لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-12, 01:51 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




بسم الله الرحمن الرحيم

صلآتِكُمْ أولآ .. أحبتي !





البَرَآءَةْ السَـآبعـةْ عَشـَرْ








وظللت أبحث عنك بين الناس تنهرني خطايا

وسنون عمري في زحام الحزن تتركني شظايا

في كل درب من دروب الأرض من عمري.. بقايا

وعلى جدار الحزن صاح اليأس فارتعدت دمايا

ودفنت في أنقاض عمري أجمل الأحلام يبكيها صبايا

حتى رأيتك بين أعماقي وجودا.. في الحنايا

من كان يا عمري يصدق أنني

يوما أضعت العمر أبحث عن هوايا

قد كان في قلبي يعيش

وكان يسخر من خطايا؟!

* * *


لا تعجبي إن قلت إني قد رأيتك

قبل أن تأتي الحياة

وبأنني يوما عشقتك في ضمير الغيب

سرا.. لا أراه

كم تاه عقلي في دروب الحب

وانتحرت.. خطاه

كم عاش ينبش في بقايا اليأس

يسأل عن هواه

لكن قلبي كان يصمت

كان يدرك منتهاه

فلقد أحبك قبل أن تأتي الحياة

* * *


عاتبت قلبي كيف يتركني وحيدا في الدروب

كم ظل يخدعني فيحملني الضلال إلى الذنوب

قد كنت في قلبي

ولم أعرف سراديب القلوب

إني أضعت العمر معصية

وجئت الآن عندك كي أتوب

وأمام بابك جئت أحمل توبتي

لا حب غيرك.. لا ضلال.. ولا ذنوب!!




لـ : فاروق جويدة


؛





إن كان للرعب إسما أكثر تفصيلا ،، و أدق وصفا ، و حتى أغلظ وقعا ما كان سيصـف ما تشعر به الآن وهي في إحدى أسـوأ أوضاعها !
لا تعلم إن كانت مغامراتها المثيرة ، ستنتهي قريبا ام ستستمر لإشعار مؤجل ، و لكنها أكيدة بإنها أحدى الحالات الفريدة للبشرية ؛

كلما حاولت التحلي بـ لباس القوة تجده متهرئا مثيرا للإشمئزاز ، فتخجل مظهرها لتطأطئ رأسها أرضا وهي تنتزعه بأنفاس متعثرة !
بالفطرة الربانية كل أنثى تكون معجـونة الأحاسيس بماء الخوف ،، فكيف بـ واحدة عاشت كل تلك الحوادث ، و الخافي اعظم بالتأكيد

عندما ابلغهم السائق إن السيارة قد تعطلت وهم في منتصف الطريق بين بغداد و ديالى كانت على وشك التقيؤ لـ شدة الفاجعة التي حطت فوق دماغها ،،
تذمر البعض ، و اطال لسانه الأخر ،، و قسم قليل إرتأوا الصمت و هم يترجلون بـ هدوء كـ وجودهم

لم تكن فكرة او إثنتين ،، و إنما عشرات من الرؤى الشنيعة ،، تلك التي أمست تتناوب لـ إشعال الجمرات الماكثة فوق صدرها ، فلتسعها بحرارة عمياء أمام الألم و صماء قرب الصراخ !

فتارة تهاب السائق ، و أخرى احد الركاب ، و ثالثة جاسم الذي ودعها و رحل !
حتى المسنة التي تقبع بجانبها لم تسلم من تخوفاتها

عندما اخبرهم السائق بضرورة نزولهم ، و إنتظارهم سيارات اخر تمر في الطريق بشكل منفرد ، كادت ان تجن !
ألا يكفيها ما تشعره من ارتياع في سيارة مليئة بالناس كي تستنجد بسيارة اخرى و سائق اخر ؟!
تلك المسنة عرضت عليها المساعدة و هي تخبرها بإنها إتصلت بـ إبنها و هو على وشك المجئ ،، فـ قد كان مسبقا متوجها لديالى عن طريق الصدفة

بينما هي ، فـ برهابها الاجتماعي لم تشأ أن تصدق كونها مصادفة غبية ،، توارى العقل في نهاية انفاق مظلمة ،، لتتحرك بتيه ، و بلا مرشد !
يهون الوجع الجسدي على ذلك النفسي ،، ستختنق ،

جموع الركاب الخائبين بدأ بالإنخفاض عددا ،، فكل وجد له وسيلة لإكمال طريقه ،، اما هي فلم يكن امامها و لا طريق لتسلك

تقف مع إمرأة لا تعرف عنها شئ ، و تلك تنتظر إبنها ، أما هي فتنتظر نهايتها ،، و من الممكن أن تكون تلك ليست إلا البداية !

إن كانت قد عزمت على شد الرحال كان لابد لها من اقتناء اثمن و اجود أعشاب الشجاعة ،، فهاهي تستسلم لضعف هز كيانها و إستحوذ على ذرات جسدها بكامله بوقت قياسي السرعة !


لم تزلا تقفان قرب ذلك السائق الذي إتصل بأحد رفاقه ليطلبه المساعدة في الكشف عن مشكلة تلك المركبة الغبية ؛
الشمـس أفلت ، و إضمحلت أشعتها الحارقة ، و لم يتبق منها الا تلك الهالة الـواسعة البعيدة المدى ،
و هذا بالضبط حالها ، إذ إن كل صبر لها بدأ بالتلاشي ، و هذه الأحداق بدأت تبكي بعضها بعضا !

عليها إتخاذ القرار قبل أن يصل إبن هذه العجوز ، أما أن تقبل عرضها و تكمل المشوار معهم لبغداد ، هذا إن لم تهاجم من قبلهم هم بذاتهم
او أن تقوم بما عليها القيام به !
طلبت من المرأة هاتفها ، فهي لا تحمل واحدا ، و عليها الإتصال بأخيها للمجئ !!!!!!
لأجزاء من الثانية بزخ النور في ذلك النفق الحالك الظلمة ،، لـ يهدي العقل نحو احد سبل النجاة ، تحمد الله الذي اسكنه قلبها !
فـ هذا ما جعلها تحفظ رقمه صما ،، و لا تعلم ما كانت ستفعل لو لم تكن تحفظه
أ تتصل بوالدها أو حتى هشام ؟
كي يمزقونه إربا
فـ هم ليسوا بأغبياء ، و بالتأكيد الآن يكونوا قد ألموا بالكثير حول كل من يشتبهون به و بمن حوله ،، و هذا بالتأكيد سيشمله في قائمتهم السوداء
و ويل له إن تدرج إسمه بها من قائمة !

لم تتوان عن إتباع الأسلم ، رغم علمها بإنه لن يتواطئ معها اكثر ، و الله وحده يعلم ما هو فاعل بها من عقاب
لا يهم ، فليحرقها إن شاء ، و لكن عليه الإسراع حالا و إنتشالها من ذلك الشئ المتوغل في عظامها ،، فـ له دغدغة غريبة تؤدي بـ أسنانها الى الإصطكاك ، و ساقاها الى الإرتعاش


لم تستطـع أن تصف له الموقع ، فإستنجدت بتلك العجوز لتحادثه ،، لا تعلم ما مقدار غيظه الآن و لا يهمها أن تعلم ،، الأهم أن يأتيها

يبدو أن غضبه قد وصل المسنة فـ صارت تكويها بـ نظرات شاملة ، و كإنها تود اختراق غطاء وجهها لتبين ملامحها و حرقها !
تتوسل الله بصمت خانع أن يصل هو أولا ، لا طاقة صبر تمتلكها لـ تجابه هذه المرأة و ولدها أيضا و ربما تحقيقات حول أهلها

الا أن أمنيتها غبنت بـفداحة ،، فهاهي العجوز تتقدم من السيارة التي توقفت قربهم على ذلك الطريق الخارجي ،، و كان صاحب سيارة النقل الاولى ما زال متواجدا و يده تعبث في قلب مركبته !

ضيفتها العجوز لـ ترتاح قليلا في سيارة ولدها إلا إنها أبت بإصرار عنيف و حدقتاها تتوسلان الطريق امامها لـ يقدم لها تلك السيارة الضخمة بضخامة صاحبها
تجتذب أنفاسا بقوة متلاشية ، بدأت تستشف الغضب بـ تصرفات إبن تلك المرأة الذي ما إن ترجل من سيارته حتى شعرت بـ فراقيع تنتثر عند سحب أنفاسها ،، كان ذلك بسبب فيضان المآقي و سيلان الأنف !

خرج صوت الرجل مشوبا بالغيظ وهو يستجوبها : أختي اخوج وينه ؟؟ انتي من بغداد لو من ديالى ؟؟ غير نفتهم حتى نساعدج


هزت برأسها رافضة اي مساعدة من أي جنس بشر ،، تبعثرت حروف متقاطعة من بين شفتيها القرمزيتين لشـدة بكاها : مـ ـآريـ ـ ـد ، هسـ ـة يجـ ـي أخـ ـوية


و ما زالت تتابع الطريق بـ شئ من الإعتصار ، و خاطرة جديدة تبادرت لـ ذلك العقل المرتعش ، هل سيتركها ؟
أ يتخلى عنها الآن ؟
هذا مستحيل ،، هو من أوقع بها في حفرة كهذه ، هو من أجبرها الإقدام العنيد عليها من خطوة خرقاء ؛

عليه أن يأتي ، لا بد أن يفعل ذلك
و لكن أين هو ؟!
إقتربت الساعة من منتصفها و حتى الآن لم تستشعر وجوده ، يا رب !
علي ، أتوسلك الرفق
لا تتركني بهذا الرعب ،، أكاد أموت

بإباء مرتاع تكبرت عن الصعود الى السيارة و انتظار ' أخيها ' ، و هذا ما جعل الرجل و والدته يبقيان في الخارج معها ، و هو لم يكف عن الثرثرة فوق رأس امه التي ادخلت نفسها بورطة مع هذه الطفلة !!!


نواقيس القلب بدأت بالـتعالي ،، و النبضات لم ترس على بر ، فـ تارة ترتفع و أختها تنخفض
و شد الوتيرة يكاد يقطعها ،!
بلغ قلبها عنقها وهي تزدرده كـ لعاب تدخله عنوة ، إلا إنه أبى التخاذل .. يدها الممسكة بالسكين إستحالت متيبسة على وضع القبض ذلك
فأدخلت كفها الأخرى لـ توسيدها قليلا ، فقد تحتاج تحريكها ،، وهي بذلك الحال لن تنجح في إبعاد آذى نملة بعيدا عنها

أيقنت اليوم أنها لن تستطيع الإفلات من دائرة الدكتور الشهم بسهولة ، و كإنه ربط بجيدها في معصمه بقيد فائق الصلادة ، و الانفكاك منه شبه مستحيل
فحتى و إن حاولت ، هاهي تعود خاسرة ملومة لا تحمل شئ غير العار من جبن يستوطن نواجدها

و كإن الشمس عادت لتتوسط كبد السماء ، فتنشر انوار أمانهـآ على جبين الأرض ،
فـ توغل البريق المطمئن للنفوس في الدهاليز أصغرها ، ليشمل ذلك النفق الحالك ، فتستحله الحمامات البيضاء بدلا من تلك الخفافيش الباعثة في الذات رعبا !

من غير إنتظار ، أو حتى تفكير تقـدمت بخطى ترتجف نحو الطريق العام عندما لاحت لها سيارته السوداء عند الجانب الأخر من الشارع ،، لم يخطر ببالها إنها ترتدي غطاءا و هو لن يتعرف عليها ،، إلا إنه اوقف السيارة بالقرب ليترجـل و الغضب يملأ مآقييه

إستـدار حول السيارة ليعبر الشارع من غير إنتظار أو حتى إنتباه للسيارات الخاطفة المرور ، فتهادى له صراخها المذعور وهي تستمر بإقترابها نحوه : عللللللي !






؛





قالت:

لأن الخوف يجمعنا.. يفرقنا

يمزقنا.. يساومنا ويحرق في مضاجعنا الأمان

وأراك كهفا صامتا لا نبض فيه.. ولا كيان

وأرى عيون الناس سجنا.. واسعا

أبوابها كالمارد الجبار

يصفعنا.. ويشرب دمعنا

ماذا تقول عن الرحيل؟!

* * *

قالت:

ثيابك لم تعد تحميك من قهر الشتاء

وتمزقت أثوابنا

هذي كلاب الحي تنهش لحمنا

ثوبي تمزق هل تراه؟

صرنا عرايا في عيون الناس يصرخ عرينا

البرد والليل الطويل

العري واليأس الطويل

القهر والخوف الطويل

ماذا تقول عن الرحيل؟!


* * *

قالت:

تعال الآن نهتف بين جدران السكون

قل أي شيء عن حكايتنا

عن الإنسان في زمن الجنون

اصرخ بدمعك أو جنون في الطريق

اصرخ بجرحك في زمان لا يفيق

قل أي شيء

قل إنه الطوفان يأكلنا و يطعم من بقايانا

كلاب الصيد و الغربان.. و الفئران في الزمن العقيم

قل ما تشاء عن الجحيم

ماذا تقول عن الرحيل؟!


* * *

قالت:

لأنك جئت في زمن كسيح

قد ضاع عمرك مثل عمري.. في ثرى أمل ذبيح

دعني وحالي يا رفيقي هل ترى.. يشفى جريح من جريح؟

حلمي وحلمك يا حبيبي مع ضريح

ماذا تقول عن الرحيل؟!

* * *

قالت:

سأسأل عنك أحياء المدينة في خرائبها القديمة

شرفاتها الثكلى أغانيها العقيمة

وأقول كان العمر أقصر من أمانيه العظيمة

لا تنس انك في فؤادي حيث كنت

وحيث يحملني الطريق

سأظل أذكر أن في عينيك قافلتي.. وعاصفتي

وإيماني العميق

بأن حبك جنة كالوهم ليس لها طريق

لا تنس يوما عندما يأتي الزمان

بحلمنا العذب السعيد

فتش عن الطفل الصغير

وذكره بي..

واحمل إليه حكاية وهدية في يوم عيد..

الآن قد جاء الرحيل..




لـ : فآروق جويدة





توقف فور رؤيته تلك السيارة الزيتونية اللون بطراز مقبول على الطريق المعاكس له ، وهي كانت علامته الدالة لـ أولئك الذين حدثوه هاتفا

بؤبؤاه لم يتوقفا عن الإرتجاج ،، ليمسحا المكان بكامله ، علهما يلمحا طيفا فقط ليرتاح صدره من ذلك التشنج ، و تختنق نبضاته قليلا
فـ تلك الإهتزازات الداخلية تكاد تفتك بجسـده و هو لا يعلم فعلا ما سيفعله فقط لو وضع يده عليها !

قسما بالله إن ما فعلت لن يكون كالكرام بمروره ،

توقف برهة و ساقاه ثبتت أرضا و كإنهما نحتتا مكانهما عند سماع اسمه بصوت مألوف ، و تلك المرأة بغطاءها الأسود تتقدم نحوه و عويلها يسبقها !!

هنا فقـط ، إرتخت عضلات صـدره ، وخمدت تلك الجلبة التي كانت بين جنبات روحه ،، فوجد نفسه ينفثت زفيرا حارا يحمل سموما قاتلة لها القدرة على انتهاك جسـد كائن من كان ، ثوان هي و إستعر البركان مجددا
لـ يسبقها في الحراك عابرا الشارع الأخر ،، لم يع الا وهو ينقض عليها بـ يده الكبيرة ، و بـ قساوة تبعد كل البعد عن تلك اللمسة الحانية التي يتقمص شخص صاحبها اثناء عمله ،، لتهرب منه نظرة رعب حقيقية وهو يهمس بحرارة هازا جسدها بلا شعور منه : بيييج شششي ؟؟ أحـــد سوااالج شـــي ؟


هزت برأسها نافية ، فـ أخرج هواءا حارا ممتزجا بصفير حاد !

قليلا و احكم قبضته على ساعدها اليمين ليجرها عنوة و وسط أنظار الرجل و والدته ، و ايضا رجل اخر تبين له إنه صاحب سيارة النقل التي تعطلت !
لم يهتم بصرختها تلك وهي تحاول جاهدة التملص منه ، عبر بها الشارعين بذات الغضب و هو يتمنى دفن رأسها بهذا الطريق الترابي ، دفع بها نحو السيارة ليدخلها المقعد المجاور لمقعد السائق ، و قبل أن يغلق الباب صرح بتهديـد شعرت به يخنقها رعبا : والله العظييييم رح تتندمين يابت قاااسم الكلب


ثم عاد نحو الرجل ليشكره و امه على تكبد ذلك العناء مع شبه مجنونة كتلك الإمرأة ،، و حاولت العجوز ثنيه عن نهر الفتاة فحسب قولها انها عانت ما عانته في الساعتين المنصرمة و لا ينقصها تعنيف هذه المرة، فـ إن ما تحتاجه هو الامان و ليس الصراخ !!

الصراخ ؟!
عليها أن تصلي ليكون العقاب مقتصرا على السوط اللساني فقط

عآد ليجلس مكانه في السيارة ببنيته الضخمة تلك و هو يحاول التغاضي عن تلك الشياطين المجتمعة حوله لتحاول إشعال فتيلة غضبه بـ شرارة زرقاء


بصوت يصم السمع تحركت السيارة مبتعدة عن المكان ، و معها بان صوت نحيبها المرتاع وهي تنتزع الغطاء من عليها لـ يخرج العويل واضحا من غير ذلك الحاجز الفاصل
إلتفت نحوها زاجرا و شرايين صدغه بارزة : سممم و زقنبووووت ،، سكتي لا هسة اضربج ضربة على حلقج و اعوجه انجببببببي


لم تصمت بل صرخت به باكية : لــتعييييييط ،، آآه ،، إييييدييي


و أخرجت يسارها من تحت العباءة ، لتتمتم برعب : عزززة ، آآآي ، علـ ـ ـ..!!


هتف بها مجددا : قتلج انججججبي و سكتتتـ ـ!


هي من بادرت بمقاطعته هذه المرة و هي تمد بذراعها نحوه : شوووف شسووويت ، باااوع اييييدي


لطم ذراعها يبعدها من امامه و هو يغلي غيظا ، يقسم انه كان يتمنى إراقة الدماء ، و ها هو فعل و لا يعلم كيف حصل ذلك !

توجعت وهي تسحب بيدها لـ تفزع من السائل اللزج الذي لم يتباطئ سيلانه : شوووفه مديووقف الدم ، علييييي


أدار رأسه قليلا ليشخر منتشيا : طبببج مرررض ،، تستاهلين


لم تهدأ وتيرة النحيب وهي تحتضن ذراعها المجروحة على طول الساعد بـ سكينتها هي
و هذا ما حدث عند دفعه إيـاها بتلك الطريقة الغاضبة ، ليمزق جلد يسارها بنصل يمينها !
أصابها الذعر عندما اهمل تلك الإستدارة التي تعود بهم نحو العاصمة و أكمل طريقه نحو الأمام ، وهذه المرة إرتأت المطالبة بحقها : ودييني لبيتناا ، رجعني لبغدااااد ،، ويييين ماااخذنننني


ضرب المقود بـ سعير يصلي جسده ، و أنفاسه الملتهبة تمتزج مع ذرات الهواء التي حوله فتذيبها : لج سكتتتي بت الـ *** ، سكتتتي لتخليني انعععل اهلج هسسسة ،، جااان وليتي لبغداااد شكووو خابرتيني لععععد ؟


لتجيبه بنفس الطبقة العالية للصراخ : لإإإن اخاااااف ،، كللله منننكم ، من وراااكم صررت هيجي ،، الله لاااينطييييكم ،، آآه إيدي ،، الله ياااااخذكم


كانت الكلمات تنبثق بـ سرعة و لهاث من بين أنفاس متهدجة ،، و صوت النحيب لم يتوقف لا لبرهة قصيرة و حدقتاها تتابع جرحها الذي خف نزيفه بـ بصر مغيم : حراام علييك والله ، شووف إيييدي ،، شوووف شسوويت !



فجأة أوقف السيارة التي كانت بسرعتها الفائقة تتجاوز اغلب المركبات الاخر ، و كانت طريقة ركنه بذات السرعة فلم تجد الا و جسدها يتقدم بكامله ليرتطم بالمقدمة الصلبة فيـمس جرحها مجددا لـينزف سيلا أخر

لم يعبأ بتأوهاتها و فتح بابه ليـأخذ أنفاسا متجددة بعيدا عن أخرى تشعبت بأغشية حويصلاتها و خرجت لتلتف حوله في محاولة لإقتحامه
تكلم وهو يتابع الطريق : نزلي ولي ليورة


تمنت جملة كهذه ، فهي لا تطيق صبرا للهروب من عرينه ، تبا لخوفها
تبا
كانت على شفا خطوة من اهلها ،، لم يتبق لها شئ كي تنعم بأحضان والدتها ، و هاهي خائبة الرجا ، بأمل منحني الراية ، تعود لتقذف بنفسها نحوه من جديد ليتلقفها بصفعات خشنة !


ترجلت من السيارة لتدلف في الخلف صادرة جلبة بـ إغلاق الأبواب خلفها ، و ما فاجأها إنه لم ينهرها ،
قليلا ثم خرجت كلماته بطيئة : منو وداج للكراج ؟؟


أ تهنأه لتلك الفطنة ؟ كيف علم إنه هنالك من كان يدفع بها بـ يدين خفيتين ؟
لم تشأ الوشي بالفتى ، فـ أجابت مكرهة و ما زالت تنظر ليدها ، لم يتبق جزء من جسدها الا و حصل على علامة طويلة الأمد تذكرها بـ تجربة خاضتها بغير نية : اني وحدي


ليقشعر جسدها إثر تلك الصرخة و هو يستدير نحوها : لتكذبيييين ، موو انتي زمااالة عبالج النااس مثلج ،، فهميييني بسرررعة منوو ورااا هالمصيييبة ؟؟ إنتتتي خااابرتي احد من اهلج ؟؟ شفتتتي احد من ولد خواالي ؟ فهميييني لتخليني هسة احرق السيارة بيج



صرخت هي الأخرى وسط ذلك النواح : محححد سااعدني ، تريد تصدق صدق ، متريد كيييفك ،، مححد جابرك تصدقني ،، و بعدين قاابل اني جاهلة و ما اعرف اتصرف !


لتخرج سخريته عارية وهو يلتفت نحو الامام مجددا : لا أبد ،، عاقلة و تفتهمين ، اصلا لو عاقلة جان مسويتي هالخبال هذا ،، ' إستطرق و أنظاره تنعكس نحوها في المرأة الأمامية ' مخفتي يصيرلج شي ؟؟ كم مررة هددتج من هيجي تهور ؟؟ مو قااايلج ولد الحرام هواية ؟! مخفتتتي احد ياخذج و يطيح حظج ؟ ' و بنبرة اقرب للصراخ ' هااااا ؟؟ انتتتي شنووو ؟؟ فهميييني شلوون هيجي تسوين ؟؟ شلووون مخفتي وانتي 24 سااعة تتبجبجين و تقليلي اخاف من العآلم ؟


لم تحاول مقاطعته ، فليصرخ كيفما يشاء ،، له كامل الحق بتأنيب تهور عواطفها ،
و لكن لنكن منطقيين ،، لن يفتأ أن يحاكيها بشأن التعقل ، أتراه عاقلا وهو يفعل كل ما يفعله بها ؟
أ هو عاقل بإستمراره في تطبيق قرار النفي بحقها ؟
ألم يخطر له يوما إنها سـ تفشل في إحصاء مثاقيل الصبر التي إشترتها ، و بعدها تقرر اللا شراء !

هو ليس بغبيا ، و لكن لا تعلم ما يدور بخلده ابدا ، و الاكيد إنها لن تفعل !
عاد ليردف بذات النبرة المنفعلة : جاوبييييني ،، شلووون سويتي هيييجي ؟؟ مخفتي منني و افتهمناها ، بس على نفسك ليييش مخفتي ؟


بـ شعور صادق ردت : تعبت ،، أني بعد ما اتحمل ، الموت اهون من مذلتي هنا ، بيبيتك رح تموتتتني ،، و انته حابسني عبالك مو بشــر ؛ و اهلي ما اعرف عنهم شي الا من الاخبار ، ابوية الله العالم شبيه هسة ، و امي ما اعرف شلون صارت ، خواتي شخبارهم ،، متت ،، ما اريد اكمل ،، أريييد أهلي ، و انته متقبل ترجعني ، و لإني مو اسيرة يمك ، فـ أحسن لي اشوف اي طريقة و انهززم ،، انته متحسس ،، أصلا بأهلك متحس فقابل رح تحس بية و بأهلي ؟ ' و إستطرقت بلهجة لها من الحدة قليلا من النصيب ' و على فكرة اني مندمااانة على الهرب و لو بيدي هم انهززم بس المصيييبة اخاااف ،، و الله اخـ ـ ـ...!!


قطع حديثها كلامه الهازئ : و ليش مخابرتي ابوج ؟ لو خطيبج مدري رجلج السبع ؟ ليش خابرتيني اذا هيجي ممتحملة القعدة هاي و بس تريدين تنهزمين مني ومن عدم احسااسي ؟؟ لو بالمصايب تتذكريني بس اني ؟


ليهتزصوتها و عيناها تود إختراق رأسه لتغيير تلك الأفكار الحقيرة و الأسلوب الوضيع الذي يستخدمه مع البشر : لووو مخابرتهم جان شبروا ديالى بيت بيت لحدما عرفوا منو ورة القضية ،، و الله جان ابوية حبسني لحدما اعترف


ليقاطعها بهدوء مفاجئ وهو يقابل نظراتها بـ تبلد فظيع : و ليش متعترفين وتفضيها ؟


إرتجفت شفتاها و أغرورقت عيناها بالدموع مجددا ،، أبعدت وجهها لتخفي بؤس ملامحها وهي تستطرق بصدق : أنته ليـ ـش عبالـ ـك اني ناكـ ـرة جميـ ـل ؟ إنتتته نقـ ـذت حياتي ،، حطيت نفسـ ـك و اختـ ـك بخطر بس الله يدري بيه علمـ ـودي ، شلـ ..!


بـ فظاظة باردة قاطعها : مو علمودج ، علمودي اني ، باجر عقبه الله يوقفني و يقلي شلون خليتهم يكتلوها قدامك


لـ تردف بذات الاسلوب : و يقلك شلون تبعدها عن اهلها و تعذبها وهية مالها ذنب


ليحل الصمت الحاد محل تلك المشاجرة العاقر ،، أ تراه شعر بالتأثر قليلا بما قالته ؟ هل أحس و لو لوهلة بمقدار فعلته النكراء ؟
عسى أن تكون محاولة الهرب الفاشلة تلك كـ دلو مملوء بالمغلي من الماء سقط فوق رأسه لـ يصهر قوالب الثلج تلك المتكدسة في تجاويف العقل و المحرمة عليه التفكير المنطقي

تلك لم تكن إلا أمنية بـ إطار مشقق الزوايا ،، فهاهو يعود ليحرك السيارة و يغلق بابه ، فيكمل الطريق نحو المنفى !
بـ حدة مرتعشة إستطرقت : هم رح ترجعني هناك ؟ هسة بيبيتك تقلب الدنيا على راسي


لم يجبها ، و هي بدأت تتلوى حقدا ، ألا قلب يملكه هذا الرجل ؟ متى سيشعر بـ حاجتها تلك لأهل كانوا لها يوما كل شئ ؟
ابعدها عنهم 18 يوما ، يوم في بغداد ، و الـ 17 في بستانهم ذاك !
أ لم يكتفي ؟
أ ما هدأت نيران الثأر الجارية في عروقه ؟ إن لم تفعل فـ متى الموعد ؟
كانت تراقب يدها التي تخثرت الدماء من حول جرحها بـ حدقتين ملؤهما الدمع ، و كل برهة تدفع به بـ ظهر سبابتها لتصفي الرؤية المشوشة ،
رفعت رأسها بـ جفل عندما سقطت علبة المناديل الورقية قربها ، حاولت ان تستشف شيئا من نظراته المصوبة نحو الطريق لكنها لم تجد سوى ملامح صخرية و تحجر يكتم الأنفاس !
سحبت لها بعضا من تلك الأوراق لـ تمسح دموعها و هي تفلت شهقات صغيرة بين الفينة و الأخرى ، حاولت الإسترخاء قليلا ، فإن وصلوا هناك ستشتد كافة الأعصاب في ملحمة حادة إثر كلام الجدة التي بالتأكيد ترزمه الآن في مجاميع !

توقف قرب أحد المحلات الكائنة على الطريق ، ليطلب من البائع علبتان من الماء !
و ما إن إستلمهم رماهم نحو الخلف بقوة ،، و إحداهما ضربت كتفها فـ لم تجد بدا من التعبير عن الألم بـ صرخة قصيرة ، هو رفع عينه لـ أقل من اللحظة ليتابع إرتجافة أهدابها ، و إنتفاخ ملامحها المحتقنة باللون القرمزي !

حرك السيارة لـ عشرة من الامتار ، ليتوقف هذه المرة قائلا بـ خشونة : فتحي بابج و غسلي وجهج شوية ، ' إستطرد بسرعة ' و ليش مشربتي مي ؟ جبته لنفسي أني ؟


الحاجة لغسل وجهها كانت اكبر من أن تعترض ،، فـ فتحت الباب و هي تحاول فتح العلبة الا إنها لم تنجح ، فـ بيد واحدة يصعب عليها التصرف بحرية ، من غير أن يرف لها طرفا مـدت يدها بالعلبة نحوه : إفتحها


هو كان بـ التفكير غارقا ، يده تتلاعب في هاتفه ،، و لكن عقله متوقف عن التلاعب بـ أعضاء جسده ، رفع رأسه بخفة عندما احس ببرودة تلامس كتفه الايمن ، ادار رأسه قليلا ليهمهم متسائلا : هممم ؟


تقلصت معدتها على حين غرة ، و إختنقت تلك الأنفاس الضعيفة لتشعر بنبضاتها ترتفع الى الحد الفوق الطبيعي احتماله لـ بشر
أ هذا وقتك ايها الخافق الاحمق ؟
الا تلتمس الوضع المخزي الذي اعيشه ، لـ تأتي أنت و بفريد من الغباء لترغمني على إستشعار تلك الذرات الصغيرة المتغلغلة في عروقي ؛
ذرات من ذلك السم اللا متوافر في المعجم الطبي !

لم تستطع النبس ببنت شفة ، فـ لو حكت ، ستفلت منها الغصة معبرة عن حال لا يسمى بحال

أمال برأسه قليلا ليتساءل ،لم يفهم أ هي تقدم له الماء ام ماذا تريد بالضبط ؟
بجانب زاويتي عينه إنتبه لـ جرح ذراعها ، فـ غض بصره بـ زفرة ضيق ، اخذ منها العلبة ليرميها قربه بدون إهتمام وهو يستعيد العبث بهاتفه ، ليأتي صوتها فـ يغزو وحدته ، و يحتل كل الأخاديد في دماغه ،، فتتركز اعظم الجيوش في مقدمة الدماغ ، حيث التحكم بالعواطف ، فـ تطلق مدافعها بـ اراضي عقله ، لتحيلها الى اشلاء متبقية

جملة بسيطة التي قالت ' إفتح البطل '
إذن لم لا يود تنفيذ رجاءها ذاك ؟
تعوذ من الشيطان الرجيم ليحط بالهاتف في تلك الزاوية المخصصة له ، فيرفع العلبة من جانبه و يفتحها بهدوء ، مد يده بها من غير أن يلتفت ، وهي إستلمتها بذات الهدوء !

شهقـآت متعددة تلك التي فلتت منها وهي تغسل بالماء البارد بشرتها المتغضنة بالدماء ، كانت الشهقة الأولى هي الاعنف ، لدرجة إنه التفت متعجبا لإنعدام دواعي البكاء ، و لكن عندما فهم الأمر ، رفع هاتفه مجددا ليترجل من السيارة غالقا الباب خلفه بـ خشونة !



تحرك نحو مقدمة السيارة ليستند عليها بجذعه وهو يـلهث أنفاسا عدة ، بلا إدراك حسي وجد نفسه يحمد الله على سلامتها
لا يعلم ما كان سيحدث لو مسها مكروه بـ سببه ، و بسبب نار الثأر تلك

هنالك الكثير من الهواجس العاصفة لـ خلاياه ،، هل يفعلها و يتركها لترحل ؟
يعيدها لـ والدها فينعم بها ذلك الحقير و لن يكون غيره خاسرا ؟
فـ ها هو عبد الملك يعيش حياته هانئا او هادئا ، و النار لا تطئ سوى قدميه هو !!
ما الاخير لفعله ؟!
يا رب !

معها الحق في خوفها من جدته و ردة فعلها إن عاد بها ، لن تتركها و شأنها ، و هو أيضا لن يستطيع تركهما و العودة ، ستعيد الكرة ، و إن سلمت مرة بـ لطف من اللطيف لربما لن تسلم الأخرى
و هذا ما لا يرضاه !

إتصل بجدته ليخبرها بأخر المستجدات ، ليتلقى بعدها مباشرة إتصال من قبل آلن المتسائل عن مكانه الآن ،، فمجيئه كان سريعا و لم يخبر أحدا بالأمر ؛

ما إن رفع الخط حتى وصلته نبرة السخرية تلك : هلااا بإبن سعاااد ،، ها وينه خويي ؟؟ شو مجبت الغدا ولا جيت؟ ناااوي تغلس علية هاااا ؟


بهدوء متزمت اجاب : اني بديالى ،، و لتقول اسم امي لا احرقك !


إبتسم الأخر بلا مبالاة : هه ليكون مشتااق لبت قاسم و رحت تشوفها


بـ إقتضاب : اكل ***


ضحك هذه المرة : شبيك شو روحك واصلة لخشمك ؟ شمسوية الاخت ؟؟


ليجتاز الكلام حاجز الصمت فـ يدلي بضيقه من الامر أكمله : إنهزمت


صرخة الاستنكار التي اطلقتها حنجرة الن اثبتت لـ هذا المكفهر الملامح أن رفيقه لا يد له في الامر قطعا !
إستطرد : لك شلووون انهزمتتت ؟ منووو هزمها ؟ و انتتته هسسسة وييين ؟


أجاب بغلظة : لتخاف لقيتها ، بس بت الكلب لو بيدي احرررقها هسة !


همس غير مصدق : لقيتها ؟
أردف بنبرة اعلى : على كيفك وياها بربك ،، علي ارجع لبغداد و رجعها هية و بيبيتك و اخلص من وجع الراس هذا ، بس لووو افتهم شدتحصل من عنااادك ارتاح


شخر هازئا : و اخلي ابوها مرتاح البال ؟ لا والله ما اخليه


تساءل : لععد شحتسوي بيها ؟ مو كافي الي سويته ؟ و اذا عفتها و رجعت هم رح تنهزم ،، يمعود استر على البنية ليروح يصير بيها شي و يبقى ذنبها معلق برقبتك ليوم الدين

ثم اردف بـ إسلوب مقنع : ابو حسين والله احسنلك و الها تخلص منها ،، على الاقل اختك هم تريحها و ترجعون لبيتـ ـ ـ..!


