مع وآلدتي ،
إحتبست أنفآسي بصدري و أنآ أنجح في إخترآق حدودهآ لأستشف رعبآ يستنـطق الحجر ، فكيف بقلبي ؟!
أحس بـ خوفهآ و قلقهآ ، و هذآ مآ أطربه ليرقص على أنغآم الخيآنة ،
سلمتهآ المفتـآح و أنآ أكتم أهآت الوجع الـتي لم تكن طبيعية ، فـ مفك هو الذي غرس بكتفي ،
تبآ لهم من أشقيآء أغبيـآء !
جلست في المقعد الأمآمي قرب السآئق .. وهي إستلمت زمآم السيطرة على القيآدة ،
أمآ وآلدتي فـ قبعت خلفي وهي تمسد كتفي السليم و لسـآنهآ لم يتوقف عن ذكر الله ، كنت أشعر بآلدموع حبيسة مآقييهآ فتخدش لي قلبي ،
طيلة الطريق نحو المشفـى و أنآ لم أفتح عيني لأحدق بشئ مآ .. تركت لهآ الركب لـتقوده حيث شـآءت ،
عندمآ وصلنـآ و قبل أن أترجل رفعت بهآتفي لأطلب ألن ، عليه أن يحضر ،
فـ الفتآة يجب أن تعود للمنزل ،
و وآلدتي أيضآ !
شتمته بغيظ عندمآ لم أصل لـ رد غير الـ إنتظآر ،
تبآ لك آلن مع من تتحدث الآن ؟!
مسـكت كتفي و أنآ أشير لهآ لـ تركن السيآرة بالمكآن الأمثل ، قـآومت عنآد وآلدتي لـلمجئ معي ،
فـ تركتهمآ الإثنتين في السيآرة و توجهت بمفردي نحو قسم الطوآرئ
؛
أنفـآسهآ تثقل بـ ضعف ، و يدآهآ تعبثآن بالمقود وهي تردد كلمآت الموآسـآة فآلإطمئنآن على أسمآع وآلدته ،
و في الحقيقة هي لآ تشعر سوى بآلمثل !
يبدو أن الجرح عميقآ لدرجة مرعبة ، لآ تعلم كيف لم ينتبه لـ غبآء المرآهقين و طيشهمآ ،
سحقمآ لهمآ من حمقـى ، أرآقآ دمه فـ نبشآ جسده بـ جرح لن يدمل بسهولة ، و إن فعل فـ سيترك خلفه نُدبة تذكرهآ بـ رعب إستأصل بـ جسدهآ من أجله !
مر الوقت ببطئ سقيم ،
لو كآنت تحمل هآتفهآ لمآ ترددت عن الإتصآل به . .و لسوء الحظ فـ هاتف وآلدته فآرغ الوفآض من الرصيد ،
كيف ستصلآنه وهو كآن شديد التحذير بشـأن إتبآع خطآه ؟!
يآ ربْ .. هنآلك شئ يتآكل أنآملهآ فزعآ ،
طآل الوقت و مرت سآعة بأكملهآ حتى بـآن لهم آلن ليـفتح بآب وآلدة عمر قآئلآ بـ سرعة : هآ خآآلة عيوووني .. مطلع لهسة ؟!
آم عمر مسكت يده بلآ وعي و هي تولول خآئفة : آلن آمممي آرووحلك فدوة روح شوفه شبييه .. طووول ، و ميقبل نفوت ندوره ، و حتى لو رحنآ مندري وين نلقآه ، دخيلك يووم روح شوف آخوك
ربت خفيفآ على كتفهآ ثم سآعدهآ على الترجل : نزلي خآلة و قوولي يآ الله .. لتخآفين إن شاء الله ميصير له شي .. ترة سهلة لتخآفين يمعودة .. و هالسوآلف يتحملهآ الريآجيل ،
نزلت و لينـآ ترآقبهم بـ تشدق ، ظنآ منهآ إنه سيسمح لوآلدته بمرآفقته .. و لكنه فتح لهآ البآب الآمآمي لـ يلقي التحية بهدوء على السآئقة : هلو لينآ .. شلونج ؟
ردت تحيته بـ : الحمدُ لله ، و إنته ؟
هز رأسه بخفة : بخير ،
أكمل و هو يسـآعد وآلدة رفيقه لـ تصعد : يللآ خآلة .. صعدي و لتخآفين
و إستطرق محدثآ لينآ : لينآ فدوة إنتو رجعوآ لبيت عمج ، إن شـآء آلله آني آرجعه لعمر و آخذ خآلة ويآيه
لـ تعترض وآلدته وهي تحآول التملص منه : لآآآ .. آجي ويـآك !