ليقاطعه بـ خشونة : شنوو الظاهر قعدتي وية حضرتك مضوجتك ؟


ليجيب آلن بحدة : علي اكل *** ،، تدري شنو قصدي ،، زين هالتشتت الي انتو بيه ؟؟ يا اخي خاااف الله ،، ترضاااها لاختك تفرفر وية غريب عليها و متعرف راسها من رجلها من وراااه ؟؟ لك والله حرااام عليك


بـ غيظ تحدث : طلعتوا كلكم تخافون ربكم و بس اني لأ ،، يااابة دوولي ،، يااللا روح واليوم ما ارجع لبغد..


قاطعه بـ لوم : هذا انته لازم محد يقلك انته غلط ،، بس شوف شلون رح تتندم ،، و لتنسى هية بنية و كلما بقت وياك كلما خسرت سمعتها


لتضيق تلك الشرايين ،، فيحتقن القلب بدماءه المرفوضة الجوء من قبل تلك العروق المتضيقة التجاويف ،
يود عقاب والدها ، نعم ،، فهذا ما يتمناه
الا انه لا يرغب مسها بضر
و لكنه لن يحصل على رد الدين الا بها
شؤم حظها هو من رماها كعثرة في طريقه ،، ليدوسها ذهابا و إيابا




سعل بخفة صاما أذنيه عن صرخات الضمير تلك ، ثم إستطرق : هسة عوفنا من هالحجي ، بس خلي ببالك ما رح ارجع اليوم ، و خابر عمر اذا عنده وكت خلي باجر يروح للمستشفى ياخذلي اجازة


سأل بحيرة : إجاازة ؟ كم يوم ؟


أجابه بعد تفكير قصير : بس باجر ،، وراهه جمعة و سبت اصلا عطلة ، بلكت افضها و اخلص بهالكم يوم ، ' إستطرد ' أو اقلك عوفه اني اخابره


إستبشر خيرا وهو يردف : يعننني رح ترجعهااا ؟


ليهزء مجددا : لأ ،، بس رح اضمن قعدتها ببيت بيبيتي !



كونه على يقين بإنها لن تشي به احدا ، أعطاه كامل اللا حذر منها ،
رغم إنه في هذه الفترة قد تعرض لكثير من الخذلان لتلك البناية العالية المشيدة بـ طوابيق من الثقة
فـ إنهار احد صروحها عند رفض عمر ذلك ، و الآن جاء وقت الصرح الاخر بـ هرب هذه السيدة

اغلق الهاتف و قرر الولوج الى السيارة و متابعة الطريق ، عليه الذهاب لتلك الارض و اخذ يومين للتفكير المنطقي او اللا منطقي ، لا يهم ، فما يهم فعلا هو اتخاذ عقوبة بحق تلك الفعلة الشائنة !

اكملا الطريق بصمت مطبق ، و هي كانت متأكدة بإن النقاش لن يصل بها لنقطة ، فهو كما تبين لها لا يسمع سوى صوته ، و لا يرى الا اخطاء الأخرين !

كانا على ثقة بإن ردة فعل الجدة لن تكون سوى ولولة و غضب بالإضافة لتهم ترمى هنا و هناك بلا وعي
و الفتاة إرتأت حبس نفسها في إحدى الغرف تاركة له مهمة الحديث مع العجوز و تهوين هول المصيبة !




.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 08-07-12, 01:57 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 








يقولون عني كثيرا كثيرا

وأنت الحقيقة لو يعلمون

لأنك عندي زمان قديم

أفراح عمر وذكرى جنون

وسافرت أبحث في كل وجه

فألقاك ضوءا بكل العيون

يهون مع البعد جرح الأماني

ولكن حبك لا.. لا يهون

* * *

أحبك بيتا تواريت فيه

وقد ضقت يوما بقهر السنين

تناثرت بعدك في كل بيت

خداع الأماني وزيف الحنين

كهوف من الزيف ضمت فؤادي

وآه من الزيف لو تعلمين

* * *


لماذا رجعت زمانا توارى

وخلف فينا الأسى والعذاب

بقاياي في كل بيت تنادي

قصاصات عمري على كل باب

فأصبحت أحمل قلبا عجوزا

قليل الأماني كثير العتاب

* * *


لماذا رجعت وقد صرت لحنا

يطوف على الأرض بين السحاب؟

لماذا رجعت وقد صرت ذكرى

ودنيا من النور تؤوي الحيارى

وأرضا تلاشى عليها المكان؟

لماذا رجعت وقد صرت لحنا

ونهرا من الطهر ينساب فينا

يطهر فينا خطايا الزمان؟

فهل تقبلين قيود الزمان؟

وهل تقبلين كهوف المكان؟

أحبك عمرا نقي الضمير

إذا ضلل الزيف وجه الحياة

* * *

أحبك فجرا عنيد الضياء

إذا ما تهاوت قلاع النجاة

ولو دمر الزيف عشق القلوب

لما عاش في القلب عشق سواه

دعيني مع الزيف وحدي وسيفي

وتبقين أنت المنار البعيد

وتبقين رغم زحام الهموم

طهارة أمسي وبيتي الوحيد

أعود إليك إذا ضاق صدري

وأسقاني الدهر ما لا أريد

أطوف بعمري على كل بيت

أبيع الليالي بسعر زهيد

لقد عشت أشدو الهوى للحيارى

و بين ضلوعي يئن الحنين

وقد استكين لقهر الحياة

ولكن حبك لا يستكين

يقولون عني كثيرا كثيرا

وأنت الحقيقة لو تعلمين




لـ : فآروقْ جُويدة











لم يفكر في لوم تلك الخطيبة بالقلب المفطور أبدا ،، كل لومه يقع على عاتق قلبه !
هو من أوصلهم لهذا الشاطئ ، فتجرفهم الموجة هم الثلاثة ، أمام حشد من المتفرجين الناقمين ،،
فـ منذ ان اخبرها بالامر و حتى الآن لم تسمح له بمحادثتها .. ذهب مرتين لمنزلها ، و تحججت عن رؤيته بأتفه الأسباب

ما يضيق الخناق حول عنقه إنه لم يهتم بالغضب منها ، فـ جام غضبه كان و ما يزال مصبوبا على علي الحقير

فحتى الآن لم يرد له جوابا ، رغم إحساس ينبأه بالموافقة ، إلا إنه ما يزال يحترق بالإنتظار و حممه !

يجلس في الصالة الصغيرة التي يجتمع بها في العادة مع بقية افراد العائلة ، و لكنه كان بمفرده يقلب اوراق محاضراته بملل ، فالتوتر حوله لا يساعد على إستيعاب المعلومات من قبل عقله المثخنة جدرانه بالمشاكل

رفع أنظاره فور سماع صوت الصغيرة تتكاسل بـ دخولها الحجرة : هلاااو عمووري


راقبها وهي تجلس بـ كامل ثقلها على الاريكة بشبه إبتسامة : هلاو حبيبتي ،، هاا شلونج ؟


رفعت كتفاها الرفيعان : تمااامووو الحمدلله ، ملل والله اخذنا الشهادة و قعدنا بالبييت ،، عمور مشفت آلن بلكت يشوفلي المدير ماالته ، أرييد أشتغل يا ناااس



هز رأسـه بتفهم : قتله البارحة ،، يشوفه و يردلنا خبر ان شاء الله


إرتسمت إبتسامة راحة على ثغرها لتردف : إييي تسلم عموور تنقذني من الموت من هالضوووجة ،،
إستطرقت بسرعة بعد رؤيته يعود لـ يهتم بما في يده : صدق شفت ماما اليوم ؟ ترة كولش عصبية


لم تتزحزح تلك الإبتسامة وهو يجيب : شبيها ؟ هية صارلها مدة معصبة من الكل


لتشير بـ سبابتها نحوه بـ إتهام : مننك انتتته دكتور ؛ لتعمم !

أردفت مسرعة : بس لوو اعرف ليش قلبت عليك فجأة ارتاح ، هممم يعني اكيد اني مكيفة ' فرحانة ' إنو تغيرت عليك و صايرة اني العزيزة حاليا ، بس هم يهمني اعرف السبب


ضحكة قصيرة كانت ردة فعله و هو يستصغر عقل أخته ،، لو تعلمين فقط ماالسبب ، لن تفعلي سوى المثل
فـ أنتي من أنصار زينب بلا شك !


تمتمت بـ تفكير وهي تتابع أدق تخلجاته : عموور صدق دا احجي ، لييش تضحك ؟ ماما معصبة بس منك و حتى أية هم حااسة ، بس احنة ساكتين


رفع رأسه عن تلك الأوراق لـ يرسم الهدوء على ملامحه : إبقوا ساكتين ، ماكوو داعي تحجون


ضحكت بـ شقاوة اخر العنقود : لااا حبيبي انته اخونا الوحيد و لاازم نتطمن عليك ، فهمنااا يا حلوو ،، شنوو القصة ؟!
لـ تستطرق بسرعة : عززززة عمر بس لا مزززعل زوز ؟ اذا صدق اني هم اطنقققر عليييك


إبتسم هازئا : شكو مستعجلة على رزقج ؟ كلها جم يوووم و تعرفين القصة
ليجر نظراته نحو ملزمته و هو يردف : وهسسة ولي ياللا ،، عنـ ـ!


لتستقيم مقاطعة كلامه : لااا علييك الله تقوول ، مزعل زينب ؟؟ عموور حرام عليك البنية تجننن و تخبل و فوقاهه تحبك ويين تلقى مثلها ؟


بـ شخير سآخر أجاب : ما القى ، و يللا براااا !


الكثير من الضجر صاحب حركتها وهي تتذمر بشأن بروده تجاه تلك الخطيبة الحسناء
إن أخاها اعمى إن لم تعشى عيناه لجمال زوجته ، لو كآنت ملك أي رجل اخر لن يبرح أن يجهر بسعادته و حبه ، إلا عمر ، فهاهو يظهر بؤسه يوما بعد أخر !

نعم ، هو هادئ
و أكثر الأحيان متحفظ بشأن الكلمات المنبثقة من لسانه ، إلا إن معايير ذلك الصمت قد ثقلت فوق حدها الأقصى في الفترة الأخيرة ، فتراه في أغلب الأوقات محاطا بـ برود تقشعر له الأبدان


و كعادة أغلب الطلبة ، كان يعلق بـ أسباب مزاجه العكر على عنق الإمتحانات ، و لكن يبدو أن هنالك ما هو خاف عليهم جميعا !
إلا والدتها


قبل أن تخرج و تترك له المكان سمعته يسأل وهو على حاله : ملك مخابرت اليوم ؟


لتجبه بـ نباهة : ملك همين دافنته وياااكم ،، شو لا حس ولا خبر صارلها كوومة


رفع عيناه لـ يهددها برأفة : ميس ، ترا والله مناااقص حجييج البايخ ، ولللي و عوفي هالموضوع ،، إنتي اصلا ما الج دخل بيه شكو تنبصين بنصه ؟


إحتقن وجهها بالغيظ فـ جاءت كلماتها حادة و متهورة بعض الشئ : شقـــد صااير مكروه ،، عود محد يحجي وياك رأسا تنطقر اففففف !


لم يهتم البتة ،، فما يشغله هو الأعظم !
صف تلك المشاكل في رفوف جانبية ،، ليرفع اوراقه و جبينه يرسم خطوطا متعرجة ، مشيرة للغضب
لم يدم حاله هكذا الا قليلا ، حيث إنفرجت أساريره ، و أشتعل القلب شوقا ،، فـ رفيق دربه قد إتصل ليخبره بشأن الموافقة بالإضافة لطلبه بشأن ترتيب الإجازة له ليوم غد !!!
ستصبح له أخيرا
لين ،، لن تكون الا فتاته هو ،، و ليقتات الاخرون لقمتهم بعيدا عنه ،، فهي وجبته الصغيرة ، هذا ماكان يحلم به كل مساء
هي الحلم الذي لم يكن له خيط يربطه مع واقع أصم
مصاصة الدماء ،، فقط كوني قربي ، و لي ،، ثم إبتهلي لربك أن أكون رحيما بك و لا أطالبك بكل الدماء التي سرقتها مني
لن أطالب بدمائي يا سيدتي الصغيرة ،، لكني لن اتنازل عن التعويض ،، و تعويضي سيكون بأغلى الأثمان !

فقــط كوني لي ،، قريبا و سترين كيف يكون وعد الحر ؛

زينب !
أقدم لك أشد الإعتذارات ،، بحجم سماء تغطيني و إياك ،، و لكنك لا تعلمين شيئا عن الهوى و جنونه ،، كنت أنانيا
بل و منحطا معك ،، و لكني كنت لأول مرة ،، عادلا بحق قلبي !
فـ سامحي اثامي بحقك ،، و إغفري زلاتي أمامك ؛
و أسعدي لي !
نعم ،، اطالبك ان تكوني سعيدة من أجلي ،، وهل انا هكذا اسحق بلا رفق كل اوجاعك ، لأزيحها عن دربي بـ مقدمة حذائي الإيطالي الفاخر ؟
كنت دوما نبيلا يا سيدتي ،، إلا إنني معك لم اكن سوى ظالما ،، و لـ علمي أن الظلم ظلمات يوم البعث ،، فها أنا اطالبك بالمسامحة
فلا حيلة لنا على قلب عاشق ؛ و كيف تراك تفهمين و انتي لا دراية لك غير ما قلته من تحريف ؟




،




جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي،

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

وتموتُ كثيراً يا ولدي

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود


بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

لكنّي.. لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أحزاناً تشبهُ أحزانك

مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

مقدوركَ أن تمضي أبداً..

في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

وترجعُ كالملكِ المخلوع..



من رائع : نزار قباني


؛






غادر حجرة الجلوس ، متجها لـ والدته القابعة بـ صمت في مطبخها ،، لا تفعل شئ سوى تقطيع شرائح البطاطا بشرود ،، ما إن شعرت بوجوده حتى عادت نحو الواقع بعيدا عن الافكار الحانقة تلك

شعرت بيديه القويتين تضغطان كتفيها من الخلف ، فـ إستخدمت التبلد المتضاهر ،، لينحني فوق رأسها بقبلة طويلة لم يقطعها حتى تمللت هي و ابعدته بـ تمتمات متضايقة

شبه إبتسامة جانبية رسمت على محياه لتزيين ملامحه الرجولية و تخلل صوته المقدار الاكبر من الراحة ليستطرق ومازالت يداه تضغطان فوق قدها الممتلئ بعض الشئ : علي خابرني


شعر بتصلبها فـ أضاف : يوووم رحميني ،، قووولي يا الله،، و الله لو كل العمات مثلج جان ولا رجال تزوج على مرته ،، شو اني عكس العالم ؟ الامهات بس يريدون يزوجون ولدهم ان شاء الله أربعة


لـ تخرج عن صمتها وهي تسحب نفسها من تحت قبضتيه : وخخخر ،، و بعدين لو جنت متزوج و ممرتاح وية مرتك لو مرتك بيها عيب ، جان رحت اني خطبتلك ،، بس انته سويتها لعب جهال ،، يوم اريد هاي علمود اضوج ذيج ،، و يوم ذيج صارت الي بعد مالي حاجة بهاااي !!!!


إحتبست أنفاسه بداخل صدره ،، ليخرج صوته اجوفا : أني وين قلت ما اريد زينب ؟؟؟


أشارت بيدها معلنة نهاية الحديث ، حتى لو لم يقل ،، فالأشارة تكفي العاقل ،، و هو بـ عشقه الازلي المتوغل احاسيسه لتلك الفتاة لن يستطع يوما العيش معها و غيرها ،، فكل اعضاءه الحيوية لا تستشعر الا زوجة واحدة ،، كان يتمناها سرا ،، فكيف يشارك نفسه بأخرى ؟
أنى له أن يقتص من العمر اياما و شهورا فـ سنين ليقدمها لـ زوجة لا حاجة لها عنده سوى كذبة العدل المتهرئة الرداء تلك ،، و كإنه كان عادلا بقراره الاول نحوها !

أصر على الكلام و هو يديرها بيديه فـ تترك عملها لتفعل ما يريد و هي تشتت نظراتها بعيدا عنه ،، إنها غاضبة
بل غاضبة جدا ،، و ستحتاج من الوقت الكثير كي تهدأ ثوراتها الحانقة ضده ،
جاء صوته مشوبا بجدية خالصة : يوووم ،، أني مقلت رح اعوف زييينب ،،لإن محعوفها .. هية البنية الي يحتاجها كل رجال ،، و اذا انفصلنا اكيد ما رح ارضى على نفسي


لـ تجبه بصراحة وهي تلقي بنظراتها نحو حدقتيه : شوو انته عبالك متمنن على بت الناس لإن تبقيها على ذمتك ؟ عمممر ، حس على نفسك وعلى الي دتقوله ،، زينب مرررتك و الهة حق بيك غصبا ما عليك ،، و ترة هية الف من يتمناها و يتمنى يناااسب ابوها الرجال الطيب ،، بس انتتتته ، اويلي منك !


فعلا الويل لي من جرم إقترفته بحق إمرأة تبرق عيناها ببراءة رائعة ، تشابه طهر الاطفال قبل ان يدنس بـ قذارة تفكير بعض الناضجين ، و تعرجات حياتهم المنحرفة عن المسارات السليمة !


تحدثت مضيفة بسخرية : و إنتته اصلا حجيت وياهه بعد ؟ عرررفت شنو فكرتها عن الموضوع ؟ شنو قرارها ؟؟ لو بس أنطيتها خبر شلون مجان ؟


زم شفتيه بـ ضجر : هية مدتشيل التليفون و رحت مرتين لبيتهم و متقبل تطلعلي ،، بعد شسويلها ؟


بـ حزم حاكته غير مهتمة بإرتفاع طبقات الحديث التي بإمكانها إختراق الجدران لتتسلل بخفة نحو طبلتين لـ شخص جاهل بـ أغوار الموضوع : شفففت ؟ مو قتلك عبالك متمنن عليها ؟؟ بس لو افتهم لينا شعدها حتى تحبها هييجي و تخليك تنسى عقلك و تنسى ضميرك و تنسى حتى ربك !


إقشعر جسـده كاملا ليهتف بغضب : يوووووم ،، كااافي ترررة حسستيني مسوي مصيبة ، لو غاضب رب العالمين ، اني اريد اتزوج على سنة الله و رسوله ،، و هذا حقي ،، و لتقليلي مرتك و مرتك ،، إنتي تعرفين الموضوع الظاهر و ماكو داعي كل شوية نحجي بيه ،، لإن قراري مرح اغيره ،، ' أردف بعد إستغفارات عدة انطلقت من بين شفتيه ' حضري نفسج بعد كم يوم نروح نخطبها من بيت عمها !


بحدة تحدثت : ما ارووح وياك ،، إنته مو تقول الشغلة اتفاق و وقت و يخلص ؟ يعني ماكو داعي الشكليات ،، انته و اخوها مثل مطبختوها سوة ،، كملوها وحدكم


ليجيب بـ غيظ : و هية شنو ؟ مو بنية ؟ متريد تحس انو هية مثل العالم يخطبوها و تفكر ؟؟


فـ سخرت بـ قهر حانق : فوقاااهة تهتم لأحاسيسها ، يوووم انته تدري شقد احب لينا ، بس الي دتسويه رح يخليني اكرهها و الله ،، اذا من هسة متريد تجرحها ،، لعد باجر عقبه رح تجرح بزينب علمودها و ترجع ليورة


بداخل اعماقه ترعرعت فكرة فتية ،، لتنضج فتمتاز ، فكما هو دوما اناني بشأنها سيكون كذلك حتى في تجريحها و تهشيم رأسها المتعجرف ،، فـ لا يحق لأحد أن يخدش مسامعها بسوء غيره هو
جاءت نبرته صادقة بحتة : ما اقبلها لخووااتي حتى اقبلها لزينب ذيج المذلة


هزت رأسها مستنكرة ذلك التناقض : يوم انته دتحس على نفسك ؟؟ إنته ناوي تتزوج عليها بعد شنو متقبللها المذلة ؟ بعد اكو اقوى من هالمذلة ؟


تحدث بذات الصدق : المشكلة الرجال تفكيره مو مثل المرة .، و لو احاول وياج منا لـ 10 سنين هم منوووصل لحل


إستدارت لتنهي الحوار عائدة لذلك العمل : زين اطلع لعد عوفني بهمي و بوجهي المصخم قداااام صديقتي


هذه المرة ادارها بعنف قليلا ليصرخ بـ قهر التف حوله فـ جثم فوق صدره بثقل يزن اطنانا : يوووووم ،، تدرين بية مااا اقبل بهالحجي ،، حرااام عليج حسي بية ، ترة هااي مو حالة ،، وهاي عود انتي الطيبة ام قلب الحنين ، لعد ملك اذا تعرف شتسوي ؟؟


أجابته بـ إرتعاشة جسد و صوت : لإن خايفين عليك اني و اختك و قلبنا محروق تشوفنا دنظلمك و تقول حرام ؟؟ دشوف بعدين شرح يصير


بـ ملل من حوار عقيم كذلك ،، خطا نحو الخلف قائلا : ما رح يصير غير الخير بس طلعوا منها انتو دخيل الله و عوفوني بحااالي !!


لتفغر فاها مصدومة ،، فـ توقفه بـ حدة : يعني طلعنا احنا راس البلااا ؟؟ شو انته مسويلك عملة مو مال عقال و متريد احد يقلك غلط


ليشير لها بيده لتهدأ : غلط و ستين غلط و اني اعرف ،، بس الغلط الاكبر اعوفها تروح مني و اني قدام اخوها الي انطـ ـ ـ..!


كان سيشي بذلك الطلب الذي باغته به علي للمرة الثانية ، ذلك الذي لا يعلم عنه أحدا سوى ملك
و ليتها الوحيدة التي لا تعلم !!

عاد ليكرر إستغفاراته ثم قرر الولوج خارجا ، إلا إنها إستوقفته : باجر إن شاء الله من ترجع من الدوام نروح لبيت زينب ،، نحجي وية اهلها ونشوف اخرتها وية هالمصيبة


سكن أطرافه الندم ، فبدأ يأكل خلاياه الصغيرة بـ أنياب حادة و على معدة جوفاء ، ليته لم يستعجل بقرار الزواج ذاك ،، ما كانت ستحاط ابنة السلطان بالمعارضين من كل جانب ،، و من قبل حتى أن تقطن عندهم
أرادت ان يكون لها طوق نجاة فيـنقذها من تيار علي الذي ينوي إقصاءها لأبعد الجزر ،، و ها هو يقاتل من أجل أن تترك لها الخمس نسوة المتعلقات به كـ طوقهن أيضا محط يد لتمسكه !!

يعلم بإنهن الاربعة لو إجتمعن ضدها و حاولن إزاحتها و دفعها بوسط البحر ، يد حانية لن تتوان عن منعها من الغرق ،، يد بدأت تعاني مؤخرا من تعرجات خفيفة ،، يد ربتت على رأسها عند كل فقد عانت منه
يعرف والدته تمام المعرفة ،، و هو متيقن إن رفضها ذاك ليس إلا إعتراض على موافقتها الداخلية ،، فهي لا تود غير راحة يتمناها ، و لا شئ يخفي كون تلك الراحة تكمن بقرب اللين وحدها !
و لكن هل لـها من فتاة مدللة ، مرفهة ، متعالية أن تعيش حياتهم البسيطة نوعا ما بالنسبة للـ ترف الذي إعتادته من السنين اطولها ؟

عمر ، يسوق نفسه و من حوله نحو حافة الهاوية ،، ليـقذف بجسده بقوة نحوها ،، لإنه أكيد بأن في نهاية تلك الهاوية هناك جائزة السنون ،، و غاية النفس و مناها !






.
.
.






(1)

سُئِلْتُ كَثيرًا :
لِماذا نُحِبْ ؟
فَقلتُ : لأنَّا
خُلِقْنا بِقلبْ
ففي الحبِّ نَعرفُ مَعنى الحياةِ
ونؤمنُ أنَّ للكونِ رَبْ
سُئِلتُ :
وكيفَ يَكونُ المُحِبْ ؟
فَقلتُ : تَراهُ على كُلِّ دَربْ ..
يَذوبُ لِكُلِّ نَسيمٍ يَهُبْ
ويَبكي لِبُعدٍ ،
ويبكي لِقُربْ
كَطفلٍ يُفتِّشُ عَن صَدرِ أُمٍّ ،
وعن صَدرِ أبْ
تَراهُ شَريدًا
وفي كُل صَوبْ
كَنهرٍ تَخلَّصَ من ضِفَّتيهِ
وصَارَ بِكلِّ مَكانٍ يَصُبْ
(2)

سُئلتُ كَثيرًا :
وهلْ مِنْ دَليلٍ لِقلبٍ يُحبْ ؟
فَقُلتُ : الدَّليلُ ـ وما فيهِ رَيبْ ـ
يَكونُ التَّغيُّرُ في كُلِّ قلبْ
فَبينَ الصَّحارِي حَياةٌ تَدِبْ
فَتشْدو طُيورٌ ،
وتَنمو زُهورٌ
على كُلِّ هُدبْ
ويَخضَرُّ عُمرُكَ من بَعدِ جَدبْ
ويُصبحُ قَلبُكَ واحَاتِ عِشْقٍ
فَفي العيْنِ ماءٌ
وفي القلبِ عُشبْ
وحِينَ تَنامُ ، ومهْما تُحاوِلُ
لا تَستريحُ على أيِّ جَنبْ
(3)
سُئِلْتُ :
وهل مِن عِلاجٍ لِصَبْ ؟
فَقُلتُ : مُحالٌ
يُفيدُ عِلاجٌ لِقلبٍ أَحَبْ
فليسَ لِداءٍ مَعَ العِشقِ طِبْ
سُئلتُ أخيرًا :
وكيفَ التَّداوي ؟
فقُلتُ بِحُزْنٍ :
بِمَوتِ الحبيبِ ،
ومَوتِ المُحِبْ


لـ : عبد آلعزيز جُويدة










لا اعلم ماذا حدث مع أخي ، بـ الأمس ذهب ديالى و لم يعد ،، و كل إتصال اجريته للجدة بقصد الحديث مع جلنار لم يكن بفائدة ترجى

هنالك ما يخبرني بإن مكروها حدث او على وشك أن يحدث ،، كيف لا و علي لم يهتم بأمر عمله و بقي هنالك ؟
لكن المشكلة إنني لن احصل على نتيجة من غير أن يخبرني أحدهم بما هناك !


كنت اتناول فطوري مع رنا في كافيتيريا المشفى و كلا منا تسرح للبعيد ،، فهي تتابع بخيالها تفاصيل حياتها القادمة بعد أن خطبت من قبل إبن خالتها الذي ليس له شهادة جامعية ؛
اما أنا فـ تطفو الأفكار فوق رأسي لتعتصر دماغي بـ قوة ،، ألم يـبعثرني ؛
منذ ايام مضت فقدت تلك السجية التي كنت أحمل القليل منها ،، لم أقابل ذلك الرجل ابدا ،، كل مرة المح له خيالا كنت انجح في إخفاء نفسي عن الأنظار

و لكن سحقا لقلبه ،، الا يكف عن السماح للنساء بالالتصاق به ؟
ألم يمل او يكل منهن ؟
زير نساء سيصبح زوجي المؤقت ،، كم هو مقيت !
أوقات كثيرة تنتابني رغبة جامحة ان اذهب لأقتص شعر تلك الجذابة من جذوره ، لتكون عبرة لمن يعتبر ،
هل تعتقدون إنها غيرة ؟
إطمئنوا
فـ لست أنا من تغيير لأجل رجل ليس لها منذ الازل ،، و لكني أكره تلك النوعية المبتذلة من الفتيات ،، و كإن الكون يخلو من الرجال

بالحديث عن الرجال ، أنا لا أعلم ما الجديد في قصتنا ،، فـ علي لم يقل لي أخر الأخبار ،، لكني لم أنس إنه يود إذلال رفيقه بشأن الموافقة ،، و لنكن صريحين لا أعلم ما الجدوى من ذلك !!

فـ من تبختر و تكبر هو أنا ، و أنا من بالإمكان اذلالي ،، و لكن بالطبع هذا ما لن أسمح به أبدا ،، و لن يسمح به هو ،، فـ سواء أن عظمت المشاكل او صغرت ،، أبقى أنا من أملك خافقه !

عدت من واقعي على نبرة رنا المتجهمة : ليييينا ،، فهميني انتتي شلون صديقة ،، دا اقلج نصحيني فدوة اروح لهالعقل الغبي ،، أقبل بيه لو لأ ؟


تكلمت بـ جدية : عمري هذا موضوع يخصج إنتتي ،، و أني ما اريد اقول شي و أأثر على قرارج ، و إحتمال اصلا الي اقوله ميعجبج


لتتحدث هي بشبه عصبية : هسسة انتتي شعلييج ؟؟ اني وحدة تريد قرارها يتأثر ،، يللا لينا الله عليج والله العظيم اني حايرة ، المشكلة امي رح تخبلني ،، كاااتلة روحها عليه و بس احجي تقلي هذا ابن خالتج و اخلااق و زنكين ' غني ' فوقاهه شاريج بعد شتريدين اكثر


زممت شفتيي بتفكير قصير : زين صليتي إستخارة ؟


هزت رأسها بـ حيرة : اي بس محسيت بشي ، عادي


افكاري اصبحت تتمحور حول رجل واحد ،، فعلها ذات مرة ، و تقدم
و كنت أنا من أوصد الباب بـ قوة في وجهه ، فـ كسرت له أنفه و اسلت دمه الحامي ،، و لا أعلم بأي أنف عاد ليطلبني ، و لكنني أكيدة بإنه سيغلق الباب فوق اصابعي لو لم أكن حذرة

إستطرقت بـ صدق و بـ تفكير منطقي بحت : همم بالنسبة الي ، لو جنت مكانج ،، ما رح أقبل ،، رنوو ،، هذا زواج ،، باجر عقبه جهالج شيقولون ؟ امي صيدلانية و ابوية عنده شهادة ساادس ابتدائي ؟ تره لازم كلمن يمد رجله على قد خطاه ،، و إبن خالتج الله يوفقه بالي نفس مستواه !



لم أشعر إنني أعدت الكرة الا بعد قول رنا : بس هوة كلللش خوش ولد و يخاف الله ، و هم زنكين و ابن خالتي يعني ،، المشكلة بس الشهادة


كنت أفرقع علبة الشاي المثلج التي بين يدي ،، لأردف بلا مبالاة : و هاي اهم فقرة ،، قليلة تاخذين واحد ميعرف الجك من البك ؟


و كإن الادوار قد قلبت ،، و بدأت رنا تحاول إقناعي بالموضوع : لااا ليين مو لهالدرجة ،، هوة فاهم الحياة و لو تشوفيه تقولين ما شاء الله بس هوة و بس ،، يعني مو تتخيليه مضيع فد مرة


رفعت كتفي بذات البرود : حبي شعليج بية ؟ هوة اول و تالي مجرد رأي ، و قتلج من البداية إحتمال ميعجبج ،، بس حطيت نفسي مكانج و حجيت الي حسيته ، و بعدين رنووو كوني واقعية ،، ترة حتى هوة الرجال ميرتاح ،، دائما يحسج احسن منه و تصير مية مشكلة و مشكلة


لتضحك الأخرى هازئة : بسم الله من هسة سويتيلي مشاااكل ؟ حراام عليج


إبتسامة جذابة رسمت بإتقان حول يسار شفتي المطلية باللون الزهري ،، لأضيف : شوفي هوة اذا الرجال مستواه اعلى من مرته يبدي يتفستق و يتمنطق براسها ، انتي متفتهمين و انتي متعرفين ،، عاد اذا هية اعلى ؟


لتشهق الاخرى بصدمة : قااابل رح اتعييقل براسه ؟


هززت رأسي بإعتراض : لا حبي ، بس هوة رح يشعر بالنقص صدقيني ،، هممم و بقت بكيفج قلب ، إستخيري من جديد و ان شاء الله خير


لأستطرد بسرعة عند رؤيتي احد الاطباء يدخل الكافيتيريا ليلقي علينا نظرة خاطفة : اقلج صدق شخبااار دكتور منذر ؟ حبيب القلب ؟ شو نسينااه ؟


لتفقد هي السيطرة على مشاعرها التي ثارت غاضبة : يمعودة خلي يولي و ياكل *** هذا الادب سز


لم اجد بدا من الضحك ، فإسلوب رنا كان بغاية الغيظ ،، سحقا إنها تحبه !
بإعتباري خبيرة بكشف القلوب المعذبة ، و إكتشافاتي تتمثل في عمر ، و رسل ،و بعض الشكوك تحوم حول جلنار
استطعت الان إلتماس الألم الحقيقي بنبرة رنا ،، و ذلك البريق في عينيها لم يزد الوضع إلا سوءا

الغبية ،، كيف تأمن له بل و تستسلم لعواطف اغبى وهي تعلم عنه الكثير من وحل القذارة الذي يتلطخ به كل حين ،

ا هذا هو الحب ؟
حمقى ،
كل من يسلم رآيته لذلك الملك المتغطرس ليس إلا إنسان ضعيف و اخرق ،،
فـ كل التجارب تشير نحو الضياع ،، ألا يوجد بين الناس من يعتبر ؟ و يتعقل ؟؟

هذه المرة شرد عقل رنا لتهمس بنبرة حارة ، وهي حتى الآن لم ترى د.منذر ،، فهي تعطيه قفاها : عزة ،، لج لين ليش ذكرتيني بيه اني ناااقصة .، عفية شقد أكرهه ،، حيواااان ،، أصلا اني اريد اوافق على مهند بس حتى احررق قلبه ،، 'و بسخرية إستطردت ' هه مصدقة نفسي علساس رح يدير بال ،،
وبعد صمت قصير : بس يللا على الاقل يعرف الزماالة رنا مرح تبقى تنتظر منه خطوة !

فلتت منها تنهيدة طويلة لـ تردف بعدها : لينآ ، هوة هنا مو ؟؟ دخل للكافيتيريا ؟


فرجة تكونت بين شفتيي لأتحدث متفاجئة : شمدريج ؟


لتبتسم بغيظ وهي تضغط على حروفها : الزماااال قلبي قلي ،، خررررب ،، شقد ثوولة اني ياربي شقققد !!


إزدردت ريقي بـ إرتياع ،، ما الذي تقصده هذه الحمقاء ؟ كيف أنبأها قلبها ؟
هل صرخ بها ام تحدث هامسا كي لا يزعج ما حوله من الاعضاء ؟
أم أكتفى في التقلص حتى شعرت بألم يسار الصدر يكاد يكتمها ؟
إن كان كذلك ،، فهذه بوادر مصيبة عظمى ،، لإني قد شعرت سلفا بكل ذلك ،، و مع شخص واحد لا غير ،، يا الهي ،، إنه لأمر مستحيل الحدوث
لكني لن أستسلم لذلك الحاكم الجائر ،، لن أستسلم حتى و إن انزل علي سخطه و عقابه
تبا ،، تبــااا !



فوجئت بالحمقاء تقف لتهتف هامسة : اقلج اني رايحة ،، ما اتحمل ابقى بمكان هوة بيه ،، لازم افكر بعقلي بلا خبال مراهقات ، ' وبتهديد إستطردت' وأنتي هم بس تشوفين ضرغام رأسا طلعي بلا آحراجات ، يللا باي


لتختفي من المكان بخفة ،، لم يهتز لي طرف ، بل بقيت جالسة و الهواجس ترمي بي نحو أبعد نقطة عن سطح الأرض ، فتعيدني بذات القوة و لكن بالإتجاه المعاكس بفعل الجاذبية ،، فيرتطم جسدي المضمحل بصخور المعمورة لأتمزق وجعا !

كنت اشعر بغرابة جلوسي المنفرد ذاك لكني لم اهتم بإظهار انزعاجي من الامر ،، و بقيت حتى شعرت بإنني شحنت بالطاقة التي تلزمني للعمل لهذا النهار ،، و لم يحدث ذلك بسرعة ،، فبعد قرابة الثلاثين دقيقة قررت النهوض ، فالساعة اقتربت من الثامنة و النصف ،، و بدأ الجميع بالولوج خارجا !

رفعت حقيبة يدي ، و ردائي الطبي بشرود و تحركت لأخرج من المكان ، و انا في طريقي نحو الصيدلية إنتابني ذلك الشعور الاحمق بالاستنفار لكل البشر ،، و كإنما هنالك قطب وحيد يجذبني في مكان قريب ، فبت أجر بـ عنوة نحوه فقط !
قابلته ،، و لكن هذه المرة وجها لوجه ،، و كم كرهت نفسي لذلك الاحساس ، يا رب ، رحماك ، إنها رنا الغبية السبب !

لم أستطع رفع عيني نحوه ،، و بدأت معدتي بالتلوي فـ شعرت بإحتقان صدري بالهواء ،، لا اعلم ما يحدث لي من جنون ،، علي أن لا أطيل بجلوسي معها ، فها هي الاثار الجانبية لصحبة السوء تلك تظهر
فمن يصدق إني أنا ،، الفتاة العاقلة ،، ذات التفكير الموزون و النظرة المنطقية ، أكون بقوى متلاشية قرب أحدهم ؟
يا الهي
إن التظاهر باللا شعور هو مؤلم جدا ،، تكبدت عناء الهمس بـ ' صباح الخيرات ' عندما بادر هو بالتحية الصباحية عند مروره جانبي

لم يتوقف ، و لم يعط الامر اكبر من حجمه ،، رغم إنه كان بمفرده ، آوه !
ما الذي يحدث الآن ؟ أو ليس هو من يذوب عشقا بي ؟
أ هذا هو حبه ؟ توقعت إن لقائنا سيكون مختلف ،، على الاقل بالنسبة له !!
فهو من يـتلوى في تجاويف شرايينه حبي ، من الممكن إنه يتبع مسار تلك الخطوط العريضة التي رسمها هو بشأن تلك الزيجة الفاشلة

شعرت بتجهم ملامحي طيلة الوقت بعد ذلك اللقاء ،، و لم أكن سعيدة البتة بما اشعره


و انا في غمرة عملي ،، لاح لي وجها جميلا اعرفه ،، و كيف لا أفعل ،، فكل عليه معرفة غريمه ،
تكونت في رأسي فكرتين فور رؤيتها تقف على مقربة و تتحدث بالهاتف ،، اما انها هنا لـ مقابلة خطيبها الخائن ،، أو لمقابلتي انا !
و العقل يرجح الفكرة الثانية بإعتبار مقابلة الخائن امر سهل الحدوث ،، بـ لا شعور وجدت الكلمات تتجمع لـ تصطف بإنتظام قبيل رحلة انطلاقها ،
أعتقد إنها تودني ان اغير رأيي ،، هه ، جميل جدا !!!
ما المزري من الوضع الذي اقحمت نفسي فيه و بمساعدة رجلين اثنين ؟ و لكن ها انا اتقدم وجه المدفع ،، فلا وجود لأحدهما حولي ؛

تظاهرت الانغماس في العمل و انا استشعر حركاتها بدقة متناهية ،، قليلا و لمحتها تقترب من النافذة التي تفصلنا عن المرضى بعد ان اغلقت هاتفها ؛

غلفت نفسي بعلبة من الثلج ،، شبيهة بعلبة الشاي التي كانت ضحيتي هذا الصباح ،، تبادلنا سلاما رسميا جدا ، و انا اتصرف و كإنني لم اعرفها
فقامت بهدوء بتقديم نفسها : اني زينب ،، خطيبة عمر جوارينكم


تفوقت في رسم ملامح التذكر الآني لإبتسم بمجاملة : أه ، هلو حبيبتي ، شلونج ؟ ، خير خوما احد من الاهل بيه شي ؟


تفوهت بتلك الجملة وانا انقل نظراتي حول المراجعين لأثبت لها توقيتها الخاطئ ،، هنا مكان عمل ،، و لو ودت بـ نقاش احدهم بخصوص خطيبها الخائن عليها ان تختره جيدا ،، فلن يكون سواه هو
و بالتأكيد بعيدا عن نطاق المشفى ،، لتفاجئني بـ ثقة ردها : لا حبي الحمدلله ،، بس جنت جاية احجي وياج بموضوع ،، ما اعرف اذا عندج خلفية عنه اولأ ،، بس احتاج من وقتج 10 دقايق


رفعت يساري لأرى الوقت لكني و لشدة عجبي لم افهم ما حكاية هذه الخطوط المستقيمة المتحركة بهرب من بعضهم البعض ، !
ثبت حدقتاي نحوها لأقول : 5 بس ، اليوم خميس و تعرفين الشغل هواية ؛


إلتفت نحو د.رضا لأخبره بـ ضرورة خروجي ،، و ولجت من الباب الخلفية للصيدلية ،، فأكسب بعض الوقت حتى الملم كبريائي التي بالامكان ان تكون قد تبعثرت على يد ذلك الجلاد ،، لا أعلم كيف سأشعر لو إنه اخبرها بشأن ذلك الزواج الخادع المؤقت ؛

علي أن لا أبدو كـ قطع زجاج مبعثرة هنا و هناك حتى لا أمزقها مع زوجها بـ حدود أجزائي
شعرت بـ حز تلك الحدود مع الارض مصدرة اكثر الاصوات المنفرة التي يقشعر لها جسدي ،، لكني احكمت حول قدي لباس الكبر الذي ارتديه ؛

و ما إن واجهتها حتى افرغت ما بجعبتهآ : ما اعرف اذا تدرين او لأ ،، بس خطيبي عمر خطبج من أخوج


يبدو إنها لا تحب اللف و الدوران ،، و هذا افضل
بقيت أسترجع جملتها لـ ثواني قبل أن أختر الإجابة الصحيحة ،، نبرة الوجع تلك جعلتني أيقن إنني أمام فتاة على اعتاب باب الهوى ، فـ خطوة واحدة كفيلة أن تسقط بها ضحية ذلك الجائر ؛



جمدت ملامح وجهي وانا اهز برأسي موافقة ، لم أستطع مقابلة نظراتها تلك ،، ليس ضعفا مني ،، بل قوة !
فعلى ما يبدو إني اتغلب عليها ليس بالعمر و بقلب خطيبها الذي بحوزتي فقط ،،
إن هذه الحسناء هشـة جدا ،، و وجدت نفسي بلا شعور أشفق عليها




صحيح إن ما سيحدث هو مجرد عقد بيع و شراء للراحة بيننا ،، إلا إنها بالتأكيد ستشعر دوما بـ خطر الانثى التي تحوم حول زوجها ،، مسكينة هو
فـ كيف لو علمت إن تلك الأنثى هي ما يتمنى زوجها دوما ؟!

عادت لتستطرق : حبي ما اعرف اذا رح تفهمين وضعي او لأ ،، و عالاكثر ما رح تفهميه ،، بس اني بصراحة مموافقة على الموضوع ،، و حاليا اني و خطيبي نعيش بفترة مزعجة ،، هوة يحبني و ميريد يسوي شي يضوجني ، بس بنفس الوقت يحب اخوج و يعتبره اخوه الي مجابته امه ،، و ميقدر يعوفه بهالمحنة بدون مساعدة

لتستطرد بسرعة : و ان شاء الله شدتكم تزول ،، بس إذا تم الزواج صدق ،، ما رح يزول ، و الامور رح تتعقد حيل ، و خلي نكون واقعيين ماكو وحدة ترضى تخسر شريك حياتها ،، اني محبيت اضغط على عمر لأني مقدرة حيرته ،، بس حبيت اقلج انتي حتى تتفهمين الوضع ، و تكنسليه من يمج


أكملت حديثها بـ إصرار : و اصلا اني متفاجئة شلون ممكن تقبلون على هيجي وضع ؟ يعني تقدرين توافقين على اي شخص ، مو شرط متزوج ،، مع احترامي بس هذا اسمه خربان بيوت


هذه الطفلة ،، قد لقنت من قبل احدهم بموشح ما ،، لتأتي و تسكبه بـ غباء فوق أسماعي ،، لو صغرت عقلي و دخلت معها اللعبة لن تخسر الا هي !

لكن هنالك ما شغل لي بالي ،، ما الذي تعنيه بإن الزواج لو وقع لن يزول ؟
أ لم يخبرها عمر بذلك الإتفاق ؟ أ حفظ لي ماء وجهي من أن يراق امام زوجته ؟

إذن في خضم كومة العناد المتكدسة بيننا ما زال يهتم أن أكون بكاملي ،، ' لين ' كما عهدني دوما ،، و إستطاع مقاومة الشهية لعصري امام الغرباء ،
خطوة جيدة يا .. خائني الهائم بي

فركت أرنبة أنفي و أنا هذه المرة أقابل نظراتها المتوترة بأخرى ثابتة ،، فـ أقول بصدق : حبي اتوقع هالحجي تحجيه وية عمر ،، اني اكذب لو اقلج تفاجأت بحجيج ، لأن عرفت بالموضوع و وافقت سوري يعني لو حتحسيني ما عندي احساس ،، بس لازم تعرفين انو الي بيني و بين خطيبج هية ورقة عقد بس ،، لا رح تقدم و لا تأخر ،، اصلا .. اني ممفكرة بالزواج حاليا ،، و كل القصة صارت بسبب مشكلة اخوية دخل بيها ، فلتخافين و تطمني زين ،، عمر الج و ميروح لغيرج ، إذا انتي مخليتيه يروح


لا تصدموا ،، فـ أنا اود احراقه بـي ، و لكنني لم أفكر يوما بـ تقريب ذلك اللهيب ممن لا ذنب لهم
و خطيبته عليها أن تكون متأكدة بإنني لست بـ ' خرابة بيوت ' كما تظن ، أو كما سـ يظن الجميع


اردفت عندما بانت لي صدمتها : يا ريت عمر ميعرف بجيتج ، لإن اكيد حيزعل منج ،، و اعتقد ماكو داعي نطول بالحجي ، أني عندي شغل ،، و قتلج الي تحتاجيه ،، عمري ما رح أأثر على حياتج وية عمر ،، أني إهتماماتي غير عن الزواج و تكوين عائلة ، شلون لو جنت دا اخرب بيوت بتكوين عائلتي ؟ هالشي مستحيل


تعمدت تلك النبرة المهددة بالحديث ،، حمقاء صغيرة ، فلتستمتع بخائنها ذاك
رغم إني لو كنت مكانها لن افعل شئ سوى رمي خاتمي في وجهه ،، لأخربش قليلا فوق ملامحه الغدارة ،، و أستمتع بـ وصم قوتي عليه ، و لـ يفعل ما شاء و مع من يشاء ،

فإن كان لي رزقا ، بالتأكيد لن يكون لغيري غير كـ عابر سبيل !





.
.
.








نهَـآيةْ البَرَآءَةْ السَـآبعـةْ عَشـَرْ



حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 17-07-12, 12:43 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




بسم الله وعلى بركة الله الرحمن الرحيم

صلآتِكُمْ أولآ .. أحبتي !




البَرَآءَةْ الثـامنـةْ عَشـَرْ









دعيني أقاوم شوقي إليك

وأهرب منك ولو في الخيال

لأني أحبك وهما طويلا

وحلم بعيني بعيد المنال

دعيني أراك هداية عمري

وإن كنت في العمر بعض الضلال

دعيني أقاوم شوقي إليك

فإني سئمت قصور الرمال

نحب كثيرا ونبني قصورا

وتغدو مع البعد بعض الظلال

دعيني أراك كما شئت يوما

وإن كنت طيفا سريع الزوال

فما زلت كالحلم يبدو قريبا

وتطويه منا دروب المحال






لـ فاروق جويدة ، المبدع




يعلم إن فقـدان الأعصاب لـ ثانية واحدة قد يؤدي بالفاقـد نحو الهلاك ،، و هو فعلها !
أخبر جدتـه بما تريد معرفته ، أو بالأحرى بما تتوقع معرفته و هي أكيدة ،، لم ينف اي علاقة تربطه بتلك المرأة ، كادت أن تجن وهي تقذفه بأبشع كلمات الغضب ، لم تخمد ثورتها حتى أقسم لها إن علاقتهما ليست كما تظن ،، الا ان هنالك بالفعل شئ بينهما و لكنه لم يغضب ربه يوما ليفعلها الآن !

لم يستطعم النوم حتى شروق الشمس ، و لم يمض الكثير من الوقت لتزعجته الضوضاء الريفية ،، فلم يتهادى له صوت مزامير السيارات و لا إزعاج محركاتها ؛ بل كان لـ زقزقة العصافير و خوار الأبقار دورهم كـ منبه صباحي

أثر عدم التحرك من إستلقاءه ذاك على المفرش الارضي ، و كانت حدقتاه تنظران نحو سقف المجلس بـ شرود ، ليعود فيغلقهما بـ كسل ، لا يعلم الامثل من الحلول لـ فعله ،، نعم يرغب عقابها ، بل سيتلذذ بذلك ،، ناكرة المعروف عليها ان تتذوق نكهة المرارة ،، إلا إن كلام آلن أبى أن يفارق عقله ،، لا يود ان يصيب سمعتها اي خدش ، إنها فتاة ،، و هو له واحدة تسمى بأخته ، و أخر ما قد يتمناه هو أن تلوث صفحتها البيضاء بكلام القاذفين !

يا الهي ،، الحيرة تتآكل خلايا عقله ،، صلى الإستخارة فجرا من أجل فكرة إعادتها لأهلها إلا إنه لم يرتح حتى الآن ، يشعر بالضيق اللا منطقي
ما باله لا يود اعادتها ؟
هو ليس بأحمق ، و لا جاهل ،، يعلم إن ذلك الرفض الغريب النابع من باطن عقله ليس لسبب الإنتقام ، ولا يتحدث بلغة الدم فقط ،، هنالك شئ أخر
كـ طائر غريب يحاول بناء عشه فوق شجرة متهرئة الأغصان عارية الاوراق ، في ما بعد الخريف !
سيكون كل شئ مكشوفا ، و موشوما بالنهاية الحتمية ،، و هو لن يرتضي الولوج في دهاليز مغلقة الأطراف ، ليستمر في متاهة غبية ، عمياء الخاتمة !!

سحقا لـ ذلك الشعور الحقير الذي يقوي امتناعه عن فك أسرها ، فقط لو يتغلب عليه ،، سيكون حينها بألف خير
عليه أن يكون عادلا و يفكر بكافة اطراف الحكاية ،، حادثة الهروب تلك لم تشعل نيرانه بقدر ما انارت قبس الحقيقة التي أطفأه سلفا
أ يرتضي بقاء لينا مع رجل غريب ليفعل بها ما يفعله هو بتلك ؟
نعم والده كان رجلا شريفا و لم يسمح لأحد أن يقترب من فتاته و يذلها ، و لكن هذا لا يعني أن السبب في الفتاة ذاتها ،، إبنة ذلك الحقير ليست الا ضحية لهم جميعا ،، و هو لم يكن الا منقذها الجلاد ،

فلتت زفراته الحارة وهو يتمتم بسباب متكرر ،، ما الذي اقحمه ليسقط بتلك البركة القذرة ؟
أما كان من الاسلم أنه لم يعد لغرفته تلك الليلة من اجل المصابيح المضاءة ؟! فلتضاء او تحترق ،، ما أهمية ذلك؟

تبا ،، لا يتوانى ضميره عن النهوض و تصوير ما قد كان سيؤول له مصيرها لو لم يتفقد الغرفة ، و بشأن تفوقه الثاني في إنقاذها ،، فـ ذلك كان الاكثر جرأة ، و هو ما غرس قدميه في قاع تلك البركة ،، لتسحبه الرمال بجذب سفلي ،، فيتأصل في المشكلة و تتعقد حياته ؛

و فوق كل ذلك رفض قارب النجاة الذي حاول سحبه فإنقاذه عندما هربت ،، فتلك كانت فرصته ليتركها ترمي بـنفسها نحو الجحيم ،، فيحصل على إنتقام إنتظره كثيرا ، إلا إن حكم العقل الإسلامي ، و غيرة الدم العربي لم تسمح له الا بغرس قدميه أكثر فأكثر في رمال جائعة !

تناهى له صوت خطوات تقترب من المجلس ، و لم يهتم ، فمن تكون غير جدته التي تنوي ان يشاركها بإستخدام ادوية الضغط و السكر بإلحاحها المستميت ذاك ؛

حتى الآن لم ينفجر بوجهها و لم يستسلم لـ جامح رغبته بالصراخ و تنفيس ذلك الغيظ ،، إنها تعلم تفاصيله ، و مع ذلك لا تتوانى عن التحرش بشياطينه لتوقظها من سبات مؤقت


لصوت الباب المزعج الأثر الكبير في إكفهرار ملامحه و هو يغطي عيناه بـ توسد ذراعيه فوقهما ،، شعر بها تقترب لـ تتحدث بهدوء متذبذب : علييي ،، علـــي ،، ' إرتفعت نبرتها عندما احست بإستيقاظه ' قوووم الساعة بالستة


ليجيب بصوت خشن من دون أن يرفع ذراعيه : عوفيني أريد انااام ،، وجه الصبح يللا غفيت


لتتحدث بحدة : واني لهسة منمت ،، شوو يللا قووم ،، قووم قيس ضغطي دا احسه صااعد حييل ، رااسي رح ينفجر ،، نعلعلااا اهلك ،. كله منك ومن مصايبك السودة


شخر بـ ضيق ،، ليسترد طاقة مسلوبة مسبقا وهو يتعدل جالسا ،، نظر نحوها بـ وجه مثقل بالإرهاق فتمتم عندما لاح له توترها : وين جهازج ؟


هزت بكفها ساخرة ،، لا حلاوة ريق يملكها هذا الشاب ، و سيقع يوما بشرك من أحدهم ليجعله متحسرا ، متلوما لـ ذلك الفظ من الإسلوب ،، أشارت له نحو الدولاب الصغير القابع قربه : بهذا الكومدي ،، يللا فضني


حتى الآن لم تتغلغل لمشاعرها اي طمإنينة ، بالعكس ، فهم اجبروها لتتعايش معهم بصمت و في خضم مشكلة مستعصية تربط كلاهما ،، حفيدها أقسم لها إنه لم يمسس الفتاة و لم تكن علاقته معها كما تعتقد و تهاب هي ،، إذن ما الممكن أن يكون الربط ؟
ما هي نقطة التقاطع الجامعة لهما ؟


إقتربت من مفرشه لـ تجلس بـ حركات بطيئة ،، و بمفاصل أرهقتها من العمر عقود ، لتفلت منها آهات متكررة حتى نجحت في التوازن بجلستها ؛
سرقت بلا ادراك لفحة لطف منه وهو يمسك ذراعها حتى إعتدلت ،، ثم أمال جذعه نحو الدولاب ليخرج جهاز قياس الضغط ،، بحركات كسولة جدا ،، و لـ علمه المسبق إن جدته قد تكون لا تنوي الا التلاعب به و بعواطفه نحوها فلم يكن متحمسا بعمله ؛

قليلا ثم ضيق بؤبؤاه بـحدة ،، ليهمس وهو يعيد الضغط على تلك الكرة المليئة بالهواء ، و كإنه يفجر بها كبته : إشش لتحجين


لمح بجانب عينيه نظراتها المنزعجة من إسلوبه و لم يكن منه سوى أن يبتسم بخفة ،، هز برأسه معترضا و هو ينزل السماعة من أذنيه : ضغطج واصل 16 وشوية ،، خير خاتوون ،، رح تبدين تخرعيني عليج ؟


لتسند ظهرها على الحائط خلفها ، فتجيبه بإسلوب جعلته متشبع بالتعب : اي جنت ادري صاعد ،، استغفر الله يارب


فـ شعر بحدة النبرة تختفي ليعيد الجهاز مكانه و لكن بالتأكيد بوضع غير مختلف إخراجه : لك ياااا حلوو شبيك ؟؟ بييبي لتحرقين دمج يمعودة ، تروحين تموتين


لم تهتم بحلاوة كلماته ،، يرغب باللعب فوق اوتار عواطفها ، عديم الإحساس هذا يظن ان الجميع مثله
لا و يقولها بدم بارد ' تروحين تموتين !!! '
تبا لـه من رجل شرقي لا يملك قلبا ،، تبا له


سحب يده ليـمسك كفها و يتلاعب بتلك التجاعيد الواضحة : بعدج معصبة مني ؟ زين فهميني شسويت اني هسسة ؟


إخترقها لطفه لـ تفلت من مقلتيها الدموع ،، فـ بكت بـ خوف وهي تعترف : يوووم اني شعلية ؟ تسوي الي تسويه ،، بس اني خااايفة عليييك ، إنتته واااحد متخااف و تشمر نفسك شمرر بنص المشاااكل ،، و هاي اكبر مشكلة مبهذلني و مبهذل بت العالم ويااية شنو يعني ؟


إستنبط من حديثها إنها لا تشعر بالغضب حاليا نحو تلك الفتاة ،، فقرر سحبها نحو دائرة الثقة من جديد : انتي متعرفيني ؟ أخااف الله و ما رح أأذي احد ،، و بعدين الطبيب يداوي ميجرح


لـ تتلهف بقول : لعععد داويني و بررد ناري و فهمني شنوو القصة ؟؟


زفر بـ هدوء و ترك يدها ليقول : ماكو دااعي تعرفين شي ،، هية كم يوم و تخلص هالسالفة و ترجعين لبغداد


بـ غيظ نافر تحدثت : و اني على كيييفك يوم جايبني يوم موديني ؟؟ عبالك كلنا جهال جوة ايدك ،، و بعدين شلون تخلص و انته رجعتها ؟؟ جان خليتها تروح لأهلها و تخلص ،، هسة شرااح يفرق اذا مر جم يوم


سيشكل ذلك فارقا كبيرا ،، فهو رغم صحوة ضميره لم يكن يوما ممن يرتضون الميدالية الفضية ،، فـ أما المركز الاول ، و أما المركز الاول ؛
لا خيار ثالث يقنعه !

و إن عادت الآن ، لن يكون هنالك اي عائد من فائدة كان ينتظرها بشغف ،، فسقوط ذلك الحقير بالمشفى لـ إسبوع ليس كافيا ،، و لم يكن هو سببه ، و إنما عبد الملك ،
وفوق كل شئ ، سحقا لذلك الرفض الوجداني الذي لم يترك له الفرصة في التفكير النقي
الا يكف عقله عن تذكيره بذلك الشعور الدخيل المتطفل ؟
و ان رحلت ؟ ما شأنه ؟ و إن لم يرها او يتحكم بها ؟

يرمي عليها الاوامر الصارمة لتبهره بالخنوع الكاذب ،، فتأتيه بعدها بـ ضربة سكين ، و حتى إن تفاداها ، او تراجعت هي ،، فـ هذا لا ينفي نيتها و فعلتها قطعا !

ستعود حياته لـ ذلك الملل الروتيني بعيدا عن تلك الإثارة الشديدة الالتصاق بكل ما يحيطه ، و لكن عليه قبلها أن يفكر بشئ يستعيد به ذلك الوسام الذهبي
شئ كـ تهشيم رأسها الفارغ !


أجابها بشئ من الشرود : بيبي دخيل ربج تعوفيني ،، انتي بس لتعصبين نفسج ،، محد يفيدج اذا صار بيج شي لا اني و لا غيري


لتصرخ به : وللللك انتته ليش متخااف ربك ؟ أقلك اني خايفة عليك ،، و لك أمـك تمووت اذا صاارلك شي ،، شوكت يصير عندك احسااس و تقول ذولا يخافون علية ؟؟


هنالك ما مس بروج الصمت الهازئة خاصته ليزحزحها قليلا عن موضعها ،، فـ تفلت كلماته من نوافذها المحطمة الزجاج ،، فتصل مسامع جدته بسخرية : بتج متذكرتني بس من ماتوا بناتها ،، و بعدين فدوة لعينج شوفيها عدهه جهال عبد الملك اغلى مني ،، فلتقعدين تقولين حس و حس ،، إنتو أصلاا محد بيكم عنده إحساس


ثم إستقام ليتركها تعاني من صدمة طفيفة ،، كان على وشك الولوج خارجا حينما إستوقفته : علاوي ، أووقف إسمعني ،، امك خلي تولي ، زين اني شنوو ؟؟ متعرف معزتك بقلبي ؟ متدري انته اغلى من عيوني و عسااني العمى من بعدك


لم يلتفت نحوها ، و قاوم بشدة إنفراج تكشيرة ملامحه ، لا يرغب بـ إبداء تأثره ،، لتعود فتستطرد : شوو متجااوب ؟ إنته اممي و ابوية و كل اهلي ،، و اذا تحبني شوية ريح قلبي و لتخوفني عليك


إستدار هذه المرة لـ يطمئن النابض بين اضلعها الضعيفة ،، هذه فقط من أغدقته دوما بما يحتاجه من مشاعر إنسانية ،، فلن يبخل عليها القليل من الرأفة ، أفرغ رئتاه من الهواء ، ثم خرجت نبرته هادئة : عيوني لتخافين ،، تدرين بية عاقل و ما عندي سوالف مكسرة ، و قتلج إتحمليني جم يوم و بعدين إن شاء الله كلشي يرجع لمكانه

ثم أردف : انتي البارحة ماخذة دواج ؟؟


لم تنكر : لا ،، بيا حال جنت اني


نهرها : هوة هذا هم عذر ،، بعد لتسويها خاتون ،، شوفي ضغطج وين واصل ، الله ستر ،، هسة إرتاحي وخليني اشوفلج فد ليمونة اعصرها احسن من الادوية


إستوقفته مجددا : ترة البنية من وصلتوا البارحة لهسة مطلعت من الغرفة ،، و رحت اقعدها للصلاة هم مقعدت ،، شلون بيها ؟


أكمل طريقه بلا إهتمام : لتخافين عليها ، هسة تقوم وحدها ، عوفيها !




من الجيد أن تفعلها هي و تعاقب ذاتها ،، الغبية ،، كم يود إقتلاع رأسها من مكانه ،، فلا فائدة له بعد تهورها الذي كان على وشك أن ينهي حياتها او يلوثها ؛
فـ لتحبس نفسها يومين أو ثلاثة ولتضرب عن الطعام عشرة ، لا يهم ،، بالعكس ، فهذا ما تحتاجه ، و ما يستحقه جنونها !






.
.
.











تمر بأصعب فترات حياتها ،، لم تعتقد يوما إنها ستوضع بهذا الموقف المزري ،، لم تتخيل وقوفها مكبلة اليدين محطمة القلب تنظر أحلامها التي وجدت سبيلا أخر لتسلكه ، لتخلو بها في منتصف الطريق

لا تود خسارته ، فـ بأخلاقه العالية و رجولته المترفقة لم يجعل لها حيلة غير الوقوع بـه ،، فهو زوجها ، و من الطبيعي أن تتكتل مشاعرها نحوه ،، و لكن ما حدث قلب الموازيين ،، فأصبحت هنالك العديد من الافكار المتشابكة ،، المستحيلة الانفكاك ،، فواحدة تجر أخرى ، لـ تقاطعهم ثالثة !

منذ أن عادت من المشفى و حتى الآن لم تستطع إستيعاب كل المواجهة ، إلا إنها لم تزل تفكر فيما قالته تلك الفتاة بكون الزواج لن يكون إلا صوريا

أيعقل هذا ؟ لن يقترن بها فعليا ؟ كل ما سيفعله من أجل رفيقه و تلك المشكلة ؟
من الصعب جدا تصديق ذلك الأمر رغم إنه ممكن الحدوث ، و لكن كيف لها أن تقتنع ؟
و ما الجدوى من الزواج إذن ؟ هل فعلا من أجل ان تمكث في منزلهم معززة مكرمة ؟!
تستطيع البقاء من غير زواج ،، فـ أختيه و والدته متواجدات وهذا ما بإستطاعته فك الأزمة ، المشكلة هي إنها تشعر بالندم يتآكلها ،، لم نفذت كلام اختها و ذهبت لتحارب ؟ فها هي عادت أراضيها خائبة خاسرة

ظنت إنها ستقابل فتاة مثلها ، أو أقوى قليلا ،، إلا إن من رأتها كانت في غاية التماسك والحدة ،، كانت أنثى المظهر بدهاء و عجرفة رجل ؛
لقد أخافتها ،، بل و أشعرتها بالتهديد العظيم لأمنها مع زوجها ،، رغم حديثها ذاك عن رفضها التورط بمسؤلية الزواج بالوقت الحالي إلا إنها لم تطمئن و لا تعرف لم
تبا ،، إن حياتها تتقلب فوق مقلاة حارة ،، فمهما قفزت لتبتعد عن أرضيتها الحارقة لن تفتأ أن تسقط بجسدها ليشتعل بأكمله !

وجهت نظراتها نحو والدتها التي دخلت الصالة توا لتحدثها بنبرة زعل : زوزة ،، هاي ام عمر خابرتني هسة ،، تقول رح يجون العصر نتناقش بالموضوع


لتتخذ لها إحدى الأرائك مقعدا فتكمل : شوفي امي ، لتتنازلين عن موقفج ،، أبقي رااافضة ،، و لتصدقين حجيها ، هسة بس تصير ببيتهم الله العالم شيصير بينهم ،، خصوصا انتي مموجودة ،، زينب ،، قوليله اذا يريدج فينسى هالموضوع .. و لتخليه يأثر عليج بحجايتين سمعتتتي ؟؟


هزت برأسها موافقة ،، فـ والدتها محقة جدا ،، كل من حولها لا ينفك أن يترجم لها مخاوف عقلها الباطن بجمل لاسعة التأثير ،، ما سيحدث لو مكثت معهم بذات المنزل ليراها صباح اليوم فيرافقها مساءه ؟!

شعرت بإرتجافة في كفها البارد ،، زمت شفتيها معا و شقيقتها التي دخلت توا إستطرقت : زوز ،، أريد أقلج شي بس لتزعلين و لتنقهرين ،، إذا مقبل على الي تقوليه بدون تفكير قليله خلي يفسخ الخطوبة


لتنهرها والدتهما : دروووحي لج ،، إنجبي و لتكبرين الفكرة براس اختج .. هوة عاقد عليها يعني يصير طلاق اسم الله على بنتي

لتردف محدثة زينب : معليج بيها هاي عصبية تعرفيها ،، إن شاء الله الامور متوصل لهالحد ،، و لو وصلت لتتنازلين عنه ،، عمر خوش عمر و مرح يأذيج


لتعود تلك فتصرخ : يوووم شنوو هااي ؟ يمعودة خلي يولي ،، أختتي الف واحد يتمناها ،، موااقفة عليه ،، إذا هوة من هسة هيجي سوى باجر عقبه شلون ؟؟ أصلا المفروض انتي و بابا متقبلون و تحرقوه على هالعملة السودة


لتقرر زينب الحديث و هي تشعر بشظايا قلبها المتحطم تلتصق بجدران الصدر : ماما ،، بابا شقال ؟؟


لتقاطعهم تلك بغضب : عفييية انتوو شقد باردييين ؟؟ والله لو اني جان حرقت الدنيا على راسه ،، سكتتوله صارلكم كومة والبارحة يللا قلتوا لبابا ،، و هالمرة بابا مثلكم لهسة محجى شي ،، ' و بغيظ ساخر ' هنياااااالي


تحدثت والدتها بـ تحذير : إنتي شلون وياااج ؟ مناوية تسكتين ؟؟ شوفي اختج روحها طالعة وانتي تزيدين نارها ؟؟ حسسسي شوية !


طردت ضيقها بنفخات حارة وهي تستقيم لتهرب من نظراتهم الغاضبة و الخائبة ،، تريدها شقيقتها أن تتركه ،، و هل ستستطيع ؟
ما يؤلمها إنه لم يخبرها بشأن الزواج الصوري ، و هذا يدل على إنه ليس متأكدا مما يريد ،، تباااا !
عليها أن تتسلح بالقوة حتى الزائف منها ،، المهم أن لا تبدو أمامه كطفلة حمقاء توافق فرحة أن تتشارك اللعبة مع رفيقتها ، فهذا أفضل من حرمانها منها !
و لكن الامر يختلف ،، فـ هنا ستهدر كرامتها إن رضت لنفسها الهوان ، صحيح إن تلك الفتاة تمتلك إسلوبا واثقا ، و يبدو إنها بكلمة لا تتزعزع ،، إلا إنها في النهاية ليست سوى أنثى ،، قد تنهار حصونها امام رجل كـ عمر !!

يا الهي ، إرزقني ما هو خير لي ، و إبعد عني كل ما يؤلمني و إن كنت ارغبه و بشدة
فـ أنت علام الغيوب ،، و كاشف خبايا القلوب ،، فنق قلبي ممن يسكنه ليجرحه ،، و إرزقني اخير مما اتمنى





.
.
.




الأنفاس متهدجة ، و المقلتان تحملقان بالفراغ ،، نغزات من الوجع تستفحل صدرها ،
كم تمنت أن تستيقظ هذا صباحا بسريرها ذاك ،، في غرفتها الحبيبة التي تشتاق أن تتنفس هواها ، كل التخطيط طار أدراج الرياح ، و هاهي كـ قائد خاسر تطأطأ رأس الشجاعة أرضا حتى دق عنقها !

إمتنعت عن الطعام و الشراب ، و كان ذلك يسيرا ، فهي إعتادت القليل منذ مجيئها هنا ، تتسلل خفية لإقامة صلواتها فلا تريد أن ترى أي منهما !
لا تطيق صبرا للخلاص مما هي فيه ،، و لكن متى سيحين ذلك الوقت ؟ لقد إنتهت لها كل طاقة للتحمل ،، لو كان جبلا لـ دك إثر ما تصدمه من قبضات فولاذية ؛

عند سماعها صوت خطوات بطيئة تقترب من خلف الباب ، توسدت السرير الحديدي بـ سرعة ،، اتقنت فن التظاهر بالنوم الا ان الجدة كانت تحمل من الاصرار الكثير هذه المرة ،، فـ بعد أن دلفت الغرفة وقفت قرب السرير لـ تقول بجفاء : جلنااااار ،، قعععدي شووو ،، قععدي رح تموتين من البارحة لليوم كلللشي مماكلة قعــدي يللا أكلي فد شي


لم تغير من وضعية إستلقاءها ،، لتتحدث المسنة من جديد : قعــدي عاد يللاا ،، بلاا عنااد انتي مو صغيرة ،، و بعدين غيري اللزقة مال جرحج همين ،، قووومي ،، نعلعلااا قلوبكم شلعتووا قلبي ،، ' و بلهجة أقل حدة ' قومي يممة اني مرة مريضة و ضغطي صاااعد رح اموت ،، قعــدي و فضيني !