لـ تميل لينآ قليلآ بجسدهآ حتى مسكت ذرآعهآ لـ تنهيهآ : خآلة عيوني حجي آلن صحيح .. ترة آن شاء آلله مبيه شي لتخآفين .. و خلي نروح إحنة و همة يجون ورآنة !
كآن ذلك آلآمثل لـ فعله ،
تحركت بوالدته عائدة للمنزل وهي تستمع بإنصات لتلك المشاعر الفطرية التي تربط والدته به
بحالة فقدان الشعور تلك إعترفت بـ الكثير و من ضمن الاعترافات التي لن تكن سوى أدلة تستشهد بها عند مقاضاتهما يوما كان ما قالته بشأن موافقتها على ظلم زينب فقط من أجل سعادته
ذلك اثبت لها أن سعادة عمر ما زالت لا تتكلل الا بها فقط ؛
و يبدو إن الجميع يعلم بالأمر
علي الأحمق أين انت لتأتي فترى ما حل برفيقك الغالي ، ذلك الذي كان دوما السبب الاول في خلافاتنا
عندما وصلنا المنزل و قبل أن نترجل إلتفت لـ أنظر نحوها بعد أن حطت بكفها فوق يدي الماسكة للمقود ،، لتقول بحيرة واضحة : لينا ،، شبيج يوم ؟
هززت برأسي متسائلة ، فأجابتني بهدوء : دا احسج مو على بعضج ، و كل شوية تتنهدين ،، و سمعي صوتج العبرة خانقته ،، خير امي ؟
انسلت من بين اروقة الدماغ كذبة ملفقة بدهاء : لا خالة ما بية ... بس ،، مستحية منكم ،، يعني كله من وراية ،، لو مجيتوني جان مصار بيه هيجي
لتنهرني بعطف : لا أمي لتقولين هيجي حرااام ،، قولي يا الله حبيبتي ،، هوة قدر و راد يصير ،، هنا لو بأي مكان
لتستطرد وهي تفلت يدي : يعني ... أبد محسيتي بشي ثاني ؟
أرتجفت و فعلا العبرة كادت ان تنطلق حرة لولا اني قيدتها بقسوة : مثل شنو ؟
أجابت : مخفتي عليه ؟
لا أعلم مالذي تنويه هذه المرأة ،، أ تود لشبلها أن يسعد مع القطة الوديعة زينب ؟
أم يكون مع لبوة تقاتله كـ أنا ؟
ابتعلت انفاسي لأرد بتوتر : خالة هسة هوة زين الحمد لله
لم اعلم بشأن العيون و مصائبها شيئا حتى شعرت بما يبلل لي خدي ،،
ادرت وجهي بسرعة بعيدا و انا اترجل قبلها و هي لم تفعل سوى اتباع خطاي ،، لم تفاجئني حينما قررت اللوذ بالصمت ، و بداخلي تمنيت ان احدثها بشأن ما يسكنها من توقعات لأمحيها و بشدة
إلا إن ذلك لن يزيد الوضع الا سوءا ،، علي التزام الصمت حتى لا يستخدم حديثي الاخرق كـ برهان ضدي هذه المرة عند محاكمتنا التي فاحت رائحتها فأمست تقترب !
تقابلنا عند الباب مع زوجة عمي و ابنتاها ، و فعلا اشعراني بقليل من الفخر لأخلاقهما اللطيفة و تعاملهما المحبب مع والدته ؛
كنا ننتظر مجيئ الرجلين بعد تناول القهوة تلك حيث اننا قد اطمئنينا على حاله بعد مكالمتي لآلن فور وصولنا ، رن هاتفي الذي كان في المطبخ ،، فرحت مسرعة لأكشف عن المتصل و كان كما رجوت ،، آلن
أخبرني بإنهما عند الباب ،، و طلب مني ان اخبر والدة عمر لتخرج ، لم افعل ،، فإن قلت لها ستفلت مني فرصة الإطمئنان عليه بنفسي
ولجت خارجا بعد ان احكمت الحجاب فوق رأسي ،، كنت اشعر بآلآم غريبة في انحاء متفرقة من جسدي
الآم كادت ان تفقدني صوابي ،،
تسللت بخفة لئلا يراني احد ، و انا لا اود التفكير بشائنة من الخطى تلك التي اخطوها ،، فتحت الباب الخارجي لأتقدم قليلا حتى بانت لي سيارة آلن ،
لوحت لهما بـ تحية ؛
ليقابلني آلن بأخرى بينما هو لم يتزحزح عن موضعه ، ما به ؟
شعرت بنظرات آلن المبتسمة بمكر تزعجني و انا اتقدم نحوهمآ ،، لم أهتم إن كان الفرع مليئا بالرجال ،، فـ أنا اقترب من اخ لي ، و زوج مستقبلي برتبة الاخ !