ليست طفلة ؛
إذن لم تراها تتصرف كـ واحدة ؟!
هذا العناد لا يمت بـ صلة لـ إمرأة ناضجة على اعتاب الثلاثين
إنتهى صبا العمر بالنسبة لها و لم تحصل على أي نتيجة للآن غير الإختطافات المتكررة ؛

إعتدلت جالسة وهي تشتت بنظراتها عبثا و بداخلها تكرر إستغفارات لما يدسه الشيطان من قنوط بداخل أعماقها ،، اعادت خصلات شعرها بلونه المتفحم خلف أذنها لتستطرق : الدكتور بعده هنا ؟؟


كانت سخريتها عارية ، و لم تحاول سترها بشئ ، فأجابتها الجدة بحدة : اي موجود اروحله فدوة ، بس هسة طلع يم خواله ، شوية و يرجع ، بس لييش ؟ شعندج وياه ؟!


إستقامت من السرير لتفتح ربطة شعرها و تعيد ترتيبه مجيبة : أريد أقله يرجعني لأهلي ،، لإن مرح اتحمل أكثر


تابعتها العجوز وهي ترتدي خفها ثم تحيط شعرها بحجاب ساتر باللون الأسود ، إستوقفتها قبل ان تلج الى الخارج : الولد تعباااان ،، لتقعدين تعصبيه ،، على كيفج حتى يرجعج صدق ،، و اني هم جاية احجي وياه بلكت يقبل هسة نرجع كلنا و نخلص


أ بعد كل هذا عليها التحلي بالقوة ؟! تكاد الأنفاس ترتحل بعيدا فلا حضور لها بعد الآن ، هزت برأسها لتتحرك نحو الباب بخطى تتذيل بالعزيمة المتشتتة




؛





كان سيأنس جلسة مع اشقاء والدته لو لم يكن عقله مثخن بالأفكار المترسبة على جدرانه الداخلية ،، لتضيق أقطار دهاليزه الدماغية فبات من الصعب جدا مرور أحاديثهم بها

عندما شعر بتركيز يعتصره بدأ بالتلاشي ، قرر العودة للمنزل ، و التروي في إتخاذ قراراته ،، و قبيل أن يدلف الفسحة الامامية قابله الفلاح بـ وجه بشوش ؛

توقع أن يكون السلام رسميا كما في المرة السابقة ،، إلا إن الإسلوب المحرج رسم بخط رفيع علامة إستفهام فوق رأسه ؛
لم تفتأ حتى إختفت بممحاة كبيرة ليرتسم بدل منها للتعجب علامة !

لم يصدق ما سمع ، فـ قال بـ خشونة اكثر من المعتاد : شنو أخوية ؟ شقلت ؟!


عاد الاخر ليقول بـ خجل واضح حيث إن إسلوب هذا الطبيب لم يساعده البتة : والله يادكتور الجهال ينرادلهم ام تدير بالها عليهم و تهتم بدراستهم ، و بتكم ما شاء الله بجم يوم قدرت تخليهم يحبوها و يسمعون كلامها ،، واني لو ادور الدنيا ما القى مثل اخلاقكم الطيبة ، فـ دكتور اكون ممنون إذا قبلتوا بية شاري الها وطالبها على سنة الله و رسوله ،، إذا محد حاجي بيها ولا رايدها ، ياريت تشاور الحجية و تشاور البنية و اذا حضرتك ما عندك مشكلة فتتدللون و شما تريدون انتو و البنية اني حاااضر


شعر بإعتصار أمعاءه بنوعيها ،، سعل أكثر من مرة طيلة الحديث المسبق الا ان الرجل لم يحبذ التراجع ،، و هو كان على وشك الإنفجار بوجهه ،، الغبيـــة لقد حذرها بشدة أن تتجاوز حدودها و تعرض وجهها الحسن على اي أحد من أجل حماية ما يخفونه ، و ها هي بدلا من ان تعرضهم للخطر تعرض ذاتها للخطوبة ؛
لم تفعل سوى ضرب اوامره عرض الجبل ، سيسحقها كذبابة صغيرة ،، فلتتنتظره قليلا
لم يجرم بحقها حتى الآن ، وكلما قرر أن يكون ' إنسانا ' تأتي لتقرص شياطينه الحقيرة لتنفعل بوجهها !


خرج صوته من مغارة جوفاء : و جهالك من شوكت ' متى ' شايفيها ؟


لـ يجيبه بتوتر بالغ الحدة : والله صار فترة ، و إبني جاسم يعرفها زين و حتى وصلها للكراج من خلص دوة الحجية حتى تجيبه من بغداد ،، فكبرت بعيني حيل ،، تعرف خوالك هنا و هية ما رادت تضوجهم ، فقلت هاية مرة بمية رجال و اني محتاج وحدة تساعدني ،، بناتي كبروا و صعب اعوفهم بالبيت و اطلع للبستان ،، دكتور ما اريدك تستعجل ،، اخذوا وكتكم ،، واني حاضر على هالشارب شتأمرون حاضر


أخفض رأسه قليلا و قبضة يمينه تكاد ترتمي فوق اي شئ يقابلها ،، حتى و إن كان أنف هذا الرجل ،،
إمرأة بمئة رجل ؟؟!!!!
فقط لو حدثها مرة ، لعلم إنها ليست سوى طفلة بجسد إمرأة ،، طفلة تحتاج الحماية من نفسها ،، و منه أيضا ،، إذ إنه ينوي نفث كل جمرات غاضبة تشتعل بصدره أمامها ،، لتشتعل هي الأخرى

علم من هي اليد الخفية الآن ،، و عليها ان تستسلم لما سيتاجهها من نتائج أفعال حمقاء ،، كانت هنالك فكرة تقرقع بـ تلك الاخاديد الضيقة علها تجد منفذا اوسع لتمر ،، و هذا الغضب الذي نفخ له رأسه سمح لها بالمرور لـ تنضج ،، فبدونها لن يستطيع فعل شئ ، و لن يكون بإمكانه التلاعب بها كيفما أراد ،، و حالما قرر وأدها من فكرة لعدم ضرورتها ارسل له الله الاسباب ليفعل !!


هزأ بقوله : البنية صغيرة ، مو مال زواج


لترتخي قبضته إستعدادا لغرس كفه في رأس من أمامه و غسله من صورة تشبعت في خلايا دماغه لتجعله يتحدث حالما : لا دكتور مو صغيرة ، أني شايفها و ادري تناسبني و تناسب جهالي فقتلك !





؛






أُحبُّكِ ..

في زَمانِ الخوفِ والغُربةْ

أُحبُّكِ رَغمَ أحزاني

ورَغمَ ظُروفِنا الصعبةْ

وإنْ أصبحتُ لا أهلٌ ولا أحبابْ ...

أراكِ الأهلَ والأحبابَ والصحبةْ

أُحبُّكِ .






متغضنة الجبين ، مكفهرة الملامح ، و شاردة الذهن !
تلك كانت سماتها وهي تنتظر مع الجدة في حديقة المنزل الصغيرة المحاطة بالعالي من السور متوسطة بستان تلك المسنة ،، تأخر الوقت و لم يعد ،، تشعر بوجوده قريبا ،، فقد يكون خلف الباب مثلا ؟!
لإنها لم تختبر إحساسها بشأن شئ ما مسبقا لذلك لم تستطع المراهنة ،، جلوسها ذاك و كإنها في مهمة تعزية بأحد المآتم كان ثقيل جدا على قلب الجدة التي لم تكن بحال أفضل

تود بشدة أن تقصي هذه المدللة بعيدا عن حياة حفيدها ،، فهي كـ حجارة مجوفة عكرت له صفو ايامه ،، فالحجارة سرعان ما ستغوص لتعود المياه صافية بعدها إلا إن هذه فـللعجب ذات قدرة خارقة على الطفو ،، فلم تفتأ أن تعكر كل ما حولها بإستمرار

إعتادت على عناد حفيدها بكل شئ ،، بالذات ذلك العناد الموجه ضد عبد الملك و ابناءه بشكل خاص ،، لذلك لم تستغرب يوما ما يفعله مع الفتاة ،، و كإنه لا يود سوى إثبات شئ لنفسه او لمن حوله
و لن يتنازل حتى ينجح في الإثبات ،، و يتم إصدار الحكم لصالحه بالطبع !

تستند بجذعها على الوسادة التي تفصل بين جسدها و الجدار ،، و ساقاها ممتدان امامها بإرهاق ،، قابلت صمت الفتاة المستقيمة القد بـ صمت أشد وقعا ،

و هما في ذلك الإنتظار المغلف بالسكوت من الالسنة ، تهادى لهم صوت الباب يفتح ، فيظهر من خلفه ذلك الرجل بجثته الضخمة ليلقي نحوهم نظرة خاطفة
يبدو أن نزولها قد فاجأه ،، و هذا مالم يخفيه وهو يتقدم نحو مكانهم بعد أن اغلق الباب ،، بـ هزء إعتادته منه شخر : شو طلعتي من السجن ،، خير شعندج ؟


ليأتيه صوتها مرتفعا بعض الشئ و بغاية الإرتعاش : شوف ،، أني بعد ذرة صبر ما عندي ،، و قعدة ببيتكم ما الي ،، باجر من الصبح نرجع لبغداد ،، و إذا مرجعتني رااح اعيد الي سويته


لم تتوقف خطواته ،، و إنما هدأت شيئا فأخر حتى وصلهم ،، لم ترتسم فوق ملامحه اي علامة تشير على سماعه ما تفوهت به من ترهات ملها !
خلع حذاءه الفاخر بلا مبالاة وهو ينحني ليجلس قرب جدته ،، إذناه إستشعرتا غيظا يصدر من طقطقة اصابع يديها فنهرتها جدته بإهتمام نادر : لتسووين هيجي مو زين ،، و الدنيا حتصير مغرب


هي لم تهتم لتلك العقائد القديمة الطراز ، و عادت لتبحث في طيات اوراقها عن كلام يقال ليترك أثرا ، توسلت صوتها أن يبقى متماسكا حتى تنهي هذه المهزلة : دكتوور ،، اني بعد ما اسمح لأي أحد يتحكم بية ،، و شكرااا رااايتك بيضاا ،، كفييت و وفيت ،، و هسة دا اتوسلك ترجعننني لأهلي !


هنا فقط اعجبه ان يتلاعب بأوتار خلاياها العصبية ،، فينوي العزف حتى يقطعها من خيوط رفيعة لا تخلف بعدها غير الجنون
فخرج صوته ناعم السخرية : لا صدق ؟ ،، زين مو همة هادرين دمج ؟ أخاااف يذبحوج


تكتفت لتستطرق بذات الإسلوب : لتخاف علية دكتور ،، تأكدوا من برائتي ،، و عرفوا انو اني اشرف من الشرف ،، و إنو همة ظلموووني ،، و الظالم اله رب يحاسبه بيوم


ليتقد فؤادها بشعلة وهج جعلتها تعتدل بإستقامة راكزة ، شعرت بإحمرار يغزو صيواني اذنيها ، فحمدت الله على نعمة الحجاب ، فهكذا لن يرى ما حدث فقط بعد أن إبتسم و عيناه تسخر منها بحدة
و كإنه متأكد من كونها ترسل له و لجدته رسالة ما !

أغضبها إسلوبه ، فلم يستخدم سوى الخبيث من الكلام ليقذفها به : أها ، و منو قلج هالحجي ؟ شو إنتي محبوسة لا طبة ' دخلة ' ولا طلعة ،، حتى متشوفين و لا طير ،، مو صحيح ؟


توترت قليلا ، لقد إكتشف شيئا ما ،، فحتى الأعمى يستشعر الامر بإسلوبه إن لم يرى ملامحه ،، أستطرد بـ نية حمراء للشر : لو جنتي تشوفيلج احد ؟ منا منا ؟ جااهل ؟ رجاااااال ؟ هاا ؟؟ جهال يساعدوج تنهزمين ،، و رياجييييل يخطبوج !!


إشرأبت أنفاسها هلعا ،، مالذي يهذي به ؟ لا يهم ما عرفه بشأن الصغار الذين مع الأسف لم يكونوا سوى وسيلة للوصول لثقة جاسم ، ما يهم فعلا هو قوله الأخير ،، عن أي رجل يتحدث ؟ و من قام بخطبتها ؟ هي لم تر أحد سوى .........؟

يا إلهي .. أيعقل إنه الفلاح ؟!

تربع بجلسته بعد أن كان جالسا بإستلقاء نصفي ليقول قراره بشأن حياتها : و بما إنو انتي حبيتي جهاله ، و جانو رايحين راجعين عليج ،، و هوة هم ' بحدة إخترقت جمجمتها فأطاحت بالدماغ الهش القوام صريعا ' عجبتيه ، بعد ماكو داعي ننتظر ، أني قتله صغيرة ،، بس هوة ' بحروف مركزة و كإنه يود جلدها بـ بطئ ' شايفج ،، و عاجبته فأصر !!


أردف محدثا جدته المستمعة من اولى الدرجات ، فهي تبحث عن ثغرات يعثرون بها وسط الاحاديث علها تفهم إطارات القصة : بيبي إنتي شنو رأيج بيه ؟؟ خووش رجال مووو ؟؟ ' ليدلي برأيه بلا مبالاة ' فقير و على باب الله ،، و جهاله مساكين تكسب بيهم أجر


لتجيبه الجدة بـ قوة : عليووي ،، بت العالم معليك بيهآ ،، منو قلك هية تقبل ،، هاي مو أختك و تتحكم بيها


لترتسم تلك الابتسامة الحقيرة ذاتها على شفتيه هازا رأسه .. و نظراته تصوب نحو ' بت العالم ' : أي صحيح مو أختي ومالي عليها سلطة ،، بس لرجلها سلطة ،، و بعدين احنة مناااخذ رأي النسوان بالزواج اذا شفنالهم إبن الحلال المنااسب


لتتحدث الجدة مجددا : ولووو ،، إحنة معلينة أمي ،، رجعها لاهلها و خلي ابو جاسم يروح يخطبها مناك


ليرفع حاجباه بوقاحة : حتى أهلها يهدرون دمها من جديد ، بإعتبارهم ميعرفون صارلها كومة وين ،، وهسة اجى من يخطبها يعني الله وحده يدري شصار بيها !


لتصمته المسنة بـ حياء و توتر : عليييييي ،، خااااف ربببك و وجججع بقلب العدووو ،، بلااا خبااال .. عوف البنية بحالها


ليرشقها من جديد بنظرات فتاكة التأثير فإنكمشت مكانها لتصرخ به رافضة أن تحدو خلفه كـ أعمى يتبع خطى إبنه : والله اذا فكرت تسويها افضحكم ،، رأسا اروح لخواااالك و اقلهم انته خاطفني والله والله واللــــــــه


فزعت الجدة لـ تولول بـ رعب وهي تحاول الوقوف ليمسك ذراعها ذلك الحفيد مانعا اياها وإبتسامته ما زالت تعلو وجهه ،، فـ صب الزيت على نارها أكثر ،، لتكرر قولهآ : علي والله أفضحححك ،، والله متتخييل شأسووي ،، حتى أقدر أنتحر و افوتك بمصيبة


هز رأسه بتماسك أعصاب مجرد الملامح ،، وهي أضافت : اصلااا اقول للرجال عليييك ،، أقله و أخليه يرجعني لأهليييي ،، إنتتته هيجي متعنتر علية لإن تعرف ماكو رجال يوقف بوجهــك !


صرخت بها الجدة حانقة ، و هي ما زالت تحاول يائسة أن تقف : لج لييييش تصيرين ناااكرة جميل ليييش ؟؟ فوق منقذج من المووت الي اهلج محضريلجيااه ؟؟ هاااه ؟ هاي جزاااته ؟!


المسنة لم تكن تر الا بمنظار تلك الفكرة العقيم التي ادخلها الدكتور الساخر بـ رأسها
أما هو فكان هادئا على غير المتوقع ،، لا يعلم ما سبب ذلك الضيق المفاجئ الذي إستحل المحاني عند قولها الأخير ،، و كإنها تثبت له بإنها قد ترحب أن تكون بحماية رجل أخر غيره ؛
يعلم أن لا حق له عليها ،، و هو ليس الا رجل كـ من حوله ،، لا يمت اي منهم لها بصلة تأهله للتصرف بحرية ،، إلا إن إستنجادها الخيالي برجل أخر ليقف ضده كان له تأثير عميق في دواخله !

أفلت جدته بـ بطئ ليستقيم واقفا فـ إرتعبت هي لتعود بخطواتها نحو الخلف قليلا ،، أوقفها بقوله الجازم : تدرين لسااانج طولاان و مال قــص


لتصرخ به بهستيريا : لاااا انتتته مو طبيعي ،، عبااالك اني صدق طفلة جوة اييدك ،، أني تررة جبيرة ،، عمري 28 سننة ،، و إلية مطلق الحرية اسوي الي اسوويه ،، و هسة تشوف !


ليزم شفتيه بهزة رأس مستهزءة وهو يرتدي حذاءه : أها ،، ما شاء الله ،، همزين قلتيلي


لـ تستطرق بعد أن وجدت لها طرف خيط بإمكانها التشبث به حتى و إن كان وهميا : و بعدييين اني مخطوووبة ،، تعرف شنو يعني مخطوبة لإبببن عمممي ؟ ،، ' و بنبرة أشد حدة ' و أأأأححححبــه ،، و محححد يمنعني عنـ ـ!


لو كانت النظرات تقتل لخرت صريعة بمكانها كما يقال ،، فلم يبدو عليه شئ أخر غير الكثير من الغضب ،
هو كان يعتصر قبضته كيلا يمدها عليها ليكسر لها فكا لن تستطيع تحريكه مستقبلا ،، و كإنما إشتعل موقد ما بصدره لتتنازع السنة اللهب أيها تحرق له حويصلاته أسبق ،، قسما بالله لو كان له الحق في أن يهشمها لـ فعل
تبا لها ،، سترى مع من تحاول العبث ،، سترى و لكن ليس الآن ، فقط عندما يحين الوقت !

تحبه ؟ هه .. كيف لا و هي ليست سوى إبنة لقاسم الكلب ؟!
فهم جميعا يتناقلون مورثات جينية محملة بالخبث و الاحقاد فالإجرام
كيف سهى عنها ؟! لم جعل فكرة إنسانيتها تعكر له قراراته السابقة بشأنها
إمتلأت شرايينه بدماء حارة ، بعد أن تدافقت بعنف من قلبه المنتفخ غضبا ،، لا يعلم ما الأفضل لفعله ،، أ قتلها ؟ أم قتلها ؟!

بالأحرى لا يعلم ماهو فاعله ، لم يكن يوما بهذه السخافة التي تجعله يتجاذب العراك مع كائن بنصف عقل و دين !
كائن لا دماءا مشتركة تربطه معه ،، كائن بعمر كبير و عقل فتي !

رغم سخطه من نفسه الا انه لم يستطع الا ان يكمل ما بدأه ،، فـ بصوت حازم قرر ترويعها : هاللغوة الفارغة مرح تجيبلج نتيجة ،، أني إنطيت كلمة للرجال


لتفقد القدرة على التنفس وهي تجاهد أن لا يفقد عقلها وظائفه هو الأخر
و تسقط مغشيا عليها

هذا الرجل ،، لا قلب له !
صدقوني ،، إنه يتسم بإجرام لم ار له مثلا ،، فـ إنتقامه و ثأره حصل عليه بمشاعري الخائنة التي قررت التخلي عني من أجله ،،
من أجل رجل له بدل القلب البشري شئ شبيه بالمضخة لا يقوم سوى بتوزيع الدماء بين الشرايين المتلهفة ، و بالتأكيد لن يكون إلا ساخرا كـ صاحبه !

إزدردت ريقها لتخرج كلماتها عمياء ،، فتتصادم فيما بينها من غير روية : قتلك افضضضحك ،، اننني ما اتزوووج ،، أصلاا حرااام ،، شلوون هيجي تفكر ؟ إبن عمممي راييدني ، يعني متصير خطبة على خطبـ ـ ـ


إنها تتمنى تمزيقه مع تلك الإبتسامة الموصوفة بالدهاء الحقير ،، قاطعها بـ هدوء ليرسخ الكلمات بعقلها ، ظنا منه إنها تهتم : ترة كلب ابوج هذاااك مرح يقبل بيج إذا رجعتي ،، فكري بيها صح ،، ترجعين لأهلج و مية سؤال يدور داير مدايرج ، لو تبقين هنا ببيتج معززة مكرمة ؟!


هزت رأسها برفض مجنون ،، لتبتلع الدعوات التي تمنت نطقها بحقه ،، و إستبدلتها بـ أبشع الكلمات التي قد تستخدمها يوما : إنتتتته شنووو ؟ متخااف ربببك ؟ ترة كل الي تسويه الله يرجعه بأختتتك و هسة تشووف ،، صدق لينا متستاهل ، بس إنته تستاهل الله يحررق قلببك ،، يااااا ...... ' و بجزع إستسلمت ' أستغفر الله العظيم ،، يااارب صبرني


ليتحرك خطوة واحدة فقط نحوها قائلا بـ كل ما يعتمله من غيظ مكظوم : والله العظيم اذا مـ ـ ...


لم يتمم جملته إذ إنها هربت بسرعة نحو المطبخ لتغلق الباب خلفها فأحدثت جلبة قوية في المكان المتكلل صمتا !

تدخلت العجوز هذه المرة وهي تتابع تقاسيم الفتاة البائسة من خلف الباب الزجاجي : ولك كاااافي يممممة بسسسس ،، إنتتته شلك دخل بيها ؟؟ خليها ترجع و تااخذ ابن عمها احنه شكوو ؟؟ يمة علي اروح فدوة لطولك اعقل و خلي رحمة محمد بطريقك


كررا الصلاة والسلام على خاتم المرسلين ، و كإنه كان عقارا مرخيا للأعصاب نفثته المسنة فوق أسماعهم ،، إذ إنه مسـح على وجهه بغيـظ ليعود أدراجه نحو الجلسة قائلا بطبقات صوتية عليا : جربي تتحديني مرة لخ


رمى بجسـده قرب الجدة التي إستقبلته بـ همس حاد : علي بلاا خبال شنو بكيفك تزوج البنية ؟؟ وين اكو هيجي حجي ؟ انت لا اخ ولا ابن عم ،، أقعد و لتدخل نفسك بمصايب سودة وية اهلها الي مهمهم دم بتهم ،، شلون عاد بدمك ،، علاوي دخيل الله لتحرقلي قلبي بأخر عمري


لم يجبها ،، فعادت لتردف : علي يا روح بيبيتك ، برد قلبي و قلي ' اي يوم ما رح ازوجها و معلية بيها و رح ارجعها لأهلها ' ،، لك والله رح تخبلني ،، و ترة والله اذا عصبت اعوفها وارجع لبغداد و ساااعتها شوف شتسوي انته


ليبتسم بتحدي و هو يتوســد فخذها برأسه فيرفع يدها المتجعدة و يثبتها فوق شعره الخفيف ،، زفر بهدوء و إستطرق هامسا : متسويها و تعوفيها وحدها ،، تخافين عليها امانة يمنة بت العالم


قرصت له إذنه ففلتت منه ضحكة عفوية دكت قلب تلك الهاربة دكا ،، لتصيره رماد أحمر مشبع بالدماء !!

أبعد يدها وهو يتمتم بملل : ايييي خاتووون بلا هالسوالف ،، عوفي اذننني


لتعود فـ تقوي من قرصتها تلك : لو بيدي اشلعها من مكانها ،، حتى تجوز من تهورك و خبالاتك .. وبعدين ابن سعااد خاتون ،، انته تقول امانة و امانة زين لو هية أمانة صــدق تزوجها بكيفك و بدون رضاها ؟


كانت يده على وشك دفع كف جدته بعيدا حينما تصلبت في الهواء ،، لينزلها محلها رويدا ، أجاب بـ ما اعتادوه من سخريته : الزواج ستر للبنية !


لتصله صرخة تلك من موضعها خلف الباب وهي تعترض بقهر واضح : والله مووو بكييفك ،، موو عباالك جبرت لينا رح تجبررني ،، والله موو ..


كان على وشك الوقوف حينما ضغطت جدته على كتفه لتمنعه من الحركة : حلفتك برب البيت متقوم ،، ' هدأ صوتها لتردف ' قول يا الله وخليها تقول الي بقلبها ،، حقهاا ،، راادتك عون طلعتلها فرعون ، ولو اني لهســة كلششي ممفتهمة منكم ،، ساااعة ترجعون لشغلة اهلها ،، و ساعة هية تقول ما اعرف شكوو بينها و بين اهلك

و كإنما وجدت الوقت المناسب لتستجوبه : علي ،، يا اهل دتحجي عنهم ؟؟


ثبت ذراعه فوق عينه ليشخر بكسل : ماكو شي ،، إنتي بس لتتدخلين


قرصت له إذنه مجددا بشدة أقسى لتفلت منه صرخة ألم رفعت مطرق الغول العظيم لتدق رأس الفتاة ،، فلم يتبق منه سوى فتات !
أبعد يدها بإنزعاج ، فأعادت الكرة بغيظ : عليوووي ،، بطل خبالات وعوف بت الناس لا والله صدق اعوووفها و حير انته بهالمصيبة


لم تختف الابتسامة و بنبرة متشبعة بالثقة إستطرق : واني قتلج متسويها أعرفج قلبج حنيين ،، تعوفين بنية و تروحين ؟ لا لا لا ،، متسويها ام سلام تخافين عليهاااا


لتقرصه مجددا : هاااا ،، صارلك ايام شالع قلبها وهسة تقول تخافين عليها ،، خيرر ؟؟ و لو انتو حتخبلوني ، فهمني المن اصدق ؟


ابعد يدها بعنف فـ آلمها ، إلا إنه لم يهتم و أردف : لتصدقين أحد و كافي تقرصيني لا أكسر إيييدج !


لتضربه هذه المرة : وووجع بقلب العدوو ولك لييش ماعندك اخلاااق لييش ؟ نعلعلاا تربيتك و تربية أمك


كرر ضحكته السابقة و كإنه لم يكد ينفجر بتلك الغبية منذ قليل ،، دفع بيدها قائلا وهو يبعد رأسه : وخرري شووو ،، مو صوجج صوجي اني ناايم بحضنج ،، يللا وخري


يتفنن بالعبث في مشاعرها هذا الحفيد ،، بإبتسامة لطيفة دفعت به ليعود في حجرها : دقعد اقعد ،، شقد عياااار ،، اويلي ياابة ،

لتكمل على حين غرة : هسة هاهية ان شاء الله باجر نرجع مو ؟!


لم يجبها بل أسند ساعده فوق عينيه ليهمهم بـ شئ غير مفهوم ، وهي عادت لتهمس هذه المرة و رأسها يميل نحوه : علي يا بعد عيون بيبيتك ،، مرح تزوجها مووو ؟؟ يووم خاف الله هاي ما الك عليها سلطة و ميحقلك تتصرف بكيفك وياهه


تبا !!
إن هذا ما يثير شياطينه لترقص على قدم واحدة
عدم إمتلاكه السلطة التي تخوله للعبث بها كيفما يشاء ؛

عندما آثر الصمت حليفا تعالت نبرة جدته بحزم : شووف اني ما اقبلها تلعب بمصير البنية ،، أني صدق ما احبها و اريد اخلص منها بس مو هيجي ، حرااااام باجر شنقول لله ،،


ليـختر أن ينهي الحوار : ترة دا استر عليها مدا اكتلها


فوصله صوت تلك السجينة من قلب المطبخ لتصرخ حانقة : قتلك موووو بكيييفك .، و الله ما اتزووج ،، افضحكم واللــــه


لتستمر تلك المشادات الكلامية بينهما ، حتى بعد حين !
فلا وجبة إستسلام توافق على تناولها دامها إعتادت الإمتناع عن الطعام بأنواعه ، و لا شطيرة تنازل يقضمها هو رغم جوعه الشديد !









.
.
.






وظللت أبحث عنك بين الناس تنهرني خطايا

وسنون عمري في زحام الحزن تتركني شظايا

في كل درب من دروب الأرض من عمري.. بقايا

وعلى جدار الحزن صاح اليأس فارتعدت دمايا

ودفنت في أنقاض عمري أجمل الأحلام يبكيها صبايا

حتى رأيتك بين أعماقي وجودا.. في الحنايا

من كان يا عمري يصدق أنني

يوما أضعت العمر أبحث عن هوايا

قد كان في قلبي يعيش

وكان يسخر من خطايا؟!

* * *

لا تعجبي إن قلت إني قد رأيتك

قبل أن تأتي الحياة

وبأنني يوما عشقتك في ضمير الغيب

سرا.. لا أراه

كم تاه عقلي في دروب الحب

وانتحرت.. خطاه

كم عاش ينبش في بقايا اليأس

يسأل عن هواه

لكن قلبي كان يصمت

كان يدرك منتهاه

فلقد أحبك قبل أن تأتي الحياة

* * *

عاتبت قلبي كيف يتركني وحيدا في الدروب

كم ظل يخدعني فيحملني الضلال إلى الذنوب

قد كنت في قلبي

ولم أعرف سراديب القلوب

إني أضعت العمر معصية

وجئت الآن عندك كي أتوب

وأمام بابك جئت أحمل توبتي

لا حب غيرك.. لا ضلال.. ولا ذنوب!!












بمسـآء ذات اليوم ،، حرب النظرات دامت و كإنما لمئة عام ،، بأطراف غير متكافئة البتة ،، فـ جموع تقابل فردا واحدا
و لسوء حظه ، راية الحق تعلو فوق رؤوس أعداءه ، كيف لا و هو من ينوي الإطاحة بفتاتهم بدوامة من الحياة المعقدة التشكيل ،

يجلس مقابل لـ والد زوجته الذي لم يمض وقت كثير منذ أن تصافحا لعقد القرآن ،، و ها هو يهدد تلك المصافحة لتقترب من حتفها ، أ يسمح لهم أن يحققوا شروطهم ؟!
يتنازل عن تلك التي لم ينم كـ سائر البشر منذ أن عرض عليها أن تكون له .. مؤقتا ؟


تلك اللين ،، حبيبة العمر
فقط لو تعلمين ما أتكبده من عناء حتى نجتمع تحت سقف متشقق الطلاء ،، ركيك البناء !
سقف قد يتهاوى فوق رؤوسنـا ليهشمنا سوية ، أ ترين .. حتى وقت المصائب لن أترك لك يدك ،، سأكون موجودا دوما لأعتصر كفك حتى تتساقط أناملك لأعود فألصقها لأعيد كرتي

أوتسألين عن سبب حقدي ؟!
لم أكن كذلك منذ سنين مضت ،، حينها فقط لو كنتي طأطأت بأنف كبرياءك قليلا ماكان سيكون الحال كهذا ،

لين ،، أنا أقاوم الجميع لتكوني لي ،
أ تراك تستحقين عنائي ؟ إلا إنني قلتها سابقا و سأعيد .. أعتقد بإنني أنا من يستحق راحة قلبي بقربك و لا أنتظر شيئا أخر سوى تمريغ أنفك في تراب أيام مضت لتفرق بيننا !!


إستمع بإنصات و إحترام ، و فوقهما الكثير من الشعور بالذنب الصامت لوالد زينب الذي يستفسر منه عن الموضوع بكافة تفاصيله
ما لم يفاجئه هو ردة فعل الرجل العقلانية ،، و هذا ما كان يتوقعه ،، فـ طيلة نقاشاته المتكررة مع والدته تأكد له أن للنساء وجهات نظر تتساوي مقدارا و تتعاكس إتجاها لـ وجهات النظر الذكورية

فالرجال كـ طبيعتهم لهم مكيال واحد لوزن الأمور ، وهو مكيال المنطق !
عليه أن يحصل على شبه الرضا من هذا الرجل الطيب حتى يتقدم خطواته بإتجاه تلك اللقمة التي برائحتها الشهية بدأت تستولي على طاقة الصبر التي يتمسك بها

الوجوم لم يكن له وجود بينه و بين من يناسبه ، و لكن الآن بعد دخول النساء ، إنقلب هدوء الوضع لـ عواصف على وشك الظهور لتقذف كل ' من ' و ' ما ' بطريقها نحو الشتات

كـ مذنب يقف بلباسه الرسمي امام منصة القاضي ،، ليلقي الأخر حكمه النهائي بحقه ،، بعد أن طرق بمطرقته فوق خشب المنصة حتى صم اسماع الحضور ،،
و لكن يالعجبهم من ذاك متهم يـتراقص قلبه شوقا لإن يقصى في سجون بـ حكم مؤبد لا إنفكاك منه ،، أ متهم بك أنا يا جريمتي النكراء أنتي ؟ أ أوصف بجاني مع سبق الإصرار والترصد ؟!

أجزم بإني أمام الجموع أصبحت مذنبا ؛
و لأجلك قوبلت بنظرات الحقد و الغيظ لإشيح بوجهي غير آبه ، لم أكن هكذا مسبقا
لم أرتدي قناع الأنانية ، الا بك أنتي !
أخبركم بسر تفتح برعمه توا ،، و لكنه برعم أسود اللون يقبع فوق غصن متهرئ ،،
سر قد يقصي الجميـع بعيدا عن متهورا و اناني كـ أنا
هلموا من حولي ،، فلكم علي حقا أن أكون صادقا

كثرت جناياتي ، و المجني عليه واحد !
و بما إن الإعتراف سيد الأدلة فها أنا أعترف بإنني أتمنى بصمت أن تنسحب زينب بحياتها نحو سعادة لا ترجوها مع بائس مثلي
او لنقل مع عاشق مثلي ،، نعم أنا بذلك اقيم الحد على مشاعرها المرهفة ،، إغرقاق نظراتها بالدموع من أجل من لا يستحق يؤلمني
بل يشعرني كمن يسل سيفا في صدري بدلا من غمدا له !
و لكنني أجدني عاجزا أن اكون لها كما كانت لي ،،
يؤسفني و بشدة أن لا يرتضي قلبي أن يلتهم غير اللين ، و لا أن يستنشق عبقا غير وردها !
و قليبه الصغير أيضا يتبع خطى من يحتويه ،، فـ عرشه مملوك لـ أميرة واحدة ،،
أميرة قد رمت التاج مسبقا لتسحقه بـكعب حذائها ، و لم تعلم إن رأسها قد يهشم بذات الكعب مستقبلا


صدر الحكم بعد الممل من الإنتظار ،، لتشد تلك الأمنية رحالها بعيدا ، و قد تكون نعمة من الله حتى لا أقع في معصية الظلم بسبب قلبا لا يد فولاذية لي تمكنني من إقتلاعه !

جاءني صوت والدتها التي اعترضت على قرار زوجها العقلاني حسبما أرى : لا ياابو حسن ،، منرضاااها لبتنا ،، احنة اتفقنا على غير شي


ليقاطعها : خلص أم حسن ،، الولد و البنية و قابيلن ، احنة مالنا دخل بيناتهم ،، أني حجيت وية البنية و شفتها ساكتة ،، فقررت الاحسن الها


هنا تدخلت بهدوء : عمي اني اريد اشوفها ،، يعني من يوم قلتلها عن الموضوع لليوم مقبلت تحجي وياية وهاية مترهم ، غير نحجي و نتناقش ؟


لتتدخل الوالدة : عمممر ، إنته مثل ابني ، و الله شاهد علية انو ابد ما افرقك عن حسن بالغلاة ،، بس انته كسرت قلب بنتي ،، كسرته حيييل و صعب ينجبر !


لينهرها زوجها بـ فخامة : كاااااافي ام حسسن شنو هالحجي ؟؟ الولد شمسوي ؟ الله محلل اربعة ،، وهوة حتى بت العالم مماخذها يريدها ،، بس غير اخو دنيته محتاج فزعته ،، لعد شتريدين ؟


شعرت بنظرات تلك الصامتة تخترق قلبي لتكشف عن خباياه ،،
و إستشعرت أمنية تلتف حول صمتها ،، اغلى إنسانة في عمري تصلي لي من أجل الأفضل
و يبدو إن هذا ما يجعلها تشعر بيديها ملوثتين بدماء جنايتي ،

يا للمصيبة ، فأنا لا أختبر سوى الشفقة نحو زوجتي !!
و ها هو والدها يدق مسمارا في كتفي بقوله ذاك ،، يعتقد بإن ما فعلته فزعة لصديق فقط ،،
تبا لي ،، سامحني الله من جرم قد يقصيني بعيدا عن رحمته !
يارب ،،
وحدك أعلم ما بالقلب
فقط إرزقني الطمإنينة و راحة البال ،،و إجعلني عادلا بحق من حولي ، فلا أرغب أن أعصيك يارب !


و كـ ختام أغلب الحوارات المشتركة ،، الرجل هو صاحب الكلمة الأخيرة ،، لذلك لم تتمكن والدتها من إقناع أحد بضرورة عدولي عن تلك الزيجة المهددة لحياة إبنتها !
لا أعلم لم خيل لي أن أكون جالسا بدلا من والد زوجتي لأستمع لهكذا خبر من قبل محمد نسيبي ،، حينها سـ أثور بوجهه و سأحرم عليه الإقتراب من شقيقتي حتى و إن كانت هي ترتضي الأمر

هذا ما رسم بريشة رسام معنى الأنانية على جدران صدري ، كم كرهت ذاتي و أنا أقود مركبتي في درب الخطأ !
و كرهت أكثر إصراري على متابعة الطريق حتى النهاية و اللحاق بركب المخطئين الذي ينتظرون قصاصهم ، ذلك القصاص الذي حتى و إن بعد ،، لن يهمله الله !

أتستغربون فعلتي ؟
أعلم مصير ينتظرني و عزيمتي لم تكل ؟
يا رب ،، خذ بيدي نحو الصلاح ،، يا رب !
و إرزقني رضاك و عفوك









.
.
.









منذ ساعات النهار الأولى قدمت لمنزل أهلها ،، فمدة طويلة قد مرت و لم تتمكن وقتها من المجئ
شعرت منذ دخولها عتبة المنزل بقرصة من البرود تعتلي الجدران رغم إشتعال الهواء بحرارة الشمس ؛
لم تشأ الجزم بشئ على عجل ، بل تمهلت كثيرا و هي تحاول تجريد اصحاب المنزل من ذلك الهدوء ،، قليلا و إستطاعت النجاح بالمهمة بمساعدة إبنتها ، و خبر حملها الرائع لم يكن سوى رشة سكر ترفع بمعدل الكلوكوز في تلك الجدران

شرود أيــة المستمر ، و أعصاب والدتها المنتصبة قرب المحك كان لهما الشديد من الأثر في محاولاتها الصبورة لمعرفة ما يجري ؛

لم يكن شقيقها متواجد ، فـ اليوم يواجه إختباره الأخير و عسى أن يتجاوزه بتفوق يستحقه
بعــد الكثير من الاحاديث المتبادلة إستفردت مع والدتها في صالتهم الصغيرة لتـتحدث بإسلوبها الواثق : ماما ،، شبيكم ؟؟ شو انتي و اية ابد مو طبيعيين ، شنو محمد مزعلها ؟!


لتغضن جبينها متساءلة ،، ثم هزت رأسها بـ نفي هادئ وهي تستطرق : ليش هوة اكو مثل محمد ؟ الله يحفظه لأهله و لبنتي و يكف عنهم الشيطان ان شاء الله ،، بس ليش هيجي تقولين ؟؟ ماما كلشي ما بيينة ، دشوفينا الحمد لله و الشكر أخوج فدوة لقلبه رح يتخرج و يخلصنا ، و أختج لو تلف الدنيا متلقي مثل خطيبها ، و هسة انتي الحمد لله مستقرة ببيتج و رجلج ممقصر عليج بشي ،، بقت بس مياسة ، إن شاء الله ربي يدزلها ابن الحلال حتى اكمل رسااالتي و صدق ارتاح


إبتسمت بحنـان يتدفق من مقلتيها : يا عمري يااا ست الحباايب ،، الله يخلييج النة و تفرحين بينا واحد واحد ،، و أهم شي عمووري


لم تجبها غير بـ تنهيــدة متقطعة ، لم تفت ملك تلك النظرة المتوترة لتتسآءل : ماااما صدق شلونها زوز ؟ صارلها كم يوم مو شي ،، خوما اكو شي بينها و بين عمر ؟


لتبتسم والدتها بسخرية مبطنة بالإستنكار : شو انتي بس دتتفاولين على إخوانج ؟ شبيـج يوم ؟ بس لا انتي متعاركة وية رجلج و مطرودة


ردة فعلها إقتصرت على ضحكة صغيرة لتعود فتدير دفة الحديث حيث الوجهة التي تريد : لا صدق مااام ، والله ما اعرف شبيكم كلكم مو طبيعين ،، بس ميس عادي نفس خبالاتها


لم تنكر غرابتها هي ،، و لكن ما اثار حيرتها هو ما تقوله عن اية ،، لتستطرق : شبيها أيووتة ؟ طبيعية ما بيها شي ،، انتي صايرة شكاكة


زمت شفتيها بشبه إبتسامة و مازالت التساؤلات تحوم في الجوار ،، ليقاطعهم دخول الثلاث فتيات بصخب معتاد ،، لتقوبلن بـ إبتسامة لطيفة من ملك ،، و صادقة من والدتهم

إستمرت مناوشات الصغيرة مع خالتها ميس ، و كان لذلك الجميل من الأثر في تلطيف الأجواء ، و الهى ملك عما تحاوله منذ قدومها ،، لكن ألتلك الأجواء الأسرية المكللة ألفة و محبة تأثير يدوم طويلا ؟
قد تفعل ،، و قد تفشل !





.
.
.









تغير كل ما فينا.. تغيرنا

تغير لون بشرتنا

تساقط زهر روضتنا

تهاوى سحر ماضينا

تغير كل ما فينا .. تغيرنا

زمان كان يسعدنا نراه الآن يشقينا

وحب عاش في دمنا تسرب بين أيدينا

وشوق كان يحملنا فتسكرنا.. أمانينا

ولحنٌ كان يبعثنا إذا ماتت.. أغانينا

تغير كل ما فينا .. تغيرنا

* * *

وأعجب من حكايتنا تكسر نبضها فينا

كهوف الصمت تجمعنا دروب الخوف .. تلقينا

وصرت حبيبتي طيفا لشيء كان في صدري

قضينا العمر يفرحنا وعشنا العمر .. يبكينا

غدونا بعده موتى فمن يا قلب يحيينا؟!

لـ فاروق جويدة








الساعة إقتربت من الثانية عشر و حتى الآن لم يظهر !!
تراقب الممرات امامها علها تلمح له طيفا ،، فـ وقت الإختبار قد إنتهى ،، و أغلب الطلبة قدموا هنا من أجل الكافيتيريا ، و ما إستشفه الجميع إن أمتحانهم لم يكن موفقا

تبا ،، تشعر بتوتر لا إرادي و كإنما هنالك موقدان يشتعلان في كلتا رئتيها ،، فتراها تعاني من خفقان شديـد ،، لا تعرف منذ متى لم تعاني هذه الاعراض ،، قد يكون منذ اخر اختبار لها في الكلية !

إذن لا يحق لأحد أن يجعلها متيقظة الحواس هكذا من أجله ، لا أحد
سحقا له ،، فخوفها لا يتوانى أن يتعاظم ،،فهي إعتادت مروره على المشفى عقب كل إمتحان
أ تراه لم يحضر أصلا ؟!
أصابتها تلك الفكرة بالذعر المفاجئ ، فإن حصل ذلك لا سامح الله ستتحطم احلامه ،، فهو من متفوقي المرحلة ؛

وجدت نفسها يضيق أكثر كلما عدت العقارب دقائق إضافية ،، كم هو مزعج ما تشعر به ؟!
تأفأفت بتكرار بعد أن إستأذنت لترتاح قليلا ،، توجهت بـ خطوات مدروسة الى الحمامات لتقابل هنالك من لا تود رؤيتها !

كان إسلوب الفتاة مبتذلا جدا وهي تحاكي إحدى زميلاتها بشأن صبغة شعرها الجديدة ،، تناهى لها تذمرها المستمر بشأن عسر الإمتحان ، و هذا لم يكن بشئ يذكر أمام تذمرها من رائحة المنظفات القوية و عدم توافر الصابون العالي الجودة الذي تعتادته بشرة مغنجة كـ بشرتها !

فاح عطر الياسمين وهي تمر من أمام الفتاة لتجعل عضلات صدرها تنقبض بلا إدراك ،، لم تهم بجر الأنفاس إلا بعد ان تأكدت بإن ما تفعله قد يخنقها !!

هذه الفتاة تقف بعطرها المثير هذا بقرب عمر طيلة الوقت ، لتتمايل بإنوثة مغنجة أمامه
ألا تخاف عقاب الله ؟
و هو ؟
الخائن ،، أما يكف عن طعن زوجته بظهرها غيبا ؟
متى سـ يسل نفسه من زوبعة مليئة بالنساء المثقلات به إعجابا ؟!

تعارفها مع هذه الفتاة لم يكن سوى كارثة مصغرة ،، فـ إرتأت التظاهر بعدم الإنتباه لها و لشخصها ، و تلك لم تكن أفضل منها ، بل بدى على نبرتها التثخن بالدلال وهي تستطرق بخجل مبالغ فيه : صدق همووووسة شفتي عمر شسوى ؟ هههه اوي صدقة شقد حبااب ،، قام من مكانه علمودي


لشهامته !
أ لا تفهم لغة غير الإعجاب هذه المبتذلة ؟!
مقيتة بتفكيرها ،، بئسا له من عقلا تمتلكه ،، تود أن توضح لها أن لها مع عمر حكايات ؟
و ما شأنها هي ؟ أظنت بإنها ستخبر خطيبته بـ قصصه الغرامية و نزواته الذكورية؟
هه ، حمقاء !

ما يهم إنها تأكدت بإنه قدم إختباره و إنتهى الأمر ،، الآن فقـط ستكمل عملها من غير تلك التشويشات المتطفلة لمشاعرها

لا تفهموا ما أشعر به حسب أهواءكم ، قلقي كان من أجل مستقبل يستحقه كـ رفيق أخي و سند والدته فـ حسب ،، و ليس كـ زوج إسمي مستقبلي
تعمدت إغاظتي بـ ضربها لكتفي بحقيبتها الكبيرة لكن طرفا لم يرف لي و أنا أتجاهل تلك الاساليب الملتوية الأنثوية ،، لا أعرف لم مر ببالي أنني سأستمتع جدا برؤية دخان ينبثق من عينيها حالما يصلها ما سيفعله الرجل الذي تريد

ستحترق غيظا ، مسكينة !
الفتاة المدللة ستنكسر شوكتها وقتها ،، فهاهو يصدمها للمرة الثانية على التوالي ؛
بقلة ذوق لم تقدم لي أي إعتذار و أنا لم ابالي ، فـ لو قررت الخوض في مناورات مع نساء عمر لن أنتهي يوما !

ولجت خارج الحمام لـ أتوجه نحو الكافيتيريا ،، فـ بدأت أشعر لتوي بشهية نهمة لأحدى قطع الجالاكسي ،
فعلت ما أمرتني به مراكزي الحسية ، فوجدت نفسي أختر قطعتين ، واحدة لي و أخرى لـ رنا الحائرة !
تلك التي حتى الآن لم تحسم قرارها بعـد

و انا اهم بمغادرة المكان تقابلت و لشؤم الصدف مع د.ضرغام ،، شعرت بتخلجات غريبة لم افهم لها سببا ، و لكني أجزم بأنها توتر لا أكثر ،، شعرت بنظراته تجلدني بـ لوعة ، فـ رفعت بأنفي عاليا و أنا امر بجانبه و كإنني لم أره !

توجهـت لجهة السلالم ، بعد أن أخفيت الشوكلاته في جيب ردائي الطبي الذي أرتديه ،، نويت العودة فـ الانتحار بهذا السلم هو أخر ما احتاجه بعد سخافات تلك الياسمين ؛

و بالفعل إستدرت و أنا اعتذر بداخلي لـ رنا ، فالقطعتين ستكونان من نصيبي ؛
بـ إلتفاتتي ثبت مكاني عند رؤيتي ذلك الطويل في مقدمة السلم ،، لأول مرة أجدني عاجزة عن إتخاذ قرار سريع !!!

بعدها إرتأيت إكمال نزولي ، فـ لا أنوي الجهر بفشلي في السيطرة ؛
كان السلم بالطبع يكتظ بالمراجعين ،، و هذا ما جعلني أنكمش كي أحفظ نفسي من الإحراجات
كدت اصفع خدي عند شعوري بالخيبة من عدم إهتمامه لوجودي ، إذ إنه أكمل طريقه متجاهلا نبضات قلبه التي إرتفعت وتيرتها بالتأكيد

لا تنظروا لي هكذا ، فـ أنا أكيدة بأنني سـأبقى الأولى في حياته حتى و إن مرت إهتزازات عنيفة لتزيحني من موضعي ، لن أبرح أن أعود لأترأس صروح قلبه !


لم أستطع إخفاء ذلك الضيق الذي لفني بـ سميك من لحافه في طريق عودتي للصيدلية ؛
إنتهى الدوام و ذلك اللحاف لم يفتأ أن يشتـد حول جسدي فبات يحرقني فوق حرارة الجو ،
عند خروجي من بوابة المستشفى ، كنت أحمل ردائي بإهمال على ذراعي ، و نظارتي الشمسية تغطي الجزء الأكبر من ملامح وجهي ، و حقيبتي المتوسطة الحجم تتعلق بـ ذراعي !

تفاجأت به يقف و كإنما ينتظر أحدهم ،، لم افعل سوى رد ديني فـ مررت بجانبه من غير أن أعبأ ، و بداخلي بت أستغرب ما نفعله نحن الإثنان ،
و خفت من مستقبل مجهول أحاكه لنا علي ،، فلولا مصائبه ما كنا بهذا الحال !
أوقفني بصوته الفخم وهو يرمي التحية ، في وقت بدل ضائع : السلام عليكم


هو أيضا كان يخفي أنظاره بـ عوينات معتمة ،، و كلانا نتابع المارة ، اجبته ببرود قرصني : وعليكم السلام


يبدو إنه فهم رسالتي الصامتة ليقول بتملل : أخوج شوكت ناوي يرجع ؟


لم ؟!
هذا ما طرأ ببالي ، إلا إنني اجبته بذات الإسلوب : ما اعرف


ممتاز ، أثرت سخط شياطينه ، فهذه وقفته تتغير و صوته يتفخم أكثر : شلونج ببيت عمج ؟


ببساطة و إقتضاب قلت : الحمد لله


ردودي المختصرة جعلتني اشعر بشئ يسحبني نحو التهلكة ،، لكنه لا يعلم بأنني وقتها لن اكون بمفردي بالتأكيد !
عاد خطوة للوراء ليمد ساعده مشيرا لي بمعنى ان اغرب عن وجهه بطريقة محترمة !!

لا أعلم لم رسمت فتات إبتسامة حول شفتيي و كإنني حصلت على قطعة جالاكسي أخرى ،، تذكرت قطعتاي ، المسكينتان مازالتا في الرداء ففقدت نهمي السابق لهما بعد مقابلتنا العقيمة عند السلالم

أما الآن فـ لن يوقفني شئ عن تناولهما بعد أن أخذت بثأري لكرامتي ،، أعتقد بإنني كنت مخطئة بشأن تخوفاتي السابقة ،
فيبدو إننا سنعيش مغامرة ممتعة !
لكن القلق الوحيـد يتمثل بما سيحدث بعد إنتهاءها ؟ هل ستستمر التسلية ام سـ أكون بحال لا أتمناه ؟!
لا اعلم ، و لكنني أكيدة بإن ربي لن يخيب أملي بعد إستخاراتي المتكررة ،، ما يثير إنزعاجي قليلا هو تلك الصورة الفوتوغرافية المشوهة التي سيلتقطها لي ليحملق الجميع بي بإشمئزاز و رغم إن هذا أخر ما يهمني ، إلا إنني بالتأكيد سأهتم لو كنت اتلقى دعوات سوء احمل ثقلها بلا ذنب
لكن مهما كان ما سيحدث فبالتأكيد هو خيرا في نهاية المطاف ما زال توكلي مقتصرا على ربي







.
.
.











نهَـآيةْ البَرَآءَةْ الثـآمنـةْ عَشـَرْ



حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 21-07-12, 08:33 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم الله وعلى بركة الله الرحمن الرحيم
كل عام و أنتم في احسن حال بقرب الاهل و الاحبة
و اعاده الله علينا و عليكم مغفور لنا مرحومين برحمة الرحيم

؛


نحن في رمضان احبتي ،،
فأقيموا صلاتكم و صيامكم و تقواكم
لتكونوا معي قليلا في المتوافر من الوقت




البَرَآءَةْ التاسعـةْ عَشـَرْ







أحبيني .. بلا عقد

وضيعي في خطوط يدي

أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..

فلست أنا الذي يهتم بالأبد..

أنا تشرين .. شهر الريح،

والأمطار .. والبرد..

أنا تشرين فانسحقي

كصاعقة على جسدي..

أحبيني ..

بكل توحش التتر..

بكل حرارة الأدغال

كل شراسة المطر

ولا تبقي ولا تذري..

ولا تتحضري أبدا..

فقد سقطت على شفتيك

كل حضارة الحضر

أحبيني..

كزلزال .. كموت غير منتظر..

أنا رجل بلا قدر

فكوني .. أنت لي قدري
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
***


أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..

ولا تتلعثمي خجلا

ولا تتساقطي خوفا

أحبيني .. بلا شكوى

أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء..

كوني الأرض والمنفى

وكوني الصحو والإعصار

كوني اللين والعنفا..

أحبيني .. بألف وألف أسلوب

ولا تتكرري كالصيف..

إني أكره الصيفا..

أحبيني .. وقوليها

لأرفض أن تحبيني بلا صوت

وأرفض أن أواري الحب

في قبر من الصمت

أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت

بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..

بعيدا عن تعصبها..

بعيدا عن تخشبها..

[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
***

أحبيني .. ولا تخشي على قدميك

- سيدتي - من الماء

فلن تتعمدى امرأة

وجسمك خارج الماء

وشعرك خارج الماء

أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي

بصحوي .. أو بأنوائي

وغطيني ..

أيا سقفا من الأزهار ..

يا غابات حناء ..



اسقطي مطرا

على عطشي وصحرائي ..

وذوبي في فمي .. كالشمع

وانعجني بأجزائي
[/COLOR]





نزار قباني !




؛




فلم يزل حبك ملء العين والضمير
ولم ازل مأخوذة بحبك الكبير
ولم ازل احلم ان تكون لي ....
يا فارسي انت ويا أميري







سكـون !
تمضي بعض الأيام و كإنها لم تكن ،، فـ الذريع من الفشل يتلبسها حينما تخبئ فرشاتها و محبرتها عن لوح الذكرى ،،
فتمضي دونما بصمات !
وهكذا نقص يومان من العمر لـ أولئك الذين يستوطنون أراض زراعية تحت سطوة ثآئر الدم ذاك ،!

لم يتقابل معها منذ يومين ،، حيث المشاجرة العنيفة تلك دبت بينهما ،، الافكار تراوده كي يعيدها حيث تنتمي ، و لكن سرعان ما تعود لتتلاشى في أفآق مشوبة بـ ببقايا صور متحطمة البرواز ،، متهشمة الوجوه
فـ هنالك فتات إبتسامة ، و حطام نظرة ،، لتشقق بشرة ،!
كل ذلك يعود لبريئتين راح دمهما سـدى ، و الثالثة كادت أن ترافقهما لولا العناية الالهية التي رمـت به في طريقها ليكون طوق نجاة يقدم لها فرص متجددة للتمسـك برمق الحياة

وتيرة الأعصاب تشتد حتى تتنافس مع نقر مضخته الهرمية الشكل تلك القابعة في أحدى جوانحه ، غدا عليه العودة ، فيكفيه الأربعة أيام التي قضاها هنا بلا عائـد ذو فائدة ؛
بالإضافة الى إن رصيده من الإجازات بدأ بالتناقص ،، فلم يتبق له سوى يوم واحد ، و هو الغد !!
و منذ الحين ، حتى غروب شمس الإثنين عليه أن يكون قد أنهى مهمته بأتم وجه ،، فيحسم الأمور ليتجنب هذا الشتات المبعثر له و لأخته ،، يكفيه ما حدث ،، و يقلقه ما سيحدث

أكيد هو بإنه لن يفلت من قبضة القذر ذاك ،، فـ حتما ستطئ قدماه الشائنة أرضه الطاهرة ،، و لكنه حينها لن يجعل للموت مهابة ،، فـ موت الأحرار هو الشهادة بيد ظالم ؛
لم يتبق شئ حتى يؤمن مستقبل أخته ،، فيحطم مستقبل الأخرى !
لا يهم ،، فهي لن تموت بكل الأحوال ،، و عليها أن تحمل عرفانه كـ تاج فوق رأسها الفارغ ،، و حتى إن لم يحتمله لثقل فضائله ، عليها الصمود عنوة ؛

أنف والدها سيمرغ ،، و كبرياءه الشنيعة تلك ستطعن .. اما شرفه ،، فـ سيزهق بخنجر أعمى البصيرة ،، و لكن بإتجاه القبلة و بطريقة الإسلام !
ما دام ليس قاتلا ،، لن يكون سـوى حقيرا ، بثوب أمير !

بذرة صغيرة كانت مدفونة في أراض قاحلة ، و لكن انعصار السحب لتفرغ ما بكتلتها من امطار سقت تلك الصغيرة لتكبر فـ تتكتل بالثمار !


بالأمس عاد الفلاح ليعلم ما هو قرارهم ، و يحمد الله إن مزاجه كان هادئا ، فـ تقبل سؤاله بهدوء فريد الوجود ،، أخبره بإن الفتاة مخطوبة ، و لكنه لم يقل له ذلك سلفا !!!
فحادثة الخطوبة ليست الا وليدة لتلك البذرة الصغيرة ،، كم هي فكرة حقيرة التي إستفحلت على البقية لتصفع هذه فتركل تلك بعيدا عن طريقها ،،
فهي من تستحق التتويج بلقب الملكة ، هي ولا غيرها !
و بها سيحقق إنتقاما ينتظره لما سبق ، و ثأرا لما سيحل به ،، فـ ذلك القذر لن يكتف يديه بعد أن يلمح ثوب الطهر مدنس ،،
كم سينتشي وهو يراه ذليلا مكسور الجناح مطأطأ عنق الكرامة ليذبحه بذات الخنجر الاعمى نصله ،، وقتها سيكون الألم سيكون مبرحا !
أما هي ،، فعليها أن ترد الدين
فهي بالتأكيد تدين له بالكثير ،، و حان وقت الاسترداد ؛
و ما أفضله من دين يسد حينما تعلق دهرا بقيـد عـدو ، فحتى و إن عادت لحجر ذلك النذل ، ستبقى ابعد ما يكون عنه ،حتى أن تنقضي أجالهم

دلف البيت بعــد أن توصل أخيرا لحل يرضيه ،، و يـسترضيه
حكم عقلا تمرد كثيرا حينما اعترضت لفائفه عن ارجاعها ، فـ واقع الامر يحتم عليه إعادتها ،، بكل الاحوال هو لن يأسرها طيلة العمر ،، لن يوقف حياته و أشغاله أكثر
و إن علم أحدهم بوجودها سيـكون ما فعله دون جدوى ،
لذا عليه الإسراع بـ التنفيذ ، و لا قيد سيحكمه

ما إن اتخذ له احدى الارائك مقعدا إرتفع صوته لينادي جدته ،، تلك المسكينة !
فعلا بدأ يستشعر عليها إمارات تطور المرض ،، وهو لن يسمح لنفسه ان يكون سببا في إيلامها جسديا ،، يكتفي جدا بـ معاناتها النفسية إثر عناده و رأسه المتصلب

عاد بـ نبرة اكثر فخامة و سلطة يكرر نداءاته ، مذيل طلبه بـ ' خليها تجي وياااج '


أخرج هاتفه من جيبه ذاك ليستخدم الإلهاء وسيلة حتى يلبوا له نداه ،، قليلا ثم جاءت جدته لتقترب منه ، شاركته الجلوس بالمضن من الجسد ،، لتلج إبنة القذر فتقف قرب الباب بملل ،، أنصت لـ قوة صوتها وهي تتكتف : نعم ؟


بإلتفاتة صغيرة كان بإمكانه أن يراها ليرمقها بما تقفل به فمها من نظرة ، إلا إنه لم يفعل ذلك ، بل قال بضخامة حنجرته : هسة نطلع ،، فلبسوا عبييكم !


الإستنفار ولى بعيدا لتعتدل مسرعة وهي تهتف : راااح نرررجع لبغداااد ؟؟


هذه المرة أدار رأسـه ليتابع تخلجاتها بدقة و صوته يهمـس بكبر : لأ ،، رح نروح للجامع


تغضن جبينها لـ تنقل بأنظارها نحو الجدة مستفهمة ،، قابلتها المسنة بذات الإستفهام و سرعان ما استجوبت حفيدها : ليش يووم ؟؟ شعــندك ؟!


إستدار هذه المرة نحو جدته ليخرج صوته صارما : اوراقها كلها عندي ،، و راح اخذها حتى نعقـدلها


لتصم الجدران ذبذبات شديدة الأثر و متكررة عقب صراخها الغير مستوعب لهول المصيبة التي تفوه بها : نعععععم ؟؟ والله ما ارووح لو على قص رقبتتي ،، لو هسة تذبحني هم ما اروح ، أحنننة ما اتفقنا هيجي ، مستحيييل تسويها و تنهي حياااتي و ما رح اسمحلك لإن مو بكيفك

عديــم القلب هذا سيحرقها يوما بقلة إنسانيته ،، و كإنه رجل آلي لا يفعل سوى ما يأمره عقله الخبيث ،، فلا حيز متوافر لتسكنه المرهف من الأحاسيس البشرية ،

ثبت كفاه على ركبتيه ليستقيم مع زفرة حارة منبثقة من أنفاسه المتبجحة ، فهي لا تفعل سوى الإنزواء بأصغر الدهاليز الداخلية ، و كإنها تعلقت بحب أنسجته و تجد المغادرة عبء ينهيها ، لذا هاهو يقذفها بعيــدا عنه بلا اهتمام يلمس ، أوهكذا حال أحبته ؟!


لم تخطو خلفا ، و تماسكت رغم سطوة جثته التي ارعبتها فعلا ، خرج تحديها مزيـن بفطرة نسائية من العناد : مرح تخوفني بشي ، قتلك شأسوي ، والله اقول للرجال عن الموضوع كلـه !


و تهدد أيضـآ ،، لأمر ممتع هي الحرب مع أنثى تستأجر القوة المزيفة لبعض الوقت ، فتفر تلك هاربة حينما تصدم بـ شبيهتها الحقيقية ؛
رسم بإتقان إبتسامة جانبية حول فمه وهو يشد حروفه لتصلها بأقوى حلة : تقولين المن ؟ للي يااخذج ؟ ماااشي قوليله مو مشكلة


كم تود النفاذ بجلدها قبل أن يزهق مشاعرها نحوه بيديه ، سيخنقها يوما بالتأكيد ، و لكنها ستحاول الفرار قبل أن تتم الجريمة هنا ، عندما يكون ما يزال جزءا لا يتجزأ من حياتها المتعكرة الصفو ؛
تمسكت بعروة النجاة من سجنه الظالم و هي تهدد بسبابة يمينها : أني مو لعبــة يمممك ، و الاتفااااق خلص ،بححح ،، مااكو شي يمنعني ارجع وحدي


ليشخر هازئا و انظاره تتمحور حولها ، إلا إنها لم تدنو من قدها ،، افلت الكلمات بجدية ساخرة : يللا رجعي ، إذا صدق مسوية نفسـج طرزان رجعـي ؛ و مو بس تخافين تدقين علية .. دقي على هذاك الكلب الي تحبيه ، إبن عمج البطل ، خليه يجيج ، يلللاااا !


صرخته الأخيرة دفعت بها لتنكمش بخوف ، نظراته لم تكن جدية المحوى ، لن يتركها لتذهب بمفردها بالطبع لن يجرؤ ، فـ جهاز تحكمه الآلي لديه الكثير من أزرار الشهامة المتفعلة أوتماتيكيا ، !

عادت لتتسلح بعناد الانثى : ما اطلع ،، مثل مجبتووني هنا رح ترجعوووني


هنا فقــط تحدثت المسنة بضجر : ترة مللتوني و طلعتوا روحي ،، كل يوم عركة و بالاخير كلشي ماكو ،، ' أني نير و انته نير و منو يسوقلنا الحمير ' و رح نبقى هيجي إن شاء الله ؟
نير ' متصلب الرأي . عنيد '


مجمل حديثها كان يدعو لرسم إبتسامة فوق الشفاه ، فقولها لا يدل سوى على إستصغار شجاراتهم العاقر دامها اعتادت اللا نهاية مما يجرانها عنوة على سماعه و التدخل به ، لذلك إرتأت الصمت ، و حضورها لن يتعدى منعها لوجودهما منفردين !


لتشير لها الفتاة : بيبي دخيل الله احجي وياااه ، عزززة ، مو بكيفه يزوجني ،


ليستمر بـ لا مبالاته : أوراقج يمي ، و أقدر اجيب اي بنية تغطي وجهها و توافق على الزواج قدام الشيخ


لترتعد فرائصها ، تشوهت حروفها و هي تهمس : لأ ،، بـ ـآطل ، واللـ ـه


ليطمئن شياطينه قائلا بجزم : لا مو باطل ،، و بعدين انتي عرفتي منو رح يعقد عليج ؟


جف حلقها وهي تقرر بسرعة ما ستفعله ،، أ تقتله أم تقتل نفسها ؟ عليها فعل شئ قبيل ان يدق بـ فأسه رأسها !
و كإن هنالك ما ينقصها ، لتتحالف النفسية مع الجسدية من الألآم حينما شعرت بتقلصات اسفل بطنها و بجانبي الظهر ،
مرحبا بتلك الإلتهابات مجددا ، يبدو إن صومها ذاك رد عليها بالمرض كعادتها !

هو أردف بعد صمت ، و هذه المرة ثبت نظراته نحوها : إذا تريدين تشترين حريتج ، تجين هسة وياية ، و تقبلين على الزواج ،، و اخذيها مني وعد ، نهاية الإسبوع انتي ببيتكم !


المقابل شديد الاغراء ، رغم إنها لا تمتلك دهاء النساء ، إلا إنها ليست بغباء الاطفال ، فـ تساءلت بـ سرعة و حدة : تزوجني و بعدين ترجعني ؟ لععد ليش هاللفة كلها ؟ رجعني و فضها ،، و أصلا منو قلك الناس لعبة ، منو يقول الرجال رح يعوفني ،؟!


رفع كف يمينه ليستشف الحرارة بها وهو يثبتها فوق عنقه ليدلكه برفق ، نظراته كانت متمركزة نحو نقطة على الأرض ليقول بصوت شارد : يمكن يغير رأيه ، ليش لأ

و قبيل ان يستمتع بصراخها اضاف : بس اني دا اقلج ، أخذيها مني كلمة رجال ،، الخميس انتي ببيتكم ، ها ؟ ترة انتي الربحانة بهالاتفاق


تكاد تجن ، أ تشتري حريتها منه بـ دخولها قفص اخر لسجان لا تعرف عنه شيئا ؟
أ باتت عودتها لأهلها بهذا العسر ؟
يارب ، خذ بيدي فلقد اخذ مني التعب مأخذه ، و لا طاقة لدي للمضي في دروب جررت لأسجن بها كـ شاة منتزعة الصوف شديدة الخوف !

استجدت التماسك و كان لها ، ولكن بـضعف واضح : عززة ،، ماكو هيجي شي ،، الله يخليك اعتقني لوجه الله ، ' بنبرة ذليلة إستطردت حينما ادركت خطر الاسلاك الشائكة التي دنت منها ' علـ ـ ـي والله العظيم تعبت أرحمني !


لم يكن بوسعه الحديث كيفما يشاء ، فجدته هنا ، و عليه ان لا ينسى ذلك ، و لكن تلك النبرة أزعجته
فهو اعتاد العراك المستمر ،،و لا يعجبه الرضوخ ، هذا ما فكر به حينها !
لمس في نفسه غيظ ليرد : انتي رحمي نفسج و وافقي


لـ تصرخ هذه المرة غير مصدقة : شنوووو ؟؟ تريد تخبلني ؟ أواافق اتزوج واحد عمري مشايفته ،، و ما اعرف مصيري ويااه ، ومنووو قال يرجعني لأهلي؟!


هز رأسه بهدوء و هو يعود ليجلس و كإنه شعر بأن للحديث اطالة : يرجعج ، أخذيها مني


لتقاطع المسنة صمت الحيرة الذي كفنها بـ : علاوي و منو هذا بيبي ؟ منو يريد البنية ؟ ولييش رايدها و بعدين يرجعها ؟


تصلب جسـده بأكمله إثر كلمة ' يريد ' ،،
انها خاطئة ،، و من المقرف ان تنسب له ، فهو لا يريد سوى إحراق والدها ثأرا .. هذا فقط ما يريده و ينويه !
دمه الذي فار في عروقه دعاه لـ إسراع وقت الحقيقة ، حيث أدار بوجهه نحو الجدة ليجيب بـ ذات إسلوبه الهازئ ، مع الكثير من الغموض : أني ،، لازم اعقد عليها

ليكمل بفلسفة كاذبة هدفها إقناع جدته التي وسعـت عيناها بصدمة : و قبل لتقولين شي ،، دا اقلج لازم لإن اذا رجعت لأهلها رح يحرقوها لحدما تقول وين جانت ، و على يا اساس مقعديها يمنا؟ على الاقل أذا اجوا و سألونا نقول جنا عاقدين ، و بعدين الله كريم !