كانت نافذته الاقرب لي ،، فـ وقفت على مسافة لأسأله ببرود متقن : شلونك هسة ؟
هز برأسه من غير كلام ، ماذا فعلوا به ؟
أ قطعوا له لسانه ام شلوا اعصابه فلا يحادثني بغير تلك الايماءات الخرساء ؟
ليزداد عجبي ترجل الن من مقعده ليبتعد عنا و متوجها نحو سيارة عمر المركونة على مقربة ،، إختنقت بأنفاسي وانا اشعر بالقلق ،، ما بهما ؟
غريب قد حدث و انا اكيــدة
تماسكت حروفي مع بعضها لتكون جملة مرتبة : الحمد لله على السلامة
خرج من صمته ليقول بصوت باهت : صيحي امي ،، و انطيها سويج السيارة
لأقول بلا وعي غير مستوعبة لإسلوبه الحديث الولادة هذا : تقدر تسوق ؟
هنا فقط رمقني بنظرة ، لكنها خطفت بسرعة وهو يجيب : آحطه يم الن ،، يوصلنا و يرجع ياخذها
تمتمت بـ : أوكي
كم كانت كلمتي مخذولة و انا لم استشف منه اي امتنان لذلك الرعب الذي أصابني به
أكرهه جدا ،، الحقير ؛
تبا له ،، يستحق كل ما حل به ،، فليس سوى مجرم خائن و بليد من المشاعر
ألو كانت تلك الضربة بقلبه لكانت ذو تأثير افضل
الخائن ،، أكرررررررهه
؛
أنا أهواك ولكن
غير ما تهوين أهوى
أنا أهواك جراحا في حياتي تتلوى
كلما هدهدتها
أهدت إلى العالم نجوى
*
أنا أهواك نشيدا
أزليا
يتغنى
فيه ذوبت شبابي الرائع الألحان لحنا
ولنفن بعده
فالحب عمر ليس يفنى
لـ : بلند الحيدري
بقيت أتابعها حتى دلفت المنزل و أنا لا ادري ما حصل توا ،، خرجت لتطمئن علي فقط ؟
اللعنة على شياطينك يا لين ، إنك تتلاعبين بي كيفما شئتي و بكل وقاحة
شعرت بنجاحي في قدح فتيلة أعصابها لتحترق !
اسندت رأسي على المقعد و انا اغمض عيني بعد وهلة وجع احتلت ذراعي ، لو كنت اعلم و انا اتلقى تلك الضربة بإنني سـأجدها امامي مرتعبة كقطة صغيرة لقدمت لذلكما الاخرقان شكرا جميلا ؛
هنالك ما يؤرقني بسببها هي ، مصاصة دمائي ، أشعر بأنه يوجد شيئا تخفيه
هذه العنيدة ذات الرأس المتحجر ،، تحمل بذرة ما في قلبها الصغير ،، لكنها لا تنوي سقيها ،، تتركها لتذوي بلا فائدة !
إلا إنه انا من سيكون الساقي حتى تشجر ،، و حينها فقط سأتركها لتكمل الاهتمام بزرعتي
آه يا لين !
يا من توغلتي بي لتكوني مع روحي عجينة متماسكة المحوى ، كم وددت لأن تكوني الاولى و الاخيرة ،
وكم عشقت كوني مخلصا لك طيلة السنين ، والان اراني اكره خياناتي
خيانة زينب ، و خيانتك !!
بعد ان اختفت داخل المنزل إقترب آلن و نظرات الشقاوة يرشقني بها ،، إبتسمت بسخرية و انا اسمعه يقول من غير ان يركب السيارة : الله بالخيرررر اغاتي
اجبته متكاسلا : تاج راسي ،، عندك شي براسه خير قوله ، ما عندك انجب
ليضـحك ملئ شدقيه : الله عليييك يا غااالي ،، لا صدق .. شناوي حضرتك ؟ ترة والله اعلم بس شكلها خايفة عليك
جحدته بنظرة شرسة : اكل ***
عاد ليضحك ، و بعدها سحب كما لا بأس به من الهواء ليردف : عموور ، إنتتته زماااال والله ،، شلوون تورط نفسك و تتزوج و هسة رجعتلها فهمني ؟ و الله مرتك خطية
و كإنني لا أعلم ،، كفاك بربك فالوجع الجسدي يكفي بل و يزيد
حمدت الله حينما خرجت والدتي متبوعة بتلك المرأة لتتحمد لي بالسلامة !
.
.
.
نهَـآيةْ البَرَآءَةْ التاسعـةْ عَشـَرْ
×
مٌفآجأة بإنتظآرنآ في البرآءة القآدمة
إذن كُونوآ بقربيِ .. بكثيرٍِ مِنْ الوِدْ
حُلمْ[/COLOR]
|