تهادى له صوت ضربة ما ، فأنزل برأسه قليلا ليلمحها بطرف عينه تستند بظهرها على الباب ، لم يحاول قول شئ ، تركها لتستوعب الأمر قليلا

و لم يتفاجئ حينما تحركت بعد حين نحو الباب المؤدي للحديقة هربا من وجوده ،، او بالاحرى لتدعوه من اجل حرب طاحنة بعيدة عن انظار و أسماع المسنة

كان الضيق قد خط خطوطه المتعرجة فوق جبينه ليقف منتصبا ،، جاءه صوت جدته النافر : انتتتته من كل عقلـك ؟ ترييد تااخذهااا ؟؟ إنتتته تعررف اصلها من فصلهااا ؟؟
عندما هم بالحراك وقفت بتعب لتصرخ وهي تشعر بانهيار طاقتها : ولك وييين موووولي ؟؟ اوووقف و فهمننني شلون تااخذها وانته تدري وراهه مصيبة تروح بيها رقب و تنهدر بيها دماااية ،، عليييييي


ظهره كان يواجهها ، زفر بـضيق ؛
هذا ما كان ينقصه ،، صداع يأتيه من جدته المرعوبة ،، استدار واضعا احدى يديه في جيب البنطال ليهمـس بـ ' أعوذ بالله من غضب الله '
قلب عينيه بملل من محاضرتها التي كان متأكدا من سماعها قبل إقدامه على تلك الفعلة ،،
طال حديثها و كثرت إستفساراتها و هو لم يكن الا نسخة أخرى لـ أبي الهول ، !
في النهاية قرر ختم جدالها مع ذاتها : بيبي البنية اعرفها ، و اعرف شنو هية ، و لتحاولين تمنعيني ، لعد تريدين ارجعها و يكتلوها ؟؟ عود ترجع و اطلقها انتي معليج بالموضوع و لتفتحيـ ـ ـ


ضغـطت فوق صدرها لتهتف به : اكل *** ،، إنتتته محححد يقدر يقلك لأ ،، عبالك انته الجبير ،، ولك خلي حرمة لشيباتي ،، و هالشغلة متسويها لو على قص رقبتي


أشار لها جهة المطبخ قائلا بإبتسامة بآهتة : إخذي سجينة حادة حتى بسرعة تقصيها


لم تستطع اتمام الشجار فـ ها هو يتقدم نحوها ليقبل رأسها على حين غرة .. لقطات مسروقة من بشريته بإمكانها سل الغضب بعيدا ، فليس لها القدرة على سحق قلبها الحنون

تركها ليخرج بخطى تـدلك الارضية لبطئها ، تاركا لتلك الفترة التي تحتاجها حتى توافق على قراره !
فلا مجال لها لترفض ، قدم لها المفتاح لفك اوصادها ، ولكن عليها الدنو قليلا لتلتقطه !





؛






وإني احبك ..
لكن ..
أخاف التورط فيكِ .. التعلق فيك ِ .. التوحد فيكِ

وإني احبك
فقد علمتني التجارب ..
أن أتجنب عشق النساء ...
وموج البحار ..




لـ نزار القباني




اقف خارجا و انا بالكاد استطيع ان استقيم ،، فـ جسدي متكأ بكامل ثقله على الجدار و الدوار يعمي بصري ؛
لا اعلم ان كان ما قاله من وحي الواقع ام خيال هو ، لكني متأكدة بإنني سأفقد عقلي ان لم اجد احدا يسلفني الصبر و القوة ؛
و هذا ما دعاني الى المناجاة بصوت جهور بغير ادراك حسي : ياااااارب ،، يـــآآآرب !


شعرت بقلبي و كإنما يقفز من موضعه ليصطدم بالجدران المبطنة لصدري فيعود ليرتد مكانه خائبا ،، لم احتج الى الذكاء الخارق حتى اكتشف إن الجاني قد اقترب ،
إنكمشت لا اراديا و تيبست الدماء بعروقي و انا اراه يلج الحديقة ليتقدم قليلا نحو الامام حتى تمركز امامي ؛
كنت لا ارى سوى قفاه ، و رغم ذلك كنت اشعر بنيران تشتعل به لتلسع جسدي السنتها ،،
آه و كم تمنيت حينها احطم رأسه المتعجرف ، الحقير ، فقط لو اعلم غرضه و ما يصبو اليه بإقتراحه الخبيث كـ هو !

تلك المتيبسة من الدماء قد تهشمت اثر حروفه اللاذعة : سمعي زين ،، اني مال اعوف ابوج بدون لا احرق قلبه كذب ،، و لو عندج اخو جان والله العلي العظيم معفته بحااله ،، بس المصيبة كلكم بنااات و رد الدم ثقيل ،، بس هذا ميخليني اهدى و لا يطفى ناري ،، أبوج لااازم يتعذب !

ليشخر بسخرية طفيفة وهو يردف : و بما انو حضرتج اقرب شي جوة ايدي ،، فانتي رح تكونين الدين الي لازم يسدده .. ' بعد صمت إستطرق ' يعني ،،، نعقــد ،، و تبقين كم يوم هنا لحدما ارتب شغلة لينا و بعدين ارجعج


كلمة واحدة هي ما نطقت بها : و بعدين ؟!


حرك قدمه اليسرى قليلا ليعود فيثبت ، و بصوت ملئ بالفخامة أجاب : و لا شي


كررت : و لا شي ؟


إستدار ليوضح : مو سهلة على ابوج بته تتزوج من وراه ،، و تهرب وية واحد بنظر العالم طبعا ،، و بعدها ترجعله معلقــة ،، و تبقى هيجي طول العمر لا بسما و لا بقاع .، لا و فوقاها مهزومة بيوم عرسها لإبن اخوه ،، ترة مصيبة .. صح ؟


هبط فكها السفلي لتهرب منها الحروف برخاوة و تلك المقلتان اصبحتا كـ بركتان بعد غيث غزير : و حياتي ؟


رفع كتفيه بلا مبالاة و كفاه يختبئان في تلكما الجيوب الثابتة على جانبي البنطال : هذا الموجود ، يعجبج يعجبج ميعجبج فأني راااجع لبغداد باجر و انتي هربي انتحري احترقي شتسوين سووي ،، بس لتصيحيني من تعثرين ،، بعد معلية لو يحرقون اهلج .، كفيت و وفيت وياج و بقت يمج


بصدق إستطرقت : تعرف هيجي شيصير بسمعتي ؟


ببساطة اجاب : أصلا سمعتج خربت من زمان ،، و اتوقع الزواج حيحسنها ميصقطها ' يخربها '

استطرد بنفور : و صدق ترة جان اقدر اجبرج تاخذين ابو جاسم ، بس مرح يفيدني ، أني اريد اذل ابوج ، و هذا رجال فقير من البداية رح يعوفج و يستسلم لإن وراه كومة لحم برقبته ، أما اني فما عندي شي غير ابوج !

كم هو حقير ، يود إذلال والدها و يفخر بقوله ، تود تمزيقه و لكنها لن تفعل سوى التمسك بما يحاكيها به عقلها ، فلا مجال يسع العواطف الآن ،
عليها مجاراة سفالته
تبا له من رجل ، تبا !

حاولت إبتزازه بـ : و لينا ؟ متخاف عليها ؟


بنبرة باردة اجاب : لينا رح تتزوج ، يعني ماكو شي لا وراية ولا قدامي


ادارت بوجهها نحو اليمين لتقول بعزم آني ، فلو تأخرت قليلا قد تتراجع بهلع : ماشي ، بس اوراقي جايبها ؟


تخشبت عضلات صدره فـ بهت لونه لقلة الاوكسجين المستنشق ،، إمتلاء جوفه بغازات عليها ان تطرد جعله يختنق ، فسعل بصوت ضخم افجعها ليشير لها نحو الباب الداخلي : موجودة ، يللا لبسي عباية و خلي بيبي هم تجي دنروح

إستطرق قبل ان تختفي : و شمتحجي لتجاوبيها ، خليها مصدومة هسـة


ما إن خلا منها المكان حتى إستوعب ما قالت ،،
اهذه ذاتها التي هددت و وعدت حين أخبرها بخطبة محترمة من قبل أبي جاسم ؟
أ نفسها التي تحججت بكل بجاحة بحب إبن عمها النذل ؟

أ هي ذاتها هذه الراضخة الراضية ؟
أيعقل ؟!
لقـد أدارت بدفة تفكيره نحو شواطئها ، فلم يعد هنالك غيرها لـ يستولي على اساطيله !





.
.
.







أكملت تنآولهآ لقطعتين آلشُوكلآه وهي تشعر بآلكثير من الإنتشآء .. حآولت عدم آلتفكير بشئ ، فـ ليس هنآلك مآ يستحق ارهاق خلايا المخ ، ليس الآن على الأقل ، فهنالك من الوقت اطوله . .و من المصائب أعظمهآ في الإنتظآر

تفآجأت بتلك المكآلمة الغريبة لـ رقم بعيد نوعآ مآ ، !
" أية " ..!
لآ أية تعرفهآ و تحفظ رقمهآ غير أخته ، مآلذي توده إذن ؟!

رفعت الخط بوجل قليل و هي تمسح بمنديل أطرآف أصآبعهآ من تلك البقع آلبنية ،، خرج صوتهآ هآدئآ كعآدته : ألو ؟؟


ليصلهآ صوت الفتاة : هلوو لين شلونج عمري شخبآرج ؟؟


بذآت الوجل أجآبت وهي تستشعر شيئآ خلف المكآلمة : حيآتي الحمدُ لله .. و إنتي شلونج ؟ خآلة و البنآت شخبآرهم ؟


لـتجيبهآ برقة : الحمدُ لله زينين ، آمم .. لين حبي إنتي هسة موجودة ببيت عمج ؟؟

آلتقطت أنفآسها بقلق : إي حبي موجودة .. خير ؟!


عآدت رقة أية لتنآغي أسمآعهآ : كل خير عمري .. بس هسة مآمآ جآيتكم .. همم يعني ياريت تحضرين نفسج لإن تستحي من بيت عمج و متعرفهم


إنتصبت بسرعة و صوتهآ يتقطع : هـآ ؟؟ أأآآ .. . .آووكـ..ـي . .مليوون هـ..ـلآ ، منتظررررتهآ ، بس أول متوصلون سويلي مسد كول


لـ تقول أية : حبي بس هية و عمر جآيين .. إذآ هآي عمر يدق عليج لأن هية يمكن مخلصة رصيد !


إفلتت أنفآسهآ بعجل و هي تغلق الخط بعد القصير من السلآم ، لـ تشعر بتقلصآت معدتهآ تلويهآ ألمآ ،
مآ هذآ .. ؟!
إنه مزعج !
تبآ لك عمر و لكل مآ يتعلق بك و بـ رفيقك الأحمق المسمى بأخي ،
أنتم سبب بعثرتي هذه !

مرت الدقآئق ببـطئ لم تعتآده قبلآ وهي تنتظر مصير يُحآك لهآ بـ سنآرة علي ، و كرة عُمر الصُوفية ، و بيدين متجعدتي الجلد لوآلدته ،
أعطت خبرآ لزوجة عمهآ و بنآتهآ ، لـ تدلف المطبخ بغية تحضير بعض العصائر و المعجنات ، والقلق لم يتوارى خلف اي ستار ،، بل كان مكشوفا لكل من يحاكيها





؛







لم أستطع أن اكون طبيعية بنسبة واحد بالمئة و أنا اقابل والدته بمفردها ،، كان الأمر شديــد الوجع لقلبي ؛
شعرت بنظراتها المتهمة ، رغم صوتها الحنون الذي اعتدته في اللقاءات البسيطة ،، نعم ، أنا أكذب ،، رغم قولي بإنني لا أهتم بمن يعلق على بشاعتي في تلك الصورة فأجدني اخشى سماعه ، بل و رؤيته حتى

كم هو مقيت موقفي ، فأنا قاتلة مع سبق الإصرار لروح زينب ،، و لكنني لو كنت مكانها لفضلت ان اقتل الان على يد احدهم بدلا من ان انتحر مستقبلا على يد ذاتي !

زوجة عمتي و ابنتيها لم تجلسن معنا طويلا ، فـ ذوق الضيافة من شيمهم ،، فعلموا ان هنالك ما يجب ان يقال بيننا و على انفراد
الخمس دقائق الاولى كانت بمثابة حز نصل السكين لذبح خروف العيد امام مرآه !

بعد تلك المجاملات دخلت هي بصلب الموضوع بطيبة من شيمها : لينا امي ،، إنتي اكيد عندج خبر من علي عن الموضوع الي جاييتج بيه ،، حبيبتي انتي ، والله العظيم و ما الج علية حلفان لو ابني مخاطب جان الفرحة مشالتني ، بس انتي لازم تقدرين وضعي ، أم حسن صديقتي ، و اني هسة الاحراج دياااكلني من ورة الموضوع بس شسوي ؟ كلها قسمة !


ازدردت ريقي بصعوبة و انا اجيب : خالة ، أني ما رح أأثر على حياتهم ،، و اللـ !!

فوجئت بها تسكتني بـ تنبيه اخافني : أبببببد لتقولييين هيجي ،، و حلف بهالموضوع لتحلفين ،، إنتي متعرفين شصاير باجر عقبه ، إحتمال كومة اشياء تتغير


ارعبني قولها و لكن بدا علي التماسك و انا اردد : لا خالة فدوة لعينج ، أني اصلا محاطة الزواج ببالي ابد ، بس الوضع حسااس و انتي اكيد تعرفين كلشي ،، و ياريت اذا تقوليلي بالضبط شنو ردة فعل زينب و اهلها ؟ خالة عيوني والله مابية حيل مشاااكل ،، هية مرته و من حقها تعرف انو اني وياه ماكو بينا شي غير الورقة الي تسمحلي قدام رب العالمين ابقى يمكم

لأستطرق بصوت متآكل الأطراف : ولو اعرف انو رح اخربط حياتكم كلها ،، والله خالة اعرف و مستحية حيييل ، بـ ـس ،


توسلت الدموع ان تقاوم قليلا و تطيل انفاسها الخجلى لئلا تفضح قلة حيلتي ،، لكنها رفضت و قررت الوشي بي ، خائنة هي !

ابتسامة صادقة ارسلتها لي والدته وهي تناديني لأجلس بقربها : أمي تعالي يمي

و حالما نفذت طلبها شعرت بذراعها الدافئة تلتف حول كتفي لتقربني لها اكثر وهي تكرر على اسماعي : هالحجي ما اريد اسمعه ابببد ، لين إنتي بنتي الرابعة الله شاهد ، أو نقول الخامسة لإن زنوبة همين فدوة لعينها تجنن ،، بس انتي غير ،، يمعودة متتذكرين شقد جنتي وكييحة من جنتي صغيرة ؟ و منو ساعد ابوج الله يرحمه بتعليمج انتي و المرحوم مصطفى الصح من الغلط غيري اني ؟


أن تنسب رحمة الله لأعزاءها الشهداء شئ محرق للأوصال ، تحشرج صوتي و انا أرد بضعف : أعرفج خالة ، وين اكو مثلج ، بس .. رح أضوجكم والله ، و أني متأكــدة ، اكيد محد رح يتقبلني من البنات واني بنظرهم بقت اخوهم من مرته ،، بس تحملوني شوية ، بس شوية والله يفرجها !


أن أتعرى امام احدهم من ثوب الكبر و البخترة لهو امر اقرب الى الكوابيس ، إلا إنني فعلتها اليوم و لا أعلم هل لـ قلب هذه المرأة دخل في الامر ؟!
اتراي رغبت بـ تزيين صورتي المشوهة بإطار من ذهب ؟
علي أجتذب احدهم !

شعرت بيد والدته الحانية تمسح فوق رأسي لتهمس بـ نبرة التهديد السابقة : هالحجي بيني و بينج بس ، و محد رح يعرف عنه ،، إنتي ملازم تحسسين احد انو هوة متفضل عليج ، إنتي حتصيرين مرته لعمر ،، على ورقة على كتاب على اي شي ؛ مرته مثل زينب ،، و الكل لازم يتعود على الفكرة ،، و اني اول وحدة احتاج اتعود

لتسكت برهة فتكمل بعدها : ليش اكذب واقلج اني راضية ، لا والله يا امي ،، اني الي ما ارضاه على بناتي ما اقبله على بنات الناس ،، بس اهل البنية و هية موافقين ،، فهاهية ، إن شـاء الله التساهيل من ربج ، و بالنسبة لخوات عمر انتي تعرفيهم ، و علاقتج بيهم حلوة ،، أني حفهمهم سبب الزواج ، بس هذا مو يعني انتو لازم تحددون حياتكم بدون تجربة ، لينا امي ترة نية الطلاق من قبل العقد حرام ،، فلازم تشيليها من راسج و تحطين ثقتج برب العالمين انو هوة كاتبلج الصالح ان شاء الله

لتجزم و انا ابتعدت عنها قليلا و قشعريرة أمست تسري بأوردتي : و ترة عمر خوش عمر ، مو لإن هوة ابني بس هذا الصدق ، عمر ينحط على الجرح يطيب ، و ترة ما رح يأذيج و لا يأذي زينب ، و هوة مو اول من تزوج اثنين

و كإنها تنوي أيصال فكرة ما ؛
كـ إحتمالية تحول الزواج لـ واقع ؟ هذا مستحيــل ،
فـ أنا لن ارتضي بناء حياتي فوق حطام احدهم !

و ما مصيبة الزواج الباطل تلك ؟ يا الهي ، رحماك
اصريت على موقفي : لا خالة دخيل الله ما الي حيل اشيل ذنب بت العالم ،، خلي رجلها الها بالعافية و الله يهنيهم ،، و اني ممحتاجة منكم غير تتحملوني كبنتج و أخته لعمر !


لم افهم سبب نظراتها الآن ، و كإنها عادت لتلقي اللوم على كاهلي ،
سحقا لك عمر ،، من أين آتيت لتعبث بتماسكي كيفما شئت و ها انا اقف امام والدتك معصوفة الوجدان ، مشققة الفؤاد ضعفا !

و سحقا لعلي معك ، فلن اسامحه يوما على كل ما أجبرني الخوض به ، أبـدا !








.
.
.






يا لَيتنا لَم نَلتَقِ

وبَقيتُ طُولَ العمرِ أبعدَ ما أكونْ

يا لَيتنا لَم نَلتَقِ

مجنونةٌ

وإذا بقلبي مِثلَها مجنونْ

مَن ذا سيُنقذُنا معًا

"روما" وراءَ حريقِها "نِيرونْ"

وأنا وأنتِ كألفِ "نيرونٍ" معًا

في كلِّ شيءٍ نحنُ متَّفقونْ

لو أنَّنا لم نلتَقِ

ما كنتِ أنتِ ولا أنا سأكونْ

لـ : عبد العزيز جويـدة







لا تسألوني عما فعلته ، أعلم بأنني قـد اقدمت على عبور عتبة الجحيم الدنيوي بتوقيعي على تلك الورقة ،، مزوجة نفسي لـ رجل اعرفه و لا اعرف عنه شيئا !
أقدم ذاتي بذاتي لـ غريب عني
فأغير لقب البكر الى متزوجة !!!
أ جننت ؟ نعم قد أكون فعلت ، بل بالتأكيد
كيف سأعود لهم بعد فعلتي النكراء هذه ؟
و لكن ما كان علي ان افعل و ليس امامي خيارا اخر للعودة لكنفهم !

هنالك الكثير من العصافير التي تتشاجر بمعدتي ،، هذا ما اشعر به و نحن في طريق العودة للمنزل الريفي الصغير ؛
لكن لكل عصفور هنالك منقار ،، و به بدأ يمزق بطانتها الداخلية لأشعر بطعم الدم و رآئحته ايضا !

طيلة الطريق كان الصمت يخالج الجميع ،، فـ جدته أكيدة انا بكونها تعايش الرفض الأخرس
اما صمتي فـ هو لصدمتي مني
و بالنسبة لـ سكوته فلا اعرف ما يكون وراءه


لم اظن و لا بأبعد خيالات المراهقة او حتى الطفولة ان اعيش مغامرة كهذة ، و ها انا قد فعلت !
تجرأت و اعطيته قيدي ليضيق الخناق حول عنقي اكثر ، و لا أظن بإنه سيكون منصفا و لو للحظة بحقي
و لكن لا يوجد حل امامي سوى هذا ، فسعيره لن تخمد يوما ، و إن كنت انا حفنة التراب التي ستقضي على القليل من الالسنة سأكون ممتنة للأمر ، فلا فضل لي عليه .. بل هو من تملأني افضاله من قمة رأسي حتى أخمص قدميي !

ما إن وصلنا نزلت جدته حانقة لتغلق الباب خلفها بـ غيظ وهي تتذمر من كل شئ حولها ،، سبقتنا للداخل و في الحقيقة انا من فضلت التباطؤ بخطواتي
عندما ترجل بعدي قال بحدة صلبت عضلات كتفي : صبري هالايام على بيبيتي ،، مبقى شي و نخلص منج !


لم اعطيه بالا و انا الج لحديقة المنزل و جسـدي ينتفض من قرب صار يدنو اكثر من الطبيعي !
و كإنني صفعت بكف عملاقة لأصحو بعد فوات الاوان على جريمة إرتكبتها بحق نفسي و اهلي
كيف طاوعته على قتل والدي ؟
بل و على اجهاض جنين السعادة في رحم حياتي ؛
لأتبعها بعملية إستئصال جزئي لذلك الرحم فلا اعلم ما ينتظرني بعده من اجنة قد تنجح في المقاومة بداخل رحم مضمحل !

قبل ان ادفع بالباب الداخلي اتاني صوته متمردا على كافة الحدود التي وضعتها لمشاعري ما إن سجلت نفسي بإسمه ، ففاض قلبي خوفا من مجهول رميت به : يكون احسن تحبسين نفسج و متشوفينا وجهج منا لحدما اروح


أ زادت معايير الوقاحة لدية ام يتهيأ لي ذلك ؟
ما به لا ينفك عن قذفي بأبشع الكلمات و بنبرات مشمئزة ،،
يبدو إنه يفهم رضوخي ضعفا ،
إستدرت لأحاول منعه من التطاول اكثر ،، و انا اشعر بـ الدوار يجتاح كياني بعواصف : أوامر ثانية حضرة الدكتور ؟!


الوقاحة قد إستفحلت لتشمل نظراته ،، ما به ؟
أ يعقل أنه ينوي قتلي ؟! و هكذا سيفعل ما يشاء فهو زوجي !
لطفك يا الهي ؛
ما الذي قمت به ؟
الدكتور علي ..اصبح زوجي !
ذلك الشاب المندفع بشهامة فريدة بين أقرانه ،، هذا الذي استحال رجلا بـ شكلا مهيبا و طلة مرعبة !!
هذا الوحيـد الذي إستطاع أن يضرب على نافذة قلبي بحصاة صغيرة فيحطم زجاجها ، ليتسلل بخفة السارق لداخله !
غير آبه بدمائي التي أريقت بخدوش ذلك الزجاج ؛
هذا الاناني المستبد و المتغطرس !

يريد تكبيلي بيديه مدى الحياة ، فقط لإغاظة والدي ، و إهانته !
والدي .. أ وتصدقون بإنني بدأت امل من دور المحاماة ،، و حمدا لله انني لم امارس المهنة على الصعيد الميداني ، و لا أظنني سأفعل
فبها سأرى كافة الناس من مذنبين و مظاليم ، و انا فعلا لا اجيد الدفاع ان كنت مؤمنة بخسارة القضية !

سئمت حديثه عن والدي بتلك الطريقة لدرجة انني بدأت أترك له الساحة كي يستمتع بسبابي عسى أن يهدأ ،، و لكن ما يحدث لا يزيدني سوى تأكيدا بإنني قد رميت بجسدي تحت عجلات مركبة عسكرية ضخمة !
ستدهسني لا محالة لتصيرني طبقة خفيفة تلتصق بـ أرض الواقع الأغبر

أنا و هو لا نكف عن اللعب ،، و لا أعلم إن كان هنالك نهاية لتلك التسلية المرة ؛
لم يهتم لسخريتي و أشار نحو الخلف قائلا بإقتضاب : فوتي


و قبل أن استدير ضاقت نظراته وعيناه تسمرتا ورائي لتفلت مني نظرة رعب سريعة : شكـ ـو ؟


رمقني بنظرة خاطفة و عاد بإنظاره حيث كانت فوصلني حينها نبرة الجدة تشتعل بالخصام : بعد ميحتاج ابقى يمكم محرم ، رايحة لبيت سلام شوية و اجي !


منزل ولدها لا يبعد بالكثير ، فالجدران تلتصق ببعضها ؛
لم يحاول ان يعترض وهو يراها تتحرك بكيس الدواء الخاص بها و الذي يبدو إنها دخلت توا لتأخذه ، من الواضح إنها ترغب بالمراضاة !

آثرت الصمت و انا اشعر بقلبي يتقافز مجددا ،، فـ لم يكتفي بتلك الاورام التي حصل عليها إثر إنعكاسه بالجدران تارة و الاضلاع أخرى
قلبي الأحمق !!!!
بل قلبي المحظوظ ،، فـ ها انا اكتب بإسم من مزقتني حاجتي اليه !
أ أحبه ؟
بالتأكيد ، إلا إنني لم اصل لمرحلة العشق ، و قربي منه لن يفعل سوى ركلي بقدم ذلك الجائر حتى أسقط بتلك الحفرة الحالكة الظلمة ،، أصرخ فلا مجيب ، و أنتحب و لا سائل !
لأشتاق ولا ملبي !

كيف سأظل معه بمفردنا ؟
يا الهي ، إني اخشى على نفسي ضعفا لا حيلة لي على إخفاءه
فـ أنا لا ادري ماهي نيته . و ما خطوته القادمة ، و لم يتحدث مطلقا بشأن ما سيحدث بيننا ، أو ما لن يحدث ،، و لكن علي ان أضع فوق الحروف نقطها من الآن ،، و إلا سأخسر أبي برصد حاقد

تمسكت بزمام القوة وانا ادلف قبله ،، ليتبع خطواتي حتى اغلق الباب خلفه بجلبة جعلت جسـدي يقفز بخفة و بلا شعور


تحرك نحو الاريكة بكسل وهو يأمر بعنجهية : ميت جوووع سووي زقنبوت !


بادرت بالتأنيب الجاف : إحتررررم نعمممة الله قبل لتطير من قدامك ، غيرك ملاقي ياكل


رفع حاجبه الأيسر ليرمقني بشر احمر : شنو ؟


لم تكل عزيمتي و انا اكرر : الي سمعته ،، ' إستطرقت مغيرة لدفة العراك نحو وجهة اخرى ' وبعدين انته قلت متريد تشوفني فرح اولي للغرفة و انته سوي الي تريده


ليجيب ببساطة متناهية وهو يجلس بـ كسل : لعد شكو اخذتج ؟ غير مرة تشوف احتياجاتي ؟


أ لم اقل بإنه وقح جدا هذه الليلة ؟
رفعت كتفيي بـ سلاسة : لأ طبعا ، الي صار بس حتى ترجعني لأهلي ، و رجاءا لتحاول تخرب علية الهدوء العايشته ،، خليني بهالجم يوم اخلص من وجع الراس


ليرفع طرف شفته بسخرية : لا ؟ ما شاء الله طلع لسانج ، و الحمد لله هسة اقدر اقصه من غير ما احد اله حجاية وياية


بحدة و إستنفار رددت : حتى أكسر ايــدك !


نعم تجاوزت ، بل كثيرا ،
و لكن ليس لتلك الدرجة التي تدفعه للانقضاض علي بخطوتين فيقبض بكفه الكبيرة فكي في محاولة خبيثة لتهشيمه
لفحتني انفاسه الحارة وهو يهمس : هالحجي وين جان قبل ؟ شو جنتي فاااارة خايفة ،، هسة ناوية تطلعين على حقيقتج ،، فعلا العرق دساااس ،، و الماعنده اصل متصيرله جارة ' حل '


حاولت إبعاد كفه بكلتا يديي و لكنني فشلت و شعرت بالمقل تتنازع في فيضاناتها ،، فترطب تلك الخدود العطشة ،
فلتت مني شهقة عسيرة بسبب ضغطه و انا اتوسل الله ان يرفق بي ؛
نظراتي شتتها بين ازرار قميصه و الوانه ،، و انفاسي الأخرى تتلاحق رعبا و شعورا بالضيم ،، همس بفحيح و هو يشد من قبضته : لو بيدي هسة اخنقج و افرح قلبي ، بس تعرفين ،، مرتي غصبا ما عليها تتعدل ،، و تنسى منو ابوها لإن العرق البينكم مقطوع على ايدي ان شاء الله !


إنتهى شحن الصبر على الوجع لدي ،، فتوسلته بضعف : كـ ـافي ، و الله يـ ـ ـووجع


شعرت به يخفف من قبضته لتتلاشى تدريجيا و صوت انفاسه يتعالى و هيأ لي إن عضلات صدره ستنفجر بوجهي لتشوه ملامحي المجهدة !
أبتعدت خطوة للوراء و انا اتمرد على الخوف و يميني تمسح اثار الفيضانات : هاااي اخرر مرة اسمحلك تمد ايدك علية


و كإنني اشعلته مجددا ،، فلم اعي الا و ذراعي على وشك ان تقلع لرفعه لي من جانبي الايسر : اذا تريدين ابتلي بيج و ادفنج هنا عيدي هالحجي


عادت الدموع لتملأ المآقي و عاد هو ليتركني بشئ من العنف

تحركت مسرعة نحو المطبخ و انا أشعر بحجابي يخنق أنفاسي ، لو كان الأمر بيدي لتركته يزأر حتى يرهق ، من غير أن افعل له ما يود !

يارب ،
ما الذي أقحمت نفسي به بوعي غير مدرك ؟
لقد نبشت قبري بنفسي ،، سـ أدفن حية
و إن رحمني والدي فـ هشام لن يفعل ، بل سيتشدق بإنتقام يصلني انا ايضا !
فلست سوى ابنة عمه المتكبرة التي علقته ذليلا لأعوام طوال ؛

و فوق ذلك كله ، لن يتركاه و شأنه ،، سيـقتلانه بلا شك ،،هي تعرف والدها جيدا ، و قد فعلها مسبقا و قتل زوج اختها ، فلن يتوان عن تقـريب سيفه من عنق خاطفها !

يا إلهي ،

أرعبتني الفكرة فعدت سريعا حيث كنت من قليل لأجده يطلب أحدهم بهاتفه النقال ،، لا أعلم كيف شعر بي و لكنني متأكدة بإنه لم يكن سعيدا بعودتي

جائني صوته متمللا ولم يرفع رأسه عن الجهاز : شكو ؟


زفرت بقلة صبر ،، لأهمهم بشئ لم يصله ، بعدها إستطرقت : تدري بابا رح يكتلك اذا عرف بالي صار ، والله يكتلك


ليشخر ساخرا : ليش هوة شصار ؟ تر لهسة بعدج بته ،، مصرتي مرتي صدق حتى يكتلني ، عود دنشوف وكتها هوة و ذاك النعال ابن عمج شلون يقدرون يخلصوج !


لأشعر بدماء جسدي تهبط قاعا فتتركني مملوءة بحيز فارغ فقط ، الدوار احتدم مع الإرتياع الذي حاصرني بعساكره ،، ما الذي يهذي به بحق الله ؟
لن اسمح له أن يعاملني كـ لعبة يستمتع بها كيفما يشـآء ، لن أسمح أن أهان و أساق نحو مذبحتي ذليلة ؛

أضاف بنظرة مبهمة : و ترة هوة ما رح يعرف الا اذا انتي قلتيله


لأحاول أن اتخلص من بقايا اثار تلك الكلمات التي التصقت بطبلتيي اذني و أنا اجيبه بحزم : تدري انو اني ما رح احجي ،. بس انته رح تقله ،، اني متأكدة ،، عباااالك هاية بطولة انتو تذب روحك للنار برجلك


ليحاكيني بـ زهو خادع : النار اني ، و ابوج الي حيحترق على فكرة ،، و بالنسبة للموت ،، يا هلا بيه إذا رح اصير شهيد مثل كل اهلي ،، تعرفين الناقصين امثال ابوج ايدهم قذرة ،، و الكتل يمهم زلاطة ،، و هالشي ينطيني امل انو رح استشهد !


فغرت فاهي عجبا ،، ليخرج صوتي متكسرا لشدة الوجع : حـ ـ ـرام عليـ ـك


انهى الحديث بسرعة : روحي من قدااامي ، بس اشوفج اتذكر ابوج الـ**** ، فوووخري قبل لا احرق البيت بيج !


قبضت كفي بقوة و أنا اردد بـ غضب احرق لي فؤادي الضامئ لتلك الدماء الخائنة التي فضلت أن تنزوي في اقدامي : الله يااااااخذني و اخلـــص ، والله متتتتت مووو عيششششة هااااي





.
.
.







لو أننا يوما نسجنا عشنا

عبر الأثير على ربى الأزهار

لو أننا يوما جعلنا عمرنا

بين الظلال كروضة الأشعار

لو أننا عدنا إلى أحلامنا

سكرى نناجيها مع الأطيار

لو أننا صرنا خمائل أسدلت

أهدابها فوق الغدير الجاري

لو أننا طفلان في أحزاننا

ننسى الحياة على صدى مزمار

لو أن حبك عاش يسكر من دمي

ويصول كيف يشاء في أفكاري

لو أن قلبك ظل مرفأ عمرنا

نلقي عليه متاعب الأسفار

لو أننا عند المساء سحابة

ترنو إلى همس الهلال الساري

لو أننا لحن على أنغامه

نام الزمان وتاه في الأسرار

لو أننا.. لو أننا.. لو أننا..

ما أسهل الشكوى من الأقدار..





لـ : فاروق جويدة







تقفآن مع زوجة عمهآ قرب البآب الخآرجي و همآ تتبآدلآن التحآيـآ الأخيرة بإنتظآر مجئ عُمر ،
آلشعُـور بالهدوء النسبي كآن يسيطر على مشآعرها بأكملهآ ، إستبشرت خيرآ بـ حضور هذه الإمرأة بالقلب الأكثر طيبة على الأطلآق
مآ إن تردد على أسمآعهم بوق السيـآرة خآرجآ تقدمت هي لتفتح الباب مختبئة خلفه ، مودعة وآلدته بلطف صـآدق ، لحظآت فقط و إنهآرت جدرآن التمآسـك التي بنتهآ منذ أيـآم سلفت ،
حيث إرتعبت من صرخة الإمرأتين امآمهآ ،
إختفت أمه بعد أن ولجت الى الخآرج بصرخآت مصدومة ،،
شعرت بقدمآهآ تلتصق أرضآ .. و عينآهآ تثبت على زوجة عمهآ لتهمس خآئفة : خآلة شكـ ـو ؟؟


لتنطق الأخرى و هي تدفع بآلبـآب أكمله ليفتح : مآ أعرف خآلة .. ما اعرف بس الولد غرقان بدمه !


فلتت شهقتهآ وهي تغطي فمهآ بـ كفيهآ المرتعشتين ، يآ الله !
مآ حل به ؟!
من غير أن تتأخر لـ ثآنية ركضت نحو المطبخ لتسحب لهآ غطآء رأس يعود لزوجة عمهآ فـ تلف به شعرهآ بـ إهمآل ثم تعود بذآت السرعة للخآرج ،
حينمآ وصلت كآن الباب مشرعآ ، فـ رأته وآقفا قرب سيارته و هو يهدأ من روع وآلدته ،
أصآبتهآ سهآم ضعـف .. أترى أحدهم سيتذكر أن يهدأ روعهآ هي أيضا ؟ أم ستبقى تنتظر هنآ منسية آلوجود ؟!
لم تحتمل الإرتضآء بآلوقوف بلهآءَ تنتظر أحد مآ ليتلطف ، فتقدمت لتلج خآرجآ و قدمآها تثقلآن شيئآ فأخر

هُو رفع عينه بإتجآههآ مآ إن نبضآته تخلخت بـ زوبعآت مستمرة ،، لمعت عينآه وهو يـوسـد كتفه المـوسوم بـ شق عميق ، و كإن هنآلك من غرس نصلا بهِ ، قآصدآ
كآنت الدمآء قد تسربت لتغطي بقع عريضة من قميصه ، إقتربت من وقوفهم الثلآثة وهي تـهتف برعب : هآآآي شنوووو ؟؟ !


لـ ينهرهآ بـ وجع وهو يلتفت ليراقب الفرع الساكن : فوووتي جوووة وين طآلعة هيجي ؟!


كآنت ترتدي بيجآمآ بـ أكمآم قصيرة ، و الإيشآرب يغطي شعرهآ بشكل جزئي ، إزدردت ريقهآ بـ جفآف غير مهتمة بصراخه : شلوووون تعورت ؟!


فرك رقبته ليقول بـحدة : قتلج فوووتي هسة .. !


دلفت لتقف قرب البآب و هي ترآقب تقآسيمه المتألمة بـ إعتصآرٍ في صدرهآ ،
رفعت صوتهآ تحآكيه : روووح للمستشفى بســررررعة

عآد ليرمقهآ بـ نظرآته الشرسة ، فـ فآجأته بقول : تريد أجي أسووق ؟!

نعم ، يود ذلك .. فلآ يستطيع تحريك ذرآعه اليمين بأكملهآ ،
و يسـآره لم تكن يومآ بثقة تؤهلهآ لـ تقود سيآرة تقبع بهآ أغلى الأروآح ، وآلدته الحبيبة !

مآ حدث كآن عن طريق الخطأ عند فزعته تلك لمرآهقين يتشـآجرآن بـ قذآرة قريبا من الحي الحاوي هذآ المنزل ،
لم يكن ينوي رسم الفجيعة على ملآمح وآلدته إلآ إنهُ لم يكن أمآمه خيآر .. فهو قريب من الفرع السكني .. و كآن مجيئه هنآ هو الأفضل ،
فـ علي غآئبآ ،
و ألن في عمله البعيد جدآ عن المنطقة ،
و القيادة لم تكن سوى تعذيب حقير بحق جسده

عند مبآدرتهآ تلك ، تكلم : عمج موجود ؟؟

لتجيبه المرأة التي تبين إنهآ زوجة عمها ذآك : لآ أمي مموجود . . دفوت جوة غير قميصك لحدمآ أخآبره

فـ تقآطعهآ تلك مبتعدة : لأ .. لتدخل .. هسة ثوآني و جآية !


و بآلفعل لم تكن سوى ثوآني تلك التي فصلت بين حضورهآ ، و حضورهآ !
فـ هي و إن غآبت يكون طيفهآ سـآكنآ بأوردتي فآلشرآيين فيـصر على تذكيري بهآ ،

خرجت تستر نفسهآ بعبآءة مآ ، كبيرة بعض الشئ عليهآ و هي تتعثر كل حين بـ حركآتهآ السريعة للوصول قربي مع وآلدتي ،
إحتبست أنفآسي بصدري و أنآ أنجح في إخترآق حدودهآ لأستشف رعبآ يستنـطق الحجر ، فكيف بقلبي ؟!
أحس بـ خوفهآ و قلقهآ ، و هذآ مآ أطربه ليرقص على أنغآم الخيآنة ،
سلمتهآ المفتـآح و أنآ أكتم أهآت الوجع الـتي لم تكن طبيعية ، فـ مفك هو الذي غرس بكتفي ،
تبآ لهم من أشقيآء أغبيـآء !

جلست في المقعد الأمآمي قرب السآئق .. وهي إستلمت زمآم السيطرة على القيآدة ،
أمآ وآلدتي فـ قبعت خلفي وهي تمسد كتفي السليم و لسـآنهآ لم يتوقف عن ذكر الله ، كنت أشعر بآلدموع حبيسة مآقييهآ فتخدش لي قلبي ،

طيلة الطريق نحو المشفـى و أنآ لم أفتح عيني لأحدق بشئ مآ .. تركت لهآ الركب لـتقوده حيث شـآءت ،
عندمآ وصلنـآ و قبل أن أترجل رفعت بهآتفي لأطلب ألن ، عليه أن يحضر ،
فـ الفتآة يجب أن تعود للمنزل ،
و وآلدتي أيضآ !

شتمته بغيظ عندمآ لم أصل لـ رد غير الـ إنتظآر ،
تبآ لك آلن مع من تتحدث الآن ؟!

مسـكت كتفي و أنآ أشير لهآ لـ تركن السيآرة بالمكآن الأمثل ، قـآومت عنآد وآلدتي لـلمجئ معي ،
فـ تركتهمآ الإثنتين في السيآرة و توجهت بمفردي نحو قسم الطوآرئ





؛






أنفـآسهآ تثقل بـ ضعف ، و يدآهآ تعبثآن بالمقود وهي تردد كلمآت الموآسـآة فآلإطمئنآن على أسمآع وآلدته ،
و في الحقيقة هي لآ تشعر سوى بآلمثل !
يبدو أن الجرح عميقآ لدرجة مرعبة ، لآ تعلم كيف لم ينتبه لـ غبآء المرآهقين و طيشهمآ ،

سحقمآ لهمآ من حمقـى ، أرآقآ دمه فـ نبشآ جسده بـ جرح لن يدمل بسهولة ، و إن فعل فـ سيترك خلفه نُدبة تذكرهآ بـ رعب إستأصل بـ جسدهآ من أجله !
مر الوقت ببطئ سقيم ،
لو كآنت تحمل هآتفهآ لمآ ترددت عن الإتصآل به . .و لسوء الحظ فـ هاتف وآلدته فآرغ الوفآض من الرصيد ،
كيف ستصلآنه وهو كآن شديد التحذير بشـأن إتبآع خطآه ؟!
يآ ربْ .. هنآلك شئ يتآكل أنآملهآ فزعآ ،
طآل الوقت و مرت سآعة بأكملهآ حتى بـآن لهم آلن ليـفتح بآب وآلدة عمر قآئلآ بـ سرعة : هآ خآآلة عيوووني .. مطلع لهسة ؟!

آم عمر مسكت يده بلآ وعي و هي تولول خآئفة : آلن آمممي آرووحلك فدوة روح شوفه شبييه .. طووول ، و ميقبل نفوت ندوره ، و حتى لو رحنآ مندري وين نلقآه ، دخيلك يووم روح شوف آخوك


ربت خفيفآ على كتفهآ ثم سآعدهآ على الترجل : نزلي خآلة و قوولي يآ الله .. لتخآفين إن شاء الله ميصير له شي .. ترة سهلة لتخآفين يمعودة .. و هالسوآلف يتحملهآ الريآجيل ،

نزلت و لينـآ ترآقبهم بـ تشدق ، ظنآ منهآ إنه سيسمح لوآلدته بمرآفقته .. و لكنه فتح لهآ البآب الآمآمي لـ يلقي التحية بهدوء على السآئقة : هلو لينآ .. شلونج ؟


ردت تحيته بـ : الحمدُ لله ، و إنته ؟

هز رأسه بخفة : بخير ،

أكمل و هو يسـآعد وآلدة رفيقه لـ تصعد : يللآ خآلة .. صعدي و لتخآفين
و إستطرق محدثآ لينآ : لينآ فدوة إنتو رجعوآ لبيت عمج ، إن شـآء آلله آني آرجعه لعمر و آخذ خآلة ويآيه

لـ تعترض وآلدته وهي تحآول التملص منه : لآآآ .. آجي ويـآك !


لـ تميل لينآ قليلآ بجسدهآ حتى مسكت ذرآعهآ لـ تنهيهآ : خآلة عيوني حجي آلن صحيح .. ترة آن شاء آلله مبيه شي لتخآفين .. و خلي نروح إحنة و همة يجون ورآنة !


كآن ذلك آلآمثل لـ فعله ،

تحركت بوالدته عائدة للمنزل وهي تستمع بإنصات لتلك المشاعر الفطرية التي تربط والدته به
بحالة فقدان الشعور تلك إعترفت بـ الكثير و من ضمن الاعترافات التي لن تكن سوى أدلة تستشهد بها عند مقاضاتهما يوما كان ما قالته بشأن موافقتها على ظلم زينب فقط من أجل سعادته

ذلك اثبت لها أن سعادة عمر ما زالت لا تتكلل الا بها فقط ؛
و يبدو إن الجميع يعلم بالأمر

علي الأحمق أين انت لتأتي فترى ما حل برفيقك الغالي ، ذلك الذي كان دوما السبب الاول في خلافاتنا

عندما وصلنا المنزل و قبل أن نترجل إلتفت لـ أنظر نحوها بعد أن حطت بكفها فوق يدي الماسكة للمقود ،، لتقول بحيرة واضحة : لينا ،، شبيج يوم ؟


هززت برأسي متسائلة ، فأجابتني بهدوء : دا احسج مو على بعضج ، و كل شوية تتنهدين ،، و سمعي صوتج العبرة خانقته ،، خير امي ؟


انسلت من بين اروقة الدماغ كذبة ملفقة بدهاء : لا خالة ما بية ... بس ،، مستحية منكم ،، يعني كله من وراية ،، لو مجيتوني جان مصار بيه هيجي


لتنهرني بعطف : لا أمي لتقولين هيجي حرااام ،، قولي يا الله حبيبتي ،، هوة قدر و راد يصير ،، هنا لو بأي مكان
لتستطرد وهي تفلت يدي : يعني ... أبد محسيتي بشي ثاني ؟


أرتجفت و فعلا العبرة كادت ان تنطلق حرة لولا اني قيدتها بقسوة : مثل شنو ؟


أجابت : مخفتي عليه ؟


لا أعلم مالذي تنويه هذه المرأة ،، أ تود لشبلها أن يسعد مع القطة الوديعة زينب ؟
أم يكون مع لبوة تقاتله كـ أنا ؟

ابتعلت انفاسي لأرد بتوتر : خالة هسة هوة زين الحمد لله


لم اعلم بشأن العيون و مصائبها شيئا حتى شعرت بما يبلل لي خدي ،،
ادرت وجهي بسرعة بعيدا و انا اترجل قبلها و هي لم تفعل سوى اتباع خطاي ،، لم تفاجئني حينما قررت اللوذ بالصمت ، و بداخلي تمنيت ان احدثها بشأن ما يسكنها من توقعات لأمحيها و بشدة

إلا إن ذلك لن يزيد الوضع الا سوءا ،، علي التزام الصمت حتى لا يستخدم حديثي الاخرق كـ برهان ضدي هذه المرة عند محاكمتنا التي فاحت رائحتها فأمست تقترب !

تقابلنا عند الباب مع زوجة عمي و ابنتاها ، و فعلا اشعراني بقليل من الفخر لأخلاقهما اللطيفة و تعاملهما المحبب مع والدته ؛

كنا ننتظر مجيئ الرجلين بعد تناول القهوة تلك حيث اننا قد اطمئنينا على حاله بعد مكالمتي لآلن فور وصولنا ، رن هاتفي الذي كان في المطبخ ،، فرحت مسرعة لأكشف عن المتصل و كان كما رجوت ،، آلن


أخبرني بإنهما عند الباب ،، و طلب مني ان اخبر والدة عمر لتخرج ، لم افعل ،، فإن قلت لها ستفلت مني فرصة الإطمئنان عليه بنفسي
ولجت خارجا بعد ان احكمت الحجاب فوق رأسي ،، كنت اشعر بآلآم غريبة في انحاء متفرقة من جسدي
الآم كادت ان تفقدني صوابي ،،

تسللت بخفة لئلا يراني احد ، و انا لا اود التفكير بشائنة من الخطى تلك التي اخطوها ،، فتحت الباب الخارجي لأتقدم قليلا حتى بانت لي سيارة آلن ،
لوحت لهما بـ تحية ؛
ليقابلني آلن بأخرى بينما هو لم يتزحزح عن موضعه ، ما به ؟
شعرت بنظرات آلن المبتسمة بمكر تزعجني و انا اتقدم نحوهمآ ،، لم أهتم إن كان الفرع مليئا بالرجال ،، فـ أنا اقترب من اخ لي ، و زوج مستقبلي برتبة الاخ !

كانت نافذته الاقرب لي ،، فـ وقفت على مسافة لأسأله ببرود متقن : شلونك هسة ؟


هز برأسه من غير كلام ، ماذا فعلوا به ؟
أ قطعوا له لسانه ام شلوا اعصابه فلا يحادثني بغير تلك الايماءات الخرساء ؟
ليزداد عجبي ترجل الن من مقعده ليبتعد عنا و متوجها نحو سيارة عمر المركونة على مقربة ،، إختنقت بأنفاسي وانا اشعر بالقلق ،، ما بهما ؟
غريب قد حدث و انا اكيــدة

تماسكت حروفي مع بعضها لتكون جملة مرتبة : الحمد لله على السلامة


خرج من صمته ليقول بصوت باهت : صيحي امي ،، و انطيها سويج السيارة


لأقول بلا وعي غير مستوعبة لإسلوبه الحديث الولادة هذا : تقدر تسوق ؟


هنا فقط رمقني بنظرة ، لكنها خطفت بسرعة وهو يجيب : آحطه يم الن ،، يوصلنا و يرجع ياخذها


تمتمت بـ : أوكي


كم كانت كلمتي مخذولة و انا لم استشف منه اي امتنان لذلك الرعب الذي أصابني به
أكرهه جدا ،، الحقير ؛
تبا له ،، يستحق كل ما حل به ،، فليس سوى مجرم خائن و بليد من المشاعر
ألو كانت تلك الضربة بقلبه لكانت ذو تأثير افضل
الخائن ،، أكرررررررهه





؛




أنا أهواك ولكن

غير ما تهوين أهوى

أنا أهواك جراحا في حياتي تتلوى

كلما هدهدتها

أهدت إلى العالم نجوى

*


أنا أهواك نشيدا

أزليا

يتغنى

فيه ذوبت شبابي الرائع الألحان لحنا

ولنفن بعده

فالحب عمر ليس يفنى




لـ : بلند الحيدري





بقيت أتابعها حتى دلفت المنزل و أنا لا ادري ما حصل توا ،، خرجت لتطمئن علي فقط ؟
اللعنة على شياطينك يا لين ، إنك تتلاعبين بي كيفما شئتي و بكل وقاحة
شعرت بنجاحي في قدح فتيلة أعصابها لتحترق !

اسندت رأسي على المقعد و انا اغمض عيني بعد وهلة وجع احتلت ذراعي ، لو كنت اعلم و انا اتلقى تلك الضربة بإنني سـأجدها امامي مرتعبة كقطة صغيرة لقدمت لذلكما الاخرقان شكرا جميلا ؛
هنالك ما يؤرقني بسببها هي ، مصاصة دمائي ، أشعر بأنه يوجد شيئا تخفيه
هذه العنيدة ذات الرأس المتحجر ،، تحمل بذرة ما في قلبها الصغير ،، لكنها لا تنوي سقيها ،، تتركها لتذوي بلا فائدة !
إلا إنه انا من سيكون الساقي حتى تشجر ،، و حينها فقط سأتركها لتكمل الاهتمام بزرعتي

آه يا لين !
يا من توغلتي بي لتكوني مع روحي عجينة متماسكة المحوى ، كم وددت لأن تكوني الاولى و الاخيرة ،
وكم عشقت كوني مخلصا لك طيلة السنين ، والان اراني اكره خياناتي
خيانة زينب ، و خيانتك !!

بعد ان اختفت داخل المنزل إقترب آلن و نظرات الشقاوة يرشقني بها ،، إبتسمت بسخرية و انا اسمعه يقول من غير ان يركب السيارة : الله بالخيرررر اغاتي


اجبته متكاسلا : تاج راسي ،، عندك شي براسه خير قوله ، ما عندك انجب


ليضـحك ملئ شدقيه : الله عليييك يا غااالي ،، لا صدق .. شناوي حضرتك ؟ ترة والله اعلم بس شكلها خايفة عليك


جحدته بنظرة شرسة : اكل ***


عاد ليضحك ، و بعدها سحب كما لا بأس به من الهواء ليردف : عموور ، إنتتته زماااال والله ،، شلوون تورط نفسك و تتزوج و هسة رجعتلها فهمني ؟ و الله مرتك خطية


و كإنني لا أعلم ،، كفاك بربك فالوجع الجسدي يكفي بل و يزيد
حمدت الله حينما خرجت والدتي متبوعة بتلك المرأة لتتحمد لي بالسلامة !





.
.
.








نهَـآيةْ البَرَآءَةْ التاسعـةْ عَشـَرْ




×


مٌفآجأة بإنتظآرنآ في البرآءة القآدمة
إذن كُونوآ بقربيِ .. بكثيرٍِ مِنْ الوِدْ


حُلمْ[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 27-07-12, 10:08 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بسمْ الله
إنهُ شهر المغفرةْ أحبتي ، فإغتنموهُ جيدآ ، و إن ملكتُم الوقتْ فـ أنآ هُنآ
فيِ



البرآءةْ العِشرُونْ .. و الأخيرةْ




لأنك سر..

وكل حياتي مشاع.. مشاع..

ستبقين خلف كهوف الظلام

طقوسا.. ووهما

عناق سحاب.. ونجوى شعاع..

فلا أنت أرض..

ولا أنت بحر

ولا أنت لقيا..

تطوف عليها ظلال الوداع

وتبقين خلف حدود الحياة

طريقا.. وأمنا

وإن كان عمري ضياعا.. ضياع

* * *

لأنك سر

وكل حياتي مشاع مشاع..

فأرضي استبيحت..

وما عدت أملك فيها ذراع

كأني قطار

يسافر فيه جميع البشر..

فقاطرة لا تمل الدموع

وأخرى تهيم عليها الشموع

وأيام عمري غناوي السفر..

* * *

أعود إليك إذا ما سئمت

زمانا جحودا..

تكسر صوتي على راحتيه..

وبين عيونك لا امتهن..

وأشعر أن الزمان الجحود

سينجب يوما زمانا بريئا..

ونحيا زمانا.. غير الزمن

عرفت كثيرا..

وجربت في الحرب كل السيوف

وعدت مع الليل كهلا هزيلا

دماء وصمت وحزن.. وخوف

جنودي خانوا.. فأسلمت سيفي

وعدت وحيدا..

أجرجر نفسي عند الصباح

وفي القلب وكر لبعض الجراح..

وتبقين سرا

وعشا صغيرا..

إذا ما تعبت أعود إليه

فألقاك أمنا إذا عاد خوفي

يعانق خوفي.. ويحنو عليه..

ويصبح عمري مشاعا لديه

* * *

أراك ابتسامة يوم صبوح

تصارع عمرا عنيد السأم

وتأتي الهموم جموعا جموعا

تحاصر قلمي رياح الألم

فأهفو إليك..

وأسمع صوتا شجي النغم..

ويحمل قلبي بعيدا بعيدا..

فأعلو.. وأعلو..

ويضحى زماني تحت القدم

وتبقين أنت الملاذ الأخير..

ولا شيء بعدك غير العدم



فآروق جويدة




سآعات إنقضت و هي لم تزل قابعة فوق سجادتها .. كلما تشرأب الإنفاس و تتغلغل ذرات الرعب الى الجسـد ، يمتلأ القلب فزعا فتعود لتسجـد بخنوع
طالبة من الله عز و جل أن يقصي ذلك الضيق بعيدا ،، فيـنير لها قبسا بدلا من تخبطها هذا في المعتم من السبل ،، تشعر بـ التحفز و الترقب لمصيبة قريبة ؛
ارضت المنطق بموافقتها على الزواج عله ينهي لها سلسلة العذابات هذه ،، و لكن المنطق ذلك يتسم أحيانا بالجنون ، و هذا ما حدث معها ،
النـدم بدأ يحاصرها بجيوش غابرة ،، اسلحته الفتاكة ارعبتها ، و كإنها قاتلة مسكت بالجرم المشهود ، فالدلائل كلها متوافرة ،
و الجريمة هاهي تلوح في سماء الطهر ،

تهادى لها صوت خطوات خشنة في الخارج ،، حاولت التحلي بالبرود نحو المسبب الذي لم يكف عن إزعاجها بـأصوات متفرقة منذ ان دلفت الغرفة ؛

لا تستطيع الخروج حتى تتأكد من عودة الجدة ،، فـ بقاءهما هكذا لن يزيد الوضع إلا مصائب
و إن تحلت بلباس الشجاعة و خرجت لن تكون النتيجة محمودة بتاتا ، إنها تخشاه ، و كفة الحق تتدلى بجانبها بالتأكيد

رفعت عيناها نحو الجهاز الالكتروني الوحيد في هذه الغرفة ، وهو الساعة ، لتتفاجئ من الوقت الذي هرب ليختبئ بين الواحدان
يا الهي ،، إنها الحادية عشر مساءا و الجدة لم تعد بعد ، أ تنوي المبيت خارجآ ؟!
بالتأكيد لن يكون للأمر عقبى حسنة ،

انتزعت رداء الصلاة عن جسدها لتنتصب و مؤشر الذعر بدأ بالتصاعد حتى وصل النقطة الحرجة عندما وصلها صراخه الخشن : تعاااالي سوووي عشااا عاااد


تخيل لها ان ضربات القلب تلك تحولت لأسفل البطن ، و كإنه سقط صريعا مرتاعا !
بحركات سريعة غير موزونة رفعت الرداء و السجادة لتضعهما كيفما كان فوق طاولة صغيرة ،، فتتحرك بعدها بـ ذات العجلة نحو السرير فترتمي فوقه محتمية بشرشف خفيف ؛

كانت انفاسها مذعورة و نبضاتها تتنازع لتختبئ في جنبات الصدر بإنزواء ،، يجب أن يظنها نائمة ،
لم يكن لهذا الفزع حيزا لو كانت الجدة هنا ،، كانت ستهاجم مثله بل و اشد ؛
إلا إنها الآن في محل لا ثقة به ، و هو نطق بما يثقل موازيين التوتر بداخلها بعـد ان تم العقد ،
لم يستخدم الملتوية من الطرق ، بل رمى نيته الشنعاء أمامها ، فـ قال قوله عن كونها حتى الآن لم تصبح زوجته بعد كي تخافه !
و هذا يعني إنه من الممكن أن يتجاوز حدود الإتفاقية ،، فـ يدنو من الحمراء من الخطوط ،، فـ على كل حال ،
أمامه لم تعد هنالك حاجة لإي انارات الخطر ، !

تكورت حول قدها الغظ ، مستحلفة الأنفاس أن تهدأ قليلا و تكف عن اللهاث الفاضح ؛
ففعلت !
و لكن ليس تلبية لتوسلها .. و لكن خشية من صرير الباب الذي صم اذان الجدران ، ابتلعت ريقها الجاف و اجفانها تتجعد بخرائط بلدان الرعب فوق مقلتيها اليابستين ؛

تبا له
كيف سمح لنفسه أن يكون بهذه الوقاحة و يدخل غرفة خصصت لها ؟
أ أعجبه دور الزوج ام ماذا ؟
سحقا لك علي ، و سحقا لي على ما فعلته من أجل حمايتك من بطش والدي الجائر
يا رب ،
خذ بيدي أرجوك ،، فـ ضعيفة أنا و لا أستجدي قوتي من غيرك
وكلت امري اليـك فلا ترهقني يارب !

لم أعي على نفسي إلا عند الارتواء الذي صاب خلاياي الدمعية ، إرتواء حتى الفيض
فهذه القطرات بدأت تنساب بـ ذبول من جانبي شقي الأجفآن ، لتبلل تلك البشرة الباهتة خوفا مما ينتظر صاحبتها !

أقسم بإنني قاتلت إستسلاما نبت بداخلي بإسلحة ملكتها و سرقتها ، إلا إن تلك النبتة كانت بجذور عريضة مستأصلة في ثنايا الروح ،، فلا قالع لها ،، و لا مبيد بإمكانه التخلص من براثنها !

فتناهى لمسامعي شهقة بكاء قد فلتت من حنجرتي المتجرحة ، و جسدي إهتز ليدافع عن حقوقه في الانفعال ، بينما ذلك الجلمود لم يرحم ضعفي بكلمة طيبة !
كلمة تجعلني أطمئن على نفسي منه ؛

بقيت هكذا ، أقاوم جاهدة ، لأعود منتكسة و خائبة ،، حتى بات الدمع يفيض بحرية ،، فـ فضلت الإعتكاف بعيدا ، ما الذي قد يحصل و يكون الاسوأ ؟
و هل من امر و اقسى من تجربة اعايشها ؟
ليحدث ما يحدث ،
فليلهمني الله صبرا يفوق صبر البشر ؛

شعـرت بتصلب جسدها حين تكلم أخيرا بذات الخشونة المتعارفة : هالـ نوب ليش تبجين ' هالمرة ' ؟


سكت دهرا و نطق كفرا !
فـ جملته القصيرة الحروف تلك لم تكن سوى نارا تجدح الموقد اكثر من جوانب متفرقة ،
ليتعالى بلا ادراك حسي نحيب ضعيف متهالك ،، منذ زمن لم تبك هكذا ، منذ أن كانت ببغداد !
خنقت صوتها بالوسادة وهي تتلوى اكثر ، إستعسر الحال يا الله ،
فيسره من عندك

إستتشعرت انفاسا ثقيلة تقترب ،
لتتبع بهالة مستعرة الحرارة ، لتتقاذف روحها بين الشعور و اللا شعور ؛
ما الذي يفعله ؟
أ إقترب ؟!


إحتل كيانها بـ زفراته المغتاظة ،، ليقول بعد برهة : شكووو شصاير ؟! ليش الـ .. ـ بجي ؟


إستخدم الكثير من مساحيق التجميل ليزين ملامح جملته ، فتبدو بـ غلظة أقل ،
لا يعلم لم لم يستطع قذفها بالكلمات أبشعها بعد ان بدت امامه هشة القوام


انزعاجه دام كثيرا وهو ينتظر الجواب ، و حينما ثقل الملل على نفسه ، مال نحوها ليسحـب بذراعها عنوة ،
انسلت من بين شفتيها المزمومتين ' أهة ' مفجوعة ، لتتلاحق نبضاتها رعبا في ماراثون الأحاسيس
فاض الهلع من نظراتها لتسقي تسآؤلاته العطشة ، فـ امال رأسه بـ سخرية وهو يراقب إنكماش تخلجات وجهها الحسن
لقد مر وقت لا بأس به و لا تزال بشرتها العاجية تعاني من أثـآر حروب قد حدثت فوقها ،، برغم كونها خفيفة إلا إنها موجودة لتوسمها بـ حقارة والدها الذي لولاه ما كانت ستكون هنا
و ما كانت ستخافه مثلما تفعل بهذه اللحظة !

حرر ذراعها على غرار ما وصلت بها تخوفاتها الخبيثة ، لـ تهرب مسرعة من الجانب الاخر للسرير ، و لولا لطف اللطيف لكانت قد سقطت على رأسها بلا شك
ظل يتابعها و هي تسحب رداء الصلاة لتختفي وراءه بحركات عجلة ،، بشخير هازئ تحدث : شتصلين هالمرة ؟


بعد أن تأكدت من وقاءها الساتر تكتفت هذه المرة لتستر قلبها من ان يفضح ،، استخرجت صوتا قويا و دخيلا على خوفها : شتريييد ؟


إستند بمنكبه على ظهر السرير ليقـول بهدوء مفاجئ و نظراته لم تبتعد عنها مطلقا : عشا ، مو صار سحوور مو عشااا ، يللا بسرعة ميت جووع !


لاحت له سحابة الاستنفار تلك التي علت ملامحها وهي تتركه لتلج خارجا ، يبدو إنها لم تحبذ وظيفة الزوجة حتى الآن
هه ، بالطبع لم تحصل على ادنى إهتمام منه ، فما يدور بباله الآن يفوق رعبها الذي لا يلمها عليه !
لقد وضعت كـ دين يسد عن والد نذل ، أ ذنب لها سوى انها ابنة رجل حقير ؟!
و كونه هو ،، يشتاق إذلال العظماء ،، اولئك الذين يعتقدون الناس لعبهم الالكترونية المفضلة ، فيكونوا رهن تصرفاتهم القذرة ،
فـ هو بعمله قد رأى من ضحايا سماسرة الدماء اولئك الكثير ، و الامر لم يقتصر على ثورته لدم اختيه الصغيرتين ؛
بل وصل لنقاط اقصى ،، فـ من سولت له نفس ان يثكل اما
سيرمل زوجة
و ييتم اطفالا !
و على احدهم ان يضع حدا ، أو يساهم بالقليل من اجل رسم بعض النقط الحمراء
فـ إن وضع كل ثائر نقطة .. لن يطيل وقت رسم الحدود ، فقــط لو تتماسك قبضات الايادي
وهو ستكون نقطته أمام ذلك الكلب ، قاسم !
و أخر همه المتضررون إثر انتقامه ،، ما دامه لن يزهق روحا ، فله كامل الحق بـ إيقاف ذلك السمسار عن سفك دماء الابرياء
حتى و إن كان هو ،، أخر اولئك الضحايا !!






؛








تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك

و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و إني أحبك.. أكثر

يداك خمائل

و لكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأني أحبك أكثر!

غنائي خناجر ورد

و صمتي طفولة رعد

و زنيقة من دماء

فؤادي،

و أنت الثرى و السماء

و قلبك أخضر..!

و جزر الهوى، فيك، مدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر


و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و قلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو و أكبر !


روائع محمود درويش










مرت حوالي النصف ساعة و مازالت وتيرة الترقب تشتد بداخلي لتقترب من الانقطاع
التزم الصمت منذ خروجي ، فتوقعت مجيئه هنا بصخب حنجرته أو قدماه ، و حقا فضلت ذلك فعلى الاقل المطبخ سيكون أكثر أمانا من تلك الغرفة المرعبة !
سحقا لـ قلبي الا يكف عن الارتياع ؟!
و أين هي جدته ؟ أما آن الأوان كي تعود ؟
يا الهي ،
الخوف فتتني لذرات فـ إرفق بأعصابي يا ارحم الراحمين

حضرت وجبة سريعة تسمى بالـ ' جل فراي ' وهي مكونة من قطع من اللحم مع اخرى للبطاطا !
هوايتي كانت التفنن في تحضير كل ما هو جديد في الأكلات ، أما الآن فـ بت اكره رائحة المطبخ ،،
بعد ان اتممت مهمتي و سخنت رغيف الخبز جيدا حتى لا يتذمر كعادته ، توجهت بالصينية نحو الصالة الصغيرة فـ وضعتها ارضا لأسلم امري لخالقي وانا اذهب نحو الغرفة الصغيرة التي باتت مأوآي منذ مدة !
انتصب جسدي عند الباب وانا اراه مستلقيا بكامل جسـده فوق سريري !!!!
تبا له ،
بدأ يتجاوز على خصوصيتي اكثر من المفروض ؛
رفعت صوتي لأزجره غاضبة ، و مرتعدة الفرائص ،، فوجوده هنا يشير للخطر المميت : علـــــــي ،، عللللللي


لم يبدو عليه ادنى تأثر حتى بعد أن ضربت على باب الغرفة علي أنجح في إزعاجه ، و لكن ليس كل ما اتمناه ادركه !
جال ببالي حديث مرت عليه اعوام ،، و كم بقيت عطوره تداعب انف ذاكرتي كل حين
فأعود لأستنشقه عندما تفيض مكاييل الحنين !

يوما ما ، في لقائي الأول معه ، أخبرتني لينا بإنه من ذوي النوم الثقيل ،
تمنيت لو استطيع استغلال هذه الفرصة و تهشيم رأسه ،، أو فصل لسانه عن حنجرته ،، فذلك سيشفي غليلي جدا بإعتباره لن يتمكن من اهانتي بعجرفته الرجولية تلك
هربت من بين انفاسي تنهيدة لا اعلم ما كانت سماتها ، لأمل وقوفي الاحمق هذا ، و كإنني طفلة تخاف ازعاج هنئ نوم والدها !
تبا له فليحترق بغيظه هذا الافضل ؛

تقــدمت بخطى مثقلة بالوجل لأثبت على مسافة جيدة تسمح لي بالهروب إن استجد شئ أخافه ، عدت لأناديه و هذه المرة بـ خشونة نوعا ما : عللللي اقعـــد عااااد ،، الأكل بررررد ،، علــــييييي !


كان بإمكاني تركه كما هو والذهاب حيث تسوقني قدماي ، إلا إنني اخاف البقاء منفردة و المنزل يخلو الا منا ،
لو كانت الجدة هنا لما الححت على إيقاظه ، أو لو كان هو خارجا لنجحت في البقاء متخفية خلف جدران هذه الصغيرة التي إعتدتها !
ولكنه هنا .. يحتل أوطاني ،و عليه المغادرة وإلا ....

و إلا .. لا شئ

تأفأفت بـ لا صبر ،، و رفعت صوتي مجددا : عليييي ،، إففففف إستغفرر الله العظييم ،، دقعـــد عاااد


فجأة هب مستيقظا و بصوت مملوء بالضجر صرخ فـ كالني فزعا اكبر : وووججججع شايفتني مطمور ' منحمد ' شكووو تلحين ؟


لم افصح عن توتري بل كنت متماسكة حد العجب : لتصيييح ،، مو ردت اكل ؟ قوم يللا سويتلك ، و بعدين اريد انخمد اني هم و بيبيتك بعدهااا مجتي ،، خابررهاا شوفها شوكت ترجع !


ليجلس متأهبا عراكي و هو يزفر بضيق كل حين ،، بدأ يمسح عرقا تجمع فوق جبينه وهو يتمتم بسباب لا اعرف من كان ضحيته هذه المرة ؛
ارتعشت كـ طفلة تنتظر العقاب عندما خلع عنه القميص الذي يرتديه ، عدت بخطوات متعثرة الى الوراء وانا اراقب انفاسي ، و اتوسلها الستر ،، فلا اود ان ابدو ضعيفة امامه
يكفي ما قد كشف عنه ،!

جحدني بنظرات حادة و يبدو إنه تبين مخاوفي التي لم احاول دفنها بأي حفنة من الثرى ، إستقام واقفا و هذه المرة ابعد عني عينيه فـ كسب بي اجرا لا يتصوره عقله
رمى بقميصه فوق السرير ليبتعد بتلك ' الفانيلة ' المليئة بالعرق ، إكفهرار ملامحه جعلني انكمش لأبتعد عن طريقه ، اخشى ان يعاقبني على حرارة الجو و إزعاج تلك الحشرات التي تملأ المكان ، و التي لم تترك مكانا في جسدي الا و علمت عليه بـ شراسة !

إنتشيت قليلا و انا اتابع تدليكه المستمر لظهره تاره ، و منكبيه اخرى ، هذا افضل ،
أود أن اشكر كل حشرة سحبت القليل من دمه ، و ازعجته هكذا ، ماذا يحدث لو تلوث جسـده و اصابه مرض ما يسمى بالإنسانية !!


حمدت الله جهرا حينما غادر المكان من دون إصابات نفسية جديدة ،، اغلقت الباب خلفه من غير ان اهتم للقفل المتعطل ، فـ معرفتي بهذا الرجل اكدت لي إنه يتسم بصفات الرجل العربي بأكملها
فلا يقاوم طعاما يشق برائحته انفه ، و لا نوما فوق سرير وثير او فقير ؛
و بما إنه ذهب لتناول طعامه ، فلن تغريه فكرة العودة لهذه الحجرة الضيقة ،، لحين ان استسلم لسلطان النوم !
دغدغ النعاس اطراف جفوني و انا اجلس فوق الفراش المتبعثر ، و كإن غولا ما قد توسده منذ قليل
لا ادري كيف و لكن بلا ادراك مني إبتدأت حلقة جديدة من مسلسل الخيانة التي يترأس بطولتها قلبي
فهاهو يخفق لمجرد ملامستي قميصا مبتل بعرق ذلك الثائر الدم ، ما هي نهايتي معك يا دكتور ؟
قد أجبرتني على التمسك بقيدك اكثر بفعلتك تلك ، و عظيم المصيبة تكمن في كوني إستسلمت برضا ، أو بـ ملل ، لا يهم .. فبالنهاية اصبحت إمرأتك !
يا الهي

تلوت امعائي بأكملها لأشعر بنقر في كلتا كليتيي ،، و كإنهما ستنفجران الما !
يارب ،، أعني على اتمام هذا الاختبار

فضول هو ام جنون ، أو قد يسمى حبا !
هذا الذي دفعني الى رفع قميصه لإستنشاقه فقط ، فيوما ما ستكون هذه مجرد لحظات مسروقة من ازمان الذاكرة

علي !
أ فعلا ما حدث ؟
أصبحت زوجتك و لو بطريقة تخالف التقليد ؟
أوليس حراما ان اتناول تفاصيل مشاعري نحوك ؟ حتى ولو كانت لـ وهلة قصيرة ، هذا يكفيني و ما كنت لأحلم به منذ شهر سلف

إستلقيت فوق دفء تركه خلفه وإشتعل جسدي بلا شعور ، قبضتي اعترضت امر خلاياي الدماغية بشأن التعقل و ترك القميص ،
بل ثارت و عاندتني ، و كإنه وباءا اصابها لملامستها قميص ذاك الحامل من الصفات ابشعها ، ومن الرجولة اضخمها !

تثاءب حلمي بعد أن أيقظته منذ قليل ، ليصدم بمرارة الواقع الذي يلصق بإسمي أسم والدي ، قاسم !
لن تنتهي يوما حرب الدماء مادمت إبنة قاسم ، فـ نم يا حلمي ، و كن رقيقا بي و لا تجرؤ على الإقتراب من الواقع مجددا ، و لو إستطعت الموت ، فـ مت ، فـ أمثالك لا حاجة لهم بالحياة






؛





(1)


وامتَزَجنا

كانَ صوتُ الحبِّ أقوَى

مِنْ عِنادِكْ

كانَ أقوَى مِن قَرارِكْ

ذَوَّبتْني النَّارُ في عينيكِ حتى

لَمْ يَعُدْ مِنِّي أثَرْ

وتَطَهَّرتُ بِمائكْ

واحتَواني صَدرُكِ المَملوءُ دِفئًا

وتَرَشَّفتُ حَنانَكْ

وامتَثَلتُ ..

لِقضائي

عندَما أدرَكتُ أنِّي

أينَما وَلَّيتُ وَجهي

سوفَ ألقاني أمامَكْ

(2)


ساقتِ الأقدارُ حُبَّكْ

نَحوَ أرضي

فتَعَجَّبتُ لأنِّي

قد ظَمِئتُ..

ألفَ عامٍ

كيفَ أقداري حَوَتني

وسَقتني كأسَ بردٍ وسَلامْ

حينَما مَرَّتْ عُيونُكْ

فوقَ أرضي كالغَمامْ

وتَسرَّبتِ بدّمِّي

وامتَزجتُ..

بِدِمائِكْ

فنَما لي في عُيونِي

غُصنُ زَيتونٍ يُظلِّلْ

ورأيتُ القلبَ طِفلاً

كلَّما يلقاكِ يَجري ويُهلِّلْ

كنتُ أحتاجُ لأمٍّ

تَحْمِلُ الطفلَ الصغيرْ

ثمَّ تَحنو وتُدَلِّلْ

آهِ يا حُبِّي الذي قد زارَ قلبي

منذُ كُنَّا

في رِحابِ الغَيبِ

طِينًا يَتَشَكَّلْ


عبدالعزيز جويدة








بعد أن أتم طعامه ، استقام وعيناه تراقب عقرب الساعة ، ما بالها جدته ؟ أ فعلا قررت المبيت في بيت خاله ؟
عندما كلمها منذ قليل اخبرته بأنها لن تعود و لينعم بليلة هانئة مع زوجته ،، يعلم جيدا شرانية موقفها من هذه الزيجة المهتزة الأسس ، و لكن انى لها ان تتركه مع تلك المغفلة هكذا ؟!
الا ترى غرابة الامر بأكمله ؟
تبا لإبني خاله ، فيبدو إنهما قد جهرا بأمر زواجه و شهادتهما ،، فلولاهما لما إستلمت والدتهما الهاتف من الجدة لتكمل نصائحها بشأن ضرورة البقاء مع زوجته بمفردهما و ضرورة إخبارها إن كانا يحتاجان شيئا ما !

لو كانت هذه مزحة ، لحطم انف من رماها بحماقة
أ يستطيع هو ، الرجل الذي رسم الشيب خطوطا رفيعة في شعره لـ فقدان كل من تسري بـ عروقهم دماءه تكوين أسرة مع إبنة لأحد المجرمين العظام ؟

إبنة قاسم النذل
هه ،
تحرك خطوة ليقف شارد الذهن محملقا في الصينية التي تركها مهملة ، مال بجسده ليرفعها بيساره ليتحرك بعـدها نحو المطبخ و إبتسامة طفيفة تعلو فمه
طبخ تلك المرأة لا يقاوم !!
و هو لم يكن يوما ممن يحاولون المقاومة أمام الطعام الشهي ،
عندما يعود الى منزل آلن سيفتقد هذا الإستمتاع بتناول اطيب الاكلات ؛

آلن ،، كم يفتقده !!
هو و ذلك الاخر .. الاخرق
ما ستكون ردة فعلهم تراها حينما يعلمون بفعلته تلك ؟
آلن سيكتفي بالعراك المجنون ، أو السخرية
اما عمـر فلن يتوان عن إستخدام الاساليب المتعقلة و المنطقية لفض الأزمة !
احمق هو عمر ، لو لم يتسرع بـ خطوبته لما تأرجح مستقبله هو و لينا ،، تعوذ من ذنب الـ ' لو ' و هو ينفخ هواء صدره خارجا ،
ليس باليد حيلة ،، فـ هذا نصيبهما ،
كما هو نصيبه بالضبط !

بذكر نصيبه ،، تحرك بفضول غريب ليرى حالها بعد ان ترك الصينية في المطبخ ،
عندما وصل الباب المردود بشكل طفيف دفعه بـ هدوء ، ليزعجه ذلك الاحتكاك بين اجزاءه الحديدية لتصرخ عاليا !

لم يخطو عتبة الباب ، فـ وضح له شكلها وهي تحتضن قميصه و النوم يلفها بوداعة و سكون ،
لا يعلم سرا لتلك الانقباضة الحمقاء اسفل صدره ، مكان معدته بالضبط ،
أ يعقل إنه بدأ ينجذب لها كـ إمرأته ، وليست فقط مجرد وسيلة ليصل بها غايته العليا من تهشيم كرامة والدها ؟
غير ممكن !
و إن فعل ،، فهو ليس سوى رجل ،، و لن يكون طبيعيا إن لم تستطع من مثلها ان تدس انفها رغما عن خشونته في اروقة عقله لتشغل الحيز الكبير من التفكير ؛
تكاد تفقده صوابه هذه المتناقضة التصرفات ،، يجزم انها نجحت في اثارة اهتمامه بعد ما رأى

تلك العتبة فقط ، كان يراها كـ حد بين الجد و اللعب ،
يعلم إنه إن تخطاها لن تكون النهاية سعيدة لأحد ، و لكنه سيجازف ، فهكذا فقط سيبل ريق الثأر قليلا ؛
و يهـدأ من شدة النبضات تلك ،، فـ هو ليس براهب ، و هذه زوجته و ان إستعصى فهم الأمر على الكثير ،
نعم ستكسر ،، و ستزهق روحها العفيفة ، سيحطمها بلا شك
و لكن
لا خيار اخر امامه ، فهذه شروط اللعبة منذ البداية ،، و لن يرتضي الذل لـ دمه المراق !

وقف قريبا من السرير لتفلت منه زفرات متتالية وهو يتابع خصلات شعرها الحالك ،، هذا الشعر
سحقا له ،، كم سبب له من ازعاج
أ ترى ملمسه سيكون ناعما كـ بريقه ؟
أم شرسا كبعثرته حول وجه كـ البدر بتمامه ؟
و كإن تلك الذبابة قد وافقته الرأي ، فـ إستوطنت إحدى خصلها مصدرة طنين اثار حنقه ،
حرك كفه قليلا ليبعدها و هذه المرة ود لو ان يمسح أثر تلك الحشرة !
ما باله .؟!

لا يلوم ابن عمها ان انتظرها من السنين خمس !!
تبا له ،، ذلك الحقير ليس سوى ذيلا لـ قاسم الكلب !
إستغرب حالها حينما تحركت فجأة و كإنها شعرت بتأملات رجولية لها ،، طيف إبتسامة داعب فمه عندما حكت بأنفها قميصه ،، لتكشر ملامحها بنفور
توسعـت إبتسامته لتتجمد بعدها فجأة حينما ابتعد الجفنان ليظهرا مقلتين من بديع خلق الله ،، لم يعلم إنها بهذا الحسن إلا الآن ، او انه كان يعلم ولكنه لم يهتم حتى اصبحت ملكه !!

وصله توترها القاتم وهي تتعدل جالسة بفزع ،، وجنتها اليمين متلونه بلون الزهر و أثر احد ازرار قميصه قد طبع عليها ، أوشـك على التسرع إلا إنه تمالك نفسه وهو ينحني ليجلس فيقابلها بجنبه
و يال عجبه حينما شعـر بتقلص معدته يتحول لـ عضلات خصره عندما تهدهد صوتها بـ بعثرة : شتريـ ـد ؟


لم يفكر أن يكذب ليرغمها فجأة على ما لا تحب ، إلا إنه لم يصدق القول ، فـ إستخدم المتعرجة من الطرق وهو يجيب و جسده متصلب بخشونة : ليش جنتي تبجين ؟


أ هذا هو ؟!
لها احقية التزام الصمت المستغرب ،، أ يوقظها من نومها لأجل ذلك ؟
ولو كان رجل غيره لصدقت إهتمامه ، أما هو فيعشق اللهو بمشاعر من يهتمون لأمره ، و قد شهدت الكثير من المواقف مع جدته تارة ، أو والدته ، و حتى لينا !

ببحـة إثر النوم همست : مقعدني علمود هاي ؟


إبتسـآمته الشقية عادت لترتسم بـ برود ،و ادار رأسه قليلا ليتابع رعبها وهي تدس بالقميص تحت الشرشف ،، و كإنه لم يره ، نفث هواء صدره بـ لا مبالاة : إي ، أريد اعرف .. من حقي اعرف شبيها مرتي


إنكمش جسدها و حركت رأسها ببؤس لتتوسل الباب ان ينادي الجدة ،، ما زال الوسن يداعب رموشها فالرؤية تبدو مشوشة بغير شئ ،، و كيف بعد حديثه بهذا الخمول و هنا !

اخرجت زفيرا بـ صفير لتعترف : إذا لينا اختفت و رجعتلك متزوجة شتسوي ؟


أجابها بـ إقتضاب و كإنه قد لقن على مثل هذا السؤال : أذبحها


كادت ان تبكي لولا انها تماسكت بـ ضعف : شفت ليش ابجي


ليشخر : وانتي خايفة على نفسج ؟ لتخافين ابوج هذا مهما جان ناقص وية العالم فـ إنتي بته


لتتحداه على حين غفلة : بالضبط ،، بته ، و انته لازم متنسى هالشي


هذه المرة بانت نظرة تسلية على تحذير في عينيه وهو يعتدل قليلا ليقابلها : وهاي شغلة تنسي ؟


زمت شفتيها لـ تنقل نظراتها نحو الباب ، ففهم رسالتها إلا إنه قال : هسة مقلتيلي ، خايفة من ابوج يكتلج ؟


طأطأت بنظراتها و قلبها لم يتوقف لـ ثانية عن الخفقان المتعدد : و يكتلك انته هم ترة !


رفع حاجبيه بإهمال : ياريت ،، و اروح شهيد بعد احسن


لتختنق انفاسها : و لينا ؟


رفع حاجبيه بلا مبالاة : حزوجها و اخلص


ايجاد نقطة حوار غير ابي و عدائهما فتح امامي ابواب السعادة الوقتية ،، تلك السعادة المحرمة !
أشعر بالعار وانا معه في منزل ريفي ،، و لا أحد من أهلي يعلم ما انا فاعلة ،، هم تغلي قلوبهم بقدور الخوف ، و انا اشعر بـ نبضاتي تتسارع لأجل رجل ؟
تبااا لي
سحقا لـ قلبي النابض .، و اللعنة على شياطين فرحة بما افعله من شائنة الافعال

الشعور بالدنب ضيق الخناق حول رقبتي ،، فـ انسللت بخفة النمل لأنزل من الجانب الاخر للسرير إلا إنه سبقني الحديـث : اوقفي








.
.
.










صادقتان كاذبتان عيناها ♥

-
محمود درويش





تجلس بثبات مغرور ،، بالرغم من التآكل الحاصل في خلاياها العصبية لشدة التوتر ، الساعة تقترب من العاشرة ، و تقريبا تكون الكافيتيريا فارغة في هذا الوقت ؛
فلا يتواجد بها سوى اعدادا معدودة من المنتسبين ، تبعثرت نظراتها للمرة العاشرة على شاشة الهاتف ، تستجدي وقتا اطول لتبقى حرة
فـ هذه الدقائق ستحمل بين طياتها إخر ذكريات العزوبية !!!
حيث إتصل بها أخاها ليأمرها أن تتحضر ، فقد إقترب من المشفى ، و من غير أن تحتاج الكثير من الذكاء إكتشفت السبب وراء مجيئه و أمره بشأن الإستئذان للحصول على إجازة زمنية !

يكاد الهم يخنقها ،، إنها ترمي بنفسها في دوامة التهلكة ،
يا الهي ، كيف سأحتمل كل ما سيحدث معي ؟

بـدأت الغزوات تتـسابق من قبل الكثير من المواكب لتستوطن قلبها ،، هنالك العديد من المشاكل و المصائب في إنتظارها ، وهي لم تفعل سوى إرتداء ثوب التبختر المفضل لديها لـتجر أذيال الخيبة وراءها ؛
لا أحد يعلم ما هية شعورها الحقيقي ،
و لن يفعل احدهم بكل الاحوال

إنتفضت يدها برعشة مستميتة حينما رن هاتفها معلنا عن مكالمة تخبئ بين ثنايا صاحبها الكثير ،، كرهت موقفا احال قوتها ضعف ، لتستقيم امام انظار القلائل فتجيب وهي تتحرك بخطى سريعة حاملة فوق ذراعها رداءها الطبي ، و حقيبتها بشريطها الطويل تتدلى من على كتفها بعشوائية !


ما إن فتحت الخط ، تحدث ، فلم تستطع اللحاق بجملته لفهمها ، فـ تساءلت : وصلت ؟


بهدوء غريب اجابها : إي اني جوة ، طلعي بسرعة


أكملت طريقها لتخرج من المشفـى و بالطبع إختارت ان تختبئ من سطوته بـ عويناتها ذات العدسات الكبيرة ،،
للدواعي الأمنية كان الشارع مغلقا حتى نهايته ، و على الراغب بالدخول او الخروج من المشفى أن يـقطع مشوارا طويلا ، فيما عدا المركبات الخاصة بالمنتسبين حيث تحمل بطاقات تعريف تسمح لهم بالذهاب و الاياب ببساطة !

حرارة الشمس لم ترحمها .. فهي من دون شئ تشعر بالإشتعال ، طيلة الطريق وهي تهمهم بـ أدعية قصيرة و ذات تأثير عظيم ،
تعلم إنها تخطو نحو الـ هلاك
و كلما نوت التراجع ، يصرخ بها عقلها .. لا مفر تتوجهين اليه !
كوني واعية ؛

ولكن هذا لم يمنعها من ان تشد العزم لتتوسل اخاها للمرة الأخيرة ،، فـ تلك كانت نيتها منذ أن إتصل بها فجرا ، و كإنه لم ينم ليلته لشدة التفكير و لم ينتظر الإشراق كي يحاكيها و يبعث لها اخبارا لن تسرها أبدا


عند وصولها السيارة المركونة في الجانب الفئ من الشارع صعدت مكانها لـ تلقي عليه تحية حارة بعض الشئ ، ففي قرارة نفسها هنالك جدول يفيض شوقا لهذا المتعجرف ،،
كان صوتها مقبوض الاسارير وهي تـلتفت نحوه لتبتسم بـ ضعف مضيفة على ' السلام عليكم ' : شلووونك ؟ يمعوود ويين هالغيبة ؟


هز برأسه من غير أن يجيب وهذا ما زاد توترها ، ما به ؟
حتى مكالماته تلك لم تخلو من الغرابة ، و كإن هنالك مصيبة في إنتظار الوقوع ، أو قد تكون وقعت وإنتهى الأمر !!

حرك السيارة بـ طريقة عجلة فـ كاد جسدها يضرب بالـمقدمة لولا إنها إستندت بكفها ، لم تهتم في اخماد صرختها الغاضبة : علييي شبييك على كييفــك


هدأ قليلا من سرعته إلا إنه لم ينجح في تهدئة تخوفها ،، فـ عادت لتتحدث بترقب بعد أن إعتدلت بقعودها : شبيك علاوي ؟ شوو مبين عليك عصبي ؟


و كإنه منحوتة حجرية ، لتطير بها الخيالات الى الا فضـآء ، مدت يدها لتضرب كتفه بخفة : عللللي شبيييك ؟ شسووتلك بيبي حتى ترجعلنا هيجي ؟


كانت مجرد رشة سكر كـ تحلية لمرارة الكوب الذي يرتشفانه ، نظر لها بـ جانب عينه ليتحدث بـ برود : إنتي تدرين بت قاسم جانت مهزومة و لهذا رحت اني ؟


تدلى فكها السفلي بـ صدمة لتتمتم بأصوات متعجبة ،، قليلا و تماسكت لتستطرق مستفسرة : شوكت ؟ أني اولت البارحة حجيت وياهة !


ليفض عراكات افكارها بـ : من اول يوم رحت ، بس لقيتها ، المهم ، لينا .. والله العظيم لو مجنت مضطر مجان خليتج تتزوجين بهالطريقة


لتشـد شريط الحقيبة بقوة ، هذه مقدمة عنيفة ، ليرسل لها برقية اعتذار عن الطلب الذي تنوي تقديمه لسموه مند الصباح الباكر ،
عاد ليستطرد : ومدا اقول هيجي لإن الزواج بيه غلط ، بالعكس ،، اصلا مرح اتطمن عليج الا وانتي وية عمر ، و انتي تدرين .. بس ،، تمنيـت الظروف احسن !


و كإنها صفعت بيد حديدية لتتهشم عظام فكها فتتساقط أسنانها واحدا تلو الأخر .. أهذا علي ؟
المستبــد المجنون ، هذا الذي يأمر فتقاتله لتطيع في النهاية ،، يقدم لها مبررات عن جريمة يقترفها بحقها ؟
منذ متى وهو يمتلك حسا ذوقيا و لباقة في التصرفات ؟


حاولت ثنيه ، فطريقة حواره كانت تبشر ببوادر خير : يعني مناوي تغير رأييك ؟


راقبته وهو يضرب فوق مزمار السيارة بـ طريقة تفتقر الذوق العام ، لتعترض بإنزعاج : عليييي كاافي يعني شيسوون الناس يطيرون ؟


و على خلاف العادة لم يهجم عليها ، لا تعلم لم شعرت به مسلوب القوة ،
رفقت به بلا شعور ليخرج صوته هامسا : حبيبي شبيك ؟ والله دتخوفني وانته هيجي ساكت ؟ حتى عيااط مدتعيط ليش ؟ صاير شي ؟


التفت لها بشرود و كإنه توا شعر بوجودها : همم ؟


تغضن جبينها لـ تصر : لاا انته ابد مو طبيعي ،، فهمني شبيك دخيل الله ، بيبي بيها شي ؟ لو جلناااار ؟


عند ذكر إسمها فقط قبضته إشتدت على المقود ، لتبرز عروق جبينه فـ أصابها ذعرا غريبا : شبيييهم ؟؟ دجاااوب عاد مو شلعت قلبي !


إلتفت نحوها ليرمي بقنبلته من ذلك المدفع الساكن : تزوجتها


هبط قلبها لأرضية السيارة و صرخت فزعة : شنووووو ، عزززة ،، علــي شنوو تزوجتها ؟؟ بكيييفك ؟ و اهلهاااا ؟ عللللي جاااوبني


كاد عقلها ان يسقط هو الأخر لدى صمته المطبق ،، و كإن مصيبة اخرى تلوذ به ،، مدت يدها نحو ذراعه لتضغط فوقها مستجدية منه تفسيرا ما : فهمني فدوة اروحلك ، شنوو القصة ؟ شلون تزوجتها ؟ اهلها عرفوا ؟


هذه المرة خرج عن نطاق الصمت ذاك ليقول ساخرا : زمالة انتي ؟ وين يعرفون !


تلاحقت انفاسها برعب : يعني شنوو ؟ عقدت عليها بكيفك ؟ وهييية شلون قبلت ؟ عززززة ، ياربي شنو هالبلووة ، علي طلقهاااا طلقهااا ورجعها لأهلها لإن والله العظييم ابوها يكتلك والله !

لتضيف بهستيريا محدثة نفسها : ولييش ابوها ؟ أبن عمها ، خطييييبهاااا يكتلك و ميقول لأأأ ،، اكييد حقققه ،، و هييية شلوون تقبببل شلووون ؟ عززززة ،، ياااربي دخيلك !

لـ تضرب ذراعه بقسوة : انتته شنوو ماعندك احسااس ؟ شوووفني محروقة وســآكت ؟ علللي خااف الله بس بية لإن والله العظيم تعبت واللـ ـ ـه


تكرم عليها بنصف إلتفاتة ليـزفر بحدة : لينا والله عشيرتي كلها محترقة ، لتبقين تنوحين قداامي ، ماالي خلق و روحي طالعة


فركت أرنبة أنفها الذي تلون بـ الزهر و أختنق صوتها لتهمس : الله ياخذني و اخلص ، يارب


رفع حاجبه بغيظ مرهق و يده تحك جانب جبينه بقوة : استغفررر الله العظيــم


إلتزمت السكوت حليفا لـ حزنها و رعبها و بين الفينة و الأخرى تفضحها دمعات تتسـآقط كـ حبات لؤلؤ إنفلتت من عقد باهظ الثمن ؛
فهذا حال دموعها الغالية ،، تلـك التي اصبحت بسبب علي على شفير الإبتذال ،

بعد وهلة تحدث : هويتج و شهادة الجنسية جبتيهم ؟


لم تجبه ، بل بقيت محملقة بالطريق امامهما ليردف : بلا مزعطة ، جاوبي


تكشيرتها تلك شفعت لها غضبه من عنادها الطفولي ،، فـ بدت كـ صغيرة مغنجة رفض والدها شراء تلك الحلوى المحظورة لها !

عاد ليقول : رايحين للشيخ وبعدين للمحكمة اذا لحقنا


هزت برأسها بغير إستيعاب و المفاجـأة الجمت الصراخ من أن يصهل عاليا ، فـ اكتفت بنبرة خافتة : يا شيخ يا محكمة ؟ و عمو ؟ هيجي بكيفك تسوي كل شي ؟ عيــب والله


إستدار ليرمقها بنظرة شرسة : تعالي علميني العيب ،، عمج يدري ، رحناله قبل شوية اني و عمر لـ محله و قلناله


إبتسـمت بهوان : و عادي اقتنع ؟


ليتحداها : و ليش ميقتنع ؟ أصلا هسة تلقيه واصل قبلنا و دينتظرنا


ابعدت نظراتها للجانب الاخر وهي تلوذ بالصمت لبرهة ، بعدها تحدثت و كإنها تحاكي نفسها : يعني مشاف شغلة انو متزوج مشكلة ؟ شنو انتو وين عايشين ؟ و شبسرعة رحتوله ؟ شنو من ال8 لو من الـ 7 الصبح ، ' و بضيق حقيقي ' يااارب رحمتك


لم يناقشها ، فـ بدواخله هنالك تأييد خفي لكل ما تقوله ، و لكن عليه ألا يكشف عن تلك الستارة المخبئة أفكاره ،
عادت لتلتفت نحوه : زين و بعدين ؟ يعقد علية و وراهه شيصير ؟ أرجع لبيت عمي ؟


أجاب بـ إرهاق تسلل ليهرب من بين ضخامة انفاسه : والله ما ادري ،، بس اهم شي اتطمن انو عندج مكان امين تبقين بيه اذا صارلي شي


لتسخـر بـ حدة : حقك تخاف ، والله اهلها محيعوفوك ، و محد واقع بيها غيري


ليـستطرق : مشايف مثلج انانية


عاندت خوفها : ومشايفة مثلك متهور ،، تتزوج بت الناس على اي اساس ؟ تخيل لو اني مسويتها متذبحنييي ؟ والله بابا الله يرحمه شقد حباب و ادمي هم جان ذبحني ،، لو هيجي بس تريد تحرق قلب ابوها و مداير بال لقلبها


انتفخت اوداجه بـ غضب مكتوم ، تسارعت أنفاسه و حدقتاه سبرت اغوار الساعات الماضية لتذكره بما حدث ، بل بما فعل !
لن يستطع يوما ان يمحو من جدران ذاكرته تلك النظرة المخذولة و النبرة المكسوة بالوجع ، لن يفعل !

سحقا لينا كفي عن النبش في أوجاع تلك التي بنت صروحها في جوفي ، تبا !

عادت لتقول مستفسرة : بس هية عاقلة والله ،، شلون قبلت فهمني ؟ و بعدين هشام شلون نسته ؟ هذاا خطيبها صارله 5 سنين ، علي والله انته ذبيت نفسـك للنار


التفت ليجحدها بـ شعاع مشتعل : كافي اكلان *** ،، هاهية هية هسة مرتي ومحد يقدر يقول غير هالشي


لتحاول بيأس : زين طلقها ،، مدام بعد مصاير شي طلقها و وديها لاهلها و سوي نفسك واحد لاقيها لو صخام دخيييل الله والله اعصابي تلفت من وراك


في مكامن الروح ،، توجع شئ لذلك الاسلوب المستميت ، إلا إنه هتف بضيق : كافي لين ، كااافي ماكو وحدة رايحة تعقد هيجي ، احس رح تخنقيه لعمر اول متشوفيه


حروف قصيرة ، تعتادها منذ الازل ، جعلتها تنكمش الما وهي تختار الانزواء بـ احلامها الموءودة عميقا في رمال الواقع الجائعة لكل برئ كي تلتقطه شهيدا !


رعشة مفاجئة هزت بدنها فـ حطمت قلبه ، و لكن كان عليه المضي قدما في الأمر ، فهذا الأسلم لها
بالذات بعد ما حدث بالأمس ؛
يجـب أن يحفظ حياة اخته .. فلا طاقة يحملها لفقدانها هي الاخرى وهذه المرة بسببه !

بعـد الطويل من الصمت امال برأسه ليراقب فركها ليديها بتلك القسوة ، تحدث بـ ثبات : جبتي عباية ؟


هذه المرة قررت الرد بعد أن ذكرها بشئ غفلت عنه : لأ ،، ودينا لبيت عمي و مناك اخذ


ليـتحدث بحدة و مزاج تلون بالداكنة من الآلوان : وين نووولي لبيت عمج ،، الدنيا تشتعل حر و تريدين تفرفرين بينا ،، و بعدين مو مشكلة همة هسة ينطوج هناك


لتجيبه بأنف متعالي : مو فاتح تبريد وين الحر ؟ و ثاني شي ما البس عباااية مية وحدة لابستها قبلي ،، معلية والله


أستفزته ليـفرغ بها القليل من الكبت الجاثم فوق صدره منذ ساعات : والله طبببج مررض ،، اني خابرتج الصبح غير تحضرين نفسج


لتلتفت فتراقب تصلب فكيه بـ غيظ : اجيبها للدوام ؟ وين احطها براااسي ؟


لم يجبها فـ عادت لتتكئ على المسند بقوة وهي تتذمر : يريد يطلع حرقته بيه ،، أني شعلية ؟ يااارب اخذنننني وخلصننني والله متتت


لم يهتم و عادت هي لتخسر جواهرها الثمينة كل حين ، تمالكتها العظيم من الثورات حين علمت الطريق ،، لم يهتم بإعتراضها وهاهو يأخذها للمسـجد حيث الشيخ الذي سيسلمها لـ ذلك الرجل !
البليــد

لم تناقشه ،، فهنالك غصة تأبى الإنفلات و الإفصاح عن ضعف و وجع ،، ويجب ان تتستر عليها قبل فوات الأوان
حينما إقتربا من المكان المقصود لاح لها ذلك العمر الذي لم تفصله سوى دقائق قليلة لتكون له
كما تمنى دوما
لا تعلم أي نصيب رماها لـ تؤول تدحرجاتها القاسية لهذا الدرب

إستغفرت بزفرة قهر اثارت رشفة من التوتر في نفس اخيها ،، و ما إن ركن سيارته حتى ترجل ليتقدم له ذلك فيتبادلان امام مرآها سلاما هادئا و هما يراقبان الطريق
لا تعلم ما الامر ،، هل الجميع متوتر كـ هي ام إن هنالك ما بينهما و يخفيانه ؟


اضاءات اشارات الـ رعب في نفسها حينما اشار لها علي لتترجل هي الاخرى ، رفضت بيـدها وهي تشير لملابسها الملونة ؛
فـ إكفهرت ملامحه و ترك رفيقه يتابع الطريق مصلوبا تحت شمس الضحى و عاد نحوها ، مال بجسـده ليتحدث بـ غلظة و ذراعيه اسندهما على طرف النافذة المفتوحة : نزلي هسة ندبرلج عبااية ، يللا ورانة روحة للمحكمة هم !



عربدت الأعاصير بجدران صدرها الداخلية ،، فـ بدأت تشقق البطانة و تصدأ الأضلاع ، فـ تحيلها لأجزاء هشة لا حيلة لها على المقاومة
إرتخى كتفيها إثر ذلك الإستسلام وهي تكافح لإستجداء العناد : يا محكمــة ؟ هوة بس عقد شيخ وهااهية ،، محكمة و بعدين ينكتب بجنسيتي مطلقة


ليميل رأسه متسائلا بعجب ، قليلا جدا و إستطاع فبركة تهيؤ ما عما صبت اليه بـ غلطتها تلك ، فـ أثار الندم بادية فوق ملامحها ،
ساعداه اللذان كانا يضغطان على طرف النافذة المستعرة إثر الشمس إبيضا على طولهما لقلة الدماء المنسابة لشرايين مدفونة بعضلاتهما ، خرجت نبرته محذرة و عيناه تهددانها : ليش حضرتج ناوية تتطلقين ؟ لعب جهال هوة ؟ لو الدنيا على كيف اهلج ؟


لتستمر بـ الإفصاح ، فدامه كشف نيتها لا ضير من إتمام الامر : لعد ابقى وياه عمري كله وهوة كل الي سواه وقفة علمودك انته ؟


لينتصب واقفا فيفتح الباب ،، مد بنصف جسده للداخل وهو يطفأ المحرك بعد ان اغلق النوافذ : امشي نزلي ، لتخليني اطيح حظج هسـة


إنتفخت ملامحها إثر الوجع ، إنها تتألم ،
لم تكون كأي فتاة بيضاء الصفحة ،
لن تعيش حلم الاقتران بفارس الاحلام
حتى و ان كانت دوما منطقية الفكر و لم تعجبها تلك التفاهات ، فتبقى فتاة في النهاية
لن ترتدي فستانا ابيض و لن تتحنى بحنة العروس كـ رسل
لن تكون لها شبيهة حتما !
لا إنها مخطئة ، فلها من الشبيهة نسخة أخرى ولو إختلفت الظروف ، و الجاني رجل واحد

صدمتها فعلة الـ جلنار ، كيف إرتضت ان تطعن اهلها بظهرهم هكذا ؟
أ ما يكفيها رعبا يستوطن الحشا من بعد غيابها العسر ؟
أ قررت الإخلاء بـ عهود الفطرة لتتركهم الى الابد ؟
إنه لأمر مستحيل ،
عليها عدم التسرع في الحكم

وما شأنها بما حدث لهم ؟
تبا لعلي و لجلنار و لـ عمر ايضا
عليها التفكير بمصيبتها القادمة ،
ترجلت بعد ان رمت الرداء الطبي و حقيبتها على المقعد ،
ذكرها بـ : جنسيتج


بـ أعصاب مشدودة مالت لترفع الحقيبة و تخرج منها الاوراق الرسمية اللازمة ، كان النفور جليا على حركاتها وهي تتحـرك امامه مكرهة ،
توقفت بالقرب من سيارة عمر وهي تلقي السلام بخفوت ، أجابها بغلظة من غير أن يـلتفت بإتجاهها ، و حينها إنتبهت لـ والدته تترجل هي الاخرى من سيارته لتقترب منهم
القت تحيتها الطيبة بـ هدوء و بذات الهدوء تلقت الفتاة في احضانها بمحاولة مواساة يائسة ،
لم تستطـع السيطرة على اصفاد مقلتيها فتبلل خداها بالقليل من القطرات ، لتمسحهما بسرعة و تحمد الله إنها ترتدي النظارة لتخفي خلفها بحورا تفيض ،

إشرأبت أنفاسها عند ضغط تلك الحنون على جسدها ، وصلتها نبرتها اللينة : حبيبتي لتنقهرين من الطريقة ،، كل واحد ياخذ نصيبه من الدنيا ، و ان شاء الله يجعللكم بيها الخير و البركة


تمقت ان يحدثها احدهم بشأن الامر و كإنه طبيعي ، لا تحتمل شيئا مماثلا كهذا !
هي . لن تكون لعمر
حتى و إن اجبروها على الذهاب للمحكمة والقاء نفسها بسجنه لسنوات عدة ، لن تكون الا كضعيف رضي بالظلم على نفسه ليسكت السنة القضاة
ما يؤلم أكثر هو ذلك التصلب الواضح على جسـده ، فيبدو إنه ليس سوى مماثلا لها !
ما هذه الزيجة التي اجبرا على المضي قدما في إتمامها

يارب !

وقفت مع والدته لبرهة و على جانب اخر يقف الجانيان ، كلا منهما يتحدث بهاتفه ،
انتبهت لوالدته تحادثها بلطف : لينا امي امشي ندخل للجامع نصليلنا ركعتين لحدما يجون عمج و آلن ،


اجابت بهدوء : بس خالة مجايبة عباية ، شلون ادخل ؟


لتعود نحو السيارة فتخرج كيسا يحوي عباءتها ، قدمتها لها : أخذي امي لبسي عبايتي ، واني همة ينطوني هسة







؛

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 04:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية